عرض مشاركة واحدة
  #25  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 07:47 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنعام

[ من الآية (91) إلى الآية (92) ]
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آَبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91) وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (92)}

قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آَبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91) }
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (30 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {تجعلونه قَرَاطِيس تبدونها وتخفون كثيرا} 91
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو (يجعلونه قَرَاطِيس يبدونها ويخفون كثيرا) بِالْيَاءِ جَمِيعًا
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي بِالتَّاءِ جَمِيعًا). [السبعة في القراءات: 262 - 263]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يجعلونه قراطيس يبدونها، ويخفون) بالياء مكي، وأبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: 245]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يجعلونه). [91]، وأختاها: بالياء مكي، وأبو عمرو). [المنتهى: 2/684]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو (يجعلونه ويبدونها ويخفون) بالياء في الثلاثة، وقرأ الباقون بالتاء فيهن). [التبصرة: 206]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو: {يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا} (91): بالياء، في الثلاثة.
والباقون: بالتاء جميعًا). [التيسير في القراءات السبع: 279]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو: (يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون) بالياء في الثّلاثة، والباقون بالتّاء). [تحبير التيسير: 359]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (قَدْرُهُ) مثقل ابن مقسم، والحسن، الباقون بإسكانها، وهو الاختيار؛ لأنه أجزل.
(تَجْعَلُونَهُ) وأختاها بالياء أَبُو عَمْرٍو، والْجَحْدَرِيّ، وقَتَادَة وأبو السَّمَّال، ومكير غير ابن مقسم، الباقون بالتاء، وهو الاختيار لقوله: (وَعُلِّمْتُمْ) ). [الكامل في القراءات العشر: 543]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([91]- {تَجْعَلُونَهُ} وأختاها، بالياء: ابن كثير وأبو عمرو). [الإقناع: 2/641]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (654 - وَتُبْدُونَهَا تُخْفُونَ مَعْ تَجْعَلُونَهُ = عَلَى غَيْبِهِ حَقًّا .... .... ). [الشاطبية: 52]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([654] وتبدونها تخفون مع تجعلونه = على غيبه (حقـ)ًا وينذر (صـ)ندلا
(حقًا)، منصوبٌ على المصدر.
ومعنى الغيبة: الرد على ما قبله؛ وهو: {إذ قالوا ما أنزل الله على بشرٍ}، والخطاب في قوله: {وعلمتم} للمسلمين معترض.
ويجوز أن يكون على الالتفات في القراءتين.
ويجوز في قراءة التاء، رده على قوله: {قل من أنزل}، فهو مأمور.
فالقول لمن يخاطبه، وبعده: {وعلمتم}، يقوي ذلك). [فتح الوصيد: 2/897]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [654] وتبدونها تخفون مع تجعلونه = على غيبةٍ حقًّا وينذر صندلا
ب: (الصندل): جنس من العود له رائحة طيبة.
ح: (تبدونها) مع ما بعده: عطف على ما في البيت الأول، (على غيبةٍ): حال، نحو: (فلانٌ على حداثته يقول الشعر)، والضمير لكل واحد من المذكورات، (حقًا): تمييز، و (ينذر): عطف على (تبدونها)، (صندلًا): تمييز، نحو: (عبيرًا ومندلًا)، يعني: المذكور في هذا البيت يذكو صندلًا كما ذكا ذاك عبيرًا ومندلًا.
ص: يعني قرأ: (يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرًا) [91] بالياء على الغيبة في الثلاثة: ابن كثير وأبو عمرو، لطباق الغيبة ما قبله: {إذ قالوا ما أنزل الله} [91]، والباقون: بالخطاب لطباقه ما قبله: {قل من أنزل}، وما بعده: {وعلمتم} [91].
وقوله: (ولينذر أم القرى) [92]، قرأ أبو بكر بالياء على الغيبة، على أن الضمير للقرآن في قوله: {وهذا كتبٌ أنزلناه مباركٌ مصدقُ الذي بين يديه} [92]، والباقون: بالخطاب على أن الخطاب
[كنز المعاني: 2/211]
لمحمد صلى الله عليه وسلم). [كنز المعاني: 2/212] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (654- وَتُبْدُونَهَا تُخْفُونَ مَعْ تَجْعَلُونَهُ،.. عَلَى غَيْبِهِ "حَـ"ـقًّا وَيُنْذِرَ "صَـ"ـنْدَلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/132]
يعني: "يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا".
وجه الغيب فيه الرد على قوله: {إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ}.
والخطاب لقوله: {قُلْ} أي: قل لهم ذلك، وقوله تعالى: {وعلمتم} على قراءة الغيب التفات، والغيب في: (ولِيُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى) يرجع إلى الكتاب العزيز، فيكون فعل الإنذار مسندا إلى الكتاب، والخطاب للنبي -صلى الله عليه وسلم- وصندلا تمييز أو حال على ما سبق في عبيرا، ومندلا عطف جميع ما في هذا البيت على ما في البيت السابق؛ أي: وهذا المذكور في هذا البيت يذكو صندلا كما ذكا ذاك عبيرا ومندلا، وقوله: على غيبة أي: على ما فيه من الغيبة فهو في موضع الحال كقولك: هو على حداثته يقول الشعر أي: ويذكو يبدونها وما بعده على غيبه حقا مصدر مؤكد، والصندل شجر طيب الرائحة والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/133] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (654 - وتبدونها تخفون مع تجعلونه = على غيبه حقّا وينذر صندلا
قرأ ابن كثير وأبو عمرو: يجعلونه قراطيس يجدونها ويخفون كثيرا، بياء الغيب في الأفعال الثلاثة فتكون قراءة غيرهما بتاء الخطاب فيها). [الوافي في شرح الشاطبية: 262]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (108- .... .... .... يَجْعَلْ وَبَعْدُ خَا = طِبًا .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 27]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وقوله: يجعل وبعد خاطبًا أي قرأ يعقوب {يجعلونه قراطيس} [91] بالخطاب، وكذا في الذين بعده كالآخرين فاتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 127]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو بِالْغَيْبِ فِي الثَّلَاثَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ فِيهِنَّ). [النشر في القراءات العشر: 2/260]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو و{تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون} [91] بالغيب في الثلاثة، والباقون بالخطاب فيها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 510]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (607- .... .... .... .... .... = ويجعلوا يبدو ويخفو دع حفا). [طيبة النشر: 73]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ويجعلوا) يعني قرأ «يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا» بالغيب على لفظه ابن كثير وأبو عمرو، والباقون بالخطاب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 226]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل (اليسع) فقال:
ص:
شدّد وحرّك سكّنن معا (شفا) = ويجعلوا يبدو ويخفو (د) ع (ح) فا
ش: أي: قرأ مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف، وللّيسع هنا [الآية: 86] وص [الآية: 48] بفتح اللام وتشديدها وإسكان الياء، والباقون بتخفيف اللام وإسكانها وفتح الياء.
وقرأ ذو دال (دع) ابن كثير وحاء (حفا) أبو عمرو يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا [الأنعام: 91] بياء الغيب، وفهم من الإطلاق، والباقون بتاء الخطاب.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/306]
وتقدم اقتده [الأنعام: 90] في الوقف.
وجه التشديد: أن أصله «ليسع» ولا ينصرف للعجمة، والعلمية.
قال زيد بن أسلم: هو اسم يوشع، فعرب.
[وقيل: عربي نقل من الصفة ك «ضيغم»، فزيادة أداة التعريف على هذا واضح كالجنس، وعلى الأول إجراء للمعرب مجرى العربي، ثم أدغمت لام «أل» في مثلها.
ووجه التخفيف: أنه «يسع» معرب «يوشع»] ففيه العلمية، والعجمة.
وقيل: عربي منقول من المضارع المجرد من الضمير، أصله: «يوسع» حذفت واوه؛ لوقوعها بين ياء مفتوحة، وكسرة مقدرة كيدع [إذ] فتح العين للعين، ثم زيدت فيه أداة التعريف كما دخلت في غيره من المنقولات من الصفة والمضارع في قوله:
رأيت الوليد بن اليزيد مباركا ... .... ....
ووجه غيب الثلاثة: إسناده للكفار، [مناسبة] لقوله تعالى: ما قدروا الله ... الآية [الأنعام: 91] وعلّمتم ما لم تعلموا [الأنعام: 91] التفات إليه أو للمسلمين، اعترض بين «قل» أولا وثانيا.
ووجه خطابها: أنه مسند إليه باعتبار الأمر، أي: قل لهم ذلك، وهو المختار؛ لقرب مناسبته، وأبلغ توبيخا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/307] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "حق قدره" بفتح الدال). [إتحاف فضلاء البشر: 2/22]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون" [الآية: 91] فابن كثير وأبو عمرو بالغيب في الثلاثة على إسناده للكفار مناسبة لقوله تعالى: "وما قدروا الله حق قدره" إلخ وافقهم ابن محيصن واليزيدي والباقون بالخطاب فيهن أي: قل لهم ذلك). [إتحاف فضلاء البشر: 2/22]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ومر" حكم إمالة "ذكرى" وكذا "جاء موسى" "وللناس" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/22] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تجعلونه} [91] و{تبدونها} {وتخفون} قرأ المكي والبصري بياء الغيب في الثلاثة، والباقون بتاء الخطاب فيهن). [غيث النفع: 583]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شيئا} [80] و{نشآء} [83] {وإلياس} [85] {وإخوانهم} [87] و{ءابآؤكم} [91] و{شيء} [93] وقوفها لا تخفى). [غيث النفع: 583] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آَبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91)}
{قَدَرُوا}
- قرأ الحسن وعيسى الثقفي وأبو نوفل (قدروا) بالتشديد على التكثير.
- وقراءة الجماعة (قدروا) بالتخفيف.
{قَدْرِهِ}
- قرأ الحسن وعيسى الثقفي وأبو نوفل وأبو حيوة (قدره)، بفتح الدال، وهي لغة.
- وقراءة الجماعة بإسكانها (قدره).
{مِنْ شَيْءٍ}
- تقدم حكم الهمز فيه في الآيتين/20، 106 من سورة البقرة.
{جَاءَ}
- تقدمت الإمالة فيه مرارًا، انظر الآية/87 من سورة البقرة، و61 من سورة آل عمران، و43 من النساء.
{مُوسَى}
- سبقت الإمالة فيه في الآيتين/51 و92 من سورة البقرة.
{هُدًى}
- سبقت الإمالة فيه، وانظر الآية/2 من سورة البقرة.
{لِلنَّاسِ}
- سبقت الإمالة فيه في الآيات/8، 94، 96 من سورة البقرة.
{تَجْعَلُونَهُ ... تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ}
- قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ومجاهد والحسن
[معجم القراءات: 2/483]
والأعمش وأبو جعفر ويعقوب (تجعلونه ... تبدونها وتخفون ...) بالتاء على الخطاب، وهو مناسب لقوله (علمتم).
قال الطوسي: (ومن قرأ بالتاء حمله على الخطاب يعني: قل لهم: تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرًا.
ويقوي القراءة بالتاء قوله: (علمتم ما لم تعلموا) فجاء على الخطاب، وكذلك ما قبله).
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن محيصن واليزيدي ومجاهد (ويجعلونه ... ويبدونها ويخفون ...) بالياء على الغيبة، وذلك على سياق ما قبله، في قوله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ...).
قال الشهاب: (... ثم وصف كتاب موسى قصدًا إلى تجهيلهم وتوبيخهم بصفات ثلاث:
أحدها: أنه نور وهدى للناس.
وثانيها: أنهم حرفوه وتصرفوا فيه بإبدال بعض وإخفاء كثير كصفته صلى الله عليه وسلم، وآية الرجم.
وثالثها: أنهم علموا في ذلك الكتاب على لسان محمد صلى الله عليه وسلم ما لم يعلموا ولا آباؤهم مما كانوا يختلفون فيه،
وقراءة الغيبة على هذا التفات تبعيدًا لهم بسبب ارتكابهم القبيح عن ساحة الخطاب؛ ولذا خاطبهم حيث نسب إليهم الحسن في
[معجم القراءات: 2/484]
قوله (وعلمتم)، وهذا من عيون اللطائف في الالتفات).
ورجح الطبري القراءة بالياء.
{كَثِيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{مَا لَمْ تَعْلَمُوا}
- قراءة الجماعة (... ما لم تعلموا) بالتاء على الخطاب، على سياق ما قبله.
- وقرأ يحيى وإبراهيم (ما لم يعلموا) بالياء على الغيبة). [معجم القراءات: 2/485]

قوله تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (92)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (31 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {ولتنذر أم الْقرى} 92
فَقَرَأَ عَاصِم وَحده في رِوَايَة أَبي بكر (ولينذر أم الْقرى) بِالْيَاءِ
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {ولتنذر} بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ حَفْص عَن عَاصِم بِالتَّاءِ أَيْضا). [السبعة في القراءات: 263]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ولينذر) بالياء، أبو بكر). [الغاية في القراءات العشر: 245]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ولينذر) [92]: بالياء المفضل، وأبو بكر). [المنتهى: 2/684]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر (ولينذر) بالياء، وقرأ الباقون بالتاء). [التبصرة: 206]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر: {ولينذر أم القرى} (92): بالياء.
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 279]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو بكر (ولينذر أم القرى) بالياء والباقون بالتّاء). [تحبير التيسير: 360]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لِيُنْذِرَ) بالياء الزَّعْفَرَانِيّ، والشافعي عن ابْن كَثِيرٍ وأبو بكر غير الجعفي، والمفضل، وأبان، الباقون بالتاء، وهو الاختيار
[الكامل في القراءات العشر: 543]
المنذر رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، وفي ياسين (لِتُنْذِرَ) مدني، وابْن مِقْسَمٍ، ودمشقي، وقاسم، وبصري غير أَبِي عَمْرٍو، وفي الأحقاف (لِتُنذِرَ) بالتاء مدني دمشقي، وقاسم، وجبلة، وابْن مِقْسَمٍ، وابْن كَثِيرٍ طريق الزَّيْنَبِيّ عن الثلاثة، والْخُزَاعِيّ عن البزي، وابْن الصَّبَّاحِ فى قول أبي الحسن وهو الصواف، وبصري غير أَبِي عَمْرٍو، وفي المؤمن (لِتُنْذِرَ) بالتاء ابْن مِقْسَمٍ قال ابن مهران روح وزيد قال العراقي: غير روح. قال الرَّازِيّ ابن المأمون غير رويس، الباقون بالياء، وهو الاختيار ها هنا لقوله: (يُلْقِي الرُّوحَ)، ولا خلاف في الكهف (لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا) بالياء (صَلَواتِهِمْ) على الجمع ابْن مِقْسَمٍ في جميع القرآن وافق الزَّعْفَرَانِيّ، وأحمد إلا في قوله: (خَاشِعُونَ)، و(دَائِمُونَ) الجعفي عن أبي بكر، وأبي عمرو ها هنا جمع، وفي التوبة (إِنَّ صَلَاتَكَ) على التوحيد وكذلك في هود أيوب، وكوفي غير أبي بكر، والمفضل، وأبان، وابْن سَعْدَانَ، وفي المؤمنين (عَلَى صَلَاتِهِم) واحدة كوفي غير عَاصِم، وابْن سَعْدَانَ، الباقون على الجميع في الثلاثة والتوحيد في غيرها، والاختيار ما عليه ابْن مِقْسَمٍ، لأنها تشتمل على لغات مختلفة). [الكامل في القراءات العشر: 544]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([92]- {وَلِتُنْذِرَ} بالياء: أبو بكر). [الإقناع: 2/641]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (654- .... .... .... .... = .... .... .... وَيُنْذِرَ صَنْدَلاَ). [الشاطبية: 52]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ({ولينذر} أيضًا مردود على قوله: {وهذا كتب أنزلنه}، {لینذر}، يعني الكتاب.
و(صندلا)، منصوبٌ على التمييز، كانتصاب عبيرًا ومندلًا، لأنه لما قال: (يذكر عبيرًا ومندلًا)، عطف عليه: (وتبدونها تخفون مع تجعلونه)، كأنه يقول: وكذلك تبدوها وما بعده...إلى قوله: (وينذر) يذكر صندلا.
ومن قرأ: {ولتنذر}، رده إلى الرسول عليه السلام). [فتح الوصيد: 2/897]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [654] وتبدونها تخفون مع تجعلونه = على غيبةٍ حقًّا وينذر صندلا
ب: (الصندل): جنس من العود له رائحة طيبة.
ح: (تبدونها) مع ما بعده: عطف على ما في البيت الأول، (على غيبةٍ): حال، نحو: (فلانٌ على حداثته يقول الشعر)، والضمير لكل واحد من المذكورات، (حقًا): تمييز، و (ينذر): عطف على (تبدونها)، (صندلًا): تمييز، نحو: (عبيرًا ومندلًا)، يعني: المذكور في هذا البيت يذكو صندلًا كما ذكا ذاك عبيرًا ومندلًا.
ص: يعني قرأ: (يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرًا) [91] بالياء على الغيبة في الثلاثة: ابن كثير وأبو عمرو، لطباق الغيبة ما قبله: {إذ قالوا ما أنزل الله} [91]، والباقون: بالخطاب لطباقه ما قبله: {قل من أنزل}، وما بعده: {وعلمتم} [91].
وقوله: (ولينذر أم القرى) [92]، قرأ أبو بكر بالياء على الغيبة، على أن الضمير للقرآن في قوله: {وهذا كتبٌ أنزلناه مباركٌ مصدقُ الذي بين يديه} [92]، والباقون: بالخطاب على أن الخطاب
[كنز المعاني: 2/211]
لمحمد صلى الله عليه وسلم). [كنز المعاني: 2/212] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (654- وَتُبْدُونَهَا تُخْفُونَ مَعْ تَجْعَلُونَهُ،.. عَلَى غَيْبِهِ "حَـ"ـقًّا وَيُنْذِرَ "صَـ"ـنْدَلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/132]
يعني: "يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا".
وجه الغيب فيه الرد على قوله: {إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ}.
والخطاب لقوله: {قُلْ} أي: قل لهم ذلك، وقوله تعالى: {وعلمتم} على قراءة الغيب التفات، والغيب في: (ولِيُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى) يرجع إلى الكتاب العزيز، فيكون فعل الإنذار مسندا إلى الكتاب، والخطاب للنبي -صلى الله عليه وسلم- وصندلا تمييز أو حال على ما سبق في عبيرا، ومندلا عطف جميع ما في هذا البيت على ما في البيت السابق؛ أي: وهذا المذكور في هذا البيت يذكو صندلا كما ذكا ذاك عبيرا ومندلا، وقوله: على غيبة أي: على ما فيه من الغيبة فهو في موضع الحال كقولك: هو على حداثته يقول الشعر أي: ويذكو يبدونها وما بعده على غيبه حقا مصدر مؤكد، والصندل شجر طيب الرائحة والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/133] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (654 - .... .... .... .... .... = .... .... .... وينذر صندلا
....
ثم عطف الغيب فقال:
[الوافي في شرح الشاطبية: 262]
(وينذر صندلا) يعنى أن شعبة قرأ: ولينذر أمّ القرى بياء الغيب، فتكون قراءة غيره بتاء الخطاب وحذف لام وَلِتُنْذِرَ ضرورة. و(الصندل) نوع من العود ذو رائحة طيبة). [الوافي في شرح الشاطبية: 263]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلِتُنْذِرَ، فَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بِالْغَيْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ). [النشر في القراءات العشر: 2/260]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى أبو بكر {ولتنذر} [92] بالغيب، والباقون بالخطاب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 510]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (608 - ينذر صف .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 73]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ينذر (ص) ف بينكم ارفع (ف) ي (ك) لا = (حقّ) (صفا) وجاعل اقرأ جعلا
قوله: (ولينذر أم القرى) على لفظه بالغيب، قرأه شعبة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 226]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ينذر (ص) ف بينكم ارفع (ف) ى (ك) لا = (حقّ) (صفا) وجاعل اقرأ جعلا
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/307]
ش: أي: قرأ ذو صاد (صف) أبو بكر ولينذر أم القرى ومن حولها [92] بياء الغيب [علم] من الإطلاق؛ لإسناده لضمير الكتاب من قوله: وهذا كتب أنزلنه [الأنعام: 92]، أي: لينذر الكتاب على حد: ولينذروا به [إبراهيم: 52]، والباقون [بتاء] الخطاب؛ لإسناده للنبي صلّى الله عليه وسلّم، أي: ولتنذر يا محمد.
وقرأ ذو فاء (في) حمزة، وكاف (كلا) ابن عامر، ومدلول (حق) البصريان وابن كثير، و(صفا) أبو بكر، وخلف- لقد تقطع بينكم [الأنعام: 94] برفع النون والباقون بفتحها.
وقرأ الكوفيون وجعل الّيل سكنا [الأنعام: 96] بحذف الألف وفتح العين، والباقون بإثباتها وكسر العين.
تنبيه:
يأتي [ل] وبينكم [الأنعام: 58، 94] نظير بالعنكبوت [الآيتان: 25، 52]، وعلم أن ألف جاعل بعد الجيم من لفظه.
ووجه رفع بينكم: أنه اسم غير ظرف، ويقويه فراق بيني وبينك [الكهف: 78]، وهو مشترك بين الوصل والتفرق؛ فهو فاعل معناه: يقطع وصلكم، أو يفرق جمعكم.
ووجه نصبه: أنه ظرف تقطّع [الأنعام: 94]، وفاعله مضمر، أي: لقد تقطع الوصل بينكم؛ فهو مفهوم من السياق، أو مصدره بمعنى: وقع التقطع، أو «الأمر» [أو] «الذي» صفة محذوف، أي: وصل بينكم أو ما كنتم تزعمون؛ على إعمال أول المتنازعين، ويجوز جعله فاعلا، وفتح للبناء لإضافته إلى مبني.
وجه قصر جعل والنصب: جعله فعلا ماضيا ناصبا لـ الّيل؛ مناسبة للاحق.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/308]
ووجه المد: جعله اسم فاعل، وجر الليل بإضافته إليه؛ مناسبة للسابق). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/309] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ولتنذر" [الآية: 92] فأبو بكر بياء الغيبة والضمير للقرآن أو للرسول للعلم به عليه الصلاة والسلام، والباقون بتاء الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/22]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأمال" "القرى" أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري، وقلله الأزرق، وكذا "نرى" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/22]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "صلواتهم" بالجمع). [إتحاف فضلاء البشر: 2/22]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولتنذر} [92] قرأ شعبة بالغيب، والباقون بالخطاب). [غيث النفع: 583]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (92)}
{وَلِتُنْذِرَ}
- قرأ عاصم في رواية أبي بكر، وحماد (ولينذر) بالياء على الغيبة، أي القرآن بمواعظه وأوامره، أو الضمير للرسول صلى الله عليه وسلم.
- وقرأ الجمهور، وهي رواية حفص عن عاصم (ولتنذر) بالتاء، خطابًا للرسول صلى الله عليه وسلم، أي: لتنذر أم القرة.
{الْقُرَى}
- أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
- والأزرق وورش بالتقليل.
[معجم القراءات: 2/485]
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{يُؤْمِنُونَ ... يُؤْمِنُونَ}
- تقدمت القراءة فيه بإبدال الهمز مفصلة، انظر الآية/88 من سورة البقرة في الجزء الأول.
{بِالْآَخِرَةِ}
- سبقت القراءات فيه في الآية/4 من سورة البقرة تحقيق الهمز، نقل الحركة والحذف، السكت، ترقيق الراء، إمالة الهاء.
{صَلَاتِهِمْ}
- قراءة الجمهور (على صلاتهم) بالتوحيد، والمراد به الجنس، فهو يدل على الجمع.
- وقرأ الحسن، وهي رواية خلف ويحيى وحسين الجعفي وخلاد كلهم عن أبي بكر عن عاصم (على صلواتهم) بالجمع.
قال أبو حيان: (ذكر ذلك أبو علي الحسن بن محمد بن إبراهيم البغدادي في كتاب الروضة من تأليفه، وقد تفرد بذلك عن جميع الناس) ومثل هذا في الدر للسمين.
- وغلظ اللام من (صلاتهم) الأزرق وورش). [معجم القراءات: 2/486]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس