عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 07:31 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنعام
[ من الآية (50) إلى الآية (53) ]

{قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (50) وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51) وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52) وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (53)}

قوله تعالى: {قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (50)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "يوحى" حيث جاء حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه وكذا "الأعمى" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/12]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (50)}
{لَا أَقُولُ ... وَلَا أَقُولُ لَكُمْ}
- أدغم اللام في اللام أبو عمرو ويعقوب.
{مَلَكٌ}
- قرأ ابن مسعود وابن جبير وعكرمة والجحدري (ملك) بكسر اللام.
{يُوحَى}
- أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون بالفتح.
{إِلَيَّ}
- قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت (إليه).
{الْأَعْمَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{الْبَصِيرُ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 2/432]

قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51)}

قوله تعالى: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (13 - قَوْله {بِالْغَدَاةِ والعشي} 52
كلهم قَرَأَ {بِالْغَدَاةِ} بِأَلف إِلَّا ابْن عَامر فَإِنَّهُ قَرَأَ (بالغدوة) في كل الْقُرْآن بِالْوَاو). [السبعة في القراءات: 258]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (بالغدوة) وفي الكهف، بالضم فيهما، شامي). [الغاية في القراءات العشر: 241]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({بالغدوة} [52]، وفي الكهف [28]: بواو دمشقي). [المنتهى: 2/677]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (بالغداوة) بالواو وضم العين هنا وفي الكهف، وقرأ الباقون بالألف وفتح الغين). [التبصرة: 203]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {بالغدوة} (52)، هنا، وفي الكهف (28): بالواو، وضم الغين.
والباقون: بالألف، وفتح الغين). [التيسير في القراءات السبع: 275]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر (بالغدوة) هنا وفي الكهف بالواو وضم الغين والباقون بفتح الغين والألف). [تحبير التيسير: 355]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (بِالْغَدَاةِ)، وفي الكهف بالواو دمشقي غير ابن الحارث والعقيلي، الباقون بالألف فيهما، وهو الاختيار لموافقة أكثر المصاحف). [الكامل في القراءات العشر: 540]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([52]- {بِالْغَدَاةِ} هنا، وفي [الكهف: 28] بواو وضم الغين: ابن عامر). [الإقناع: 2/639]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (640 - وَبِالْغُدْوَةِ الشَّامِيُّ بِالضَّمِّ ههُناَ = وَعَنْ أَلِفٍ وَاوٌ وَفِي الْكَهْفِ وَصَّلاَ). [الشاطبية: 51]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([640] وبالغدوة (الشامي) بالضم ههنا = وعن ألفٍ واوٌ وفي الكهف وصلا
{بالغدوة} هنا وفي الكهف: كتبنا بالواو في المصاحف كلها.
وقرأها كذلك أبو عبد الرحمن السلمي وأبو رجاء العطاردي.
وغدوة: اسم اشتق من غداة، وجعل علمًا للوقت والحين، كما جعل زیدٌ علما للرجل؛ ولذلك لم يصرف للعلمية.
قال الفراء: «سمعت أبا الجراح في غداة يومٍ بارد يقول: ما رأيت كغدوةٍ؛ يريد غداة يومه».
[فتح الوصيد: 2/878]
ثم قال: «ألا ترى أن العرب لا تضيفها، وكذلك لا تدخلها الألف واللام. إنما يقولون: غداة الخميس، ولا يقولون: غدوة الخميس. فهذا دليل على أنها معرفة».
قال سيبويه: «زعم الخليل أنه يجوز أن تقول: أتيتك اليوم غدوةً، فجعلها مثل: ضحوة».
ويحتج لقراءة ابن عامر بأن العرب قد استعملت فينة بغير الألف واللام؛ جعلته علمًا على الوقت.
وقد حكی أبو زيد منهم: لقيته فينة: فينة غير مصروف، ولقيته الفينة بعد الفينة، أي الحين بعد الحين.
وإنما تدخل الألف واللام في هذا، على تقدير الشياع.
قال أبو العباس المبرد: «هذا كما تقول: جاءني زيد وزيد وزيد، تريد جماعة اسم كل واحد منهم زيدٌ؛ فيقول المحيب- فما بين الزيد الأول والزيد الآخر: وهذا الزيد أشرف من ذلك الزيد.
وعلى ذلك كانت تثنية المعرفة وجمعها، إذا كانت غير مضافة يخرجها إلى النكرة، لأن كل واحد منهم يصير من أمة، لكل واحد منها مثل اسمه. وتضيف زيدًا، كما تضيف النكرة، لأنه يصير معرفةً بما أضيف إليه كما قال:
علا زيدنا يوم النقى رأس زيدكم
وقوله: (هاهنا)، ليعطف عليه قوله: (وفي الكهف)؛ وهو قوله تعالى: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغدوة}.
[فتح الوصيد: 2/879]
(وعن ألف واو)، أي وثبت له عوضًا عن ألف واو.
(وفي الكهف وصل)، يعني ابن عامر.
ومعنى (وصل)، اتبع ذاك هذا. والتوصيل: أن تتبع الشيء الشيء.
فإن قيل: فقد قال أبو عبيد: إنما نرى ابن عامر والسلمي قرءا تلك القراءة اتباعًا للخط، وليس في إثبات الواو في الكتاب دليلٌ على القراءة بها، لأنهم قد كتبوا الصلوة والزكوة بالواو، ولفظهما على تركها، فكذلك الغداة، على هذا وجدنا ألفاظ العرب !
فالجواب أن يقال: هذا الذي ذكرته حجةٌ عليك، لأنهما ومن وافقهما لو اتبعوا الرسم من غير أن يكون ذلك منقولًا ومقولًا، لقرأوا الصلوة والزكوة والربوا بالواو؛ ولم يفعلوا ذلك، ولا يقع فيه جاهلٌ فضلًا عن عالم.
وكيف يظن ذلك ظان بقوم أخذوا القراءة نقلا واتبعوا فيها الأثر، وقد ذكرنا وجه ذلك في العربية، والله أعلم). [فتح الوصيد: 2/880]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [640] وبالغدوة الشامي بالضم ههنا = وعن ألف واو وفي الكهف وصلا
ح: (الشامي): فاعل فعل محذوف أي: يقرأ، (بالغدوة): مفعوله، (بالضم)، حال، (ههنا): ظرف إشارة إلى السورة، و(عن ألفٍ واوٌ): خبر ومبتدأ، أي: مبدلة عن ألفٍ، (في الكهف): ظرف، (وصلا): أي وصل حرف الكهف هذا الحرف.
ص: قرأ ابن عامر الشامي: (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغدوة
[كنز المعاني: 2/194]
والعشي} ههنا [52]، وفي سورة الكهف [28] بضم الغين وإبدال الواو عن ألف وسكون الدال.
ولم ينبه على السكون اكتفاءً باللفظ، ولم يكتف في القيدين الأخيرين باللفظ ليدل على القراءة الأخرى.
وأدخل الألف واللام على (غدوة) لأن قومًا من العرب ينكرها، وعند من يعرفها ويقول: (رأيته غدوة)، بلا تنوين للتأنيث والعلمية فعلى أنها جعلت نكرةً كما في الأعلام المنكرة.
والباقون: {بالغدوة} بفتح الغين وألف في موضع الواو، وفتح الدال، ولم يحتج إلى تقييد الدال بالفتح، إذ لا يكون ما قبل الألف إلا مفتوحًا، ولا يحتاج إلى تأويل؛ لأن (غداة) نكرة بإجماع، لكنها رسمت في جميع المصاحف بالواو كـ {الصلوة} [البقرة: 3] و{الزكوة} [البقرة: 43] ). [كنز المعاني: 2/195]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (640- وَبِالغُدْوَةِ الشَّامِيُّ بِالضَّمِّ ههُنا،.. وَعَنْ أَلِفٍ وَاوٌ وَفِي الكَهْفِ وَصَّلا
أي يقرأ ابن عامر بالغدوة والعشي بضم الغين وسكون الدال، وبالواو موضع الألف فتصير بالغدوة، ولم ينبه على سكون الدال استغناء
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/115]
باللفظ به، وكان له أن يستغني أيضا باللفظ عن ذكر الضم والواو، وإنما ذكرهما؛ لتعرف القراءة الأخرى فيه بالضم على الفتح، ونص على الألف بدلا عن الواو، وبقي فتح الدال استغنى عن التنبيه عليه؛ لأن الألف لا يكون قبلها إلا مفتوح أو تركه؛ لأنه قد لفظ بالدال في قراءة ابن عامر ساكنة فكأنه قال بسكون الدال، ولو قال ذلك لكان ضدا؛ لكون المطلق الحركة المطلقة وهي الفتح، ومعنى قوله: عن ألف واو؛ أي: وثبت له بدلا عن واو ثم قال: "وفي الكهف وصلا"؛ أي: اتبع الذي في الكهف الذي في الأنعام، فقرأ ذلك كما قرأ هذا أو وفي الكهف وصل هذه القراءة إلينا، ورسمت الغدوة بالواو في جميع المصاحف كالصلوة والزكوة والحيوة، قال الفراء في سورة الكهف من كتاب المعاني: قرأ أبو عبد الرحمن السلمي بالغدوة والعشي ولا أعلم أحدا قرأ بها غيره، والعرب لا تدخل الألف واللام في الغدوة؛ لأنها معرفة بغير ألف، ولام سمعت أبا الجراح يقول: ما رأيت كغدوة قط يعني: بردا أصابه، يريد: كغداة يومه ألا ترى أن العرب لا تضيفها فكذلك لا تدخلها الألف واللام إنما يقولون: أتيتك غداة الخميس ولا يقولون غدوة الخميس، فهذا دليل على أنها معرفة، وقال أبو عبيد: كان عبد الله بن عامر وأهل الشام أو كثير منهم يقرءونها بالغدوة على واو كذلك يروى عن أبي عبد الرحمن السلمي، وأما القراءة فعلى غير هذا قرءوا جميعا بالغداة قال: وكذلك هي عندنا، وإنما نرى ابن عامر والسلمي قرءا تلك القراءة اتباعا للخط، قال: والذي نقول به ليس في إثباتهم الواو في الكتاب دليل
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/116]
على القراءة بها؛ لأنهم قد كتبوا: الصلوة والزكوة بالواو، ولفظهما على تركها، وكذلك الغداة على هذا وجدنا ألفاظ العرب، قال ابن النحاس: قرأ أبو عبد الرحمن السلمي وعبد الله بن عامر ومالك بن دينار بالغدوة، قال: وباب غدوة أن يكون معرفة إلا أنه يجوز تنكيرها كما تنكر الأسماء الأعلام فإذا نكرت دخلتها الألف واللام للتعريف، وعشى وعشية نكرتان لا غير، قال أبو علي: وجه دخول لام المعرفة عليها أنه قد يجوز -وإن كان معرفة- أن ينكر كما حكاه زيد من أنهم يقولون: لقيته فينة والفينة بعد الفينة، ففينة مثل الغدوة في التعريف بدلالة امتناع الانصراف، وقد دخلت عليه لام التعريف، وذلك أن يقدر من أمة كلها له مثل هذا الاسم، فيدخل التنكير لذلك، وقول من قال: بالغداة أبين قال سيبويه: زعم الخليل أنه يجوز أن يقول: أتيتك اليوم غدوة وبكرة، فجعلهما بمنزلة ضحوة، قال أبو العباس المهدوي: حكى سيبويه والخليل أن بعضهم ينكره، فيقول: رأيته غدوة بالتنوين، وبذلك قرأ ابن عامر نكرة، فأدخل عليها الألف واللام والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/117]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (640 - وبالغدوة الشّاميّ بالضّمّ هاهنا = وعن ألف واو وفي الكهف وصّلا
[الوافي في شرح الشاطبية: 257]
قرأ ابن عامر الشامي: بالغدوة والعشى هنا، وفي الكهف بضم الغين وسكون الدال وبواو مفتوحة مكان الألف كما لفظ به، فتكون قراءة الباقين بفتح الغين والدال وألف بعدها، ويؤخذ فتح الغين من الضد وفتح الدال من ضرورة مجانسة الحركة التي قبل الألف، فيتعين أن تكون فتحة. ومعنى قوله: (وصلا) أن الشامي أتبع موضع الكهف بموضع الأنعام فقرأه مثل قراءته). [الوافي في شرح الشاطبية: 258]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: بِالْغَدَاةِ هُنَا وَالْكَهْفِ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ (بِالْغُدْوَةِ) فِيهِمَا بِضَمِّ الْغَيْنِ، وَإِسْكَانِ الدَّالِ وَاوٌ بَعْدَهَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْغَيْنِ وَالدَّالِ وَأَلِفٍ بَعْدَهَا فِي الْمَوْضِعَيْنِ). [النشر في القراءات العشر: 2/258]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {بالغدوة} هنا [52] والكهف [28] بضم الغين وإسكان الدال وواو بعدها، والباقون بالفتح والألف فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 508]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (597- .... .... .... .... وضم = غدوة في غداة كالكهف كتم). [طيبة النشر: 73]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وضم) يعني وقرأ غدوة في موضع الغداة هنا والكهف مع ضم الغين ابن عامر، يريد قوله تعالى: بالغدوة والعشى وإنما قيده بالضم مع تلفظه به لئلا يتوهم أن ابن عامر يقرءوه بالكسر كما قرئ بالعدوة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 223]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
وفتحت يأجوج (ك) م (ثوى) وضمّ = غدوة في غداة كالكهف (ك) تم
ش: أي: وكذلك شدد ذو كاف (كم) ابن عامر و(ثوى) أبو جعفر، ويعقوب إذا فتّحت يأجوج بالأنبياء [الآية: 96]، بالكهف [الآية: 94] وخففها الباقون.
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر يدعون ربهم بالغدوة والعشى هنا [الآية: 52] والكهف [الآية: 28] بضم الغين وإسكان الدال وفتح الواو، والباقون بفتح الغين والدال، وألف بعدهما، واستغنى بلفظ القراءتين عن تقييدهما.
وجه التشديد: التكثير؛ لأنه متعد بنفسه.
ومن ثم اتفقوا على تخفيف فتحنا عليهم بابا [الحجر: 14].
ووجه التخفيف: الأصل، وهو المختار، والتكثير معلوم من السياق.
ووجه الفرق: الجمع.
ووجه ابن عامر: أن «غدوة» علق علما لوقت ما قبل الضحى؛ فلا ينصرف؛ للعلمية، والتأنيث.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/299]
قال الفراء: سمعت أبا الجراح يقول في يوم بارد: «ما رأيت غدوة» ممنوعا.
وقال سيبويه: زعم الخليل أن بعضهم يصرفه.
ووجه غيره: أن (غداة) اسم لذلك الوقت، ثم دخلت عليها اللام المعرفة الجنسية، وهو المختار؛ لجريه على القياس السالم عن التأويل، ولا يناقض رسمها بالواو؛ لأنه منته لا حاضر كالصلاة، [كما قررنا فهي لغيره كالصلاة للجماعة] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/300] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "بالغدوة" [الآية: 52] هنا و[الكهف الآية: 28] فابن عامر بضم الغين وإسكان الدال وواو مفتوحة، والأشهر أنها معرفة بالعلمية الجنسية كأسامة في الأشخاص فهي غير مصروفة، ولا يلتفت إلى من طعن في هذه القراءة بعد تواترها من حيث كونها، أعني غدوة علما وضع للتعريف فلا تدخل عليها أل كسائر الأعلام، وأما كتابتها بالواو فكالصلوة والزكوة، وجوابه أن تنكير غدوة لغة ثابتة حكاها سيبويه والخليل، تقول أتيتك غدوة بالتنوين على أن ابن عامر لا يعرف اللحن؛ لأنه عربي والحسن يقرأ بها وهو ممن يستشهد بكلامه فضلا عن قراءته،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/12]
وقرأ الباقون بفتح الغين والدال وبالألف؛ لأن غداة اسم لذلك الوقت، ثم دخلت عليها لام التعريف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/13]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بالغداة} [52] قرأ الشامي بضم الغين، وإسكان الدال، بعدها واو مفتوحة، والباقون بفتح الغين والدال، بعدها ألف). [غيث النفع: 573]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52)}
{بِالْغَدَاةِ}
- قراءة الجمهور (بالغداة) كذا بالألف.
- وقرأ ابن عامر وأبو عبد الرحمن السلمي ومالك بن دينار والحسن ونصر بن عاصم وأبو رجاء العطاردي (بالغدوة) كذا بالواو.
قال أبو حيان: (وحكى سبيويه والخليل أن بعضهم ينكرها فيقول: ما رأيت غدوة، بالتنوين، وعلى هذه اللغة قرأ ابن عامر ومن ذكر معه..، ولما خفيت هذه اللغة على أبي عبيد أساء الظن بمن قرأ هذه القراءة فقال:
(إنما نرى ابن عامر والسلمي قرأا تلك القراءة اتباعًا للخط.
وليس في إثبات الواو في الكتاب دليل على القراءة بها؛ لأنهم كتبوا، الصلاة والزكاة، بالواو، ولفظهما على تركها، وكذلك الغداة، على هذا وجدنا العرب).
[معجم القراءات: 2/433]
قال أبو حيان: وهذا من أبي عبيد جهل بهذه اللغة التي حكاها سيبويه والخليل، وقرأ بها هؤلاء القراء، وكيف يظن بهؤلاء الجماعة أنهم إنما قرأوا بها لأنها مكتوبة في المصحف بالواو، والقراءة إنما هي سنة متبعة؟.
وأيضًا فابن عامر عربي صريح كان موجودًا قبل أن يوجد اللحن، لأنه قرأ القرآن على عثمان بن عفان، ونصر بن عاصم، أحد الأئمة في النحو، وهو ممن أخذ علم النحو عن أبي الأسود الدؤلي مستنبط علم النحو.
والحسن البصري من الفصاحة بحيث يستشهد بكلامه.
فكيف يظن بهؤلاء أنهم لحنوا واغتروا بخط المصحف؟ ولكن أبو عبيد جهل هذه اللغة، وجهل نقل هذه القراءة فتجاسر على ردها، عفا الله عنه).
- وروي عن أبي عبد الرحمن أنه قرأ (بالغدو) بغير هاء.
- وقرأ ابن أبي عبلة (بالغدوات) بضم الغين والدال وبواو على الجمع.
- وقرأ أيضًا (بالغدوات) بضم الغين وفتح الدال.
{بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ}
- وقرأ ابن أبي عبلة وبعض الشآميين (بالغدوات والعشيات)، جمع غداة وعشية.
{مِنْ شَيْءٍ ... مِنْ شَيْءٍ}
- تقدم حكم الهمز في شيء في الآيتين/20 و106 من سورة البقرة.
{عَلَيْهِمْ}
- تقدمت القراءتان: ضم الهاء، وكسرها في الآية/44 من هذه السورة). [معجم القراءات: 2/434]

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (53)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "فتنا" بتشديد التاء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/13]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (53)}
{فَتَنَّا}
- قرأ الحسن وعمر بن الخطاب (فتنا) بتشديد التاء.
- وقراءة الجماعة بالتخفيف (فتنا).
{عَلَيْهِمْ}
- تقدمت القراءة بضم الهاء وكسرها في الآية/44 من هذه السورة.
{بِأَعْلَمَ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة المفتوحة بعد الكسر ياءً مفتوحةً.
{بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب الميم بالياء.
- وعنهما الإظهار.
والصواب في مثل هذا أنه إخفاء بغنة وليس بإدغام؛ إذ الميم تسكن عند الباء إذا تحرك ما قبلها تخفيفًا لتوالي الحركات.
قال الصيمري:
(وإذا سألت أصحاب أبي عمرو عن اللفظ بذلك لم يأتوا بباءٍ مشددة، ولو كان فيه إدغام لصار باءً مشددة؛ لأن الحرف إذا أدغم في مقاربه قلب إلى لفظه، ثم أدغم...
وقال بعض شيوخنا:
سألت أبا بكر بن مجاهد -رحمه الله- عنه، فذكر أنهم يترجمون عنه بإدغام، وليس بإدغام...، ولعل أبا عمرو كان يخفي
[معجم القراءات: 2/435]
حركة الميم فيما ذكر عنه، فيخيل إلى السامع أنه أدغم الميم في الباء كما يتأوله كثير من النحويين البصريين فيما روي عن أبي عمرو من إسكان (ينصركم، ويأمركم)، ونحو ذلك أنه ليس بإسكان، وإنما هو إخفاء الحركة واختلاسها).
وفي الإتحاف:
(والميم تسكن عند الباء إذا تحرك ما قبلها فتخفى بغنة نحو: (أعلم بالشاكرين).
وليس في الإدغام الكبير مخفى غير ذلك عند من أخفاه ... يفرق بينهما بأنه في المدغم يقلب ويشدد الثاني بخلاف المخفى) ). [معجم القراءات: 2/436]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس