عرض مشاركة واحدة
  #54  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 03:29 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (176) إلى الآية (178) ]

{وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (176) إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (177) وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (178)}

قوله تعالى: {وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (176)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (45 - وَاخْتلفُوا فِي فتح الْيَاء وَضم الزَّاي وَضم الْيَاء وَكسر الزَّاي من قَوْله {وَلَا يحزنك} 176
فَقَرَأَ نَافِع وَحده {وَلَا يحزنك} و{ليحزن} المجادلة 10 {إِنِّي ليحزنني} يُوسُف 13 بِضَم الْيَاء وَكسر الزَّاي فِي كل الْقُرْآن إِلَّا فِي سُورَة الْأَنْبِيَاء {لَا يحزنهم الْفَزع الْأَكْبَر} 103 فَإِنَّهُ فتحهَا
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ فِي كل الْقُرْآن {يحزن} بِفَتْح الْيَاء وَضم الزَّاي). [السبعة في القراءات: 219]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ولا يحزنك} بضم الياء إلا قوله {لا يحزنهم الفزع الأكبر} [بفتح الياء نافع] ضده يزيد). [الغاية في القراءات العشر: 220]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ولا يخزنك} [176]، وبابه: بضم الياء إلا قوله: {لا يحزنهم} [الأنبياء: 103] نافع. بضده يزيد، وعيسى، وافق أبو بشر في المجادلة [10]). [المنتهى: 2/639]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (ولا يحزنك وليحزن) بضم الياء وكسر الزاي حيث وقع، وخالف أصله في سورة الأنبياء فقرأه بفتح الياء وضم الزاي، وقرأ الباقون بفتح الياء
[التبصرة: 184]
وضم الزاي حيث وقع). [التبصرة: 185]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {ولا يحزنك} (176)، و: {ليحزنني} (يوسف: 13)، و: {ليحزن الذين} (المجادلة: 10): بضم الياء، وكسر الزاي، حيث وقع، ما خلا قوله في الأنبياء (103): {لا يحزنهم}، فإنه فتح الياء، وضم الزاي فيه.
والباقون: كذلك في الكل). [التيسير في القراءات السبع: 257]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع: (ولا يحزنك). [وليحزنني] (وليحزن الّذين آمنوا) بضم الياء وكسر الزّاي حيث وقع ما خلا قوله في الأنبياء: (لا يحزنهم) فإنّه فتح الياء وضم الزّاي فيه، والباقون كذلك في الكل. قلت: وتفرد أبو جعفر في الأنبياء بضم الياء وكسر الزّاي والله الموفق). [تحبير التيسير: 330]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَا يُحْزِنْكَ) بضم الياء وكسر الزاء في جميع القرآن ابن مُحَيْصِن، وَحُمَيْد، والزَّعْفَرَانِيّ، وافق نافع، وشيبة وهارون عن أَبِي عَمْرٍو وإلا في الأنبياء ضدهم أبو جعفر، والشيزري عن علي وافق أبو بشر نافعا في المجادلة، الباقون بفتح الياء وضم الراء، وهو الاختيار؛ لأنه أشهر اللغتين وأجودهما). [الكامل في القراءات العشر: 522]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([176]- {وَلا يَحْزُنْكَ} وبابه، بضم الياء، إلا {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ} [الأنبياء: 103]: نافع). [الإقناع: 2/624]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (578- .... .... وَيَحْزُنُ غَيْرَ اْلأَنْـ = ـبِيَاءِ بِضَمٍّ وَاكْسِرِ الضَّمَّ أَحْفَلاَ). [الشاطبية: 46]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (يقال: حزنه الشيء يحزنه، وأحزنه يُحزنه، لغتان صحيحتان.
قال الخليل رحمه الله: ومعنى حزنته جعلت فيه حزنًا كما تقول: دهنته؛ أي جعلت فيه دهنا. فإذا قلت: أحزنته فمعناه: جعلته حزينا، كما تقول: أدخلته، أي جعلته داخلًا.
وعلى ذلك قراءة نافع.
قال الخليل: «وبعضُ العرب يستعمل حزنته بمعني أحزنته».
والذي في الأنبياء، قوله تعالى: {لا يحزنهم الفزع الأكبر}، قرأه مثل الجماعة. وهو جمع بين اللغتين.
و(أحفلا)، منصوب على الحال؛ أي حافلًا بقراءة نافع؛ يشير بذلك إلى رد قول من فضل عليها القراءة الأخرى). [فتح الوصيد: 2/806]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [578] وإن اكسروا رفقًا ويحزن غير الانـ = ـبياء بضم واكسر الضم أحفلا
ح: (إن): مفعول (اكسروا)، (رفقًا): مصدر بمعنى الحال من فاعل (اكسروا)، أي: ذوي رفقٍ، (يحزن): مبتدأ، (بضم): خبر، (أحفلا) بمعنى حافلًا به-: حال من فاعل (اكسر)، و(غير الأنبيا): استثناء من (يحزن)، بمعنى: غير حرف الأنبياء.
ص: أي: قرأ الكسائي: {وإن الله لا يضيع أجر المؤمنين} [171] بكسر {إن} على الاستئناف، والباقون بفتحها عطفًا على {بنعمة}، أي: يستبشرون بنعمةٍ من الله وفضل وبأن الله.
وقرأ نافع: {ولا يحزنك الذين يسارعون} [176] وحيث وقع لفظ:
[كنز المعاني: 2/127]
{يحزن}- إلا قوله تعالى: {لا يحزنهم الفزع الأكبر} في سورة الأنبياء [103]، إذ لا خلاف في فتح يائه وضم زايه بضم الياء وكسر الزاي من (أحزن)، والباقون بفتح الياء وضم الزاي من (حزن)، وهما لغتان.
وإنما استثنى نافع حرف الأنبياء اتباعًا للنقل، أو جمعًا بين اللغتين). [كنز المعاني: 2/128] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وحزن وأحزن لغتان وقيل حزنه بمعنى جعل فيه حزنا مثل كحله ودهنه؛ أي: جعل فيه كحلا ودهنا، ومثل حزنه في هذا المعنى: فتنه، قال سيبويه: وقال بعض العرب: أفتنت الرجل وأحزنته أراد جعلته حزينا وفاتنا، واستثنى نافع من ذلك ما في الأنبياء وهو: {لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ}.
فقرأه كالجماعة بفتح الياء وضم الزاي، فقوله: غير الأنبياء؛ أي: غير حرف الأنبياء، ورفقا مصدر في موضع الحال؛ أي: ذوي رفق بمعنى: رافقين، وأحفلا حال من فاعل أكسر؛ أي: حافلا بهذه القراءة). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/46]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (578 - .... .... .... ويحزن غير الانـ ... ـبياء بضمّ واكسر الضّمّ أحفلا
....
وقرأ نافع لفظ يَحْزَنَّ* حيث وقع في القرآن بضم الياء وكسر الزاي نحو: وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ، لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ، لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا. إلا قوله تعالى: لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ فقرأه كالجماعة بفتح الياء وضم الزاي. وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الزاي في جميع المواضع. و(أحفلا) منصوب على الحال من فاعل. و(اكسر) أي حال كونك حافلا بهذه القراءة عاملا على نشرها). [الوافي في شرح الشاطبية: 240]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (91 - وَيَحْزُنُ فَافْتَحْ ضُمَّ كُلاًّ سِوَى الَّذِيْ = لَدَى الأَنْبِيَا فَالضَّمُّ وَالْكَسْرُ أَحْفَلَا). [الدرة المضية: 25]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):- وحزن فافتح ضم كلا سوى الذي = لدى الأنبيا فالضم والكسر (أ) حفلا
ش - أي قرأ المشار إليه (بألف) أحفلا وهو أبو جعفر بفتح يا يحزن وضم الزاي حيث وقع خلافًا لأصله وانفرد بضم الياء وكسر الزاي في قوله لا يحزنهم الفزع في الأنبياء وهذا معنى قوله سوى الذي لدى الأنبيا إلخ ..). [شرح الدرة المضيئة: 112]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَحْزُنْكَ، وَيَحْزُنُهُمُ، وَيَحْزُنَ الَّذِينَ، وَيَحْزُنُنِي حَيْثُ وَقَعَ فَقَرَأَ نَافِعٌ بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الزَّايِ مِنْ كُلِّهِ إِلَّا حَرْفَ الْأَنْبِيَاءِ لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ فِيهِ وَحْدَهُ بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الزَّايِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ الزَّايِ فِي الْجَمِيعِ، وَكَذَلِكَ أَبُو جَعْفَرٍ فِي غَيْرِ الْأَنْبِيَاءِ وَنَافِعٌ فِي الْأَنْبِيَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/244]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع {يحزنك} بضم الياء وكسر الزاي، وكذلك {ليحزنني} [يوسف: 13]، و{ليحزن الذين آمنوا} [المجادلة: 10] كيف وقع في القرآن إلا قوله في الأنبياء {لا يحزنهم الفزع} [الأنبياء: 103] فأبو جعفر عكس نافع فيه، بضم الياء وبكسر الزاي، والباقون بفتح الياء وضم الزاي في الجميع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 487]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (545- .... .... يحزن في الكلّ اضمما = مع كسر ضمٍّ أمّ الانبيا ثما). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يحزن في الكل) أي في كل القرآن نحو. «يحزنك، يحزنهم، وليحزن الذين، ويحزنني» وكسر الزاي نافع إلا قوله تعالى: «لا يحزنهم الفرع الأكبر» فقرأ بهذه الترجمة أبو جعفر والباقون بفتح الياء وضم الزاي وكذا نافع في الأنبياء وأبو جعفر في غير الأنبياء). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 211]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل وكسر «إن» فقال:
ص:
الله (ر) م يحزن في الكلّ اضمما = مع كسر ضمّ (أ) م الأنبيا (ث) ما
ش: أي: قرأ ذو راء (رم) الكسائي وإن الله لا يضيع أجر المحسنين [آل عمران:
171] بكسر الهمزة: والباقون بفتحها.
وقرأ ذو همزة (أم) نافع (يحزن) المتعدى بضم الياء وكسر الزاي حيث جاء نحو: ولا يحزنك الذين [آل عمران: 176] [و] ليحزنني أن [يوسف: 13].
وأما لا يحزنهم الفزع بالأنبياء [الآية: 103] فلم يقرأها كذلك إلا ذو (ثما) أبو
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/253]
جعفر، وفهم اختصاصه بها من إفراده، ولو شاركه لذكره معه.
وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الزاي، وكذلك أبو جعفر [في غير] الأنبياء.
تنبيه:
علم عموم (يحزن) من قرينة الضم، وعلم أن الخلاف في المتعدى من قوله: (كسر ضم).
أي: الذي زايه دائرة بين الضم والكسر، فخرج اللازم، فإنه مفتوح الزاي نحو:
ولا هم يحزنون [آل عمران: 170] [و] ولا تحزنوا [آل عمران: 139].
وقيد الكسر؛ لأجل الضد.
ووجه كسر إن: الاستئناف.
ووجه فتحها: عطفها، أي: بنعمة وفضل [و] بأن الله؛ فالنعمة دلت على النعيم، والفضل دل على سعته.
وقال الفراء: العرب تقول: حزنهم وأحزانهم، أي: بمعنى.
وقال الخليل: حزنه: جعل فيه حزنا: كدهنه، وأحزنه جعله حزينا كأدخله، وكان الأول أبلغ من الثاني.
ووجه ضمه: أنه مضارع «أحزن».
و [وجه] الفتح: أنه مضارع «حزن» والاستثناء الجمع وفتح الأثقل معدلة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/254] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يحزنك" [الآية: 176] "ويحزنهم، ويحزنك، الذين ويحزنني" حيث وقع فنافع بضم حرف المضارعة وكسر الزاي من أحزن رباعيا إلا حرف الأنبياء لا يحزنهم ففتحه وضم الزاي كقراءة الباقين في الكل من حزن ثلاثيا، إلا أبا جعفر وحده في حرف الأنبياء فقط، فضم وكسر وعن ابن محيصن الضم في الكل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/495]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأمال" "يسارعون" الدوري عن الكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 1/495]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولا يحزنك} [176] قرأ نافع بضم الياء، وكسر الزاي، والباقون بفتح الياء، وضم الزاي). [غيث النفع: 498]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ولهم عذاب عظيم 176}
{ولا يحزنك}
- قراءة الجماعة "ولا يخزنك" بفتح الياء من "حزن".
- وقرأ نافع وابن محيصن "ولا يحزنك" بضم الياء من "أحزن"،
[معجم القراءات: 1/625]
وهي قراءة نافع في جميع القرآن، وكذا ابن محيصن من طريق البلخي.
وهما لغتان، يقال: حزن وأحزن، وأحزن: لغة تميم، وحزن لغة قريش.
قال أبو زرعة:" وحجة نافع قول العرب: هذا أمر محزن".
وقال الطوسي: "وقرأ أبو جعفر عكس ما قرأ نافع، فإنه فتح في جميع القرآن إلا قوله "لا يحزنهم"، فإنه ضم الياء.
{يسارعون}
قراءة الجماعة "يسارعون" بالألف من سارع.
- وقرأ الحر بن عبد الرحمن النحوي وطلحة يسرعون من "أسرع".
قال ابن عطية: "وقراءة الجماعة أبلغ؛ لأن من يسارع غيره أشد اجتهادا من الذي يسرع وحده".
وقال ابن جني: "معنى يسارعون في قراءة العامة أي يسابقون غيرهم، فهو أسرع لهم، وأظهر خفوفا بهم، وأما يسرعون فأضعف في معنى السرعة من يسارعون؛ لأن من سابق غيره أحرص علي التقدم ممن آثر الخفوف وحده...".
- وقرأ "يسارعون" بالإمالة الدوري عن الكسائي.
{لن يضروا}
- قراءة الجماعة "لن يضروا" بضم الضاد.
- وقرأ الأعمش "لن يضيروا" بكسرها.
[معجم القراءات: 1/626]
{شيئا}
- تقدمت القراءة فيه في الآية /123 من سورة البقرة.
{ألا يجعل لهم}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام اللام في اللام.
{في الآخرة}
- تقدمت القراءات فيه مفصلة في الآية 4/ من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/627]

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (177)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب أليم 177}
{لن يضروا}
- قراءة الأعمش فيه بكسر الضاد "لن يضروا".
وقد تقدم في الآية السابقة.
{شيئا}
- تقدمت القراءة فيه في الآية / 123 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/627]

قوله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (178)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (46 - وَاخْتلفُوا فِي الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {وَلَا يَحسبن الَّذين كفرُوا} 178
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو {وَلَا يَحسبن الَّذين كفرُوا} {وَلَا يَحسبن الَّذين يَبْخلُونَ} 180 و(لَا يَحسبن الَّذين يفرحون) 188 (فَلَا يحسبنهم) 188 كُلهنَّ بِالْيَاءِ وَكسر السِّين فِي كل الْقُرْآن وَضم الْبَاء فِي (يحسبنهم)
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر {وَلَا يَحسبن الَّذين كفرُوا} {وَلَا يَحسبن الَّذين يَبْخلُونَ} و(لَا يَحسبن الَّذين يفرحون) كل ذَلِك بِالْيَاءِ و{فَلَا تحسبنهم} بِالتَّاءِ وَفتح الْبَاء غير أَن نَافِعًا كسر السِّين وَفتحهَا ابْن عَامر
وَقَرَأَ حَمْزَة {لَا تحسبن الَّذين كفرُوا} (وَلَا تحسبن الَّذين يَبْخلُونَ) و(لَا يَحسبن الَّذين يفرحون) و{فَلَا تحسبنهم} بِفَتْح الْبَاء وكل ذَلِك بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ عَاصِم وَالْكسَائِيّ كل مَا فِي هَذِه السُّورَة بِالتَّاءِ إِلَّا حرفين قَوْله {وَلَا يَحسبن الَّذين كفرُوا} {وَلَا يَحسبن الَّذين يَبْخلُونَ} فَإِنَّهُمَا بِالْيَاءِ
وَكسر الْكسَائي السِّين وَفتحهَا عَاصِم
وَلم يَخْتَلِفُوا فِي قَوْله {وَلَا تحسبن الَّذين قتلوا فِي سَبِيل الله} أَنَّهَا بِالتَّاءِ). [السبعة في القراءات: 219 - 220]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ولا يحسبن} وثلاثة بعده بالياء، وضم الباء من يحسبنهم مكي وأبو عمرو كله بالتاء، حمزة كله بالياء، إلا {فلا تحسبنهم} مدني شامي ويعقوب الآخرون الأولان بالياء فقط). [الغاية في القراءات العشر: 220] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ولا تحسبن الذين كفروا} [178]، و{يبخلون} [180]: بالتاء فيهما حمزة، وحمصي، وافق سعيدٌ في الثاني). [المنتهى: 2/640]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (ولا تحسبن الذين كفروا) (ولا تحسبن الذين يبخلون) بالتاء فيهما، وقرأهما الباقون بالياء). [التبصرة: 185]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {ولا تحسبن الذين كفروا} (178)، و: {ولا تحسبن الذين يبخلون} (180): بالتاء فيهما). [التيسير في القراءات السبع: 257]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة: (ولا تحسبن الّذين كفروا ولا تحسبن الّذين يبخلون) بالتّاء فيهما). [تحبير التيسير: 330] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَا تَحْسَبَنَّ) في الأربعة والنور والأنفال الزَّعْفَرَانِيّ، ومجاهد بالتاء في الكل ابْن مِقْسَمٍ بالتاء وافق الزَّيَّات وأبو بحرية، وأبو حيوة، وابن أبي عبلة، وابْن مِقْسَمٍ (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) ). [الكامل في القراءات العشر: 522]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([178]- {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا}، و{يَبْخَلُونَ} [180] بالتاء فيهما: حمزة). [الإقناع: 2/624] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (579 - وَخَاطَبَ حَرْفَا يَحْسَبَنَّ فَخُذْ .... = .... .... .... ....). [الشاطبية: 46]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([579] وخاطب حرفًا يحسبن (فـ)خذ وقل = بما يعملون الغيب (حقٌ) وذو ملا
(حرفًا يحسبن): مرفوع على أنه فاعلٌ، كما تقول: قام غلاما زیدٍ، جعلهما مخاطبین، لأن الخطاب بهما.
وقوله: (فخذ)، أي فخذ بالخطاب، لأن أبا حاتم ومن تابعه يردون ذلك، ويزعمون أنه لحن.
ومعنى القراءة: ولا تحسبن یا محمد الذين كفروا أن إملاءنا خيرٌ.
فـ {الذين} وما يتصل به مفعول. و{أنما نملي} وما يتصل به بدلٌ منه. و(أن) وما اتصل بها تسد مسد مفعولي حسب كما كان ذلك في قوله تعالى: {أم تحسب أن أكثرهم يسمعون}. و(ما) مصدرية. وهذا قول أبي إسحاق.
ولا فرق في قيامها مقام مفعولين بين البدل وغيره.
فإن قيل: الاقتصار على أحد المفعولين في (حسب) لا يجوز، فكيف يصح أن تكون (أن) وما اتصل بها بدلًا من (الذين) وما اتصل به. وإنما يكون ذلك بعد ذكر المفعولين ؟
[فتح الوصيد: 2/807]
قيل: إنما جاز ذلك بناءً على أن البدل والمبدل منه بمنزلة شيء واحد، كما تقول: جعلت متاعك بعضه فوق بعض، مع أن الاقتصار على المفعول لا يجوز.
فإن قيل: فكيف يصح بدل الإملاء من الذين كفروا وهو غيره، ومن شأن المفعول الثاني في هذا الباب أن يكون الأول؟
قيل: هو على تقدير حذف مضاف؛ أي: ولا تحسبن حال الذين كفروا الإملاء.
فإن قيل: فيلزم أن تنصب خيرًا على هذا التأويل الذي تأوله أبو إسحاق، لأنه إذا أبدل {إنما نملي}، وجب نصب خيرًا على أنه مفعول ثان.
قيل: الجواب من وجهين:
أحدهما، ما تقدم من رفعه على أنه خبر أن، وأنها سدت مسد المفعولين.
والثاني، أن يرتفع على أنه خبر ابتداء محذوف؛ والتقدير: هو خير لهم، فتكون الجملة المفعول الثاني.
والقياس أن تكتب (أن) هذه منفصلة، ولكنها في الرسم متصلة.
وقال الكسائي والفراء: «وجه هذه القراءة التكرير والتأكيد؛ والتقدير: ولا تحسبن الذين كفروا، ولا تحسبن أنما نملي».
قال الفراء: «ومثله: {فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم}، أي هل ينظرون إلا أن تأتيهم».
ويجوز أن تكون ما بمعنى الذي، وما بعده صلة له، والضمير محذوف، وتقديره: نمليه لهم.
[فتح الوصيد: 2/808]
وعلى القراءة بالياء، {الذين كفروا}: فاعل. و(أن) وما بعدها سد مسد المفعولين. و(ما) مصدرية، أو بمعنى الذي.
ويجوز على الياء، أن تسند الفعل إلى النبي عليه السلام؛ أي: ولا يحسبن الرسول الذين كفروا أنما نملي لهم، فتكون القراءتان بمعنًى واحد.
والثاني من حرفي (تحسبن): قوله تعالى: {ولا تحسبن الذين يبخلون بما ءاتاهم الله من فضله هو خيرًا لهم}: قرأه حمزة بالتاء، وجرى فيه من الطعن ما جرى في الأول.
قال النحاس: «هو بعيد جدا».
ووجهه عند أهل الحذق، أنه على حذف مضاف؛ أي: ولا تحسبن يا محمد بخل الذين يبخلون خيرًا لهم، وهو زائد فاصل، فذهب ما استبعده النحاس من كون {الذين} مفعولا، و{خيرًا} مفعولًا ثانيًا، لأن المفعول الثاني في هذا الباب، لا بد أن يكون الأول.
ويجوز أن يكون الذين مفعولا على تقدير: ولا تحسبن الذين يبخلون بخلهم خيرًا لهم، فحذفه لدلالة يبخلون عليه.
ومثله قولهم: من كذب كان شرا له؛ أي كان كذبه شرًا له.
ومن قرأ بالياء، فوجه قراءته أن {الذين} فاعل {يحسبن} ولا بد من تقدير محذوف؛ أي: ولا يحسبن الذين يبخلون البخل خيرًا لهم، كما تقدم في الوجه الثاني للقراءة الأولى.
ومثله قول الشاعر:
[فتح الوصيد: 2/809]
إذا نهي السفيه جرى إليه = وخالف والسفيه إلى خلاف
دل السفيه على السفه.
فالهاء في (إليه) عائدة إليه). [فتح الوصيد: 2/810]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [579] وخاطب حرفا تحسبن فخذ وقل = بما تعملون الغيب حق وذو ملا
ح: (حرفا): فاعل (خاطب)، لأن الخاطب حصل بسببهما، (تحسبن): مضاف إليه، (بما تعملون): مبتدأ، (الغيب): مبتدأ ثانٍ، أي: فيه، (حقٌ): خبر، والجملة: خبر الأول، وخفف همزة (ملا) وهم الأشراف ضرورةً.
ص: أي: قرأ حرفي: {ولا تحسبن الذين كفروا أنما نملي} [178]، {ولا تحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله} [108] بتاء الخطاب على أن الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم، أو لكل واحدٍ، و{الذين كفروا}: مفعول، و{أنما نملي لهم خيرٌ}: بدل من المفعول سد مسد
[كنز المعاني: 2/128]
المفعولين، و{الذين يبخلون} أول مفعولي: {حسب} على تقدير مضاف، أي: بخل الذين يبخلون، و{هو}: ضمير فصل، و{خيرًا}: ثاني مفعوليه.
والباقون بياء الغيبة على أن {الذين كفروا}و {الذين يبخلون}: فاعلان، و{أنما نملي لهم}: سد مسد المفعولين في الأول، والمفعول الأول في الثاني محذوف، أي: البخل خيرًا لهم.
وقرأ أبو عمرو وابن كثير: {والله بما يعملون خبيرٌ} [180] بياء الغيبة على إسناد الفعل إلى الباخلين المذكورين، والباقون بتاء الخطاب على أنه يعم الباخلين وغيرهم.
والمعنى: الغيب في يعملون ثابت وذو ملإ أشراف ينصرونه ويقرءون به). [كنز المعاني: 2/129] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (579- وَخَاطَبَ حَرْفَا يَحْسَبَنَّ "فَـ"ـخُذْ وَقُلْ،.. بِمَا يَعْمَلُونَ الغَيْبُ "حَقٌّ" وَذُو مِلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/46]
حرفا يحسبن فاعل خاطب جعلهما مخاطبين لما كان الخطاب فيهما، وقد استعمل هذا التجوز كثيرا في هذه القصيدة نحو: وخاطب فيها تجمعون له ملا، وأراد بالحرفين: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ}، {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا}.
فأما الأول فعلى قراءة الجماعة بالغيب يكون: {أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأنفُسِهِمْ} سد مسد مفعولي حسب نحو: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ}.
وفي الثاني يكون المفعول الأول محذوفا؛ أي: البخل خبرًا لهم، وقراءة حمزة بالخطاب مشكلة، وقد صرح جماعة من أهل العربية بعدم جوازها، قال أبو جعفر النحاس: زعم أبو حاتم أنه لحن لا يجوز، قال: وتابعه على ذلك جماعة، وقال الزجاج: من قرأ: {وَلا يَحْسَبَنّ} بالتاء لم يجز عند البصريين إلا كسر "إن"؛ المعنى: لا تحسبن الذين كفروا إملاؤنا لهم خير لهم، ودخلت أن مؤكدة فإذا فتحت صار المعنى ولا تحسبن الذين كفروا إملاءنا خيرا لهم.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/47]
قال أبو إسحاق: وهو عندي يجوز في هذا الموضع على البدل من الذين، المعنى: ولا تحسبن إملاءنا للذين كفروا خيرا لهم، وقد قرأ بها خلق كثير ومثل هذه القراءة من الشعر قول الشاعر:
فما كان قيس هلكه هلك واحد
جعل هلكه بدلا من قيس المعنى: فما كان هلك قيس هلك واحد، قال أبو علي في الإصلاح: لا يصح البدل إلا بنصب خير من حيث كان المفعول الثاني لحسبت فكما انتصب هلك واحد في البيت لما أبدل الأول من قيس بأنه خبر كان كذلك ينتصب خير إذا أبدل الإملاء من {الَّذِينَ كَفَرُوا} بأنه مفعول ثانٍ لتحسبن، قال: وسألت أحمد بن موسى -يعني ابن مجاهد- عنها، فزعم أن أحدا لم يقرأ بها يعني: بنصب خير، وقال في الحجة: {الَّذِينَ كَفَرُوا} في موضع نصب بأنه المفعول الأول والمفعول الثاني في هذا الباب هو المفعول الأول في المعنى فلا يجوز إذا فتح أن في قوله: {أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ}؛ لأن إملاءهم لا يكون إياهم، قال: فإن قلت: فلم لا يجوز الفتح في أن وتجعله بدلا من {الَّذِينَ كَفَرُوا} كقوله: {وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ}، وكما كان أن من قوله سبحانه: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ}.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/48]
قيل: لا يجوز ذلك وإلا لزمك أن تنصب خيرا على تقدير: لا تحسبن إملاء الذين كفروا خيرا لأنفسهم من حيث كان المفعول الثاني لتحسبن، وقيل: إنه لم ينصبه أحد فإذا لم ينصب علم أن البدل فيه لا يصح، وإذ لم يصح البدل لم يجز إلا كسر إن على أن يكون إن وخبرها في موضع المفعول الثاني من تحسبن، وقال الزمخشري: الذين كفروا في من قرأ بالتاء نصب "وإنما نملي لهم خيرا لأنفسهم" بدل منه؛ أي: ولا تحسبن أنما نملى للكافرين خير لهم، وأن مع خبه ينوب عن المفعولين وما مصدرية، فإن قلت: كيف صح مجيء البدل ولم يذكر إلا أحد المفعولين، ولا يجوز الاقتصار بفعل الحسبان على مفعول واحد، قلت: صح ذلك من حيث أن التعويل على البدل والمبدل منه في حكم المنحى، ألا تراك تقول جعلت متاعك بعضه فوق بعض مع امتناع بكونك على متاعك، قال: ويجوز أن يقدر مضاف محذوف على: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا} أصحاب أن الإملاء خير؛ لأنفسهم أو ولا تحسبن حال الذين كفروا إن الإملاء خير لأنفسهم، وقال النحاس: زعم الكسائي والفراء أنها جائزة على التكرير؛ أي: ولا تحسبن الذين كفروا ولا تحسبن أنما نملي لهم يعني: مثل: {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ}، {فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ} كما سيأتي، قال النحاس: وقراءة يحيى بن وثاب بكسر إن حسنة كما تقول: حسبت عمرا أخوه خارج، وقال مكي: إنما وما بعدها بدل من الذين فسدّ مسدّ المفعولين كما في قراءة من قرأ بالياء، وقال المهدوي: قال قوم: قدم الذين كفروا توكيدا، ثم جاء لهم من قوله: {أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ}؛ ردا عليهم، والتقدير: ولا تحسبن أن إملاءنا للذين كفروا خير لهم، وقال أبو الحسن الحوفي: إن وما عملت فيه في موضع نصب على
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/49]
البدل من الذين كفروا، والذين: المفعول الأول والثاني محذوف، وقال أبو القاسم الكرماني في تفسيره المسمى باللباب: يجوز أن تكون التاء للتأنيث كقوله: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ}، ولا تحسبن القوم الذين، والذين وصف للقوم كقوله: {وَأَوْرَثْنَا القَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا}.
قلت: فيتَّحد معنى القراءتين على هذا؛ لأن الذين كفروا فاعل فيهما، وكذا يتحد معنى القراءتين على قول من يقول إن الذين كفروا مفعول على قراءة الياء أيضا والفاعل الرسول أو أحد كما تقدم في: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا}، وقيل: إنما نملي بدل من الذين كفروا بدل الاشتمال؛ أي: إملاءنا خير بالرفع خبر مبتدأ محذوف؛ أي: هو خير لأنفسهم والجملة هي المفعول الثاني، قلت: ومثل هذه القراءة بيت الحماسة:
منا الأناة وبعض القوم تحسبنا،.. أنا بطاء وفي إبطائنا سرع
كذا جاءت الرواية بفتح أنا بعد ذكر المفعول الأول فعلى هذا يجوز أن تقول: حسبت وزيد أنه قائم؛ أي: حسبته ذا قيام، فوجه الفتح أنها وقعت مفعوله وهي وما عملت فيه في موضع مفرد وهو المفعول الثاني لحسبت والله أعلم.
وأما {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُون} على قراءة الخطاب، فتقديرها على حذف مضاف؛ أي: بخل الذين يبخلون). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/50]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (579 - وخاطب حرفا يحسبنّ فخذ وقل ... بما يعملون الغيب حقّ وذو ملا
قرأ حمزة: ولا تحسبنّ الّذين كفروا، ولا تحسبنّ الّذين يبخلون بتاء الخطاب فيهما، والباقون بياء الغيبة فيهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 240]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (89- .... .... .... .... .... = .... .... وَالْغَيْبُ يَحْسِبُ فُضِّلَا
90 - بِكُفْرٍ وَبُخْلٍ الآخِرَ اعْكِسْ بِفَتْحِ بَا = كَذِيْ فَرَحٍ .... .... ....). [الدرة المضية: 25] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: والغيب يحسب فضلا بكفر وبخل، الخ أي قرأ مرموز (فا) فضلا وهو خلف بالغيب في يحسب المتصل بقوله {كفروا} [178] وهذا معنى قوله بكفر وكذلك {يحسبن الذين} [180] المتصل بقوله {يبخلون} وهذا معنى قوله: وبخل وعلم من الوفاق للآخرين كذلك في الموضعين، ثم عكس الترجمة فاستأنف وقال: الآخر عكس بفتح با كذي فرح واشدد يميز معًا حلا أي قرأه مرموز (حا) حلا وهو يعقوب بالخطاب في {فلا تحسبنهم بمفازة} [188] وهو المراد بقوله: الآخر لكن مع فتح بائه وهذا معنى قوله بفتح با فخالف أصله وعلم من الوفاق للآخرين كذلك بالخطاب والفتح فعلى هذا ضمير الجمع مفعول أول ويريد بقوله كذى
[شرح الدرة المضيئة: 111]
فرح التشبيه في عكس الغيب فقط أي قرأ أيضًا يعقوب {لا يحسبن الذين يفرحون} [188] بالخطاب على أنه المفعول الأول الذين والثاني محذوف اكتفاء بذكره بعده في {تحسبنهم} وعلم من الوفاق أنه لخلف أيضًا بالخطاب فاتفقا وأنه لأبي جعفر بالغيب في الأول والخطاب في الثاني، والآخر بالخطاب فيهما). [شرح الدرة المضيئة: 112] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا، وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ بِالْخِطَابِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ فِيهِمَا بِالْغَيْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/244] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة {ولا يحسبن الذين كفروا} [178]، و{ولا يحسبن الذين يبخلون} [180] بالخطاب، والباقون بالغيب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 488] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (544 - وخاطبن ذا الكفر والبخل فنن = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 69] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وخاطبن ذا الكفر والبخل (ف) نن = وفرح (ظ) هر (كفى) واكسر وأن
يعني «ولا تحسبن الذين كفروا، ولا يحسبن الذين يبخلون» قرأهما بالخطاب حمزة، والباقون بالغيب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 211] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وخاطبن ذا الكفر والبخل (ف) نن = وفرح ظهر (كفى) واكسر وأن
ش: أي: قرأ ذو فاء (فنن) حمزة ولا تحسبن الذين كفروا [آل عمران: 178]، ولا تحسبن الذين يبخلون [آل عمران: 180] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
[و] قرأ ذو ظاء (ظهر) يعقوب ومدلول (كفى) الكوفيون لا تحسبنّ الّذين يفرحون [آل عمران: 188] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
وجه الخطاب الأول: إسناده إلى المخاطب، والّذين كفروا [آل عمران: 178] مفعول أول، و«أن» وصلتها سدت عن الثاني، وهي بدل من الّذين كفروا [و «ما» مصدرية أو موصولة].
أي: لا تحسبن يا محمد أن الذي نمليه للكفار خير لهم أو أن [إملاءنا] خير لهم.
أو الّذين كفروا أول، وسدت «أن» عن الثاني، بتقدير شأن الذين ف «ما» مصدرية.
ووجه الغيب: إسناده إلى الّذين كفروا وأنّما سدت عن المفعولين أو إلى الرسول فترادف الأولى.
ووجه الخطاب الثاني: إسناده للنبي صلّى الله عليه وسلّم ويقدر مضاف؛ ليتحد [أي:] لا تحسبن يا محمد [بخل] الذين يبخلون هو خيرا ف «بخل» و«خيرا» مفعولاه.
ووجه غيبه: إسناده إلى الّذين ويقدر مفعول دل عليه يبخلون أي: لا يحسبن الباخلون لبخلهم خيرا لهم، أو إلى الرسول فيتحدان.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/252]
ووجه غيب الثاني: يحسبنهم الآتي [آل عمران: 188] أن الأول مسند للنبي صلّى الله عليه وسلّم.
وأول مفعولي الأول الّذين، وأول الثاني ضمير «هم» المنصوب، وبمفازة ثاني:
أحدهما مقدر للآخر والثاني أولى.
وجاز عطف أحدهما على شريطة التفسير، والفاء عاطفة جملة على مثلها؛ لاختلاف الفاعل.
أي: لا يحسبن الرسول الفارحين ناجين، أو: ولا يحسبن الفارحون أنفسهم ناجين، ويجوز غير هذا.
ووجه خطابهما: إسنادهما للنبي صلّى الله عليه وسلّم فمن ثم فتحت التاء؛ لأن الضمير لواحد مذكر.
أي: [لا تحسبن] يا محمد الفارحين ناجين لا تحسبنهم كذلك.
ووجه خطاب تحسبنّهم وغيب يحسبن كما سيأتي: إسناد الأول لـ الّذين والثاني للنبي صلّى الله عليه وسلّم فتعين العطف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/253] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ولا يحسبن الذين كفروا، ولا يحسبن الذين يبخلون" [الآية: 178، 180] فحمزة بالخطاب فيهما وافقه المطوعي.
والخطاب له -صلى الله عليه وسلم- أو لكل أحد والذين كفروا مفعول أول إنما نملي بدل منه سد مسد المفعولين، ولا يلزم منه أن تكون عملت في ثلاثة، إذ المبدل منه في نية الطرح وما موصولة أو مصدرية، أي: لا تحسبن أن الذي نمليه للكفار أو
[إتحاف فضلاء البشر: 1/495]
أملأنا لهم خيرا لهم، وأما الثاني فيقدر فيه مضاف أي: لا تحسبن بخل الذين يبخلون خيرا، فبخل وخيرا مفعولاه والباقون بالغيب فيهما مسندا إلى الذين فيهما، وإنما في الأول سدت مسد المفعولين ويقدر في الثاني مفعول دل عليه يبخلون أي: لا يحسبن الباخلون بخلهم خيرا لهم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/496] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولا يحسبن} معًا، أي {الذين كفروا} [178] و{الذين يبخلون} [180] قرأ حمزة بتاء الخطاب فيهما، والباقون بياء الغيب، وفتح السين الشامي وحمزة وعاصم، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 498]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لأنفسهم} [178] إبدال همزه ياء وتحقيقه لحمزة إن وقف جلي). [غيث النفع: 498]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي ليزدادوا إثما ولهم وعذاب مهين 178}
{ولا يحسبن}
- قراءة حمزة والمطوعي "ولا تحسبن " بتاء الخطاب، والخطاب للرسول، أو لكل أحد.
وزعم أبو حاتم أن قراءة التاء لحن لا يجوز، وتابعه على ذلك جماعة.
[معجم القراءات: 1/627]
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع والكسائي "ولا يحسبن" بالياء وكسر السين.
- وقراءة الباقين "ولا يحسبن" بالياء وفتح السين.
وتقدم فتح السين وكسرها في الآية / 273 من سورة البقرة.
{ولا يحسبن الذين كفروا أنما... إنما}
قرأ يحيى بن وثاب "ولا يحسبن.. إنما" الفعل بالياء، و"إنما" بكسر الهمزة.
- وقال الزمخشري: "وقرأ يحيى بن وثاب بكسر الأولى وفتح الثانية، ولا يحسبن بالياء.."
وقال أبو حيان معقبا على كلام الزمخشري:
" والذين نقلوا قراءة يحيى لم يذكروا أن أحدا قرأ الثانية بالفتح إلا هو، إنما ذكروا أنه قرأ الأولى بالكسر..."
قلت: ذكر الفتح في الثانية ابن خالويه، قال:
" إنما نملي لهم بكسر الهمزة الأولى، والفتح في أنما نملي"
[معجم القراءات: 1/628]
الثانية، يحيى بن وثاب"
وقال الشهاب: "وقراءة الفتح في الثانية شاذة"
وفي معاني الزجاج:
" وقرئت ولا تحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خيرة، وقد قرئت: ولا تحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم".
فقد ذكر القراءة بالتاء مع كسر الهمزة في "إنماء"، ولم أجد مثل هذا عند غيره، فإن يحيى بن وثاب الذي قرأ بكسر الهمزة، وصرحوا أنه قرأ بالياء في الفعل فلعله تحريف في النص، أو أن الأمر التبس على محقق الكتاب فلم يفرق بين القراءتين.
وقال مكي: "وقد كان وجه القراءة لمن قرأ بالتاء أن يكسر إنما. ولم يقرأ به أحد علمته، ونقل هذا عنه أبو حيان.
{خير}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما.
- وقراءة الجماعة "خير" بالرفع خبر «إن».
وقرئ شاذا بالنصب "خيرا".
وذكر أبو إسحاق الزجاج أن المعنى: "لا يحسبن إملاءنا للذين كفروا خيرا لهم، وقد قرأ بها خلق كثير".
{لأنفسهم}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء مفتوحة، وصورتها:
[معجم القراءات: 1/629]
"لينفسهم".
- والجماعة على تحقيق الهمزة الحالين "لأنفسهم"). [معجم القراءات: 1/630]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس