عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:26 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (39) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إنّي عاملٌ فسوف تعلمون (39) من يأتيه عذابٌ يخزيه ويحلّ عليه عذابٌ مقيمٌ}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لمشركي قومك، الّذي اتّخذوا الأوثان والأصنام آلهةً يعبدونها من دون اللّه: اعملوا أيّها القوم على تمكّنكم من العمل الّذي تعملون ومنازلكم.
- كما حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {على مكانتكم} قال: على ناحيتكم.
{إنّي عاملٌ} كذلك على تؤدةٍ على عمل من سلف من أنبياء اللّه قبلي {فسوف تعلمون} إذا جاءكم بأس اللّه، من المحقّ منّا من المبطل، والرّشيد من الغويّ). [جامع البيان: 20/213]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله اعملوا على مكانتكم قال على ناحيتكم). [تفسير مجاهد: 558]

تفسير قوله تعالى: (مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (40) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {من يأتيه عذابٌ} يقول تعالى ذكره: من يأتيه عذابٌ يخزيه، ما أتاه من ذلك العذاب، يعني: يذلّه ويهينه {ويحلّ عليه عذابٌ مقيمٌ} يقول: وينزّل عليه عذابٌ دائمٌ لا يفارقه). [جامع البيان: 20/213]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (41) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّا أنزلنا عليك الكتاب للنّاس بالحقّ فمن اهتدى فلنفسه ومن ضلّ فإنّما يضلّ عليها وما أنت عليهم بوكيلٍ}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّا أنزلنا عليك يا محمّد الكتاب تبيانًا للنّاس بالحقّ {فمن اهتدى فلنفسه} يقول: فمن عمل بما في الكتاب الّذي أنزلناه إليه واتّبعه فلنفسه، يقول: فإنّما عمل بذلك لنفسه، وإيّاها بغى الخير لا غيرها، لأنّه أكسبها رضا اللّه والفوز بالجنّة، والنّجاة من النّار {ومن ضلّ} يقول: ومن جار عن الكتاب الّذي أنزلناه إليك، والبيان الّذي بيّنّاه لك، فضلّ عن قصد المحجّة، وزال عن سواء السّبيل، فإنّما يجور على نفسه، وإليها يسوق العطب والهلاك، لأنّه يكسبها سخط اللّه، وأليم عقابه، والخزي الدّائم {وما أنت عليهم بوكيلٍ} يقول تعالى ذكره: وما أنت يا محمّد على من أرسلتك إليه من النّاس برقيبٍ ترقب أعمالهم، وتحفظ عليهم أفعالهم، إنّما أنت رسولٌ، وإنّما عليك البلاغ، وعلينا الحساب.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وما أنت عليهم بوكيلٍ} أي بحفيظٍ.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {وما أنت عليهم بوكيلٍ} قال: بحفيظٍ). [جامع البيان: 20/214]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة {وما أنت عليهم بوكيل} قال: بحفيظ، والله أعلم). [الدر المنثور: 12/664]


رد مع اقتباس