عرض مشاركة واحدة
  #80  
قديم 1 صفر 1440هـ/11-10-2018م, 07:54 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (267) إلى الآية (271)]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267) الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268) يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269) وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (270) إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (271)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ)
: ( (خفيف ابن كثير غير القواس) {ولا تيمموا} مشددة التاء، وكذلك في آل عمران {ولا تفرقوا}. وفي النساء {إن الذين توفاهم} وفي المائدة {ولا تعانوا} وفي الأنعام {فتفرق} وفي الأعراف وطه والشعراء {تلقف} وفي الأنفال {ولا تولوا، ولا تنازعوا} وفي التوبة {هل تربصون} وفي هود {وإن تولوا فإني} {فإن تولوا فقد} {لا تكلم} وفي الحجر {ما ننزل} وفي النور {إذ تلقونه} {فإن تولوا} وفي الشعراء {على من تنزل..
[الغاية في القراءات العشر: 204]
تنزل على} وفي الأحزاب {ولا تبرجن} {ولا أن تبدل} وفي الصافات، {لا تناصرون} وفي الحجرات {ولا تنابزوا} {ولا تجسسوا} و{لتعارفوا} في المودة {أن تولوهم} وفي الملك {تكاد تميز} وفي القلم {لما تخيرون} وفي عبس {عنه تلهي} وفي الليل {ناراً تلظي} وفي القدر {ألف شهر تنزل} ). [الغاية في القراءات العشر: 205]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ولا تيمموا} [267]، وفي آل عمران {ولا تفرقوا} [103]، وفي النساء {إن الذين توفاهم} [97]، وفي المائدة {ولا تعاونوا} [2]، وفي الأنعام {فتفرق} [153]، وفي الأعراف [117]، وطه [69]، والشعراء [45] {تلقف}، وفي الأنفال {ولا تولوا} [20]، وفيها {ولا تنازعوا} [46]، وفي التوبة {هل تربصون} [52]، وفي هود {فإن تولوا} [3، 57] فيهما، {لا تكلم} [105]، وفي الحجر {ما تنزل} [8]، وفي النور {إذ تلقونه} [15]، {فإن تولوا} [54]، وفي الشعراء {على من تنزل} [221]، {تنزل على} [222]، وفي الأحزاب {ولا تبرجن} [33]، {ولا أن تبدل} [52]، وفي الصافات {لا تناصرون} [25]، وفي الحجرات {ولا تنابزوا} [11]، {ولا تجسسوا} [12]، {لتعارفوا} [13]، وفي المودة {أن تولوهم} [الممتحنة: 9]، وفي الملك {تكاد تميز} [8]، وفي القلم {لما تخيرون} [38]، وفي عبس {عنه تلهى}
[المنتهى: 2/606]
[10]، وفي الليل {نارًا تلظى} [14]، وفي القدر {تنزل الملائكة} [4]:
بالتشديد فيهن البزي إلا ابن زياد، والفليحي، وافق يزيد في {تناصرون}، ورويس في {تلظى}، وأبو بشرٍ في الشعراء).[المنتهى: 2/607]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (قوله: (وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ)، وفي آل عمران (وَلَا تَفَرَّقُوا) وفي النساء (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ)، وفي المائدة
[الكامل في القراءات العشر: 509]
(وَلَا تَعَاوَنُوا)، وفي الأنعام (فَتَفَرَّقَ بِكُمْ)، وفي الأعراف (تَلْقَفُ)، وهكذا في طه، والشعراء، وفي الأنفال (وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ)، وفيها (وَلَا تَنَازَعُوا)، وفي التوبة (هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا)، وفي هود (وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ) في موضعان، وفيها (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ) وفي الحجر (مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ)، وفي النور (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ)، وفيها (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا)، وفي الشعراء (عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ)، وفيها (الشَّيَاطِينُ تُنَزَّلَ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ)، وفي الأحزاب (وَلَا تَبَرَّجْنَ)، وفيها (وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ) وفي الصافات (مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ)، وفي الحجرات (وَلَا تَجَسَّسُوا)، وفيها (وَلَا تَنَابَزُوا)، و(لِتَعَارَفُوا)، وفي الممتحنة (أَنْ تَوَلَّوْهُمْ)، وفي الملك (تَكَادُ تَمَيَّزُ)، وفي القلم (لَمَا تَخَيَّرُونَ)، وفي عبس (عَنْهُ تَلَهَّى)، وفي الليل (نَارًا تَلَظَّى)، وفي القدر (مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تُنَزَّلَ) فهذه أحد وثلاثون كلها مشدد مكي غير القواس وابن زياد عن البزي ومجاهد، زاد بْن مِقْسَمٍ " ولا تناسوا الفضل "، " ولا تبدلوا الخبيث "، وهكذا كل تاء أزيد بها الاستقبال، وافقه الشافعي " ولا تناسوا "، وأبو جعفر في (تَنَاصَرُونَ) وروي في (تَلَظَّى)، زاد رويس " تمارى "، (ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا)، وافق أبو بسر في تنزل في الشعراء ففيها ذكر ابن مجاهد " ولا تفرقوا فيه " وهو غلط في وجود التائين ظاهرتين، وكذا ذكر (وَمَا تَفَرَّقُوا) وليس بصحيح لأن هذا ماض وما زاد رُوَيْس فيقبح لظهورهما في المصحف، والباقون مخفف، وهو الاختيار للشهرة (وَلَا تَيَمَّمُوا) بضم التاء وكسر الميم أبو حيوة فيه مشدد، الباقون بفتح التاء والميم، وهو الاختيار لأنك تقول تيممته.
(تُغْمِضُوا فِيهِ) مشدد قَتَادَة، وأبو حيوة مع فتح الغين والميم، وروى ابن قَتَادَة بإسكان الغين وفتح الميم خفيف، الباقون بضم التاء وإسكان الغين وكسر الميم، وهو الاختيار لقوله: (وَلَا تَيَمَّمُوا) فسمي فيه الفاعل فكذلك ها هنا). [الكامل في القراءات العشر: 510]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (507 - في الوصل تاتيمّموا اشدد تلقف = تلهّ لا تنازعوا تعارفوا
508 - تفرّقوا تعاونوا تنابزوا = وهل تربصّون مع تميّزوا
509 - تبرّج اذ تلقّوا التّجسّسا = وفتّفرّق توفّى في النّسا
[طيبة النشر: 66]
510 - تنزّل الأربع أن تبدّلا = تخيّرون مع تولّوا بعد لا
511 - مع هود والنّور والامتحان لا = تكلّم البزّي تلظّى هب غلا
512 - تناصروا ثق هد وفي الكلّ اختلف = له (البزي) وبعد كنتم ظلتم وصف
513 - وللسّكون الصّلة امدد والألف = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 67] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (في الوصل تاتيمّموا اشدد تلقف = تلهّ لا تنازعوا تعارفوا
قوله: (في الوصل الخ) الأبيات الستة وصدر السابع أخذ يبين مذهب البزي في التاءات قوله: (تاتيمموا) أي «تيمّموا» وما بعده فقصره ضرورة وهو منصوب باشدد، وإنما قيده بالوصل لأنه إذا ابتدأ حققها كالجماعة يريد التاء التي تكون في أوائل الأفعال المستقبلة إذا حسن معها تاء أخرى لم ترسم في الخط، ووقع الخلاف في ثلاثة وثلاثين موضعا كما سنذكره؛ فروى البزي تشديدها كما سيأتي، ووجه التشديد إدغام الأولى في الثانية تخفيفا مع التنبيه على الأصل إذ هو تاءان تاء المضارعة وتاء التفاعل أو تاء التفعل، ووجه قراءة الجماعة المبالغة في التخفيف بحذف إحدى التاءين، وهل المحذوف الأولى أو الثانية؟ على الخلاف المتقدم في «تظّاهرون» قوله: (تيمموا) أي «ولا تيمموا الخبيث» هنا قوله: (تلقف) يعني في الأعراف وطه والشعراء تلة: أي «عنه تلهّى» في عبس قوله: (لا تنازعوا) يعني في الأنفال «ولا تنازعوا» قوله: (تعارفوا) يعني «لتعارفوا» في الحجرات.
تفرّقوا تعاونوا تنابزوا = وهل تربّصون مع تميّزوا
يعني «ولا تفرقوا واذكروا» في آل عمران «ولا تعاونوا على الإثم» في المائدة «ولا تنابزوا بالألقاب» في الحجرات و «قل هل تربصون بنا» في التوبة قوله: (مع تميز) أي «تكاد تميز من الغيظ» في الملك.
تبرّج اذ تلقّوا التّجسّسا = وفتّفرّق تّوفّى في النسا
يعني «ولا تبرجن» في الأحزاب «إذ تلقونه بألسنتكم» في النور (التجسسا) يريد «ولا تجسسوا» في الحجرات؛ أي الفعل الذي هو من التجسس نصبه بفعل
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 200]
مقدر قوله: قوله: (وفتفرق بكم عن سبيله) في الأنعام قوله: (توفي) يعني «الذين توفاهم الملائكة» قيده بالنساء لئلا يشتبه بالذي في النحل.
تنزّل الأربع أن تبدّلا = تخيّرون مع تولّوا بعد لا
أي الكلمات الأربع في الحجر «ما ننزل الملائكة» وفي الشعراء «على من تنزل الشياطين تنزل على» وفي القدر «من ألف شهر تنزل» قوله: (أن تبدلا) يعني «أن تبدّل بهن من أزواج» في الأحزاب «تخيّرون» يعني «لما تخيرون» في ن مع تولوا، يعني قوله «ولا تولوا عنه» في الأنفال.
مع هود والنّور والامتحان لا = تكلّم البزي تلظّى (هـ) ب (غ) لا
أي مع «تولوا» الذي في هود، وهو حرفان «وإن تولوا فإني أخاف عليكم، فإن تولوا أبلغتكم» وفي النور «فإن تولوا فإنما عليه» وفي الامتحان «أن تولوهم» واحترز بالنص عليها من نحو قوله تعالى في المائدة «فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله» وفي آل عمران «فإن تولوا فإن الله» فإنه لا خلاف فيهما، لأن الفعل فيهما ماض مع أن حرف آل عمران يحتمل الاستقبال قوله: (لا تكلم) أي قوله تعالى «لا تكلّم نفس إلا بإذنه» قوله: (البزي) أي هذه التاءات في الكلم المذكورة، انفرد بتشديدها البزي قوله: (تلظى) أي واتفق هو وريس على تشديد «نارا تلظّى» في الليل على الجمع بين الساكنين كما في نظائره، وقد غلط من قال بكسر التنوين قبله أو بفتحه غلطا فاحشا، ووجه تخصيص رويس له كأنه لاحظ شدة تلظي النار وتعظيم المقام كما خصص حفص الصلة في «فيه مهانا» قوله: (هب) من الهبة قوله: (غلا) أي ارتفع وزاد غلاه، أو من غلت القدر: من الغليان.
تناصروا (ث) ق (هـ) د وفى الكلّ اختلف = له وبعد كنتم ظلتم وصف
أي واتفق البزي وأبو جعفر على تشديد «لا تناصرون» في والصافات، ووجه تخصيص أبي جعفر مبالغة في التهكم بهم في ذلك المقام، والله تعالى أعلم. قوله: (له) أي للبزي، يعني ورد عنه أيضا الخلاف في كل ما ذكر له من التاءات في المواضع المذكورة قوله: (وصف) أي الخلاف للبزي: أي روى عنه تشديد التاء بعد قوله: (كنتم، وظلتم) يريد قوله تعالى «ولقد كنتم تمّنون الموت» في آل عمران، و «فظلتم تفكّهون» في الواقعة كما ذكره صاحب التيسير ومن تبعه.
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 201]
وللسّكون الصّلة امدد والألف = من يؤت كسر التّا (ظ) بى بالياء قف
بين في هذا حكم حرف المد إذا وقع قبل التاء المشددة مما ذكره فأمر بالمد في ذلك؛ فمثاله في الصلة «عنه تلهى، وكنتم تمنون الموت، وظلتم تفكهون»؛ ومثاله في الألف «لا تكلم، ولا تولوا، ولا تناصرون» فالمد في ذلك لأجل التقاء الساكنين، ووجه ذلك أن التشديد عارض فلا يعتد به في حذف المد؛ وأما ما اجتمع في ذلك من الساكنين غير حرف المد نحو «هل تربصون، ونارا تلظى» فإن الجمع بينهما في ذلك ونحوه غير ممتنع لصحة روايته واستعماله عند القراء ووروده عن العرب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 202] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
في الوصل تا تيمّموا اشدد تلقف = تلهّ لا تنازعوا تعارفوا
تفرّقوا تعاونوا تنابزوا = وهل تربّصون مع تميّزوا
تبرّج إذ تلقّوا التّجسّسا = وفتّفرّق توفّى في النّسا
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/217]
تنزّل الأربع أن تبدّلا = تخيّرون مع تولّوا بعد لا
مع هود والنّور والامتحان لا = تكلّم البزي تلظّى (هـ) بـ (ع) لا
تناصروا (ث) ق (هـ) د وفي الكلّ اختلف = له وبعد كنتم ظلتم وصف
وللسّكون الصّلة امدد والألف = من يؤت كسر التا (ظ) بى بالياء قف
ش: أي: اختلف في تشديد تاء الفعل والتفعل الواقعة في أوائل الأفعال المستقبلة إذا حصل معها تاء أخرى، ولم ترسم خطا، وذلك في إحدى وثلاثين تاء: ولا تيمّموا الخبيث هنا [البقرة: 267]، وبآل عمران ولا تفرّقوا [الآية: 103]، وبالنساء الّذين توفّيهم [الآية: 97]، وبالمائدة ولا تعاونوا [الآية: 2]، وبالأنعام فتفرّق بكم [الآية: 153]، وبالأعراف فإذا هي تلقف [الآية: 117]، [وبالأنفال] ولا تولّوا [الآية: 20]، ولا تنزعوا [الآية: 46]، وبالتوبة قل هل تربّصون بنآ [الآية: 52] [وبهود] وإن تولّوا فإنّي أخاف [الآية: 3]، [و] فإنّ تولّوا فقد أبلغتكم [الآية: 57]، [و] لا تكلّم [الآية: 105] وبالحجر ما ننزّل الملائكة [الآية: 8] وبطه يمينك تلقف [الآية: 69] وبالنور إذ تلقّونه [الآية: 15]، فإن تولّوا [الآية: 54]، وبالشعراء هي تلقف [الآية: 45]، على من تنزّل الشّياطين [الآية: 221]، وبالأحزاب ولا تبرّجن [الآية: 33] ولآ أن تبدّل [الآية: 52]، وبالصافات لا تناصرون [الآية: 25] وبالحجرات ولا تنابزوا بالألقاب [الآية: 11]، [و] ولا تجسّسوا [الآية: 12]، [و] لتعارفوا [الآية: 13]، وبالممتحنة أن تولّوهم [الآية: 9] وبالملك تكاد تميّز [الآية: 8]، وبنون لما تخيّرون [الآية: 38]، وبعبس عنه تلهّى [الآية: 10]، وبالليل نارا تلظّى [الآية: 14]، وبالقدر من ألف شهر تنزّل [الآية: 3].
فروى عن ذي هاء (هب) البزي من طريقيه تشديد التاء من هذه المواضع كلها حالة الوصل إلا الفحام، والطبري، والحمامي، فإن الثلاثة رووا عن أبي ربيعة عن البزي تخفيفها في المواضع كلها.
وبذلك قرأ الباقون؛ فصار للبزي في تشديد هذه التاءات وجهان؛ فلهذا قال:
(وفي الكل اختلف له)، أي: للبزي.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/218]
واتفق ذو ثاء (ثق) أبو جعفر، وهاء (هد) (البزي) [على تشديد تاء لا تناصرون بالصافات [الآية: 25].
وكذلك اتفق ذو هاء (هب)] (البزي) وغين (غلا) رويس على تشديد نارا تلظّى بالليل [الآية: 14].
وقوله: (وبعد كنتم ظلتم وصف) أي: روى عن البزي تشديد هاتين التاءين، وسترى تحقيقه.
قال الداني في «الجامع»: حدثني أبو الفرج النجاد عن ابن بدهن عن الزينبي عن أبي ربيعة [عن البزي] عن أصحابه عن ابن كثير-: أنه شدد التاء من قوله تعالى: ولقد كنتم تمنون الموت بآل عمران [الآية: 143] وفظلتم تّفكهون بالواقعة [الآية: 65].
قال الداني: وذلك قياس قول أبي ربيعة؛ لأنه جعل التشديد في التاء مطردا ولم يحصره بعدد.
وكذلك فعل البزي في كتابه، فقال المصنف: ولم أعلم أحدا ذكر هذين الحرفين سوى الداني من هذه الطريق.
وأما النجاد فهو من الأئمة المتقنين الضابطين، ولولا ذلك ما اعتمد الداني على نقله وانفراده بهما؛ مع أن الداني لم يقرأ بهما على أحد من شيوخه؛ ولهذا قال: حدثني.
ولم يقع لنا تشديدهما إلا من طريق الداني ولا اتصلت تلاوتنا بهما إلا إليه، وهو لم يسندهما في «التيسير»، بل قال فيه: وزاد أبو الفرج النجاد ... إلى آخره.
وقال في «مفرداته»: و«زادني أبو الفرج»، وهذا صريح في المشافهة.
وأما ابن بدهن فهو من الإتقان والشهرة بمحل، ولولا ذلك لم يقبل [انفراده عن] الزينبي.
وروى عن الزينبي غير واحد: كأبي نصر الشذائي، والشنبوذي، وابن أبي هاشم، والوالي، وأبي بكر بن الشارب.
ولم يذكر أحد منهم هذين الحرفين سوى ابن بدهن هذا.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/219]
بل كل من ذكر طريق الزينبي [هذا] عن أبي ربيعة: كابن سوار المالكي، وأبي العز، وأبي العلاء، وسبط الخياط- لم يذكرهما؛ ولعلم الداني بانفراده بهما استشهد له بقول أبي ربيعة، ولولا ثبوتهما في «التيسير» و«الشاطبية»، ودخولهما في ضابط [نص] البزي، والتزامنا ذكر ما في «الكتابين» من الصحيح لما ذكرناهما؛ لأن
طرق الزينبي ليست في كتابنا.
وذكر الداني لهما في «التيسير» [اختياره والشاطبي] تبع؛ لأنهما ليسا من طريق كتابيهما. انتهى.
وقوله: (وللسكون الصلة امدد والألف) يعني: إذا التقى ساكنان بسبب الإدغام فإن كان قبل التاء المدغم فيها حرف مد نحو: ولا تّيمموا [البقرة: 267]، [و] عنه تّلهى [عبس: 10]- وجب إثباته ومده مدا مشبعا للساكنين كما تقدم التنبيه عليه في باب المد، ولا يجوز حذفه؛ لأن الساكنين على حدهما.
وإن كان قبل التاء المدغم فيها حرف ساكن غير الألف سواء كان تنوينا نحو: خير من ألف شهر تنزل الملائكة [القدر: 3، 4] ونارا تلظى [الليل: 14] أو غيره نحو: هل تربّصون [التوبة: 52]- فمفهوم كلامه: أنه يجمع فيهما بين الساكنين وهو كذلك؛ لأن الجمع بينهما في ذلك ونحوه غير ممتنع؛ لصحة الرواية واستعماله عن القراء والعرب.
قال الداني: وأقرأني الشيخ برهان الدين الجعبري بتحريك التنوين بالكسر على القياس.
وقال الجعبري في «شرحه»: وفيها وجهان- يعني: [في] العشرة التي اجتمع فيها ساكنان صحيحان:
أحدهما: أن يترك على سكونه، وبه أخذ الناظم، والداني والأكثر. والثاني: كسره.
قال: وإليهما أشرنا في «النزهة» بقولنا: «وإن صح قبل الساكن إن شئت فاكسرن».
قال الناظم: ولم يسبق أحد الجعبري إلى جواز كسر التنوين، ولا دل عليه كلامهم، ولا عرج عليه أحد منهم.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/220]
وأيضا: لو جاز الكسر، لكان الابتداء بهمزة وصل.
وإن جاز عند أهل العربية في الكلام، فإنه غير جائز عند القراء في القرآن؛ لأن القراءة سنة متبعة، وقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام: «اقرءوا كما علمتم» وإذا ابتدأ بهن [هو] ابتدأ بتاءات مخففات؛ لامتناع الابتداء بالساكن وموافقة الرسم، والرواية. والله أعلم.
تنبيه:
تنزّل الأربع أشار بها إلى [موضع] الحجر [الآية: 21]، وموضعي الشعراء [الآيتان: 221، 222]، وموضع القدر [الآية: 4].
وقوله: (تولوا بعد لا) أشار به إلى موضعي الأنفال [الآيتان: 23، 40]، وأطلق هو ليعم ما فيها و(تلقف)؛ [ليعم الثلاث].
وجه الإدغام: أن الفعل أصله فعل مضارع مبدوء بتاءين، أدغمت الأولى في الثانية بعد الإسكان.
ووجه الإظهار: أن إحدى التاءين محذوفة؛ فلم يجتمع مثلان). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/221] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(البزي يشدد التّاء الّتي في أوائل الأفعال المستقبلة في حال الوصل في [واحد] وثلاثين موضعا، هنا (لا تيمموا) وفي آل عمران (ولا تفرقوا) وفي النّساء (إن الّذين توفّاهم) وفي المائدة ((ولا تعاونوا) وفي الأنعام (فتفرق بكم) وفي
[تحبير التيسير: 310]
الأعراف (فإذا هي تلقف) وكذا في طه والشعراء، وفي الأنفال (ولا تولّوا ولا تنازعوا)، وفي التّوبة (قل هل تربصون) وفي هود (وإن تولّوا فإنّي وفإن تولّوا فقد ولا تكلم نفس) وفي الحجر (ما تنزل) وفي النّور (إذ تلقونه وفإن تولّوا فإنّما) وفي الشّعراء (على من تنزل الشّياطين تنزل على) وفي الأحزاب (ولا تبرجن، ولا أن تبدل) وفي الصافات {لا تناصرون} وفي الحجرات {ولا تنابزوا ولا تجسسوا ولتعارفوا} وفي الممتحنة {أن تولوهم} وفي الملك {تكاد تميز} وفي ن والقلم {لما تخيرون} وفي عبس {عنه تلهى} وفي اللّيل {نارا تلظى} وفي القدر (من
[تحبير التيسير: 311]
ألف شهر تنزل} قلت: وافقه أبو جعفر في {لا تناصرون} ووافقه رويس في (نارا تلظى) والله الموفق.
قال أبو عمرو [وزادني] أبو الفرج [النجاد] المقرئ من قراءته على أبي الفتح [بن بدهن] عن أبي بكر الزّينبي عن أبي ربيعة عن البزي موضعين وهما في آل عمران: (ولقد كنتم تمنون الموت) وفي الواقعة {فظلتم تفكهون}.
فشدد التّاء فيهما وذلك قياس قول أبي ربيعة.
[تحبير التيسير: 312]
فإن [ابتدأ] بهذه التاءات [خفف] لا غير، وإن كان قبلهن حرف مد زيد في تمكينه والباقون بتخفيف التّاء في الباب كله.
