عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:50 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة يس
[ من الآية (45) إلى الآية (50) ]

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45) وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (46) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاء اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (47) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (48) مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50)}


قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45)}
قوله تعالى: {وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (46)}
قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاء اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (47)}
قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (48)}
قوله تعالى: {مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وهم يخصّمون (49)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو والأعشى عن أبي بكر عن عاصم، (يخصّمون) بفتح الياء والخاء وتشديد الصاد، وأبو عمرو يختلس فتحة الخاء.
وقرا نافع (يخصّمون) ساكنة الخاء مشددة الصاد مفتوحة الياء.
وقرأ حمزة (يخصمون) بفتح الياء، ساكنة الخاء، خفيفة الصاد.
وقرأ يحيى عن أبي بكر عن عاصم (يخصّمون) بكسر الياء والخاء.
[معاني القراءات وعللها: 2/308]
قال أبو منصور: من قرأ (يخصّمون) بفتح الياء والخاء وتشديد الصاد فالأصل: يختصمون، فطرحت فتحة التاء على الخاء، وأدغمت في الصاد.
ومن كسر الخاء فلسكونها وسكون الصاد.
ومن قرأ (يخصمون) فالمعنى: تأخذهم، بعضهم يخصم بعضا.
وجائز أن يكون المعنى: تأخذهم وهم عند أنفسهم (يخصمون) في الحجج مخالفتهم في أنهم لا يبعثون، فتأخذهم الصيحة على هذه الحالة.
وأما من قرأ (يخصّمون) بسكون الخاء وتشديد الصاد فهو شاذ؛ لأن فيه جمعًا بين ساكنين، وهو مع شذوذه لغة لا تنكرها، والأصل فيه: يختصمون، أيضًا). [معاني القراءات وعللها: 2/309]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (8- وقوله تعالى: {وهم يخصمون} [49]
قرأ حمزة وحده: {يخصمون} مخففًا مثل يضربون.
وقرأ ابن كثير: {يخصمون} بفتح الياء والخاء وتشديد الصاد.
وقرأ نافع وأبو عمرو كذلك، غير أن أبا عمرو يختلس الحركة، ونافع يسكن الخاء، واختلف عن عاصم فروى عنه: {يخصمون} بفتح الياء وكسر الخاء، وروي عنه بكسرهما، وقد ذكرت علل ذلك عند {أمن لا يهدي} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/234]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عزّ وجلّ: يخصمون [يس/ 49].
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو: يخصمون بفتح الياء والخاء غير أنّ أبا عمرو كان يختلس حركة الخاء قريبا من قول نافع. وقرأ عاصم والكسائي وابن عامر: يخصمون بفتح الياء وكسر الخاء، وهذه رواية خلف وغيره عن يحيى عن أبي بكر، وقرأ نافع: يخصمون ساكنة الخاء مشددة الصاد، وورش يخصمون: بفتح الياء والخاء مشددة الصاد، وقرأ حمزة: يخصمون ساكنة الخاء خفيفة الصاد.
حدّثني أحمد بن محمد بن صدقة، قال: حدّثنا أحمد بن جبير، قال
[الحجة للقراء السبعة: 6/41]
حدّثني أبو بكر عن عاصم أنه قرأ: يخصمون بكسر الياء والخاء ويهدي* [يونس/ 35] بكسر الياء والهاء.
من قرأ يخصمون حذف الحركة من الحرف المدغم، وألقاها على الساكن الذي قبلها، وهذا أحسن الوجوه بدلالة قولهم: ردّ، وفرّ، وعضّ، فألقوا حركة العين على الساكن.
ومن قال يخصمون حذف الحركة إلّا أنّه لم يلقها على الساكن كما ألقاها الأوّل، وجعله بمنزلة قولهم: لمسنا السماء فوجدناها [الجن/ 8] حذف الكسرة من العين، ولم يلقها على الحرف الذي قبلها، فلمّا لم يلقها على ما قبلها التقى ساكنان، فحرّك الحرف الّذي قبل المدغم.
ومن قال: يخصمون جمع بين الساكنين الخاء والحرف المدغم.
ومن زعم أنّ ذلك ليس في طاقة اللّسان ادّعى ما يعلم فساده بغير استدلال، فأمّا من قرأ يخصمون فتقديره: يخصم بعضهم بعضا، فحذف المضاف، وحذف المفعول به كثير في التنزيل وغيره. ويجوز أن يكون المعنى: يخصمون مجادلهم عند أنفسهم، فحذف المفعول به، ومعنى يخصمون: يغلبون في الخصام خصومهم. فأمّا يخصمون فعلى قول من قال: أنت تخصم تريد: تختصم، فحذف الحركة وحرّك الخاء لالتقاء الساكنين، لأنّه لم يلق الحركة المفتوحة
[الحجة للقراء السبعة: 6/42]
على الفاء، وكسر الياء الّتي للمضارعة ليتبعها كسرة الخاء، كما قالوا: أجوءك، وأنبؤك، وهو منحدر من الجبل.
وقالوا في هذا الباب: مردفين [الأنفال/ 9]، فأتبعوا حركة الراء حركة الميم فضمّوها، وهذا ينبغي أن يكون على من قال: ردّ فحذف الحركة ولم يلقها على ما قبلها، وهذه اللّغة رواها سيبويه عن الخليل وهارون، فإن قلت: إنّ الهاء لا تكسر كما تكسر الحروف الأخر التي للمضارعة، ألا ترى أن من قال نعلم لم يقل يعلم، قيل: إن هذه الياء قد كسرت في مواضع: فمن ذلك أن سيبويه حكى هو يئبى فكسر الياء، وقالوا: هو ييجل. فصيروها من قولهم يوجل للياء فكذلك قولهم يخصمون وعلى هذا قوله: تكتّبان في الطّريق لام الف فهذا من الحركات التي للإتباع). [الحجة للقراء السبعة: 6/43]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ما ينظرون إلّا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون}
قرأ نافع {وهم يخصمون} بسكون الخاء وتشديد الصّاد الأصل يختصمون ثمّ أدغمت التّاء في الصّاد فبقيت {يخصمون}
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وورش {يخصمون} بفتح الخاء والأصل يختصمون وطرحت فتحة التّاء على الخاء وأدغمت التّاء في الصّاد هذا أحسن الوجوه بدلالة قولهم رد وفر وعض
وقرأ ابن عامر وعاصم والكسائيّ {يخصمون} بكسر الخاء الأصل يختصمون ثمّ حذفوا الحركة وكسروا الخاء لسكونها وسكان الصّاد
قرأ حمزة {يخصمون} بسكون الخاء وتخفيف الصّاد قال الزّجاج ومعناها تأخذهم ويخصم بعضهم بعضًا فحذف المضاف
[حجة القراءات: 600]
وحذف المفعول به ويجوز أن يكون يخصمون مجادلهم عند أنفسهم فحذف المفعول به ومعنى يخصمون يغلبون في الخصام خصومهم قال ويجوز أن يكون تأخذهم وهم عند أنفسهم يخصمون في الحجّة في أنهم لا يبعثون فتأخذهم الصّيحة وهم متشاغلون في متصرفاتهم). [حجة القراءات: 601]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (12- قوله: {يخصمون} قرأه حمزة بإسكان الخاء مخففًا، وقرأ قالون بإخفاء حركة الخاء، والتشديد، ومثله أبو عمرو، وقد قيل عن أبي عمرو إنه اختلس حركة الخاء، وقرأ ورش وهشام وابن كثير بفتح الخاء والتشديد، وقرأ الكسائي وعاصم وابن ذكوان بكسر الخاء والتشديد.
وحجة من أسكن الخاء وخفف أنه بناه على وزن «يفعلون» مستقبل «خصم يخصم» فهو يتعدى إلى مفعول مضمر محذوف، لدلالة الكلام عليه، تقديره: يخصم بعضهم بعضا، بدلال ما حكى الله جل ذكره عنهم من مخاصمة بعضهم بعضًا في غير هذا الموضع، فحذف المضاف، وهو بعض الأول، وقام الضمير المحذوف مقام بعض في الإعراب، فصار ضميرًا مرفوعًا، فاستتر في الفعل؛ لأن المضمر المرفوع لا ينفصل بعد الفعل، لا تقول: اختصم هم، ولا: قام أنت، والضمير فاعل، ويجوز أن يكون التقدير: يخصمون مجادلهم عند أنفسهم، وفي ظنهم، ثم حذف المفعول.
13- وحجة من اختلس حركة الخاء وأخفاها أن أصله «يفعلون»،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/217]
فالخاء ساكنة، فلما كانت ساكنة في الأصل في {يختصمون} وأدغمت التاء في الصاد لم يكن أن يجتمع ساكنان: المشدد والخاء، فأعطاهما حركة مختلسة، أو مخفاة، ليدل بذلك أن أصل الخاء السكون، فيدل على أصلها أنه السكون بعض الحركة فيها، لأن الحركة المختلسة والمخفاة حركة ناقصة.
14- وحجة من فتح الخاء وشدد، وهو الاختيار؛ لأنه الأصل، أنه بناه على «يفتعلون» أي يختصمون، فحاول إدغام التاء في الصاد لقربها منها، فألقى حركة التاء على الخاء، وأدغم التاء في الصاد لقربها منها، ولأنه ينقل التاء بالإدغام إلى حرف هو أقوى منها، وهو الصاد، فذلك حسن قوي، فوقع التشديد لذلك.
15- وحجة من كسر الخاء أنه لما أدغم التاء في الصاد لما ذكرنا من قرب المخرجين، اجتمع ساكنان، الخاء والمشدد، فكسر الخاء لالتقاء الساكنين، ولم يلق حركة التاء على الخاء، كما قالوا: مسَّنا السماء، فحذفوا السين الأولى، لالتقاء الساكنين، بعد إسكانها للتخفيف، ولم يلقوا حركتها على الميم، وقد روي عن أبي عمرو أنه أسكن الخاء، وهو بعيد، لم أقرأ به، وروي عن أبي بكر أنه كسر الياء على الإتباع لكسرة الخاء، وعلته كالعلة في كسر الياء في «يهدي»، وقد ذكرنا ذلك في ونس وقد تقدم ذكر «الميتة، ومن ثمرة، ومن مرقدنا، وفيكون، ومكانتكم، وأفلا تعقلون» وذكرنا إمالة «مشارب» ونحوه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/218]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (12- {يَخَصِّمُونَ} [آية/ 49] بفتح الياء والخاء وتشديد الصاد:
قرأها ابن كثير ونافع ش-.
والوجه أن أصله: يختصمون، فأُلقي فتحة التاء على الساكن الذي قبلها، وهو الخاء، ثم أُدغمت التاء الساكنة في الصاد، فبقي: {يَخَصِّمُونَ} بفتح الياء والخاء وتشديد الصاد.
وقرأ يل- و-ن- عن نافع {يَخْصِّمُونَ} بسكون الخاء وتشديد الصاد، وكذلك أبو عمرو إلا أنه يختلس حركة الخاء قليلًا.
والوجه أن أصله يختصمون على ما سبق، فحذف حركة التاء حذفًا ولم يلقها على الساكن الذي قبله، فالتقى ساكنان الخاء والتاء المدغم في الصاد.
وأنكر بعضهم ذلك لما فيه من التقاء الساكنين وليس بمنكر؛ لأن الساكن
[الموضح: 1074]
الثاني مدغم في حرف آخر، والحرفان اللذان أُدغم أحدهما في الآخر يرتفع اللسان عنهما ارتفاعةً واحدةً، فيصيران كحرفٍ واحدٍ متحركٍ، وكأنه لم يلتقِ ههنا ساكنان.
وقرأ ابن عامر وعاصم والكسائي ويعقوب {يَخِصِّمُونَ} بفتح الياء وكسر الخاء وتشديد الصاد.
والوجه أن الأصل على ما تقدم: يختصمون، إلا أن الحركة حُذفت من التاء ولم تُلق على الساكن الذي قبله، فالتقى ساكنان فحُرِّك الأول منهما وهو الخاء بالكسر لالتقاء الساكنين فبقي: {يَخِصِّمُونَ}.
وقرأ حمزة {يَخْصِمُونَ} بفتح الياء وإسكان الخاء وتخفيف الصاد.
والوجه أنه يفعلون من خصم يخصم، والمعنى: يخصمون من جادلهم أو يخصم بعضهم بعضًا.
وروى ياش- عن عاصم {يِخِصِّمُونَ} بكسر الياء والخاء، والصاد مشددة.
والوجه أنه كقراءة ابن عامر والكسائي {يَخِصِّمُونَ} بكسر الخاء وتشديد الصاد، إلا أنه أُتبع الياء حركة الخاء المكسورة، فبقي: {يِخِصِّمُونَ} بكسر الياء والخاء). [الموضح: 1075]

قوله تعالى: {فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس