عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:01 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (30) إلى الآية (35) ]

{ وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (30) فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ (32) قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآَيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35)}

قوله تعالى: {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (30)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (شَعفَهَا) بالعين مجاهد، والحسن، والزَّعْفَرَانِيّ عن ابن مُحَيْصِن، وحامد بن يحيى عن ابْن كَثِيرٍ، والقورسي عن أبي جعفر، وأبو حنيفة، الباقون بالغين، وهو الاختيار، يعني: دخل شغاف قلبها). [الكامل في القراءات العشر: 576]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ووقف" على "امرأت" معا بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/145]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "فتاها" هنا ولفتاه معا بالكهف حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/145]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم دال "قد شغفها" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف "وعن" الحسن وابن محيصن شعفها بالعين المهملة، قيل الشعف الجنون وقيل من شعف البعير إذا حناه بالقطران فأحرقه، والجمهور بالغين المعجمة أي: حرق شغاف قلبها). [إتحاف فضلاء البشر: 2/145]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "لنراها" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه وحمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/145]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (30)}
{نِسْوَةٌ}
قراءة الجماعة بكسر أوله {نسوة}، وهو جمع قلة، أو اسم جمع.
وقرأ الأعمش والمفضل وأبو عبد الرحمن السلمي، وسليمان (نسوة)»بضم النون في أوله، وهو اسم جمع.
قال الشهاب: «وبالضم قرأ...، كما في القرطبي - رحمه الله - فلا عبرة بمن أنكرها».
وفي حاشية الجمل نقلًا عن السمين:
«والمشهور كسر نونها، ويحوز ضمها في لغة، ونقلها أبو البقاء قراءة، ولم أحفظه، وإذا ضمت نونه كان اسم جمع بلا خلاف، والنساء جمع كثرة أيضًا، ولا واحد له من لفظه».
وقال العكبري:
«يقرأ بكسر النون وضمها، وهما لغتان».
قلت: يأتيك بيان أوفى من هذا في القراءة في الآية/50 (ما بال
[معجم القراءات: 4/236]
النسوة) فالضم قراءة عدد من القراء، وهم كثر.
{امْرَأَةُ}
قراءة جميع القراء في الوصل بالتاء (امرأت...).
وأما في الوقف:
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب واليزيدي وابن محيصن والحسن (امرأة) بالهاء، وهي لغة قريش.
وقرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر بالتاء (امرأت)، وهو الموافق للرسم، وهي لغة طيء.
{فَتَاهَا}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
والأزق وورش بالفتح والتقليل.
والباقون على الفتح.
{قَدْ شَغَفَهَا}
قرأ أبو عمرو والكسائي وحمزة وهشام وخلف وابن محيصن بإدغام الدال في الشين، وصورة القراءة: (قشغفها)، وتمثيلها عند علماء القراءة «قد شغفها».
وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وابن ذكوان وأبو جعفر ويعقوب وقالون بإظهار الدال.
{شَغَفَهَا}
قراءة الجمهور {شغفها} بالغين المعجمة المفتوحة.
ورجح الطبري هذه القراءة على غيرها، وذهب النحاس إلى أنه المعروف من كلام العرب.
[معجم القراءات: 4/237]
وقرأ ثابت البناني وأبو الأشهب (شغفها) بالغين المعجمة المكسورة، وهي لغة تميم، وما بين يدي من المراجع ذكرتها لأبي الأشهب، وانفرد أبو حيان بذكرها لثابت. وهي كذلك عند السمين.
وذهب النحاس إلى أن الكسر غير معروف في كلام العرب.
وقرأ علي بن أبي طالب وعلي بن الحسين وابنه محمد بن علي وابنه جعفر بن محمد والشعبي وعوف بن أبي جميلة الأعرابي وقتادة، وعمر بن عبد العزيز والأعرج ومجاهد وحميد والزهري والحسن بخلاف عنهم ويحيى بن يعمر وابن محيصن وأبو رجاء وسعيد بن جبير وثابت البناني وزيد بن قطيب ومحمد بن السميفع اليماني وابن أبي مريم وشبل عن ابن كثير والبزي عن ابن محيصن وابن أبي عبلة (شعفها) بالعين المهملة المفتوحة.
قال الزجاج:
«... ومعنى شعفها ذهب بها كل مذهب، مشتق من شعفات الجبال، أي رؤوس الجبال، فإذا قلت فلان مشعوف بكذا فمعناه أنه قد ذهب به الحب أقصى المذاهب».
[معجم القراءات: 4/238]
وقال النحاس:
«ولا يعرف في كلام العرب إلا (شغفها) بفتح الغين، وكذا (شعفها)، أي تركها مشعوفة».
وقرأ الحسن (قد شغفها) بضم الغين.
وقرأ ثابت البناني وأبو رجاء وأبو الأشهب (شعفها) بكسر العين المهملة.
قال الفيروزآبادي وغيره: «أي علقها حبًا وعشقًا».
وقرأ معاوية بن ثابت البناني (سعفها) بالسين والعين غير معجمتين.
{إِنَّا لَنَرَاهَا}
أمال «نراها» أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
والأزرق وورش بالتقليل.
والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 4/239]

قوله تعالى: {فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (12 - قَوْله {وَقَالَت اخْرُج} 31
فَقَرَأَ ابْن كثير والكسائي وَنَافِع وَابْن عَامر {وَقَالَت اخْرُج} بِضَم التَّاء
هَذِه رِوَايَة خَارِجَة عَن نَافِع وروى الْبَاقُونَ عَنهُ {وَقَالَت اخْرُج} بِكَسْر التَّاء
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَحَمْزَة {وَقَالَت اخْرُج} بِكَسْر التَّاء). [السبعة في القراءات: 348]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (13 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {حاش لله} 31، 51
فَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحده (حَشا لله) بِأَلف
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (حش لله) بِغَيْر ألف
وحدثني عبيد الله بن علي قَالَ حَدثنَا نصر بن علي قَالَ أخبرنَا الأصمعي قَالَ سَمِعت نَافِعًا يقْرَأ (حَشا لله) فِيهَا ألف سَاكِنة كَذَا في الحَدِيث). [السبعة في القراءات: 348]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (حاشا لله) أبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: 287] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (حاشا) [31، 51]: بألف في الوصل أبو عمرو، وزادها عباس في الوقف). [المنتهى: 2/761] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (متكًا) [31]: منون، بلا همز الحلواني عن يزيد. بخيالها العمري). [المنتهى: 2/762]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو (حاشا) هنا في الموضعين بألف، وقرأ الباقون بغير ألف في الوصل والوقف، والاختيار في الوقف أنه بغير ألف لأبي عمرو فيهما). [التبصرة: 240] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {حاشا لله} (31، 51)، في الحرفين: بألف بعد الشين في الوصل، فإذا وقف حذفها اتباعًا للخط.
* روى ذلك عن اليزيدي منصوصًا أبو عبد الرحمن ابنه، وأبو حمدون، وأحمد بن واصل، وأبو شعيب من رواية أبي العباس الأديب، عنه.
والباقون: بغير ألف في الحالين). [التيسير في القراءات السبع: 321] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أبو عمرو: (حاش لله) في الحرفين بألف. في الوصل فإذا وقف حذفها اتباعا للخطّ. روى ذلك عن اليزيدي منصوصا أبو عبد الرّحمن ابنه وحمدون أبو حمدان وأحمد بن واصل وأبو شعيب من رواية أبي العبّاس الأديب عنه، والباقون بغير ألف في الحالين). [تحبير التيسير: 414] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مُتْكَأً) بإسكان التاء، يعني: الأترج مجاهد، والباقون (مُتَّكَأً)، وهو الاختيار؛ لأن الاتكاء أبلغ من المتكئ وهو أحسن في النعيم، (حَاشَ لِلَّهِ) بألف في الموضعين عصمة عن الْأَعْمَش، والأصمعي عن نافع، وأَبُو عَمْرٍو إلا محبوبًا، والأصمعي وروى ابن أرقم عن الحسن بإسكان الشين والوقف بغير ألف، إلا في رواية عباس، الباقون بغير ألف في الحالين، وهو الاختيار، لموافقة أهل الحرمين وغيرهم). [الكامل في القراءات العشر: 576]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([31]- {حَاشَ} فيهما [31، 51] وبألف في الوصل: أبو عمرو.
والوقف له بلا ألف اتباعا للخط، نص عليه كذلك أبو عبد الرحمن وأبو حمدون وأبو العباس بن واصل عن اليزيدي، وأبو العباس محمود بن محمد الأديب عن أبي شعيب عن اليزيدي.
وحكى أبو الفضل الخزاعي عن عباس عن أبي عمرو إثباتها في الوصل والوقف). [الإقناع: 2/671] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (779 - معاً وَصْلُ حَاشَا حَجَّ .... .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 62] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([779] معًا وصل حاشا (حـ)ج دأبًا لـ (حفصهم) = فحرك وخاطب يعصرون (شـ)مردلا
حاشی، حرفٌ في الاستثناء معناه التبرية.
ويكون فعلا عند المبرد في نحو: قدموا حاشی زید؛ أي جانب بعضهم زيدا، مثل ضارب، وهو مأخوذ من الحشي: الناحية. وحشي الوادي: ناحيته. وحشيت فلانا وحاشيته: نحسته.
قال:
ولا أحاشي من الأقوام من أحد.
وحلف فما تحاشی وما تحشی: ما استثني.
[فتح الوصيد: 2/1017]
أبو علي: «لا يخلو قولهم: (حاش لله) من أن يكون الحرف الجار في الاستثناء، أو يكون فاعل من: حاشی.
ولا يجوز أن يكون الجار، لأنه لا يدخل على مثلها، ولأن الحروف لا تحذف إذا لم يكن فيها تضعيفٌ، فثبت أنه فاعل؛ وهو مأخوذ من الحشى الذي يراد به الناحية...
المعنى أنه صار في حشى، أي: في ناحيةٍ.
وفاعل حاشى، یوسف؛ كأنه في التقدير: بعد من هذا الأمر لله، أي لخوفه ومراقبته.
فأما حذف الألف، فعلى: لم يك، ولا أدر، ونحو: أصاب الناس جهد ولو تر ما أهل مكة. وإنما هو: ولو تری...
ومن حجة الحذف، أهم زعموا أنه في الخط محذوف.
وقد قال رؤبة:
وصاني العجاج فيما وصني».
وأبو عمرو جاء بها على الأصل والتمام.
قال أبو الحسن: «ولم أسمعها إلا أنها كثرت في القراءة».انتهى كلامه.
وقوله: زعموا، هو زعم صحيح؛ وكذلك نقل الأئمة.
قال أبو عبيد: «بحذف الألف نقرأ اتباعًا للكتاب، والذي عليه الجمهور الأعظم، مع أني قد رأيتها في الذي يقال إنه الإمام مصحف عثمان بن عفان
[فتح الوصيد: 2/1018]
رضي الله عنه (حش لله) بغير ألف. والأخرى مثلها. وكذلك كان الكسائي يخبر أنها في قراءة عبد الله: (حاش الله)».
قال: «وإنما ذهب أبو عمرو في (حاشا)، إلى أصل الكلمة، وكذلك هي في الأصل».
.قال محمد بن علي الأذفوي: «حكى الكسائي أنه رآها في مصحف عبد الله كذلك.
وأما قول أبي الحسن أنه لم يسمعها، فقد نقل أبو عمرو أن الحذف إنما هو لغة لبعض أهل الحجاز».
وقال: «يقال: حاشاك، وحاشى لك، ولا يقال: حاش لك».
وذهب بعض الأئمة إلى أنها فعل على قراءة الحذف، لأن الحرف ليس له تمكن الاسم، ولا تصرف الفعل، فلا يحذف منه.
وقال بعضهم: «هي حرف من حروف الجر، وضعت موضع التبرية والبراءة. فمعنی حاشا لله، براءة الله وتبرية الله. وقراءة عبد الله من ذلك، أضاف حاشا إلى الله إضافة البراءة. واللام مثلها في: (سقيا له)، كأنه قال: براءة ثم قال: لله، لبيان من يبرئ».
[فتح الوصيد: 2/1019]
قال: «ويدل على أنها نزلت منزلة المصدر -يعني براءة وتبرية -، قراءة أبي السمال: (حاشًا لله) بالتنوين. وقراءة غير أبي عمرو بالحذف، وقراءة الأعمش: (حشا لله) بحذف الأولى».
قلت: وعلى قراءته أنشد الأنباري:
حشا رهط النبي فإن منهم = بحورًا لا تكدرها الدلاء
رجع الكلام.
قال: «وإنما أجاز ألا ينون بعد إجرائه مجرى براءة الله، مراعاة لأصله الذي هو الحرفية، كما قالوا: جلست من عن يمينه، فتركوا (عن) غير معرب، و(علی) في قوله: غدت من عليه، منقلب الألف إلى الياء مع الضمير.
والمعنى: تبرية الله تعالى من صفات العجز والتعجب من قدرته على خلق مثله، في غاية الحسن.
وفي الثاني: تعجب من خلق عفيف مثله».
وقوله: (وصل حاشا)، احترز به من الوقف. فإن أبا عمرو وافق الجماعة في الوقف عليه بغير ألف اتباعَا للخط.
[فتح الوصيد: 2/1020]
قال أبو عمرو: «روي ذلك عن اليزيدي منصوصًا، أبو عبد الرحمن ابنه، وأبو حمدون وأحمد بن واصل وأبو شعيب - من رواية أبي العباس الأديب عن أبي عمرو؟» ). [فتح الوصيد: 2/1021] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([779] معًا وصل حاشا حج دأبًا لحفصهم = فحرك وخاطب يعصرون شمردلا
ب: (حج): غلب بالحجة، (الشمردل): الخفيف.
[كنز المعاني: 2/335]
ح: (وصل): مبتدأ، (حاشا): مضاف إليه، (معًا): حال من المضاف إليه، أي: مصاحبين؛ لأنه في الموضعين، (حج): خبر المبتدأ، (دأبًا): مفعول (حرك)، والفاء: زائدة، (لحفصهم): حال من المفعول، (يعصرون): مفعول (خاطب)، (شمردلا): حال منه، أو من فاعله.
ص: قرأ أبو عمرو: {حاش لله ما هذا بشرًا} [31]، {حاش لله ما علمنا عليه من سوء} [51] بالألف إذا وصل، وبحذفها إذا وقف، والباقون: بالحذف وصلًا ووقفًا، وهما لغتان، وإنما وقف أبو عمرو على الحذف اتباعًا للرسم، إذ رسم المصاحف بالحذف.
وقرأ حفص: {سبع سنين دأبًا} [47] بتحريك الهمز فتحًا، والباقون: بسكونها، لغتان، وكذلك: كل ما عينه حرف حلق، كـ (المعز) و (النهر) و (الشحم) يجوز فيه الفتح والسكون.
وقرأ حمزة والكسائي: {وفيه تعصرون} بالخطاب، لأن قبله: {قال
[كنز المعاني: 2/336]
تزرعون} [47]، و{مما تأكلون} [47]، والباقون: {يعصرون} بالغيبة لأن قبله {يغاث الناس} [49].
وقال: خاطب خفيفًا من غير ثقل مدحًا لقراءة الخطاب). [كنز المعاني: 2/337] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (779- معًا وَصْلُ حَاشَا "حَـ"ـجَّ دَأْبًا لِحَفْصِهِمْ،.. فَحَرِّكْ وَخَاطِبْ يَعْصِرُنَ "شَـ"ـمَرْدَلا
يريد أن لفظ: حاشا جاء في موضعين في هذه السورة: {قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا}،: {قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ}، أثبت أبو عمرو الألف بعد الشين في الموضعين إذا وصل الكلمة بما بعدها، فإن وقف عليها حذف الألف كسائر القراء وقفا ووصلا اتباعا للرسم، ولا يكاد يفهم هذا المجموع من هذا اللفظ اليسير، وهو قوله: معا وصل حاشا حج؛ فإنه إن أراد بوصل حاشا إثبات ألفها في الوصل دون الوقف على معنى وصل هذا اللفظ فيكون من باب قوله: وباللفظ أستغني عن القيد إن جلا، فكأنه قال: وصل حاشا بالمد لم يعلم؛ أي: المدين يريد: ففي هذه اللفظة ألفان: أحدهما بعد الحاء والأخرى بعد الشين وكل واحدة منهما قد قرئ بحذفها قرأ الأعمش: "حشا لله"، وأنشد ابن الأنباري على هذه القراءة:
حشا رهط النبي فإن منهم،.. بحورا لا تكدرها الدلاء
وإن كان أراد بقوله: "وصل حاشا" وصل فتحة الشين بألف كما توصل الضمة بواو والكسرة بياء لم يكن مبينا لحذفها في الوقف، وتقدير البيت: وصل كلمتي حاشا معا حج؛ أي: غلب، وحاشا: حرف جر يفيد معنى البراءة، وبهذا المعنى استعمل في الاستثناء ثم وضع موضع البراءة فاستعمل كاستعمال
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/267]
المصادر فقيل: حاشا لله كما يقال براءة لله فلما تنزل منزلة الأسماء تصرفوا فيه بحذف الألف الأولى تارة وبحذف الثانية أخرى وتارة بتنوينه قرأ أبو السمال "حاشا لله" هذا معنى ما ذكره الزمخشري ومال أبو علي إلى أنه فعل فقال: هو على فاعل مأخوذ من الحشا الذي؛ يعني به الناحية، والمعنى أنه صار في حشا؛ أي: في ناحية مما قرن به؛ أي: لم يقترنه ولم يلابسه، وصار في عزل عنه وناحية وفاعله يوسف.
أي: بعد عن هذا الذي رمى به؛ لله أي: لخوفه ومراقبة أمره). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/268] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (779 - معا وصل حاشا حجّ دأبا لحفصهم = فحرّك وخاطب يعصرون شمردلا
وقع لفظ حاشَ لِلَّهِ* في موضعين من هذه السورة: وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما هذا بَشَراً، قُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما عَلِمْنا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ. وقد قرأ أبو عمرو بإثبات ألف بعد الشين في حال الوصل فقط لقوله (معا) أي: في الموضعين المذكورين وصل حاشا وأخذ إثبات الألف من اللفظ فإذا وقف حذف الألف وغيره من القراء يحذف الألف وصلا ووقفا). [الوافي في شرح الشاطبية: 295] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (136- .... .... .... .... .... = وَحَاشَا بِحَذْفٍ .... .... .... ). [الدرة المضية: 31] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (وقوله: وحاشا بحذف يريد به في الموضعين وهو من جملة إطلاقه اعتمادًا على الشهرة أي قرأ مرموز (حا) حمى أيضًا {حاش لله ما هذا} [31] و{حاش لله ما علمنا} [51]. بحذف الألف بعد الشين في الوصل بخلاف صاحبه فيهما وأما في الوقف فهو كصاحبه في الحذف). [شرح الدرة المضيئة: 153] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: حَاشَ لِلَّهِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو بِأَلِفٍ بَعْدَ الشِّينِ لَفْظًا فِي حَالَةِ الْوَصْلِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِحَذْفِهَا، وَاتَّفَقُوا عَلَى الْحَذْفِ وَقْفًا اتِّبَاعًا لِلْمُصْحَفِ). [النشر في القراءات العشر: 2/295] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الْخَاطِئِينَ، وَمُتَّكَأً لِأَبِي جَعْفَرٍ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/295] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو {حاش} في الموضعين [31، 51] بألف بعد الشين في الوصل، والباقون بحذفها، واتفقوا على حذفها وقفًا). [تقريب النشر في القراءات العشر: 555] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({الخاطئين} [29]، و{متكئًا} [31] ذكر في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 555] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (703 - حاشا معًا صل حز .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 80] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (حاشا معا صل (ح) ز وسجن أوّلا = افتح (ظ) بى ودأبا حرّك (ع) لا
أي قرأ أبو عمرو «وقلن حاش لله ما هذا، وقلن حاش لله ما علمنا عليه بالألف بعد الشين في الوصل وحذفها في الوقف، والباقون بحذفها في الحالين اتباعا للرسم، واختلف في «حاش» في هذه السورة هل هي اسم أو فعل؟
والظاهر أن حاش اسم منصوب على المصدرية: أي تنزيها لله، وفيه ثلاث لغات: حذف الألف الأخير للحجازيين، وعنهم حذف الأولى أيضا، ومن العرب من يتمها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 255] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
حاشا معا (ص) لـ (حز) وسجن أوّلا = إفتح ظبى ودأبا حرّك (ع) لا
ش: أي: قرأ ذو حاء (حز) أبو عمرو: وقلن حاشا لله ما هذا [يوسف: 31]، [و] قلن حاشا لله ما علمنا عليه من سوء [يوسف: 51]- بألف بعد الشين في الوصل وحذفها في الوقف، والتسعة بحذفها في الحالين.
وقرأ ذو ظاء (ظبى) يعقوب: قال رب السّجن [يوسف: 33] بفتح السين،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/393]
والباقون بكسرها، على أنه اسم لا مصدر.
واتفقوا على كسر غيره؛ لعدم صحة إرادة المصدر؛ ولهذا قالوا: فرق يعقوب [بين المصدر والاسم].
وقرأ ذو عين (علا) حفص: سنين دأبا [يوسف: 47] بفتح الهمزة من الإطلاق، والباقون بالإسكان؛ لأن كل ثلاثي مفتوح الأول ثانيه حرف حلق فيه لغتان؛ إسكانه وفتحه كالمعز.
تنبيه:
علم [ترجمة] حاشا [يوسف: 51] من كونه قيد اللفظ بالوصل، والوقف ضده، ولفظه دائر بين إثبات الأخيرة وحذفها، والحذف مناسب للوقف؛ فتعين اللفظ بالشين.
وعلم أن الباقين يحذفونها في الوصل؛ [لأن] المتطرفة هي التي يختلف حالها وصلا ووقفا، ولم يتعرض له، بل علم حذفها فيه للكل من الإجماع ومن المناسبة.
قال الفراء: وفيه ثلاث لغات: حذف الأخيرة للحجاز، وعنهم حذف الأولى أيضا، ومن العرب من يتمها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/394] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم مثواي [يوسف: 23] في الإمالة، ولأبي جعفر خاطين [97]، ومتّكا [31] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/393] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ أبو جعفر "متكا" بتنوين الكاف وحذف الهمزة بوزن متقي خفف بترك الهمزة كقولهم توضيت في توضأت). [إتحاف فضلاء البشر: 2/145]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" المطوعي متكأ بسكون التاء وبالهمز
[إتحاف فضلاء البشر: 2/145]
وعن الحسن بالتشديد والمد قبل الهمز أشبع الفتحة فتولد منها ألف، والباقون بتشديد التاء والهمز مع القصر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/146]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وكسر التاء من "وقالت أخرج" أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/146]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وضم الهاء من "عليهن" يعقوب وعنه خلف في الوقف عليها وكذا "لهن وأيديهن وكيدهن" بهاء السكت). [إتحاف فضلاء البشر: 2/146]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "حَاشَ لِلَّه" [الآية: 31، 51] معا فأبو عمرو بألف بعد الشين وصلا فقط على أصل الكلمة وافقه اليزيدي وابن محيصن والمطوعي، وعن الحسن حاش الإله فيهما، والباقون بالحذف، واتفقوا على الحذف وقفا اتباعا للرسم، إلا ما رواه الجعبري عن الأعمش من إثباتها في الحالين وهو خلاف ما في المصطلح). [إتحاف فضلاء البشر: 2/146] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم ضم هاء "إليهن" ليعقوب مع خلفه في الوقف عليها بهاء السكت). [إتحاف فضلاء البشر: 2/146]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({وقالت اخرج} [31] قرأ البصري وعاصم وحمزة وصلاً بكسر التاء الفوقية، والباقون بالضم). [غيث النفع: 739]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({حاش لله} [31] قرأ البصري بألف بعد الشين، والباقون بحذفها، واتفقوا على الحذف وقفًا، اتباعًا للمصحف). [غيث النفع: 739]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31)}
{بِمَكْرِهِنَّ}
قراءة يعقوب في الوقف (بمكرهنه) بهاء السكت، بخلاف عنه.
[معجم القراءات: 4/239]
والهاء هنا لبيان حركة الموقوف عليه، وهو النون.
{إِلَيْهِنَّ}
قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت (إلهنه).
وعنه ضم الهاء على كل حال، فهو مذهبه في القراءة.
{لَهُنَّ}
قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت (لهنه).
{مُتَّكَأً}
قراءة الجماعة (متكأ) بالهمز، وتشديد التاء، وهي القراءة الجيدة عند الزجاج وغيره.
وهو اسم مكان، أو آله بمعنى الوسادة، وقيل: هو اسم للطعام، وقيل هو الخمر في لغة كندة.
وأصله: موتكأ، لأنه من توكأت، فأبدلت الواو تاءً وأدغمت.
وقرأ الزهري وأبو جعفر وشيبة «متكأ» بوزن «متقىً»، مشدد التاء من غير همزه.
وهذا يحتمل أحد وجهين:
الأول: أن يكون من الاتكاء، وفيه تخفيف الهمز، كما قالوا في «توضأت» توضيت.
الثاني: أن يكون «مفتعلًا» من أوكيت السقاء، إذا شددته، أي أعدت لهن ما يستندن عليه إما بالاتكاء، وإما بالقطع بالسكين.
قال ابن جني:
«.... غير مهموز، فمبدل من «متكأ»، وهو مفتعل من توكأت
[معجم القراءات: 4/240]
كمتجه من توجهت، ومتعد من وعدت.
وهذا الإبدال عندنا لا يجوز في السعة، وإنما هو في ضرورة الشعر، فلذلك كانت القراءة به ضعيفة...
على أن له وجهًا آخر، وهو أن يكون مفتعلًا.. يقال: أوكيت السقاء؛ إذا شددته، فيكون راجعًا إلى معنى «متكأ» المهموز، وذلك أن الشيء إذا شد اعتمد على ما شده كما يعتمد المتكئ على المتكأ عليه، فإن سلكت هذه الطريق لم يكن فيه بدل ولا ضعف، فيكون «متكا» هذا كمتقى»...».
وقرأ الأعرج والمطوعي ومجاهد «متكأ» بسكون التاء، والهمز، على وزن «مفعلًا»، وهو: تكأ يتكأ إذا اتكأ، وعند الزمخشري من تكئ يتكأ.
وقرأ الحسن وابن هرمز (متكاء) بالمد والهمز، وهو «مفتعال» من الاتكاء، إلا أنه أشبع الفتحة فكان منها الألف.
وقرأ ابن عباس وابن عمر وابن جبير ونصر عن عاصم ومجاهد وقتادة والضحاك والكلبي وابن هرمز وأبو روق وأبو رجاء العطاردي وابن يزداد عن أبي جعفر والجحدري وأبان بن تغلب والأعمش في رواية (متكأ) بضم الميم وسكون التاء وتنوين الكاف، على وزن فعل.
[معجم القراءات: 4/241]
وهو الأترج، كذا عند مجاهد والأصمعي وجماعة من أهل اللغة، وذهب بعضهم إلى أنه الزماورد.
وقرأ عبد الله بن مسعود ومعاذ والأعرج (متكًا) بفتح الميم وتخفيف التاء وتنوين الكاف.
{وَقَالَتِ اخْرُجْ}
قرأ أبو عمرو ونافع في رواية وعاصم وحمزة وسهل ويعقوب والمطوعي والحسن (وقالت اخرج) بكسر التاء في الوصل على الأصل في التقاء الساكنين.
وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر والكسائي وأبو جعفر وخلف، وهي رواية خارجة عن نافع، وهي رواية نصر بن علي عن أبيه عن هارون عن أبي عمرو (قال اخرج) بضم التاء في الوصل على إتباع التاء حركة الحرف الثالث مما بعده.
قال الزجاج: «إن شئت ضممت التاء، وإن شئت كسرت، والكسر الأصل لسكون التاء والخاء، ومن ضم التاء فلثقل الضمة بعد الكسرة».
{عَلَيْهِنَّ}
عن يعقوب قراءتان:
الأولى: في الوصل، بضم الهاء (عليهن).
[معجم القراءات: 4/242]
الثانية: في الوقف، بضم الهاء مع هاء السكت (عليهنة).
{أَيْدِيَهُنَّ}
قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت، بخلاف عنه (أيديهنه).
{حَاشَ لِلَّهِ}
قرأ الجمهور (حاش لله) بغير ألف بعد الشين، ولله: بلام الجر.
وأصله «حاشی» بألف، فحذفت للتخفيض، وهي لغة أهل الحجاز، واتبع في الحذف خط المصحف، وحسن هذا الحذف كثرة الاستعمال.
وقالوا: جعلت اللام في «لله» عوضًا عن الألف المحذوفة في «حاش».
ومعنى هذه القراءة: معاذ الله.
وقرأ أبو عمرو والأصمعي عن نافع، واليزيدي والمطوعي وابن مسعود وأبي بن كعب وابن محيصن (حاشى لله) بألف بعد الشين وصلًا، وهو الأصل.
[معجم القراءات: 4/243]
وذكرها عباس عن أبي عمرو، قراءة في الوقف وكذا ابن محيصن من طريق الداني.
قال ابن مجاهد:
«وحدثني عبيد الله بن علي، قال: حدثنا نصر بن علي، قال: أخبرنا الأصمعي، قال: سمعت نافعًا يقرأ (حاشى لله)، فيها ألف ساكنة، كذا في الحديث».
وقالوا: وفي رسم المصحف لا تكتب هذه الألف بعد الشين وإن نطق بها.
وقال مكي في التبصرة «والاختيار الوقف أنه بغير ألف لأبي عمرو...».
وقرأت فرقة منهم الأعمش (حشى لله» على وزن «رحى» وقالوا:هي لغة.
لله: بلام الجر.
قال ابن مجاهد: «وحذف الألف بعد الحاء لغة، وقد قرأ بها الأعمش».
وروي عن الأعمش أنه قرأ (حشاة إليه) كذا عند ابن خالويه في مختصره، ولم أجد مثل هذا عند غيره في ما بين يدي من المراجع ولم أهتد في تخريجها إلى وجه.
وقرأ الحسن، وهي رواية القطعي عن نافع (حاش لله) بسكون
[معجم القراءات: 4/244]
الشين وصلًا ووقفًا، وفيها جمع بين ساكنين الألف والشين، وقد ضعفوا هذا.
قال ابن جني:
«وأما: حاش لله، بسكون الشين، فضعيف من موضعين:
أحدهما: التقاء الساكنين، الألف والشين، وليست الشين مدغمة.
والآخر: إسكان الشين بعد حذف الألف، ولا موجب لذلك، وطريقه في الحذف أنه لما حذف الألف تخفيفًا أتبع ذلك حذف الفتحة؛ إذ كانت كالعرض اللاحق مع الألف، فصارت كالتكرير في الراء، والتفشي في الشين، والصفير الصاد والسين والزاي، والإطباق في الصاد والضاد والطاء والظاء ونحو ذلك، فمتي حذفت حرفًا من هذه الحروف ذهب معه ما يصحبه من التكرير في الراء، والصفير في حروفه، والإطباق في حروفه..، وهذا حديث حذفي الفتحة من (حاش).
وأما التقاء الساكنين فعلى قراءة نافع (محياي) الأنعام/162، وعلى ماحكي عنهم من قولهم: «التقت حلقتا البطان» بإثبات ألف «حلقتا» مع سكون لام «البطان».
وقرأ الحسن أيضًا (حاش الإله).
قال ابن عطية: «محذوفًا من (حاشي).
وقال صاحب اللوامح: بحذف الألف، وهذه تدل على كونه حرف جر يجر ما بعده، فأما (الإله) فإنه فكه عن الإدغام، وهو مصدر أقيم مقام المفعول، ومعناه المألوه، بمعنى المعبود، قال: وحذفت
[معجم القراءات: 4/245]
الألف من (حاش) للتخفيف.
والنصان في البحر، وقد تعقبهما أبو حيان، فقال:
«وهذا الذي قاله ابن عطية وصاحب اللوامح من أن الألف في (حاش) في قراءة الحسن محذوفة، لا تتعين إلا إن نقل عنه أنه يقف في هذه القراءة بسكون الشين، فإن لم ينقل عنه في ذلك شيء فاحتمل أن تكون الألف حذفت لالتقاء الساكنين؛ إذ الأصل: حاشى الإله، ثم نقل فحذف الهمزة وحرك اللام بحركتها، ولم يعتد بهذا التحريك، لأنه عارض كما تتحذف في: يخشى الإله، ولو اعتد بالحركة لم تحذف الألف».
وقال ابن جني: «وأما: حاش الإله، فمحذوف من حاشا تخفيفًا، وهو كقولك: حاشا الرب، وحاشا المبعود، وليس «الإله» هكذا بالهمز هو الاسم العلم، إنما ذلك. كما ترى - المحذوف الهمزة، على هذا استعملوه علمًا، وإن كان لعمري أصله «الإله» مكان «الله» فإنه كاستعمالهم في مكانه المبعود والرب...».
وقرأ أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود «حاشى الله» بالإضافة، وإثبات الألف.
وهو مثل سبحان الله ومعاذ الله.
قال ابن جني: وأما (حاشا الله) فعلى أصل اللفظة.
قال:
حاشى أبي ثوبان إن به = ضنا عن الملحاة والشتم».
[معجم القراءات: 4/246]
وقال الشهاب:
«وقرئ حاشا الله بغير لام..، قرأ بها أبي وعبد الله على الإضافة كسبحان الله؛ لنقله إلى الاسمية. وقال الفارسي: إنها حرف جر مراد به الاستثناء، ورد بأنه لم يتقدمه ما يستثني منه..».
وقرأ أبو السمال وأبي بن كعب (حاشًا لله) بالتوين مثل: رعيا لله.
وفي الهمع: «وتقع «حاشا» قبل لام الجر نحو: حاشا لله، وهي عند المبرد وابن جني والكوفيين فعل..، والصحيح أنها اسم مصدر مرادف للتنزيه، بدليل قراءة بعضهم.. حاشًا لله» بالتنوين كما يقال: تنزيهًا لله وبراءةً...، وإنما ترك التنوين في قراءة الجمهور لأنها مبنية لشبهها بـ (حاشا) الحرفية لفظًا.
وقرأ بعضهم (حاش الله) بكسر الشين.
وقرئ (حاشا) بألف بعد الشين (الله) وقطع الهمزة ومدها على لفظ القسم.
وقرئ (حاشا الله) جعله فعلًا ونصب لفظ الجلالة.
وقرئ (حش لله) بحذف الألفين من غير تنوين، والأشبه أنه حذف الألف تخفيفًا.
وقرأ أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود (حاش الله) على الإضافة وحذف الألف للتخفيف.
[معجم القراءات: 4/247]
حالة الوقف:
قال صاحب الإتحاف: «واتفقوا على الحذف وقفًا اتباعًا للرسم، إلا ما رواه الجعبري عن الأعمش من إثباتها في الحالين، وهو خلاف ما في المصطلح».
وقرئ (حاش) بضم الشين، جعله العكبري مثل «منذ».
{مَا هَذَا بَشَرًا}
قراءة الجماعة {ما هذا بشرًا} بالنصب.
وهو على لغة الحجاز، أعملت «ما» عمل «ليس»، فرفعت «هذا»، ونصبت «بشرًا»، خبرًا.
قال ابن برهان: «ولم تختلف القراءة في هذا الحرف» أي لم يقرأ بغير هذا الوجه.
وقال ابن الشجري: «أجمع القراء والعرب على قراءتهم {بشرًا} موافقة لخط المصحف».
وذهب الزمخشري إلى أنها لغة الحجاز القدمي، وقال «القدمی» لأن الكثير بلغتهم جر الخبر بالباء.
وقرأ عبد الله بن مسعود وأبو المتوكل وأبو نهيك وعكرمة ومعاذ القارئ (ما هذا بشر) بالرفع، وهي لغة تميم ونجد.
[معجم القراءات: 4/248]
قال الزمخشري: «ومن قرأ علي سليقته من بني تميم قرأ... بالرفع، وهي قراءة ابن مسعود».
وذهب ابن عطية إلى أنه لم يقرأ به، وإلى مثل هذا ذهب الزجاج، قال: «وسيبويه والخليل وجميع النحويين القدماء يزعمون أن «بشرًا» منصوب خبر «ما»، ويجعلونه بمنزلة «ليس»، و «ما» معناها معنى «ليس» في النفي، وهذه لغة أهل الحجاز، وهي اللغة القدمی الجيدة، وزعم بعضهم أن الرفع في قولك: (ما هذا بشرًا) أقوى الوجهين، وهذا غلظ؛ لأن كتاب الله ولغة رسول الله أقوى الأشياء، وأقوى اللغات، ولغة بني تميم: ما هذا بشرٌ. ولا تجوز القراءة بها إلا برواية صحيحة، والدليل على ذلك إجماعهم على، (ما هن أمهاتهم) وما قرأ أحد (ما هن أمهاتهم).
قلت: بل قرئت بالرفع، ونفي الزجاج لا يعول عليه.
وممن ذهب إلى الإجماع على النصب ابن الشجري في أماليه، وابن برهان في «شرح اللمع».
وقرأ الحسن وأبو الحويرث الحنفي وعبد الوارث عن أبي عمرو وأبي بن كعب وأبو الجوزاء وأبو السوار (ما هذا بشرى) أي ليس ممن يشترى، أو ما هو بعبلي مملوك لئيم.
[معجم القراءات: 4/249]
وذكر الشهاب الخفاجي أن هذه - بالباء الجارة - مخالفة لرسم المصحف؛ لأنه لم يكتب بالياء فيه، ومخالفة لمقتضى المقام لمقابلته بالملك.
وأنكر بعضهم هذه القراءة؛ لأنها لا تناسب ما بعدها من قوله: (إن هذا إلا ملك كريم).
ورد بأنها صحيحة رواية ودراية، أما الأول: فلأنها رواها في «المبهج».
عن عبد الوارث بسند صحيح.
وأما الثاني: فلأن من قرأ بهذه قرأ (ملك) بكسر اللام فتصح المقابلة، أي: ما هذا عبد لئيم يملك، بل سيد كريم مالك.
قال الطوسي:
«وقد قرئ: (ما هذا بشرى) أي ليس بمملوك، وهو شاذ، لا يقرأ به».
وقال الفراء:
«حدثني دعامة بن رجاء التميمي - وكان غزًا - عن أبي الحويرث الحنفي أنه قال: ما هذا بشرى، أي ما هذا بمشترى».
وقرأ ابن مسعود والحسن (ما هذا بشراءٍ) بالمد والهمز مخفوضًا منونًا- وفي مصحف حفصة (ما هذا ببشر) على زيادة الباء في خبر «ما»، وهو الكثير في لغة الحجاز، ولغتهم القدمى. على ما تقدم - بحذف هذه الباء، وهو ما جاءت عليه قراءة الجماعة.
وانفرد بهذا القرطبي، وقد نقله عن الغزنوي، ولم أجد مثله فيما بين يدي من المراجع.
[معجم القراءات: 4/250]
وذكر ابن خالويه أن بعض الجفاة من الأعراب قرأ: (ما هو بشر).
هو: بدلًا من «هذا»، وبشرٌ: بالرفع.
وفي الدر المصون «وقرئ: ما هذا بشری».
{إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ}
قرأ الحسن وأبو الحويرث الحنفي وعبد الوارث عن أبي عمرو ونبيح وأبو واقد وأبو الجراح وأبي بن كعب وأبو رزين وعكرمة وأبو حيوة والجحدري والسمرقندي عن أبي الحارث عن الكسائي (.. ملك) بكسر اللام، وهو المناسب لقراءتهم المتقدمة (بشرى).
وقراءة الجماعة {ملك} بفتح اللام وهو المناسب لقراءتهم {... بشرًا} ). [معجم القراءات: 4/251]

قوله تعالى: {قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ (32)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ (32)}
{فَذَلِكُنَّ}
قراءة يعقوب في الوقف بخلاف عنه بهاء السكت (فذلكنه).
{فِيهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل (فيهي) بوصل الهاء بياء.
{لَئِنْ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة.
[معجم القراءات: 4/251]
{لَيُسْجَنَنَّ}
قراءة يعقوب في الوقف بخلاف عنه بهاء السكت (ليسجننه).
وقراءة الجماعة في الوقف (ليسجنن).
{لَيَكُونَنْ}
قرأت فرقة (ليكونن)بالنون المشددة.
قال الزجاج: «وأكرهها لخلاف المصحف؛ لأن الشديدة لا يبدل منها شيء».
قال الشهاب: «وهو مخالف رسم المصحف بالألف».
وقراءة الجماعة {وليكونن} بالنون الخفيفة.
قال الزمخشري:
«والتخفيف أولى، لأن النون كتبت في المصحف ألفًا على حكم الوقف، وذلك لا يكون إلا في الخفيفة».
وعلى قراءة الجماعة بالنون الخفيفة تكون القراءة في الوقف بالألف (ليكونا).
قال الداني: «القراء مجمعون على إبدال النون في الوقف ألفًا».
وقال ابن قتيبة: «إذا وقفت وقفت على الألف، وإذا وصلت وصلت بنون».
وقال الزجاج القراءة الجيدة تخفيف «ليكونن»، والوقوف عليها بالألف؛ لأن النون الخفيفة تبدل منها في الوقف الألف».
[معجم القراءات: 4/252]
وقال الطوسي:
«هذه النون الخفيفة التي يتلقى بها القسم، وإذا وقفت عليها وقفت بالألف، تقول: وليكونا، وهي بمنزلة التنوين الذي يوقف عليه بالألف» ). [معجم القراءات: 4/253]

قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (رب السجن) بفتح السين، يعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 287]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (رب السجن) [33]: بفتح السين يعقوب). [المنتهى: 2/762]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (السِّجْنُ) بفتح السين الزَّعْفَرَانِيّ، ويَعْقُوب، والحسن، والْجَحْدَرِيّ، وَحُمَيْد، الباقون بكسر السين، وهو الاختيار، لأن الاسم أولى من المصدر). [الكامل في القراءات العشر: 576]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (136- .... .... .... .... .... = .... .... وَافْتَحِ السِّجْنُ أَوَّلَا
137 - حِمىً .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 31]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وقوله: وافتح السجن أولا يريد به {قال رب السجن} [33] أي قرأ مرموز (حا) حمى أيضًا بفتح سين {السجن} هنا فقط واحترز بقيد أولا من البواقي فإنه فيها الجماعة). [شرح الدرة المضيئة: 153]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: قَالَ رَبِّ السِّجْنُ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِفَتْحِ السِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى كَسْرِ السِّينِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ، وَيَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ لِلْمَوْضِعَيْنِ، وَفِي فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِهَا الْمَحْبَسُ، وَهُوَ الْمَكَانُ الَّذِي يُسْجَنُ فِيهِ، وَلَا يَصِحُّ أَنْ يُرَادَ بِهِ الْمَصْدَرُ بِخِلَافِ الْأَوَّلِ، فَإِنَّ إِرَادَةَ الْمَصْدَرِ فِيهِ ظَاهِرَةٌ، وَلِهَذَا قَالُوا: أَرَادَ يَعْقُوبُ بِفَتْحِهِ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ الِاسْمِ وَالْمَصْدَرِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/295] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب {رب السجن} [33] بفتح السين، والباقون بكسرها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 555]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (703- .... .... .... وسجنٌ أوّلا = افتح ظبىً .... .... .... ). [طيبة النشر: 80]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وسجن) يعني قرأ قوله تعالى: قال رب السّجن بفتح السين يعقوب، والباقون بكسرها على أنه اسم مصدر، واتفقوا على كسر غيره لعدم صحة إرادة المصدر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 255]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
حاشا معا (ص) لـ (حز) وسجن أوّلا = إفتح ظبى ودأبا حرّك (ع) لا
ش: أي: قرأ ذو حاء (حز) أبو عمرو: وقلن حاشا لله ما هذا [يوسف: 31]، [و] قلن حاشا لله ما علمنا عليه من سوء [يوسف: 51]- بألف بعد الشين في الوصل وحذفها في الوقف، والتسعة بحذفها في الحالين.
وقرأ ذو ظاء (ظبى) يعقوب: قال رب السّجن [يوسف: 33] بفتح السين،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/393]
والباقون بكسرها، على أنه اسم لا مصدر.
واتفقوا على كسر غيره؛ لعدم صحة إرادة المصدر؛ ولهذا قالوا: فرق يعقوب [بين المصدر والاسم].
وقرأ ذو عين (علا) حفص: سنين دأبا [يوسف: 47] بفتح الهمزة من الإطلاق، والباقون بالإسكان؛ لأن كل ثلاثي مفتوح الأول ثانيه حرف حلق فيه لغتان؛ إسكانه وفتحه كالمعز.
تنبيه:
علم [ترجمة] حاشا [يوسف: 51] من كونه قيد اللفظ بالوصل، والوقف ضده، ولفظه دائر بين إثبات الأخيرة وحذفها، والحذف مناسب للوقف؛ فتعين اللفظ بالشين.
وعلم أن الباقين يحذفونها في الوصل؛ [لأن] المتطرفة هي التي يختلف حالها وصلا ووقفا، ولم يتعرض له، بل علم حذفها فيه للكل من الإجماع ومن المناسبة.
قال الفراء: وفيه ثلاث لغات: حذف الأخيرة للحجاز، وعنهم حذف الأولى أيضا، ومن العرب من يتمها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/394] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: يعقوب (رب السجن) بفتح السّين والباقون بكسرها ولا خلاف في الباقي] ). [تحبير التيسير: 414]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("واختلف" في "قال رب السجن" فيعقوب بفتح السين هنا خاصة على أنه مصدر أي: الحبس وإلى متعلق بأحب وليس أفعل هنا على بابه؛ لأنه لم يحب ما يدعونه إليه قط، والباقون بالكسر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/146]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33)}
{قَالَ رَبِّ}
إدغام اللام في الراء وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{رَبِّ}
ذكروا أنه يقرأ (رب) بضم الباء؛ لأن الأكثر فيه ألا ينادي إلا مضافًا، والأصل: يا ربي، فحذفت الياء تخفيفًا، وبني على الضم تشبيهًا بالنكرة المقصودة.
قلت: القراءة بالضم هي المشهور عن ابن محيصن وإن لم يصرحوا باسمه، وهي قراءته في سبعة وستين موضعًا وانظر الآية/126 من سورة البقرة.
وقراءة الجماعة {رب} بكسر الباء؛ إذ الأصل فيه يا ربي، أي يكون مضافة للياء، ثم حذفت هذه الياء تخفيفًا، وبقي الكسر المناسب للياء على حاله قبل الحذف.
{السِّجْنُ}
قراءة الجماعة {السجن} بكسر السين، اسم المكان.
[معجم القراءات: 4/253]
وقرأ عثمان ومولاه طارق وزيد بن علي والزهري وابن أبي إسحاق وابن هرمز والحسن، ويعقوب في هذه الآية خاصة (السجن) بفتح السين مصدر «سجن»، أي حبسهم إياي في السجن أحب إلي.
قال الزجاج: «فمن فتح فعلى المصدر، المعنى: أن أسجن أحب إلي...».
وقراءة الجماعة «السجن» بالرفع على الابتداء وخبره: أحب إلي.
وقرئ بالإضافة وكسر السين «السجن».
قال العكبري:
«ويقرأ: ب بضم الباء من غير ياء، والسجن، بكسر السين، والجر على الإضافة، أي: صاحب السجن، والتقدير: لقاؤه، أو مقاساته».
وذكر العكبري أنه قرئ (رب السجن) بالرفع وفتح السين وكسر النون على الإضافة ورويت عن التمار عن رويس.
{مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}
روى ابن يزداد عن أبي جعفر (... يدعونني إليه) بفتح الياء.
ذكر هذا العز القلانسي، ولم يذكره غيره، فقد اتفقت المراجع على سكون الياء عن جميع القراء في الحالين.
{كَيْدَهُنَّ}
قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت (كيدهنه).
[معجم القراءات: 4/254]
{أَصْبُ}
قراءة الجماعة {أصب} أي أميل إلى جانبهن، أو إلى أنفسهن بطبعي، وهو من: صبا إلى اللهو إذا مال؛ ولذا عُدي بإلى.
وقرأ محمد بن السميفع اليماني «أصب...» بفتح الصاد وتضعيف الباء، وهو من الصبابة، وهي الشوق من صبيته، كعلمته، بمعنى عشقته، فهو مضمن معنى الميل، ولذا عدي بإلي.
قال أبو حيان: «كأنه ينصب فيما يهوى».
{إِلَيْهِنَّ}
قراءة يعقوب بضم الهاء (إليهن).
وقراءة في الوقف بهاء السكت (إليهنه).
{وَأَكُنْ}
قرئ «وأكون» بالواو والرفع على تقدير وأنا أكون، وعزيت إلى ابن أبي عبلة). [معجم القراءات: 4/255]

قوله تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34)}
{فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ}
قرئ (فصرف عنه...) على البناء للمفعول، وعزيت إلى أبي البرهسم وابن السميفع.
{كَيْدَهُنَّ}
تقدم وقف يعقوب بهاء السكت، في الآية السابقة «كيدهنه».
{إِنَّهُ هُوَ}
إدغام الهاء في الهاء وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 4/255]

قوله تعالى: {ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآَيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "لتسجننه" بالخطاب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/146]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({حين} تام، وفاصلة، بلا خلاف، ومنتهى الربع على ما اقتصر عليه في اللطائف، وعليه عملنا، وعند بعض {الصاغرين} وعند بعض {مبين} وقيل {الخاطئين} قبله). [غيث النفع: 739]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآَيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35)}
{لَيَسْجُنُنَّهُ}
قراءة الجماعة {ليسجننه} بياء الغيبة على نسق «رأوا».
وقرأ الحسن (لتسجننه) بتاء الخطاب، على خطاب بعضهم العزيز ومن يليه، أو العزيز وحده على وجه التعظيم.
{حَتَّى حِينٍ}
قراءة الجماعة {حتى..} بالحاء، وهي لغة قريش.
وقرأ عبد الله بن مسعود (عتى...) بإبدال الحاء عينًا، وهي لغة هذيل وثقيف.
قال أبو حيان: «وأقرأ- أي ابن مسعود - بذلك، فكتب إليه عمر يأمره أن يقرئ بلغة قريش «حتى»، لا بلغة هذيل».
وقال ابن جني:
«ومن ذلك ما روي عن عمر أنه سمع رجلًا يقرأ (عتى حين)، فقال: من أقرأك؟ قال: ابن مسعود، فكتب إليه: إن الله عز وجل أنزل هذا القرآن، فجعله عربيًا، وأنزله بلغة قريش، فأقرئ الناس بلغة قريش، ولا تقرئهم بلغة هذيل، والسلام. قال أبو الفتح: العرب تبدل أحد هذين الحرفين من صاحبه
[معجم القراءات: 4/256]
لتقاربهما في المخرج كقولهم: بحثر ما في القبور، أي بعثر وضبعت الخيل، أي ضبحت...، فعلى هذا يكون عتى وحتى، ولكن الأخذ بالأكثر استعمالًا، وهذا الأخر جائز، وغير خطأ».
ويأتي مثل هذه القراءة في الآية /۱۷٤ من سورة الصافات). [معجم القراءات: 4/257]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس