عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 05:16 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (158) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون * سبحان الله عما يصفون * إلا عباد الله المخلصين * فإنكم وما تعبدون * ما أنتم عليه بفاتنين * إلا من هو صال الجحيم * وما منا إلا له مقام معلوم * وإنا لنحن الصافون * وإنا لنحن المسبحون * وإن كانوا ليقولون * لو أن عندنا ذكرا من الأولين * لكنا عباد الله المخلصين}
الضمير في قوله تعالى: "وجعلوا" لفرقة من كفار قريش والعرب، قال ابن عباس رضي الله عنهما في كتاب الطبري: إن بعضهم قال: إن الله وإبليس أخوان، وقال مجاهد: قال قوم لأبي بكر الصديق: إن الله تعالى نكح في سروات الجن، وقال بعضهم: إن الملائكة بناته، فـ "الجنة" على هذا القول الأخير يقع على الملائكة، سميت بذلك لأنها مستجنة، أي: مستترة.
وقوله تعالى: {ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون}. من جعل "الجنة" الشياطين جعل العلامة في "علمت"، والضمير في "إنهم" عائدا عليهم. أي: جعلوا الشياطين ليست من الله، والشياطين تعلم ضد ذلك من أنها ستحضر أمر الله وثوابه وعقابه. ومن جعل "الجنة" الملائكة جعل الضمير في "إنهم" للقائلين هذه المقالة، أي: علمت الملائكة أن هؤلاء الكفرة سيحضرون ثواب الله وعقابه، وقد يتداخل هذان القولان). [المحرر الوجيز: 7/ 315]

تفسير قوله تعالى: {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (159) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (160) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم نزه تبارك وتعالى نفسه عما يصفه الناس ولا يليق به، ومن هذا استثنى العباد المخلصين; لأنهم يصفونه بصفاته العلى، وقالت فرقة: استثناهم من قوله: "لمحضرون"، وهذا يصح على قول من رأى "الجنة" الملائكة).[المحرر الوجيز: 7/ 315]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ (161) مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ (162) إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ (163) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {فإنكم وما تعبدون} بمعنى: قل لهم يا محمد: إنكم وأصنامكم ما أنتم بمضلين أحدا بسببها، إلا من سبق عليه القضاء وضمه القدر، بأنه يصلى الجحيم في الآخرة، وليس عليكم إضلال من هدى الله. وقالت فرقة: "عليه" بمعنى "فيه"، و"الفاتن": المضل في هذا الموضع، وكذلك فسر ابن عباس، والحسن بن أبي الحسن، وقال ابن الزبير على المنبر: "إن الله هو الهادي والفاتن"، و"من" في موضعنصب بـ"فاتنين". وقرأ الجمهور: "صال الجحيم" بكسر اللام من "صال"، حذفت الياء للإضافة. وقرأ الحسن بن أبي الحسن: "صال الجحيم" بضم اللام، وللنحاة في معناه اضطراب أقوال، وأقواها أنه "صالون" حذفت النون للإضافة، ثم حذفت الواو للالتقاء، وخرج لفظ الجميع بعد لفظ الإفراد، فهو كما قال تعالى: {ومنهم من يستمعون}، إذ لما كانت (من) وهي من الأسماء التي فيها إبهام ويكنى بها عن أفراد وجمع).[المحرر الوجيز: 7/ 315-316]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ (164) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم حكى قول الملائكة: وما منا إلا له مقام معلوم، وهذا يؤيد أن "الجنة" أراد بها الملائكة، كأنه قال ولقد علمت كذا، وإن قولنا لكذا، وتقدير الكلام: ما منا ملك، وروت عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن السماء ما فيها موضع قدم إلا وعليه جبهة ملك أو قدماه"، وقال ابن مسعود: "وإن كلنا إلا له مقام معلوم"). [المحرر الوجيز: 7/ 316]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الصافون" معناه: الواقفون صفوفا، و"المسبحون" يحتمل أن يريد به الصلاة، ويحتمل أن يريد به قول: "سبحان الله"، وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان إذا أقيمت الصلاة صرف وجهه إلى الناس فيقول لهم: عدلوا صفوفكم وأقيموها، فإن الله إنما يريد بكم هدي الملائكة، فإنها تقول: وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون، ثم يرى تقويم الصفوف، وعند ذلك ينصرف ويكبر، قال الزهراوي: قيل: إن المسلمين إنما اصطفوا منذ نزلت هذه الآية، ولا يصطف أحد من أهل الملل غير المسلمين). [المحرر الوجيز: 7/ 316]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ (167) لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ (168) لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (169) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم ذكر عز وجل: مقالة بعض الكفار، وقال قتادة، والسدي، والضحاك: فإنهم قبل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم قالوا: لو كان لنا كتاب أو جاءنا رسول لكنا من أتقى عباد الله وأشدهم إخلاصا، فلما جاءهم محمد كفروا فاستوجبوا أليم العقاب). [المحرر الوجيز: 7/ 316]

تفسير قوله تعالى: {فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (170) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {فكفروا به فسوف يعلمون * ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين * إنهم لهم المنصورون * وإن جندنا لهم الغالبون * فتول عنهم حتى حين * وأبصرهم فسوف يبصرون * أفبعذابنا يستعجلون * فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين * وتول عنهم حتى حين * وأبصر فسوف يبصرون * سبحان ربك رب العزة عما يصفون * وسلام على المرسلين * والحمد لله رب العالمين}
قوله تعالى: {فسوف يعلمون} وعيد محض; لأنهم تمنوا أمرا فلما جاءهم الله به كفروا واستهواهم الحسد). [المحرر الوجيز: 7/ 317]

رد مع اقتباس