عرض مشاركة واحدة
  #37  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 03:23 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (127) إلى الآية (129) ]

{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)}

قوله تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك انت السميع العليم (127)}
{وإسماعيل ربنا}
- الإظهار والإدغام عن أبي عمرو ويعقوب.
{ربنا تقبل}
- قراءة أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود "ويقولان: ربنا تقبل" بزيادة الفعل "ويقولان" على قراءة الجماعة). [معجم القراءات: 1/193]

قوله تعالى: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (47 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله تَعَالَى {وأرنا مناسكنا} 128 فِي كسر الرَّاء وإسكانها وإشمامها الْكسر
فَقَرَأَ ابْن كثير {وأرنا} و{رب أَرِنِي} الْأَعْرَاف 143 و{أرنا الَّذين أضلانا} فصلت 29 سَاكِنة الرَّاء
وَقَالَ خلف عَن عبيد عَن شبْل عَن ابْن كثير {وأرنا} بَين الْكسر والإسكان
وَقَرَأَ نَافِع وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {أرنا} بِكَسْر الرَّاء فِي ذَلِك كُله
وَقَرَأَ عَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر وَابْن عَامر {وأرنا} و{رب أَرِنِي} و{أرنا الله جهرة} النِّسَاء 153 بِكَسْر الرَّاء
وقرآ {رَبنَا أرنا الَّذين} سَاكِنة الرَّاء فِي هَذِه وَحدهَا هَذِه رِوَايَة ابْن ذكْوَان وَقَالَ هِشَام هَذَا خطأ إِنَّمَا هُوَ {أرنا} مثقل
وروى حَفْص عَن عَاصِم {أرنا الَّذين} مَكْسُورَة الرَّاء فِي كل الْقُرْآن
وَاخْتلف عَن أبي عَمْرو فِي ذَلِك فَقَالَ عَبَّاس بن الْفضل سَأَلت أَبَا عَمْرو فَقَرَأَ
{وأرنا} مدغمة كَذَلِك قَالَ وَسَأَلته عَن {أرنا} مثقلة فَقَالَ لَا فَقلت {أَرِنِي} فَقَالَ لَا كل شَيْء فِي الْقُرْآن بَينهمَا
لَيست {أرنا} وَلَا {أرنا}
وَقَالَ عبد الْوَارِث واليزيدي وهرون الْأَعْوَر وَعبيد بن عقيل وَعلي بن نصر {أرنا} و{أَرِنِي} بَين الْكسر والإسكان
وَقَالَ الْخفاف وَأَبُو زيد عَن أبي عَمْرو {وأرنا} بِإِسْكَان الرَّاء). [السبعة في القراءات: 170]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({وأرنا} ساكنة الراء مكي ورويس
[الغاية في القراءات العشر: 186]
وفي حم مثله شامي وأبو بكر، مختلس أبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: 187]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({أرنا} [128]، و{أرني} [260، الأعراف: 143]: ساكنة الراء: مكي، وسلام ويعقوب غير البخاري، والعباس والتنوري واليزيدي طريق ابن سعدان، وشجاع طريق الصواف والدقاق.
وافق دمشقي غير هشام طريق الداجوني، وأبو بكر إلا طريق علي في {حم} [فصلت: 29] مختلس: أبو عمرو طريق من بقي إلا المخرمي).[المنتهى: 2/584] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (ومن هذا قوله عز وجل: (أرني وأرنا) فقرأ ابن كثير وأبو عمرو في رواية الرقيين بإسكان الراء، وقرأ أبو عمرو في رواية العراقيين بالاختلاس، وقرأ الباقون بكسر الراء من غير اختلاس غير أن أبا بكر وابن عامر قرأ بإسكان الراء في السجدة دون غيرها وهو قوله تعالى (أرنا اللذين) وكان أبو أيوب الخياط يختار بإشباع الحركة، وجميع ما اختار من نفسه سبعة أحرف ستراها إن شاء الله). [التبصرة: 155]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو شعيب: {وأرنا} (128)، و: {أرني} (260): بإسكان الراء، حيثُ وقعا.
وأبو عمر عن اليزيدي: باختلاس كسرتها.
والباقون: بإشباعها). [التيسير في القراءات السبع: 232] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو شعيب ويعقوب (وأرنا وأرني) بإسكان الرّاء حيث وقعا وأبو عمر [عن اليزيدي] باختلاس كسرتها والباقون بإشباعها). [تحبير التيسير: 295] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَرِنَا) في جميع القرآن بإسكان الراء مكي غير ابْن مِقْسَمٍ، وسلام، ويَعْقُوب غير البخاري وقعنب وعباس، والتنوري، والْيَزِيدِيّ طريق ابْن سَعْدَانَ، وشجاع طريق الصراف، والذقاق، ونعيم بن ميسرة، وابن عقيل، والْخُرَيْبِيّ، والسُّوسِيّ، وسجادة، وزيد عن ابن فرح طريق الرَّازِيّ ومدني، وجعفر، ونوح كلهم عن أَبِي عَمْرٍو وافق بن عامر غير هشام طريق الدَّاجُونِيّ، والمفضل، وأبو بكر طريق أبي الحسن في حم السجدة مختلس أَبُو عَمْرٍو، وطريق من بقي إلا سيبويه والمخرمي، ويونس النحوي، الباقون بكسر الراء، وهو الاختيار لموافقة أهل س المدينة، ولأنه أشبع ويَعْقُوب نصب الضَّرِير عن يَعْقُوب روى الزَّعْفَرَانِيّ، الباقون رفع وهو الاختيار لموافقة الجماعة ولقول يَعْقُوب لبنيه (مَا تَعبُدُونَ مِن بَعدِي) ). [الكامل في القراءات العشر: 492]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (485 - وَأَرْنَا وَأَرْنِي سَاكِنَا الْكَسْرِ دُمْ يَداً = وَفي فُصِّلَتْ يُرْوِي صَفاً دَُرِّهِ كُلاَ
486 - وَأَخْفَاهُمَا طَلْقٌ ... ... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 39] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([485] وأرنا وأرني ساكنًا الكسر (د)م (يـ)دًا = وفي فصلت (يـ)روي (صـ)فا (د)ره (كـ)لا
أصل أرنا: أرءنا، فنقلت حركة الهمزة إلى الراء، ثم حذفت الهمزة. فالإسكان لتوالي الحركات، وليست بحركة إعراب.
فإسكانه حسنٌ على تشبيه المنفصل بالمتصل، كما قالوا: فخذ.
والاختلاس أيضًا حسنٌ.
وأنكر بعض الناس الإسكان من أجل أن الكسرة تدل على ما حذف، واستقبح حذفها.
[فتح الوصيد: 2/673]
قال أبو علي: «وليس هذا بشيء .ألا ترى أن الناس أدغموا {لكنا هو الله ربي}. فذهاب الحركة في {أرنا}، ليس بدون ذهابها في الإدغام».
يقول: إن الأصل: لكن أنا، فطرحت حركة الهمزة على النون، فحركت النون بالفتح، فاجتمع نونان، فأدغمت الأولى في الثانية.
وقوله: (دم يدًا)، منصوب على التمييز.
واليد بمعنى النعمة، وهو دعاء لمن يخاطبه، أتی به بعد الإخبار بالقراءة كما يقوله: خرج زيد أكرمك الله.
والكلا: جمع كلية.
وإنما قال ذلك في الذي في فصلت، لقوة الحجة بانضياف ابن عامر وأبي
بكر إلى من تقدم.
[486] وأخفاهما (ط)لقٌ وخف (ابن عامرٍ) = فأمتعه أوصى بوصى (كـ)ما (ا)اعتلى
الطلق: السمح. والإخفاء يريد به الاختلاس.
وليس فيه مقال لأحد. فوجهه في العربية سهل مشهور؛ فلذلك قال: (طلقٌ وخفُّ ابن عامرٍ) ). [فتح الوصيد: 2/674] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [485] وأرنا وأرني ساكنا الكسر دم يدا = وفي فصلت يروي صفا دره كُلا
ب: (اليد): النعمة، (الدر): غزارة اللبن، (الكلا): جمع (الكلية).
ح: (أرنا): مبتدأ، (أرني): عطف، (ساكنا الكسر): صفتهما، (دم): جملة خبر المبتدأ، (يدًا): نصب على التمييز، والعائد إلى المبتدأ محذوف، أي: دامت نعمتك فيه، (صفا): فاعل (يروي)، (كلا): مفعوله، وقصرت (صفا) ضرورة.
ص: أي: أسكن الراء من {أرنا} و {أرني} حيث وقعا ابن كثير والوسسي
[كنز المعاني: 2/37]
تشبيهًا بـ (فخذٍ) و (كتفٍ)، ولئلا تتوالى الحركات، إذ الكسر في الراء بمنزلة الكسرتين.
وأما في سورة فصلت: فأسكن الراء من {أرنا الذين أضلانا} [29] السوسي وأبو بكر وابن كثير وابن عامر.
وأشار بقوله: (صفا دره) إلى قوة تلك القراءة، إذ ليس الإسكان فيه كإسكان {يأمركم} [67]، لأن حركته غير إعرابية، بخلاف: {يأمركم} [67] ). [كنز المعاني: 2/38] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [486] وأخفاهما طلقٌ وخف ابن عامر = فأمتعه أوصى بوصى كما اعتلى
ب: (الإخفاء): الاختلاس، (الطلق): السمح.
ح: (طلق): فاعل (أخفى)، (هما): مفعوله راجع إلى {أرنا} و {أرني}، و(خف ابن عامر): مبتدأ، (فأمتعه): خبر، أي: مخفف ابن عامر فأمتعه، (أوصى): مبتدأ، (بوصى): خبر، أي: في موضع (وصى)، (كما اعتلى): ظرف، أي: كما تقدم، وهو قوله: (امتعه)، أي: شابه (أوصى) (فأمتعه) في التخفيف.
ص: أي: اختلس الحركة من {أرنا} [128]، و{أرني} [260] الدوري.
[كنز المعاني: 2/38]
ثم قال: وخفف ابن عامر: {فأمتعه قليلًا} [126]، وثقل الباقون، من الإمتاع أو التمتع، وكلاهما لغتان.
وقرأ ابن عامر ونافع: {وأوصى بها إبراهيم} [132] والباقون: {ووصى} من الإيصاء أو التوصية، وهما لغتان). [كنز المعاني: 2/39] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (483- وَأَرْنَا وَأَرْنِي سَاكِنَا الكَسْرِ "دُ"مْ "يَـ"ـدًا،.. وَفي فُصِّلَتْ "يُـ"ـرْوِي "صَـ"ـفًا "دَُ"رِّهِ "كُـ"ـلا
اليد النعمة وهو في موضع نصب على التمييز أي دامت نعمتك أو يكون حالا أي دم ذا نعمة والسكون في هذين اللفظين حيث وقعا للتخفيف كقولهم في: {وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا}، {أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً}، {أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى}، {أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ}.
والذي في فصلت: {أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا}، وافق على إسكانه أبو بكر وابن عامر والكُلا جمع كلية، والصفا ممدود وقصره ضرورة يشير إلى قوة
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/329]
القراءة؛ لأن الإسكان هنا في حركة البناء بخلافه في يأمركم ونحوه والله أعلم.
484- وَأَخْفَاهُمَا "طَـ"ـلْقٌ وَخِفُّ ابْنِ عَامِرٍ،.. فَأُمْتِعُهُ أَوْصَى بِوَصّى "كَـ"ـمَا "ا"عْتَلا
الطلق: السمح يريد بالإخفاء الاختلاس الذي تقدم ذكره في: {بَارِئِكُمْ} و{يَأْمُرُكُمْ}، وهو اللائق بقراءة أبي عمرو والضمير في أخفاهما لقوله: {وَأَرِنَا} و{أَرِنِي} ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/330] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (485 - وأرنا وأرني ساكنا الكسر دم يدا ... وفي فصّلت يروى صفا درّه كلا
486 - وأخفاهما طلق وخفّ ابن عامر ... فأمتعه أوصى بوصّى كما اعتلا
قرأ ابن كثير والسوسي: وَأَرِنا مَناسِكَنا، أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً، أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى، أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ بسكون الراء. وقرأ السوسي وشعبة وابن كثير وابن عامر أَرِنَا الَّذَيْنِ في فصلت بسكون الراء. وقرأ الدوري عن أبي عمرو بإخفاء الحركة أي اختلاسها في كل ما ذكر. وقرأ الباقون بإشباع كسر الراء في الجميع والقراءتان سكون الراء وكسرها مأخوذتان من قول الناظم (ساكنا الكسر) ). [الوافي في شرح الشاطبية: 211] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (69 - وَكَسْرَ اتَّخِذْ أُْد سَكِّنَ اَرْنَا وَأَرْنِ حُزْ = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 23] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال:
ص وكسر اتخذ (أ)د سكن ارنا وأرن (حـ)ـز = خطاب يقولوا (طـ)ـب وقبل ومن (حـ)ـلا
وقبل (يـ)ـعي (ا)دغب (فـ)ـتًى ويرى (ا)تل خا = طبًا (حـ)ـز وأن اكسر معًا (حـ)ـائز (ا)لعلا
ش - أي قرأ المشار إليه (بألف) أد وهو أبو جعفر {واتخذوا من مقام إبراهيم} [125] بكسر الخاء على الأمر وعلم من الوفاق للآخرين كذلك فاتفقوا.
ثم استأنف وقال: سكن ارنا وأرن حز أي قرأ المشار إليه (بحا) حز وهو يعقوب بإسكان الراء في {أرنا} و{أرني} حيث وقعا فذكر هذا باعتبار مخالفة يعقوب لإحدى روايتي الأصل). [شرح الدرة المضيئة: 93] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: الرَّاءِ مِنْ: وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا. وَأَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي، وَأَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً، وَأَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ. وَأَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا فِي فُصِّلَتْ فَأَسْكَنَ الرَّاءَ فِيهَا ابْنُ كَثِيرٍ وَيَعْقُوبُ، وَوَافَقَهُمَا فِي فُصِّلَتْ فَقَطِ ابْنُ ذَكْوَانَ وَأَبُو بَكْرٍ. وَاخْتُلِفَ عَنْ أَبِي عَمْرٍو فِي الْخَمْسَةِ، وَعَنْ هِشَامٍ فِي فُصِّلَتْ، فَرَوَى الِاخْتِلَاسَ فِي الْخَمْسَةِ ابْنُ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ وَفَارِسٍ وَالْحَمَّامِيِّ وَالنَّهْرَوَانِيِّ عَنْ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ فَرَحٍ كِلَاهُمَا عَنِ الدُّورِيِّ، وَكَذَلِكَ رَوَى الطَّرَسُوسِيُّ عَنِ السَّامَرِّيِّ وَأَبُو بَكْرٍ الْخَيَّاطُ عَنِ ابْنِ الْمُظَفَّرِ عَنِ ابْنِ حَبَشٍ كِلَاهُمَا عَنِ ابْنِ جَرِيرٍ وَالشَنَبُوذِيِّ عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ كِلَاهُمَا عَنِ السُّوسِيِّ، وَرَوَى الْإِسْكَانَ فِيهَا ابْنُ الْعَلَّافِ وَالْحَسَنُ بْنُ الْفَحَّامِ وَالْمَصَاحِفِيُّ كُلُّهُمْ عَنْ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ فَرَحٍ عَنِ الدُّورِيِّ وَفَارِسِ بْنِ أَحْمَدَ وَابْنِ نَفِيسٍ كِلَاهُمَا عَنِ السَّامَرِّيِّ وَأَبُو الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ وَأَبُو الْحَسَنِ الْخَيَّاطُ وَالْمُسَيَّبِيُّ كُلُّهُمْ عَنِ ابْنِ الْمُظَفَّرِ كِلَاهُمَا عَنِ ابْنِ جَرِيرٍ وَالشَّذَائِيِّ عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ كِلَاهُمَا عَنِ السُّوسِيِّ، وَبِهِ قَرَأَ الدَّانِيُّ مِنْ رِوَايَةِ الدُّورِيِّ عَلَى جَمِيعِ مَنْ قَرَأَ عَلَيْهِ وَبِالْإِسْكَانِ قَرَأَ مِنْ رِوَايَةِ السُّوسِيِّ، وَعَلَى ذَلِكَ سَائِرُ كُتُبِ الْمَغَارِبَةِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ، وَكِلَاهُمَا ثَابِتٌ عَنْ كُلٍّ مِنَ الرِّوَايَتَيْنِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -.
وَرَوَى الدَّاجُونِيُّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ هِشَامٍ كَسْرَ الرَّاءِ فِي فُصِّلَتْ، وَرَوَى سَائِرُ أَصْحَابِهِ الْإِسْكَانَ كَابْنِ ذَكْوَانَ، وَالْبَاقُونَ بِكَسْرِ الرَّاءِ فِي الْخَمْسَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/222]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير ويعقوب {وأرنا}، و{أرني} حيث وقع بإسكان الراء، وافقهما في فصلت ابن ذكوان وأبو بكر، والحلواني عن هشام، واختلف عن أبي عمرو، فروى كثير من العراقيين عنه من الروايتين كذلك، وروى الآخرون عنه الاختلاس
[تقريب النشر في القراءات العشر: 462]
وروى الداني ومن وافقه من المغاربة الإسكان للسوسي والاختلاس للدوري، والباقون بالإتمام، وكذا روى الداجوني عن هشام). [تقريب النشر في القراءات العشر: 463]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (474- .... .... .... .... .... = .... .... أرنا أرني اختلف
475 - مختلسًا حز وسكون الكسر حق = وفصّلت لي الخلف من حقٍّ صدق). [طيبة النشر: 64]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (أرنا الخ البيت الآتي) يعني قوله تعالى: وأرنا مناسكنا هنا «أرني كيف» هنا أيضا «وأرنا الله جهرة» في النساء «وأرني أنظر إليك» في الأعراف «وأرنا اللذين أضلانا» في فصلت، فقرأه أبو عمرو بخلاف عنه باختلاس كسرة الراء في الخمسة وقرأ بإسكانها فيها ابن كثير ويعقوب وأبو عمرو، وفي الوجه الآخر، وافقهم على
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 185]
الإسكان في فصلت هشام بخلاف عنه، وابن ذكوان وشعبة والباقون بإخلاص كسرة الراء فيها على الأصل، ووجه الإسكان التخفيف كفخذ ونحوه؛ ووجه الاختلاس رعاية التخفيف مع دلالة بقاء الحركة قوله: (اختلف) أي اختلف عن أبي عمرو في اختلاف حركة الراء كما سيأتي في البيت الآتي:
مختلسا (ح) ز وسكون الكسر (حق) = وفصّلت (ل) ي الخلف (م) ن (حقّ) (ص) دق
مختلسا حال من ابن عمرو الدال عليه رمزه أو من ضمير أنت المقدر قوله: (حق) إشارة إلى الرد على من أنكر قراءة الإسكان من أجل أن حركة الراء فيه حركة نقل، لأن أصله أرإنا وأرإني، وخطأ أبو علي الفارسي منكر ذلك بالإجماع على إدغام «لكنا هو الله» قوله: (صدق) من الصدق، يشير إلى صحة ذلك وثبوت قراءة إسكانه خالصة، لأن معناه أعطنا بخلاف غيره. قال الأخفش الدمشقي: إنما جزم ابن عامر في حم على معنى أعطنا، والدليل على ذلك قول الشاعر:
أرنا إداوة عبد الله نملأها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 186]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/183]
ص:
مختلسا (ح) ز وسكون الكسر (حقّ) = وفصّلت (ل) ى الخلف (م) ن (حقّ) (ص) دق
ش: أي: اختلف عن ذي حاء (حز) أبو عمرو في الراء من وأرنا مناسكنا [البقرة: 128] وأرني كيف تحيي [البقرة: 260] وأرنا الله [النساء: 153]، وأرني أنظر إليك [الأعراف: 143] وأرنا اللذين أضلانا بفصلت [الآية: 29].
فروى اختلاس الخمسة ابن مجاهد عن أبي الزعراء وفارس والحمامي والنهراوي عن زيد عن ابن فرح، كلاهما عن الدوري.
ورواه الطرسوسي عن السامري والخياط عن ابن المظفر عن ابن حبش كلاهما عن ابن جرير، والشنبوذي عن ابن جمهور، كلاهما عن السوسي.
وروى إسكانها ابن العلاف، وابن الفحام، والمصاحفي، ثلاثتهم عن زيد عن ابن فرح عن الدوري، وفارس وابن نفيس، كلاهما عن السامري، والفارسي، وأبو الحسن الخياط [كلاهما] عن ابن المظفر، [كلاهما] عن ابن جرير والشذائي عن ابن جمهور، كلاهما عن السوسي.
وأسكنها في الخمسة مدلول (حق) ابن كثير، وأبو عمرو في ثاني وجهيه، ويعقوب.
وأسكنها في «فصلت» ذو ميم (من) ابن ذكوان وصاد (صدق) أبو بكر ومدلول [(حق)].
واختلف [فيها] عن ذي لام (لي) هشام:
فروى الداجوني عن أصحابه عنه: الكسر.
وروى سائر أصحابه غيره الإسكان.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/184]
والباقون بإشباع كسر الراء في الخمسة.
وحاصله: أن ابن كثير ويعقوب أسكناها في الخمسة.
ولأبي عمرو فيها وجهان.
ووافقهم على إسكان «فصلت» فقط أبو بكر وابن ذكوان، واختلف فيها عن هشام.
تنبيه:
قيد السكون، لئلا يختل المفهوم، وعلم العموم من قرينة التخصيص، والاختلاس هنا: إخفاء الحركة لا الحرف.
وجه الإسكان: التخفيف، لثقل الحركة على الحرف المتوهم [تعدده على] لغة، نحو: كتف؛ إجراء لعارض الاتصال مجرى لازمه.
ووجه الاختلاس: الجمع بين التخفيف، والدلالة.
ووجه الإتمام: أنها حركة الهمزة نقلت إليها فأقرت.
ووجه الموافقة في البعض: الجمع بين اللغتين. والله أعلم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/185]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "مُسْلِمَيْنِ لَك" على الجمع). [إتحاف فضلاء البشر: 1/418]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في راء "أرنا" [الآية: 128] وأرني حيث وقعا فابن كثير وأبو عمرو بخلف عنه، وكذا يعقوب بإسكانها للتخفيف وافقهم ابن محيصن، والوجه الثاني لأبي عمرو من روايتيه هو الاختلاس جمعا بين التخفيف والدلالة قال في النشر: وكلاهما ثابت من كل من الروايتين، وبعضهم روى الاختلاس عن الدوري والإسكان عن السوسي كالشاطبي، وقرأ ابن ذكوان وهشام من غير طريق الداجوني، وأبو بكر بإسكانها في فصلت وبالكسر الكامل في غيرها، وبه قرأ الباقون في الكل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/418]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وأرنا} [128] قرأ المكي والسوسي بإسكان الراء، والدوري بإخفائه، أي اختلاس كسرته، والباقون بكسرة كاملة على الأصل). [غيث النفع: 407]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم (128)}
{مسلمين}
- قرأ ابن عباس وعوف الأعرابي والحسن والسوسي "مسلمين" على الجمع، دعاءً لهما وللموجود من أهلهما كهاجر، وهذا أولى من جعل الجمع مرادا به التثنية، وقد قيل به هنا.
- وقراءة الجماعة "مسلمين" على التثنية، والمراد به إبراهيم وإسماعيل.
{ذريتنا}
- قرأ زيد بن ثابت والمطوعي "ذريتنا" بكسر الذال.
- وقراءة الجماعة على الضم.
وتقدم بيان القراءات في مثل هذا اللفظ في الآية/124 من هذه السورة في "ذريتي".
{وأرنا}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وابن محيصن وعمر بن عبد العزيز وبكر عن ابن فرح عن اليزيدي وشجاع وقتادة والسدي وروح ورويس والسوسي أبو شعيب "أرنا" بإسكان الراء.
- وذهب بعضهم إلى إشمام الراء الكسرة.
- وقراءة الجماعة على كسر الراء "أرنا"، وهو الأصل، ولا يجوز
[معجم القراءات: 1/194]
عند الخليل القراءة بغير الكسر.
- وروي عن أبي عمرو واليزيدي والدوري اختلاس كسرة الراء.
قال أبو حيان: "الإشباع هو الأصل، والاختلاس حسن مشهور".
- وقرأ عبد الله بن مسعود "وأرهم".
{مناسكنا}
كذا قرأ ابن مسعود بضمير الجماعة الغائبين "مناسكهم"، وبذلك يكون مناسباً للقراءة السابقة.
- وقراءة الجماعة بضمير المتكلمين "مناسكنا".
{وتب علينا}
كذا قرأ الجماعة: ".. علينا".
- وقرأ ابن مسعود "..عليهم".
وبذلك تكون قراءة ابن مسعود "وأرهم مناسكهم وتب عليهم".
قال ابن عطية: "كأنه يريد الذرية"). [معجم القراءات: 1/195]

قوله تعالى: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وتقدم" ضم هاء "فيهم" و"يزكيهم" ليعقوب و"عليهم" لحمزة وكذا أمالة "الدنيا"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/418] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم (129)}
{وابعث فيهم}
- قرأ أُبَيّ "وابعث في آخرهم".
{فيهم}
- قراءة يعقوب "فيهم" بضم الهاء في الحالين.
- وقراءة الباقين على كسرها "فيهم".
[معجم القراءات: 1/195]
{يتلوا}
- قراءة الجماعة "يتلو" بالياء.
- وقرئ "نتلو" بالنون.
{يتلوا عليهم}
- قراءة حمزة ويعقوب ".. عليهم" بضم الهاء.
وقد مضى بيان هذا في سورة الفاتحة الآية/7.
{ويعلمهم}
- قرأ أبو عمرو وابن محيصن والسوسي "ويعلمهم" بإسكان الميم الأولى.
وذهب ابن جني إلى أن العلة في الإسكان توالي الحركات مع الضمات، فيثقل ذلك عليهم، فيخففون بإسكان حركة الاعراب، وهي لغة تميم.
- وقراءة الجماعة بالرفع "ويعلمهم"، والتثقيل لغة الحجاز.
- وقرأ باختلاس الحركة أبو عمرو والسوسي.
{ويزكيهم}
- قراءة يعقوب وحمزة بضم الهاء "يزكيهم".
- وقراءة الجماعة على كسرها). [معجم القراءات: 1/196]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس