عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:28 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (88) إلى الآية (90) ]

{ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88) قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ (89) قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90) }

قوله تعالى: {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "مُزْجَاة" [الآية: 88] حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/153]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88)}
{عَلَيْهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل (عليهي) بوصل الهاء بياء.
{جِئْنَا}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والسوسي (جينا) بإبدال الهمزة ياءً.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة بالهمز حيث جاء.
وتقدم هذا في الآية / 73 من هذه السورة.
{بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ}
قراءة الجماعة {... مزجاة}.
وروي عن ابن كثير أنه قرأ (مزجية).
كذا جاءت عند ابن خالويه.
وقرأ حمزة والكسائي وهبة الله عن ابن عامر، وخلف، وابن ذكوان من طريق الصوري (مزجاه) بالإمالة.
[معجم القراءات: 4/329]
وقراءة الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
وذهب صاحب النشر إلى أن الوجهين: الإمالة والفتح صحيحان عن ابن ذكوان.
{فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ}
قرأ ابن مسعود (فأوقر ركابنا). وهي قراءة تحمل على التفسير). [معجم القراءات: 4/330]

قوله تعالى: {قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ (89)}

قوله تعالى: {قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (21 - قَوْله {أئنك لأَنْت يُوسُف} 90
كلهم قَرَأَ (أءنك لأَنْت يُوسُف) بالاستفهام غير ابْن كثير فَإِنَّهُ قَرَأَ (إِنَّك لأَنْت يُوسُف) على الْخَبَر
وَاخْتلفُوا في الْهَمْز فَكَانَ حَمْزَة والكسائي وَعَاصِم وَابْن عَامر يهمزون همزتين (أءنك) وَالْبَاقُونَ يهمزون همزَة وَاحِدَة). [السبعة في القراءات: 351]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (22 - قَوْله {إِنَّه من يتق ويصبر} 90
قَرَأَ ابْن كثير وَحده {إِنَّه من يتق ويصبر} بياء في الْوَصْل وَالْوَقْف فِيمَا قَرَأت على قنبل
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِغَيْر يَاء في وصل وَلَا وقف). [السبعة في القراءات: 351]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (إنك لأنت) بكسر الألف، مكي، ويزيد). [الغاية في القراءات العشر: 289]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (قالوا إنك) [90]: خبر: مكي، ويزيد طريق الفضل). [المنتهى: 2/764]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير: {إنك لأنت} (90): بهمزة مكسورة، على الخبر.
والباقون: على الاستفهام. وهم على أصولهم فيه). [التيسير في القراءات السبع: 323]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو جعفر: (إنّك لأنت يوسف) بهمزة مكسورة على الخبر والباقون على الاستفهام وهم على أصولهم فيه). [تحبير التيسير: 417]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([90]- {أَإِنَّكَ} خبر: ابن كثير). [الإقناع: 2/672]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (781- .... .... .... وَرُدْ = بِالاخْبَارِ فِي قَالُوا أَئِنَّكَ دَغْفَلاَ). [الشاطبية: 62]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( [781] وفتيته فتيانه (عـ)ن (شـ)ذًا ورد = بالإخبار في قالوا أئنك (د)غفلا
...
(ورد)، أي: اطلب، من: راد برود، إذا طلب الكلأ، رودًا وریادًا، وارتاد ارتيادا.
ومنه: ((إن الرائد لا يكذب أهله))؛ أي الذي يرسلونه يرتاد الكلأ.
ومنه الحديث: «إذا بال أحدكم فليرتد لبوله»؛ أي يطلب مكانًا يصلح لذلك.
والدغفل: العيش الواسع. وعام دغفل: مخصب.
قال العجاج:
وإذ زمان الناس دغفلي
والمعنى: أطلب هذه القراءة عيشًا واسعًا، استعارة لظهور المعنى فيها وعدم المنكر والمعترض فيه، لأنهم عرفوه فقالوا: {إنك لأنت يوسف}.
[فتح الوصيد: 2/1024]
فلا يقال لصاحب هذه القراءة ما يقال لمن استفهم، ما معنى الاستفهام؟ وليس بموضع استخبار، فيحتاج إلى أن يقول: لم يقصد الاستفهام وإن أتي بلفظه، إنما هو لفظ الاستفهام يراد به الإستغراب والاستعظام لما فاجأ، كما قال فرعون {ءامنتم به}، أو هو استفهام، وما كانوا عرفوه كل المعرفة، إنما ظنوا، ولاحت لهم أمارة غلبت الظن. والظان يستفهم ليستيقن.
ألا تراه يقول: {أنا يوسف وهذا أخي}، ليزيد بذكر أخيه في البيان عن نفسه، كما لوا قال: أنا يوسف بن يعقوب). [فتح الوصيد: 2/1025]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([781] وفتيته فتيانه عن شذا ورد = بالاخبار في قالوا أئنك دغفلا
ب: (الشذا): كسر العود، (رد): من (راد يرود): إذا طلب الكلام، (الدغفل): العيش الواسع.
ح: (فتيته): مبتدأ، خبره: محذوف، أي: يقرأ فتيانه، (عن شذا): حال، (دغفلا): مفعول (رُد)، أي: اطلب عيشًا واسعًا بالإخبار.
ص: قرأ حفص وحمزة والكسائي: {وقال لفتيانه اجعلوا} [62]
[كنز المعاني: 2/338]
بجمع الكثرة، يخاطب بذلك الجمع الكثير، ولم يعين، فابتدر منهم من ابتدر، والباقون: (لفتيته) بجمع القلة، لأن جعل البضاعة في الرحال لا يحتاج إلى الكثرة، وهما لغتان جمع (فتًى) كـ (صبيان) و (صبية)، ومدح القراءة بقوله: (عن شذا).
وقرأ ابن كثير: (قالوا إنك لأنت يوسف) [90] بالإخبار لجزمهم بمعرفته، لوضوح القرائن الدالة عليه، أو على حذف همزة الاستفهام، نحو: {وتلك نعمةٌ تمنها} [الشعراء: 22] أي: أو تلك نعمةٌ؟ والباقون: بالاستفهام، كأنهم لم يجزموا أهو يوسف أم لا؟ فاستفهموا ليتحقق الأمر، والاستفهام للاستغراق أو للتعظيم). [كنز المعاني: 2/339] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقوله: ورد؛ أي: اطلب من راد وارتاد إذا طلب الكلأ، ودغفلا مفعول به وهو العيش الواسع؛ أي: اطلب عيشا واسعا بالقراءة بالأخبار في قوله: {إِنَّكَ لأنتَ يُوسُفُ}؛ لأنها ظاهرة المعنى؛ وذلك أنهم جزموا بمعرفته لما اتضح لهم من قرائن دالة على ذلك، فهذه قراءة ابن كثير وقرأ الباقون بالاستفهام وهم على أصولهم في التحقيق والتسهيل والمد بين الهمزتين، ثم يحتمل أن يكون استفهاما على
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/270]
الحقيقة ولم يكن بعد قد تحقق عندهم وتكون قراءة ابن كثير على حذف همزة الاستفهام كما قيل: ذلك في قوله {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ}.
أي: وتلك نعمة وله نظائر، ويحتمل أن يكون استفهاما على سبيل الاستغراب والاستعظام وإن كانوا قد عرفوه حق المعرفة؛ أي: إنك لهو ونحن وأنت يعامل بعضنا بعضا معاملة الغرباء ولعل بعض الإخوة قالوه خبرا وبعضهم استفهاما، فجاءت القراءتان كذلك ومن عادة الناظم أن يجعل الاستفهام ضد الإخبار، وقد تقدم تقرير ذلك في سورة الأعراف وسيأتي مثله في الرعد، واتفق لي نظم أربعة أبيات عوض الثلاثة المتقدمة تبين فيها القراءتان في حاشا وصلا ووقفا، وذكر فيها الخبر والاستفهام في أئنك مع التنبيه على أنهم على أصولهم في ذلك تجديدًا للعهد بما تقدمت معرفته وتذكيرا بذلك خوفا من الذهول عنه، ولم يستقم لي إيضاح جميع ذلك إلا بزيادة بيت فقلت:
وفي الوصل حاشا حج بالمد آخرا،.. معاد أبا حرك لحفص فتقبلا
أراد بالمد بعد الشين احترازا عن المد بعد الحاء ثم قال:
ونكتل بياء يعصرون الخطاب شذ،.. وحيث يشاء النون دار وأقبلا
استغنى برمز واحد، وهو قوله: شذ لقراءتين في نكتل ويعصرون، ثم قال:
وفي حافظا حفظا صفا حق عمهم،.. وفتيته عنهم لفتيانه انجلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/271]
والِاخبار في قالوا أئنك دغفلا،.. ويستفهم الباقي على ما تأصلا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/272]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (781 - .... .... .... .... ورد = بالاخبار في قالوا أئنّك دغفلا
....
وقوله: (ورد) بضم الراء فعل أمر من راد الشيء يروده إذا طلبه. و(الدغفل) العيش الواسع). [الوافي في شرح الشاطبية: 296]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ فِي بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/296]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أءنك لأنت يوسف} [90] ذكر في الهمزتين من كلمة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 557]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة: تقدم تنوين درجات [يوسف: 76] للكوفيين واستيئسوا [يوسف: 80]، وبابه في الهمز، ووقف رويس على يا أسفاه [يوسف: 84] بالهاء في الوقف،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/395]
وأءنّك لأنت يوسف [يوسف: 90] في الهمزتين، وهمز لخطئين [يوسف: 91]، ورءيي [يوسف: 43] كائن في الهمز [المفرد] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/396] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ" [الآية: 105] بهمزة واحدة ابن كثير وأبو جعفر والباقون بهمزتين على الاستفهام التقريري، وهم على أصولهم فقالون وأبو عمرو بتسهيل الثانية مع الفصل بالألف، وورش ورويس كذلك، لكن بلا فصل، وقرأ الحلواني من مشهور طرقه عن هشام، وكذا الشذائي عن الداجوني بالتحقيق مع الفصل، وقرأ الداجوني غير الشذائي عنه بالتحقيق بلا فصل، وبه قرأ الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/153]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "يتقي" [الآية: 43] بإثبات الياء وصلا ووقفا قنبل من طريق ابن مجاهد من جميع طرقه، ولم يذكر في الشاطبية غيره، ووجه بأنه على لغة إثبات حرف العلة مع الجازم كقوله.
ألم يأتيك والأنباء تنمي
ومذهب سيبويه أن الجزم بحذف الحركة المقدرة وحذف حرف العلة للتفرقة بين المرفوع والمجزوم، وقيل هو مرفوع ومن موصولة وجزم يصير المعطوف عليه للتخفيف كينصركم في قراءة أبي عمرو، أو للوقف، ثم أجرى الوصل مجراه، وروى ابن
[إتحاف فضلاء البشر: 2/153]
شنبوذ حذفها في الحالين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/154]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({أانك} [90] قرأ المكي بهمزة واحدة مكسورة، على الخبر، والباقون بهمزتين، الأولى مفتوحة والثانية مكسورة، على الاستفهام.
وقرأ نافع والبصري بتسهيل الثانية، والباقون بتحقيقها، وأدخل بينهما ألفًا قالون والبصري وهشام بخلف عنه، والباقون بلا إدخال). [غيث النفع: 748]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({يتق} قرأ قنبل بإثبات ياء بعد القاف، وصلاً ووقفًا، والباقون بحذفها، كذلك). [غيث النفع: 748]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90)}
{أَئِنَّكَ}
قرأ حمزة والكسائي وعاصم وابن عامر وابن ذكوان وخلف وروح والداجوني عن هشام والحسن والأعمش (أإنك) بتحقيق الهمزتين، على الاستفهام التقريري.
وقرأ ابن كثير وأبو جعفر وقتادة وابن محيصن وورش (إنك) بهمزة واحدة على الخبر.
[معجم القراءات: 4/330]
وذهب أبو حيان إلى أن الظاهر أن همزة الاستفهام مرادة، ويبعد حمله على الخبر المحض.
وقال الطوسي: «ومن قرأ على الخبر أراد الاستفهام، وحذف حرف الاستفهام...».
وقال القرطبي: «ويجوز أن تكون هذه القراءة استفهامًا...».
وقال ابن خالويه: «والحجة لمن أخبر ولم يستفهم إجابته لهم بقوله: {أنا يوسف}، ولو كانوا مستفهمين لأجابهم بنعم، أو لا، ولكنهم أنكروه فأجابهم محققًا».
وقرأ نافع ويعقوب والقاضي عن قالون «أنك» بفتح الهمزة من غير مد.
قال أبو زرعة:
«وإنما بين الثانية ولم يدخل بينهما ألفا» كذا !.
وقرأ أبو عمرو وقالون عن نافع وزيد عن يعقوب وسهل وهشام واليزيدي (آینك) بتسهيل الهمزة الثانية وإدخال ألف بين الهمزتين: المحققة والمسهلة.
وقرأ ورش ورويس عن يعقوب ونافع وابن كثير وابن محيصن (أينك) بتسهيل الهمزة الثانية من غير إدخال ألف بين الهمزتين: المحققة والمسهلة.
[معجم القراءات: 4/331]
وقرأ الحلواني عن هشام والشذائي عن الداجوني وابن عامر (آإنك) بتحقيق الهمزتين مع الفصل بينهما بألف.
{أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ}
قراءة الجماعة {أإنك لأنت يوسف}.
وحكى أبو عمرو عن أبي بن كعب أنه قرأ (أإنك أو أنت يوسف).
قال ابن جني:
«ينبغي أن يكون هذا على حذف خبر «إن» حتى كأنه قال: أئنك لغير يوسف، أو أنت يوسف؟ فكأنه قال: بل أنت يوسف، فلما خرج مخرج التوقف قال: أنا يوسف...».
وقال الزمخشري:
«على معنى: أئنك يوسف أو أنت يوسف، فحذف الأول أي يوسف لدلالة الثاني عليه، وهذا كلام متعجب مستغرب لما يسمع فهو يكرر الاستثبات».
{وَهَذَا أَخِي}
وقال الضحاك في قراءة عبد الله (وهذا أخي بيني وبينه قربى)
[معجم القراءات: 4/332]
{مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ}
قراءة الجمهور {من يتق..} بحذف الياء في الحالين، وهو الموافق الخط المصحف، وحذف الياء على جعل {من} للشرط، فجاءت علامة الجزم الحذف.
قرأ ابن مجاهد عن قنبل عن ابن كثير (من يتقي...) بإثبات الياء في الحالين.
وروى حذفها عن قنبلفي الحالين ابن شنبوذ، وهي رواية الزينبي وابن عبد الرزاق واليقطيني وغيرهم عنه، ووافقه فيهما ابن محيصن.
قال ابن الجزري: «والوجهان صحيحان عنه».
ومثل هذا في الإتحاف.
وأما قراءة (يتقي) بإثبات الياء فتخريجها كما يلي:
1- الياء حذفت للجزم، فصار الفعل (يتق) ثم أشبعت كسرة القاف فنشأت الياء، وصار (يتقي)، فهذه الياء الثابتة ليست ياء الفعل وإنما هي ياء الإشباع.
2- أنه قدر حركة الإعراب على الياء، ثم حذف هذه الحركة في
[معجم القراءات: 4/333]
الجزم، وجعل حرف العلة كالصحيح، على لغة من يقول: لم يرمي زيد، وقد حكوا ذلك لغة، ويجعلون من هذا الباب قول الشاعر:
ألم يأتيك والأنباء تنمي = بما لاقت لبون بني زياد
3- جعل «من» بمعنى الذي، والفعل على هذا مرفوع، والضمة مقدرة على الياء، ولا جزم.
وأما (يصبر) ففيه وجهان:
الأول: حذف الضمة من الراء لئلا تتوالى الحركات، فهو حذف للاستخفاف، أو أنه نوى الوقف عليه، وأجرى الوصل مجرى الوقف.
الثاني: أنه مجزوم على المعنى؛ لأن «من» هنا وإن كانت بمعنى الذي، لكنها بمعنى الشرط لما فيه من العموم والإبهام، ومن هنا دخلت الفاء في خبرها.
قال مكي:
«وإثبات الياء في (يتقي) مع جزم (يصبر) ليس بالقوي على أي وجه (تأولته).
وقال الطوسي: «والأجود قول من قرأ بحذف الياء».
وذكر الزمخشري أنه قرئ (يتق) بسكون القاف، وكأنه آخر الفعل، وجعل مثله قراءة {ألم تر} بسكون الراء، قال: وفيه ضعف). [معجم القراءات: 4/334]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس