عرض مشاركة واحدة
  #30  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 08:57 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (148) إلى الآية (154) ]

{وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ (148) وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (149) وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (150) قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (151) إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (152) وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآَمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (153) وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (154)}

قوله تعالى: {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ (148)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (36 - وَاخْتلفُوا في ضم الْحَاء وَكسرهَا من قَوْله {من حليهم عجلا} 148
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر {من حليهم} بِضَم الْحَاء
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {من حليهم} بِكَسْر الْحَاء مُشَدّدَة الْيَاء
وروى هُبَيْرَة عَن حَفْص عَن عَاصِم {من حليهم} بِكَسْر الْحَاء
وَكلهمْ شدد الْيَاء). [السبعة في القراءات: 294]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (من حليهم) بالكسر حمزة، والكسائي، بفتحه خفيف يعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 260]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (حليهم) [148]: بكسر الحاء هما. بفتحها وسكون اللام يعقوب). [المنتهى: 2/710]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (من حليهم) بكسر الحاء، وضمها الباقون). [التبصرة: 219]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {من حليهم} (148): بكسر الحاء.
والباقون: بضمها). [التيسير في القراءات السبع: 293]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ: (من حليهم) بكسر الحاء والباقون بضمها. قلت: إلّا يعقوب فإنّه يفتحها ويسكن اللّام ويخفف الياء والله الموفق). [تحبير التيسير: 378]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((حُلِيِّهِمْ) بفتح الحاء خفيف يَعْقُوب، وقَتَادَة، وبكسرها وتشديد الياء الكسائي غير قاسم والزَّيَّات والْعَبْسِيّ والْأَعْمَش وطَلْحَة وعبد الوارث والقاضي عن حَمْزَة في قول أبي علي، الباقون بضم الحاء وتشديد الياء وهو الاختيار؛ لأنها أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 556]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([143]- {دَكًّا} بالمد، و{الرُّشْدِ} [146] بفتحتين، و{حُلِيِّهِمْ} [148] بكسر الحاء.
و {يَرْحَمْنَا} بالتاء {رَبُّنَا} [149] نصب: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/649] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (699- .... .... وَضَمُّ حُلِيِّهِمْ = بَكَسْرٍ شَفَا وَافٍ وَالاِتْبَاعُ ذُو حُلاَ). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و{حليهم} بضم الحاء والتشديد، جمع حلي، كثُدي جمع ثَدي. والأصل: حُلوي، إلا أنهم كسروا اللام لتنقلب الواو إلى الياء، ويصح الإدغام الذي اقتضاه طلب التخفيف.
والكسر للإتباع، لأن اللام لما كسرت، كسرت الحاء إتباعًا لها.
(والإتباع ذو حلا)، لأنه معروف في لسانهم مستحسن.
(وضم حليهم): مبتدأ. و(بكسرٍ): خبره؛ والتقدير: معوض ومبدل بكسر. و(شفا)، صفة لـ(كسر). و(وافٍ): خبر ثان للمبتدأ). [فتح الوصيد: 2/936]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([698] وجمع رسالاتي حمته ذكوره = وفي الرشد حرك وافتح الضم شلشلا
[699] وفي الكهف حسناه وضم حليهم = بكسر شفا وافٍ والاتباع ذو حلا
ح: (جمع): مبتدأ، (حمته ذكوره): خبره، (في الكهف): خبر (حسناه)، والضمير: لـ (الرشد)، (ضم): مبتدأ، (شفا وافٍ): جملة خبره، أي: شفاؤه وافٍ، أو (وافٍ): خبر بعد خبر.
ص: يعني: جمع أبو عمرو وابن عامر والكوفيون: (إني اصطفيت على الناس برسالاتي)، والباقون: {برسالتي}.
وقرأ حمزة والكسائي: (وإن يروا سبيل الرشد) [146] بتحريك الشين بالفتح وفتح الراء، وقرأ أبو عمرو وحده كذلك في آخر الكهف: {مما علمت رشدًا} [66] ولم يقيد بآخر الكهف اعتمادًا على أن المختلف فيه في الموضعين، وقع في قصة موسى عليه السلام - وإلا
[كنز المعاني: 2/257]
في الكهف ثلاثة مواضع، لا خلاف في الموضعين، والباقون بضم الراء وإسكان الشين في الموضعين، لغتان.
وقرأ حمزة والكسائي: (من حِليهم عجلًا) [148] بكسر الحاء على إتباع الحاء كسرة اللام، والباقون: بضم الحاء على الأصل، ووصف الإتباع بقوله: (ذو حُلا)، أي: الإتباع معروف مشهورٌ في لغتهم، وليس (ذو حُلا) برمز). [كنز المعاني: 2/258] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وحلى جمع حلي، الأصل ضم الحاء ومن كسرها أتبعها كسرة اللام فلهذا قال: والاتباع ذو حلا؛ تعليلا لهذه القراءة؛ أي: الإتباع معروف في لغة العرب مستحسن عندهم، وليس قوله: ذو حلا برمز؛ فإن رمْز قراءة الكسر في قوله: شفا، والاتباع هي بكسر الحاء وهو يوهم أنه رمز لقراءة أخرى في باديء الرأي فلو كان حذفه وقيد موضع الخلاف في الكهف كان أولى فيقول:
وفي ثالث في الكهف حز وحليهم،.. بكسر لضم الحاء الاتباع شمللا
والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/183]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (699 - .... .... .... وضمّ حليّهم = بكسر شفا واف والاتباع ذو حلا
....
وقرأ حمزة والكسائي: وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ.
بكسر ضم الحاء اتباعا لكسر اللام، وأشار الناظم إلى هذه العلة بقوله (والاتباع ذو حلا) ). [الوافي في شرح الشاطبية: 275]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (116- .... .... .... وَاضْمُمْ حُلِيِّ فِدْ = وَحُزْ حَلْيِهِمْ .... .... .... ). [الدرة المضية: 28]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: واضمم حلى فد إلخ، أي قرأ مرموز (فا) فد وهو خلف بضم الحاء وكسر اللام والياء المشددة {من حليهم} [148] وعلم من الوفاق لأبي جعفر كذلك، وقوله: وحز حليهم أي قرأ مرموز (حا) حز وهو يعقوب بفتح الحاء وإسكان اللام وتخفيف الياء، كما نطق به). [شرح الدرة المضيئة: 133]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مِنْ حُلِيِّهِمْ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ بِكَسْرِ الْحَاءِ، وَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِفَتْحِ الْحَاءِ، وَإِسْكَانِ اللَّامِ وَتَخْفِيفِ الْيَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْحَاءِ، وَكُلُّهُمْ كَسَرَ اللَّامَ وَشَدَّدَ الْيَاءَ مَكْسُورَةً سِوَى يَعْقُوبَ، وَتَقَدَّمَ انْفِرَادُ فَارِسٍ عَنْ رُوَيْسٍ عَنْهُ بِضَمِّ الْهَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/272]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب {من حليهم} [148] بإسكان اللام وتخفيف الياء، والباقون بكسر اللام وتشديد الياء، وفتح يعقوب الحاء، وكسرها حمزة والكسائي وضمها الباقون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 525]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (645- .... وحليهم مع الفتح ظهر = واكسر رضى .... .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (شفا وحليهم مع الفتح (ظ) هر = واكسر (رضى) وأمّ ميمه كسر
أي وقرأ «من حليهم عجلا جسدا له خوار» بفتح الحاء وإسكان اللام وتخفيف الياء يعقوب على الإفراد، والباقون بكسر اللام وتشديد الياء وكسر الحاء منهم حمزة والكسائي، وضمها الباقون على الجمع وذلك مثل «ثدى، وثدى» فالضم والكسر في الجمع لغتان قوله: (مع الفتح) يعني تقرؤه بهذا اللفظ وهو إسكان اللام وتخفيف الياء وهو واضح فإنه لا يقوم الوزن إلا به، فقيده بالفتح
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 237]
للاختلاف في ضم الحاء وكسرها وتلفظ بقراءة يعقوب ليبينها، ووكل قراءة الباقين في اللام والياء للشهرة، وبين اختلافهم في الحاء ليتم المقصود مع الاختصار، فقوله واكسر: أي اكسر الحاء، وبقي الباقون سوى يعقوب على الضم لانحصار الحركات في ثلاث). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 238]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وآخر الكهف (حما) وخاطبوا = يرحم ويغفر ربّنا الرّفع انصبوا
(شفا) وحليهم مع الفتح (ظ) هر = واكسر (رضى) وأمّ ميمه كسر
ش: أي: قرأ [ذو] (حما) البصريان: مما علمت رشدا بالكهف [الآية: 66] بفتحتين، والباقون بضم الراء وسكون الشين.
وقرأ (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: لئن لم ترحمنا ربّنا وتغفر لنا [الأعراف: 149] بتاء الخطاب في الفعلين، ونصب باء ربنا، والباقون بياء الغيب ورفع باء ربّنا.
وقرأ ذو ظاء (ظهر) يعقوب: من حليهم [الأعراف: 148] بفتح الحاء، وإسكان اللام، وكسر الياء، وقرأ مدلول (رضى) حمزة والكسائي بكسر الحاء واللام، وتشديد الياء،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/338]
والباقون كذلك، لكن مع ضم الحاء.
تنبيه:
في الكهف من أمرنا رشدا، [و] من هذا رشدا [الآيتان: 10، 24]، وهما متفقا الفتح.
وجه الرشد: قول الكسائي: «هما لغتان بمعنى: كالعدم والعدم».
وعن أبي عمرو: الضم في الصلاح، والفتح [في] الدين، وعليه فإن ءانستم منهم رشدا [النساء: 6]، [و] قد تبيّن الرّشد [البقرة: 256]، ومن أمرنا رشدا [الكهف: 10] يلغي الفرق، ومن فرق جمع.
ووجه الخطاب: حكاية دعائهم، والفاعل مستتر، وربنا [نصب] منادى مضاف.
ووجه الغيب والرفع: حكاية إخبارهم فيما بينهم، أي: قال بعضهم [لبعض]، وهو المختار لعمومه، وفيه تضرع وخضوع.
والحلي: الزينة، وتجمع على فعول.
وجه الضم [أن] الأصل كان «حلوى» اجتمعا-[أي: الواو والياء]، [و] سبق أحدهما بالسكون؛ فقلب [الواو] ياء، وأدغم في الياء على حد: «ثدى» ثم كسرت اللام اتباعا [للياء].
ووجه الكسرة مجانستها للام فهي إتباع.
ووجه يعقوب: أنه مفرد على إرادة الجنس). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/339] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "حليهم" [الآية: 148] فحمزة والكسائي بكسر الحاء واللام وتشديد الياء مكسورة على الاتباع
[إتحاف فضلاء البشر: 2/62]
لكسرة اللام، وافقهما ابن محيصن، وقرأ يعقوب بفتح الحاء وسكون اللام وتخفيف الياء، إما مفرد أريد به الجمع أو اسم جمع مفرده حلية كقمح وقمحة، والباقون بضم الحاء وكسر اللام وتشديد الياء مكسورة جمع حلى كفلس وفلوس، والأصل حلوى اجتمعت الواو والياء، وسبقت إحداهما بالسكون قلبت الواو ياء، وادغمت في الياء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/63]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وضم" هاء "يهديهم" يعقوب وكذا "أيديهم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/63]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {حليهم} [148] قرأ الأخوان بكسر الحاء، والباقون بالضم، ولا خلاف بين السبعة في كسر اللام، وتشديد الياء وكسرها). [غيث النفع: 638]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ (148)}
{قَوْمُ مُوسَى}
- إدغام الميم في الميم عن أبي عمرو ويعقوب.
{مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيتين/51 و92 من سورة البقرة.
{حُلِيِّهِمْ}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم والحسن وأبو جعفر وشيبة (حليهم) بضم الحاء جمع حلي، وأصل: حلي: حلوي، اجتمعت الواو والياء وسبقت الواو بالسكون فقلبت ياء وأدغمت في الياء وكسرت اللام لأجل الياء.
- وقرأ حمزة والكسائي وهبيرة عن حفص عن عاصم وابن محيصن وعبد الله بن مسعود ويحيى بن وثاب وطلحة بن مصرف والأعمش (حليهم) بكسر الحاء إتباعًا لحركة اللام.
قال الطوسي: (... كره الخروج من الضمة إلى الكسرة، وأجراه مجرى (قسي) جمع قوس.
[معجم القراءات: 3/162]
- وقرأ يعقوب الحضرمي (حليهم) بفتح الحاء وسكون اللام وتخفيف الياء، وهو مفرد يراد به الجنس، أو اسم جمع.
وذكر ابن الجزري أنه انفرد فارس بن أحمد عن يعقوب بضم الهاء، وقال: لم يرو ذلك غيره: (حليهم)، ثم ذكر في موضع آخر من النشر أنها قراءة فارس عن رويس.
{خُوَارٌ}
- قرأ علي بن أبي طالب وأبو السمال (جؤار) بالجيم من (جأر) إذا صاح بشدة صوت.
وذكر الأخفش هذه القراءة، ثم قال: (وكل من لغات العرب).
- وقرأ أبو رزين العقيلي وأبو مجلز (جوار) بجيم مضمومة من غير همز.
- وقراءة الجماعة (خوار) بالخاء المعجمة.
{وَلَا يَهْدِيهِمْ}
- قرأ يعقوب (ولا يهديهم) بضم الهاء على الأصل، وهو مذهبه فيها.
- وقراءة الجماعة (ولا يهديهم) بكسر الهاء لمجاورة الياء.
{اتَّخَذُوهُ}
- تقدمت قراءة ابن كثير في الوصل (اتخذوهو) انظر الآية/146 من هذه السورة). [معجم القراءات: 3/163]

قوله تعالى: {وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (149)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (37 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {لَئِن لم يَرْحَمنَا رَبنَا وَيغْفر لنا} 149 وفي الرّفْع وَالنّصب من قَوْله {رَبنَا}
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَعَاصِم {لَئِن لم يَرْحَمنَا رَبنَا وَيغْفر لنا} بِالْيَاءِ و{رَبنَا} بِالرَّفْع
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي (لَئِن لم ترحمنا رَبنَا وَتغْفر لنا) بِالتَّاءِ وَنصب {رَبنَا}). [السبعة في القراءات: 294]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ترحمنا وتغفر لنا) بالتاء (ربنا) نصب كوفي، - غير
[الغاية في القراءات العشر: 259]
عاصم ). [الغاية في القراءات العشر: 260]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (دكاء) [143]: بالمد، و(الرشد) [146]: بفتحتين، و(تغفر) [149]
[المنتهى: 2/709]
و(ترحمنا) [149]: بالتاء، (ربنا) [149]: نصب: هما، وخلف، وافق المفضل في التاء، والباء). [المنتهى: 2/710] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (لئن لم ترحمنا) بالتاء (ربنا) بالنصب (وتغفر لنا) بالتاء أيضًا، وقرأ الباقون بالياء فيهما ورفع (ربنا) ). [التبصرة: 219]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {ترحمنا ربنا وتغفر لنا} (149): بالتاء فيهما، ونصب الباء من: {ربنا}.
[التيسير في القراءات السبع: 293]
والباقون: بالياء فيهما، ورفع الباء). [التيسير في القراءات السبع: 294]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: (ترحمنا ربنا وتغفر لنا) بالتّاء فيهما ونصب الباء من ربنا والباقون بالياء ورفع الباء). [تحبير التيسير: 378]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا) بتاءين ونصب الباء الْأَعْمَش، وطَلْحَة، والهمداني، والزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ، والمفضل، وأبان، وحَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ، والكسائي غير قاسم، وهو الاختيار؛ لأنه أحسن في الرغبة إلى اللَّه، الباقون على الخبر). [الكامل في القراءات العشر: 556]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([143]- {دَكًّا} بالمد، و{الرُّشْدِ} [146] بفتحتين، و{حُلِيِّهِمْ} [148] بكسر الحاء.
و {يَرْحَمْنَا} بالتاء {رَبُّنَا} [149] نصب: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/649] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (700 - وَخَاطَبَ يَرْحَمْنَا وَيَغْفِرْ لَنَا شَذاً = وَبَا رَبَّنَا رَفْعٌ لِغَيْرِهِمَا انْجَلاَ). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([700] وخاطب يرحمنا ويغفر لنا (شـ)ذًا = وبا ربنا رفعٌ لغيرهما انجلى
الشذاء: حدة ذكاء الرائحة، والشذا: بقية القوة.
قال الراجز:
[فتح الوصيد: 2/936]
فاطم ردي لي شذًا من نفسي
والشذى: العود.
قال الشاعر:
إذا ما مشت نادی بما في ثيابها = ذكي الشذا والمندلي المطير
كأن هذه القراءة ذكت ريحها من قبل أنها عمت وشملت المعنيين، لأنها دلت على المخاطبة والإخبار؛ أو لأن المخاطبة، إنما تكون عن بقية قوة في النفس.
وفي قراءة أبي: (قالوا ربنا لين لم ترحمنا وتغفر لنا).
ووجه القراءتين ظاهر، ويصح أن يكونوا جمعوا بين المخاطبة والخير). [فتح الوصيد: 2/937]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([700] وخاطب يرحمنا ويغفر لنا شذا = وبا ربنا رفعٌ لغيرهما انجلا
ب: (الشذا): كسر العود أو شدة ذكاء الرائحة، (انجلى): وضح.
ح: (يرحمنا): فاعل (خاطب) أسند المخاطبة إليه لأن فيه خطابًا، (شذا): حال، (با): مبتدأ قصرت ضرورة، وأضيف إلى (ربنا)، (رفعٌ): خبره، أي: مرفوعه، (انجلى): صفة، (لغيرهما): متعلق به.
ص: يعني قرأ حمزة والكسائي: (لئن لم ترحمنا ربنا وتغفر لنا) [149] بتاء الخطاب ونصب ياء (ربنا) على أنه منادى مضاف، والباقون: بالغيبة
[كنز المعاني: 2/258]
فيهما، ورفع {ربُنا} على أنه فاعل.
وقال: (رفعٌ لغيرهما): ليعلم أن النصب لهما). [كنز المعاني: 2/259]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (700- وَخَاطَبَ يَرْحَمْنَا وَيَغْفِرْ لَنَا "شَـ"ـذًا،.. وَبَا رَبَّنَا رَفْعٌ لِغَيْرِهِمَا انْجَلا
أي مشبها شذا أو ذا شذا، وهو العود؛ لأنهما قرءا على الخطاب ونصبا ربنا على حذف حرف النداء وقراءة الباقين على الغيب وإسناد الفعلين إلى ربنا، فلهذا رفع على الفاعلية والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/183]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (700 - وخاطب يرحمنا ويغفر لنا شذا = وبا ربّنا رفع لغيرهما انجلا
قرأ حمزة والكسائي: لئن لّم ترحمنا ربّنا وتغفر لنا بتاء الخطاب في الفعلين ونصب باء رَبُّنا وقرأ غيرهما بياء الغيب في الفعلين ورفع باء رَبُّنا). [الوافي في شرح الشاطبية: 275]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِالْخِطَابِ فِيهِمَا، وَنَصَبَ الْبَاءَ مِنْ " رَبُّنَا "، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ فِيهِمَا وَرَفْعِ الْبَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/272]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {يرحمنا ربنا ويغفر لنا} [149] بالخطاب فيهما ونصب باء {ربنا}، والباقون بالغيب والرفع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 525]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (644- .... .... .... وخاطبوا = يرحم ويغفر ربّنا الرّفع انصبوا
645 - شفا .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وخاطبوا) يريد قوله تعالى «لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا» قرأهما بالتاء على الخطاب مع نصب الباء من ربنا حمزة والكسائي وخلف على أنهما حكاية قولهم حيث خاطبوا الله بدعائهم ونصب ربنا على النداء وحرف النداء محذوف: أي يا ربنا، والباقون بالغيب ورفع ربنا على أنه حكاية قولهم مخبرين عن أنفسهم ورفع ربنا بإسناد فعل الرحمة إليه). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 237]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وآخر الكهف (حما) وخاطبوا = يرحم ويغفر ربّنا الرّفع انصبوا
(شفا) وحليهم مع الفتح (ظ) هر = واكسر (رضى) وأمّ ميمه كسر
ش: أي: قرأ [ذو] (حما) البصريان: مما علمت رشدا بالكهف [الآية: 66] بفتحتين، والباقون بضم الراء وسكون الشين.
وقرأ (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: لئن لم ترحمنا ربّنا وتغفر لنا [الأعراف: 149] بتاء الخطاب في الفعلين، ونصب باء ربنا، والباقون بياء الغيب ورفع باء ربّنا.
وقرأ ذو ظاء (ظهر) يعقوب: من حليهم [الأعراف: 148] بفتح الحاء، وإسكان اللام، وكسر الياء، وقرأ مدلول (رضى) حمزة والكسائي بكسر الحاء واللام، وتشديد الياء،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/338]
والباقون كذلك، لكن مع ضم الحاء.
تنبيه:
في الكهف من أمرنا رشدا، [و] من هذا رشدا [الآيتان: 10، 24]، وهما متفقا الفتح.
وجه الرشد: قول الكسائي: «هما لغتان بمعنى: كالعدم والعدم».
وعن أبي عمرو: الضم في الصلاح، والفتح [في] الدين، وعليه فإن ءانستم منهم رشدا [النساء: 6]، [و] قد تبيّن الرّشد [البقرة: 256]، ومن أمرنا رشدا [الكهف: 10] يلغي الفرق، ومن فرق جمع.
ووجه الخطاب: حكاية دعائهم، والفاعل مستتر، وربنا [نصب] منادى مضاف.
ووجه الغيب والرفع: حكاية إخبارهم فيما بينهم، أي: قال بعضهم [لبعض]، وهو المختار لعمومه، وفيه تضرع وخضوع.
والحلي: الزينة، وتجمع على فعول.
وجه الضم [أن] الأصل كان «حلوى» اجتمعا-[أي: الواو والياء]، [و] سبق أحدهما بالسكون؛ فقلب [الواو] ياء، وأدغم في الياء على حد: «ثدى» ثم كسرت اللام اتباعا [للياء].
ووجه الكسرة مجانستها للام فهي إتباع.
ووجه يعقوب: أنه مفرد على إرادة الجنس). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/339] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" دال "قد ضلوا" ورش وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/63]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا" [الآية: 149] فحمزة والكسائي وخلف بالخطاب فيهما، ونصب الباء من ربنا على النداء، وافقهم الأعمش والباقون بالغيب فيهما، ورفع ربنا على أنه فاعل وأدغم راء "يغفر لنا" أبو عمرو بخلف عن الدوري). [إتحاف فضلاء البشر: 2/63]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر إدغام الراء في اللام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/64]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يرحمنا ربنا ويغفر لنا} [149] قرأ الأخوان بتاء الخطاب في الفعلين، ونصب باء {ربنا} والباقون بياء الغيب فيهما، ورفع الباء). [غيث النفع: 638]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (149)}
{سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ}
- قراءة الجماعة (سقط في أيديهم)، بضم أوله وكسر ثانيه على البناء للمفعول.
- وقرأت فرقة منهم ابن السميفع وطاووس (سقط) مبنيًا للفاعل.
قال ابن عطية: (حكاه الزجاج).
وقرأ ابن أبي عبلة (أسقط في أيديهم) رباعيًا مبنيًا للمفعول.
قال الفراء:
(ويقال: أسقط، لغة، و(سقط في أيديهم) أكثر وأجود).
وقال الزجاج:
(يقال للرجل النادم على ما فعل، الحسر على ما فرط منه، قد سقط في يده، وأسقط، وقد رويت (سقط) في القراءة).
قال ابن عطية: (أسقط: وهي لغة حكاها الطبري...).
{أَيْدِيهِمْ}
- قرأ يعقوب (أيديهم) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة (أيديهم) بكسرها لمجاورة الياء.
{قَدْ ضَلُّوا}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وورش وخلف وهشام
[معجم القراءات: 3/164]
وروح بخلاف عنه (قد ضلوا) بإدغام الدال في الضاد.
- وقرأ ابن كثير وعاصم ونافع وأبو جعفر ويعقوب وقالون بإظهار الدال.
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز.
{لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا}
- قرأ حمزة والكسائي والشعبي وابن وثاب وعاصم الجحدري وطلحة بن مصرف والأعمش وأيوب وخلف والمفضل وعبد الله بن مسعود (لئن لم ترحمنا ربنا وتغفر لنا) على الخطاب في الفعلين، ونصب (ربنا) على النداء.
- وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحفص وأبو بكر وعاصم ومجاهد والحسن والأعرج وأبو جعفر وشيبة بن نصاح ويعقوب (لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا) بالياء فيهما، ورفع (ربنا) على أنه الفاعل.
- وفي مصحف أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود وقراءتهما (قالوا: ربنا لئن لم ترحمنا وتغفر لنا) وذلك بتقديم المنادى: ربنا.
[معجم القراءات: 3/165]
قال الفراء:
(قالوا لئن لم ترحمنا ربنا) نصب بالدعاء...، ويقرأ: لئن لم يرحمنا ربنا.
والنصب أحب إلي؛ لأنها في مصحف عبد الله: قالوا: ربنا لئن لم ترحمنا).
{وَيَغْفِرْ لَنَا}
- أدغم أبو عمرو الراء في اللام من رواية السوسي، واختلف عنه من رواية الدوري، ووافق أبا عمرو على الإدغام ابن محيصن واليزيدي). [معجم القراءات: 3/166]

قوله تعالى: {وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (150)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (38 - وَاخْتلفُوا في كسر الْمِيم وَفتحهَا من قَوْله {قَالَ ابْن أم إِن الْقَوْم} 150
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَحَفْص عَن عَاصِم {قَالَ ابْن أم} نصبا وفي طه 94 مثله
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر {قَالَ ابْن أم} بِكَسْر الْمِيم فيهمَا وَأما الْهمزَة فمضمومة). [السبعة في القراءات: 295]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يا ابن أم) وفي طه، بالكسر، شامي، كوفي - غير حفص ). [الغاية في القراءات العشر: 260]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ابن أم) [150]، وفي طه [94]: بكسر الميم دمشقي، وكوفي غير المفضل وحفص، وفتح أبو بشر هناك). [المنتهى: 2/710]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي (قال ابن أم) بكسر الميم هنا وفي طه، وفتحهما الباقون). [التبصرة: 219]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر، وأبو بكر، وحمزة، والكسائي: {قال ابن أم} (150)، هنا، وفي طه (94): بكسر الميم.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 294]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائيّ وخلف: (قال ابن أم) هنا وفي طه كسر الميم، والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 379]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((ابْنَ أُمَّ)، وفي طه بكسر الميم دمشقي، والزَّعْفَرَانِيّ، وكوفي غير حفص، وابن سعدان، والمفضل طريق جبلة فتح أبو بشر هناك، الباقون بفتح الميم، وهو الاختيار على الندبة أو على بدل الألف من الباء). [الكامل في القراءات العشر: 556]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([150]- {ابْنَ أُمَّ} هنا، وفي [طه: 94] بكسر الميم: ابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي). [الإقناع: 2/649]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (701 - وَمِيمَ ابْنَ أُمَّ اكْسِرْ مَعًا كُفْؤَ صُحْبَةٍ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([701] وميم ابن أم اكسر معًا (كـ)فؤ (صحبةٍ) = وآصارهم بالجمع والمد (كـ)للا
(معًا): هاهنا وفي طه؛ أي: اكسر میم {ابن أم}، كفؤًا لـ(صحبة).
ووجهه، أنه حذف منه ياء الإضافة، وبقيت الكسرة دالة عليها.
وأما الفتح، فوجهه أنهما اسمان جعلا اسمًا واحدًا وبنيا على الفتح، كخمسة عشر، لكثرة الاستعمال). [فتح الوصيد: 2/937]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([701] وميم ابن أم اكسر معًا كفؤ صحبةٍ = وآصارهم بالجمع والمد كللا
ب: (كُللا): أي جعل مكللا من الإكليل، وهو: التاج.
ح: (ميم): نصب على مفعول (اكسر)، (معًا): حال منه، (كفؤ صحبةٍ): حال من فاعل (اكسر)، (آصارهم ... كُللا): مبتدأ وخبر، (بالجمع): متعلق بـ (كللا).
ص: أي: اكسر عن ابن عامر وحمزة والكسائي وأبي بكر: الميم في (ابن أم) في الموضعين معًا هنا: (قال ابن أم إن القوم استضعفوني) [150]، وفي طه: (قال يابنؤم لا تأخذ بلحيتي) [94]، والباقون: بالفتح، والفتح للتخفيف؛ لأنه لما استطيل المنادى بالمضاف إليه خفف بحذف ياء المتكلم، ثم أبدل الكسر فتحًا فيهما، والكسر على أنه حذف الياء وبقي الكسر.
وقرأ ابن عامر: (ويضع عنهم إصارهم) [157] بالجمع ومد الهمز، والباقون: {إصرهم} بالإفراد والقصر.
[كنز المعاني: 2/259]
ومعنى (كللا): أي جعل آصارهم مكللًا بالجمع والمد). [كنز المعاني: 2/260] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (701- وَمِيمَ ابْنَ أُمَّ اكْسِرْ مَعًا "كُفْؤَ" "صُحْبَةٍ"،.. وَآصَارَهُمْ بِالجَمْعِ وَالمَدِّ "كُـ"ـلِّلا
معا يعني: هنا وفي طه وفتح الميم وكسرها لغتان). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/184]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (701 - وميم ابن أمّ اكسر معا كفؤ صحبة = وآصارهم بالجمع والمدّ كلّلا
قرأ ابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي: قالَ ابْنَ أُمَّ هنا، قالَ يَا بْنَ أُمَّ في طه. بكسر الميم في الموضعين، وقرأ غيرهما بنصبها فيهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 275]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: ابْنَ أُمَّ هُنَا، وَفِي طه يَاابْنَ أُمَّ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَأَبُو بَكْرٍ بِكَسْرِ الْمِيمِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهِمَا فِيهِمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/272]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وأبو بكر {ابن أم} هنا [150]، وفي طه [94] بكسر الميم، والباقون بالفتح فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 525]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(645- .... .... .... .... .... = .... .... وأمّ ميمه كسر
646 - كم صحبةٍ معًا .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وأم ميمه كسر) أي كسر ميم أم في قوله تعالى «ابن أم» كما سيأتي في البيت الآتي:
(ك) م (صحبة) معا وآصار اجمع = واعكس خطيئات (ك) ما الكسر ارفع
يعني قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وشعبة «ابن أمّ، ويا ابن أمّ» في طه بكسر الميم، والباقون بفتحهما وهما لغتان). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 238]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
(ك) م (صحبة) معا وآصار اجمع = واعكس خطيئات (ك) ما الكسر ارفع
(عمّ) (ظ) بى وقل خطايا (ح) صره = مع نوح وارفع نصب حفص معذره
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، و(صحبة) حمزة، والكسائي، [وأبو بكر، وخلف]: قال ابن أمّ إن القوم هنا [الآية: 150]، [و] قال يابن أمّ لا تأخذ في طه [الآية: 94] بكسر الميم، والباقون بفتحها.
وقرأ ذو كاف (كما) ابن عامر وضع عنهم آصارهم [الأعراف: 157] بفتح الهمزة
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/339]
وفتح الصاد [بين ألفين على الجمع] [وقرأ] الباقون بكسر الهمزة وإسكان الصاد وحذف الألفين.
وقرأ ذو كاف (كما) ابن عامر أيضا: خطيئتكم [الأعراف: 161] بعكس آصارهم، أي: قرأها بالإفراد، والباقون بالجمع.
ورفع التاء منه مدلول (عم) المدنيان، [وابن عامر]، وظاء (ظبا) يعقوب؛ والباقون بكسرها.
وقرأ ذو حاء (حصرة) أبو عمرو خطاياكم بوزن «مطاياكم» على التكسير هنا [الآية: 161]، وفي نوح مما خطاياهم [الآية: 25]، والباقون خطيئاتكم على التصحيح.
وقرأ حفص قالوا معذرة [الأعراف: 164] بنصب التاء؛ فلذا أمر برفع نصب حفص، أي: النصب الذي ثبت لحفص، ورفعه للباقين.
تفريع:
تقدم في البقرة أن المدنيين، ويعقوب، وابن عامر يقرءون: تغفر بتاء التأنيث؛ فصار المدنيان ويعقوب بتأنيث تغفر، وخطيئاتكم بجمع التصحيح والرفع، وابن
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/340]
عامر كذلك، لكن بإفراد خطيئتكم، وأبو عمرو نّغفر بالنون وخطاياكم بوزن «مطاياكم»، والباقون بالنون، وخطيئتكم بجمع التصحيح وكسر التاء.
تنبيه:
علمت صيغة قراءة الباقين في (خطيئات) من لفظه.
وعلم من إفراده بنوح: أن ابن عامر يقرأ فيها كالجماعة هنا باعتبار الجمع.
وعلم أنهم فيه بالكسر؛ حملا على الأقرب أو النظير، ولا يتطرق إلى نوح إفراده؛ لأنه لم يندرج في الأول.
وقال في ميم (ابن أم) كسر، لا جر؛ وإن كان مجرورا؛ تنبيها على [أن] الكسرة حركة إتباع لا إعراب.
ولما كان الكسر [المطلق] يحمل على الأول؛ نص على الميم، وعلم جمع «آصار» من قوله: «اجمع»، وخصوص الوزن من لفظه.
وجه كسر ابن أم: أن المنادى المضاف إلى ياء المتكلم فيه ست لغات، ثم لما كثر استعمال: ابن أمي وابن عمي؛ نزلا منزلة الكلمة الواحدة؛ فجرى المضاف إلى المنادى مجرى المنادى في جواز اللغات؛ فحذفت ياء المتكلم، وبقيت كسرة المجانسة دالة عليها، وكسرة الجر مقدرة على الصحيح.
ووجه الفتح: أنهم قلبوا الياء ألفا تخفيفا؛ فانفتحت الميم، ثم حذفوا الألف، وبقيت الفتحة دالة عليها، ففتحة «ابن» عليهما [فتحة] إعراب.
أو بناء كخمسة عشر؛ بالشبه اللفظي، ففتحة «ابن» بناء.
ووجه جمع آصارهم أنه مصدر «أصره» [أي]: حبسه وأثقله حملا، وإنما يدل على اختلاف أنواعه، وعليه رسم الشامي و[وجه] توحيده: أن لفظ المصدر يدل على الكثرة، وعليه بقية الرسوم.
ووجه [توحيد] خطيئتكم إرادة الجنس، وهو على صريح الرسم.
ووجه الجمع: النص على الإفراد.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/341]
ووجه التصحيح: المحافظة على صيغة الواحد، ووضعه للثلاثة إلى العشرة؛ لكنه استعمل للكثرة كالمسلمين والمسلمات، ويوافق الرسم تقديرا.
ووجه التكسير: النص على الكثرة، ويوافقه تقديرا.
وأصله خطايئ بوزن «فعايل» قلبت الياء همزة؛ فاجتمع همزتان؛ فقلبت الثانية، [وفتحت] الأولى؛ فانقلبت [الياء] ألفا ثم الأولى ياء. [هذا أحد قولي] الخليل وسيبويه.
والآخر تأخير الياء، وتقدم الهمزة ثم كذلك، ووزنه على هذا «فعالى»، وكلاهما لا ينصرفان.
ووجه رفع التاء: أنه نائب، ووجه نصبه أنه مفعول مبنى للفاعل.
ووجه رفع معذرة: جعلها خبر مبتدأ «موعظة» لسيبويه، و«هذه» لأبي عبيد.
ووجه نصبها: مفعول مطلق أوله، أي: يعتذرون اعتذارا، [أو يعظهم للاعتذار] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/342] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة "من بعدي أعجلتم" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/63]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ابْنَ أُم" [الآية: 150] هنا وفي [طه الآية: 94] فابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف بكسر الميم فيهما كسر بناء عند البصريين، لأجل ياء المتكلم
[إتحاف فضلاء البشر: 2/63]
والباقون بفتحها فيهما لتركيبهما تركيب خمسة عشر بالشبه اللفظي عندهم، فعلى هذا ليس ابن مضافا لأم، بل مركب معها، ومذهب الكوفيين أن ابن مضاف لأم، وأم مضافة للياء قلبت الياء ألفا تخفيفا فانفتحت الميم كقوله: "يا بنت عما لا تلومي واهجعي" ثم حذفوا الألف وبقيت الفتحة دالة عليها، ويوقف عليه لحمزة بالتحقيق والتسهيل كالواو). [إتحاف فضلاء البشر: 2/64]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن تشمت بفتح التاء والميم جعله لازما فرفع به الأعداء على الفاعلية، وعنه ضم باء "رب اغفر" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/64]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بئسما} [150] أبدل همزه ورش والسوسي، وذكر صاحب البدور أنها مما اتفق على وصلها، والحق أن الخلاف ثابت فيها، لكن المشهور الوصل). [غيث النفع: 639]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بعدي أعجلتم} قرأ الحرميان وبصري بفتح الياء وصلاً، والباقون بالإسكان {برأس} إبدالة للسوسي لا يخفى). [غيث النفع: 639]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ابن أم} قرأ الأخوان والشامي وشعبة بكسر الميم، على أن أصله (أمي) بإضافته إلى ياء المتكلم، ثم حذفت الياء، وبقيت الكسرة دالة عليها، والباقون بفتحها، على جعل الاسمين اسمًا واحدًا، وبنيا على الفتح، كخمسة عشر). [غيث النفع: 639]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (150)}
{مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآية/51 من سورة البقرة.
{بِئْسَمَا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر وورش من طريق الأصبهاني، واليزيدي والسوسي (بيسما) بإبدال الهمزة الساكنة ياء.
- وهي قراءة حمزة في الوقف.
{مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وأبو جعفر وابن محيض واليزيدي (من بعدي...) بفتح الياء في الوصل.
- وقراءة الباقين (من بعدي...) بسكون الياء.
[معجم القراءات: 3/166]
{أَمْرَ رَبِّكُمْ}
- أدغم الراء في الراء أبو عمرو ويعقوب.
- وروي عنهما الاختلاس أيضًا.
{وَأَلْقَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وعن الأزرق وورش الفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{بِرَأْسِ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وورش والأصبهاني وأبو جعفر واليزيدي (براس) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون على القراءة بالهمز.
{قَالَ ابْنَ أُمَّ}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب (... ابن أم) بفتح الميم.
قال الكوفيون: أصله ابن أماه، حذفت الألف تخفيفًا، وسقطت هاء السكت لأنه درج.
وقال سيبويه: هما اسمان بنيا على الفتح كاسم واحد كخمسة عشر ونحوه، فعلى قوله تكون الحركة حركة بناء وليس
[معجم القراءات: 3/167]
مضافًا إليه (ابن).
وقال الأخفش: (وذلك -والله أعلم- أنه جعله اسمًا واحدًا..).
- وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وابن عامر وخلف والمفضل والحسن والأعمش (... ابن أم) بكسر الميم، والأصل فيه: ابن أمي، فحذفت ياء المتكلم، واكتفي بالكسرة.
قال الأخفش وأبو حاتم: (... بالكسر كما تقول: يا غلام أقبل، وهي لغة شاذة، والقراءة بها بعيدة، وإنما هذا فيما يكون مضافًا إليك، فأما المضاف إلى مضاف إليك فالوجه أن تقول: يا غلام غلامي، ويا بن أخي...
وقال الزجاج والنحاس: (ولكن لها وجه حسن جيد، يجعل الابن مع الأم.. اسمًا واحدًا بمنزلة قولك: يا خمسة عشر اقبلوا، فحذفت الياء كما حذفت من يا غلام.
وقال الخفش: (.. فجعله على لغة الذين يقولون: هذا غلام قد جاء، أو جعله اسمًا واحدًا آخره مكسور مثل: (خازبازِ)، وهو اسم ذباب، وهما اسمان جعلا واحدًا وبنيا على الكسر.
- وقرأ محمد بن السميفع اليماني: (... ابن أمي) بإثبات ياء الإضافة ساكنةً.
قال الأخفش:
(... وهو القياس، ولكن الكتاب ليست فيه ياء، فلذلك كره هذا...).
[معجم القراءات: 3/168]
- وقال الزجاج:
(ومن العرب من يقول: يا بن أمي، بإثبات الياء).
- وذكر ابن خالويه أن عيسى بن عمر قرأ (يا بن أمي) بفتح الياء.
قال أبو حيان:
(وأجود اللغات الاجتزاء بالكسرة عن ياء الإضافة.
- وقرأ بعضهم (ابن إم) بكسر الهمزة والميم معًا.
وذكر سيبويه أن كسر الهمزة والميم من (أمك) لغة، وقال الكسائي: (هي لغة كثير من هوازن وهذيل).
وتقدمت قراءة (فلإمه..) في الآية/11 من سورة النساء، عن حمزة والكسائي والأعمش وعليّ. وهي بكسر الهمزة والميم.
- والوقف لحمزة على (أم) بالتحقيق، والتسهيل كالواو، وصورة التسهيل (ابن وم).
{فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ}
- قراءة الجماعة (فلا تشمت بي الأعداء) بضم التاء وكسر الميم من (أشمت)، وهي اللغة الفصيحة المشهورة.
[معجم القراءات: 3/169]
قال الزمخشري:
(فلا تفعل بي ما هو أمنيتهم من الاستهانة بي والإساءة إلي).
- وقرأ ابن محيصن ومجاهد ومالك بن دينار وقطرب والأعرج وعبد الله بن عباس [وابن عاصم] (فلا تشمت بي الأعداء) بفتح التاء والميم، على تأنيث الجماعة، وجعل الفعل لازمًا. ورفع به (الأعداء) على الفاعلية، والنهي في اللفظ للأعداء، وفي المعنى لغيرهم، وهو موسى كما تقول: لا أرينك هنا.
قال النحاس:
(... كما قالت العرب: لا أرينك ههنا، والمعنى: لا تفعل بي ما تشمت من أجله الأعداء).
- وقرأ مجاهد (فلا تشمت بي الأعداء) بفتح التاء والميم، ونصب الأعداء؛ والتقدير: لا تشمت أنت بي فتشمت بي الأعداء. فحذف الفعل.
قال أبو الفتح:
(الذي رويناه عن قطرب في هذا أن قراءة ابن مجاهد (فلا تشمت بي الأعداء) رفع -كما ترى- بفعلهم، فالظاهر انصرافه إلى الأعداء، ومحصوله: يا رب لا تشمت أنت بي الأعداء كقراءة الجماعة).
- وقرأ ابن محيصن ومجاهد وحميد الأعرج وأبو العالية والضحاك وأبو رجاء (فلا تشمت بي الأعداء) بفتح التاء وكسر الميم، ونصب الأعداء.
[معجم القراءات: 3/170]
قال أبو جعفر:
(ولا وجه لهذه القراءة؛ لأنه إن كان من شمت وجب أن يقول: تشمت، وإن كان من أشمت وجب أن يقول: تشمت)، ونقل هذا القرطبي عن أبي جعفر النحاس.
وقال ابن قتيبة:
(وقرأ آخر: فلا تشمت بي الأعداء بفتح التاء وكسر الميم، ونصب الأعداء، وإنما هو من أشمت الله العدو فهو يشمته، ولا يقال: شمت الله العدو).
- قرأ حميد بن قيس وأبو الجوزاء وابن أبي عبلة (فلا تشمت بي الأعداء) بفتح التاء وكسر الميم على أنه فعل لازم ارتفع به الأعداء، وأنكر أبو جعفر النحاس القراءة بكسر الميم، وقد نقلته قبل قليل.
- وذكر الشهاب الخفاجي أنه قرئ (فلا تشمت بي الأعداء) وقال: (بفتح التاء وضم الميم ... على حد: لا أرينك ههنا).
قلت: ذكر الكسائي ما يؤيد صواب هذه القراءة، إذ قال: (شمت مثل فرغت وفرغت..) ونقل هذا عنه الفراء.
- ووجدت في اللسان قراءة عن مجاهد (فلا تشمت بي الأعداء) كذا جاء الضبط بضم التاء وفتح الشين وتشديد الميم مكسورة من (شمت).
[معجم القراءات: 3/171]
ثم قال: (قال الفراء: لم نسمعها من العرب، فقال الكسائي: لا أدري لعلهم أرادوا: فلا تشمت بي الأعداء، فإن تكن صحيحة فلها نظائر، العرب تقول: فرغت وفرغت..).
كذا جاء النص، وفي ضبط هذه القراءة وهم وخطأ، وتبعه صاحب التاج في نقلها عنه على النحو الذي رأيت.
والنص عند الفراء في معاني القرآن: (حدثنا سفيان بن عيينة عن رجل -أظنه الأعرج- عن مجاهد أنه قرأ (فلا تشمت بي) ولم يسمعها من العرب، فقال الكسائي: ما أدري لعلهم أرادوا (فلا تشمت بي الأعداء فإن تكن صحيحة فلها نظائر...).
فتأمل فرق ما بين نص الفراء وضبط العلماء لنصي اللسان والتاج!!
ولقد رجعت إلى معاني الفراء فاتضح لي الضبط الصحيح لهذه القراءة كما جاءت عنده، وإليك نصه:
قال: (حدثنا محمد، قال/ حدثنا الفراء، قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن رجل -أظنه الأعرج- عن مجاهد أنه قرأ: (فلا تشمت بي) ولم يسمعها من العرب. فقال الكسائي: ما أدري لعلهم أرادوا: فلا تشمت بي الأعداء، فإن تكن صحيحة فلها نظائر، العرب تقول: فرغت وفرغت..) انتهى نص الفراء.
ومن هذا ترى أن صواب ما جاء في اللسان والتاج (فلا تشمت) كذا بفتح التاء، وكسر الميم وتخفيفها، وليس كما ضبطت فيهما.
فإن فتح الله على أحد الإخوة القراء بغير هذا، فليعلمني مما علمه الله، وليردني إلى الصواب، وله من الله حسن الثواب، وخير الجزاء.
[معجم القراءات: 3/172]
- وروي عن مجاهد أنه قرأ (فلا يشمت بي الأعداء) بالياء على الغيب.
قال الزمخشري:
(... على نهي الأعداء عن الشماتة، والمراد أنه لا يحل به ما يشمتون به لأجله) ). [معجم القراءات: 3/173]

قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (151)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (151)}
{قَالَ رَبِّ}
- عن أبي عمرو ويعقوب إدغام اللام في الراء بخلاف.
{رَبِّ اغْفِرْ}
- قراءة ابن محيصن (رب) بضم الباء على النداء، وذكروا أنها قراءته فيه كذلك حيث جاء.
وتقدم هذا في الآية/143 من هذه السورة، وكذا في الآية/126 من سورة البقرة.
{اغْفِرْ لِي}
- عن أبي عمرو من رواية السوسي إدغام الراء في اللام ووافقه ابن محيصن واليزيدي، واختلف عنه من رواية الدوري). [معجم القراءات: 3/173]

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (152)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (152)}
{الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيتين/85 و114 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/173]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآَمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (153)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (153)}
{السَّيِّئَاتِ ثُمَّ}
- أدغم التاء في الثاء بخلافٍ أبو عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 3/174]

قوله تعالى: {وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (154)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (154)}
{سَكَتَ}
- قراءة الجمهور (سكت) بصيغة الماضي الثلاثي.
- وقرئ (أسكت) مبنيًا للمفعول رباعيًا، وهو كذلك في مصحف حفصة.
قال أبو معاذ، قرأت في مصحف (أسكت).
- وقرأ سعيد بن جبير وابن يعمر والجحدري (سكت) بالتشديد.
- وقرأ ابن عباس وأبو عمران (سكت عن موسى الغضب).
- وقرأ معاوية بن قرة وابن مسعود وعكرمة وطلحة (سكن) بالنون.
[معجم القراءات: 3/174]
- وقرأ ابن مسعود (سكت عن موسى الغضب) كذا بكسر الكاف وفتح السين!
- وقرئ (سكت عن موسى الغضب) على ما لم يسم فاعله مخففًا.
قال الأخفش:
(وقال بعضهم: (سكن) إلا أنها ليست على الكتاب، فتقرأ (سكت)، وكل من كلام العرب).
- وفي ومصحف عبد الله بن مسعود (ولما صبر).
- وفي مصحف أبي بن كعب (ولما انشق).
وجاءت القراءة عند ابن عطية (ولما اشتق...) كذا ولعله خطأ من المحقق في نقل القراءة وضبطها، فإن الصورة الأولى أليق بالمقام.
{مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/51 من سورة البقرة.
{هُدًى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين/2 و5 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/175]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس