عرض مشاركة واحدة
  #30  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 08:41 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنعام

[ من الآية (109) إلى الآية (111) ]
{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110) وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111)}

قوله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (38 - وَاخْتلفُوا في فتح الْألف وَكسرهَا من قَوْله {وَمَا يشعركم أَنَّهَا} 109
فَقَرَأَ ابْن كثير {وَمَا يشعركم أَنَّهَا} مَكْسُورَة الْألف
وَكَذَلِكَ قَرَأَ أَبُو عَمْرو بِالْكَسْرِ غير أَن أَبَا عَمْرو كَانَ يختلس حَرَكَة الرَّاء من {يشعركم}
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم في رِوَايَة حَفْص وَحَمْزَة والكسائي وأحسب ابْن عَامر {إِنَّهَا} بِالْفَتْح
وَأما أَبُو بكر بن عَيَّاش فَقَالَ يحيى عَنهُ إِنَّه لم يحفظ عَن عَاصِم كَيفَ قَرَأَ كسرا أم فتحا
وَقَالَ حُسَيْن الجعفي عَن أَبي بكر عَن عَاصِم {إِنَّهَا} مَكْسُورَة أخبرني مُوسَى بن إِسْحَق القاضي عَن هرون ابْن حَاتِم عَن حُسَيْن عَن أَبي بكر بذلك
وحَدثني القاضي مُوسَى عَن أبي هِشَام مُحَمَّد بن يزِيد قَالَ سَمِعت أَبَا يُوسُف الْأَعْشَى قَرَأَهَا على أَبي بكر {إِنَّهَا} مَكْسُورَة
وَكَذَلِكَ روى دَاوُد الأودي أَنه سمع عَاصِمًا يقْرؤهَا {إِنَّهَا} كسرا). [السبعة في القراءات: 265]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (39 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {إِذا جَاءَت لَا يُؤمنُونَ} 109
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو والكسائي {لَا يُؤمنُونَ} بِالْيَاءِ
وروى حَفْص عَن عَاصِم وحسين الجعفي عَن أَبي بكر عَن عَاصِم بِالْيَاءِ أَيْضا
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَحَمْزَة {لَا تؤمنون} بِالتَّاءِ). [السبعة في القراءات: 265]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (إنها إذا) بكسر الألف، مكي، بصري، وأبو بكر، وخلف، ونصير). [الغاية في القراءات العشر: 247]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (لا تؤمنون) بالتاء، شامي، وحمزة). [الغاية في القراءات العشر: 248]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (إنها) [109]: بكسر الألف مكي، وبصري إلا أيوب،
[المنتهى: 2/686]
وخلف، والعمري، وقتيبة غير أبي علي ونصير إلا ابن عيسى، وأبو بكر طريق الاحتياطي والأعشى والبرجمي، ويحيى طريق خلف ونفطويه، وحماد طريق الضرير.
وقال يحيى عن أبي بكر: إنه لم يحفظها عن عاصم، شك أبو بكر.
(لا تؤمنون) [109]: بالتاء دمشقي، وحمزة). [المنتهى: 2/687]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو (أنها إذا جاءت) بالكسرة، وعن أبي بكر الوجهان لأنه ذكر عنه أنه شك فيها، وقرأ الباقون بالفتح). [التبصرة: 207]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة وابن عامر (لا تؤمنون) بالتاء، ,قرأ الباقون بالياء). [التبصرة: 207]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وابو عمرو، وأبو بكر بخلاف عنه: { إنها إذا جاءت} (109): بكسر الهمزة.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 280]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر، وحمزة: {لا تؤمنون} (109): بالتاء.
[التيسير في القراءات السبع: 280]
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 281]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): ({وما يشعركم} (109): قد ذكر في البقرة). [التيسير في القراءات السبع: 280]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وخلف وأبو بكر بخلاف عنه (إنّها إذا جاءت) بكسر الهمزة، والباقون بفتحها.
[تحبير التيسير: 361]
ابن عامر وحمزة: (لا تؤمنوا) بالتّاء. والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 362]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَا يُؤْمِنُون) بالتاء دمشقي، وأبو حيوة، وابن أبي عبلة، وقَتَادَة، والحسن والْخُرَيْبِيّ والثغري في قول الرَّازِيّ، والزَّيَّات، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، الباقون بالياء، وهو الاختيار لقوله: (لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا) ). [الكامل في القراءات العشر: 546]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([109]- {أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ} بكسر الألف: ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر بخلاف عنه. وقال يحيى عن أبي بكر: إنه لم يحفظها عن عاصم، شك أبو بكر.
[109]- {لا يُؤْمِنُونَ} بالتاء: ابن عامر وحمزة). [الإقناع: 2/642]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (658- .... .... وَاكْسِرِ انَّهَا = حِمى صَوْبِهِ بِالْخُلْفِ دَرَّ وَأَوْبَلاَ
659 - وَخَاطَبَ فِيهَا يُؤْمِنُونَ كَمَا فَشَا = وَصُحْبَةُ كُفْؤٍ فِي الشَّرِيعَةِ وَصَّلاَ). [الشاطبية: 52]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وقوله: (حمی صوبه بالخلف)، أراد بالخلف عن أبي بكر، ما ذكره أبو عمرو.
وقال: «قرأت بالكسر من طريق الصريفيني عن يحيى عنه».
قال: «وهو مما شك فيه أبو بكر عن عاصم ... وقرأته على أبي الحسن عن قرأته بالوجهين».
ومعنى قوله: (حمی صوبه بالخلف در وأوبل)، أنها قراءة ظاهرة المعني، لم يقع فيها ما وقع في قراءة الفتح من الإشكال على من تصدى لإيضاح ذلك؛ لأن المعني قد تم على قوله: {وما يشعركم}، ومعناه: وما يشعركم ما يكون منهم.
ثم أخبر سبحانه بما علمه منهم فقال: إنها إذا جاءت لا يؤمنون، علی الاستئناف.
[فتح الوصيد: 2/901]
وأما الفتح، فالمعنى (وما يشعركم): وما يدريكم أنها: أن الآية التي اقترحوها إذا جاءت لا يؤمنون بها، أي أنا أعلم أنها إذا جاءت لا يؤمنون بها، وأنتم لا تدرون بذلك، لأن المؤمنين كانوا يطمعون في إيمانهم إذا جاءت تلك الآية، فيتمنون مجيئها، فقال سبحانه: وما يدريكم أنهم لا يؤمنون، يعني أنكم لا تدرون ما سبق العلم به من أهم لا يؤمنون.
وقيل: إنها بمعن لعلها، قاله الخليل والأخفش والفراء وقطرب.
وقرأ أبي: (لعلها).
تقول العرب: «ایت السوق أنك تشتري كذا»، بمعنى لعلك.
وقال امرؤ القيس:
عوجوه على الطلل المحيل لأننا = نبكي الديار كما بكی ابن خذام
وأنشد الأخفش:
قلت لشيبان ادن من لقائه = أنا نغدي القوم من شوائه
وقيل: إن (أن) على بابها، و(لا) مزيدة.
[فتح الوصيد: 2/902]
[659] وخاطب فيها يؤمنون (كـ)ما (فـ)شا = و(صحبة) (كـ)فؤ في الشريعة وصلا
على الخطاب في {تؤمنون}، يكون {يشعركم} خطابًا للكفار.
وهو خطاب للمؤمنين على القراءة الأخرى.
ومعنى (كما فشا)، أي كما انتشر واشتهر.
وذاك لأن أبا عبيد قال: «وكلهم قرأ بالياء، لا أعلمهم اختلفوا فيه إلا ما كان من حمزة فإنه قرأ بالتاء».
فأشار إلى شهرته عن ابن عامر أيضًا.
وفي (وصل)، ضمير يعود إلى (كفؤ)؛ يعني أن القراءة في قوله في الشريعة: (فبأى حديثٍ بعد الله وءايته تؤمنون) بالتاء، نقلها (صحبة كفؤٍ) وصلها. والخطاب في الشريعة، لأن المرسل إليهم مخاطبون من الله تعالی.
والغيبة، على ما تقدم من ذكر المؤمنين وما بعده). [فتح الوصيد: 2/903]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [657] وضمان مع يس في ثمرٍ شفا = ودارست حق مده ولقد حلا
[658] وحرك وسكن كافيًا واكسر انها = حمى صوبه بالخلف در وأوبلا
ب: (حلا): من الحلاوة، (الحمى): الحصن، (الصوب): نزول المطر، (در): من الدرور، وهو كثرة البركة، (أوبل): صار ذا وبل.
ح: (ضمان): مبتدأ، (شفا): خبره، أي: شفا كل واحد منهما، (مع يس): حال، (في ثمرٍ): حال أيضًا، (دارست): مبتدأ، (حق): خبره، (مده): فاعله، ضمير (حلا): للمد، مفعولا (حرك)، و (سكن): محذوفان، أي: حرك السين وسن التاء، (كافيًا): حال، (أنها): مفعول (اكسر)، (حمى): مبتدأ مضاف إلى (صوبه)، والضمير: للكسر المدلول عليه في قوله: (اكسر)، (در): خبره، (أوبل): عطف.
ص: يعني: {انظروا إلى ثمره}، و{كلوا من ثمره} هنا في الموضعين [99، 141]، و{ليأكلوا من ثمره} في يس [35]، قرأ حمزة والكسائي بالضم جمع (ثمرةٍ) أو (ثمارٍ) أو (ثمر)، نحو: (خشب) و (كتب) و (أسد)،
[كنز المعاني: 2/214]
جمع: (خشبةٍ) و (كتابٍ) و (أسد)، أو هو مفرد اسم لما يجنى نحو: (عنق)، والباقون: بفتحتين جمع (ثمرة)، كـ (خشب) و (خشبة).
وقرأ أبو عمرو وابن كثير: (وليقولوا دارست) [105] على (فاعلت) بسكون السين وفتح التاء، أي: دارست غيرك وذاكرته، والباقون: بحذف الألف، أي: قرأت، ثم من الذين يحذفون الألف يحرك السين ويسكن التاء: ابن عامر بمعنى: (انمحت) و (ذهبت)، فتكون التاء علامة المؤنث، والضمير للآيات.
ثم قال: واكسر فتحة الهمزة في {أنها إذا جاءت لا يؤمنون} [109] عن أبي عمرو وأبي بكر بخلفٍ عنه وابن
[كنز المعاني: 2/215]
كثير، إذ تم الكلام عند قوله: {وما يشعركم} أي: ما يشعركم ما يكون منهم، ويكسر {إنها} على الاستئناف، والباقون: بالفتح على أنها بمعنى (لعل)، كما تقول: (ائت السوق أنك تشتري لحمًا)، أي: لعلك، أو هي مفعول لـ {يشعركم} و {لا} زائدة، ومثله: {ما منعك ألا تسجد} [الأعراف: 12]، أي: أن تسجد والحق: أن فتحها على تقدير: (لأنها)، أي: لا يؤمنون ألبتة لإصرارهم على الكفر عند ورودها، نحو: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون} [الإسراء: 59].
[659] وخاطب فيها يؤمنون كما فشا = وصحبة كفؤٍ في الشريعة وصلا
ب: (فشا): من الفشو، وهو الظهور.
ح: (يؤمنون): فاعل (خاطب)، أسند الفعل إليه لما فيه من الخطاب، وضمير (فيها): للآية، (فشا): فعل ماضٍ، فاعله ضمير يرجع إلى (ما)، و (ما): موصول، صلته (فشا)، و (كما): نصب المحل على الظرفية، و (صحبة): عطف على (يؤمنون)، أي: خاطب صحبة، (وصلا) فاعله ضمير يرجع إلى (كفؤٍ).
[كنز المعاني: 2/216]
ص: يعني: قرأ ابن عامر وحمزة في هذه الآية: (إذا جاءت لا تؤمنون) [109] بالخطاب على أن الخطاب في {يشعركم} للكفار، والباقون بالغيبة على أن الخطاب في {يشعركم} للمؤمنين أو للكفار، و(إنها) كسر على الاستئناف.
وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر وابن عامر في سورة الشريعة: {فبأي حديثٍ بعد الله وآياته تؤمنون} [6] بالخطاب على أن المخاطبين هم المرسل إليهم، والباقون: بالغيبة، وجهها ظاهر.
ومعنى (صحبةُ كفؤٍ .... وصلا): أي: أتبع الأول بالثاني، أي: مدلول الصحبة يوافقون الكفؤ في الشريعة؛ لأن ابن عامر يقرأهما على الخطاب). [كنز المعاني: 2/217]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (ثم قال: واكسر أنها أراد: {أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ}، فألقى حركة الهمزة في أنها على الراء الساكنة من اكسر، فيجوز كسر الراء وفتحها على بناء حركة الهمزة المنقولة، وفيها قراءتان: الكسر لأبي عمرو وابن كثير ولأبي بكر بخلاف عنه وهي ظاهرة؛ لأنها استئناف إخبار عنهم أنهم لا يؤمنون إذا جاءت الآية، ومعنى: "وما يشعركم"، "وما يدريكم"، "إيمانهم" إذا جاءت، فحذف
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/137]
المفعول وابتدأ بالإخبار بنفي وقوعه والقراءة الأخرى بالفتح يوهم ظاهرها أنه عذر للكفرة فقيل إن أنها بمعنى: لعلها وهي في قراءة: أبي "لعلها" ذكر ذلك أبو عبيد وغيره ولعل تأتي كثيرا في مثل هذا الموضع نحو: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ}، {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى}.
وقيل: إنها وما بعده مفعول يشعركم، على أن لا زائدة نحو: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ}، وهو قول الكسائي والفراء وقيل هو عذر للمؤمنين أنهم لا يعلمون ما سبق به القضاء على الكفار من أنهم لا يؤمنون إذا جاءت الآية على ما قاله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ، وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ}.
وقيل التقدير؛ لأنها إذا جاءت؛ أي: منعنا من الإتيان بالآية أنهم لا يؤمنون إذا جاءت قال الزجاج: زعم سيبويه عن الخليل أن معناها: لعلها إذا جاءت لا يؤمنون، وهي قراءة أهل المدينة قال: وهذا الوجه أقوى وأجود في العربية، والذي ذكر أن لا لغو غالط؛ لأن ما كان لغوا لا يكون بمنزلة لغو، ومن قرأ بالكسر فالإجماع على أن لا غير لغو فليس يجوز أن يكون معنى لفظه مرة لنفي ومرة لإيجاب، وقد أجمعوا على أن معنى أن ههنا إذا فتحت معنى لعل، قلت: وقد تكلم أبو علي في الاصطلاح على هذا واقتصر لمن قال: أن لا لغو، واختار أن يكون التقدير: لأنها؛ أي: فلا نؤتيهموها لإصرارهم على كفرهم عند ورودها، فتكون هذه الآية كقوله تعالى: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ}.
أي بالآيات المقترحة وقول الناظم: "حمى صوبه" أضاف حمى إلى الصوب وهو نزول المطر والهاء في صوبه للكسر المفهوم من قوله:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/138]
واكسر ودر؛ أي: تتابع صبه وسيلانه وأوبل؛ أي: صار ذا وبل وقد مضى الكلام فيه في قوله: جودا وموبلا في الإدغام الصغير، وأشار إلى ظهور حجة قراءة الكسر والله أعلم.
659- وَخَاطَبَ فِيهَا يُؤْمِنُونَ "كَـ"ـمَا "فَـ"ـشَا،.. وَصُحْبَةُ "كُفْؤٍ فِي الشَّرِيعَةِ وَصَّلا
فيها أي: في هذه الآية، وفاعل خاطب: تؤمنون جعله مخاطبا لما كان فيه خطاب، وقد تقدم نظيره، فمن قرأ بالخطاب كان: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ} خطابا للكفار، ومن قرأ بالغيبة فالخطاب للمؤمنين، ويجوز أن يكون للكفار على قراءة الكسر وعلى تقدير لعل، والخطاب في الشريعة وصله صحبة كفؤ يعني في قوله تعالى: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ}، الخطاب المرسل إليهم والغيبة ظاهرة والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/139]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (658 - .... .... .... .... واكسر انّها = حمى صوبه بالخلف درّ واوبلا
....
وقرأ أبو عمرو وابن كثير وشعبة بخلف عنه بكسر همزة إنها في قوله تعالى: وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ. وقرأ الباقون بفتح الهمزة وهو الوجه الثاني لشعبة. (والصوب): نزول المطر. و(در) تتابع نزوله و(أوبل) صار ذا وبل.
[الوافي في شرح الشاطبية: 263]
659 - وخاطب فيها يؤمنون كما فشا = وصحبة كفؤ في الشّريعة وصّلا
قرأ ابن عامر وحمزة: إذا جاءت لا تؤمنون بتاء الخطاب وغيرهما بياء الغيب.
وقرأ ابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي: فبأيّ حديث بعد الله وآياته تؤمنون في الشريعة وهي الجاثية بتاء الخطاب، وقرأ غيرهم بياء الغيب). [الوافي في شرح الشاطبية: 264]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (109- .... .... وَكَسْرَ انَّهَا وَيُؤْ = مِنُوا فِدْ .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 28]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وكسر انها وتؤمنوا فد، أي قرأ المرموز له (بفا) فد وهو خلف بكسر الهمزة من {أنها إذا جاءت} [109] وقرأ بياء الغيب في {لا يؤمنون} هنا [109] ووافق أصله في الجاثية). [شرح الدرة المضيئة: 127]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ وَخَلَفٌ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ مِنْ أَنَّهَا، وَاخْتُلِفَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، فَرَوَى الْعُلَيْمِيُّ عَنْهُ كَسْرَ الْهَمْزَةِ، وَرَوَى الْعِرَاقِيُّونَ قَاطِبَةً عَنْ يَحْيَى عَنْهُ الْفَتْحَ وَجْهًا وَاحِدًا، وَهُوَ الَّذِي فِي الْعُنْوَانِ، وَنَصَّ الْمَهْدَوِيُّ وَابْنُ سُفْيَانَ وَابْنُ شُرَيْحٍ وَمَكِّيٌّ وَأَبُو الطَّيِّبِ بْنُ غَلْبُونَ، وَغَيْرُهُمْ عَلَى الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا عَنْ يَحْيَى قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ غَلْبُونَ: وَقَرَأْتُ عَلَى أَبِي لِيَحْيَى بِالْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى أَبِي سَهْلٍ بِالْكَسْرِ وَأَنَّ ابْنَ مُجَاهِدٍ أَخَذَ عَلَيْهِ بِذَلِكَ وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى نَصْرِ بْنِ يُوسُفَ بِالْفَتْحِ وَأَنَّ ابْنَ شَنَبُوذَ أَخَذَ عَلَيْهِ بِذَلِكَ قَالَ: وَأَنَا آخِذٌ بِالْوَجْهَيْنِ فِي رِوَايَةِ يَحْيَى، وَقَالَ الدَّانِيُّ: وَقَرَأْتُ أَنَا فِي رِوَايَةِ يَحْيَى عَلَى أَبِي بَكْرٍ مِنْ طَرِيقِ الصَّرِيفِينِيِّ بِالْوَجْهَيْنِ، وَبَلَغَنِي عَنِ ابْنِ مُجَاهِدٍ أَنَّهُ كَانَ يَخْتَارُ فِي رِوَايَةِ يَحْيَى الْكَسْرَ، وَبَلَغَنِي عَنِ ابْنِ شَنَبُوذَ أَنَّهُ كَانَ يَخْتَارُ فِي رِوَايَتِهِ الْفَتْحَ.
(قُلْتُ): وَقَدْ جَاءَ عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ أَنَّهُ قَالَ: لَمْ يَحْفَظْ أَبُو بَكْرٍ عَنْ عَاصِمٍ كَيْفَ قَرَأَ أَكَسَرَ بِهِ أَمْ فَتَحَ؟ كَأَنَّهُ شَكَّ فِيهَا، وَقَدْ صَحَّ الْوَجْهَانِ جَمِيعًا عَنْ أَبِي بَكْرٍ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ يَحْيَى، فَرَوَى جَمَاعَةٌ عَنْهُ الْكَسْرَ وَجْهًا وَاحِدًا كَالْعُلَيْمِيِّ وَالْبُرْجُمِيِّ وَالْجُعْفِيِّ وَهَارُونَ بْنِ حَاتِمٍ وَابْنِ أَبِي أُمَيَّةَ وَالْأَعْشَى مِنْ رِوَايَةِ الشُّمُونِيِّ وَابْنِ غَالِبٍ وَالتَّيْمِيِّ، وَرَوَى سَائِرُ الرُّوَاةِ عَنْهُ الْفَتْحَ كَإِسْحَاقَ الْأَزْرَقِ وَأَبِي كُرَيْبٍ وَالْكِسَائِيِّ، وَصَحَّ عَنْهُ إِسْنَادُ الْفَتْحِ عَنْ عَاصِمٍ وَجْهًا وَاحِدًا فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْكَسْرُ مِنِ اخْتِيَارِهِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -.
(وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَا يُؤْمِنُونَ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ بِالْخِطَابِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/261]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({يشعركم} [109] ذكر اختلاسها وإسكانها لأبي عمرو في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 512]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير والبصريان وخلف وأبو بكر بخلاف عنه {أنها إذا} [109] بكسر الهمزة من {أنها}، والباقون بالفتح). [تقريب النشر في القراءات العشر: 512]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر وحمزة {لا يؤمنون} [109] بالخطاب، والباقون بالغيب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 512]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (612 - وإنّها افتح عن رضىً عمّ صدا = خلفٍ وتؤمنون خاطب في كدا). [طيبة النشر: 74]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وإنّها افتح (ع) ن (ر) ضى (عمّ) (ص) دا = خلف وتؤمنون خاطب (ف) ي (ك) دا
أي وقرأ «أنها إذا جاءت» بفتح الهمزة حفص وحمزة والكسائي ونافع وأبو جعفر وابن عامر وشعبة بخلاف عنه، والباقون بالكسر قوله: (ويؤمنون) يعني وقرأ «إذا جاءت لا يؤمنون» بالخطاب حمزة وابن عامر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 227]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وإنّها افتح (ع) ن (رضى) عمّ (ص) دا = خلف ويؤمنون خاطب (فى) (ك) دا
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/310]
ش: أي: قرأ ذو [عين] (عن) حفص ومدلولي (رضى) حمزة والكسائي، و(عم) المدنيان وابن عامر وما يشعركم أنّها [109] بفتح الهمزة، والباقون بكسرها.
واختلف عن ذي صاد (صدا) أبو بكر:
فروى العليمي عنه كسر الهمزة، ورواه العراقيون قاطبة عن يحيى عنه وجها واحدا، وهو الذي في: «العنوان».
ونص المهدوي وابن سفيان وابن شريح ومكي وأبو الطيب وغيرهم على الوجهين، وهما صحيحان عن أبي بكر من [غير] طريق يحيى.
وروى جماعة الكسر عنه وجها واحدا.
وقرأ ذو فاء (في) حمزة وكاف (كدا) ابن عامر إذا جاءت لا تؤمنون [الأنعام: 109] بتاء الخطاب، والباقون [بياء] الغيب.
ووجه كسر إنها: الاستئناف، وثاني مفعولي يشعركم [109] محذوف، أي: وما يدريكم إيمانهم وما يكون منهم، [وتم الكلام].
ثم أخبر عنهم بما علم من أمرهم، وهو عدم الإيمان بعد مجيئها.
ووجه فتحها: نقل سيبويه عن الخليل والأخفش والفراء وقطرب: أنها بمعنى: «لعل»، وقد كثرت بعد الدراية، أي: «وما يدريك لعل الساعة» تقول العرب: «إيت السوق لأنك تشتري»، أي: لعلك تشتري.
وقال الفراء والكسائي: على بابها، سدت عن ثاني المفعولين ولا زائدة على حد وحرم على قرية ... الآية [95].
ووجه الخطاب: مناسبة وما يشعركم [الأنعام: 109] على أن الخطابين للمشركين.
ووجه الغيب: توجيه الكاف إلى المؤمنين، والياء إلى المشركين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/311]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "يشعركم" [الآية: 109] بإسكان الراء وباختلاس حركتها أبو عمرو من روايتيه، وروى الإتمام للدوري عنه كالباقين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/26]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَنَّهَا إِذَا" [الآية: 109] فابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر بخلف عنه ويعقوب وخلف في اختياره بكسر همزة إنها، وهي رواية العليمي عن أبي بكر وأحد الوجهين عن يحيى عنه، قال في الدر: وهي قراءة واضحة؛ لأن معناها استئناف أخبار بعدم إيمان من طبع على قلبه، ولو جاءتهم كل آية وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن، والباقون بالفتح وهو رواية العراقيين قاطبة عن أبي بكر من طريق يحيى على أنها بمعنى لعل. وهي في مصحف أبي كذلك، أو على تقدير لام العلة، والتقدير إنما الآيات التي يقترحونها عند الله؛ لأنها إذا جاءت لا يؤمنون وما يشعركم اعتراض بين العلة والمعلول). [إتحاف فضلاء البشر: 2/26]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لا يُؤْمِنُون" [الآية: 109] فابن عامر وحمزة بالخطاب مناسبة ليشعركم على أنها للمشركين،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/26]
وافقهما الأعمش، وقرأ الباقون بالغيب على توجيه الكاف للمؤمنين والياء للمشركين، وحرف الجاثية يأتي في محله إن شاء الله تعالى). [إتحاف فضلاء البشر: 2/27]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يشعركم} [109] قرأ البصري بإسكان ضمة الراء، وروى عنه أيضًا الدوري اختلاسها، والباقون بالضمة الكاملة.
تنبيه: لا إشكال في ترقيق الراء لمن سكن، عملاً بقوله:
ولا بد من ترقيقها بعد كسرة = إذا سكنت ... إلخ
وأما مع الاختلاس فقد تحير فيه كثير من المتصدرين، إذ لم يجدوا فيه نصًا للمتقدمين ولا للمتأخرين، ولا وجه لتوقفهم، لأنهم وإن لم يصرحوا بذلك فهو مأخوذ من قوة كلامهم، إذ لم يقل أحد إن الاختلاس هو السكون، بل صرحوا أنه حركة، قال الداني في المنبهة:
والاختلاس حكمه الإسراع = بالحركات كل ذا إجماع
وقد صرحوا أيضًا بأن من وقف على الراء بالروم حيث يجوز، فحكمه حكم الوصل، قال: ورومهم كما وصلهم.
ومن المعلوم كما ذكره الجعبري والأهوازي وغيرهما أن الثابت من الحركة حال الاختلاس أكثر من الثابت حال الروم، فعلى هذا إجراؤه مجرى الحركة التامة أحرى والله أعلم). [غيث النفع: 586]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أنها إذا} قرأ شعبة بخلف عنه، والمكي والبصري بكسر همزة {أنها} والباقون بالفتح، وهي الرواية الثانية لشعبة). [غيث النفع: 587]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا يؤمنون} قرأ الشامي وحمزة بالخطاب، والباقون بالغيب). [غيث النفع: 587]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109)}
{لَئِنْ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة.
{جَاءَتْهُمْ}
- تقدمت الإمالة في (جاء) مرارًا، وانظر الآية/87 من سورة البقرة (جاءكم).
- وتقدم حكم الهمز في الوقف عند حمزة في الموضع المحال عليه، ومواضع أخرى.
{لَيُؤْمِنُنَّ}
- قراءة الجماعة (ليؤمنن) بالنون الثقيلة.
- وقرأ طلحة بن مصرف (ليؤمنن) بالنون الخفيفة، والفعل مبني للمفعول وهي عند ابن عطية بفتح الميم والنون (ليؤمنن) كذا!!
- وجاءت القراءة عند أبي جعفر النحاس بالنون الخفيفة والبناء للفاعل (ليؤمنن)، كذا بكسر الميم.
- وقال ابن خالويه: (ليؤمنون بها) بالواو إذا وقف طلحة يريد: ليؤمنن بها).
{وَمَا يُشْعِرُكُمْ}
- قراءة الجماعة (وما يشعركم) بضم الراء.
- وقرأ أبو عمرو وابن فرح عن اليزيدي، والسوسي وابن محيصن (وما يشعركم) بسكون الراء، وهي لغة بني أسد وتميم وبعض نجد، طلبًا للتخفيف.
[معجم القراءات: 2/518]
- وروى الدوري عن أبي عمرو اختلاس ضمة الراء، والاختلاس الإتيان بثلثي الحركة.
- وروى الدوري عن أبي عمرو أيضًا الإتمام كبقية القراء (وما يشعركم).
- وقرأ ابن مسعود (وما يشعرهم) بالهاء على الغيبة.
- وفي قراءة أبي بن كعب، ومصحفه (وما أدراكم)، بدلًا من قوله تعالى: (وما يشعركم).
وذكر الشهاب أنها في مصحف أبي (وما أدراك) على الإفراد.
{وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو والعليمي والأعشى عن أبي بكر عن عاصم، وداود الإيادي عن عاصم أيضًا، والحسن ويعقوب وخلف وابن محيصن واليزيدي ومجاهد ونصير عن الكسائي وسهل
[معجم القراءات: 2/519]
وقتيبة وحماد (وما يشعركم إنها إذا جاءت..) إنها: بكسر الهمزة على الابتداء والقطع مما قبله.
قال الأنباري: (فمن قرأ: إنها -بالكسر- وقف على (وما يشعركم) وابتدأ: إنها)، والكسر هو الوجه المختار عند الزجاجي، وأكثر القراء على ذلك.
- وقرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي والأعمش وأبو جعفر وشيبة، وأبو بكر في رواية العراقيين قاطبة عنه من طريق يحيى (وما يشعركم أنها إذا جاءت..) بفتح الهمزة، وبها يقرأ الأخفش.
قال الأنباري: (ومن قرأ: أنها -بالفتح- كان له مذهبان:
أحدهما: أن يكون المعنى: وما يشعركم بأنهم يؤمنون أو لا يؤمنون ونحن نقلب أفئدتهم.
فعلى هذا المذهب لا يحسن الوقوف على (يشعركم)؛ لأن (أن) متعلقة به.
[معجم القراءات: 2/520]
والوجه الآخر: أن يكون المعنى: وما يشعركم لعلها إذا جاءت لا يؤمنون، فيحسن الوقف على يشعركم، والابتداء بـ(أن) مفتوحة.
وقال العكبري: (.. يقرأ بالكسر على الاستئناف، والمفعول الثاني محذوف تقديره: وما يشعركم إيمانهم، ويقرأ بالفتح وفيه ثلاثة أوجه:
- أحدها: أن (أن) بمعنى (لعل) حكاه الخليل عن العرب، ...
- والثاني: أن (لا) زائدة، فيكون (أن) وما عملت فيه في موضع المفعول الثاني.
- والثالث: أن (أن) على بابها، و(لا) غير زائدة، والمعنى: وما يدريكم عدم إيمانهم..).
- وقرأ ابن مسعود (وما يشعركم إذا جاءتهم أنهم لا يؤمنون) بحذف (أنها) وزيادة (أنهم) بعد الفعل (جاءتهم).
- وروي عنه أنه قرأ (وما يشعركم إذا جاءت لا يؤمنون) بحذف (أنها).
- وقرئ (وما يشعرهم إذا جاءتهم لا يؤمنون) بحذف (أنها) والفعل للغائب وعزيت لابن مسعود.
- وقرئ (وما يشعرهم أنها إذا جاءتهم لا يؤمنون).
- وفي مصحف أبي: (وما أدراكم لعلها إذا جاءتهم لا يؤمنون).
[معجم القراءات: 2/521]
- وجاءت قراءة أبي عند الشهاب: (وما أدراك لعلها...).
- ونقل عن أبي أنه قرأ: (وما يشعركم لعلها إذا جاءت).
- وحكى الكسائي أنها كذلك في مصحفه.
{جَاءَتْ}
- تقدمت الإمالة فيه، وحكم الهمز في الوقف، مرارًا، وانظر الآية/43 من سورة النساء.
{لَا يُؤْمِنُونَ}
- قرأ ابن عامر وحمزة والأعمش (لا تؤمنون) بتاء الخطاب.
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو والكسائي وعاصم من رواية حفص، وكذا رواية حسين الجعفي عن أبي بكر عنه، وأبو جعفر ويعقوب (لا يؤمنون) بالياء على الغيبة.
وذكر أبو حيان أنه يترتب على ما سبق بيانه أربع قراءات، وإليك بيانها عنه موجزة:
القراءة الأولى: (إنها ... لا يؤمنون) بكسر الهمزة، وبالياء من تحت أخبر الله تعالى أنهم لا يؤمنون البتة على تقدير مجيء الآية، وتم الكلام عند قوله: (وما يشعركم).
القراءة الثانية: (إنها.. لا تؤمنون) بكسر الهمزة، وبالتاء من فوق، والمناسب في هذه القراءة أن يكون الخطاب للكفار، كأنه قيل:
[معجم القراءات: 2/522]
وما يدريكم أيها الكفار ما يكون منكم، ثم أخبرهم على جهة الجزم أنهم لا يؤمنون على تقدير مجيئها.
القراءة الثالثة: (أنها.. لا يؤمنون) بفتح الهمزة، وبالياء من تحت، والخطاب للمؤمنين، والمعنى: وما يدريكم أيها المؤمنون أن الآية التي تقترحونها إذا جاءت لا يؤمنون بها، يعني أنا أعلم أنها إذا جاءت لا يؤمنون، وأنتم لا تدرون ذلك، وكان المؤمنون يطمعون في إيمانهم إذا جاءت تلك الآية.
القراءة الرابعة: (أنها.. لا تؤمنون) بفتح الهمزة، وبالتاء من فوق، والظاهر أنها خطاب للكفار.
{لَا يُؤْمِنُونَ}
- القراءة (يومنون) بإبدال الهمزة واوًا تقدم مرارًا، وانظر الآية/88 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/523]

قوله تعالى: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَفْئِدَتَهُمْ)، (وَنُقَلِّبُ) بالياء ابن المنادى عن نافع، وابْن مِقْسَمٍ والْأَعْمَش في رواية جرير، الباقون بالنون، وهو الاختيار للعظمة (وَيَذَرُهُم) بالياء الْأَعْمَش، وابْن مِقْسَمٍ، ومغيث عن نافع، الباقون بالنون لما ذكرنا). [الكامل في القراءات العشر: 546]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" المطوعي و"تقلب" بالتأنيث مبنيا للمفعول و"أفئدتهم وأبصارهم" بالرفع للنيابة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/27]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الأعمش "ويذرهم" بياء الغيبة والجزم عطفا على يؤمنوا، والمعنى ونقلب إلخ جزاء على كفرهم، وإنه لم يذرهم في طغيانهم بل بين لهم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/27]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأمال" "طغيانهم" الدوري عن الكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/27]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يعمهون} كاف وقيل تام، فاصلة، ومنتهى الحزب الرابع عشر من غير خلاف). [غيث النفع: 587]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110)}
{وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ}
- قراءة الجماعة (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم) بنون العظمة، ونصب ما بعد الفعل، والفاعل هو الله سبحانه وتعالى.
- وقرأ النخعي والكسائي (ويقلب أفئدتهم وأبصارهم) بالياء في الفعل، والفاعل ضمير الله سبحانه وتعالى، وما بعد الفعل نصب على المفعولية.
- وقرأ الأعمش والمطوعي ومغيرة والنخعي ويحيى (وتقلب أفئدتهم
[معجم القراءات: 2/523]
وأبصارهم) على البناء للمفعول، ورفع ما بعد الفعل على النيابة عن الفاعل.
- وقرأ مغيرة عن إبراهيم النخعي (وتقلب) بفتح التاء واللام بمعنى وتتقلب، وأفئدتهم وأبصارهم بالرفع.
{لَمْ يُؤْمِنُوا}
- تقدمت القراءة بإبدال الهمزة واوًا (لم يومنوا)، وانظر الآية/88 من سورة البقرة.
{وَنَذَرُهُمْ}
- قراءة الجمهور (ونذرهم) بنون العظمة، والفاعل هو الله سبحانه وتعالى.
- وقرأ النخعي وهبيرة عن حفص عن عاصم من طريق المعدل، ورويس، ويعقوب والأعمش (ويذرهم) بالياء وضم الراء، والفاعل هو الله سبحانه وتعالى.
- وقرأ الحسن وأبو رجاء وقتادة وسلام ويعقوب وعبد الله بن يزيد والأعمش وعيسى الهمداني والنخعي ومغيرة (ويذرهم) بالياء وسكون الراء، وهو من إسكان المرفوع تخفيفًا، وإليه ذهب ابن جني.
- وفي الإتحاف: (بياء الغيبة والجزم عطفًا على (لم يؤمنوا)، وذهب إلى هذين الوجهين أبو البقاء.
[معجم القراءات: 2/524]
{طُغْيَانِهِمْ}
- أماله الدوري عن الكسائي). [معجم القراءات: 2/525]

قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (40 - وَاخْتلفُوا في ضم الْقَاف وَكسرهَا من قَوْله {كل شَيْء قبلا} 111
فَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر {قبلا} و{الْعَذَاب قبلا} الْكَهْف 55 بِكَسْر الْقَاف وَفتح الْبَاء فيهمَا
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {قبلا} مَضْمُومَة الْقَاف وَالْبَاء وَكَذَلِكَ {الْعَذَاب قبلا}
وَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو {كل شَيْء قبلا} بِالضَّمِّ و{الْعَذَاب قبلا} بِكَسْر الْقَاف وَفتح الْبَاء). [السبعة في القراءات: 265 - 266]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (قبلا) بالضم، وفي الكهف، بكسره، مكي، بصري، ضده يزيد، بالكسر فيها شامي، ونافع، بالضم، فيهما كوفي). [الغاية في القراءات العشر: 248]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (قبلا) [111]: بكسر القاف وفتح الباء مدني، ودمشقي.
[المنتهى: 2/687]
بضمتين في الكهف [55]: يزيد، وكوفي غير قاسم، وأيوب). [المنتهى: 2/688]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر (قبلاً) بكسر القاف وفتح الباء، وقرأ الباقون بضمهما). [التبصرة: 207]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر: {كل شيء قبلا} (111): بكسر القاف، وفتح الباء.
والباقون: بضمهما). [التيسير في القراءات السبع: 281]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وابن عامر وأبو جعفر: (كل شيء قبلا) بكسر القاف وفتح الباء. والباقون بضمهما). [تحبير التيسير: 362]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (قُبُلًا) بكسر القاف وفتح الباء دمشقي ومدني ها هنا، وفي الكهف بضمتين أيوب، والزَّعْفَرَانِيّ، وابن مقسم، وأبو جعفر، وشيبة، وكوفي غير عَاصِم إلا أن أبا الحسن، والْأَعْمَش، وقَتَادَة أسكنوا الباء، والاختيار الضم في الموضعين، لأنها جمع قبيل وقُبِل). [الكامل في القراءات العشر: 546]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([111]- {قُبُلًا} بكسر القاف وفتح الباء: نافع وابن عامر). [الإقناع: 2/642]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (660 - وَكَسْرٌ وَفَتْحٌ ضُمَّ فِي قِبَلاً حَمى = ظَهِيرًا وَلِلْكُوفِيِّ فِي الْكَهْفِ وُصِّلاَ). [الشاطبية: 52]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([660] وكسر وفتحٌ ضم في قبلا (حـ)مى = (ظـ)هيرًا ولـ(لكوفي) في الكهف وصلا
{قبلا} بالضم، جمع قبيل، وهو الكفيل هنا، أي كفلاء بما وعدناهم به.
والقبيل أيضًا: الجماعة وليسوا لأب واحد، فإن معهم أب واحدٌ فهم القبيلة، والجمع: القبائل.
والمعين: وحشرنا عليهم كل شيء جماعات بصدقك.
[فتح الوصيد: 2/903]
والقبل أيضًا: نقيض الدبر، أي: «من قبل وجوههم- قاله الفراء - كما تقول: أتيتك؟ ولم آتك دبرًا». وعلى هذا الوجه تحمل قراءة من قرأ {قبلا} بالضم في الكهف دون الوجهين الأولين.
ومن قرأ {قبلا} بالكسر، فمعناه: عيانًا، هنا وفي الكهف؛ يقال: رأيته قبلى، أي عيانًا.
ويقال أيضًا: رأيته قبلًا وقبلًا؟ بالفتح والضم، بمعنى المعاينة؛ فتكون قراءة الضم والكسر في السورتين على هذا بمعنى واحد.
و(حمى ظهيرًا)، أي معينا؛ يعني الضم). [فتح الوصيد: 2/904]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [660] وكسرٌ وفتحٌ ضم في قبلا حمى = ظهيرًا وللكوفي في الكهف وصلا
ب: (حمى): من الحماية، وهي الحفظ، (الظهير): المعين.
ح: (ضم): فعل مجهول صفة لـ (فتحٌ)، وحذف الصفة من (كسرٌ) اكتفاء به، وهو الذي صحح كون المبتدأ نكرة، أي: كسرٌ ضُم وفتحٌ ضُم، نحو: {والله ورسوله أحق أن يرضوه} [التوبة: 62]، والموصوف: مبتدأ، خبره:
[كنز المعاني: 2/217]
(في قبلًا)، (حمى): فعل ماضٍ، فاعله: ضمير الضم المدلول عليه بـ (ضم)، (ظهيرًا): حال، أو مفعول (حمى)، (للكوفي): متعلق بـ (وصلا)، ويجوز أن يكون (ضم) أمرًا، ورفع (كسرٌ وفتحٌ) على خلاف الأفصح، نحو:
.............. = ووالليسع الحرفان حرك ..............
ص: يعني ضم كسر القاف وفتح الباء في قوله تعالى: {وحشرنا عليهم كل شيءٍ قبلًا} [111] عن أبي عمرو وابن كثير والكوفيين، وأتبع للكوفيين في الكهف: {أو يأتيهم العذاب قُبلًا} [55] ضمهما أيضًا، والباقون: {قِبلًا} بكسر القاف وفتح الباء، على أنهما لغتان بمعنى: عيانًا، أو {قبلًا} هنا جمع (قبيلٍ) أي: كفيل، نحو: {أو تأتي بالله والملائكة قبيلًا} [الإسراء: 92] أي: كفيلًا بما تعدنا، أو (قبيلة)، أي: جماعة تشهد بصدقك ما كانوا ليؤمنوا، وفي الكهف بمعنى العيان أو المقابلة نحو: (لقيت فلانًا قُبلًا)، أي: مقابلةً). [كنز المعاني: 2/218]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (660- وَكَسْرٌ وَفَتْحٌ ضُمَّ فِي قِبَلًا "حَـ"ـمى،.. ظَهِيرًا وَلِلْكُوفِيِّ فِي الكَهْفِ وُصِّلا
ضم؛ إما فعل ما لم يسم فاعله أو أمر فإن كان لم يسم فاعله فهو صفة لفتح، وحذف مثله بعد قوله: وكسر تخفيفا وأراد كسر ضم وفتح ضم؛ أي: القاف والباء من قبلا مضمومتان فهو كقوله تعالى: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ}، وهذه الصفة المقدرة هي التي سوغت جواز الابتداء بقوله: وكسر وفي قبلا: خبره، وإن كان ضم فعل أمر: كان عدولا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/139]
عن الوجه الأقوى في الإعراب مع إمكانه إلى الوجه الأضعف حين رفع وكسر وفتح وكان الوجه نصبهما؛ لأنهما مفعول ضم، والظاهر أنه قصد هذا الوجه وغفل عن ضعف الرفع في مثل هذا فقد تكرر منه هذا النظم في قوله: المتقدم والليسع الحرفان حرك، وفاعل حمى ضمير الضم المفهوم من قوله: ضم، وظهيرًا حال منه أو مفعول به؛ أي: حمى من كان له ظهيرًا؛ أي: سعينا يحتج له وينصره وإا كان حلا فمعناه أن قراءة الضم ظهرت على الأخرى بكثرة وجوهها والخلاف في قوله تعالى: {وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا}، وفي الكهف: {أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا}، يقرآن بضم القاف والباء، وبكسر القاف وفتح الباء قيل القراءتان بمعنى واحد أي: عيانا وقيل: المضموم هنا جمع قبيل وهو الكفيل؛ أي: كفلاء بما وعدناهم، والقبيل أيضا: الجماعة؛ أي: جماعات تشهد بصدقك قال الفراء في سورة الأنعام: قبلا: جمع قبيل، وهو: الكفيل، قال: وإنما اخترت ههنا أن يكون القبيل في معنى الكفالة لقولهم: {أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلًا}، يضمون ذلك قال: وقد يكون قبلا من قبل وجوههم كما تقول: أتيتك قبلا، ولم أك دبرا وقد يكون القبيل: جمعا للقبيلة، كأنك قلت: أو تأتي بالله والملائكة قبيلة قبيلة وجماعة جماعة، وقال في الكهف: "قبلًا": عيانا، وقد يكون قبلا بهذا المعنى، وقد يكون قبلا كأنه
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/140]
طوائف من العذاب مثل قبيل وقبل، قال أبو علي: قال أبو زيد: يقال: لقيت فلانا قبلا ومقابلة وقبلا وقبلا وقبليا وقبيلا كله واحد، وهو المواجهة). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/141]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (660 - وكسر وفتح ضمّ في قبلا حمى = ظهيرا وللكوفيّ في الكهف وصّلا
قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكوفيون: وَحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا. بضم كسر القاف وضم فتح الباء، فتكون قراءة نافع وابن عامر بكسر القاف وفتح الباء.
وقرأ الكوفيون: أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ قُبُلًا في الكهف. بضم كسر القاف وضم فتح الباء، فتكون قراءة أهل سما وابن عامر بكسر القاف وفتح الباء). [الوافي في شرح الشاطبية: 264]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: قُبُلًا مَا
[النشر في القراءات العشر: 2/261]
فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ بِكَسْرِ الْقَافِ وَفَتْحِ الْبَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّهِمَا وَنَذْكُرُ حَرْفَ الْكَهْفِ فِي مَوْضِعِهِ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى -). [النشر في القراءات العشر: 2/262]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن عامر {قبلا} [111] بكسر القاف وفتح الباء، والباقون بضمها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 512]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (613 - وقبلاً كسرًا وفتحاً ضمّ حق = كفى وفي الكهف كفى ذكراً خفق). [طيبة النشر: 74]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وقبلا كسرا وفتحا ضمّ (حق) = (كفى) وفي الكهف (كفى) ذكرا (خ) ف ق
أي وقرأ «كل شيء قبلا» بضم القاف والباء ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب والكوفيون، والباقون بكسر القاف وفتح الباء، وقرأ حرف الكهف وهو قوله تعالى: أو يأتيهم العذاب قبلا بهذه الترجمة: أي بضم القاف والباء الكوفيون وأبو جعفر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 227]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وقبلا كسرا وفتحا ضمّ (حقّ) = (كفى) وفي الكهف (كفى) (ذ) كرا (خ) فق
ش: أي: قرأ مدلولي: (حق) البصريان وابن كثير و(كفا) الكوفيون وحشرنا عليهم كلّ شيء قبلا [الأنعام: 111] بضم القاف، والباء، [والباقون بكسر القاف وفتح الباء].
وقرأ ذو (كفى)، وذال (ذكرا) وخاء (خفق) راويا أبي جعفر أو يأتيهم العذاب قبلا بالكهف [الآية: 55] كذلك، والباقون بكسر القاف وفتح الباء.
تنبيه:
قيد الضم للضد، قال أبو زيد: لقيته قبلا و(قبلا)، أي: بإزاء عيني.
والقبل- أيضا-: ضد الدبر، وجمع قبيل، وهو الكفيل، والجماعة لآباء، فإن كانوا لأب فهم القبيلة.
فوجه ضم الأنعام: [أحد المعاني]، أي: حشرنا عليهم كل شيء معاينة أو مواجهة أو كفيلا أو صنفا [صنفا] فهو مصدر موضع الحال.
ووجه كسرها: المعنى الأول فالإعراب، أو ناحية فظرف.
ووجه الضم والكسر (في الكهف): المعاينة والمواجهة [والجماعة والجهة] أي:
يأتيهم العذاب عيانا أو طوائف أو جهة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/312]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وضم" هاء "إليهم" حمزة ويعقوب في الحالين وافقهما وصلا الكسائي وخلف كسر الميم أبو عمرو وصلا وضمها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/27]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "قبلا" [الآية: 111] فنافع وابن عامر وكذا أبو جعفر بكسر القاف وفتح الباء بمعنى مقابلة أي: معاينة ونصب على الحال وقيل بمعنى ناحية وجهة فنصبه على الظرف نحو في قبل زيد دين، والباقون بضم القاف والباء جمع قبيل بمعنى كبيل كرغيف ورغف، ونصبه على الحال أيضا، وقيل بمعنى جماعة جماعة وصنفا صنفا أي: حشرنا عليهم كل شيء فوجا فوجا ونوعا نوعا من سائر المخلوقات ويأتي حرف الكهف في محله إن شاء الله تعالى). [إتحاف فضلاء البشر: 2/27]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولو أننا نزلنا ...}
{إليهم الملائكة} [111] قرأ البصري بكسر الهاء والميم، والأخوان بضمهما والباقون بكسر الهاء وضم الميم). [غيث النفع: 588]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قبلا} قرأ نافع والشامي بكسر القاف، وفتح الباء، والباقون بضمهما). [غيث النفع: 588]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111)}
{إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ}
- قرأ حمزة ويعقوب والمطوعي (إليهم) بضم الهاء وقفًا ووصلًا.
- وقرأ الكسائي وحمزة وخلف والأعمش بضم الهاء والميم في الوصل (إليهم الملائكة).
- وقرأ أبو عمرو بكسر الهاء في الوصل ووافقه اليزيدي وابن محيصن (إليهم الملائكة).
- وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر وابن محيصن بكسر الهاء وضم الميم (إليهم الملائكة)، وهي لغة أسد وأهل الحرمين.
- وبسكون الميم في الوقف (إليهم) قرأ الجميع.
{الْمَوْتَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل، وكذا أبو عمرو.
{عَلَيْهِمْ}
- تقدمت القراءتان بضم الهاء وكسرها مرارًا، وانظر الآية/7 من سورة الفاتحة.
{كُلَّ شَيْءٍ}
- تقدم حكم الهمزة في شيء، وانظر الآيتين/20 و106 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 2/525]
{قُبُلًا}
- قرأ عاصم وحمزة والكسائي وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وخلف (قبلًا) بضم القاف والباء، جمع قبيل، وهو النوع، أي نوعًا نوعًا، وصنفًا صنفًا، وقيل: هو اسم مفرد مثل قبل الإنسان ودبره.
وذهب الفراء وغيره إلى أن القبيل هو الكفيل، ونصبه على الحال.
- وقرأ الحسن وأبو رجاء وأبو حيوة (قبلا) بضم القاف وسكون الباء على جهة التخفيف من الضم.
قال الزجاج: (ويجوز قبلًا على تخفيف قبل، وكل ما كان على هذا المثال فتخفيه جائز، نحو الصحف والصحف، والكتب والكتب، والرسل والرسل).
- وقرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر وعيسى (قبلًا) بكسر القاف وفتح الباء.
[معجم القراءات: 2/526]
وفيه وجهان:
الأول: أنه ظرف بمعنى ناحية، كقولك: لي قبله حق.
والثاني: أنه مصدر في موضع الحال، أي عيانًا أو معاينة، أو مقابلةٍ.
- وقرأ ابن مصرف (قبلًا) بفتح القاف وسكون الباء، وهو ظرف.
- وقرأ أبي والأعمش (قبيلًا) بفتح القاف وكسر الباء وياء بعدها، وانتصابه في هذه القراءة على الحال.
وتجد بيانًا وقراءات أخرى لهذا اللفظ في الآية/55 من سورة الكهف إن شاء الله تعالى.
{لِيُؤْمِنُوا}
- تقدم إبدال الهمزة واوًا، وانظر الآية/88 من سورة البقرة في (يؤمنون).
{يَشَاءَ}
- تقدم حكم الهمز في الآية/213 من سورة البقرة، وكذا الآية/142، وانظر الآية/40 من سورة المائدة). [معجم القراءات: 2/527]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس