عرض مشاركة واحدة
  #36  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 11:38 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المائدة
[ من الآية (104) إلى الآية (105) ]

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ (104) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105)}

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ (104)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قيل} [104] قرأ هشام وعلي بالإشمام، والباقون بالكسرة الخالصة). [غيث النفع: 562]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (104)}
{قِيلَ}
- تقدم الإشمام للكسائي وهشام ورويس.
انظر الآية/95 من سورة البقرة.
{قِيلَ لَهُمْ}
- تقدم إدغام اللام في اللام لأبي عمرو ويعقوب بخلاف عنهما.
{آَبَاءَنَا}
- فيه لحمزة وقفًا تسهيل الهمزة مع المد والقصر.
{آَبَاؤُهُمْ}
- فيه لحمزة وقفًا تسهيل الهمز مع المد والقصر.
{شَيْئًا}
- تقدم حكم الهمز فيه في الآية/123 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/350]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (104)}
{قَدْ جَاءَكُمْ}
- تقدم إدغام الدال في الجيم، والإظهار، في الآية/34 من هذه السورة.
{جَاءَكُمْ}
- وتقدمت الإمالة فيه في الآية/87 من سورة البقرة.
- وانظر حكم الهمز في الوقف في الآية/34 المتقدمة.
[معجم القراءات: 2/509]
{بَصَائِرُ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 2/510]

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَا يَضُرُّكُمْ) بياء وكسر الضاد خفيف أبو حيوة، والأصمعي عن نافع، الباقون برفع الراء والضاد وهو الاختيار من ضر يضر، (عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ) رفع الأصمعي عن نافع، وقُتَيْبَة، والكسائي عن أبي جعفر، وابن حنبل، الباقون بالنصب، وهو الاختيار على الإغراء). [الكامل في القراءات العشر: 536]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "لا يضركم" بكسر الضاد وجزم الراء مخففة، قيل على جواب الأمر في عليكم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/543]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105)}
{عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ}
- قرأ نافع (عليكم أنفسكم) بالرفع.
وتخريجها على وجهين:
[معجم القراءات: 2/350]
الأول: أنفسكم مبتدأ، وعليكم: خبره مقدم، والمعنى على الإغراء، وقد جاء الإغراء بالجملة الابتدائية.
والثاني: أن يكون (أنفسكم) توكيدًا للضمير المستتر في (عليكم)، والمفعول على هذا محذوف، والتقدير: عليكم أنتم أنفسكم إصلاح حالكم وهدايتكم.
قال الشهاب:
(وعلى قراءة الرفع فهو مبتدأ وخبر، أي: لازمة عليكم أنفسكم، أو حفظ أنفسكم لازم عليكم، بتقدير مضاف في المبتدأ، وهي قراءة شاذة لنافع).
- وقراءة الجمهور (عليكم أنفسكم) بالنصب على الإغراء بـ (عليكم)، فهو اسم فعل، والتقدير: الزموا أنفسكم، وحفظها مما يؤذيها.
- وقرأ ابن كثير وأبو جعفر وابن محيصن (عليكمو أنفسكم) بضم الميم ووصلها بواو.
{لَا يَضُرُّكُمْ}
- قراءة الجمهور (لا يضركم) بضم الضاد والراء وتشديدها، وهي الأجود عند الأخفش، والرفع فيه على الاستئناف، فهو خبر، أو هو جواب للأمر مجزوم، وضمت الراء إتباعًا لضمة الضاد المنقولة إليها من الراء المدغمة، والأصل لا يضرركم.
ويجوز أن يكون نهيًا.
[معجم القراءات: 2/351]
- وقرأ أبو حيوة (لا يضيركم) بضم الراء وتخفيفها، وهذا ينصر تخريج الرفع في قراءة الجماعة.
- وذكر السمين هذه القراءة عن أبي حيوة بالفك (لا يضرركم) كذا، قال: بسكون الضاد وضم الراء الأولى والثانية.
- وقرأ أبو حيوة أيضًا (لا يضركم) بفتح الراء المشددة، وحقه الجزم، والفتح لالتقاء الساكنين.
- وقرأ الحسن (لا يضركم) بضم الضاد وسكون الراء من ضاره يضوره، والجزم هنا على جواب الطلب في (عليكم).
- وقرأ النخعي وابن وثاب والحسن (لا يضركم) بتخفيف الراء وسكونها وكسر الضاد، وهو من ضاره يضيره، والجزم هنا لأنه جواب الطلب، كالقراءة السابقة، قال العكبري: (وكل ذلك لغات فيه).
{فَيُنَبِّئُكُمْ}
- لحمزة في الوقف قراءتان:
1- تسهيل الهمزة بينها وبين الواو.
2- إبدالها ياءً خالصة). [معجم القراءات: 2/352]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (105)}
{وَلِيَقُولُوا}
- قراءة الجمهور (وليقولوا) بكسر اللام، وذهبوا إلى أنها لام الصيرورة، وأن الفعل منصوب بـ (أن) مضمرة بعدها، أي: لئلا يقولوا.
- وقرأت فرقة (وليقولوا) بسكون اللام، على جهة الأمر المتضمن للتوبيخ والوعيد، وقيل هي لام الصيرورة، ولكنها خففت، والأول أرجح وأقرب.
- وفي مصحف ابن مسعود (وليقولوا) كذا بفتح اللام.
وحكم لام (كي) الكسر، وفتحها لغة تميم، فلعل هذه القراءة جاءت على هذه اللغة.
{دَرَسْتَ}
- قرأ نافع وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف (درست) على الخطاب، أي: درست يا محمد في الكتب القديمة ما تجيئنا به.
[معجم القراءات: 2/510]
وهذه القراءة أولى القراءات بالصواب عند الطبري، وبها يقرأ الأخفش، قال: (لأنها أوفق للكتاب).
- وذكر ابن مهران الأصبهاني أن الضرير قرأ (درست) بجزم السين وسكون التاء، وهي الرواية الثانية عن يعقوب والضرير هو مسلم بن سفيان البصري المفسر شيخ رويس رواية يعقوب.
قلت: هذه القراءة لا تجوز إلا على وجه واحد، وهو أنه يلزم نفسه الوقف، ثم يستأنف (ولنبينه..).
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عباس ومجاهد وابن محيصن واليزيدي وعلي وعكرمة (دارست)، أي دارست يا محمد غيرك في هذه الأشياء، أي قاراته، إشارة منهم إلى سليمان وغيره من الأعاجم واليهود، أي جادلت اليهود وجادلوك.
قال الفراء: (وقرأ مجاهد ... وفسرها: قرأت على اليهود وقرأوا عليك).
[معجم القراءات: 2/511]
- ويقرأ (دارست) بضم التاء، أي يقولون عن الله: دارست محمدًا على الاستهزاء، أو أن يكون المعنى: يقول الواحد من أهل الكتاب دارست محمدًا أي علمته.
- وقرأ ابن عامر وسهل ويعقوب من غير رواية الضرير، وعبد الله ابن الزبير وأبي بن كعب والحسن وابن مسعود (درست) مبنيًا للفاعل مضمرًا فيه، أي درست الآيات، أي ترددت على أسماعهم حتى بليت.
قال الفراء: (يريد تقادمت، أي هذا الذي يتلوه على الناس شيء قد تطاول عليه، ومر بنا).
- وقرئ (درست) بتشديد الراء، وبتاء الخطاب، أي: درست الكتب القديمة.
ونسبت هذه القراءة إلى زيد.
قال الشهاب: (مشددًا معلومًا، وتشديده للتكثير والتعديه، أي درست غيرك الكتب).
- وقرأ معاذ القارئ وأبو العالية (درست) مشددًا مبنيًا للمفعول.
[معجم القراءات: 2/512]
- وقرئ (دورست) بالتخفيف والواو مبنيًا للمفعول، والواو مبدلة من الألف في (دارست).
- وقرأ الحسن وابن عامر وعمرو بن عبيد وسفيان بن عيينة وسعيد ابن جبير (دارست) أي دارستك الجماعة الذين تتعلم منهم، أو دارست اليهود محمدًا.
قال الشهاب: (والضمير للآيات أو للجماعة).
- وقرأ الحسن وأبي (درست) بضم الراء مسندًا إلى غائب مبالغة في (درست)، أي اشتد دروسها وبلاها.
قال الزجاج: (وذكر الأخفش -درست- بضم الراء ومعناها: درست، إلا أن درست بضم الراء أشد مبالغةً)، وذهب الطوسي إلى أنه لم يقرأ بها أحد من المعروفين.
- وقرأ قتادة والحسن وزيد بن علي وابن عباس بخلاف عنه، وهو رواية عن نافع، وابن يعمر، وزيد بن ثابت (درست) مبنيًا للمفعول.
[معجم القراءات: 2/513]
قال ابن جني: (يحتمل أن يراد عفيت أو تليت)، وإلى مثل هذا ذهب الزمخشري.
وذهب الفراء إلى أنه قرئت وتليت، وكذا عند الزجاج، وفي تبيان الطوسي ما يفيد أنه لم يقرأ بها أحد من المعروفين.
- وذكر الأزهري أنه قرئ (درست) بكسر الراء، أي تقادمت.
- وذكر عن ابن عباس أنه قرأ (وادارست) مشددًا معلومًا.
- وقرأ أبي بن كعب وابن مسعود وطلحة والأعمش وابن عباس وأصحابه (درس) أي: محمد، أو الكتاب، وجاءت القراءة كذلك في مصحف عبد الله بن مسعود: (وليقولوا درس).
قال الشهاب: (وفاعله ضمير النبي صلى الله عليه وسلم، أو الكتاب إن كان بمعنى انمحى).
- وروى عصمة عن الأعمش (دارس) ذكرها الزبيدي في التاج، ونقلها عن العباب.
- وروي عن الحسن وابن مسعود (درسن) مبنيًا للفاعل مسندًا إلى النون، أي الآيات درسن، وكذا هي في بعض مصاحف عبد الله ابن مسعود.
[معجم القراءات: 2/514]
- وقرأت فرقة (درسن) بتشديد الراء مبالغة في (درسن).
- وقرئ (دارسات) أي هن قديمات، أو ذات درس، وهو جمع دارسة.
قال الزمخشري: (.. على هي دارسات أي قديمات أو ذات دروس..).
{وَلِنُبَيِّنَهُ}
- قراءة الجماعة بنون العظمة (ولنبينه).
- وقرأ ابن مسعود (وليبينه) بالياء.
ذكر هذه القراءة ابن خالويه، وصورة الرسم عنده (وليبيننه) كذا بنونين، ولم يصرح بهذا، وإنما ذكر أنها بالياء.
وفي الحاشية (1) في الإتحاف قوله:
(هنا سقط، ولعله: وعن الحسن (ولنبينه لقوم) بالياء، كذا!!
- وذكر ابن عطية في المحرر قراءتين، كما يلي:
1- وقرأ أبي بن كعب وابن مسعود (ولتبينه) بالتاء على مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم.
وعزيت للسلمي ونبيح وأبي واقد والجراح.
2- وقرأت فرقة: (وليبينه) بياء أي الله تعالى، وقد تقدم أنها لابن مسعود، وصرح بذلك به ابن خالويه). [معجم القراءات: 2/515]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس