عرض مشاركة واحدة
  #41  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:11 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (189) إلى الآية (193) ]

{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190) أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191) وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (192) وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ (193)}

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واتفق الكل على إدغام "أثقلت دعوا الله" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/71]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189)}
{هُوَ}
- تقدم ضم الهاء وإسكانها في الآيتين/ 29 و85 من سورة البقرة.
{خَلَقَكُمْ}
- القراءة بإدغام القاف في الكاف وبالإظهار، لأبي عمرو ويعقوب.
{تَغَشَّاهَا}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وقرأ الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{حَمْلًا}
- قرأ حماد بن سلمة عن ابن كثير من طريق الطرسوسي (حملاً) بكسر الحاء.
- وقراءة الجماعة (حملاً) بفتح الحاء.
{فَمَرَّتْ}
- قراءة الجمهور (فمرت به).
قال الحسن: أي استمرت به.
[معجم القراءات: 3/232]
- وقرأ ابن عباس فيما ذكر النقاش، وأبو العالية ويحيى بن يعمر وأيوب (فمرت به) كذا، خفيفة الراء من المرية، أي: فشكت فيما أصابها، أهو أحمل أو مرض.
وقيل: معناه: استمرت به، لكنهم كرهوا التضعيف فخففوه.
قال أبو حيان: (.. نحو: (وقرن) فيمن فتح [أي القاف] من القرار).
- وقرأ عبد الله بن عمرو بن العاث [وقيل عبد الله بن عمر] وعاصم الجحدري وابن أبي عمار (فمارت به) بألف وتخفيف الراء، أي: جاءت وذهبت وتصرفت به كما تقول: مارت الريح موراً.
- وجاءت القراءة عن عبد الله بن عمر والجحدري (فمارت به) كذا بألف وتشديد الراء.
ونسبت هذه القراءة إلى ابن عباس.
- وقرأ عبد الله بن مسعود (فاستمرت بحملها).
- وقرأ سعد بن أبي وقاص وابن عباس والضحاك وابن مسعود (فاستمرت به).
[معجم القراءات: 3/233]
وفي التاج: (وقال الكلابيون: حملت حملاً خفيفاً فاستمرت به)، أي مرت، ولم يعرفوا: فمرت به).
- وقرأ ألبي بن كعب والجرمي والجوني (فاستمارت به)
قال أبو حيان: (والظاهر رجوعه إلى المرية، بنى منها استفعل كما بنى منها فاعل في قولك: ماريت).
{أَثْقَلَتْ}
- قرأ اليماني (أثقلت) مبنياً للمفعول، والهمزة للتعدية.
- وقراءة الجماعة (أثقلت).
قال الأخفش: (فيقول: صارت ذات ثقل ...) فالهمزة للصيرورة كقولهم: أتمر وألبن أي صار ذا لبن وتمر.
{أَثْقَلَتْ دَعَوَا}
- اتفق الجميع على إدغام التاء في الدال (أثقلت دعوا).
{لَئِنْ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز). [معجم القراءات: 3/234]

قوله تعالى: {فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (48 - وَاخْتلفُوا فِي ضم الشين وَالْمدّ وَكسرهَا وَالْقصر من قَوْله {جعلا لَهُ شُرَكَاء} 190
فَقَرَأَ ابْن كثير وَابْن عَامر وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي {شُرَكَاء} جمع شريك بِضَم الشين وَالْمدّ
وَكَذَلِكَ روى حَفْص عَن عَاصِم
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر (شركا) مَكْسُورَة الشين على الْمصدر لَا على الْجمع). [السبعة في القراءات: 299]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (شركا) بكسر الشين، مدني، وأبو بكر). [الغاية في القراءات العشر: 262]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (شركًا) [190]: بالكسر والتنوين: مدني، وأبو بكر، والمفضل،
[المنتهى: 2/714]
وأبو بشر). [المنتهى: 2/715]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وأبو بكر (شركًا) بكسر الشين والتنوين من غير مد ولا همز على وزن فعل، وقرأ الباقون (شركاء) بالجمع جمع شريك). [التبصرة: 220]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وأبو بكر: {له شركا} (190): بكسر الشين، وإسكان الراء، مع التنوين.
والباقون: بضم الشين، وفتح الراء، والمد، والهمز، من غير تنوين). [التيسير في القراءات السبع: 296]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر وأبو بكر: (له شركا) بكسر الشين وإسكان الرّاء مع التّنوين، والباقون بضم الشين وفتح الرّاء والمدّ والهمز من غير تنوين). [تحبير التيسير: 381]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (شِرَكًا) على المصدر مدني، وأبو بكر، والمفضل، وأبو عمارة عن حفص، وأبان، وعصمة عن عَاصِم، واللؤلؤي عن أَبِي عَمْرٍو، والباقون على الجمع، والاختيار ما عليه مدني؛ لأن معناه نصيبا في قصة فيها طول). [الكامل في القراءات العشر: 557]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([190]- {شُرَكَاءَ} بالكسر والتنوين: نافع وأبو بكر). [الإقناع: 2/652]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (710 - وَحَرِّكْ وَضُمَّ الْكَسْرَ وَامْدُدْهُ هَامِزاً = وَلاَ نُونَ شِرْكاً عَنْ شَذَا نَفَرٍمَلاَ). [الشاطبية: 56]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([710] وحرك وضم الكسر وامدده هامزًا = ولا نون شركًا (عـ)ن (شـ)ذا (نفرٍ) ملا
(شركًا): مفعول حرك؛ والتقدير: حرك شيكا، وضم الكسر فيه وامدده.
و(ملاء) بكسر الميم والمد، جمع مليء.
وشركاء، جمع شريك، مثل خلطاء، جمع خليط.
[فتح الوصيد: 2/944]
وأثنى على هذه القراءة بقوله: (عن شذا نفرٍ ملا)، لظهور المعنى فيها من غير احتياج إلى تقدير محذوف.
وقد قدرت القراءة الأخرى على: جعلا له ذا شرك، لأن الشرك مصدر، وعلى: لغيره شركًا.
ولا يمتنع أن يسمي الشريك شركًا على المبالغة.
قال لبيد:
نظير عدائد الأشراك شفعًا = ووترًا والزعامة للغلام
فأشراك هاهنا، جمع شريك؛ يريد: عدد الشركاء.
وهم الذين يعادونه، وهي ما عد من أنصبائهم في الميراث.
وقد قال أبو محمد مكي رحمه الله: «إن لم تُقدر محذوفًا، آل الأمر إلى المدح، لأنهما إذا جعلا لله شركًا في ما آتاهما، فقد شكراه على ما آتاهما، فهما ممدوحان، والآية تقتضي ذمهما».
والذي قاله غير مستقيم، لأنهما إذا جعلا له شركًا والكل له، فقد كفرا نعمته وجحدا منته). [فتح الوصيد: 2/945]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([710] وحرك وضم الكسر وامدده هامزًا = ولا نون شركًا عن شذا نفرٍ ملا
ب: (الشذا): كسر العود، (الملا) بكسر الميم-: جمع (مليء)، يقال: (ملئ بكذا) إذا كان جديرًا به.
ح: (شركًا): مفعول (حرك)، (ضم الكسر): أي: المكسور، وهو الشين، الهاء في (امدده): لـ (شركًا)، (نون): اسم (لا)، والمراد به التنوين، (عن شذا): متعلق بمحذوف، أي: أخذا عن شذا، كُني به عن علم طائفةٍ ثقات.
ص: قرأ غير نافع وأبي بكر: {جعلا له شركاء} [190] بضم الشين وتحريك الراء بالفتح ومد الكاف وحذف التنوين منه على وزن (كرماء)، جمع (شريك) جمع للمبالغة، وقرءآ هما: (شركًا) بكسر الشين وإسكان الراء وحذف الألف مع التنوين على أنه مصدر، أي: ذا شركٍ). [كنز المعاني: 2/267]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (710- وَحَرِّكْ وَضُمَّ الكَسْرَ وَامْدُدْهُ هَامِزًا،.. وَلا نُونَ شِرْكًا "عَـ"ـنْ "شَـ"ـذَا "نَفَرٍ" مَلا
شركا مفعول وحرك ولا نون: يعني: لا تنوين فيه وضم الكسر يعني: في الشين والتحريك عبارة عن فتح الراء فيصير شركاء جمع شريك على وزن كرماء، وشركا على تقدير ذا شرك، ويجوز أن يكون سمى الشريك شركاء على المبالغة، وقوله: عن شذا متعلق بمحذوف؛ أي: آخذا ذلك، والشذا يجوز أن يكون بمعنى بقية النفس؛ أي: خذه عن بقية نفر ملا؛ أي: ثقات، ويجوز أن يكون عبارة عن الطيب وكنى به عن العلم؛
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/190]
أي: آخذا ذلك عن علم نفر هذه صفتهم، وعبر عن العلم بالشذا؛ لأن العلم طيب العلماء والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/191]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (710 - حرّك وضمّ الكسر وامدده هامزا = ولا نون شركا عن شذا نفر ملا
قرأ حفص وحمزة والكسائي وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر: جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما بتحريك راء شُرَكاءَ بالفتح وضم كسر الشين وإثبات ألف بعد الكاف وزيادة همزة مفتوحة بعد الألف مع حذف النون أي التنوين، فتكون قراءة نافع وشعبة بكسر الشين وسكون الراء وتنوين الكاف من غير مدّ ولا همزة كما نطق به الناظم.
و (ملا) بكسر الميم وقصر للوزن جمع مليء وهو القوي أو الغني صفة لنفر). [الوافي في شرح الشاطبية: 277]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو بَكْرٍ بِكَسْرِ الشِّينِ، وَإِسْكَانِ الرَّاءِ مَعَ التَّنْوِينِ مِنْ غَيْرِ مَدٍّ، وَلَا هَمْزٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الشِّينِ وَفَتْحِ الرَّاءِ وَالْمَدِّ، وَهَمْزَةٍ مَفْتُوحَةٍ مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/273]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وأبو بكر {جعلا له شركاء} [190] بكسر الشين وإسكان الراء منونًا من غير مد ولا همز، والباقون بضم الشين وفتح الراء والمد وهمزة مفتوحة من غير تنوين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 527]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (652- .... .... .... .... .... = .... .... شركاً مداه صليا
653 - في شركاء .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (شركا) يريد قوله «جعلا له شركا فيما آتاهما» بكسر الشين وإسكان الراء وتنوين الكاف من غير همز ولا مد على ما لفظ به نافع وأبو جعفر وشعبة على حذف مضاف: أي ذا شرك، والباقون شركا بضم الشين وفتح الراء والمد وفتح الهمزة من غير تنوين على جمع شريك كخليل وكليم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 240]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
(فتى) يذرهم اجزموا (شفا) ويا = (كفى) (حما) شركا (مدا) هـ (ص) ليا
ش: أي: قرأ مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف ويذرهم في طغيانهم [الأعراف: 186] بجزم الراء، والباقون برفعها.
[وقرأ [ذو] (كفا) الكوفيون، و(حما) البصريان بالياء، والباقون بالنون]؛ فصار المدنيان وابن كثير وابن عامر بالنون والرفع، والبصريان وعاصم بالياء والرفع، وحمزة وعلى وخلف بالياء والجزم.
وقرأ مدلول (مدا) نافع، وأبو جعفر، وذو صاد (صليا) أبو بكر: جعلا له شركا [الأعراف: 190] بكسر الشين وإسكان الراء والتنوين، والباقون بضم الشين وفتح الراء والكاف وألف بعدها همزة مفتوحة ك: ألحقتم به شركآء [سبأ: 27]؛ على أنه جمع «شريك» ك «خليط» و«خلطاء»، واستغنى بلفظ القراءتين.
ووجه ياء ويذرهم: إسناده لضمير اسم الله تعالى المتقدم في من يضلل الله [الأعراف: 186].
ووجه النون: [إسناده إلى المتكلم العظيم] على الالتفات.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/345]
ووجه جزمه: عطفه على موضع فلا هادي له [الأعراف: 186]؛ لأنه جواب شرط مجزوم، أي: لم يهده أحد، ويذرهم.
ووجه رفعه: الاستئناف مستقلا أو خبرا.
ووجه قصر شركا: جعله شركته، فيقدر لغيره شركاء، أو له ذوي شرك، أو يطلق على الشركاء؛ مبالغة ك «رجال زور» ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/346]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "جعلا له شِرْكا" [الآية: 190] فنافع وأبو بكر وأبو جعفر بكسر الشين وإسكان الراء وتنوين الكاف من غير همز اسم مصدر أي: ذا شرك أي: إشراك، وقيل بمعنى النصب وافقهم ابن محيصن، والباقون بضم الشين وفتح الراء وبالمد والهمز بلا تنوين جمع شريك). [إتحاف فضلاء البشر: 2/71]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شركًا} [190] قرأ نافع وشعبة بكسر الشين، وإسكان الراء، والتنوين، من غير همز، والباقون بضم الشين، وفتح الراء، وبعد الألف همزة مفتوحة ممدودة). [غيث النفع: 649]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190)}
{آَتَاهُمَا... آَتَاهُمَا}
- الإمالة فيهما عن حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ}
- في مصحف أبي "أشركا فيه".
[معجم القراءات: 3/234]
{شُرَكَاءَ}
- قرأ أبو عمرو وابن كثير وابن عامر وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي ويعقوب (شركاء) على الجمع، واختار هذا مكي لقيام المعنى في الذم دون تقدير حذف مضاف.
- وقرأ نافع وأبو بكر عن عاصم وابن عباس وأبو جعفر وشيبة وعكرمة ومجاهد وأبان بن تغلب والأعرج وحماد وابن محيصن (شركا) بالتنوين من غير همز، وهذا على المصدر، وهو على حذف مضاف، أي ذا شرك.
وقال الأخفش: (وقال بعضهم (شركا)؛ لأن الشرك إنما هو الشركة، وكان ينبغي في قول من قال هذا أن يقول: فجعلا لغيره شركاً فيما آتاهما).
ونقل النحاس نص الأخفش، ثم قال: (التأويل لمن قرأ القراءة الأولى
[معجم القراءات: 3/235]
[شركاً]، جعلا له ذا شرك مثل: واسأل القرية) ونقل القرطبي نص النحاس من غير عزوٍ لصاحبه، فقال: (وذكر الأخفش سعيد القراءة الأولى، وهي صحيحة على حذف المضاف، أي جعلا له ذا شرك).
ونقل الزجاج نص الأخفش ولم يعقب عليه بشيء، وذكر مكي أنه لابد من تقدير مضاف، فإن لم يقدر آل الأمر إلى المدح والمقام مقام الذم، فتأمل!!
{فَتَعَالَى}
- أماله في الوقف حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{يُشْرِكُونَ}
- قراءة الجماعة (يشركون) بالياء على الغيبة، على نسق ما تقدم.
- وقرأ السلمي أبو عبد الرحمن (تشركون) بالتاء التفاتاً من الغيبة إلى الخطاب). [معجم القراءات: 3/236]

قوله تعالى: {أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191)}
{أَيُشْرِكُونَ}
- قراءة الجماعة (أيشركون) بياء الغيبة على نسق ما تقدم.
- وقرأ السلمي (أتشركون) بالتاء من فوق على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب، مثل المتقدم في الآية السابقة.
{شَيْئًا}
- تقدمت القراءة فيه، انظر الآية/ 123 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/236]

قوله تعالى: {وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (192)}

قوله تعالى: {وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ (193)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (49 - وَاخْتلفُوا في التَّشْدِيد التَّاء وتخفيفها من قَوْله {لَا يتبعوكم} 193
فَقَرَأَ نَافِع وَحده {لَا يتبعوكم} سَاكِنة التَّاء وبفتح الْبَاء
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {لَا يتبعوكم} مُشَدّدَة التَّاء). [السبعة في القراءات: 299]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (لا يتبعوكم)
[الغاية في القراءات العشر: 262]
](وفي الشعراء) (يتبعهم)[ خفيف، نافع). [الغاية في القراءات العشر: 263]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لا يتبعوكم) [193]: خفيف: نافع). [المنتهى: 2/715]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (لا يتبعوكم) بالتخفيف وفتح الباء هنا، وفي الشعراء (يتبعهم الغاون)، وقرأ الباقون بكسر الباء والتشديد فيهما). [التبصرة: 221]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {يتبعوكم} (193)، هنا، وفي الشعراء (224): {يتبعهم الغاوون}: بإسكان التاء مخففًا، وفتح الباء.
والباقون: بفتح التاء مشددًا، وكسر الباء). [التيسير في القراءات السبع: 296]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع: (لا يتبعوكم) هنا وفي الشّعراء: (يتبعهم الغاوون) بفتح الباء مخففا والباقون [بكسر الباء مشددا] ). [تحبير التيسير: 382]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَتَّبِعُوكُمْ) خفيف نافع غير اختيار ورش، والزَّعْفَرَانِيّ، الباقون مشدد وهو الاختيار لما ذكرنا " عبادًا أمثالكم " نصب الأصمعي عن نافع، والقورسي عن أبي جعفر، الباقون رفع، وهو الاختيار؛ لأنه نعت للعباد). [الكامل في القراءات العشر: 557]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([193]- {لَا يَتَّبِعُوكُمْ} هنا، و{يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} [الشعراء: 224] خفيف: نافع). [الإقناع: 2/652]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (711 - وَلاَ يَتْبَعُوكُمْ خَفَّ مَعْ فَتْحِ بَائِهِ = وَيَتْبَعُهُمْ فِي الظُّلَّةِ احْتَلَّ وَاعْتَلاَ). [الشاطبية: 56]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([711] ولا يتبعوكم خف مع فتح بائه = ويتبعهم في الظلة (ا)حتل واعتلى
تبع واتبع بمعنًى، كما قال تعالى: {وممن تبعك منهم أجمعين}، وقال: {فمن تبعنى فإنه مني}.
وقال تعالى: (واتبع هویه)، {واتبعوا ما تتلوا الشيطين}.
وقيل في التخفيف: لا يقتفوا آثار كم، وفي التشديد: لا يقتدوا بكم.
وإلى هذا أشار بقوله: (في الظلة احتل واعتلى)، لأنه بمعنى: يقتفي أثارهم الغاوون). [فتح الوصيد: 2/946]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([711] ولا يتبعوكم خف مع فتح بائه = ويتبعهم في الظلة احتل واعتلا
ب: (احتل): بمعنى (حل)، (اعتلا): ارتفع.
ح: (لا يتبعوكم): مبتدأ، (خف): خبره، (مع فتح): ظرفه، و(يتبعهم ...
[كنز المعاني: 2/267]
احتل): مبتدأ وخبر، (في الظلة): ظرفه.
ص: قرأ نافع: {وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم} هنا [193] وفي الظلة يعني سورة الشعراء {يتبعهم الغاوون} [224] بتخفيف التاء مع فتح الباء من (تبع يتبعُ)، والباقون: فيهما بالتشديد وكسر الباء من (اتبع يتبع)، وهما لغتان.
ومعنى (يتبعهم ... احتل) أي: يتبعهم بالتخفيف وفتح الباء، حل في الظلة وارتفع). [كنز المعاني: 2/268]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (711- وَلا يَتْبَعُوكُمْ خَفَّ مَعْ فَتْحِ بَائِهِ،.. وَيَتْبَعُهُمْ فِي الظُّلَّةِ "ا"حْتَلَّ وَاعْتَلا
يريد: "وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لا يَتْبَعُوكُمْ"؛ التخفيف من تبع مثل علم والتشديد من اتبع مثل اتسق، والظلة هي سورة الشعراء، في آخرها: "وَالشُّعَرَاءُ يَتْبَعُهُمُ"؛ التخفيف في الموضعين لنافع وحده، وكذلك "ويتبعهم" في الظلة، وقوله: احتل؛ أي: حمل ذلك في هاتين الكلمتين وهو تخفيف التاء بإسكانها وفتح الباء واعتلا: ارتفع والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/191]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (711 - ولا يتبعوكم خفّ مع فتح بائه = ويتبعهم في الظّلّة احتلّ واعتلا
قرأ نافع: وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَتَّبِعُوكُمْ هنا، وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ، في الظلة أي الشعراء بتخفيف التاء أي سكونها مع فتح الباء في الموضعين، وقرأ غيره بتشديد التاء مفتوحة مع كسر الباء في الموضعين). [الوافي في شرح الشاطبية: 277]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَا يَتَّبِعُوكُمْ هُنَا،
[النشر في القراءات العشر: 2/273]
وَفِي الشُّعَرَاءِ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ فَقَرَأَ نَافِعٌ بِإِسْكَانِ التَّاءِ وَفَتْحِ الْبَاءِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ التَّاءِ مُشَدَّدَةً وَكَسْرِ الْبَاءِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ). [النشر في القراءات العشر: 2/274]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع {لا يتبعوكم} [193]، وفي الشعراء {يتبعهم الغاوون} [224] بإسكان التاء وفتح الباء، والباقون بفتح التاء مشددة وكسر الباء فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 527]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (653- .... .... يتبعوا كالظّلّه = بالخفّ والفتح اتل .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (في شركاء يتبعوا كالظّلّة = بالخفّ والفتح (ا) تل يبطش كله
قوله: (يتبعوا كالظلة) يعني الشعراء، يريد قوله تعالى «لا يتبعوكم» وفي الشعراء «يتبعهم الغاوون» بتخفيف التاء وفتح الباء نافع، والباقون بالتشديد والكسر وهما لغتان، فمن الأول فمن تبعني، ومن الثاني قوله تعالى «واتّبع هواه» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 241]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم ذكر ثاني القراءتين فقال:
ص:
في شركاء يتبعوا كالظّلّه = بالخفّ والفتح (ا) تل يبطش كلّه
بضمّ كسر (ث) ق وليّ احذف = بالخلف وافتحه أو اكسره (ي) في
ش: أي: قرأ ذو ألف (اتل) نافع: يتبعوكم سواء هنا [الآية: 193]، ويتبعهم الغاون في الشعراء [الآية: 224]- بتخفيف التاء وإسكانها وفتح الباء على أنه مضارع «تبع» على حد: فمن تبع هداي [البقرة: 38]، والتسعة بتشديد التاء وفتحها وكسر الباء على أنه مضارع «اتبع» على حد: فمن اتّبع هداي [طه: 123].
وقرأ ذو ثاء (ثق) أبو جعفر: يبطش حيث وقع وهو ثلاثة هنا [الآية: 195] والقصص [الآية: 19]، والدخان [الآية: 16] بضم الطاء، والباقون بكسرها، وقيد الضم لأجل المفهوم.
واختلف عن ذي ياء (يفي) السوسي في إنّ وليّ الله [الأعراف: 196]: فروى ابن حبش عنه إثبات ياء واحدة مفتوحة مشددة، وكذا روى الشذائي عن ابن جمهور عن السوسي، وهي رواية شجاع عن أبي عمرو.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/346]
وكذا رواه ابن جبير عن اليزيدي وأبو خلاد عن اليزيدي عن أبي عمرو نصا، وعبد الوارث عن أبي عمرو أداء، والداجوني عن ابن جرير.
وروى الشنبوذي عن ابن جمهور عن السوسي كذلك، [لكن] بكسر [الياء]، وهي قراءة عاصم الجحدري وغيره، فإذا كسرت وجب ترقيق الجلالة، وروى غيرهم كالجماعة.
واختلف في توجيه الأولين، فأما فتح [الياء:] فخرجها الفارسي على حذف لام الفعل من ولى وإدغام ياء «فعيل» في ياء الإضافة، وحذف اللام كثير في كلامهم، وهو مطرد في اللامات في التصغير نحو: «غطى» في تصغير «غطاء»، وهذا أحسن ما قيل في تخريج هذه.
ووجه كسر الياء: أن المحذوف ياء المتكلم؛ لملاقاتها ساكنا كما تحذف ياءات الإضافة عند لقيها لساكن.
وأورد عليه لبعضهم، فقال: فعلى هذا إنما يكون الحذف حالة الوصل فقط، وإذا وقف أعادها، وليس كذلك، بل الرواية الحذف وصلا ووقفا.
والجواب: أنه أجرى الوقف مجرى الوصل؛ كما فعل [في:] واخشون اليوم [المائدة: 3]، ويقصّ الحقّ [الأنعام: 57]، ويحتمل أن تخرج على قراءة حمزة بمصرخيّ [إبراهيم: 22] كما سيجيء.
ووجه وجهي يبطش: أن مضارع «فعل» يأتي بالوجهين كخرج يخرج، وضرب يضرب). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/347] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لا يَتَّبِعُوكُم" [الآية: 193] هنا و"يتبعهم" في [الشعراء الآية: 224] فنافع بسكون التاء وفتح الباء الموحدة فيهما، وافقه الحسن والباقون بفتح التاء مشددة وكسر الموحدة فيهما وهما لغتان). [إتحاف فضلاء البشر: 2/71]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا يتبعوكم} [193] قرأ نافع بإسكان التاء، وفتح الباء، والباقون بفتح التاء مشددة، وكسر الباء). [غيث النفع: 649]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ (193)}
{الْهُدَى}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيتين/ 2 و5 من سورة البقرة.
{لَا يَتَّبِعُوكُمْ}
- قراءة الجمهور (لا يتبعوكم) مشدداً من (اتبع)، معناه: لا يقتدوا بهم.
- وقرأ نافع والحسن (لا يتبعوكم) مخفف التاء من (تبع) الثلاثي، ومعناه: لا يتبعوا آثارهم.
قال الطوسي: (وهما لغتان)، وبالتشديد أكثر).
وقال القرطبي: (وقال بعض أهل المدينة: (أتبعه) مخففاً إذا مضى خلفه ولم يدركه، و(اتبعه) مشدداً- إذا مضى خلفه فأدركه) ). [معجم القراءات: 3/237]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس