عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:41 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس

[ من الآية (28) إلى الآية (30) ]

{ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ (28) فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ (29) هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (30) }

قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ (28)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن ابن" محيصن والمطوعي "نحشرهم جميعا ثم نقول" بالياء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/108]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ويوم نحشرهم كأن لم} [45] قرأ حفص بالياء التحتية، والباقون بالنون، والأول وهو {ويوم نحشرهم جميعًا} [28] متفق على أنه بالنون، ومنه احترز بقوله:
.... مع ثان بيونس ... ). [غيث النفع: 689] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ (28)}
{نَحْشُرُهُمْ}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وحفص وأبو بكر عن عاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب والحسن وشيبة (نحشرهم) بنون العظمة، وقيل جاء بالنون لأجل (فزيلنا).
- وقرأ ابن محيصن والمطوعي (يحشرهم) بياء الغيبة.
{ثُمَّ نَقُولُ}
- قرأه أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وحفص وأبو بكر عن عاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (ثم نقول) بنون العظمة.
- وقرأ ابن محيصن والمطوعي (ثم يقول) بالياء على نسق قراءتهما
[معجم القراءات: 3/535]
في الفعل (يحشرهم).
{نَقُولُ لِلَّذِينَ}
- إدغام اللام في اللام عن أبي عمرو ويعقوب، وروي عنهما الإظهار.
{مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ}
- قراءة الجماعة (.. أنتم وشركاؤكم) بالرفع، على جعل (أنتم) تأكيدًا للضمير المستكن في (مكانكم)، وشركاؤكم: عطف على ذلك الضمير.
قال الزمخشري:
(... مكانكم: الزموا مكانكم لا تبرحوا حتى تنظروا ما يفعل بكم، وأنتم: أكد به الضمير في (مكانكم) لسده مسد قوله: الزموا. وشركاؤكم: عطف عليه).
- وذهب ابن عطية إلى أن (أنتم) مبتدأ، والخبر مخزيون أو مهانون، ورد هذا أبو حيان، ورآه ضعيفًا؛ لفك الكلام الظاهر اتصال بعض أجزائه ببعض، ولتقدير إضمار لا ضرورة له، واحتج أبو حيان بقراءة النصب التالية على أنه لو كان (أنتم) مبتدأ محذوف الخبر لما جاز أن يأتي بعده مفعول معه.
- وقرئ (... أنتم وشركاءكم) بالنصب على أنه مفعول معه، والعامل فيه اسم الفعل (مكانكم).
[معجم القراءات: 3/536]
{فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ}
- قراءة الجماعة (فزيلنا بينهم) على وزان (فعل).
- وقرأ ابن أبي عبلة (فزايلنا) بالألف، على وزن (فاعل).
قال الفراء: (... والعرب تكاد توفق بين فاعلت وفعلت في كثير من الكلام...، كذلك يقولون: كالمت فلانًا وكلمته، وكانا متصارمين فصارا يتكالمان ويتكلمان).
وقال الزمخشري: (كقولك صاعر خده وصعره، وكالمته وكلمته).
ونقل مكي حكاية الفراء هذه القراءة ثم قال (... من قولهم: لا أزايل فلانًا، أي لا أفارقه، وأما قولهم: لا أزاوله فمعناه: لا أخاتله، ومعنى زايلنا وزيلنا واحد) ). [معجم القراءات: 3/537]

قوله تعالى: {فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ (29)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ (29)}
{فَكَفَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش على الفتح والتقليل.
- وقراءة الباقين بالفتح). [معجم القراءات: 3/537]

قوله تعالى: {هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (30)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (11 - وَاخْتلفُوا في الْبَاء وَالتَّاء من قَوْله {هُنَالك تبلو كل نفس مَا أسلفت} 30
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر (تبلوا) بِالْبَاء
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {تتلوا} بِالتَّاءِ). [السبعة في القراءات: 325]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (هنالك تتلوا) بالتاء، كوفي - غير عاصم - وروح، وزيد). [الغاية في القراءات العشر: 275]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (تتلوا) [30]: بالتاء هما، وخلفٌ). [المنتهى: 2/740]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (هنالك تتلوا) بتاءين، وقرأ الباقون بتاء وباء). [التبصرة: 231]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {هنالك تتلوا} (30): بتاءين، من التلاوة.
والباقون: بالتاء والباء). [التيسير في القراءات السبع: 309]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: (هنالك تتلو) [بالتّاء] والباقون تبلو [بالباء] ). [تحبير التيسير: 398]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((تَتْلُوا) بتاءين الزَّيَّات، والكسائي غير كاسم، وخلف، والْعَبْسِيّ، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، وَرَوْحٌ في قول العراقي، وابن مهران، وأنكرته الجماعة (نتلوا) بالنون والتاء أَبُو حَاتِمٍ عن هارون عن عَاصِم (كُلَّ) نصب، الباقون (تَبْلُو) بالتاء والباء ورفع اللام، لأن معناه تختبر، دليله (لَتُبْلَوُنَّ)، (مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ)، وفي الأنعام عمرو عن الحسن بنصب القاف، الباقون بالجر، وهو الاختيار لموافقة الجماعة). [الكامل في القراءات العشر: 567]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([30]- {تَبْلُو} بالتاء: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/661]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (747- .... .... .... .... = وفِي بَاءِ تَبْلُو التَّاءُ شَاعَ تَنَزُّلاَ). [الشاطبية: 59]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و{تبلو} بالباء، من الاختبار.
و{تتلوا}، من التلاوة؛ أو من التلو، وهو الاتباع). [فتح الوصيد: 2/975]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([747] وإسكان قطعًا دون ريبٍ وروده = وفي باء تبلو التاء شاع تنزلا
ح: (إسكان): مبتدأ، (قطعًا): مفعوله، (وروده): مبتدأ ثانٍ، (دون ريبٍ): خبره، والجملة: خبر الأول، (التاء): مبتدأ، (شاع): خبر، (تنزلا): تمييز، (في باء): ظرف (تنزلا)، (تتلوا): مضاف إليه.
ص: يعني: أسكن ابن كثير والكسائي الطاء من {قطعًا من الليل مظلمًا} [27] على أن (القطع) السواد، أو ظلمة آخر الليل، و(مظلمًا): نعت، أو حال من {الليل}، والباقون: بفتح الطاء على أنه جمع (قطعة) لبعضٍ من الليل فيه ظلمة، و{مظلمًا}: حال، ومعنى البيت: مجيء
[كنز المعاني: 2/301]
إسكان الطاء لا شك فيه.
والتاء فشا نزوله لحمزة والكسائي في موضع الباء في: {تبلوا كل نفسٍ ما أسلفت} [30]، يعني: قرأ حمزة والكسائي: (هنالك تتلوا) بتائين من التلاوة أي: تقرأ، نحو: {اقرأ كتابك} [الإسراء: 14]، أو من التلو، أي: تتبع، والباقون: {تبلوا} بالياء بعد التاء من البلاء، وهو الاختبار). [كنز المعاني: 2/302] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: {هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ}، فقرأها حمزة والكسائي بتاءين من التلاوة أو من التلو وهو: الإتباع، وقرأها الباقون بباء موحدة قبل اللام من الاختبار، وتنزلا: نصب على التمييز، ولم يقيد الناظم حرفي القراءة بما لا يحتمل التصحيف على عادته مثل شاع بالثا مثلثا، وغيرهما بالباء نقطة أسفلا، وهو مشكل؛ إذ من الجائز أن تقرأ: وفي تاء تبلوا الباء شاع، فيكون عكس مراده، فلو أنه قال في البيت الأول: متاع سوى حفص وقطعا رضى دلا:
بالِاسكان تبلو كل نفس من التلا،.. وة والباقون تبلو من البلا
لاتضح المراد ويكون الإطلاق في متاع دالا على رفعه فلا يحتاج إلى قيد على ما عرف من اصطلاحه والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/223]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (747 - .... .... .... .... .... = وفي باء تبلو التّاء شاع تنزّلا
....
وقرأ حمزة والكسائي: هنالك تتلوا كلّ نفس بتاء مثناة فوقية في مكان الباء الموحدة التحتية في قراءة غيرهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 287]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: هُنَالِكَ تَبْلُو فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِتَاءَيْنِ مِنَ التِّلَاوَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ وَالْيَاءِ مِنَ الْبَلْوَى). [النشر في القراءات العشر: 2/283]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {هنالك تبلوا} [30] بتاءين، والباقون بالتاء والباء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 541]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (681- .... .... باء تبلو التّا شفا = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 78]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ر) م (د) ن سكونا باء تبلو التّا (شفا) = لا يهد خفهم ويا اكسر (ص) رفا
«هنالك تبلو» بالتاء موضع الباء، فيصير «تتلو»: من التلاوة، أو من التلو: وهو الإتباع حمزة والكسائي وخلف، والباقون تبلو من الاختبار). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 248]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
و (ك) م (ث) نا ينشر في يسيّر = متاع لا حفص وقطعا (ظ) فر
(ر) م (د) ن سكونا باء تبلو التّا (شفا) = لا يهد خفّهم ويا اكسر (ص) رفا
والهاء (ن) لـ (ظ) لما وأسكن (ذ) ا (ب) دا = خلفهما (شفا) (خ) ذ الإخفا (ح) دا
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، وثاء (ثنا) أبو جعفر: هو الذي ينشركم [22] بفتح الياء، ونون ثانية ساكنة، وشين معجمة مضمومة؛ من النشر، والباقون بضم الياء، وسين مهملة مفتوحة، وياء مشددة مكسورة من السير.
وقرأ العشرة: متاع الحياة الدنيا [23] برفع العين، (إلا حفصا)؛ فإنه نصبها.
وقرأ [ذو] ظاء (ظفر) يعقوب، وراء (رم) الكسائي، ودال (دن) ابن كثير: قطعا من الليل [27] بإسكان الطاء، والباقون بتحريكها مفتوحة.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/369]
وقرأ مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: هنالك تتلو [30] بتاء مفتوحة، [وبعدها] تاء ساكنة من التلاوة، والباقون بتاء مفتوحة ثم موحدة أسفل من البلاء.
وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر أمن لا يهدي [35] بتخفيف الهاء- أي: بلا تشديد- وكسر (الياء) الأولى، وكسر (الهاء) ذو نون (نل) عاصم وظاء (ظلما) يعقوب، وأسكنها مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف، [وخاء (خذه) ابن وردان.
واختلف فيها عن ذي ذال (ذا)، وباء (بدا) ابن جماز، وقالون.
وأخفاها ذو] حاء (حدا) أبو عمرو، لكن بخلف عنه وذو باء «به»، وذال «ذق» قالون، [وابن وردان]، وهذا ثاني وجهيهما؛ فصار خلافهما دائر بين الإسكان والإخفاء، وخلاف أبي عمرو دائر بين الإخفاء والإشباع؛ لأنه لم يذكر مع أصحاب الإسكان، والباقون بالإشباع.
فصار أبو بكر بكسر الياء والهاء، وحفص ويعقوب بفتح الياء وكسر الهاء، ولقالون وابن جماز فتح الياء، وفي الهاء السكون والاختلاس، ولأبي عمرو فتح الياء وفي الهاء الإخفاء والإشباع، ولحمزة والكسائي وخلف وابن وردان فتح الياء وإسكان الهاء، وللباقين الفتح والإشباع.
فأما أبو عمرو: فروى المغاربة قاطبة، وكثير من العراقيين عن أبي عمرو اختلاس فتحة
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/370]
الهاء، وعبر بعضهم عنه بالإخفاء، وبعضهم بالإشمام، وبعضهم بتضعيف الصوت، وبعضهم بالإشارة، وبذلك ورد النص عنه من طرق كثيرة من رواية اليزيدي وغيره.
قال ابن رومي: «قال العباس: وقرأت على أبي عمرو خمسين مرة فيقول: قاربت».
قال ابن رومي: «فقلت للعباس: [خذه على أنت، فقلت] مرة واحدة. فقال: أصبت هكذا كان أبو عمرو يقوله». انتهى.
وكذا روى ابن فرح عن الدوري، وابن حبش عن السوسي أداء وهي رواية شجاع عن أبي عمرو نصا وأداء ولم يقرأ الداني على شيوخه بسواه، ولم يأخذ إلا به، ولم ينص الهمذاني وابن مهران على غيره.
وروى [عنه] أكثر العراقيين إتمام فتحة الهاء كقراءة ابن كثير وابن عامر سواء.
وكذلك نص أبو جعفر بن جبير، ومحمد بن سعدان، وبه كان يأخذ ابن مجاهد تيسيرا على المبتدئين وغيرهم.
قال الداني: وذلك لصعوبة اختلاس الفتحة.
قال: وحدثني الحسين بن على البصري: حدثنا أحمد بن نصر قال: قال ابن مجاهد:
«قلّ من رأيته يضبط هذا».
والإتمام أحد الوجهين في «المستنير»، و«الكامل»، ولم يذكر في «الإرشاد» سواه.
وأما قالون: فروى أكثر المغاربة، وبعض البصريين [عنه] الاختلاس، وهذا اختيار الداني [الذي] لم يأخذ بسواه مع نصه عن قالون الإسكان، والاختلاس عنه رواية كأبي عمرو.
وأغرب أبو الحسن في جعله دون أبي عمرو، والذي قرأ الداني به كأبي عمرو، لا يصح في الاختلاس غيره.
وروى العراقيون قاطبة، وبعض المغاربة، والمصريين عن قالون الإسكان، وهو المنصوص عليه عنه، وعن إسماعيل، والمسيبي، وأكثر رواة نافع عليه، ونص عليه الداني في «جامع البيان»، ولم يذكر صاحب «العنوان» له سواه، وهو أحد الوجهين في «الكافي».
وأما ابن جماز: فروى عنه أكثر أهل الأداء كابن وردان، وقالون في المنصوص
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/371]
عنه، وهو الذي لم يذكر ابن سوار سواه.
وروى كثير منهم له الاختلاس، وهو رواية العمري، ولم يذكر الهذلي من جميع الطرق سواه.
وجه ينشركم بالمعجمة: أنه مضارع «نشر»: بسط وبث على حد: فانتشروا في الأرض [الجمعة: 10].
ووجه المهملة: أنه مضارع «سير» [معدى «سار» [أي:] ذهب].
ووجه رفع متاع: جعله خبر بغيكم [23]، وعلى أنفسكم [23] صلته، أي: تعدى بعضكم على بعض انتفاع قليل المدة، ثم يضمحل، وتبقى تبعته، أو على أنفسكم خبره، ومتاع [خبر] آخر أو خبر هو.
ووجه نصبه: أنه مصدر فعل مقدر بعد الاسمية، أي: تتمتعون متاع الحياة الدنيا، وقيل مفعول تبغون.
ووجه تاء تتلو: جعله من التلاوة: القراءة، أي: يقرأ كل إنسان في صحيفته ما قدمه من خير وشر حين يقال له اقرأ كتبك [الإسراء: 14].
أو من التلو: الاتباع، أي: يتبع عمله.
ووجه الباء: جعله من البلاء: الخبر، أي: يعرف كل إنسان حقيقة عمله من حسن وقبيح وقبول ورد.
واهتديت الطريق: عرفته بمعناه عند الحجازيين، وهديت فلانا الطريق لغيرهم.
وجه التشديد: أنه مضارع «اهتدى»؛ فأدغمت التاء في الدال؛ للمشاركة.
ووجه كسرهما معه أنه كسر الهاء، لسكون الدال، للإتباع، وكسر الياء إتباعا.
ووجه فتح الياء معه: أنها حركة حرف المضارعة في غير الرباعي. ولم يتبع وكسر الهاء للساكنين.
ووجه الفتحتين معه: أنه أصل الياء، ونقلت [حركة] أو [فتحة] الياء إلى الهاء؛ تنبيها عليها.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/372]
[ووجه اختلاسها: التنبيه على أصالة حركتها].
ووجه الفتح والإسكان مع التخفيف: جعله مضارع «هدى» بأحد المعنيين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/373] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "تبلوا" [الآية: 30]
[إتحاف فضلاء البشر: 2/108]
فحمزة والكسائي وخلف بتاءين من فوق أي: تطلب وتتبع ما أسلفته من أعمالها، أو المراد تقرأ كل نفس ما عملته مسطرا في مصحف الحفظة، لقوله تعالى: اقرأ كتابك، وافقهم الأعمش، والباقون بالتاء من فوق والباء الموحدة من البلاء أي: تختبر ما قدمت من عمل فتعاين قبحه وحسنه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/109]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {هنالك تتبلوا} [30] قرأ الأخوان بتاءين، من التلاوة، والباقون بالتاء والباء الموحدة، من الاختبار أي: تختبر عملها من حسن وقبح وقبول ورد). [غيث النفع: 687]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (30)}
{تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ}
- قرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش وزيد بن علي وروح عن
[معجم القراءات: 3/537]
يعقوب وابن مسعود (تتلو) بتاءين، أي تتبع وتطلب ما أسلفت من أعمالها.
قال الزجاج:
(وفسرها الأخفش وغيره من النحويين تتلو من التلاوة، أي: تقرأ كل نفس...).
قلت: قال الأخفش: (وقال بعضهم: (تتلو) أي: تتبعه)، ولم أجد في معاني القرآن للأخفش ما نقله الزجاج عنه.
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص وأبو بكر عن عاصم وابن عباس ومجاهد وأبو جعفر (تبلو) بالتاء من فوق والباء الموحدة من البلاء، أي تختبر ما قدمت من عمل فتعاين قبحه وحسنه.
- وروي عن عاصم أنه قرأ (نبلو كل نفسٍ) بنون العظمة، أي نختبر، و(كل نفس) بالنصب مفعول به.
{وَرُدُّوا}
- قراءة الجماعة (ردوا) بضم الراء على الأصل؛ إذ أصله قبل
[معجم القراءات: 3/538]
الإدغام رددوا، فهو فعل مبني للمفعول، وهذا شأن المضعف في مثل هذه الحالة.
- وقرأ يحيى بن وثاب والأعمش (ردوا) بكسر الراء، وأصله: رددوا، فلما سكن الدال الأولى للإدغام نقل حركتها إلى حركة الراء قبلها بعد حذف حركة الراء وهي الضمة، فصارت: (ردوا).
{مَوْلَاهُمُ}
- أماله حمزة والكسائي وحلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- وقراءة الباقين بالفتح.
{الْحَقِّ}
- قراءة الجماعة (الحق) بالجر، نعت لله سبحانه وتعالى، ومولاهم قبله كذلك بدل من لفظ الجلالة، أو نعت له.
- وقرئ (الحق) بالنصب، وذهب بعضهم إلى أنه نصب على المصدر، وقيل هو نصب على المديح.
قال الزجاج:
(والنصب من جهتين: إحداهما، ردوا حقًا، ثم أدخلت الألف واللام، ويجوز على تقدير: هو مولاهم الحق، أي يحق ذلك حقًا.
وفيه جهة ثالثة في النصب على المدح هي: اذكر مولاهم الحق).
وتجد مثل هذا التخريج عند القرطبي، وإن لم يصرح بنقله عن الزجاج، وهو طبع في القرطبي غير محمود!
وذكر الزجاج أنه قرئ:
[معجم القراءات: 3/539]
(والحق) بالرفع، ثم قال: (ومن قرأ (الحق) بضم القاف، فعلى: هو مولاهم الحق، لا من جعلوا معه الشركاء).
وقال القرطبي:
(ويجوز أن يرفع (الحق) ويكون المعنى: مولاهم الحق، على الابتداء والخبر، والقطع مما قبل، لا ما يشركون من دونه).
قلت: هذا النص في إعراب القرآن للنحاس أيضًا، والقرطبي كثير الأخذ عنه من غير عزو). [معجم القراءات: 3/540]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين



رد مع اقتباس