قلت: يعقوب (ومن يؤت الحكمة) بكسر التّاء وإذا وقف [فبالياء] على أصله، والباقون بفتح التّاء، والله الموفق). [تحبير التيسير: 313] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في تشديد تاء التفعل والتفاعل في الفعل المضارع المرسوم بتاء واحدة في إحدى وثلاثين موضعا وهي "وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيث" [الآية: 267] هنا و"لا تَفَرَّقُوا" [بآل عمران الآية: 103] و"توفاهم" [بالنساء الآية: 97] و"لا تعاونوا" ثاني العقود [الآية: 2] و"فتفرق" [بالأنعام الآية: 153] و"تلقف" [بالأعراف الآية: 117] و"لا تولوا ولا تنازعوا"
[إتحاف فضلاء البشر: 1/452]
[بالأنفال الآية: 20، 46] و"هَلْ تَرَبَّصُون" في [براءة الآية: 52] و"فَإِنْ تَوَلَّوْا" معا "ولا تكلم" [بهود الآية: 57، 105] "ما تنزل" [بالحجر الآية: 8] "يمينك تلقف" [طه الآية: 69] "إذا تلقونه، فإن تولوا" [بالنور الآية: 15، 54] "وهي تلقف، من تنزل" [بالشعراء الآية: 45، 221، 222] "لا تبرجن، ولا أن تبدل" [بالأحزاب الآية: 33، 52] و"لا تناصرون" [بالصافات الآية: 25] و"لا تنابزوا، ولا تجسسوا، ولتعارفوا" [بالحجرات الآية: 11، 12، 13] و"أن تولوهم" [بالممتحنة الآية: 9] و"تكاد تميز" [بالملك الآية: 8] و"لما تخيرون" [بنون الآية: 38] و"عَنْهُ تَلَهَّى" [بعبس الآية: 10] و"نَارًا تَلَظَّى" [بالليل الآية: 14] و"شَهْرٍ، تَنَزَّل" [بالقدر الآية: 3، 4]
[إتحاف فضلاء البشر: 1/453]
فالبزي من طريقيه سوى الفحام والطبري والحمامي عن النقاش عن أبي ربيعة بتشديد التاء في هذه المواضع كلها وصلا،
قال الجعبري: لأن الأصل تاآن تاء المضارعة وتاء التفاعل أو التفعل، وليست كما قيل من نفس الكلمة واستثقل اجتماع المثلين وتعذر إدغام الثانية في تاليها نزل اتصال الأولى بسابقها منزلة اتصالها بكلمتها فأدغمت في الثانية تخفيفا مراعاة للأصل والرسم. ا. هـ. فإن كان قبل التاء حرف مد نحو: ولا تيمموا، وعنه تلهى وجب إثباته وإشباعه كما تقدم في باب المد وامتنع حذفه، وإن كان قبلها حرف ساكن غير الألف جمع بينهما لصحة الرواية واستعماله عن القراء والعرب فلا يلتفت لطعن الطاعن فيه، سواء كان الساكن تنوينا نحو: من ألف شهر تنزل ونارا تلظى أو غير تنوين نحو: هل تربصون فإن تولوا من تنزل وأما ما ذكره الديواني من تحريك التنوين بالكسر في نحو: "نَارًا تَلَظَّى" وعزاه لقراءته على الجعبري فرده في النشر فإن ابتدأ بهن خفف لامتناع الابتداء بالساكن وللرواية وافقه ابن محيصن وروى الفحام والبزي والحمامي عن النقاش عن أبي ربيعة عن البزي تخفيف التاء في ذلك كله وبه قرأ الباقون، إلا أن أبا جعفر وافق على تشديد التاء من: لا تناصرون بالصافات ورويس كذلك في: نارا تلظى بالليل، وأما تشديد التاء من "كُنْتُمْ تَمَنَّوْن" [بآل عمران الآية: 143] و"فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُون" [بالواقعة الآية: 65] عن البزي بخلفه على ما في الشاطبية كالتيسير، فهو وإن كان ثابتا لكنه من رواية
[إتحاف فضلاء البشر: 1/454]
الزينبي عن أبي ربيعة عن البزي وليس من طرق الكتاب كالنشر، وانفرد بذلك الداني من الطريق المذكور فقط، كما يفهم من النشر، وأشار إلى ذلك بقوله في الطيبة: وبعد كنتم ظلمتم وصف ثمن اعتذر في النشر عن ذكرهما بقوله: ولولا إثباتهما في التيسير والشاطبية والتزامنا بذكر ما فيهما من الصحيح لما ذكرناهما؛ لأن طريق الزينبي لم تكن في كتابنا، وذكر الدابي لهما اختيار والشاطبي تبعه، إذ لم يكونا من طريق كتابيهما، وتقدم ذكر تسكين راء "يأمركم" مع الاختلاس عن أبي عمرو وزيادة الإتمام عن الدوري عنه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/455] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ولا تيمموا} [267] قرأ البزي في الوصل بتشديد التاء الفوقية، ويمد طويلاً لالتقاء الساكنين، والباقون بالتخفيف.
وإنما ثبت حرف المد في هذا وما شابهه من المدغمات، ولم يحذف على الأصل كما حذف في نحو {ومنهم الذين} [التوبة: 61] {تبوء والدار} [الحشر: 9] {ولا الذين} [النساء: 18] لأن الإدغام طار على حرف المد، لم يحذف لأجله.
وأما إدغام اللام في {الذين} و{الدار} ونحوهما فأصل لازم وليس بطار على حرف المد لأجله). [غيث النفع: 444]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({والأذى} [264] و{الأخر} و{الأنهار} [266] و{الأرض} [267] و{بالفحشاء} [268] و{يشاء} و{الألباب} وقوفها لا تخفى). [غيث النفع: 447] (م)

قوله تعالى: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ويأمركم بالفحشاء} [268] قرأ البصري ب إسكان ضمة الراء، وزاد الدوري عنه اختلاسها، والباقون بالضم). [غيث النفع: 444]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({والأذى} [264] و{الأخر} و{الأنهار} [266] و{الأرض} [267] و{بالفحشاء} [268] و{يشاء} و{الألباب} وقوفها لا تخفى). [غيث النفع: 447] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتهم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله غني حميد (267)}
{ولا تيمموا}
- قراءة الجماعة (ولا تيمموا) بتخفيف التاء، وأصله تتيمموا فحذف إحدى التاءين، وهي رواية أبي ربيعة عن البزي.
- وقرأ البزي والنقاش وأبو ربيعة بخلاف عنه وابن كثير وابن فليح والقواس وورش (ولا تيمموا) بتشديد التاء مع المد الطويل في «لا» الالتقاء الساكنين، وأصله: تتيمموا، فأدغمت التاء في التاء في الوصل، وهو مذهب عرف به البزي في مواضع من القرآن أحصتها كتب القراءات، وقد بلغت إحدى وثلاثين تاء، وتجدها في هذا المعجم موزعة في مواضعها.
- وقرأ ابن عباس والزهري ومسلم بن جندب وأبو مسلم بن جناب
[معجم القراءات: 1/387]
ولا تيمموا بضم التاء
- وقرأ عبد الله وأبو صالح صاحب عكرمة (ولا تأممواه) من أممت: أي قصدت
وحكى الطبري أن عبد الله قرأ (ولا تؤموا) من أممت، أي قصدت، وحكاها يعقوب لغة، نقل هذا أبو حيان عن الطبري.
- وذكر القرطبي أن قراءة عبد الله (ولا تؤمموا)، وذكر ابن عطية أنه حكاها أبو عمرو عن ابن مسعود
{إلا أن تغمضوا فيه}
- قراءة الجمهور (.. تغمضوا...) بضم التاء من «أغمض».
- وقرأ الزهري «.... تغمضوا...» بضم التاء وفتح الغين وكسر الميم المشددة، ومعناها معنى قراءة الجمهور.
- وقرأ الزهري والبراء بن عازب والحسن البصري وأبو البرهسم (تغمضوا)، بفتح التاء وسكون الغين وكسر الميم مضارع (غمض) الثلاثي، وهي لغة في (أغمض).
[معجم القراءات: 1/388]
- وقرأ الزهري (تغمضوا) بفتح التاء والميم.
- وقرأ الزهري واليزيدي (تغمضوا) بفتح التاء وضم الميم وسكون الغين.
- وروي مكي عن الحسن "تغمضوا " مشددة الميم مفتوحة، والتاء والغين مفتوحتان.
- وقرأ قتادة (تغمضوا)، بضم التاء وسكون الغين وفتح الميم مخففا.
قال أبو عمرو: (معناه: إلا أن يغمض لكم.
- وذكر ابن خالويه هذه القراءة عن قتادة بالياء (يغمضوا).
- وروي عن الحسن (تغمضوا) بضم التاء وفتح الغين وفتح الميم المشددة). [معجم القراءات: 1/389]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله وسع عليم (268)}
{الفقر}
- روى أبو حيوة عن رجل من أهل الرباط أنه قرأ "الفقر" بضم الفاء، وهي لغة، وكذلك جاءت قراءة عيسى بن عمر.
[معجم القراءات: 1/389]
- وقرأ بعضهم الفقر" بفتحتين.
- وقراءة الجماعة بفتح فسكون (الفقر).
{يأمركم}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (يامركم) بإبدال الهمزة ألفاً.
- وهي قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز يأمركم.
- وتقدم في الآية/ 67 من هذه السورة تسكين الراء عن أبي عمرو، وعنه وعن الدوري الاختلاس
- والوجه الثالث للدوري عن أبي عمرو الضم الخالص وهي قراءة الجماعة.
{مغفرة}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 1/390]

قوله تعالى: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ومن يؤت الحكمة} بكسر التاء يعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 205]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ومن يؤت الحكمة } [269]: بكسر التاء يعقوب غير المنهال). [المنتهى: 2/607]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَمَنْ يُؤْتِ الْحِكْمَةَ) بكسر التاء على تسمية الفاعل ابْن مِقْسَمٍ ويَعْقُوب غير ابن المنهال، وهو الاختيار لقوله: (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ)، ولأن قراءة ابن مسعود " يؤئي اللَّه الحكمة ومن يؤته اللَّه الحكمة " لكن الوقف عندي بالتاء الخالصة ويقف يَعْقُوب وابْن مِقْسَمٍ غير المنهال بالياء، الباقون على ما لم يسم فاعله). [الكامل في القراءات العشر: 510]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِكَسْرِ التَّاءِ، وَهُوَ عَلَى أَصْلِهِ فِي الْوَقْفِ عَلَى الْيَاءِ كَمَا نَصَّ عَلَيْهِ غَيْرُ وَاحِدٍ وَأَشَرْنَا إِلَيْهِ فِي بَابِ الْوَقْفِ عَلَى الْمَرْسُومِ، وَذَلِكَ يَقْتَضِي أَنْ تَكُونَ مَنْ عِنْدَهُ مَوْصُولَةً أَيْ وَالَّذِي يُؤْتِيهِ اللَّهُ الْحِكْمَةَ؛ وَلَوْ كَانَتْ عِنْدَهُ شَرْطِيَّةً لَوَقَفَ بِالْحَذْفِ كَمَا يَقِفُ عَلَى: وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ وَنَحْوَهُ.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ التَّاءِ، وَلَا خِلَافَ عَنْهُمْ فِي الْوَقْفِ عَلَى التَّاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/235]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب {ومن يؤت الحكمة} [269] بكسر التاء على أصله، والباقون بفتح التاء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 475]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (513- .... .... .... .... = من يؤت كسر التّا ظبىً بالياء قف). [طيبة النشر: 67]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(تنبيه:
تقدم في مرسوم الخط أن يعقوب قرأ {ومن يؤت الحكمة فقد} [البقرة: 269] بكسر التاء وحذف الياء بعدها وصلًا وإثباتها وقفا على أنه مبني للفاعل وفاعله ضمير عائد على الاسم العظيم من قوله: {والله واسع عليم} أي ومن يؤت الله). [شرح الدرة المضيئة: 104]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (من يؤت) يعني قوله تعالى «ومن يؤت الحكمة» كسر التاء «من يؤت» يعقوب ووقف عليه بالياء، وهو عنده مما حذف وصلا للساكنين نحو ما تقدم في باب الوقف على المرسوم، وهذا يدل على أن من عنده موصوله لا شرطية، والله تعالى أعلم، ووجه بنائه للفاعل حملا على قوله تعالى «يؤتي الحكمة فالتقدير عنده ومن يؤتيه الله الحكمة والباقون بفتح التاء بناء للمفعول حملا له على «فقد أوتي خيرا كثيرا» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 202]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو ظاء (ظبى) يعقوب ومن يؤتى الحكمة [البقرة: 269] (بكسر التاء) مطلقا، وحذف الياء بعدها وصلا وإثباتها وقفا.
والباقون بفتح التاء وحذف [الياء] مطلقا.
ووجه الكسر: أنه فعل مبني للفاعل، وفاعله ضمير عائد على [الاسم العظيم من قوله:
والله وسع عليم [البقرة: 261]، ومفعوله محذوف وتقديره: ومن يؤتيه الله الحكمة.
ووجه قراءة الجماعة: أنه بني للمفعول، والنائب عن الفاعل مستتر] عائد على «من»، وأصله كقراءة يعقوب، والله أعلم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/221]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَة" [الآية: 269] فيعقوب بكسر التاء مبنيا للفاعل، والفاعل ضمير الله تعالى ومن مفعول مقدم، والحكمة مفعول ثان، وإذا وقف وقف بالياء والباقون بفتح التاء مبنيا للمفعول، ونائب الفاعل ضمير من الشرطية وهو المفعول الأول، والحكمة مفعول ثان، ويقفون عليها بالتاء الساكنة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/455]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ورقق" الأزرق الراء من "خيرا" و"كثيرا" بخلف عنه وله التقليل في "أنصار" وأمالها أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 1/455]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({والأذى} [264] و{الأخر} و{الأنهار} [266] و{الأرض} [267] و{بالفحشاء} [268] و{يشاء} و{الألباب} وقوفها لا تخفى). [غيث النفع: 447] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يؤتي الحكمة من يشآء ومن يؤت الحكمة ففقد أوتى خيراً وما يذكر إلا أولوا الألباب (269)}.
{يؤتي الحكمة}
- قراءة الجماعة (يؤتي) بالياء على الغيبة.
- وقرأ الربيع بن خثيم (تؤتي) بالتاء على الخطاب، وهو التفات، فهو خروج من غيبة إلى خطاب.
- وقرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني
[معجم القراءات: 1/390]
يوتي، بإبدال الهمزة واواً.
- وهي قراءة حمزة في الوقف.
- قراءة الجماعة بتحقيق الهمز يؤتي.
{يشاء}
- قراءة الجماعة «يشاء» بالياء على الغيبة.
- وقرأ الربيع بن خثيم (تشاء) بتاء الخطاب، وهو التفات، لأنه خروج من غيبة إلى خطاب.
- وأما الوقف على الهمز عن حمزة فقد تقدم مفصلا في الآية/213 من هذه السورة.
{ومن يؤت الحكمة}
- قرأ الجمهور يؤت مبنياً للمفعول الذي لم يسم فاعله، وهو ضمير «من»، وهو المفعول الأول، والثاني: «الحكمة».
- وقرأ الزهري ويعقوب والأعمش والوليد بن حسان (يؤت) بكسر التاء في حال الوصل، مبنياً للفاعل.
- وجاءت القراءة في فتح القدير: «يؤتي» كذا بالياء.
- وقرأ عصمة عن الأعمش وابن مسعود يؤتيه بإثبات الضمير الذي هو المفعول.
[معجم القراءات: 1/391]
- وإذا وقف يعقوب فإنه يقف بالياء (يؤتي).
- وإذا وقف الباقون فإنهم يقفون عليه بالتاء الساكنة «يؤت».
- وأما حكم الهمز فالقراءة بالواو «يوت» عن أبي عمرو بخلاف، وأبي جعفر والأزرق وورش والأصبهاني.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والجماعة على تحقيق الهمز.
وتقدم هذا في أول الآية.
{خيراً كثيرا}
- قرأ بترقيق الراء فيهما الأزرق وورش.
{يذَّكر}
- قراءة الجماعة «يذكر» بالذال والكاف المشددتين المفتوحتين.
- وقرأ بعض أهل الكوفة(يذكر) بالياء المفتوحة وذال ساكنة وكاف مضمومة مخففاً). [معجم القراءات: 1/392]

قوله تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (270)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه وما للظالمين من أنصار (270)}
{من أنصار}
- قرأه أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي بالإمالة.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش
- والباقون فيه على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 1/392]

قوله تعالى: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (271)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (96 - وَاخْتلفُوا فِي فتح النُّون وَكسرهَا وَكسر الْعين وإسكانها من قَوْله {فَنعما هِيَ} 271
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم فِي رِوَايَة حَفْص وَنَافِع فِي رِوَايَة ورش {فَنعما هِيَ} بِكَسْر النُّون وَالْعين
وَقَرَأَ نَافِع فِي غير رِوَايَة ورش وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر والمفضل {فَنعما هِيَ} بِكَسْر النُّون وَإِسْكَان الْعين
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {فَنعما هِيَ} بِفَتْح النُّون وَكسر الْعين
وَكلهمْ شدد الْمِيم). [السبعة في القراءات: 190 - 191]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (97 - وَاخْتلفُوا فِي الْيَاء وَالنُّون وَالرَّفْع والجزم من قَوْله {وَيكفر} 271
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر {ونكفر} بالنُّون وَالرَّفْع
وَقَرَأَ نَافِع وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {ونكفر} بالنُّون وَجزم الرَّاء
وروى أَبُو خُلَيْد عَن نَافِع (ونكفر عَنْكُم) بالنُّون وَالرَّفْع
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَعَاصِم فِي رِوَايَة حَفْص {وَيكفر عَنْكُم} بِالْيَاءِ وَالرَّفْع
وروى الْكسَائي عَن أبي بكر عَن عَاصِم {ونكفر} بالنُّون والجزم). [السبعة في القراءات: 191]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({فنعما هي} وفي النساء ساكنة العين مدني غير ورش-، وأبو عمرو ويحيى بفتح النون
[الغاية في القراءات العشر: 205]
شامي كوفي غير عاصم-). [الغاية في القراءات العشر: 206]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ونكفر} بالنون والجزم مدني كوفي غير عاصم- بالياء والرفع شامي وحفص). [الغاية في القراءات العشر: 206]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({فنعما هي} [271، النساء: 58] فيهما: ساكنة العين: مدني إلا ورشًا وسالمًا، وحمصي، وقاسم، وأبو عمرو غير أبي زيد وابن برزة وأبو بكر غير على والأعشى والبرجمي. بفتح النون دمشقي، وهما، وخلف، والخراز.
{ويكفر} [271]: بالياء والرفع دمشقي، وحفص، برفع الراء مكي، دمشقي، بصري غير أيوب، وعاصم غير علي والخراز). [المنتهى: 2/608]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو وأبو بكر وقالون (فنعما هي) هنا وفي النساء بإخفاء حركة العينة وكسر النون، وقد ذكر عنهم الإسكان وليس بالجائز، وروي عنهم الاختلاس وهو حسن قريب من الإخفاء، وقرأ ابن كثير وحفص وورش بكسرهما في الموضعين، وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي بكسر العين وفتح النون فيهما، وكلهم شددوا الميم). [التبصرة: 172]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر وحفص (ويكفر) بالياء، وقرأ الباقون بالنون، وجزم الفعل نافع وحمزة والكسائي، ورفعه الباقون). [التبصرة: 172]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وورش، وحفص: {فنعما} (271) هنا، وفي النساء (58): بكسر النون والعين.
وقالون، وأبو بكر، وأبو عمرو: بكسر النون، وإخفاء حركة العين. ويجوز إسكانها. وبذلك ورد النص عنهم، والأول أقيس.
والباقون: بفتح النون، وكسر العين). [التيسير في القراءات السبع: 245]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو بكر، وابو عمرو: {ونكفر} (271) بالنون، ورفع الراء.
وحفص، وابن عامر، بالياء، والرفع.
والباقون: بالنون، والجزم). [التيسير في القراءات السبع: 245]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير [وورش] وحفص [ويعقوب] (فنعما
[تحبير التيسير: 313]
هي) وفي النّساء بكسر النّون والعين، وقالون وأبو بكر وأبو عمرو بكسر النّون وإخفاء حركة العين ويجوز إسكانها وبذلك ورد النّص عنهم وبه قرأ أبو جعفر والأول أقيس، والباقون بفتح النّون وكسر العين.
ابن كثير وأبو بكر وأبو عمر ويعقوب: (ونكفر) بالنّون ورفع الرّاء، وحفص وابن عامر بالياء والرّفع والباقون بالنّون والجزم). [تحبير التيسير: 314]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَنِعِمَّا هِيَ) بكسر النون ورش، وسالم، والْعُمَرِيّ، وبصري غير أيوب، والْجَحْدَرِيّ، وأَبُو عَمْرٍو غير ابن برزة، وابن المنهري عن أبي حمدون، ومكي، وطَلْحَة،
[الكامل في القراءات العشر: 510]
وحفص إلا الخزاز وعصمة عن عَاصِم، وهارون، وابْن سَعْدَانَ عن أبي بكر وهو الاختيار؛ لأنه أشهر وروى موسى بن حزام عن أبي بكر (فَنِعْمَا هِيَ) بكسر النون وإسكان العين وتخفيف الميم، وقرأ دمشقي، وكوفي غير قاسم، وعَاصِم إلا الخزاز بفتح النون وكسر العين وتشديد الميم، الباقون بكسر النون وإسكان العين وتشديد الميم، وهكذا في النساء (وَتُكَفِّرُ) بالتاء ورفع الراء الْجَحْدَرِيّ، وعيسى بن شعيب عن أبي عمرة، وهو الاختيار لأن الصدقات هي المكفرة، يعني: المغطة الزَّعْفَرَانِيّ كذلك إلا أنه جزم الراء أبو حيوة مثله غير أنه نصب الراء وبالياء حفص، وقَتَادَة، وابْن مِقْسَمٍ، ودمشقي غير ابن رشاد وابن الحسين بالياء غير أنه نصب الراء، الباقون بالنون وجزم رآه عبيد وابْن كَثِيرٍ ومدني غير ابن خليد عن نافع، وأيوب، وكوفي غير عَاصِم إلا أبا الحسن ابن حبيب عن الكسائي كذلك لأنه ضم الراء). [الكامل في القراءات العشر: 511]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([271]- {فَنِعِمَّا هِيَ} فيهما، بفتح النون: ابن عامر وحمزة والكسائي.
الباقون بكسرها.
واختلس حركة العين قالون وأبو بكر وأبو عمرو.
[الإقناع: 2/614]
[271]- {وَيُكَفِّرُ} بالياء: ابن عامر وحفص.
برفع الراء: ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو وعاصم). [الإقناع: 2/615]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (536 - نِعِمَّا مَعاً في النُّونِ فَتْحٌ كَمَا شَفَا = وَإِخْفَاءِ كَسْرِ الْعَيْنِ صِيغَ بِهِ حُلاَ
537 - وَيَا وَنُكَفِّرْ عَنْ كِرَامٍ وَجَزْمُهُ = أَتَى شَافِيًا وَالْغَيْرُ بِالرَّفْعِ وُكِّلاَ). [الشاطبية: 43]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([536] نعما معًا في النون فتحٌ (كـ)ما (شـ)فا = وإخفاءُ كسر العين (صـ)يغ (بـ)ـه (حُـ) لا
(معًا)، يعني هاهنا، وفي النساء: {نعما يعظكم به}.
[فتح الوصيد: 2/747]
وفيها أربع لغات: (نَعِمَ) و(نِعِمَ) بفتح النون وكسر العين، وبكسرهما، وبإسكان العين مع فتح النون وكسرها.
وقوله: (وإخفاء كسر العين صيغ به حلا): من محاسن الكلام.
وقوله: (كما شفا)، أشار به إلى أن هذه القراءة جاءت على الأصل، فإن الأصل فيه (نعم) بفتح النون وكسر العين.
ومن كسرهما، فعلى الإثباع لكسرة العين، وهي لغة هذيل، وهم إذا كان عين الفعل حرف حلق وهو مكسور، يكسرون ما قبله، إتباعًا له؛ يقولون: شهد ولعب.
ومن أخفي حركة العين، فلأجل طلب الخفة، ولم يسكن العين، لئلا يجتمع ساكنان.
قال في التيسير: «ويجوز الإسكان، وبذلك ورد النص عنهم».
يعني أصحاب الإخفاء.
قال: «والأول أقيس».
وقال في غيره: «والترجمة في الكتب بإسكان العين، وهو جائز مسموع، غير أن أهل الأداء يأبونه؛ إذ هو جمع بين ساكنين».
واختار أبو عبيد الإسكان، ولم يرو غيره.
قال: «لأنها في ما يروى، لغة النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لعمرو بن العاص: «نعما بالمال الصالح للرجل الصالح»؛ هكذا يروى عنه صلى الله عليه وسلم هذا اللفظ.
[فتح الوصيد: 2/748]
قال: «ثم هي أصل الكلمة أيضًا، إنما هي (نعم)، زيدت فيها (ما). وإنما قرأ تلك القراءة الأخرى من قرأها، للكراهة أن يجمعوا بين ساكنين: (العين والميم، فحركوا العين، وهو مذهب حسن في العربية، ولكنه على خلاف الحديث والأصل جميعًا».
والذي قاله جيد، إلا قوله: إنما قرأوا للكراهة أن يجمعوا بين ساكنين، وقوله: ولكنه على خلاف الحديث والأصل جميعًا؛ إذ قد بينا أن القراءة سنةٌ متبعةٌ لم يقرأ أحد من الأئمة لقياس.
وأنكر أبو إسحاق ذلك، لأنه جمعٌ بين ساكنين، وحمل الحديث علی أن الرواة لم يضبطوا اللفظ فيه.
وكذلك أنكره المبرد وقال: «أما إسكان العين والميم مشددة، فلا يقدر أحدٌ أن ينطق به، وإنما يروم الجمع بين ساكنين، ويحرك ولا يأبه».
وقال أبو علي: «من أسكن العين، لم يكن قوله مستقيمًا عند النحويين، لأنه جمع بين ساكنين، ولا يجوز ذلك إلا أن يكون الأول حرف لين».
ثم قال: «وقد أنشد سيبويه شعرًا اجتمع فيه الساكنان على حد (نعما):
كأنه بعد كلال الزاجر = ومسحيي مُر عقاب كاسر
وأنكره أصحابه. ولعل أبا عمرو أخفى ذلك، فظنه السامع إسكانًا كقراءته: {يأمركم} ونحوه بالإخفاء».
[فتح الوصيد: 2/749]
وقال أحمد بن الصقر البجي: «في هذا الموضع ما أستحسنه، ورأيت إيراده على وجهه».
قال: «وقد أتى عن أكثر القراء يعني ما أنكروه - فأتی عن نافع في هذا الموضع، وعن ابن كثير في ما تقدم-یعني تاءات البزي-، وكثر ذلك عن أبي عمرو، وأتی عن الكسائي {والبغي يعظكم}، وعن عاصم في هذا الموضع، وعن حمزة في: {فما اسطعوا}.
وإذا كانت هذه الجماعة الذين عنهم تلقى المسلمون القرآن، كالمجمعين على ذلك، وجب التسليم لقولهم؛ إذ منهم من لو ورد عنه ذلك في غير القرآن، لتلقاه الجماعة بالقبول، وجعلوه أصلًا يعملون عليه.
ومنهم من أهل الفصاحة من لو ورد عمن في وقته ممن لا يبلغ فصاحته بيت شعر أو حكاية، لجعلوه أصلًا في اللغة.
فأدنى أحوال هؤلاء الأئمة، أن يجروا مجرى من هو في عصرهم وزمانهم، فكيف وقد تلقوه عن التابعين، وتلقاه التابعون عن الصحابة، وتلقاه الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس فيهم له منكر، وهم أهل الفصاحة والبلاغة، وشاع ذلك في سائر أمصارهم وحواضرهم وبواديهم، فلم يدفعه أحدٌ منهم، وهم العرب الذين تدفع طباعهم ما ليس من كلامهم، فغفلت الأئمة كلها من أول الإسلام، إلى أن أنكر ذلك من قاس على لغة من لا يدانيهم. والكلام في ذلك يتسع، فلم أطل بذكره.
[فتح الوصيد: 2/750]
فإن تعلقوا بأن الناقلين لم يضبطوا ذلك، فالكلام في نقلهم كللكلام في نقل الأئمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهل كان من في عصرهم من أهل الفصاحة والعلم بكلام العرب يغفل ذلك من موافق و مخالف؟ ولئن جاز عليهم الغلط، لهو على الناقل دفعه أجوز. ولو ذهب إلى أنها لغة للعرب فصيحةٌ لصحتها عن هذه الجماعة، وأجراها مجری (استحوذ)، لكان أولى وأسلم من الغرر.
وقد جاء عنهم اجتماع الساكنين في ما الأول منهما ياء التصغير وقبلها فتحة، وجمعوا بينها وبين حروف المد؛ لعله حملهم على ذلك، مجيئه عن بعض العرب، فهم في هذا أحرى. وليس يمتنع، لأن من مذهبهم أن لا يعتدوا بالسكون والحركة إذا كانا عارضين، ولا بالياء إذا تقدمت الواو في (دیوان)، ولا بالواو إذا تقدمت الياء في (رؤيا)، لمراعاة الأصل، والأصل الواو في (دیوان)، والهمزة في (رؤيا). فكذلك في هذا لم يراعوا السكون لأنه عارض.
وإجماعهم على (دواب) وأشكاله، مما يقوي ذلك.
ولو وقع بعد الألف ساكنٌ غير مدغم، لكرهوه، وإن كان عندهم جائزًا.
ولو جاءهم عن بعض العرب بيت شعرٍ أو مثلٍ، لتعسفوا في طلب وجهٍ يصح عليه لا يبلغ وضوح ما ذكره.
وذلك ظاهر من مذاهبهم في كتبهم وكلامهم، فأغنى عن الإطالة بذكره».
وهذا الذي ذكره المنبجي لا مزيد عليه، وعليه يقاس ما يجري مجراه.
قال قوم: «وتحتمل قراءة من قرأ (نعما) و(نعما)، وجهًا آخر: أن تكون على لغة إسكان العين فيهما في الأصل، فلما دخلت (ما)، ووقع الإدغام، حرك العين لالتقاء الساكنين».
[فتح الوصيد: 2/751]
قال سيبويه: «أما قول بعضهم: {فنعما} فحرك العين، فليس على لغة من قال: نعم، فأسكن العين، ولكن على لغة من قال: (نعم)، فحرك العين» قال: «وحدثنا أبو الخطاب أنها لغة هذيل، فكسر كما كسر: لعبٌ».
ولو كان الذي قال: نعما، ممن يقول في الانفصال: نعم، لم يجز الإدغام على قوله، لما يلزم من تحريك الساكن في المنفصل.
[537] ويا ونكفر (عـ)ن (كـ)رامٍ وجزمه = أتى (شـ)افيًا والغير بالرفع وكلا
يقول: إن حفصًا وابن عامر، قرءا بالياء، فيبقى الباقون على النون.
وقرأ من القراء بالجزم (أتی شافيًا)، ويبقى الباقون على الرفع.
فحفص وابن عامر من أصحاب الياء والرفع، ونافع والكسائي وحمزة من أصحاب النون والجزم.
ويبقى ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر على النون والرفع.
[فتح الوصيد: 2/752]
فقراءة الياء، إما أن يعود لفظها على ما قبلها وهو الإيتاء، ويشهد لهذا المعنى قراءة ابن عباس (وتكفر) يعني {الصدقت}، أو على قوله: {فإن الله يعلمه}، أو على ما بعدها وهو قوله تعالى: {والله}.
وأتى الجزم شافيًا، لأنه معطوفٌ على الجزاء، فدخل تكفيرُ الذنوب في ثواب الصدقة؛ لأنه عطف على موضع الفاء في قوله: {فهو خير لكم}، وهو جزم بجواب الشرط، لأنه لو قال: وإن تخفوها يكن أعظم، لجزم.
ومثله: {فلا هادي له ويذرهم} و{فأصدق وأكن}.
والرفع على معنى: ونحن نُكفر، أو: والله يُكفر.
وفي قراءة النون، يقع الإفراد بعد لفظ الجمع وقبله، لأن المعنى: ونحن نكفر والله بما تعملون خبيرٌ؛ وذلك جائز إذا كان الجمع للتفخيم والعظمة، كما قال تعالى: {سبحن الذي أسرى}، ثم قال: {بركنا} و{لنريه} و{ءايتنا)؛ ثم قال: {من دوني}، ولم يقل: من دوننا). [فتح الوصيد: 2/753]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [536] نعما معًا في النون فتح كما شفا = وإخفاء كسر العين صيغ به حلا
ح: (نعما): مبتدأ، (معًا): حال، أي: مصطحبين، (في النون فتحٌ): خبر ومبتدأ، خبر للمبتدأ الأول، والألف واللام في (النون): عوض عن العائد، أي: في نونيهما، (كما شفا): خبر آخر، و(إخفاءُ): مبتدأ، (صيغ به حُلا): خبر، والهاء: راجع إلى الإخفاء.
ص: أي: قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي: {نعما} معًا في الموضعين في البقرة: {إن تبدوا الصدقات فنعما هي} [271]، وفي النساء: {إن الله نعما يعظم به} [58] بفتح النون وكسر العين على الأصل، لأن الأصل: (نعم): مثل: (علم).
[كنز المعاني: 2/83]
والباقون بكسر النون، لكن ... أبو بكر وقالون وأبو عمرو منهم يخفون كسر العين، أي: يختلسونها تنبيًا على أن أصل هذه العين السكون، فبقي ابن كثير وورش وحفص على كسر العين والنون؛ لأنه لما أريد إدغام الميم وجب تحريك العين، فحرك بالكسر على أصلها.
[كنز المعاني: 2/84]
[537] ويا ونكفر عن كرام وجزمه = أتى شافيا والغير بالرفع وكلا
ح: (يا): مبتدأ أضيف إلى (ويكفر)، (عن كرام): خبره، و (جزمه): مبتدأ، (أتى شافيًا): جملة خبره، و(الغير): مبتدأ، (وكلا): خبر، (بالرفع): متعلق به.
ص: أي: قرأ حفص وابن عامر: {ويكفر عنكم من سيئاتكم} [271] بالياء على إسناد الفعل إلى الله تعالى لتقدم الذكر في قوله: {فإن الله يعلمه}، والباقون بالنون على إخبار الله عن نفسه بالجمع للعظمة.
ثم القراء منهم نافع وحمزة والكسائي قرأوا: {ونكفر} بجزم الراء على أنه عطف على جواب الشرط؛ لأن التقدير: وإن تخفوها يكن ذلك خيرًا لكم، وغيرهم الباقون قرأوا بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي: (فنحن نكفر) .
فيعلم منه: أن قراءة حفص وابن عامر بالياء والرفع على: {فهو يكفر} ). [كنز المعاني: 2/85]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (534- نِعِمَّا مَعًا في النُّونِ فَتْحٌ "كَـ"ـمَا "شَـ"ـفَا،.. وَإِخْفَاءِ كَسْرِ الْعَيْنِ "صِـ"ـيغَ "بِـ"ـهِ "حُـ"ـلا
معا: يعني هنا، وفي النساء فالذي هنا: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ}، والذي في سورة النساء: {إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ}، وكذلك حيث ذكر الناظم معا فإن معناه أن هذا الحرف في موضعين أحدهما أو كلاهما في هذه الصورة كما قال: معا قد حرك فإن كان الحرف في أكثر من موضعين لم يقل معا، بل يقول: حيث أتى أو جميعا أو الكل، ونحو ذلك، ولو قال: معا في الزائد على الاثنين لكان سائغا في اللغة، وقد سبق تقريره في باب الهمز المفرد، ولكنه فرق بين المعنيين بذلك، وليس بحتم أن يقول معا في موضعي الخلاف بل قد يأتي بعبارة أخرى نحو قوله: وفي
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/379]
لام لله الأخيرين حذفها: {عَسَيْتُمْ} بكسر السين حيث أتى انجلا، وهو في موضعين فقط كما مر ذكره فإن كان الخلاف في موضعين لكلمة واحدة، وتلك الكلمة قد جاءت على أحد الوجهين في موضع ثالث بلا خلاف لم يقل فيه معا؛ لأنه لا يفهم من ذلك موضع الخلاف من موضع الاتفاق بل ينص على موضعي الخلاف كقوله: وكسرك: "سِخْرِيًّا" بها، وبصادها؛ لأن الكلمة قد جاءت أيضا في الزخرف، ولكنها مضمومة بلا خلاف، واعلم أن: "نِعِمَّا" كلمتان كتبتا متصلتين، والتقى المثلان فأدغمت الميم في الميم، واتفق القراء على الإدغام موافقة لخط المصحف فإنهما كتبتا بميم واحدة، وهذا موضع اتفق عليه من باب الإدغام الكبير؛ لأن الميم من نعم متحركة مفتوحة، وقد أدغمت في الميم من ما الداخلة عليها، وكان الأصل نعم ما كما تقول: بئس ما، ولما أريد الإدغام لم يمكن مع سكون العين قبلها فكسرت، فمن القراء من أشبع الكسر في الموضعين معا، وهم ابن كثير، وورش، وحفص، وكل من فتح النون، ومنهم من أخفى الكسر، واختلسه تنبيها على أن أصل هذه العين السكون، وهم أبو عمرو، وقالون، وأبو بكر، وما أحسن ما عبر عنهم الناظم بقوله: "صيغ به حلا"، وباقي القراء، وهم ابن عامر، وحمزة، والكسائي فتحوا النون، وكسروا العين، وهذه هي اللغة الأصلية في هذا الفعل كحمد، وعلم ثم سكن عينه تخفيفا لكثرة استعماله، ونقلت كسرة العين إلى النون فصارت هذه هي أفصح اللغات فيه كما قال تعالى في موضع لا يتصل به ما: {نِعْمَ الْعَبْدُ}، فلما اتصلت به ما وجب الإدغام لأجل الخط، ولزم كسر العين لأجل الساكنين بقيت
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/380]
كسرة النون على حالها، ومن فتحها عدل عن اللغة الأصلية؛ ليأتي بالكسر الأصلي للعين، ولا يحتاج إلى كسر لالتقاء الساكنين، ويجوز أيضا في اللغة أن يقال في نعم المجردة عن كلمة ما نعم بكسر النون، والعين، ونعم بفتح النون، وسكون العين نص على ذلك أبو جعفر النحاس، وغيره، وقد ذكر بعض المصنفين في القراءات إسكان العين مع الإدغام، وذلك غير مستقيم في التحقيق، ونسبه صاحب التيسير إلى من حكى لهم الإخفاء هنا فقال قالون، وأبو بكر، وأبو عمرو بكسر النون، وإخفاء حركة العين، ويجوز إسكانها، وبذلك ورد النص عنهم، والأول أقيس.
قلت: ولم يعرج الناظم على هذه الرواية، وترك ذكرها كما ترك ذكر نظيرها في: {لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ} كما يأتي، وأصاب في ذلك قال مكي في التبصرة، وقد ذكر عنهم اإسكان، وليس بالجائز، وروى عنهم الاختلاس، وهو حسن قريب من الإخفاء، وقال في الكشف: روي عن أهل الإخفاء الاختلاس، وهو حسن، وروي الإسكان للعين، وليس بشيء، ولا قرأت به؛ لأن فيهما جمعا بين ساكنين ليس الأول حرف مد، ولين، وذلك غير جائز عند أحد من النحويين، وقال أبو علي: من قرأ: {فَنِعِمَّا} بسكون العين لم يكن قوله: مستقيمًا عند النحويين؛ لأنه جمع بين ساكنين الأول منهما ليس بمد، ولين، وقد أنشد سيبويه شعرا قد أجتمع فيه الساكنان على حد ما اجتمعا في نعما، وأنكره أصحابه قال: ولعل أبا عمرو أخفا ذلك كأخذه بالإخفاء في نحو: {بَارِئِكُمْ}، و{يَأْمُرُكُمْ}، فظن السامع الإخفاء إسكانا للطف ذلك في السمع، وخفائه، وقال أبو جعفر النحاس: فأما الذي حكي عن أبي عمرو، ونافع من إسكان العين فمحال.
حكي عن محمد بن يزيد أنه قال: أما إسكان
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/381]
العين، والميم مشددة فلا يقدر عليه أحد أن ينطق به، وإنما يروم الجمع بين ساكنين، ويحرك، ولا يأبه؛ أي: لا ينتبه للتحريك، ولا يفطن به.
وقد اختار قراءة الإسكان الإمام أبو عبيد: القاسم بن سلام، وهو من عجيب اختياراته، فذكر قراءة الإسكان في كتابه أولا ثم ذكر قراءة فتح النون، وكسر العين ثم قال: وبالقراءة الأولى قرأت؛ لأنها فيما يروى لغة النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قال لعمرو بن العاص: "نعما المال الصالح للرجل الصالح".
قال: هكذا يروى عنه -صلى الله عليه وسلم- على هذا اللفظ، قال: ثم أصل الكلمة أيضا إنما هي "نعم" زيدت فيها "ما"، وإنما قرأ تلك القراءة الأخرى من قرأها لكراهة أن يجمعوا بين ساكنين: العين، والميم، فحركوا العين، قال: وهو مذهب حسن في العربية، ولكنه على خلاف الحديث، والأصل جميعا.
قال أبو إسحاق الزجاج بعد ذكره كلام أبي عبيد: ولا أحسب أصحاب الحديث ضبطوا هذا، ولا هذه القراءة عند البصريين النحويين جائزة البتة؛ لأن فيها الجمع بين ساكنين مع غير حرف مد، ولا لين.
قلت: صدق أبو إسحاق فكما قيل عمن روى قراءة الإسكان: إنه سمع الإخفاء فلم يضبط، كذلك القول في رواة الحديث بل أولى؛ لكثرة ما يقع في
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/382]
الأحاديث من الروائق، على خلاف فصيح اللغة، وقد أخرج هذا الحديث الحاكم في كتابه المستدرك، وقال في آخره: يعني بفتح النون، وكسر العين: هذا حديث صحيح، قلت: والحديث بتمامه مذكور في ترجمة عمرو بن العاص في تاريخنا الشمي، وغيره، والباء في بالمال زائدة مثلها في: {وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا}، والله أعلم.
535- وَيَا وَنُكَفِّرْ "عَـ"ـنْ "كِـ"ـرَامٍ وَجَزْمُهُ،.. "أَ"تَى "شَـ"ـافِيًا وَالغَيْرُ بِالرَّفْعِ وُكِّلا
يعني أن حفصا وابن عامر بالياء، والباقون بالنون، وهي ظاهرة، وأما الياء فإخبار عن الله أو عن المذكور، وهو الإخفاء، والإيتاء الذي دل عليه قوله تعالى: {وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}.
أي: هذا الفعل خير لكم، وهو يكفر عنكم، وجزم الراء من القراء نافع، وحمزة، والكسائي؛ لأنه معطوف على موضع: {فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}، وموضعه جزم على جواب الشرط، وسيأتي مثل ذلك في الأعراف: {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ}، قرئ بالياء، والنون، والجزم، والرفع، والأكثر ثَم على الياء، والرفع، ووجه الرفع فيهما الاستئناف، واستقل الجواب بما قبل ذلك، وقوله:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/383]
والغير بالرفع، زيادة في البيان لم تدع إلى ذكر ضرورة؛ لأن الرفع ضد الجزم كما أن النون ضد الياء فكما لم يذكر النون كان له أن لا يذكر الرفع، والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/384]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (536 - نعمّا معا في النّون فتح كما شفا ... وإخفاء كسر العين صيغ به حلا
قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي بفتح النون في كلمة نِعِمَّا في الموضعين: إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ في هذه السورة، إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ في النساء. وهذا معنى قوله: (معا) فتكون قراءة الباقين بكسر النون وقرأ شعبة، وقالون، وأبو عمرو، بإخفاء كسر العين، والمراد بالإخفاء: الاختلاس فتكون قراءة غيرهم بإتمام كسر العين.
والحاصل: أن ابن عامر وحمزة والكسائي يقرءون بفتح النون وكسر العين كسرا كاملا، وأن ورشا وابن كثير وحفصا يقرءون بكسرهما، وأن قالون وأبا عمرو
وشعبة يقرءون بكسر النون واختلاس كسرة العين، وقد ورد النص عن قالون وأبي عمرو وشعبة بإسكان العين أيضا، وصرح بجواز هذا الوجه لهم صاحب التيسير فيكون لكل واحد منهم في العين وجهان اختلاس كسرتها وإسكانها ومع كل من الوجهين في العين كسر النون وعلى وجه إسكان العين يتعين تشديد الميم وغنها.
537 - ويا ونكفّر عن كرام وجزمه ... أتى شافيا والغير بالرّفع وكّلا
قرأ حفص وابن عامر: وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ* بالياء، فتكون قراءة غيرهما بالنون. وقرأ نافع وحمزة والكسائي بجزم الراء، فتكون قراءة غيرهم برفعها، وقد صرح بهذا في قوله: (والغير بالرفع وكلا).
والخلاصة: أن نافعا وحمزة والكسائي يقرءون بالنون وجزم الراء، وأن حفصا، وابن عامر يقرءان بالياء ورفع الراء، وأن الباقين وهم: ابن كثير، وأبو عمرو، وشعبة يقرءون بالنون ورفع الراء. ويؤخذ من هذا كله: أن أحدا لم يقرأ بالياء وجزم الراء. وقول الناظم:
(والغير بالرفع وكلا) زيادة إيضاح؛ لأن الاصطلاح: أن الجزم ضده الرفع). [الوافي في شرح الشاطبية: 227]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (83 - نِعِمَّا حُزَ اسْكِنْ أُدْ .... .... = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 25]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ص - نعما (حُـ)ـز اسكن (أ)د وميسرة افتحًا = كيحسب (أ)د وا كسره (فـ)ـق فأذنوا ولا
[شرح الدرة المضيئة: 104]
وبالفتح أن تذكر بنصب (فـ)ـصاحة = رهانٌ (حـ)ـمى يغفر يعذب (حـ)ـما (ا)لعلا
برفع بفرق ياء يرفع من يشا = بيوسف يسلكه يعلمه (حـ)ـلا
ش - أي قرأ مرموز (حا) حز وهو يعقوب {نعما} [البقرة: 271 والنساء: 58] بإتمام كسرة العين ولم يقيد اعتمادًا على الشهرة فاندرج فيه موضعا البقرة والنساء وعلم لخلف كذلك وأراد بقوله: اسكن أد أنه قرأ المشار إليه (بألف) أد وهو أبو جعفر بإسكان العين منفردًا وهم وافقوا أصولهم في النون فلخلف الفتح وللآخرين الكسر). [شرح الدرة المضيئة: 105]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: نِعِمَّا هُنَا وَالنِّسَاءِ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ بِفَتْحِ النُّونِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا، وَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِإِسْكَانِ الْعَيْنِ.
(وَاخْتُلِفَ) عَنْ أَبِي عَمْرٍو وَقَالُونَ وَأَبِي بَكْرٍ، فَرَوَى عَنْهُمُ الْمَغَارِبَةُ قَاطِبَةً إِخْفَاءَ كَسْرَةِ الْعَيْنِ لَيْسَ إِلَّا، يُرِيدُونَ الِاخْتِلَاسَ فِرَارًا مِنَ الْجَمْعِ بَيْنَ السَّاكِنَيْنِ،
[النشر في القراءات العشر: 2/235]
وَرَوَى عَنْهُمِ الْعِرَاقِيُّونَ وَالْمَشْرِقِيُّونَ قَاطِبَةً الْإِسْكَانَ، وَلَا يُبَالُونَ مِنَ الْجَمْعِ بَيْنَ السَّاكِنَيْنِ لِصِحَّتِهِ رِوَايَةً وَوُرُودِهِ لُغَةً، وَقَدِ اخْتَارَهُ الْإِمَامُ أَبُو عُبَيْدَةَ أَحَدُ أَئِمَّةِ اللُّغَةِ وَنَاهِيكَ بِهِ، وَقَالَ: هُوَ لُغَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يُرْوَى " نِعِمَّا الْمَالُ الصَّالِحُ لِلرَّجُلِ الصَّالِحِ "، وَحَكَى النَّحْوِيُّونَ الْكُوفِيُّونَ سَمَاعًا مِنَ الْعَرَبِ شَهْرُ رَمَضَانَ مُدْغَمًا. وَحَكَى ذَلِكَ سِيبَوَيْهِ فِي الشِّعْرِ، وَرَوَى الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا عَنْهُ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ، ثُمَّ قَالَ: وَالْإِسْكَانُ آثَرُ وَالْإِخْفَاءُ أَقْيَسُ.
(قُلْتُ): وَالْوَجْهَانِ صَحِيحَانِ غَيْرَ أَنَّ النَّصَّ عَنْهُمْ بِالْإِسْكَانِ، وَلَا يُعْرَفُ الِاخْتِلَاسُ إِلَّا مِنْ طُرُقِ الْمَغَارِبَةِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ كَالْمَهْدَوِيِّ وَابْنِ شُرَيْحٍ وَابْنِ غَلْبُونَ وَالشَّاطِبِيِّ مَعَ أَنَّ الْإِسْكَانَ فِي التَّيْسِيرِ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ الشَّاطِبِيُّ. وَلَمَّا ذَكَرَ ابْنُ شُرَيْحٍ الْإِخْفَاءَ عَنْهُمْ قَالَ: وَقَرَأْتُ أَيْضًا لَقَالُونَ بِالْإِسْكَانِ، وَلَا أَعْلَمُ أَحَدًا فَرَّقَ بَيْنَ قَالُونَ، وَغَيْرِهِ سِوَاهُ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ النُّونِ وَالْعَيْنِ (وَاتَّفَقُوا) عَلَى تَشْدِيدِ الْمِيمِ). [النشر في القراءات العشر: 2/236]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَنُكَفِّرْ عَنْكُمْ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَحَفْصٌ بِالْيَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ، وَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ بِجَزْمِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِرَفْعِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/236]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف {فنعما} [فتح النون هنا [271]،
[تقريب النشر في القراءات العشر: 475]
وفي النساء [58]، والباقون بكسرها. وقرأ أبو جعفر بإسكان العين، وكذا روى الجمهور عن أبي عمرو وقالون وأبي بكر، وروى الآخرون من المغاربة عنهم الاختلاس، وروى الوجهين جميعًا عنهم الداني وصححهما، وقرأ الباقون بكسرهما، واتفقوا على تشديد الميم). [تقريب النشر في القراءات العشر: 476]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر وحفص {ويكفر} [271] بالياء، والباقون بالنون، وقرأ المدنيان وحمزة والكسائي وخلف بالجزم، والباقون بالرفع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 476]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (514 - معًا نعمّا افتح كما شفا وفي = إخفاء كسر العين حز بها صفي
515 - وعن أبي جعفر معهم سكّنا = ويا نكفّر شامهم وحفصنا
516 - وجزمه مدًا شفا .... = .... .... .... ....). [طيبة النشر: 67]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (معا نعمّا افتح (ك) ما (ش) فا وفي = إخفاء كسر العين (ح) ز (ب) ها (ص) في
يريد قوله تعالى هنا «فنعمّا هي» وفي النسا «نعمّا يعظكم به» فتح النون فيهما ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف، وكسر الباقون، وأخفى العين: أي اختلس كسرها أبو عمرو وقالون وشعبة الأصل فيها نعم ما، فنعم فعل ماض فيه أربع لغات. فتح النون وكسرها مع سكون العين وفتحها مع كسر العين وكسرهما، وما على مذهب سيبويه معرفة تامة: أي فنعم الشيء هي؛ يعني فنعم الصدقات المبداة، أو على حذف مضاف: أي فنعم إبداؤها فأدغمت الميم في الميم من الإدغام الكبير، فمن كسر العين أتبعها كسرة النون إن كسرها أولا أو لالتقاء الساكنين أو لغة أصلية إن فتح النون، ومن سكن فعلى الأصل في السكون، ومن اختلس فللتخفيف.
وعن أبي جعفر معهم سكّنا = ويا يكفّر شامهم وحفصنا
أي مع الثلاثة المذكورين في آخر البيت، وهم أبو عمرو وقالون وشعبة سكن العين؛ يعني أن أبا جعفر سكن العين من نعما في موضعين، فجمع بين
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 202]
الساكنين وهو صحيح لغة ورواية كما اختاره أبو عبيد القاسم بن سلام وإمام اللغة والعلوم وقالوا هو لغة النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك جاء الإسكان أيضا عن أبي عمرو وقالون وشعبة فيصير في نعما أربع قراءات كسر النون مع الاختلاس لهؤلاء الثلاثة، ومع إسكان العين عنهم أيضا ولأبي جعفر، وفتح النون مع كسر العين لابن عامر وحمزة والكسائي وخلف، وكسر النون والعين للباقين وهم ورش وابن كثير وحفص ويعقوب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 203]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قوله: (ويا نكفر) يعني وقرأ «ويكفّر» بالياء ابن عامر وحفص حملا على قوله تعالى «فإن الله يعلمه» أو ضمير الإخفاء، والباقون بالنون، وقوله: وشامهم الخ، وهو على حذف مضاف: أي قراءة الشامي على ما سيأتي في البيت الآتي وجه النون إخبار من الله عن نفسه بنون العظمة.
وجزمه (مدا) (ش) فا ويحسب = مستقبلا بفتح سين (ك) تبوا
أي قرأ بالجزم يعني نكفر أبو جعفر ونافع وحمزة والكسائي وخلف عطفا على محل قوله «فهو خير لكم» الذي هو جواب الشرط والباقون بالرفع فيصير فيه ثلاث قراءات: وجه الرفع عطفا على محلها بعد الفاء أو على الاستئناف). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 203]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
معا نعمّا افتح (ك) ما (شفا) وفي = إخفاء كسر العين (ح) ز (ب) ها (ص) فى
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/221]
ش: أي: قرأ ذو كاف (كما) ابن عامر و(شفا) حمزة والكسائي وخلف فنعمّا هي [البقرة: 271]، ونعّما يعظكم [النساء: 58] بفتح النون فيهما، والباقون بكسرها.
واختلف عن ذي حاء (حز) أبو عمرو وباء (بها) قالون وصاد (صفى) أبو بكر.
فروى عنهم المغاربة قاطبة (إخفاء كسر العين) ليس إلا يريدون الاختلاس؛ فرارا من الجمع بين الساكنين.
وروى عنهم العراقيون، والمشرقيون قاطبة الإسكان.
[وروى الوجهين جميعا الداني، ثم قال: والإسكان] آثر، وأقيس، والوجهان صحيحان غير أن النص عنهم بالإسكان.
ولا يعرف الاختلاس إلا من طريق المغاربة ومن تبعهم: كالمهدوي، وابن شريح، وابن غلبون، والشاطبي، مع أن الإسكان في «التيسير»، ولم يذكره الشاطبي.
تنبيه:
يريد بالإخفاء هنا: إخفاء الكسرة لا الحرف، فهو مرادف الاختلاس.
و (نعم): فعل ماض جامد، جرد من الزمان؛ لإنشاء المدح.
وفيه وفي كل ثلاثي ثانيه حرف حلق مكسور أربع لغات: فتح الفاء، وكسر العين وهي الأصلية حجازية.
وكسرهما على إتباع الأول للثاني لهذيل، وقيس وتميم.
وفتح النون وسكون العين وهي مخففة من الأصلية.
وكسر النون وسكون العين وهي مخففة من التميمية ولما لحقتها «ما» اجتمع مثلان فخفف بالإدغام، ورسم متصلا لأجله.
فوجه الفتح والكسر: مراجعة الأصل فقط.
ووجه الكسرين: الهذلية، أو لغة الإسكان، وكسرت للساكنين.
[ووجه الاختلاس: مراعاة التخفيف والساكنين].
ووجه الإسكان: أنه المجتمع عليه قبل ما واغتفر التقاء الساكنين وإن كان الأول غير
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/222]
حرف مد؛ لعروضه كالوقف، ولما تقدم عنه قوله: «والصحيح قل إدغامه».
وإلى الوجه الثاني وهو السكون عن الثلاثة، أشار بقوله:
ص:
وعن أبي جعفر معهم سكّنا = ويا يكفّر شامهم وحفصنا
ش: أي: وافقهم أبو جعفر على الإسكان مع الإدغام.
وقرأ ابن عامر وحفص ويكفّر عنكم [البقرة: 271] بالياء والباقون بالنون.
وجه الياء: إسناده إلى ضمير الجلالة من قوله تعالى: فإنّ الله يعلمه [البقرة: 270] أو إلى ضمير الإخفاء أو الإيتاء [المفهومين من تخفوها وتؤتوها [البقرة: 271]، أي: يكفر الله الإخفاء والإيتاء].
ووجه النون: إسناده إلى الله تعالى على وجه التعظيم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/223] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
وجزمه (مدا) (شفا) ويحسب = مستقبلا بفتح سين (ك) تبوا
ش: أي: قرأ المدنيان وذو (شفا) حمزة والكسائي وخلف ويكفر [البقرة: 271] بجزم الراء، والباقون برفعها.
ووجه الجزم: عطفه على محل الفاء؛ لأنه جواب الشرط.
ووجه الرفع: أنه عطف على الاسمية بعد الفاء اسمية محذوفة الصدر، أي: والله يكفر، أو ونحن نكفر، أو استأنف الفعلية، أي: ويكفر- أو ونكفر- نحن.
وقرأ ذو كاف (كتبوا) ابن عامر وفاء «في» أول البيت حمزة، ونون «نص» عاصم، وثاء «ثبت» أبو جعفر- «يحسب» (بفتح السين) إذا كان مضارعا خاليا من الزوائد البنائية، خبرا كان أو استفهاما، تجرد عن الضمير أو اتصل به، مرفوع أو منصوب، نحو:
يحسبهم الجاهل [البقرة: 273] وو لا تحسبنّ الّذين قتلوا [آل عمران: 169]، [و] وهم يحسبون أنّهم [الكهف: 104]، [و] يحسبه الظّمئان [النور: 39]، [و] أيحسب
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/223]
الإنسن [القيامة: 3، 37]، [و] يحسب أنّ ماله [الهمزة: 3].
والباقون بكسرها في الكل.
فخرج بالمضارع: الماضي، وبالخالي من الزوائد ذو الزوائد، نحو: «يحتسبون»، وقيدت- بـ «البنائية»، [أي:] التي ينتقل الوزن بها إلى وزن آخر؛ لئلا يخرج ذو همزة الاستفهام، والباقي تنويع، وعلم العموم من قوله (مستقبلا)، أي: صالح له؛ لئلا يخرج عنه ما معناه المضي مما تقدم.
وقياس عين مضارع فعل وفعل: أن يخالف الماضي، فمن ثم كان القياس فتح السين.
وقد خرج من بابه بـ «نعم»، و«بئس»، و(يحسب) فصار فيها لغتان: القياسية والسماعية.
فوجه الكسر: السماعية، وهي [لغة] الحجاز، وكنانة.
ووجه الفتح: القياسية، وهي لغة تميم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/224]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "نعما" [الآية: 271] هنا [والنساء الآية: 58] فابن عامر وحمزة والكسائي وخلف بفتح النون وكسر العين مشبعة على الأصل كعلم، وافقهم الأعمش والباقون بكسر النون اتباعا لكسر العين، وهي لغة هذيل
[إتحاف فضلاء البشر: 1/455]
وقرأ أبو جعفر بإسكان العين وافقه اليزيدي والحسن "و" اختلف عن أبي عمرو وقالون وأبي بكر فروى عنهم المغاربة إخفاء كسرة العين، يريدون الاختلاس فرارا من الجمع بين الساكنين، وروى عنهم الإسكان أكثر أهل الأداء وهو صحيح رواية ولغة وقد اختاره أبو عبيدة أحد أئمة اللغة، وناهيك به، وقال: هو لغة النبي -صلى الله عليه وسلم- كما تقدم موضحا آخر باب الإدغام، قال في النشر: والوجهان صحيحان غير أن النص عنهم بالإسكان ولا نعرف الاختلاس إلا من طرق المغاربة ومن تبعهم كالمهدوي والشاطبي، مع أن الإسكان في التيسير ولم يذكره الشاطبي والباقون بكسر العين واتفق الكل على تشديد الميم فليعلم، ونعم فعل ماض جامد جرد من الزمان لإنشاء المدح،ولما لحقتها ما اجتمع مثلان فخفف بالإدغام، ورسم متصلا لأجله وهي نكرة غير موصوفة، ولا موصولة أي: فنعم شيئا أبدؤها). [إتحاف فضلاء البشر: 1/456]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ونكفر" [الآية: 271] فنافع وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف بالنون وجزم الراء على أنه بدل من موضع: فهو خير لكم، وافقهم الشنبوذي عن الأعمش، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر ويعقوب بالنون، ورفع الراء على أنه مستأنف لا موضع له من الإعراب والواو عاطفة جملة على جملة، وافقهم ابن محيصن واليزيدي،
[إتحاف فضلاء البشر: 1/456]
وقرأ ابن عامر وحفص بالياء ورفع الراء والفاعل ضمير يعود على الله تعالى، وعن المطوعي بالياء وعنه في فتح الفاء خلف، فحيث فتحها جزم الراء وحيث كسرها رفع الراء). [إتحاف فضلاء البشر: 1/457]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({فنعما} [271] قرأ الشامي والأخوان بفتح النون، والباقون بالكسر، وقرأ قالون والبصري وشعبة بإسكان العين، واختار كثير لهم إخفاء كسرة العين، ويريدون الاختلاس، فرارًا من الجمع بين الساكنين، والباقون بكسر العين، واتفقوا على تشديد الميم.
[غيث النفع: 444]
فإن قلت: ذكرت لقالون ومن عطف عليه الإسكان المحض، ولم يذكر الشاطبي لهم إلا الإخفاء بقوله: وإخفاء كسر العين صيغ به حلا.
قلت: نعم لكن كان حقه رحمه الله أن يذكره، لأنه في أصله، ونصه: «ويجوز الإسكان، وبذلك ورد النص عنهم، والأول أقيس» اهـ.
وهو مذهب أكثر أهل الأداء، كذا في اللطائف، بل كثير منهم كالبغوي لم يعرف سواه.
وقال المحقق: «هو رواية العراقيين والمشرقيين قاطبة، ولم يعرف الاختلاس إلا من طريق المغاربة ومن تبعتهم» اهـ.
وعزاه الجعبري لجماعة كالأهوازي وأبي العلاء والصقلي، قال: «وبه قرأت، فلا وجه لإسقاط الناظم ذكره إلا تخيل المتخيلين، أو حمل كلام التيسير على حكاية مذهب الغير» اهـ.
[غيث النفع: 445]
وقد اعتذر له في الفتح الداني بهذا، وهذه حجة لا دليل عليها.
وقد صرح المحقق في نشره أن الداني روى الوجهين جميعا ثم قال: «والإسكان آثر، والإخفاء أقيس».
وهو قراءة أبي جعفر والحسن، وغاية ما فيه الجمع بين الساكنين، وليس أولهما حرف مد ولين، وهو جائز قراءة ولغة، ولا عبرة بمن أنكره، ولو كان إمام البصرة.
[غيث النفع: 446]
والمنكر له هنا قرأ به لحمزة في قوله تعالى {فما اسطاعوا} [97] بالكهف، إذ فيه الجمع بين الساكنين وصلاً بلا شك، إذا السين ساكن والطاء مشددة وهذا مثله، والله أعلم). [غيث النفع: 447]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ونكفر} [271] قرأ نافع والأخوان بالنون، وجزم الراء، والمكي والبصري وشعبة بالنون، والرفع، والشامي وحفص بالياء، والرفع). [غيث النفع: 447]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({سيئاتكم} يبدل حمزة ياء إذا وقف). [غيث النفع: 447]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({خبير} تام، وقيل كاف فاصلة، ومنتهى النصف باتفاق). [غيث النفع: 447]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير (271) }
{فنعما هي}
- قرأ ابن كثير وحفص عن عاصم وأبو عمرو ونافع في رواية ورش
ويعقوب والأعشى والبرجمي وأبو بكر (فنعما هي).
- ووجه القراءة أنه على لغة من يحرك العين فيقول «نعم». ويتبع حركة النون لحركة العين، وتحريك العين هو الأصل، وهي لغة هذيل".
- وقرأ ابن عامر والكسائي وحمزة وخلف والأعمش ويحيى بن وثاب (فنعما هي) بفتح النون وكسر العين، وهو الأصل ووزنه فعل.
- وقرأ أبو عمرو وقالون ونافع في غير رواية ورش وعاصم في رواية أبي بكر والمفضل وأبو جعفر وشيبة واليزيدي والحسن وحماد
[معجم القراءات: 1/393]
ويحيى عن أبي بكر(فنعما هي) بكسر النون وإسكان العين وتشديد الميم.
قال الزجاج: روى أبو عبيد أن أبا جعفر ... قرأوا .. بكسر النون وجزم العين وتشديد الميم...، وذكر أبو عبيد أنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوة لابن العاص (نعما المال الصالح للرجل الصالح).
فذكر أبو عبيد أنه يختار هذه القراءة من أجل هذه الرواية ولا أحسب. -والحديث للزجاج- أصحاب الحديث ضبطوا هذا، ولا هذه القراءة عند البصريين النحويين جائزة البتة؛ لأن فيها الجمع بين ساكنين من غير حرف مد ولين» اهــ. وهي غير جائزة عند مكي أيضا، وكذا الفارسي والمبرد، وقال: لا يقدر أحد أن ينطق به، وإنما يروم الجمع بين ساكنين وروي الإخفاء" في كسرة العين عن أبي عمرو وقالون وأبي بكر. والأول أقيس وأشهر، ووجه الإخفاء طلب الخفة، وأما الإسكان فاختاره أبو عبيد، وسبق احتجاجه بالحديث لهذه القراءة.
- وروى العراقيون والمشرقيون قاطبة عنهم الإسكان، وروى المغاربة
[معجم القراءات: 1/394]
عنهم إخفاء كسرة العين.
وقال في النشر: «والإسكان آثر، والإخفاء أقيس».
وقال مكي: «وروي عنهم الاختلاس، وهو حسن قريب من الإخفاء».
وقال الأصبهاني: وذكر بعضهم عن أبي عمرو الاختلاس فيه كعادته في قراءته، وهو الاختيار عند البصريين»..
- وقرأ عبد الله بن مسعود (فنعم ماهي».
{فهو}
- تقدمت القراءات فيه بضم الهاء وإسكانها في الآيتين / ۲۹، 85.
{ويكفر}
- قرأ ابن عامر وحفص عن عاصم والحسن والأعمش (ويكفر) بالياء ورفع الراء.
- وروى أبو حاتم عن الأعمش أنه قرأ (يكفر) بإسقاط الواو، وهي قراءة عبد الله بن مسعود، والمطوعي في أحد الوجهين عنه.- ونقل عن الأعمش أنه قرأ (ويكفر) بالياء وجزم الراء، وهي قراءة الحسن.
- وقرأ الحسن (ويكفر) بالياء والنصب بإضمار «أن»، وهي مروية عن الأعمش، وراويها عنه الحسين بن علي الجعفي.
[معجم القراءات: 1/395]
- وقرأ ابن عباس وأبان عن عاصم وجماعة (وتكفر) بالتاء وجزم الراء.
- وقرأ أبان عن عاصم وعكرمة وابن عباس (وتكفر) بالتاء وجزم الراء وفتح الفاء
- وقرأ ابن هرمز فيما حكى عنه العدوي (وتكفر) بالتاء ورفع الراء.
- وقرأ عكرمة وشهر بن حوشب والحسن (وتكفر) بالتاء ونصب الراء
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وفي رواية أبي بكر ونافع في رواية أبي جعفر وقتادة وابن أبي إسحاق ويعقوب وابن محيصن واليزيدي (وتكفر) بالنون ورفع الراء
- قرأ نافع وحمزة والكسائي وعاصم وأبو جعفر وخلف والشنبوذي "وكفر" بالنون والجزم.
[معجم القراءات: 1/396]
- ورويت هذه القراءة عن الأعمش بدون الواو (نكفر).
- وروی حفص عن الأعمش والحسين بن علي الجعفي (ونكفر) بالنون ونصب الراء
- وقرأ المطوعي (ويكفر).
- وعن المطوعي فيه خلاف: فحيث فتح الفاء جزم الراء، وحيث كسرها رفع الراء
{سيئاتكم}
- حمزة على قاعدته في إبدال الهمزة في الوقف ياء خالصة، وقراءة الأزرق بتثليث مد البدل
وتقدم هذا في الآية / ۸۱ من هذه السورة في (سيئة) ). [معجم القراءات: 1/397]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس