عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 09:21 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101)}

تفسير قوله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102)}
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب ما لا يعمل فيه ما قبله من الفعل الذي يتعدى إلى المفعول ولا غيره لأنه كلامٌ قد عمل بعضه في بعض فلا يكون إلاّ مبتدأ لا يعمل فيه شيء قبله لأنّ ألف الاستفهام تمنعه من ذلك.
وهو قولك: قد علمت أعبد الله ثمّ أم زيدٌ، وقد عرفت أبو من زيدٌ، وقد عرفت أيّهم أبوه، وأما ترى أي برقٍ هاهنا. فهذا في موضع مفعول كما أنّك إذا قلت: عبد الله هل رأيته فهذا الكلام في موضع المبنىّ على المبتدأ الذي يعمل فيه فيرفعه.
ومثل ذلك: ليت شعري أعبد الله ثمّ أم زيدٌ، وليت شعري هل رأيته، فهذا في موضع خبر ليت. فإنّما أدخلت هذه الأشياء على قولك: أزيدٌ ثمّ أم عمرو وأيّهم أبوك لما احتجت إليه من المعاني. وسنذكر ذلك في باب التسوية.
ومثل ذلك قوله عزّ وجلّ: {لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا} وقوله تعالى: {فلينظر أيها أزكى طعاما}.
ومن ذلك :قد علمت لعبد الله خيرٌ منك. فهذه اللام تمنع العمل كما تمنع ألف الاستفهام لأنّها إنّما هي لام الابتداء، وإنما أدخلت عليه علمت لتؤكد وتجعله يقيناً قد علمته ولا تحيل على علم غيرك. كما أنّك إذا قلت: قد علمت أزيدٌ ثمّ أم عمروٌ أردت أن تخبر أنّك قد علمت أيّهما ثمّ وأردت أن تسوى علم المخاطب فيهما كما استوى علمك في المسألة حين قلت أزيدٌ ثمّ أم عمرٌو. ومثل ذلك قوله عزّ وجلّ: {ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاقٍ}.
ولو لم تستفهم ولم تدخل لام الابتداء لأعملت علمت كما تعمل عرفت ورأيت وذلك قولك: قد علمت زيداً خيرا منك، كما قال تعالى جدّه: {ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت}، وكما قال جلّ ثناؤه: {لا تعلمونهم الله يعلمهم}، كقولك: لا تعرفونهم الله يعرفهم. وقال سبحانه: {والله يعلم المفسد من المصلح}). [الكتاب: 1/ 235-237] (م)
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (واعلم أن الفاء لا تضمر فيها أن في الواجب ولا يكون في هذا الباب إلا الرفع وسنبين لم ذلك، وذلك قوله: إنه عندنا فيحدثنا وسوف آتيه فأحدثه ليس إلا إن شئت رفعته على أن تشرك بينه وبين الأول، وإن شئت كان منقطعاً لأنك قد أوجبت أن تفعل فلا يكون فيه إلا الرفع وقال عز وجل: {فلا تكفر فيتعلمون}، فارتفعت لأنه لم يخبر عن الملكين أنهما قالا لا تكفر فيتعلمون ليجعلا كفره سبباً لتعليم غيره ولكنه على كفروا فيتعلمون.
ومثله: {كن فيكون} كأنه قال: إنما أمرنا ذاك فيكون). [الكتاب: 3/ 38-39]
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وهذه اللام تصرف إن إلى الابتداء كما تصرف عبد الله إلى الابتداء إذا قلت: قد علمت لعبد الله خيرٌ منك، فعبد الله هنا بمنزلة إن في أنه يصرف إلى الابتداء.
ولو قلت: قد علمت أنه لخير منك، لقلت: قد علمت لزيداً خيراً منك، ورأيت لعبد الله هو الكريم، فهذه اللام لا تكون مع أن ولا عبد الله إلا وهما مبتدءان.
ونظير ذلك قوله عز وجل: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق} فهو ههنا مبتدأ.
ونظير إن مكسورةً إذا لحقتها اللام قوله تعالى: {ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون} وقال أيضاً: {هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد} فإنكم ههنا بمنزلة أيهم إذا قلت: ينبئهم أيهم أفضل.
وقال الخليل مثله: (إن الله يعلم ما تدعون من دونه من شيءٍ) فما ههنا بمنزلة أيهم، ويعلم معلقة). [الكتاب: 3/ 148]
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (ويكون أيضا: يَفْعَلُ لما وقع ولما لم يقع. مثل قوله:
ولـقـد أمــر عـلـى اللئـيـم يسبـنـي ....... فمضيت عنه وقلت: لا يعنيني
كأنه قال: ولقد مررت، أنه قال: فمضيت عنه. وقال الآخر:
وإنـــــي لآتـيــكــم تـشــكــر مـــــا مـــضـــى ....... من الأمر واستيجاب ما كان في غد
أي: ما يكون في غد.
وقال الله عز وجل: {واتبعوا ما تتلو الشياطين} أي: ما تلت). [الأضداد: 116-117]
قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ): (وقال نهشل بن حري:
...
فــــــا أيـــهـــذا الـمــؤتــلــي إن نــهــشـــلا ....... عصوا قبل ما آليت ملك بني نضر
قال الرياشي: مَلْكَ يعني المَلِكَ. والمُلْكُ: السُّلطان). [النوادر في اللغة: 448] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وأما قول الله عز وجل: {ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرةً} فهذا هو الوجه؛ لأنه ليس بجواب؛ لأن المعنى في قوله: {ألم تر} إنما هو: انتبه وانظر. أنزل الله من السماء ماء فكان كذا وكذا.
وليس كقولك: ألم تأت زيداً فيكرمك؛ لأن الإكرام يقع بالإتيان. وليس اخضرار الأرض واقعاً من أجل رؤيتك.
وكذلك قوله عز وجل: {وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنةٌ فلا تكفر فيتعلمون} لأنه لم يجعل سبب تعليمهم قوله لا تكفر؛ كما تقول: لا تأتني فأضربك؛ لأنه يقول: إنك إن أتيتني ضربتك. وقوله: فلا تكفر حكاية عنهم، وقوله: {فيتعلمون} ليس متصلاً به. ولو كان كذلك كان لا تكفر فتتعلم يا فتى، ولكن هو محمول على قوله: {يعلمون الناس السحر} فيتعلمون منهم. لا يصح المعنى إلا على هذا أو على القطع أي: منهم يتعلمون). [المقتضب: 2/ 19] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ألا ترى أنه لا يدخل على الاستفهام من الأفعال إلا ما يجوز أن يلغى؛ لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله. وهذه الأفعال هي التي يجوز ألا تعمل خاصةً، وهي ما كان من العلم والشك فعلى هذا: {لنعلم أي الحزبين}، {ولقد علموا لمن اشتراه}؛ لأن هذه اللام تفصل ما بعدها مما قبلها. فتقول: علمت لزيدٌ خير منك). [المقتضب: 3/ 297] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (ويشرى: يباع. قال الله عز وجل: {لبئس ما شروا به أنفسهم}، أي: باعوا. وقال يزيد بن مفرغ الحميري:
وشــريـــت بـــــردًا لـيـتــنــي .......من قبل بردٍ كنت هامه
أي: بعته). [شرح المفضليات: 721]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103)}


رد مع اقتباس