عرض مشاركة واحدة
  #81  
قديم 1 صفر 1440هـ/11-10-2018م, 07:56 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (272) إلى الآية (274)]

{لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (272) لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (274)}

قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (272)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "هداهم" [الآية: 272] حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/457]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ليس عليك هدئهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون (272)}
{هداهم}
- قرأ حمزة والكسائي وخلف بالإمالة.
- والفتح والتقليل للأزرق وورش.
{يشاء}
- تقدم الوقف على الهمز في الآية/ 213، فأنظر هذا في ما سبق
- والباقون غلى الفتح.
{فلأنفسكم}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء مفتوحة.
[معجم القراءات: 1/397]
{ابتغاء}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة، وهو أن يسكن للوقف، ثم يبدل ألفا من جنس ما قبله، وبعضهم أبقى الألف ومد، وبعضهم حذفها.
{لا تظلمون}
- تغليظ اللام عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 1/398]

قوله تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (98 - وَاخْتلفُوا فِي كسر السِّين وَفتحهَا من قَوْله {يَحْسبهُم} 273 و{يَحسبن} آل عمرَان 178
فقر ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَالْكسَائِيّ {يَحْسبهُم} و{يَحسبن} بِكَسْر السِّين فِي كل الْقُرْآن
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَعَاصِم وَحَمْزَة بِفَتْح السِّين فِي كل الْقُرْآن
وَقَالَ هُبَيْرَة عَن حَفْص إِنَّه كَانَ يفتح ثمَّ رَجَعَ فَكَانَ يكسر). [السبعة في القراءات: 191 - 192]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({يحسبهم} بفتح السين كل القرآن شامي يزيد وعاصم غير الأعشى- وهبيرة وحمزة). [الغاية في القراءات العشر: 206]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({يحسبهم} [273] ونحوه: مخير: عبد الوارث. بالفتح دمشقي، ويزيد، وسلام، وحمزة، وعاصم إلا الأعشى وابن بشار وهبيرة؟).[المنتهى: 2/609]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر وحمزة وعاصم (يحسب ويحسبن) إذا كان مستقبلاً بكسر السين حيث وقع، وقرأ الباقون بالكسر). [التبصرة: 172]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (عاصم، وابن عامر، وحمزة: {يحسبهم} (273) و: {يحسبون} (الأعراف: 30) و: {يحسب} (القيامة: 3) و: {يحسبن} (آل عمران: 178) إذا كان فعلاً مستقبلاً: بفتح السين.
والباقون: بكسرها). [التيسير في القراءات السبع: 245]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(عاصم وابن عامر وحمزة وأبو جعفر: (يحسبهم ويحسبون ويحسب) [ويحسبن]. إذا كان فعلا مستقبلا بفتح السّين والباقون بكسرها). [تحبير التيسير: 314]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَحْسَبُهُمُ) بفتح السين وبابه دمشقي وشِبْل في اختياره، والزَّعْفَرَانِيّ، وعبد الوارث، والأصمعي عن نافع، وأبو جعفر، وشيبة وحَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ، وخلف، وسلام، وعَاصِم غير الأعشى، وابن جبير، وابن بشار وهبيرة، واختيار أبو بكر والأعشى، قال الرَّازِيّ: إلا النقار، ولم يستثن أبو الحسين، والأعشى، واستثنى شيبة في النور وخير عبد الوارث عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون بكسر السين، وهو الاختيار لقول رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - لـ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ: لَا تَحْسَبَنَّ - أَنَا إِنَّمَا ذَبَحْنَاهَا لَكَ ... " في حديث فيه طول، فذكر الكسر دون الفتح، وهي لغة قريش). [الكامل في القراءات العشر: 511]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([273]- {يَحْسَبُهُمُ} وبابه، بالفتح: عاصم وابن عامر وحمزة). [الإقناع: 2/615]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (538 - وَيَحْسَبُ كَسْرُ السِّينِ مُسْتَقبَلاً سَمَا = رِضَاهُ وَلَمْ يَلْزَمْ قِيَاساً مُؤَصَّلاَ). [الشاطبية: 43]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([538] ويحسب كسر السين مستقبلًا (سما) = (ر)ضاه ولم يلزم قياسًا مؤصلا
القياس أن مستقبل (حسب): يحسب بفتح السين، إلا أنه قد صح عن العرب- وإن كان ماضيه حسب - الكسر في المستقبل؛ فلذلك قال: (سما رضاه)، أي علا الرضی به وإن لم يلزم القياس المؤصل.
ومن قال {يحسب} بفتح السين، أتی به على الأصل، وهما لغتان فصيحتان.
والكسر قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولغة أهل الحجاز. والفتح لغة تميم. ومثله: يئس ييئس وييأس، ونَعِمَ يَنْعِمُ ويَنْعَمُ). [فتح الوصيد: 2/754]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [538] ويحسب كسر السين مستقبلا سما = رضاه ولم يلزم قياسا مؤصلا
[كنز المعاني: 2/85]
ب: (المؤصل): أن يجعل الشيء أصلًا.
ح: (يحسب): مبتدأ، (كسر السين): مبتدأ ثانٍ، (مستقبلًا): حال، والعائد: محذوف، أي: منه، (سما رضاه): خبر المبتدأ الثاني، والجملة: خبر الأول، وضمير (يلزم): عائد إلى (يحسب) المكسور.
ص: أي: قرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير والكسائي: {يحسب} فعلًا مستقبلًا في جميع القرآن سواء اتصل به ضمير أو لم يتصل، بالتاء أو الباء، نحو: {فلا تحسبنهم} [آل عمران: 188]، {أيحسب الإنسان} [القيامة: 3] بكسر السين، نحو: (نعم ينعم) و (يبس ييبس) و (يئس ييئس)، ولم يجيء مضارع (فعل) مكسور العين على (يفعل) مكسورها إلا الألفاظ الأربعة، ولهذا قال:
.............. = .............. ولم يلزم قياسًا مؤصلا
لأن القياس أن يكون مضارع (فعل): (يفعل) نحو: (علم: يعلم).
وإنما قال: (مستقبلًا) ليشمل جميع ما وقع في القرآن منه مستقبلًا، وإلا لاختص بما في البقرة، وهو: {يحسبهم الجاهل أغنياء} [273]،
[كنز المعاني: 2/86]
وليخرج الماضي نحو: {وحسبوا ألا تكون} [المائدة: 71]، إذ لا خلاف في كسره.
وأما الباقون: فيفتحون السين على القياس المؤصل، وهما لغتان). [كنز المعاني: 2/87]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (536- وَيَحْسَبُ كَسْرُ السِّينِ مُسْتَقبَلًا "سَمَا"،.. "رِ"ضَاهُ وَلَمْ يَلْزَمْ قِيَاسًا مُؤَصَّلا
مستقبلا حال من يحسب، ولولا هو لما كان الخلاف إلا في الذي في سورة البقرة فقط: {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ}، فقال: مستقبلا؛ ليشمل كل فعل مستقبل في القرآن سواء كان بالياء وأو بالتاء متصلا به ضمير أو غير متصل نحو: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ}، {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ}، {وَلا تَحْسَبَنّ}، {وَهُمْ يَحْسَبُونَ}، {فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ}.
ولو قال موضع مستقبلا: "كيف أتى" كان أصرح لكنه خاف أن يلتحق بذلك الفعل الماضي نحو: {وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ}، {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا}.
مما لا خلاف في كسره، وكسر السين مبتدأ ثانٍ، والعائد إلى
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/384]
المبتدأ الأول، وهو يحسب محذوف تقديره كسر السين منه، وسما رضاه خبره، والكسر، والفتح في ذلك لغتان مشهورتان، والفتح هو الجاري على القياس؛ لأن ماضيه مكسور السين، والغالب على الأفعال التي ماضيها كذلك أن مستقبلها بالفتح كـ "علِم يعلَم"، و"شرب يشرب"، وأما إتيان المستقبل بالكسر كالماضي فخارج عن القياس، ولم يأت إلا في أفعال يسيرة منها حسب ونعم وبئس، فهذا معنى قوله: ولم يلزم قياسًا مؤصلًا أصلته العرب وعلماء العربية، وفاعل يلزم ضمير يرجع على يحسب؛ أي: لو لزم القياس لكانت سينه مفتوحة، واختار أبو عبيد قراءة الكسر، وذكر حديثا عن لقيط بن صبرة قال: كنت وافد بني المنتفق إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فبينا نحن عنده إذ روح الراعي غنمه، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "ما أولدت" قال: بهمة قال: "اذبح مكانها شاة"، ثم قال: "لا تحسبن" -ولم يقل لا تحسبن أنا من أجلك ذبحناها- قال أبو عبيد: بالكسر نقرؤها في القرآن كله اختيارا لما حفظ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من لغته واتباعا للفظه والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/385]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (538 - ويحسب كسر السّين مستقبلا سما ... رضاه ولم يلزم قياسا مؤصّلا
قرأ نافع، وابن كثير وأبو عمرو والكسائي يَحْسَبُ* بكسر السين إذا كان مستقبلا مضارعا سواء كان مبدوءا بالياء نحو: يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ، أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ أم بالتاء نحو: أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ. وسواء تجرد عن الضمير كهذه
[الوافي في شرح الشاطبية: 227]
الأمثلة أم اتصل به نحو: يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً، يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ، وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ. وسواء كان مجردا من التوكيد كهذه الأمثلة أم مصاحبا له نحو:
فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ، لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ. فإطلاق الناظم تناول هذه الأنواع كلها، فأهل (سما) والكسائي يقرءون بكسر السين في هذه الأنواع وأشباهها حيث وقعت في القرآن المجيد، وقد يقال: إن الفعل المضارع في أصل وضعه صالح للحال والاستقبال ويعينه لأحد المعنيين: قرينة لفظية أو حالية، وظاهر كلام الناظم يفيد أن محل الاختلاف بين القراء هو الفعل المضارع الدال على الاستقبال فهل الحكم كذلك، أو محل الاختلاف: هو الفعل المضارع مطلقا، وإذا كان الأمر كذلك، فما معنى قول الناظم (مستقبلا)؟
ويجاب عن هذا بأن محل اختلاف القراء هو الفعل المضارع مطلقا، سواء كان للحال أو للاستقبال. وأما قول الناظم: (مستقبلا) فمعناه: الصالح للاستقبال سواء استعمل فيه أم في الحال، فالمراد الاحتراز عن الماضي وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة بفتح السين في هذا الفعل حيث ورد وكيف أتي في القرآن العظيم. وقول الناظم: (مستقبلا) بدل بطريق المفهوم على أن الفعل الماضي لا خلاف فيه بين القراء نحو: أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا، وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ، أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ*. وقوله (ولم يلزم إلخ) الضمير فيه يعود على الكسر وقياسا مفعول به ليلزم. و(مؤصلا) صفة قياسا.
المعنى: أن كسر السين في (يحسب) لم يوافق القياس الذي جعل أصلا يعتمد عليه بل خرج عنه؛ لأن الفعل الماضي المكسور العين مثل: فهم علم، فقه شرب. القياس في مضارعه فتح العين نحو: يفهم يعلم يفقه يشرب. وحينئذ تكون قراءة الكسر سماعية وقراءة الفتح قياسية). [الوافي في شرح الشاطبية: 228]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (83- .... .... .... وَمَيْسَرَةِ افْتَحَاً = كَيَحْسَبُ أُدْ وَاكْسِرْهُ .... .... ). [الدرة المضية: 25] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وميسرة افتحا كيحسب أد أي قرأ مرموز (ألف) أد وهو أبو جعفر {إلى ميسرة} [280] بفتح السين وعلم من الوفاق للآخرين كذلك فاتفقوا، وقوله: كيحسب أي قرأ يحسب المستقبل بفتح السين حيث وقع نحو يحسب ويحسبون ويحسبهم ولا يحسب، وقوله واكسره فق أي قرأ مرموز (فا) فق وهو خلف بكسر السين وعلم من الوفاق أن يعقوب كذلك فاتفقا). [شرح الدرة المضيئة: 105] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تَحْسَبُهُمْ، وَيَحْسَبَنَّ، وَيَحْسَبُ كَيْفَ وَقَعَ مُسْتَقْبَلًا. فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ وَحَمْزَةُ بِفَتْحِ السِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/236]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر وابن عامر وعاصم وحمزة {يحسبهم} [273] كيف وقع مستقبلًا نحو: {يحسب} [الهمزة: 3]، و{يحسبن} [168] بفتح السين، والباقون بكسرها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 476]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (516- .... .... .... .... ويحسب = مستقبلاً بفتح سينٍ كتبوا
517 - في نصّ ثبتٍ .... .... .... = .... .... .... ....). [طيبة النشر: 67]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ويحسب) يعني قرأ يحسب إذا كان فعلا مستقبلا نحو «يحسبهم» ويحسبون، ويحسبن» بفتح السين ابن عامر وحمزة وعاصم وأبو جعفر كما سيأتي في أول البيت بعده، والفتح والكسر في المستقبل لغتان والكسر لغة أهل الحجاز). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 203]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
معا نعمّا افتح (ك) ما (شفا) وفي = إخفاء كسر العين (ح) ز (ب) ها (ص) فى
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/221]
ش: أي: قرأ ذو كاف (كما) ابن عامر و(شفا) حمزة والكسائي وخلف فنعمّا هي [البقرة: 271]، ونعّما يعظكم [النساء: 58] بفتح النون فيهما، والباقون بكسرها.
واختلف عن ذي حاء (حز) أبو عمرو وباء (بها) قالون وصاد (صفى) أبو بكر.
فروى عنهم المغاربة قاطبة (إخفاء كسر العين) ليس إلا يريدون الاختلاس؛ فرارا من الجمع بين الساكنين.
وروى عنهم العراقيون، والمشرقيون قاطبة الإسكان.
[وروى الوجهين جميعا الداني، ثم قال: والإسكان] آثر، وأقيس، والوجهان صحيحان غير أن النص عنهم بالإسكان.
ولا يعرف الاختلاس إلا من طريق المغاربة ومن تبعهم: كالمهدوي، وابن شريح، وابن غلبون، والشاطبي، مع أن الإسكان في «التيسير»، ولم يذكره الشاطبي.
تنبيه:
يريد بالإخفاء هنا: إخفاء الكسرة لا الحرف، فهو مرادف الاختلاس.
و (نعم): فعل ماض جامد، جرد من الزمان؛ لإنشاء المدح.
وفيه وفي كل ثلاثي ثانيه حرف حلق مكسور أربع لغات: فتح الفاء، وكسر العين وهي الأصلية حجازية.
وكسرهما على إتباع الأول للثاني لهذيل، وقيس وتميم.
وفتح النون وسكون العين وهي مخففة من الأصلية.
وكسر النون وسكون العين وهي مخففة من التميمية ولما لحقتها «ما» اجتمع مثلان فخفف بالإدغام، ورسم متصلا لأجله.
فوجه الفتح والكسر: مراجعة الأصل فقط.
ووجه الكسرين: الهذلية، أو لغة الإسكان، وكسرت للساكنين.
[ووجه الاختلاس: مراعاة التخفيف والساكنين].
ووجه الإسكان: أنه المجتمع عليه قبل ما واغتفر التقاء الساكنين وإن كان الأول غير
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/222]
حرف مد؛ لعروضه كالوقف، ولما تقدم عنه قوله: «والصحيح قل إدغامه».
وإلى الوجه الثاني وهو السكون عن الثلاثة، أشار بقوله:
ص:
وعن أبي جعفر معهم سكّنا = ويا يكفّر شامهم وحفصنا
ش: أي: وافقهم أبو جعفر على الإسكان مع الإدغام.
وقرأ ابن عامر وحفص ويكفّر عنكم [البقرة: 271] بالياء والباقون بالنون.
وجه الياء: إسناده إلى ضمير الجلالة من قوله تعالى: فإنّ الله يعلمه [البقرة: 270] أو إلى ضمير الإخفاء أو الإيتاء [المفهومين من تخفوها وتؤتوها [البقرة: 271]، أي: يكفر الله الإخفاء والإيتاء].
ووجه النون: إسناده إلى الله تعالى على وجه التعظيم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/223] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
وجزمه (مدا) (شفا) ويحسب = مستقبلا بفتح سين (ك) تبوا
ش: أي: قرأ المدنيان وذو (شفا) حمزة والكسائي وخلف ويكفر [البقرة: 271] بجزم الراء، والباقون برفعها.
ووجه الجزم: عطفه على محل الفاء؛ لأنه جواب الشرط.
ووجه الرفع: أنه عطف على الاسمية بعد الفاء اسمية محذوفة الصدر، أي: والله يكفر، أو ونحن نكفر، أو استأنف الفعلية، أي: ويكفر- أو ونكفر- نحن.
وقرأ ذو كاف (كتبوا) ابن عامر وفاء «في» أول البيت حمزة، ونون «نص» عاصم، وثاء «ثبت» أبو جعفر- «يحسب» (بفتح السين) إذا كان مضارعا خاليا من الزوائد البنائية، خبرا كان أو استفهاما، تجرد عن الضمير أو اتصل به، مرفوع أو منصوب، نحو:
يحسبهم الجاهل [البقرة: 273] وو لا تحسبنّ الّذين قتلوا [آل عمران: 169]، [و] وهم يحسبون أنّهم [الكهف: 104]، [و] يحسبه الظّمئان [النور: 39]، [و] أيحسب
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/223]
الإنسن [القيامة: 3، 37]، [و] يحسب أنّ ماله [الهمزة: 3].
والباقون بكسرها في الكل.
فخرج بالمضارع: الماضي، وبالخالي من الزوائد ذو الزوائد، نحو: «يحتسبون»، وقيدت- بـ «البنائية»، [أي:] التي ينتقل الوزن بها إلى وزن آخر؛ لئلا يخرج ذو همزة الاستفهام، والباقي تنويع، وعلم العموم من قوله (مستقبلا)، أي: صالح له؛ لئلا يخرج عنه ما معناه المضي مما تقدم.
وقياس عين مضارع فعل وفعل: أن يخالف الماضي، فمن ثم كان القياس فتح السين.
وقد خرج من بابه بـ «نعم»، و«بئس»، و(يحسب) فصار فيها لغتان: القياسية والسماعية.
فوجه الكسر: السماعية، وهي [لغة] الحجاز، وكنانة.
ووجه الفتح: القياسية، وهي لغة تميم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/224]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يحسب" [الآية: 273] المضارع حيث أتى نحو: "يحسبهم ولا تحسبن وهم يحسبون يحسبه أيحسب" فابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر بفتح السين على الأصل كعلم يعلم وهو لغة تميم وافقهم الحسن والمطوعي والباقون بالكسر لغة أهل الحجاز). [إتحاف فضلاء البشر: 1/457]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "سيماهم" [الآية: 273] حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو). [إتحاف فضلاء البشر: 1/457]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ليس عليك هداهم}
{يحسبهم} [273] قرأ الحرميان وبصري وعلي بكسر السين، والباقون بالفتح). [غيث النفع: 449]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم (273)}
{يحسبهم}
- قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر والحسن والمطوعي "يحسبهم" بفتح السين حيث وقع، وهو القياس؛ لأن ماضيه على فعل بكسر العين، وهي لغة تميم.
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو والكسائي ويعقوب وخلف والأعشى مختلفاً فيه عنه عن أبي بكر وهبيرة عن حفص عن
[معجم القراءات: 1/398]
عاصم (يحسبهم) بكسر السين، وهي لغة الحجاز.
وقال هبيرة عن حفص": «إنه كان يفتح، ثم رجع فكان يكسره.
وقال ابن خالويه: «وفيه لغتان: يحسِب ويحسَب، فلغة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله الكسر، والماضي حسيب بالكسر لا غير.
{أغنياء}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة، وتسكن للوقف، ثم تبدل ألفاً من جنس ما قبلها، وبعد ذلك يجوز حذفها، ويجوز إبقاؤها والمد.
{بسيماهم}
- هذه قراءة الجماعة (بسيماهم).
- وقرأه بالإمالة: حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والصغرى الأزرق وورش وأبو عمرو.
- والباقون على الفتح.
- وذكر ابن خالويه أن حماد بن سليمان قرأ بسيمياهم). [معجم القراءات: 1/399]

قوله تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (274)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسبق" ترقيق راء "سرا" للأزرق بخلفه وكذا فتح فاء "لا خوف" [الآية: 274] مع حذف تنوينه ليعقوب وضم هاء "عليهم" له كحمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/457]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الذين ينفقون أمولهم بالليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون (274)}
{والنهار}
- قرأه بالإمالة أبو عمرو والدوري والكسائي.
- وابن ذكوان بالإمالة من طريق الصوري.
- والأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون بالفتح، وهو الوجه الثاني لابن ذكوان من طريق الأخفش
{سراً}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء وتفخيمها وصلاً.
- وبترقيقها في الوقف.
- والباقون على التفخيم في الحالين. ولا خوف
{ولا خوف}
- تقدم فتح الفاء مع حذف التنوين ليعقوب وغيره، وانظر هذا في الآية/۳۸ من هذه السورة.
{عليهم}
- تقدمت قراءة يعقوب وحمزة بضم الهاء (عليهم).
- وقراءة غيرهم بكسرها.
وانظر الآية/۷ من سورة الفاتحة). [معجم القراءات: 1/400]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس