عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:03 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (36) إلى الآية (40) ]

{ وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36) قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (38) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40) }

قوله تعالى: {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: قَالَ رَبِّ السِّجْنُ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِفَتْحِ السِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى كَسْرِ السِّينِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ، وَيَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ لِلْمَوْضِعَيْنِ، وَفِي فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِهَا الْمَحْبَسُ، وَهُوَ الْمَكَانُ الَّذِي يُسْجَنُ فِيهِ، وَلَا يَصِحُّ أَنْ يُرَادَ بِهِ الْمَصْدَرُ بِخِلَافِ الْأَوَّلِ، فَإِنَّ إِرَادَةَ الْمَصْدَرِ فِيهِ ظَاهِرَةٌ، وَلِهَذَا قَالُوا: أَرَادَ يَعْقُوبُ بِفَتْحِهِ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ الِاسْمِ وَالْمَصْدَرِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/295] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واتفقوا على كسر السين في "ودخل معه السجن، ويا صاحبي السجن" معا و"لبث في السجن" لأن المراد بها المكان، ولا يصح أن يراد بها المصدر بخلاف الأول). [إتحاف فضلاء البشر: 2/146] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة من "إني" معا السابقين لأراني نافع وأبو عمرو وأبو
[إتحاف فضلاء البشر: 2/146]
جعفر، ومن أراني أعصر وأرني أحمل نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/147]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "أراني" و"نريك" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه، وحمزة والكسائي وخلف، وبالصغرى الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/147]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل همز "نبئنا" أبو جعفر بخلف عنه، وأطلق ابن مهران الخلاف عنه من روايتيه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/147]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ودخل معه السجن فتيان}
{إني أراني} [36] معًا قرأ نافع والبصري بفتح ياء {إني} والباقون بالإسكان، وقرأ الحرميان والبصري بفتح ياء {أراني} معًا، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 741]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({نبئنا} لم تبدل همزته لأحد إلا لحمزة إن وقف). [غيث النفع: 741]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({رأسي} أبدل همزه السوسي، والباقون بالهمز، وكذا {رأسه} [41] و{نبأتكما} [37] و{رءياي} [43] و{للرءيا} ). [غيث النفع: 742] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36)}
{السِّجْنَ}
ذكر العكبري أنه قرئ (السجن)»بفتح السين والتقدير: موضع السجن أو في السجن.
وذكر غير العكبري أنهم اتفقوا على كسر السين في هذا الموضع «السجن».
{إِنِّي}
قرأ بفتح الياء نافع وأبو عمرو وأبو جعفر واليزيدي (إني..).
وقراءة السكون عن ابن كثير وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب {إني...}.
[معجم القراءات: 4/257]
{أَرَانِي أَعْصِرُ}
الإمالة:
قرأ بإمالة الألف من (أراني) أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف، وابن ذكوان من طريق الصوري.
والتقليل عن الأزرق وورش.
والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
حركة الياء:
قرأ بفتح الياء (أراني...) نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر واليزيدي وابن محيصن.
وقرأ بسكون الياء ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب (أراني...).
{أَعْصِرُ}
ترقيق الراء بخلاف عن الأزرق وورش.
{أَعْصِرُ خَمْرًا}
قراءة الجماعة {... خمرًا}.
وقرأ أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود (عنبًا) وذهب جماعة إلى أنها لغة عمان، يسمون الخمر عنبًا.
وقيل: يحمل مثل هذا على التفسير لمخالفته سواد المصحف، والثابت عنهما بالتواتر كقراءة الجماعة {أعصر خمرًا}. ذكر هذا أبو حيان.
[معجم القراءات: 4/258]
وفي حاشية الجمل: «قراءة... لا تدل على الترادف لإرادتهما التفسير، لا التلاوة».
{إِنِّي}
فيه فتح الياء وسكونها كالمتقدمة.
{أَرَانِي أَحْمِلُ}
في أرى: الإمالة، وقد تقدم.
وفي أراني: فتح الياء وسكونها، كالمتقدمة.
{رَأْسِي}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والسوسي (راسي) بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والجماعة على تحقيق الهمز (رأسي).
{خُبْزًا}
قراءة الجماعة {... خبزًا}.
وفي مصحف عبد الله بن مسعود وقراءتهما (ثريدًا).
قال أبو حيان: «وهو أيضًا تفسير، لا قراءة».
وذكر ابن خالويه أن قراءة الأعرج (فوق رأسي خبزٌ) كذا بالرفع.
ولقد توقفت في تخريجه، وما اهتديت فيه إلى وجه، وسمع مني ذلك والدي فقال:
«يكون الوقف عند «أحمل» والمفعول محذوف أي: أحمل أشياء، ثم استأنف:
(فوق رأسي خبزٌ) وهو من جملة المحمول، فهي جملة اسمية، وعلى هذا «خبز» على قراءة الأعرج مبتدأ خبره شبه الجملة قبله، هذا ما ذكره، جزاه الله عني خيرًا.
[معجم القراءات: 4/259]
فمن رأي غير هذا الوجه فلا يكتمه، وله عند الله حسن الثواب.
{تَأْكُلُ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والسوسي والأزرق وورش والأصبهاني (تاكل) بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة بالهمز (تأكل).
{الطَّيْرُ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{مِنْهُ}
قراءة ابن كثير في الوصل (منهوه) بوصل الهاء بواو.
وقراءة الجماعة باختلاس الحركة من غير وصل {منه}.
{نَبِّئْنَا}
قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة ياء في الوقف والوصل بخلاف عنه (نبينا).
وبمثل هذه القراءة قرأ حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة {نبئنا} بالهمز في الوقف والوصل، وهو الوجه الثاني عن أبي جعفر.
{بِتَأْوِيلِهِ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (بتاویله) بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الباقين بالهمز «بتأويله».
[معجم القراءات: 4/260]
{نَرَاكَ}
أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف، وابن ذكوان من طريق الصوري.
وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 4/261]

قوله تعالى: {قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ترزقانه) [37]: مختلس: أبو عون طريق الواسطي). [المنتهى: 2/762]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ابن وردان: (ترزقانه) بالاختلاس والباقون بالإشباع، والله الموفق). [تحبير التيسير: 414]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ تُرْزَقَانِهِ فِي بَابِ هَاءِ الْكِنَايَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/295]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ترزقانه} [37] ذكر في هاء الكناية). [تقريب النشر في القراءات العشر: 556]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "تُرْزَقَانِه" [الآية: 37] باختلاس كسرة الهاء قالون من طريقيه وابن وردان بخلف عنهما، والباقون بالإشباع). [إتحاف فضلاء البشر: 2/147]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "ربي إنه" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر و"من أبائي إبراهيم" نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/147]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({رأسي} أبدل همزه السوسي، والباقون بالهمز، وكذا {رأسه} [41] و{نبأتكما} [37] و{رءياي} [43] و{للرءيا} ). [غيث النفع: 742] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (و{ترزقانه} [37] المأخوذ به عند جميع المغاربة الصلة لقالون، وروى بعضهم له فيه الاختلاس، ولم نقرأ به من طريق الشاطبية والتيسير). [غيث النفع: 742]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ربي إني} قرأ نافع والبصري بفتح ياء {ربي} والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 742]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37)}
{قَالَ لَا}
إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{لَا يَأْتِيكُمَا}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (لا ياتيكما) بإبدال الهمزة ألفًا.
وجاءت قراءة حمزة في الوقف بالإبدال أيضًا.
وقراءة الجماعة بالهمز {لا يأتيكما}.
{تُرْزَقَانِهِ}
قرأ باختلاس كسرة الهاء قالون عن نافع وابن وردان بخلاف عنهما، والحلواني أيضًا عن قانون، والشطوي عن أبي جعفر.
وقراءة الجماعة بكسر الهاء مع الصلة (تزرقانهي»، وهو الوجه الثاني لقالون وابن وردان.
وقرئ أيضًا بضم النون (ترزقانه).
قال الرضي: «وقد يضم نون المثنى، وقرئ في الشواذ في الفعل
[معجم القراءات: 4/261]
أيضا (تزرقانه).
وقال الصبان: «وقرئ شاذًا: لا يأتيكما طعام تزرقانه بضمها، أي النون، قاله الروداني».
{نَبَّأْتُكُمَا}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش (نباتكما) بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة بالهمز.
{بِتَأْوِيلِهِ}
تقدمت القراءة فيه في الآية السابقة / 36.
{أَنْ يَأْتِيَكُمَا}
تقدمت القراءة فيه في أول هذه الآية.
{رَبِّي إِنِّي}
قرأ نافع وأبو عمرو وأبو جعفر واليزيدي (... ربي) بفتح الياء وصلًا.
وقراءة الباقين بإسكانها في الحالين.
{لَا يُؤْمِنُونَ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (لا يومنون) بإبدال الهمزة واوًا.
والإبدال قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة بالهمز.
{بِالْآَخِرَةِ}
تقدمت القراءات فيه في الآية /4 من سورة البقرة، وهي:
تحقيق الهمز، نقل الحركة والحذف، السكت، ترقيق الراء،
[معجم القراءات: 4/262]
إمالة الهاء وما قبلها.
{كَافِرُونَ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 4/263]

قوله تعالى: {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (38)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي آبائي بتسهيل الهمزة الثانية). [إتحاف فضلاء البشر: 2/147]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ءابآءي إبراهيم} [38] قرأ الكوفيون بإسكان الياء، والباقون بفتحها، فلو وقف على {ءابآءي} فورش على أصله من المد والتوسط والقصر، لأن الأصل في حرف المد الإسكان، والفتح فيه عارض من أجل الهمزة، فأجرينا الكلمة على الأصل، ولم نعتد فيها بالعارض، ومثله {دعآءي إلا} [6] بنوح حالة الوقف.
قال المحقق: «وهذا مما لم أجد فيه نصًا لأحد، بل قلته قياسًا، والعلم في ذلك عند الله، وكذا أخذته أداء عن الشيوخ في {دعآءي} في إبراهيم، وينبغي أن لا يعمل بخلافه» انتهى). [غيث النفع: 742]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (38)}
{آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ}
قرأ عاصم وحمزة والكسائي وأبو عمرو في رواية ويعقوب والأشهب العقيلي بسكون الياء {آبائي إبراهيم}.
وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وأبو عمرو وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي وأبو بكر عن عاصم {آبائي إبراهيم} بفتح الياء في الوصل.
قال أبو حاتم: «هما حسنتان، فاقرأ كيف شئت».
ولا خلاف فبينهم في الإسكان وقفًا.
وقرأ المطوعي والأعمش بتسهيل الهمزة الثانية من {آبائي}.
ولورش من طريق الأزرق في الوقف الأوجه الثلاثة:
المد، والتوسط، والقصر.
وقرأ الأعمش ويحيى بن وثاب (أباي) بفتح الياء من غير مد.
قال الفراء:
«وأصحابنا يروون عن الأعمش (ملة آباي إبراهيم) »... بنصب الياء؛
[معجم القراءات: 4/263]
لأنه يترك الهمز ويقصر الممدود، فيصير بمنزلة محياي، وهداي). ثم ذكر الفراء هذه القراءة مرة أخرى معزوة إلى يحيى بن وثاب.
قال ابن عطية: «قال أبو حاتم: وأما طرح الهمزة فلا يجوز، ولكن تخفيفها جيد، فتصير ياءً مكسورة بعدها ياء ساكنة أو مفتوحة.
{شَيْءٍ}
تقدم حكم الهمز من قبل، انظر الآيتين / ۲۰ و 106 من سورة البقرة.
{النَّاسِ... النَّاسِ}
الإمالة فيه للدوري عن أبي عمرو، وتقدم هذا في مواضع، انظر الآيات/۸، 94، 96 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 4/264]

قوله تعالى: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: قَالَ رَبِّ السِّجْنُ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِفَتْحِ السِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى كَسْرِ السِّينِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ، وَيَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ لِلْمَوْضِعَيْنِ، وَفِي فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِهَا الْمَحْبَسُ، وَهُوَ الْمَكَانُ الَّذِي يُسْجَنُ فِيهِ، وَلَا يَصِحُّ أَنْ يُرَادَ بِهِ الْمَصْدَرُ بِخِلَافِ الْأَوَّلِ، فَإِنَّ إِرَادَةَ الْمَصْدَرِ فِيهِ ظَاهِرَةٌ، وَلِهَذَا قَالُوا: أَرَادَ يَعْقُوبُ بِفَتْحِهِ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ الِاسْمِ وَالْمَصْدَرِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/295] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واتفقوا على كسر السين في "ودخل معه السجن، ويا صاحبي السجن" معا و"لبث في السجن" لأن المراد بها المكان، ولا يصح أن يراد بها المصدر بخلاف الأول). [إتحاف فضلاء البشر: 2/146] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسهل" الثانية مع إدخال ألف من "أأرباب" قالون وأبو عمرو وأبو جعفر وهشام في أحد أوجه، وقرأ ورش وابن كثير ورويس كذلك، لكن بلا إدخال، وللأزرق أيضا إبدالها ألفا مع المد للساكنين، والثاني لهشام التحقيق مع الإدخال، والثالث التحقيق بلا إدخال، وبه قرأ الباقون، ومر تفصيل الطرق غير مرة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/147]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ءاارباب} [39] لا يخفى). [غيث النفع: 743]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39)}
{السِّجْنِ}
اتفق القراء على كسر السين في هذا الموضع (السجن)، لأن المراد به المكان، ولا يصح أن يراد به المصدر.
{أَأَرْبَابٌ}
هنا همزتان مفتوحتان من كلمة واحدة.
أ- الهمزة الأولى: اتفق جميع القراء على تحقيقها.
ب- الهمزة الثانية: وفيها ما يلي:
سهل الهمزة الثانية نافع وابن كثير وأبو عمرو وورش من طريق الأزرق، وكذا من طريق الأصبهاني، ورويس، وهي رواية ابن أبي بزة عن ابن كثير.
وسهل الهمزة الثانية بين الهمزة والألف مع إدخال ألف بين الهمزتين: المحققة والمسهلة أبو عمرو وقالون عن نافع وأبو جعفر واليزيدي، وهشام من طريق ابن عبدان وغيره عن الحلواني ورويس وزيد عن يعقوب وابن كثير برواية الخزاعي.
[معجم القراءات: 4/264]
وللأزرق عن ورش وجه آخر وهو إبدال الهمزة الثانية ألفا خالصة مع المد المشبع للساكنين.
وأنكر الزمخشري هذا الوجه، وتعقبه أبو حيان.
ولهشام وجه ثان من طريق الجمال عن الحلواني وهو تحقيق الهمزة الثانية، مع إدخال ألف بين الهمزتين المحققين.
ولهشام وجه ثالث وهو من مشهور طرق الداجوني وهو تحقيق الهمزتين بلا إدخال ألف بينهما.
وقراءة الباقين كالوجه الثالث المنقول عن هشام وهو تحقيق الهمزتين من غير إدخال ألف بينهما، وهم: عاصم وحمزة والكسائي وابن ذكوان وخلف وروح والحسن والأعمش.
والقراءات في {أأرياب} كما ترى كالقراءات في {أأنذرتهم} الآية /6 من سورة البقرة.
{خَيْرٌ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 4/265]

قوله تعالى: {مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40)}
{أَسْمَاءً}
قراءة حمزة في الوقف بتسكين الهمزة للوقف، ثم إبدالها ألفًا، فيجتمع ألفان، فيجوز حذف إحداهما للساكنين، فإن حذفت الأولى. وهو القياس. قصر الألف الباقية، وإن حذف الثانية جاز المد والقصر، وأجاز بعضهم التوسط.
[معجم القراءات: 4/265]
{آَبَاؤُكُمْ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة، بينها وبين الواو، ويجوز في الألف المد والقصر.
{النَّاسِ}
تقدمت الإمالة فيه للدوري عن أبي عمرو، وانظر الآيات/۸، 94، 96 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 4/266]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس