عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 19 ذو القعدة 1439هـ/31-07-2018م, 04:37 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون}
أخبر الله -تبارك وتعالى- عن فلاح المؤمنين وأنهم نالوا البغية وأحرزوا البقاء الدائم، وروي عن كعب الأحبار أن الله -تعالى- لما خلق جنة عدن قال لها: تكلمي، فقالت: "قد أفلح المؤمنون". وروي عن مجاهد أن الله -تعالى- لما خلق الجنة وأتقن حسنها قال: "قد أفلح المؤمنون". وقرأ طلحة بن مصرف: "قد أفلح المؤمنون" بضم الحاء، يريد: قد أفلحوا، وهي قراءة مردودة، وروي عنه "قد أفلح المؤمنون" بضم الهمزة وكسر اللام). [المحرر الوجيز: 6/278]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم وصف -تعالى- هؤلاء المفلحين فقال: {الذين هم في صلاتهم خاشعون} والخشوع:
[المحرر الوجيز: 6/278]
التطامن وتساكن الأعضاء والوقار، وهذا إنما يظهر في الأعضاء لمن في قلبه خوف واستكانة، وروي عن بعض العلماء أنه رأى رجلا يعبث بلحيته في الصلاة فقال: لو خشع هذا خشعت جوارحه، وروي أن سبب هذه الآية أن المسلمين كانوا يلتفتون في صلاتهم يمنة ويسرة، فنزلت هذه الآية، وأمروا أن يكون بصر المصلي حذاء قبلته أو بين يديه، وفي الحرم إلى الكعبة، وروي عن ابن سيرين وغيره أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يلتفت في صلاته إلى السماء فنزلت الآية في ذلك). [المحرر الوجيز: 6/279]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"اللغو": سقط القول، وهذا يعم جميع ما لا خير فيه، ويجمع آداب الشرع، وكذلك كان النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، وكأن الآية فيها موادعة). [المحرر الوجيز: 6/279]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {والذين هم للزكاة} فاعلون ذهب الطبري وغيره إلى أنها الزكاة المفروضة في الأموال، وهذا بين، ويحتمل اللفظ أن يريد بالزكاة الفضائل، كأنه أراد الأزكى من كل فعل، كما قال تعالى: {خيرا منه زكاة وأقرب رحما}). [المحرر الوجيز: 6/279]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {والذين هم لفروجهم حافظون} صفة العفة). [المحرر الوجيز: 6/279]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم} الآية، يقتضي تحريم الزنا والاستمناء ومواقعة البهائم، وكل ذلك في قوله سبحانه: {وراء ذلك}). [المحرر الوجيز: 6/279]
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ومعنى " ما ملكت أيمانهم " من النساء، ولما كان "حافظون" بمعنى (محجوزون) حسن استعمال "على"). [المحرر الوجيز: 6/279]

تفسير قوله تعالى: {فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله سبحانه: {وراء ذلك}، ويريد: وراء هذا الحد الذي حد). [المحرر الوجيز: 6/279]
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"العادي": الظالم). [المحرر الوجيز: 6/279]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والذين هم على صلواتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون}
قرأ جمهور الناس: "لأماناتهم" بالجمع، وقرأ ابن كثير: "لأمانتهم" بالإفراد. والأمانة والعهد تجمع كل ما تحمله الإنسان من أمر دينه ودنياه قولا وفعلا، وهذا يعم معاشرة الناس والمواعيد وغير ذلك، ورعاية ذلك: حفظه والقيام به، والأمانة أعم من العهد؛ إذ كل عهد فهو أمانة فيما تقدم فيه قول أو فعل أو معتقد، وقد تعن أمانة فيما لم يعهد فيه تقدم، وهذا إذا أخذناهما بنسبتهما إلى العبد، فإن أخذناهما من حيث هما -عهد الله إلى عباده وأمانته التي حملهم - كانا في رتبة واحدة). [المحرر الوجيز: 6/280]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ الجمهور: "صلواتهم"، وقرأ حمزة، والكسائي: "صلاتهم" بالإفراد، وهذا الإفراد اسم جنس فهو في معنى الجمع، والمحافظة على الصلاة ترقب أوقاتها والمبادرة إلى وقت الفضل فيها). [المحرر الوجيز: 6/280]

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الوارثون" يريد: الجنة، وروي في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: أن الله تعالى جعل لكل إنسان مسكنا في الجنة ومسكنا في النار، فأما المؤمنون فيأخذون منازلهم ويرثون منازل الكفار، ويحصل الكفار في مساكنهم في النار.
قال القاضي أبو محمد -رحمه الله-:
ويحتمل أن يسمي الله -تعالى- الحصول على الجنة وراثة من حيث حصلوها دون غيرهم، فهو اسم مستعار على الوجهين). [المحرر الوجيز: 6/280]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الفردوس": مدينة الجنة، وهي جنة الأعناب، واللفظة -فيما قال مجاهد - رومية عربت، وقيل: هي فارسية عربت، والعرب تقول للكروم: فراديس، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأم حارثة: إنها جنان كثيرة، وإن ابنك قد أصاب الفردوس). [المحرر الوجيز: 6/280]

رد مع اقتباس