عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 6 صفر 1432هـ/11-01-2011م, 07:10 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

الحكمة من تسوير القرآن سورا

قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (فإن قيل: فما الحكمة في تقطيع القرآن سورا؟
قلت: هي الحكمة في تقطيع السور آيات معدودات لكل آية حد ومطلع، حتى تكون كل سورة بل كل آية فنا مستقلا، وقرآنا معتبرا، وفي تسوير السورة تحقيق لكون السورة بمجردها معجزة وآية من آيات الله تعالى، وسورت السور طوالا وقصارا وأوساطا تنبيها على أن الطول ليس من شرط الإعجاز فهذه سورة الكوثر ثلاث آيات، وهي معجزة إعجاز سورة البقرة.

ثم ظهرت لذلك حكمة في التعليم، وتدريج الأطفال من السور القصار إلى ما فوقها يسيرا يسيرا، تيسيرا من الله على عباده لحفظ كتابه، فترى الطفل يفرح بإتمام السورة، فرح من حصل على حد معتبر، وكذلك المطيل في التلاوة يرتاح عند ختم كل سورة ارتياح المسافر إلى قطع المراحل المسماة مرحلة بعد مرحلة أخرى، إلى أن كل سورة نمط مستقل فسورة يوسف تترجم عن قصته، وسورة براءة تترجم عن أحوال المنافقين وكامن أسرارهم وغير ذلك...

وقال الزمخشري: الفوائد في تفصيل القرآن وتقطيعه سورا كثيرة، وكذلك أنزل الله التوراة والإنجيل والزبور وما أوحاه إلى أنبيائه مسورة، وبوب المصنفون في كتبهم أبوابا موشحة الصدور بالتراجم:
- منها: أن الجنس إذا انطوت تحته أنواع وأصناف، كان أحسن وأفخم من أن يكون بابا واحدا.
- ومنها: أن القارئ إذا ختم سورة أو بابا من الكتاب ثم أخذ في آخره كان أنشط له وأبعث على التحصيل منه لو استمر على الكتاب بطوله، ومثله المسافر إذا قطع ميلا أو فرسخا وانتهى إلى رأس برية نفس ذلك منه ونشطه للمسير، ومن ثمة جزئ القرآن أجزاء وأخماسا.
- ومنها: أن الحافظ إذا حذق السورة اعتقد أنه أخذ من كتاب الله طائفة مستقلة فيعظم عنده ما حفظه، ومنه حديث أنس: (كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جل فينا). ومن ثم كانت القراءة في الصلاة بسورة أفضل.
- ومنها: أن التفصيل يسبب تلاحق الأشكال والنظائر، وملاءمة بعضها لبعض، وبذلك تتلاحظ المعاني والنظم.. إلى غير ذلك من الفوائد). [البرهان في علوم القرآن: 1/263-265]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (فائدة : قيل الحكمة في تسوير القرآن سورا: تحقيق كون السورة بمجردها معجزة وآية من آيات الله والإشارة إلى أن كل سورة نمط مستقل؛ فسورة يوسف تترجم عن قصته، وسورة براءة تترجم عن أحوال المنافقين وأسرارهم، إلى غير ذلك.
وسورت السور طوالا وأوساطا وقصارا تنبيها على أن الطول ليس من شرط الإعجاز؛ فهذه سورة الكوثر ثلاث آيات وهي معجزة إعجاز سورة البقرة، ثم ظهرت لذلك حكمة في التعليم وتدريج الأطفال من السور القصار إلى ما فوقها تيسيرا من الله على عباده لحفظ كتابه * قال الزركشي في البرهان: فإن قلت: فهلا كانت الكتب السالفة كذلك؟
قلت: لوجهين:
أحدهما: أنها لم تكن معجزات من جهة النظم والترتيب.
والآخر: أنها لم تيسر للحفظ، لكن ذكر الزمخشري ما يخالفه؛ فقال في الكشاف: الفائدة في تفصيل القرآن وتقطيعه سورا كثيرة، وكذلك أنزل الله التوراة والإنجيل والزبور وما أوحاه إلى أنبيائه مسورة، وبوب المصنفون في كتبهم أبوابا موشحة الصدور بالتراجم:
- منها: أن الجنس إذا انطوت تحته أنواع وأصناف كان أحسن وأفخم من أن يكون بابا واحدا.
- ومنها: أن القارئ إذا ختم سورة أو بابا من الكتاب ثم أخذ في آخر كان أنشط له وأبعث على التحصيل منه لو استمر على الكتاب بطوله، ومثله المسافر إذا قطع ميلا أو فرسخا وانتهى إلى رأس برية نفس ذلك منه ونشط للسير، ومن ثم جزيء القرآن أجزاء وأخماسا.
- ومنها: أن الحافظ إذا حذق السورة اعتقد أنه أخذ من كتاب الله طائفة مستقلة بنفسها فيعظم عنده ما حفظه، ومنه حديث أنس كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا ومن ثم كانت القراءة في الصلاة بسورة أفضل.
- ومنها: التفصيل بسبب تلاحق الأشكال والنظائر وملائمة بعضها لبعض، وبذلك تتلاحظ المعاني والنظم إلى غير ذلك من الفوائد. انتهى). [الإتقان في علوم القرآن: 2/429-430]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (تنبيه: قيل: الحكمة في تسوير سور القرآن : هو تحقيق كون السورة بمجردها معجزة وآية من آيات الله والإشارة إلى أن كل سورة نمط مستقل فسورة يوسف تترجم عن قصته وسورة براءة تترجم عن أحوال المنافقين وأسرارهم إلى غير ذلك وسوَّر السور(3) طوالًا وأوساطًا وقصارًا تنبيهًا على أن الطوال ليس من شرط الإعجاز فهذه سورة الكوثر ثلاث آيات وهي معجزة إعجاز سورة البقرة ثم ظهرت لذلك حكمة في التعليم وتدرج الأطفال من السور القصار إلى ما فوقها تيسيرًا من اله على عباده لحفظ كتابه. انتهى من الإتقان). [القول الوجيز: 110-124]
- قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَلِيّ مُوسَى (ت: 1429هـ): ((3) يعني أن سور القرآن بعضها طوالًا وأوساطًا وقصارًا). [التعليق على القول الوجيز : 3]


رد مع اقتباس