عرض مشاركة واحدة
  #63  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 11:57 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة

[من الآية (216) إلى الآية (218) ]

{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216) يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (218)}

قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ) بفتح الكاف ابْن مِقْسَمٍ، وعبيد بن نعيم عن أبي بكر، وعصمة،، هارون بن حاتم عن عَاصِم، وقرأ الحسن (كَرْهًا) [في جميع] القرآن بالضم وافق الْأَعْمَش وحَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ والْعَبْسِيّ والكسائي غير قاسم وطَلْحَة في رواية الفياض في النساء، والتوبة، والأحقاف وافق عَاصِم غير المفضل، وأبو حنيفة، وأحمد، وبصري غير المنهال، وأيوب، وأَبِي عَمْرٍو، وشامي غير هشام طريق الحلواني في الأحقاف.
قال الزَّعْفَرَانِيّ: بما كان من أمر الشدة والمشقة فهو بالضم وهو في البقرة، والأحقاف
[الكامل في القراءات العشر: 503]
وغيره بالفتح، وهو الاختيار للفرق بين ما نكره عليه وبين ما يكون للمشقة، الباقون بالضم ها هنا وبالفتح في غيره، أما (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ) فقد مضى). [الكامل في القراءات العشر: 504]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "متى وعسى" حمزة والكسائي وخلف والأعمش، وبالفتح والتقليل الأزرق والدوري عن أبي عمرو، وصريح قول الطيبة: قيل حتى بلى عسى وأسفى عنه أي: الدوري نقل يفيد قصر الخلاف على الدوري فيهما، لكنه نقل في النشر تقليل متى عن أبي عمرو من روايتيه جميعا عن ابن شريح وغيره، وأقره). [إتحاف فضلاء البشر: 1/437] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم حكم إمالة "الدنيا" وكذا "اليتامى" و"شيئا" وكذا تغليظ لام "إصلاح" ووقف حمزة على "فإخوانكم" بالتسهيل كالياء وبالتحقيق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/437] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
({وعسى أن تكرهوا شيئا} [216] يأتي على الفتح في {عسى} التوسط والطويل في {شيء} ويأتيان أيضًا على التقليل، وقس على هذا جميع ما ماثله، فهو في القرآن كثير). [غيث النفع: 427]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون (216)}.
{كتب عليكم القتال}
- قراءة الجمهور "كتب... القتال" على بناء الفعل للمفعول، ورفع ما بعده.
- وقرئ "كتب... القتال" مبنياً للفاعل، وبنصب القتال، والفاعل ضمير يعود على اسم الله تعالى.
{القتال}
- وقرأ قوم "...القتل" بدون ألف.
- وقراءة الجماعة "...القتال" بألف.
{وهو}
- سبق في الآيتين/29و85 من هذه السورة القراءة بضم الهاء وإسكانها.
{وهو كره}
- قرأ السلمي ومعاذ بن مسلم "كره..." بفتح الكاف.
- وقراءة الجمهور بالضم "كره".
{عسى.... عسى}
- قراءة الإمالة فيه عن حمزة والكسائي وخلف والأعمش.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش والدوري عن أبي عمرو.
[معجم القراءات: 1/297]
{خير}
- قراءة الأزرق وورش بالترقيق بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 1/298]

قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (قِتَالٍ فِيهِ) برفع اللام مثل الثاني أبو الفتح النحوي عن يعقوب، وَرَوْحٌ بْن قُرَّةَ عنه " قَتْلٌ فيه " بغير ألف مرفوع.
وروى الحسن بن سفيان بن عتبة " قَتْلٍ " بغير ألف مجرور، الباقون (قِتَالٍ فِيهِ)، وهو الاختيار بدل من الشهر " قُلْ قَتْلٌ " بغير ألف ابْن قُرَّةَ عن يَعْقُوب والشيزري عن أبي جعفر، الباقون (قِتَالٌ) وهو الاختيار لقوله: (وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) ). [الكامل في القراءات العشر: 504]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم حكم إمالة "الدنيا" وكذا "اليتامى" و"شيئا" وكذا تغليظ لام "إصلاح" ووقف حمزة على "فإخوانكم" بالتسهيل كالياء وبالتحقيق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/437] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
({وإخراج} [217] يرقق ورش راءه وإن كانت الخاء من حروف الاستعلاء، لقوله: سوى الخا). [غيث النفع: 427]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({والآخرة} ما فيه وصلاً ووقفًا لا يخفى، وأما الابتداء به وبنحوه، من كل ما دخل عليه حرف من حروف المعاني، وهو على حرف واحد، كباء الجر ولامه وأو العطف وفائه، فلا يجوز الابتداء إلا بذلك الحرف، ولا يجوز فصله عن الكلمة، ولورش فيه الثلاثة بلا نزاع.
وأما ما لم يتقدمه حرف من كل ما نقلت حركته إلى لام التعريف كـــ {الإيمان} [التوبة: 23] و{الأولى} [طه: 21] و{الأخرة} [94] فمن لم يعتد بالعارض وهو تحريك اللام وابتدأ بهمزة (ال) فقال {الأخرة} {الإيمان} [الأولى} فورش عنده على أصله
[غيث النفع: 427]
في مد البدل، ومن اعتد بالعارض وابتدأ باللام فقال {لاخرة} {لايمان} {لاولى} فليس له إلا القصر، لقوة الاعتداد في ذلك، لأنه لما اعتد بحركة اللام وابتدأ بها فكأنها أصلية، ولا همز، فلا مد.
وليس المراد بالابتداء أن تكون الكلمة في أول الآية، بل وكذلك إذا كانت الكلمة في وسطها أو آخرها وأردت عطف الطويل والتوسط لورش منها فلا يأتيان إلا على الأول فقط.
وهذان الوجهان أعني الابتداء بهمزة الوصل وبعدها اللام المتحركة بحركة همزة القطع فتقول {الأرض} [61] و{الاخرة} و{الايمان} {الابرار} [آل عمران: 193] وحذفها والابتداء باللام فتقول {لارض} {لاخرة} {لايمان} {لابرار} والوجهان جيدن صحيحان نص عليهما حافظا المغرب والمشرق أبو عمرو الداني وأبو ال علاء الهمداني وغيرهما، قال المحقق: «وبهما قرأنا لورش وغيره على وجه التخيير، وبهما نأخذ» اهـ وقال:
وتبدأ بهمز الوصل في النقل كله = وإن كنت معتدا ب عارضه فلا). [غيث النفع: 428]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمن وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون (217)}.
{يسألونك}
- قراءة الجمهور "يسألونك".
- وقرأ الأعرج "ويسألونك" بالواو.
{قتال فيه}
- قراءة الجمهور "قتال فيه" بالكسر، وهو بدل من الشهر بدل اشتمال.
- وقرأ ابن عباس والربيع والأعمش وعكرمة وابن مسعود "عن قتال فيه" بإظهار "عن"، وهكذا هو في مصحف عبد الله.
- وقرأ الأعرج "قتال فيه" بالرفع، وهي قراءة شاذة، على تقدير: أقتال فيه؟ أو أيكون قتال فيه؟
[معجم القراءات: 1/298]
{قتال فيه قل قتال فيه}
- قرأ عكرمة وابن مسعود وأبو السمال "قتل فيه قل قتل فيه" بدون ألف فيهما.
- وقراءة الجماعة بألف فيهما "قتالٍ ... قتالٌ".
{كبير}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{وكفر به والمسجد الحرام}
- قراءة الجمهور "والمسجد الحرام" بالخفض عطفاً على "سبيل الله"، أو على الضمير المخفوض في "به"، أي: وبالمسجد الحرام.
- وقرئ بالرفع "والمسجد الحرام" ووجهه أنه عطف على قوله: "وكفر به"، أي وكفر بالمسجد الحرام، فحذف المضاف.
{وإخراج أهله}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
- والباقون على التفخيم.
{وهو}
- سبق الحديث في القراءتين: ضم الهاء وإسكانها في الآيتين/29و85.
{كافر}
- ترقيق عن الأزرق وورش بخلاف.
{حبطت}
- قرأ الحسن وأبو السمال "حبطت" بفتح الباء، وهي قراءة أبي السمال في جميع القرآن.
[معجم القراءات: 1/299]
- وقراءة الجماعة بكسر الباء "حبطت".
- والفتح والكسر لغتان.
{الدنيا}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين: 85و114.
{النار}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/89). [معجم القراءات: 1/300]

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (218)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ووقف على "رحمت الله" [الآية: 218] بالهاء أبو عمرو وابن كثير والكسائي ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/437]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({رحمت الله} [218] مما رسم بالتاء، وهو سبع مواضع:
الأول: هذا.
والثاني: في الأعراف {إ ن رحمت الله قريب من المحسنين}.
الثالث: بهود {رحمت الله وبركاته} [73].
والرابع: بمريم {ذكر رحمت ربك} [2].
الخامس: بالروم {ءاثار رحمت الله} [50].
[غيث النفع: 428]
السادس: بالزخرف {أهم يقسمون رحمت ربك} [32].
السابع: بها أيضًا {ورحمت ربك خير مما يجمعون}.
وذكر الخلاف لأبي داود في {فبما رحمة من الله} [159] بآل عمران، والمشهور أنها بالهاء.
فلو وقف عليها فالمكي والنحويان يقفون بالهاء، والباقون بالتاء، وليست بمحل وقف، ولذا لم نذكرها مفصلة في مواضعها). [غيث النفع: 429]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({رحيم} تام وفاصلة اتفاقًا، ومنتهى الربع عند الأكثرين، وقيل {لا تعملون} ). [غيث النفع: 429]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن الذين أمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم (218)}.
{رحمت الله}
- وقف على "رحمت" بالهاء "رحمة" أبو عمرو وابن كثير والكسائي ويعقوب وابن محيصن واليزيدي والحسن، وهي لغة قريش.
- وقف الباقون بالتاء "رحمت".
- والكسائي يميل الهاء وما قبلها في الوقف "رحمة"). [معجم القراءات: 1/300]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس