عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 18 محرم 1440هـ/28-09-2018م, 09:43 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى مخبرًا عن شدّة كفر قريشٍ وعنادهم لهذا القرآن؛ أنّه لو أنزله على رجلٍ من الأعاجم، ممّن لا يدري من العربيّة كلمةً، وأنزل عليه هذا الكتاب ببيانه وفصاحته، لا يؤمنون به؛ ولهذا قال: {ولو نزلناه على بعض الأعجمين. فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين}، كما أخبر عنهم في الآية الأخرى: {ولو فتحنا عليهم بابًا من السّماء فظلّوا فيه يعرجون. لقالوا إنّما سكّرت أبصارنا بل نحن قومٌ مسحورون} [الحجر:14، 15] وقال تعالى: {ولو أنّنا نزلنا إليهم الملائكة وكلّمهم الموتى وحشرنا عليهم كلّ شيءٍ قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء اللّه} [الأنعام:111]، وقال: {إنّ الّذين حقّت عليهم كلمة ربّك لا يؤمنون. ولو جاءتهم كلّ آيةٍ حتّى يروا العذاب الأليم} [يونس:96، 97] ). [تفسير ابن كثير: 6/ 163]

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({كذلك سلكناه في قلوب المجرمين (200) لا يؤمنون به حتّى يروا العذاب الأليم (201) فيأتيهم بغتةً وهم لا يشعرون (202) فيقولوا هل نحن منظرون (203) أفبعذابنا يستعجلون (204) أفرأيت إن متّعناهم سنين (205) ثمّ جاءهم ما كانوا يوعدون (206) ما أغنى عنهم ما كانوا يمتّعون (207) وما أهلكنا من قريةٍ إلا لها منذرون (208) ذكرى وما كنّا ظالمين (209)}.
يقول تعالى: كذلك سلكنا التّكذيب والكفر والجحود والعناد، أي: أدخلناه في قلوب المجرمين). [تفسير ابن كثير: 6/ 163-164]

تفسير قوله تعالى: {لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (201) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({لا يؤمنون به} أي: بالحقّ {حتّى يروا العذاب الأليم} أي: حيث لا ينفع الظّالمين معذرتهم، ولهم اللّعنة ولهم سوء الدّار). [تفسير ابن كثير: 6/ 164]

تفسير قوله تعالى: {فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (202) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فيأتيهم بغتةً} أي: عذاب اللّه بغتةً، {وهم لا يشعرون}). [تفسير ابن كثير: 6/ 164]

تفسير قوله تعالى: {فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ (203) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فيقولوا هل نحن منظرون}؟ أي: يتمنّون حين يشاهدون العذاب أن لو أنظروا قليلًا ليعملوا [من فزعهم] بطاعة اللّه، كما قال تعالى: {وأنذر النّاس يوم يأتيهم العذاب فيقول الّذين ظلموا ربّنا أخّرنا إلى أجلٍ قريبٍ نجب دعوتك ونتّبع الرّسل أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوالٍ} [إبراهيم:44]، فكلّ ظالمٍ وفاجرٍ وكافرٍ إذا شاهد عقوبته، ندم ندمًا شديدًا هذا فرعون لـمّا دعا عليه الكليم بقوله: {ربّنا إنّك آتيت فرعون وملأه زينةً وأموالا في الحياة الدّنيا ربّنا ليضلّوا عن سبيلك ربّنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتّى يروا العذاب الأليم قال قد أجيبت دعوتكما [فاستقيما ولا تتّبعانّ سبيل الّذين لا يعلمون]} [يونس:88، 89]، فأثّرت هذه الدّعوة في فرعون، فما آمن حتّى رأى العذاب الأليم، {حتّى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنّه لا إله إلا الّذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين. آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين} [يونس:90، 91]، وقال: {فلمّا رأوا بأسنا قالوا آمنّا باللّه وحده وكفرنا بما كنّا به مشركين * فلم يك ينفعهم إيمانهم لـمّا رأوا بأسنا} [غافرٍ: 84، 85] الآية). [تفسير ابن كثير: 6/ 164]

تفسير قوله تعالى: {أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (204) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله تعالى: {أفبعذابنا يستعجلون}: إنكارٌ عليهم، وتهديدٌ لهم؛ فإنّهم كانوا يقولون للرّسول تكذيبًا واستبعادًا: {ائتنا بعذاب اللّه} [العنكبوت: 29]، كما قال تعالى: {ويستعجلونك بالعذاب} الآية. [العنكبوت: 53]). [تفسير ابن كثير: 6/ 164]

تفسير قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206) مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {أفرأيت إن متّعناهم سنين * ثمّ جاءهم ما كانوا يوعدون * ما أغنى عنهم ما كانوا يمتّعون} أي: لو أخّرناهم وأنظرناهم، وأملينا لهم برهةً من الزّمان وحينًا من الدّهر وإن طال، ثمّ جاءهم أمر اللّه، أيّ شيءٍ يجدي عنهم ما كانوا فيه من النّعم، {كأنّهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشيّةً أو ضحاها} [النّازعات:46]، وقال تعالى: {يودّ أحدهم لو يعمّر ألف سنةٍ وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمّر} [البقرة:96]، وقال تعالى: {وما يغني عنه ماله إذا تردّى} [اللّيل:11]؛ ولهذا قال: {ما أغنى عنهم ما كانوا يمتّعون}.
وفي الحديث الصّحيح: "يؤتى بالكافر فيغمس في النّار غمسةً، ثمّ يقال له: هل رأيت خيرًا قطّ؟ هل رأيت نعيمًا قطّ؟ فيقول: لا [واللّه يا ربّ]. ويؤتى بأشدّ النّاس بؤسًا كان في الدّنيا، فيصبغ في الجنّة صبغةً، ثمّ يقال له: هل رأيت بؤسًا قطّ؟ فيقول: لا واللّه يا ربّ" أي: ما كأنّ شيئًا كان ؛ ولهذا كان عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه يتمثّل بهذا البيت:
كأنّك لم توتر من الدّهر ليلةً = إذا أنت أدركت الّذي كنت تطلب...). [تفسير ابن كثير: 6/ 164-165]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ (208) ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ (209) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال اللّه تعالى مخبرًا عن عدله في خلقه: أنّه ما أهلك أمّةً من الأمم إلّا بعد الإعذار إليهم، والإنذار لهم وبعثة الرّسل إليهم وقيام الحجج عليهم؛ ولهذا قال: {وما أهلكنا من قريةٍ إلا لها منذرون. ذكرى وما كنّا ظالمين} كما قال تعالى: {وما كنّا معذّبين حتّى نبعث رسولا} [الإسراء:15]، وقال تعالى: {وما كان ربّك مهلك القرى حتّى يبعث في أمّها رسولا يتلو عليهم آياتنا [وما كنّا مهلكي القرى إلا] وأهلها ظالمون} [القصص:59]). [تفسير ابن كثير: 6/ 165]

رد مع اقتباس