عرض مشاركة واحدة
  #36  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:04 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (172) إلى الآية (174) ]

{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174)}

قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (من ظهورهم ذرّيّتهم... (172).
قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب (من ظهورهم ذرّيّاتهم) جماعة.
وقرأ الباقون (ذرّيّتهم) واحدة.
قال أبو منصور: المعنى واحد في الذرية والذريات، وقد بينت تفسيره واشتقاقه في التفسير). [معاني القراءات وعللها: 1/429]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أن تقولوا يوم القيامة... (172)
قرأ أبو عمرو وحده (أن يقولوا) و(أو يقولوا (173) بالياء معًا، وقرأ الباقون بالتاء معًا.
قال أبو منصور: من قرأ بالتاء فهو مخاطبة، ومن قرأ بالياء فعلى الغيبة، وقيل في تفسير (أن تقولوا) قولان:
أحدهما: لأن لا تقولوا.
والثاني: كراهة أن تقولوا، وكذلك من قرأ بالياء). [معاني القراءات وعللها: 1/429]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (44- وقوله تعالى: {من ظهورهم ذريتهم} [172].
قرأ نافع وابو عمرو وابن عامر {ذرياتهم} على الجماع وكسر التاء، وهو في موضع نصب؛ لأن التاء غير أصلية.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/214]
وقرأ الباقون {ذريتهم} واحدة، فاختلف الناس في ذلك فقال قوم: خلق الله تعالى الناس بعضهم من بعض ومسح ظهر آدم فأخرج الخلق منه كأمثال الذر، فأخذ العهد عليهم بعقل ركنه فيهم فقال: {ألست بربكم قالوا بلى شهدنا} فهاهنا الوقف، فكان يختاره ابن مجاهد ويبتدى بـ «أن» مفتوحة بفعل مضمر. فكل إ نسان إذا بلغ الحلم علم بعقله أن الله خالقه، واستدل لذلك، وإنما بعث الله تعالى الرسل وأوضح البراهين ليؤكد الحجة عليهم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/215]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (45- وقوله تعالى: {أن تقولوا} {أو تقولوا} [172، 173].
قرأ أبو عمرو وحده بالياء.
والباقون بالتاء.
فمن قرأ بالياء فشاهده {من ظهورهم ذريتهم}.
والتاء محمولة على ما قبلها من المخاطبة في قوله عز وجل: {الست بربكم}). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/215] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الجمع والتوحيد في قوله جلّ وعزّ: من ظهورهم ذرياتهم [الأعراف/ 172].
فقرأ ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي من ظهورهم ذريتهم واحدة.
وقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر: ذرياتهم* جماعة.
[الحجة للقراء السبعة: 4/104]
[قال أبو علي] قولهم: الذريّة تكون جمعا وتكون واحدا، فمما جاء فيه ذرية يراد به الواحد قوله: هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لى من لدنك ذرية طيبة،... فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب إن الله يبشرك بيحيى [آل عمران/ 39].
فهذا مثل قوله: فهب لي من لدنك وليا، يرثني [مريم/ 5]، يا زكرياء إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى [مريم/ 7].
وممّا جاء فيه جمعا قوله: وكنا ذرية من بعدهم [الأعراف/ 173]، ومنه قوله: ألا تتخذوا من دوني وكيلا ذرية من حملنا مع نوح [الإسراء/ 2 - 3]، فمن أفرد جعله جمعا؛ فاستغنى عن جمعه بوقوعه على الجميع. ومن جمع فمن حجته أن يقول: لا يخلو من أن يكون واحدا، أو جمعا؛ فإن كان واحدا، فلا إشكال في جواز الجمع فيه، وإن كان جمعا فجمعه أيضا حسن، لأنّك قد رأيت الجموع المكسّرة قد جمعت نحو: الطرقات، والجزرات، وصواحبات يوسف.
ومن حجة من أفرد فلم يجمع، أنّ الذريّة قد وقع على
[الحجة للقراء السبعة: 4/105]
الواحد والجميع بدلالة ما تقدم ذكره، كما أنّ قوله:
بشر تقع على الواحد والجميع، فالجميع كقوله: أبشر يهدوننا [التغابن/ 6]، وإن أنتم إلا بشر مثلنا [إبراهيم/ 10]، والواحد كقوله: ما هذا بشرا إن هذا [يوسف/ 31]، ولئن أطعتم بشرا مثلكم... أيعدكم أنكم [المؤمنون/ 33 - 34]، فكما لم يجمع بشر بتصحيح ولا تكسير، كذلك لا تجمع الذريّة. فأمّا مثال ذرية من الفعل فيجوز أن يكون فعلولة من الذرّ، فأبدلت من الراء التي هي اللّام الأخيرة ياء كما أبدلت من دهديّة؛ يدلّك على البدل فيه قوله:
دهدوهة ويحتمل أن يكون فعّيلة منه، فأبدلت من الراء الياء، كما تبدل من هذه الحروف للتضعيف، وإن وقع فيها الفصل، ويحتمل أن يكون فعليّة نسبا إلى الذرّ، إلّا أنّ الفتحة أبدلت منها الضمة، كما أبدلوا في الإضافة إلى الدهر دهري، وإلى السهل: سهلي، ويجوز أن تكون فعّيلة من ذرأ الله الخلق، اجتمع على تخفيفها، كما اجتمع على تخفيف البرية*. ويجوز أن تكون فعّيلة من قوله: تذروه الرياح [الكهف/ 45]، [أبدلت
[الحجة للقراء السبعة: 4/106]
من الواو الياء لوقوع ياء قبلها]، ويقوي ذلك أنّ في بعض الحروف ذرية من حملنا [الإسراء/ 3] ). [الحجة للقراء السبعة: 4/107]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله تعالى: أن يقولوا يوم القيامة أو تقولوا [الأعراف/ 172 - 173].
فقرأ أبو عمرو وحده: أن يقولوا* أو يقولوا بالياء جميعا، وقرأ الباقون جميعا بالتاء.
حجة أبي عمرو: أنّ الذي تقدّم من الكلام على الغيبة، وذلك قوله: وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم، وأشهدهم على أنفسهم [الأعراف/ 172] كراهة أن يقولوا أو لئلا يقولوا، ويؤكد ذلك ما جاء بعد من الإخبار عن الغيبة وهو قوله: قالوا بلى [الأعراف/ 172].
وحجة من قرأ بالتاء: أنّه قد جرى في الكلام خطاب فقال: ألست بربكم، قالوا: بلى شهدنا [الأعراف/ 172]، وكلا الوجهين حسن، لأنّ الغيب هم المخاطبون في المعنى). [الحجة للقراء السبعة: 4/107] (م)
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة زهير عن خُصَيف: [مِنْ ظُهورهم ذُرِّيئَتَهم] واحدة مهموزة.
قال أبو الفتح: هذا يمنع مِن تَأَوُّل الذرية فيمن لم يهمز أنها من الذر أو من ذَرَوت أو من ذَرَيْت، ويقطع بأنها من ذَرَأْتُ؛ أي: خلقتُ.
فإن قلت: فهلا أجزْتَ أن تكون من الذَّر وجعلتها فُعْلِيَّة غير أنها همزت كما وجد بخط الأصمعي: قَطًا جؤني.
قيل: هذا من الشذوذ؛ بحيث لا يُسمع أصلًا، فضلًا عن أن يتخذ قياسًا). [المحتسب: 1/267]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنّا كنّا عن هذا غافلين * أو تقولوا} 172 و173
قرأ نافع وابن عامر وأبو عمرو (من ظهورهم ذرياتهم) بالألف وكسر التّاء وحجتهم أن الذريات الأعقاب المتناسلة وأنّها إذا كانت كذلك كانت أكثر من الذّرّيّة واحتج أبو عمرو في ذلك عند قوله (هب لنا من أزواجنا وذرّيّتنا قرّة أعين) أن الذّرّيّة ما كان في
[حجة القراءات: 301]
حجورهم وأن الذريات ما تناسل بعدهم وأحال أن تكون ذريات بقد قوله {قرّة أعين} وقال لأن الإنسان لا تقر عينه بما كان بعده
وقرأ أهل مكّة والكوفة {ذرّيتهم} وحجتهم أن الذّرّيّة لما في الجحور وما يتناسل بعد والدّلالة على ذلك قوله تعالى {أولئك الّذين أنعم الله عليهم من النّبيين من ذرّيّة آدم} فلا شيء أكثر من ذرّيّة آدم والّذين لم يرهم آدم من ذريّته أكثر من الّذين رآهم وقد أجمعوا هنا على ذرّيّة بلا خلاف بين الأمة فكان رد ما اختلفوا إلى ما أجمعوا عليه أولى بالصّواب وقوله عقيب ذلك {وكنّا ذرّيّة من بعدهم} بلفظ واحد أدل دليل على صحة التّوحيد إذ كانوا هم الّذين أخبر عنهم وقد أجمعوا على التّوحيد
قرأ أبو عمرو (أن يقولو يوم القيامة) (أو يقولوا) بالياء فيهما وحجته ذكرها اليزيدي فقال وتصديقها قوله (من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم) وبعدها أيضا {وكذلك نفصل الآيات ولعلهم يرجعون} فذكر أبو عمرو فذهب إلى أن الكلام أجري على لفظ ما تقدمه من الخبر عن الذّرّيّة لأن الكلام ابتداؤه بالخبر عنهم فما كان في سياقه فهو جار على لفظه ومعناه فكل هذا خبر عنهم
وقرأ الباقون بالتّاء ردوا الكلام على المخاطبة وحجتهم قوله {ألست بربكم} فجرى ما بعده على لفظه وسياقه عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم} قال
أخذوا من ظهره كما يؤخذ من الرأس بالمشط فقال لهم ألست بربكم قالوا بلى قالت الملائكة
[حجة القراءات: 302]
شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنّا كنّا عن هذا غافلين أي لئلّا تقولوا يوم القيامة). [حجة القراءات: 303] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (57- قوله: {من ظهورهم ذريتهم} قرأه الكوفيون وابن كثير بالتوحيد، وفتح التاء، وقرأ الباقون بالجمع وكسر التاء.
وحجة من قرأ بالتوحيد أن الذرية تقع للواحد والجمع، قال الله جل ذكره: {هب لي من لدنك ذرية طيبة} «آل عمران 38» فهذا للواحد إنما سأل هبة ولد فبشر بـ «يحيى» دليله قوله في موضع آخر {فهب لي من لدنك وليا} «مريم 5» وقد أجمع على التوحيد في قوله: {من ذرية آدم} «مريم 58» وقد أجمع على التوحيد في قوله: {من ذرية آدم} «مريم 58» ولا شيء أكثر من ذرية آدم، وقال تعالى: {وكنا ذرية من بعدهم} «الأعراف 173» فهذا للجمع، فلما وقعت للجمع استُغني بذلك عن الجمع، ومثله «البشر» يقع للواحد والجمع، وقال الله جل ذكره: {أبشرٌ يهدوننا} «التغابن 6» فهذا للجمع، وقال: {ولئن أطعتم بشرًا مثلكم} «المؤمنون 34» فهذا للواحد.
58- وحجة من جمع أنه لما كانت الذرية تقع للواحد أتى بلفظ لا يقع للواحد، فجمع ليخلص الكلمة إلى معناها المقصود إليه، لا يشركها فيه شيء، وهو الجمع؛ لأن ظهور بني آدم استخرج منها ذريات كثيرة متناسبة أعقابا بعد أعقاب، لا يعلم عددهم إلا الله، فجمع لهذا المعنى، والجمع بالتاء والألف يقع للتكثير، على تقدير جمع بعد جمع، وتقدير حذف التاء كلما جمع، وحذف الألف لاجتماع ألفين كلما كرر الجمع، وفتح التاء في التوحيد لأنه مفعول به، وعلى ذلك كسرت في الجمع؛ لأنه جمع على حد التثنية، فالخفض فيه كالنصب). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/483]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (59- قوله: {أن تقولوا}، {أو تقولوا} قرأ أبو عمرو بالياء فيهم، ردهما على لفظ الغيبة المتكرر قبله، وهو قوله: {من بني آدم من ظهورهم
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/483]
ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم}، وقوله: {قالوا بلى} وبعده أيضًا لفظ غيبة في قوله: {وكنا ذرية من بعدهم} وقوله: {ولعلهم} «174» فحمله على ما قبله وما بعده من لفظ الغيبة، وفي «يقولوا» ضمير الذرية، على معنى: أشهدهم على أنفسهم لئلا يقولوا أو يقولوا قالوا بلى شهدنا، أي: شهد بعضنا على بعض، وقرأ الباقون فيهما بالتاء، ردوه على لفظ الخطاب المتقدم في قوله: {ألست بربكم}، لئلا تقولوا أو تقولوا، ردوه على لفظ الخطاب المتقدم في قوله: {ألست بربكم} لئلا تقولوا أو تقولوا، ردوه على لفظ الخطاب المتقدم في قوله: {ألست بربكم}، لئلا تقولوا أو تقولوا، أو يكون «شهدنا» من قول الملائكة، لما قالوا «بلى» قالت الملائكة: شهدنا أن تقولوا، أي لئلا تقولوا، وقيل: معنى ذلك أنهم لما قالوا بلى، فأقروا بالربوبية، قال الله جل ذكره للملائكة اشهدوا، قالوا: شهدنا بإقراركم لئلا تقولوا أو تقولوا، وقد روى مجاهد عن ابن عمر أن النبي عليه السلام قال: أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم كما يؤخذ بالمشط من الرأس، فقال لهم: ألست بربكم قالوا: بلى، قالت الملائكة: شهدنا أن تقولوا، أي: شهدنا عليكم بالإقرار بالربوبية لئلا تقولوا، فهذا يدل على التاء، وهو الاختيار، لصحة معناه، ولأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/484]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (46- {مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّاتِهِمْ} [آية/ 172] بالجمع:
قرأها نافع وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب.
والوجه أن المعنى على الجمع، فلذلك اختاروا لفظ الجمع؛ لأن ذريات جمع ذرية، وذرية لا تخلو من أن تكون واحدة أو جمعًا، فإن كانت واحدة فلا خلاف في حسن جمعها وجوازه، وإن كانت ذرية جمعًا، فمن الجموع المكسرة ما جمع جمع السلامة نحو الطرقات وصواحبات يوسف.
وقرأ الباقون {ذُرِّيَّتَهُمْ} على الوحدة.
والوجه أن لفظ الذرية ههنا للجمع؛ لأن الذرية قد تقع على الواحد والجمع، فمما وقع منه على الواحد قوله تعالى {رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً} ثم قال {أَنَّ الله يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى ومما وقع على الجمع قوله تعالى {وكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّنْ بَعْدِهِمْ} وهو مثل البشر يقع على الواحد والجمع كقوله تعالى {مَا هَذَا بَشَرًا} و{أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا} ). [الموضح: 564]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (47- {أَن يَقُولُوا} [آية/ 172] {أَوْ يَقُولُوا} [آية/ 173] بالياء فيهما:
قرأها أبو عمرو وحده.
والوجه أنه على الغيبة؛ لأن ما قبله أيضًا على الغيبة وهو قوله تعالى {وإذْ
[الموضح: 564]
أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيّاتَهُمْ وأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ} فجعله على الغيبة حسن؛ لموافقة ما تقدم، والمعنى أخذ ذريتهم من ظهورهم وأشهدهم على أنفسهم لئلا يقولوا أو كراهة أن يقولوا.
وقرأ الباقون {أَن تَقُولُوا} و{أَوْ تَقُولُوا} بالتاء فيهما.
والوجه أن فيما تقدم خطابًا وهو قوله تعالى {ألَسْتُ بِرَبِّكُمْ} فحمل هذا على الخطاب أيضًا لموافقته). [الموضح: 565] (م)

قوله تعالى: {أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (45- وقوله تعالى: {أن تقولوا} {أو تقولوا} [172، 173].
قرأ أبو عمرو وحده بالياء.
والباقون بالتاء.
فمن قرأ بالياء فشاهده {من ظهورهم ذريتهم}.
والتاء محمولة على ما قبلها من المخاطبة في قوله عز وجل: {الست بربكم}). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/215] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله تعالى: أن يقولوا يوم القيامة أو تقولوا [الأعراف/ 172 - 173].
فقرأ أبو عمرو وحده: أن يقولوا* أو يقولوا بالياء جميعا، وقرأ الباقون جميعا بالتاء.
حجة أبي عمرو: أنّ الذي تقدّم من الكلام على الغيبة، وذلك قوله: وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم، وأشهدهم على أنفسهم [الأعراف/ 172] كراهة أن يقولوا أو لئلا يقولوا، ويؤكد ذلك ما جاء بعد من الإخبار عن الغيبة وهو قوله: قالوا بلى [الأعراف/ 172].
وحجة من قرأ بالتاء: أنّه قد جرى في الكلام خطاب فقال: ألست بربكم، قالوا: بلى شهدنا [الأعراف/ 172]، وكلا الوجهين حسن، لأنّ الغيب هم المخاطبون في المعنى). [الحجة للقراء السبعة: 4/107] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنّا كنّا عن هذا غافلين * أو تقولوا} 172 و173
قرأ نافع وابن عامر وأبو عمرو (من ظهورهم ذرياتهم) بالألف وكسر التّاء وحجتهم أن الذريات الأعقاب المتناسلة وأنّها إذا كانت كذلك كانت أكثر من الذّرّيّة واحتج أبو عمرو في ذلك عند قوله (هب لنا من أزواجنا وذرّيّتنا قرّة أعين) أن الذّرّيّة ما كان في
[حجة القراءات: 301]
حجورهم وأن الذريات ما تناسل بعدهم وأحال أن تكون ذريات بقد قوله {قرّة أعين} وقال لأن الإنسان لا تقر عينه بما كان بعده
وقرأ أهل مكّة والكوفة {ذرّيتهم} وحجتهم أن الذّرّيّة لما في الجحور وما يتناسل بعد والدّلالة على ذلك قوله تعالى {أولئك الّذين أنعم الله عليهم من النّبيين من ذرّيّة آدم} فلا شيء أكثر من ذرّيّة آدم والّذين لم يرهم آدم من ذريّته أكثر من الّذين رآهم وقد أجمعوا هنا على ذرّيّة بلا خلاف بين الأمة فكان رد ما اختلفوا إلى ما أجمعوا عليه أولى بالصّواب وقوله عقيب ذلك {وكنّا ذرّيّة من بعدهم} بلفظ واحد أدل دليل على صحة التّوحيد إذ كانوا هم الّذين أخبر عنهم وقد أجمعوا على التّوحيد
قرأ أبو عمرو (أن يقولو يوم القيامة) (أو يقولوا) بالياء فيهما وحجته ذكرها اليزيدي فقال وتصديقها قوله (من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم) وبعدها أيضا {وكذلك نفصل الآيات ولعلهم يرجعون} فذكر أبو عمرو فذهب إلى أن الكلام أجري على لفظ ما تقدمه من الخبر عن الذّرّيّة لأن الكلام ابتداؤه بالخبر عنهم فما كان في سياقه فهو جار على لفظه ومعناه فكل هذا خبر عنهم
وقرأ الباقون بالتّاء ردوا الكلام على المخاطبة وحجتهم قوله {ألست بربكم} فجرى ما بعده على لفظه وسياقه عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم} قال
أخذوا من ظهره كما يؤخذ من الرأس بالمشط فقال لهم ألست بربكم قالوا بلى قالت الملائكة
[حجة القراءات: 302]
شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنّا كنّا عن هذا غافلين أي لئلّا تقولوا يوم القيامة). [حجة القراءات: 303] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (47- {أَن يَقُولُوا} [آية/ 172] {أَوْ يَقُولُوا} [آية/ 173] بالياء فيهما:
قرأها أبو عمرو وحده.
والوجه أنه على الغيبة؛ لأن ما قبله أيضًا على الغيبة وهو قوله تعالى {وإذْ
[الموضح: 564]
أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيّاتَهُمْ وأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ} فجعله على الغيبة حسن؛ لموافقة ما تقدم، والمعنى أخذ ذريتهم من ظهورهم وأشهدهم على أنفسهم لئلا يقولوا أو كراهة أن يقولوا.
وقرأ الباقون {أَن تَقُولُوا} و{أَوْ تَقُولُوا} بالتاء فيهما.
والوجه أن فيما تقدم خطابًا وهو قوله تعالى {ألَسْتُ بِرَبِّكُمْ} فحمل هذا على الخطاب أيضًا لموافقته). [الموضح: 565] (م)

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس