عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 07:02 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قد أفلح المؤمنون} [المؤمنون: 1] قد سعد المؤمنون، والسّعداء أهل الجنّة.
سعيدٌ عن قتادة قال: ذكر لنا أنّ كعبًا قال: لم يخلق اللّه بيده إلا ثلاثةً، خلق آدم بيده، وكتب التّوراة بيده، وغرس الجنّة بيده ثمّ قال لها: تكلّمي، فقالت: {قد أفلح المؤمنون} [المؤمنون: 1] المعلّى بن هلالٍ ذكره بإسنادٍ قال: إنّ اللّه خلق الجنّة بيده، فجعل لبنة ذهبٍ، ولبنة فضّةٍ، وملاطها المسك، ثمّ جعل فيها ما جعل ثمّ نظر فيها فقال: {قد أفلح المؤمنون} [المؤمنون: 1]، ثمّ أغلق بابها فليس يعلم ما فيها ملكٌ مقرّبٌ ولا نبيٌّ مرسلٌ.
قال: فالّذي يوجد من برد السّحر وطيبه فهو ما يخرج من خلل الباب). [تفسير القرآن العظيم: 1/392]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(قوله تعالى: {قد أفلح المؤمنون}

أي قد نالوا البقاء الدائم في الخير، ومن قرأ قد أفلح المؤمنون.
كان معناه: قد أصيروا إلى الفلاح.
ويروى عن كعب الحبر: أن الله عزّ وجلّ لم يخلق بيده إلا ثلاثة أشياء، خلق آدم - صلى الله عليه وسلم - بيده وخلق جنّة عدن بيده، وكتب التوراة بيده،
فقال لجنّة عدن تكلمي فقالت {قد أفلح المؤمنون} لما رأت فيها من الكرامة لأهلها،
و{المؤمنون} المصدّقون بما أتى من عند اللّه، وبأنه واحد لا شريك له.
وأن محمدا - صلى الله عليه وسلم - نبيّه). [معاني القرآن: 4/6-5]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( من ذلك قول الله جل وعز: {قد أفلح المؤمنون} أي قد نالوا الفلاح وهو دوام البقاء في الجنة). [معاني القرآن: 4/441]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {قَدْ أَفْلَـحَ}: قد فـاز). [العمدة في غريب القرآن: 215]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {الّذين هم في صلاتهم خاشعون} [المؤمنون: 2] عثمان، عن عمرٍو، عن الحسن قال: الخشوع: الخوف الثّابت في القلب.
عثمان، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ قال: الخشوع: غضّ البصر وخفض الجناح.
وقال مجاهدٌ: كان أهل العلم يكرهون إذا قام الرّجل في صلاته أن يعبث بشيءٍ من هكذا يديه، أو يلتفت، أو يهتمّ بشيءٍ من أمر الدّنيا.
[تفسير القرآن العظيم: 1/392]
- المسعوديّ، عن قتادة، عن أبي مجلزٍ، عن أبي عبيدة أنّ عبد اللّه بن مسعودٍ كان إذا قام في الصّلاة خفض فيها بصره، ويديه وصوته.
خداشٌ، عن هشام بن حسّان، عن محمّد بن سيرين قال: كانوا يلتفتون في صلاتهم حتّى نزلت هذه الآية، فغضّوا أبصارهم.
فكأنّ أحدهم ينظر إلى موضع سجوده.
وقال الحسن: {الّذين هم في صلاتهم خاشعون} [المؤمنون: 2] أي خائفون). [تفسير القرآن العظيم: 1/393]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {في صلاتهم خاشعون} أي لا تطمح أبصارهم ولا يلتفتون مكبون). [مجاز القرآن: 2/55]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( وقوله عزّ وجلّ: {الّذين هم في صلاتهم خاشعون}
أصل الخشوع في اللغة الخضوع والتواضع، ودليل ذلك قوله: {وخشعت الأصوات للرّحمن فلا تسمع إلّا همسا}.
وقال الحسن وقتادة: خاشعون خائفون.
وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان إذا وقف في صلاته رفع بصره نحو السماء، فلما نزلت (الّذين هم في صلاتهم خاشعون) جعل نظره موضع سجوده). [معاني القرآن: 4/6]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {الذين هم في صلاتهم خاشعون}
قال إبراهيم وقتادة الخشوع في القلب قال إبراهيم وهو السكون
وقال قتادة وهو الخوف وغض البصر في الصلاة
قال مجاهد هو السكون
والخشوع عند بعض أهل اللغة في القلب والبصر كأنه تفريغ القلب للصلاة والتواضع باللسان والفعل
قال أبو جعفر وقول مجاهد وإبراهيم في هذا حسن وإذا سكن الإنسان تذلل ولم يطمح ببصره ولم يحرك يديه فأما وضع البصر موضع السجود فتحديد شديد
وقد روى عن علي عليه السلام الخشوع أن لا يلتفت في الصلاة
وحقيقته المنكسر قلبه إجلالا لله ورهبة منه ليؤدي ما يجب عليه). [معاني القرآن: 4/442-441]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {والّذين هم عن اللّغو معرضون} [المؤمنون: 3] واللّغو: الباطل.
وهو تفسير السّدّيّ.
ويقال: الكذب.
وهو واحدٌ، وهو الشّرك). [تفسير القرآن العظيم: 1/393]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {اللّغو}: باطل الكلام والمزاح). [تفسير غريب القرآن: 296]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {والّذين هم عن اللّغو معرضون}
اللغو كل لعب وهزل، وكلّ معصية فمطّرحة ملغاة، وهم الذين قد شغلهم الجد فيما أمرهم اللّه به عن اللغو). [معاني القرآن: 4/6]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {والذين هم عن اللغو معرضون}
قال الحسن عن المعاصي
قال أبو جعفر واللغو عند أهل اللغة ما يجب أن يلغى
أي يطرح ويترك من اللعب والهزل والمعاصي
أي شغلهم الجد عن هذا). [معاني القرآن: 4/443-442]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {اللَّغْوِ}: باطل الكلام). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 163]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {اللَّغْوِ}: الباطـل). [العمدة في غريب القرآن: 215]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {والّذين هم للزّكاة فاعلون} [المؤمنون: 4] يؤدّون الزّكاة المفروضة). [تفسير القرآن العظيم: 1/393]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {والّذين هم للزّكاة فاعلون}

معنى {فاعلون} مؤتون). [معاني القرآن: 4/6]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {والذين هم للزكاة فاعلون} أي مؤدون
ومدح الله جل وعز من أخرج من ماله الزكاة وإن لم يخرج منها غيرها). [معاني القرآن: 4/443]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {والّذين هم لفروجهم حافظون} [المؤمنون: 5] من الزّنا). [تفسير القرآن العظيم: 1/393]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( {والّذين هم لفروجهم حافظون}

أي يحفظون فروجهم عن المعاصي). [معاني القرآن: 4/6]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {إلا على أزواجهم} [المؤمنون: 6] إن شاء تزوّج واحدةً، وإن شاء تزوّج اثنتين، وإن شاء ثلاثًا، وإن شاء أربعًا، لا يحلّ له ما فوق ذلك.
قوله: {أو ما ملكت أيمانهم} [المؤمنون: 6] يطأ بملك يمينه كم شاء.
قال: {فإنّهم غير ملومين} [المؤمنون: 6] في أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم، لا لوم عليهم في ذلك، أي لا إثم عليهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/393]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {والّذين هم لفروجهم حافظون...}

{إلاّ على أزواجهم...}
المعنى: إلاّ من أزواجهم اللاتي أحلّ الله من الأربع لا تجاوز.
وقوله: {أو ما ملكت أيمانهم} (ما) في موضع خفض. يقول: ليس عليهم في الإماء وقت، ينكحون ما شاءوا. فذلك قوله: حفظوا فروجهم إلاّ من هذين {فإنّهم غير ملومين} فيه. يقول: غير مذنبين). [معاني القرآن: 2/231]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إلّا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنّهم غير ملومين}
موضع " ما " خفض ودخلت " على " ههنا لأن المعنى أنهم يلامون في إطلاق ما حظر عليهم، (إلّا على أزواجهم فإنهم لا يلامون على ما أحلّ لهم من تزوج أربع، ومن ملك اليمين، والمعنى أنهم يلامون على ما سوى أزواجهم وملك أيمانهم). [معاني القرآن: 4/6]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {والذين هم لفروجهم حافظون* إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين}
قال الفراء أي إلا من اللاتي أحل الله جل وعز لهم الأربع لا تجاوزه
{أو ما ملكت أيمانهم} في موضع خفض معطوفة على أزواجهم وما مصدر أي ينكحون ما شاءوا من الإماء حفظوا فروجهم إلا من هذين). [معاني القرآن: 4/444-443]

تفسير قوله تعالى: {فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فمن ابتغى وراء ذلك} [المؤمنون: 7] وراء أزواجه أو ما ملكت يمينه.
{فأولئك هم العادون} [المؤمنون: 7] الزّناة تعدّوا الحلال إلى الحرام.
وكان قتادة يقول: من تعدّى الحلال أصاب الحرام.
وقال السّدّيّ: {فأولئك هم العادون} [المؤمنون: 7] أي: فأولئك هم المعتدون، أي: الظّالمون أنفسهم بركوب المعصية). [تفسير القرآن العظيم: 1/393]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( {فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون}
أي: فمن طلب ما بعد ذلك.
{فأولئك هم العادون} ومعنى {العادون} الجائرون الظالمون الذين قد تعدّوا في الظلم). [معاني القرآن: 4/7]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون}
أي: فمن طلب سوى أربع نسوة وما ملكت يمينه فأولئك هم العادون أي الجائرون إلى ما لا يحل الذين قد تعدوا). [معاني القرآن: 4/444]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فمن ابتغى وراء ذلك} أي: فمن طلب سوى ذلك). [ياقوتة الصراط: 373]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فأولئك هم العادون} أي: العاصون). [ياقوتة الصراط: 373]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {والّذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون} [المؤمنون: 8] يؤدّون الأمانة ويوفون بالعهد). [تفسير القرآن العظيم: 1/393]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( {والّذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون}

ويقرأ لأمانتهم واحدا وجمعا.
{وعهدهم راعون}ىأي: يقومون على حفظ أمانتهم وعهدهم، يرعون ذلك، وأصل الرّعي في اللغة القيام على إصلاح ما يتولّاه الراعي من كل شيء تقول: الإمام يرعى رعيته،
والقيّم بالغنم يرعى غنمه، وفلان يرعى ما بينه وبين فلان، أي يقوم على إصلاح ما بينه وبينه). [معاني القرآن: 4/7]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون} أي :حافظون
يقال رعيت الشيء أي قمت بصلاحه ومنه فلان يرعى ما بينه وبين فلان). [معاني القرآن: 4/444]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {والّذين هم على صلواتهم يحافظون} [المؤمنون: 9] يحافظون على الصّلوات الخمس.
قال قتادة: على وضوئها، ومواقيتها، وركوعها، وسجودها.
- سعيدٌ وهمّامٌ، عن قتادة، عن حنظلة الكاتب أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " من حافظ على الصّلوات الخمس، على وضوئهنّ ومواقيتهنّ وركوعهنّ وسجودهنّ، وعلم أنّه حقٌّ للّه عليه دخل الجنّة، أو قال: وجبت له الجنّة ".
[تفسير القرآن العظيم: 1/393]
وقال سعيدٌ: حرّم على النّار). [تفسير القرآن العظيم: 1/394]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( {والّذين هم على صلواتهم يحافظون}

{والّذين هم على صلاتهم}وصلواتهم يقرأ أن جميعا.
{يحافظون} معناه يصلونها لوقتها، والمحافظة على الصلوات أن تصلّى في أوقاتها.
فأمّا الترك فداخل في باب الخروج عن الدّين.
والذين وصفوا بالمحافظة هم الذين يرعون أوقاتها). [معاني القرآن: 4/7]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {والذين هم على صلواتهم يحافظون}
قال مسروق أي يصلونها لوقتها
وليس من جهة الترك لأن الترك كفر). [معاني القرآن: 4/445-444]

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {أولئك هم الوارثون} [المؤمنون: 10] ليس من واحدٍ إلا قد أعدّ اللّه له منزلًا وأهلًا في الجنّة، فإن أطاع اللّه صار إلى ما أعدّ له، وإن عصى اللّه صرف اللّه ذلك المنزل عنه فأعطاه المؤمن، ما أعدّ اللّه للمؤمنين، فورّث المