عرض مشاركة واحدة
  #48  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 05:31 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (122) إلى الآية (124) ]

{وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً (122) لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا (123) وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124)}

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً (122)}

قوله تعالى: {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا (123)}

قوله تعالى: {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ولا يظلمون فتيلًا (77) أينما تكونوا (78).
قرأ نافع وأبو عمرو وعاصم ويعقوب وابن عامر: (ولا تظلمون) بالتاء.
[معاني القراءات وعللها: 1/312]
وكذلك قرئ لابن عامر على ابن الأخرم.
وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي بالياء، وأما قوله: (ولا يظلمون نقيرًا (124) فاتفقوا فيه على الياء.
قال أبو منصور: التاء للخطاب والياء للغيبة، وكلتا القراءتين جيدة). [معاني القراءات وعللها: 1/313] (م)
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فأولئك يدخلون الجنّة ولا يظلمون نقيرًا (124)
قرأ ابن كثير ويعقوب: (يدخلون) بضم الياء ها هنا وفي مريم ورأس أربعين من المؤمن، وقرآ: (سيدخلون جهنّم) عند رأس ستين منها بضم الياء أيضًا.
وقرأ أبو عمرو ها هنا وفي مريم وفاطر ورأس أربعين من المؤمن: (يدخلون) بضم الياء، وروى المطرف عن ابن مشكان عن ابن كثير: أنه ضم الياء في فاطر مثل أبي عمرو، وروى الأعشى عن أبي بكر عن عاصم: أنه ضم الياء ها هنا وفي مريم ورأس أربعين من المؤمن، وفتح رأس ستين منها (سيدخلون جهنّم)، وروي
[معاني القراءات وعللها: 1/317]
يحيى عن أبي بكر ها هنا وفي مريم (سيدخلون جهنّم) بالضم، وفتح الياء رأس أربعين، وروى الكسائي وحسين عن أبي بكر عن عاصم بفتح الياء فيهن كلهن، وقرأ الباقون بالفتح في ذلك.
قال أبو منصور: من قرأ (يدخلون) فهم فاعلون، ومن قرأ (يدخلون) فعلى ما لم يسم فاعله). [معاني القراءات وعللها: 1/318]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (32- وقوله تعالى: {فأولئك يدخلون الجنة} [124].
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر بضم الياء.
وقرأ الباقون بفتحها، والأمر بينهما قريب؛ وذلك أن من أدخله الله الجنة دخل هو). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/138]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضمّ الياء وفتحها من قوله [جلّ وعز]: يدخلون الجنة [النساء/ 124] فقرأ ابن كثير: يدخلون الجنة*، في ثلاثة مواضع: في النساء، وفي مريم [60]، وفي المؤمن [40]، ورابعا فيه سين، وهو قوله تعالى: سيدخلون جهنم [غافر/ 60].
وروى مطرّف الشّقري عن معروف بن مشكان عن ابن كثير أنّه ضمّ الحرف الذي في سورة الملائكة: جنات عدن
[الحجة للقراء السبعة: 3/181]
يدخلونها [33] ولم يأت بها مضموما عن ابن كثير غيره.
وقرأ عاصم في رواية أبي هشام عن يحيى وابن عطارد عن أبي بكر مثل ابن كثير في الملائكة. وأما خلف ومحمد بن المنذر وأحمد بن عمر الوكيعي فرووا عن يحيى بن آدم عن أبي بكر عن عاصم: بفتح الياء في يدخلون الجنة في المؤمن. وقال خلف عن يحيى سمعت أبا بكر وقد سئل عنها، فقال: سيدخلون بفتح الياء.
وقرأ أبو عمرو في النساء، وفي مريم، وفي الملائكة، وفي المؤمن: يدخلون الجنة بضم الياء، وفتح الياء من سيدخلون جهنم داخرين.
وروى حفص عن عاصم أنّه كان يفتحهن كلّهنّ. وروى الكسائي عن أبي بكر وخلاد عن حسين الجعفيّ عن أبي بكر عن عاصم أنّه فتحهنّ كلّهنّ مثل حفص.
وقرأ نافع وابن عامر وحمزة والكسائي بفتح الياء فيهنّ كلّهنّ..
[قال أبو علي]: حجّة من قال: يدخلون قوله: ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون [الزخرف/ 70] ادخلوها بسلام آمنين [الحجر/ 46] قيل ادخل الجنة [يس/ 26].
ومن قال: يدخلون فلأنّهم لا يدخلونها حتى يدخلوها). [الحجة للقراء السبعة: 3/182]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فأولئك يدخلون الجنّة ولا يظلمون نقيرا}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {فأولئك يدخلون الجنّة} بضم الياء وفتح الخاء على ما لم يسم فاعله وكذلك في مريم وحم المؤمن وحجتهم قوله {وأدخل الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات} وأخرى ذكرها اليزيدي فقال ذلك إذا كان بعدها ما يؤكدها مثل {ولا يظلمون} و{يرزقون} و{يحلون} لأن الأخرى توكيد الأو فإذا كان لم يكن معها ذلك فالياء مفتوحة مثل قوله في الرّعد
[حجة القراءات: 212]
{جنّات عدن يدخلونها} وفي النّحل {جنّات عدن يدخلونها}
وقرأ الباقون {يدخلون الجنّة} بفتح الياء وضم الخاء وحجتهم قوله {ادخلوها بسلام آمنين} {ادخلوا الجنّة بما كنتم تعملون} فكان أمر الله إيّاهم أن يدخلوها دليلا على إسناد الفعل إليهم اعلم أن المعنيين متداخلان لأنهم إذا أدخلوا دخلوا وإذا دخلوا فبإدخال الله إيّاهم يدخلون
فأما {سيدخلون جهنّم} ففتح أبو عمرو لأنّه لم يأت بعده ما يؤكده مثل ما جاء في سائر القرآن من {يرزقون} و{لا يظلمون} ). [حجة القراءات: 213]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (69- قوله: {يدخلون} قرأه أبو بكر وأبو عمرو وابن كثير بضم الياء وفتح الخاء، ومثله في مريم والأول من غافر، أضافوا الفعل إلى غيرهم؛ لأنهم لا يدخلون الجنة حتى يدخلهم الله جل ذكره إياها، فهم مفعولون في المعنى، فبنوا الفعل للمفعول على ما لم يسم فاعله، وقد أجمعو على قوله: {وأدخل الذين آمنوا وعلموا الصالحات} «إبراهيم 23» {ويدخلهم جنات} «المجادلة 22» وهو كثير، وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الخاء، أضافوا الفعل إلى الداخلين، لأنهم هم الداخلون بأمر الله لهم، دليله قوله: {ادخلوا الجنة} «الأعراف 49» وقوله: {ادخلوها بسلام} «الحجر 46» وهو أيضًا
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/397]
كثير، فالقراءتان متداخلتان؛ لأنهم إذا أمروا بالدخول دخلوا، ولأنهم لا يدخلونها حتى يدخلهم الله إياها، فهم داخلون مدخلون، وعلى هذه العلة تجري قراءة أبي عمرو بضم الياء في سورة الملائة تفرّد بذلك، وعلى ذلك تجري قراءة ابن كثير وأبي بكر في الثاني من غافر {سيدخلون} «60» بضم الياء، والباقون بفتح الياء فيها). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/398]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (37- {فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ} [آية/ 124]:-
بضم الياء، وفتح الخاء، قرأها ابن كثير وأبو عمرو وعاصم ياش-،
[الموضح: 426]
ويعقوب، وكذلك في مريم وفي المؤمن {يُدْخَلُونَ الجَنَّةَ}.
واختلفوا في المؤمن أيضًا في {سَيَدْخُلونَ}: فابن كثير وعاصم ياش- ويعقوب- يس- بضم الياء وفتح الخاء، وكذلك أبو عمرو وحده في فاطر {يُدْخَلُونَها} بضم الياء وفتح الخاء.
والوجه في ذلك أنه من الإدخال لا من الدخول؛ لأنهم لا يدخلونها حتى يدخلوها، فلفظ الإدخال أولى.
وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الخاء من الخمسة الأحرف.
ووجهه أن الفعل أسند إلى الداخلين؛ لأنهم إذا أدخلوها دخلوها، وهم يدخلون الجنة بإدخال الله تعالى إياهم فيها، كما قال {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ}). [الموضح: 427]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس