عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 01:59 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

القول في حكاية اسم السورة

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وتقول: قرأت «اقتربت» فيكون لك مذهبان إذا أردت الحكاية قلت: قرأت (اقتربت) فحذفت الألف في الوصل. وإن ابتدأتها على هذا المذهب كسرتها فقلت: (اقتربت) قرأت وإن جعلتها اسمًا للسورة قلت: قرأت (اقتربت) يا هذا، فتقطع الألف في الوصل والابتداء لأنك جعلتها مما للسورة. وتقول: قرأت (اقتربت) فيكون لك : إن أردت الحكاية قلت: قرأت (اقتربت) تحذف الألف في الوصل وتسكن التاء. وإن جعلتها مما للسورة وأخرجتها إلى الأسماء كل الإخراج قلت: قرأت (اقتربت) فتقطع الألف في الوصل والابتداء.
واختلف النحويون في الوقف عليها فقال الخليل بن أحمد وأصحابه: نقول في الوقف: قرأنا (اقتربه) فتقف على الهاء كما نقول في سائر أسماء المؤنث: رأيت طلحة وعمرو.
وقال الفراء: إذا أخرجتها إلى الأسماء قطعت الألف ووقفت بالتاء، وأنكر قول الخليل وأصحابه في الوقف على الهاء وقال: إنما سميتها بفعل لا باسم، فلو وقفت على الهاء كنت كأني سميتها باسم لا فعل. وتقول: قرأت [اقرأ] يا هذا، فتحذف الألف وتسكن الهمزة إذا نويت الحكاية فإذا جعلتها اسمًا للسورة قلت: قرأت (اقرأ) يا هذا، بقطع الألف الأولى في الوصل والابتداء وهمز الثانية وفتحها. واعلم أنه لا يجوز الوقف على بعض الحروف دون بعض، لا يجوز أن تقف على «ال» وتبتبديء «هاكم التكاثر»، ليس هذا من مذهب القراء ولا من مذهب العرب الفصحاء، وربما فعل ذلك قوم من العرب فيقفون عند الساكن في الحرف إذا قطع نفس الرجل منهم، ولا يقف عند المتحرك ثم يعدون الذي وقفوا عليه في الابتداء، إذا كان مدغمًا يقولون قام الرجل، فإذا انقطع نفس أحدهم عند الألف واللام قال: قام الـ. ثم يقول بعد: الرجل فيدغمون لام في الرجل فيعيدونها من أجل الإدغام، فإذا كانت لام غير مدغمة لم يعيدوها. من ذلك أنهم يقولون: قام الحارث، فإذا اضطروا إلى الوقف على الألف واللام قالوا: ال، ثم يقولون في الابتداء: حارث، فلا يعيدون الألف واللام لأن اللام ظهرت فكرهوا إعادتها لظهورها.
قال الفراء: أنشدني بعض العرب:
قلت لطاهينا المطري في العمل = عجل لنا هذا وألحقنا بذل
ألشحم إنا قد أجمنا ذا بجل
فأعاد الألف واللام في «الشحم» لاندغام اللام في الشين. يقاس على هذا كل ما يشبهه إن شاء الله.
). [إيضاح الوقف والابتداء: 1/469-473]

رد مع اقتباس