عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 12:45 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المؤمنون

[من الآية (112) إلى الآية (118) ]
{قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ (113) قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (114) أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116) وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117) وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (118)}


قوله تعالى: {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (قال كم لبثتم.. (112)، (قال إن لبثتم (114)
قرأ ابن كثيرا (قل كم لبثتم) على الأمر، (قال إن لبثتم) على الخبر.
وقرأ حمزة والكسائي (قل كم لبثتم)، (قل إن لبثتم) على الأمر جميعًا وقرأ الباقون (قال كم لبثتم)، (قال إن لبثتم) بالألف فيها جميعًا.
[معاني القراءات وعللها: 2/197]
قال أبو منصور:
(قال): فعل ماض، وهو خبر. و(قل) أمر لمن يأمره الله بسؤالهم إذا بعثوا.
وقوله: (إن لبثتم) معناه: ما لبثتم إلّا قليلاً.
وقوله: (كم لبثتئم) في موضع النصب بقوله (لبثتم) و(عدد سنين) منصوب بـ (كم).
واتفق القراء على إدغام اللام في الراء من قوله: (وقل رّب أعوذ بك... (97)، وترك الإظهار). [معاني القراءات وعللها: 2/198] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (22- وقوله تعالى: {كم لبثتم * قال إن لبثتم} [112، 114]
قرأها حمزة والكسائي {قل} {قل} على الأمر جميعًا.
وقرأ ابن كثير الأول على الأمر. والثاني على الخبر.
وقرأهما الباقون {قال} {قال} على الخبر.
وكان ابن كثير، ونافع، وعاصم يظهرون الثاء عند التاء في {كم لبثتم} إذ كانا غير متجانسين.
والباقون يدغمون لقرب التاء من الثاء). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/96] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: قال كم لبثتم... قال إن لبثتم [المؤمنون/ 112، 114].
فقرأ ابن كثير: (قل كم لبثتم) على الأمر قال إن على الخبر
[الحجة للقراء السبعة: 5/306]
ولا يدغم لبثتم هذه رواية البزّي عن ابن كثير، وروى قنبل عن النبال عن أصحابه عن ابن كثير: (قل كم لبثتم... قل إن لبثتم) جميعا في الموضعين بغير ألف.
وقرأ نافع وعاصم وأبو عمرو وابن عامر: قال كم لبثتم وقال إن لبثتم بالألف فيهما على الخبر.
وقرأ حمزة والكسائي: (قل كم لبثتم) و (قل إن لبثتم) على الأمر جميعا.
وأبو عمرو وحمزة والكسائي يدغمون التاء، الباقون لا يدغمون.
من قرأ: (قل كم لبثتم) كان على: قل أيها السائل عن لبثتم.
وقال على الإخبار عنه. وزعموا أن في مصحف أهل الكوفة (قل) في الموضعين، فكأن حمزة والكسائي قرآ على مصاحف أهل الكوفة.
وأما وجه إدغام الثاء في التاء في لبثتم فلتقارب مخرجي الثاء والتاء واجتماعهما في الهمس، فحسن الإدغام لذلك، ووجه ترك ابن كثير للإدغام تباين الحرفين في المخرجين، ألا ترى أن التاء من حيّز الطاء والدال، والثاء من حيّز الظاء والذال، فلما تباين المخرجان وكانا بمنزلة المنفصل والمنفصل لا يلزم، فآثر البيان، ألا ترى أنهم بينوا المثلين في اقتتلوا لما لم يكن الحرف من اللازم). [الحجة للقراء السبعة: 5/307] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين * قالوا لبثنا يومًا أو بعض يوم فاسأل العادين * قال إن لبثتم إلّا قليلا} 112 و114
قرأ حمزة والكسائيّ (قل كم لبثتم في الأرض) (قل إن لبثتم) بغير ألف فيهما على الأمر ودخل ابن كثير معهما في الأول
وقرأ الباقون {قال} {قال} على الخبر عمّا هو قائل أو من أحب من عباده أو ملائكته للمبعوثين يوم القيامة سائلًا لهم عن لبثهم بعد وفاتهم وهو فعل منتظر وجرى بمعنى المضيّ لأن أخبار القيامة وإن كانت لم تأت بعد فهي بمنزلة ما قد مضى إذ ليس فيما مضى شكّ في كونه ووجوبه فجعلت أخبار القيامة في التّحقيق كما قد مضى
وحجّة من قرأ {قل} أن المعنى في ذلك أن أهل النّار قيل لهم قولوا {كم لبثتم في الأرض عدد سنين} على الأمر لهم بأن يقولوا ذلك فأخرج الكلام على وجه الأمر به للواحد والمراد الجماعة إذ كان المعنى مفهوما والعرب تخاطب الواحد ومرادهم خطاب جماعة إذا عرف المعنى كقوله يا أيها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم و{إنّك كادح} والمعنى مخاطبة جميع النّاس). [حجة القراءات: 493] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (22- قوله: {قال كم لبثتم} قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي: {قل كم} على الأمر بغير ألف، وقرأ حمزة والكسائي {قل إن لبثتم} على الخبر وقرأ الباقون {قال} بألف على الخبر، وقد تقدم ذكر الإدغام والإظهار في {لبثتم} وعلة ذلك). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/132]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (20- {قُلْ كَمْ لَبِثْتُمْ} [آية/ 112]، {قُلْ إِنْ لَبِثْتُمْ} [آية/ 114] بغير ألف فيهما:
قرأهما حمزة والكسائي.
والوجه أنه على الأمر، والمعنى يا من يسأل عن لبثهم قل لهم: كم
[الموضح: 902]
لبثتم، وهو على خطاب من يأمره الله تعالى بسؤالهم، وقيل: هو كما تقول قل كم أقمت عندنا، أي كم ترى أقمت عندنا، وهو على خطاب الواحد منهم.
وقرأ ابن كثير {قُلْ كَمْ لَبِثْتُمْ} بغير ألف، {قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ} بالألف.
والوجه أن الأول على أمر من يؤمر بسؤالهم، والثاني على الإخبار عنه؛ لأنه قال: ما لبثتم إلا قليلًا.
وقرأ الباقون {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ} {قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ} على الخبر في الحرفين.
والوجه أنه على الإخبار عن السائل في الكلامين كليهما). [الموضح: 903] (م)

قوله تعالى: {قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ (113)}

قوله تعالى: {قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (114)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (قال كم لبثتم.. (112)، (قال إن لبثتم (114)
قرأ ابن كثيرا (قل كم لبثتم) على الأمر، (قال إن لبثتم) على الخبر.
وقرأ حمزة والكسائي (قل كم لبثتم)، (قل إن لبثتم) على الأمر جميعًا وقرأ الباقون (قال كم لبثتم)، (قال إن لبثتم) بالألف فيها جميعًا.
[معاني القراءات وعللها: 2/197]
قال أبو منصور:
(قال): فعل ماض، وهو خبر. و(قل) أمر لمن يأمره الله بسؤالهم إذا بعثوا.
وقوله: (إن لبثتم) معناه: ما لبثتم إلّا قليلاً.
وقوله: (كم لبثتئم) في موضع النصب بقوله (لبثتم) و(عدد سنين) منصوب بـ (كم).
واتفق القراء على إدغام اللام في الراء من قوله: (وقل رّب أعوذ بك... (97)، وترك الإظهار). [معاني القراءات وعللها: 2/198] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (22- وقوله تعالى: {كم لبثتم * قال إن لبثتم} [112، 114]
قرأها حمزة والكسائي {قل} {قل} على الأمر جميعًا.
وقرأ ابن كثير الأول على الأمر. والثاني على الخبر.
وقرأهما الباقون {قال} {قال} على الخبر.
وكان ابن كثير، ونافع، وعاصم يظهرون الثاء عند التاء في {كم لبثتم} إذ كانا غير متجانسين.
والباقون يدغمون لقرب التاء من الثاء). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/96] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: قال كم لبثتم... قال إن لبثتم [المؤمنون/ 112، 114].
فقرأ ابن كثير: (قل كم لبثتم) على الأمر قال إن على الخبر
[الحجة للقراء السبعة: 5/306]
ولا يدغم لبثتم هذه رواية البزّي عن ابن كثير، وروى قنبل عن النبال عن أصحابه عن ابن كثير: (قل كم لبثتم... قل إن لبثتم) جميعا في الموضعين بغير ألف.
وقرأ نافع وعاصم وأبو عمرو وابن عامر: قال كم لبثتم وقال إن لبثتم بالألف فيهما على الخبر.
وقرأ حمزة والكسائي: (قل كم لبثتم) و (قل إن لبثتم) على الأمر جميعا.
وأبو عمرو وحمزة والكسائي يدغمون التاء، الباقون لا يدغمون.
من قرأ: (قل كم لبثتم) كان على: قل أيها السائل عن لبثتم.
وقال على الإخبار عنه. وزعموا أن في مصحف أهل الكوفة (قل) في الموضعين، فكأن حمزة والكسائي قرآ على مصاحف أهل الكوفة.
وأما وجه إدغام الثاء في التاء في لبثتم فلتقارب مخرجي الثاء والتاء واجتماعهما في الهمس، فحسن الإدغام لذلك، ووجه ترك ابن كثير للإدغام تباين الحرفين في المخرجين، ألا ترى أن التاء من حيّز الطاء والدال، والثاء من حيّز الظاء والذال، فلما تباين المخرجان وكانا بمنزلة المنفصل والمنفصل لا يلزم، فآثر البيان، ألا ترى أنهم بينوا المثلين في اقتتلوا لما لم يكن الحرف من اللازم). [الحجة للقراء السبعة: 5/307] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين * قالوا لبثنا يومًا أو بعض يوم فاسأل العادين * قال إن لبثتم إلّا قليلا} 112 و114
قرأ حمزة والكسائيّ (قل كم لبثتم في الأرض) (قل إن لبثتم) بغير ألف فيهما على الأمر ودخل ابن كثير معهما في الأول
وقرأ الباقون {قال} {قال} على الخبر عمّا هو قائل أو من أحب من عباده أو ملائكته للمبعوثين يوم القيامة سائلًا لهم عن لبثهم بعد وفاتهم وهو فعل منتظر وجرى بمعنى المضيّ لأن أخبار القيامة وإن كانت لم تأت بعد فهي بمنزلة ما قد مضى إذ ليس فيما مضى شكّ في كونه ووجوبه فجعلت أخبار القيامة في التّحقيق كما قد مضى
وحجّة من قرأ {قل} أن المعنى في ذلك أن أهل النّار قيل لهم قولوا {كم لبثتم في الأرض عدد سنين} على الأمر لهم بأن يقولوا ذلك فأخرج الكلام على وجه الأمر به للواحد والمراد الجماعة إذ كان المعنى مفهوما والعرب تخاطب الواحد ومرادهم خطاب جماعة إذا عرف المعنى كقوله يا أيها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم و{إنّك كادح} والمعنى مخاطبة جميع النّاس). [حجة القراءات: 493] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (20- {قُلْ كَمْ لَبِثْتُمْ} [آية/ 112]، {قُلْ إِنْ لَبِثْتُمْ} [آية/ 114] بغير ألف فيهما:
قرأهما حمزة والكسائي.
والوجه أنه على الأمر، والمعنى يا من يسأل عن لبثهم قل لهم: كم
[الموضح: 902]
لبثتم، وهو على خطاب من يأمره الله تعالى بسؤالهم، وقيل: هو كما تقول قل كم أقمت عندنا، أي كم ترى أقمت عندنا، وهو على خطاب الواحد منهم.
وقرأ ابن كثير {قُلْ كَمْ لَبِثْتُمْ} بغير ألف، {قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ} بالألف.
والوجه أن الأول على أمر من يؤمر بسؤالهم، والثاني على الإخبار عنه؛ لأنه قال: ما لبثتم إلا قليلًا.
وقرأ الباقون {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ} {قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ} على الخبر في الحرفين.
والوجه أنه على الإخبار عن السائل في الكلامين كليهما). [الموضح: 903] (م)

قوله تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وأنّكم إلينا لا ترجعون (115)
قرأ حمزة والكسائي (وأنّكم إلينا لا ترجعون) بفتح التاء وكسر الجيم.
وقرأ الباقون (لا ترجعون) بضم التاء وفتح الجيم.
قال أبو منصور: من قرأ (لا ترجعون) فالفعل لهم.
ومن قرأ (لا ترجعون) فهم مفعولون.
يقال رجعته فرجع، ومثله نقصته فنقص). [معاني القراءات وعللها: 2/198]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (23- وقوله تعالى: {إلينا لا ترجعون} [115].
قرأ ابن كثير، وأبو عمرو ها هنا. وفي (القصص) {ترجعون}، و{يرجعون} بضم التاء، والياء.
وقرأ حمزة والكسائي بفتحهما فترجعون: تردون. وترجعون: يصيرون.
وقرأ نافع ها هنا بالضم. وفي (القصص) بالفتح). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/96]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عز وجل: لا ترجعون [المؤمنون/ 115 والقصص/ 39] في الياء والتاء.
[الحجة للقراء السبعة: 5/307]
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم هاهنا بالتاء مضمومة ترجعون وفي القصص: (لا يرجعون) بالياء مضمومة.
وقرأ نافع في المؤمنين ترجعون بضم التاء وفي القصص (يرجعون) بفتح الياء وكسر الجيم.
وقرأ حمزة والكسائي جميعا (ترجعون) و (يرجعون) بفتح الياء والتاء وكسر الجيم.
حجة من قال: ترجعون: وإنا إليه راجعون [البقرة/ 156] وإنا إلى ربنا لمنقلبون [الزخرف/ 14] وقوله: كل إلينا راجعون [الأنبياء/ 93] وقوله: إلي مرجعكم [العنكبوت/ 8] ألا ترى أن المصدر مضاف إلى الفاعل. فأما ما كان من الرجوع في الدنيا فإن الفعل فيه مسند إلى الفاعل نحو: فإن رجعك الله إلى طائفة منهم [التوبة/ 83] ولئن رجعنا إلى المدينة [المنافقون/ 8] ولا إلى أهلهم يرجعون [يس/ 50] ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون [يس/ 31] وكذلك بما كان من أمور الآخرة التي لا يراد بها البعث كقوله: وإليه يرجع الأمر كله [هود/ 123] ألا إلى الله تصير الأمور [الشورى/ 53] وقد تقدم ذكر هذا النحو). [الحجة للقراء السبعة: 5/308]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون}
قرأ حمزة والكسائيّ {وأنكم إلينا لا ترجعون} بنصب التّاء وكسر الجيم وحجتهم قوله {وإنّا إليه راجعون}
وقرأ الباقون {ترجعون} بضم التّاء وحجتهم قوله {وإليه تقلبون} و{ثمّ إلى ربهم يحشرون}). [حجة القراءات: 494]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (23- قوله: {لا ترجعون} قرأه حمزة والكسائي بفتح التاء، وكسر الجيم، أضافا الفعل إلى المخاطبين، وقرأ الباقون بضم التاء، وفتح الجيم، على ما لم يسم فاعله؛ لأنهم لا يرجعون حتى يرجعوا، إذ لا يبعثون أنفسهم من القبور حتى يبعثوا، وهو الاختيار، لصحة معناه، ولأن الأكثر عليه، وقد تقدم الكلام على هذا بأشبع من هذا في سورة البقرة وفي غيرهما). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/132]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (21- {وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [آية/ 115] بالتاء مضمومة، وفتح الجيم:
قرأها ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم، وكذلك في القصص {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ} بضم الياء وفتح الجيم.
والوجه في هذه الآية أن الفعل مبنى المفعول به للمفعول به وهو على خطاب الجمع، والمعنى لا ترون إلينا، كما قال {وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي}، وقال {وَلَئِنْ
[الموضح: 903]
رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي}.
وقرأ حمزة والكسائي ويعقوب بفتح التاء وكسر الجيم وكذلك في القصص بفتح الياء وكسر الجيم.
والوجه أن الفعل مبني للفاعل، والمعنى: لا ترجعون بأنفسكم، وهو في معنى الأول؛ لأنهم إذا رُجِعوا رجَعُوا.
وقرأ نافع ههنا {لَا تُرْجَعُونَ} بضم التاء وفتح الجيم، وفي القصص بفتح الياء وكسر الجيم.
والوجه أنه أراد الأخذ بالمعنيين). [الموضح: 904]

قوله تعالى: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116)}

قوله تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن وقتادة: [عِنْدَ رَبِّهِ أَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ]، بفتح الألف.
قال أبو الفتح: معناه -والله أعلم- أن حسابه يؤخر إلى أن يلقى ربه؛ فيحاسب حينئذ. وذلك أنه لا تنفع فيه الموعظة ولا التذكير في الدنيا؛ فيؤخر الحساب إلى أن يحاسب عند ربه لعدم انتفاعه بالوعظ له والتضييق عليه في الدنيا، وهذا كقوله "عز اسمه": {فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ} ). [المحتسب: 2/98]

قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (118)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس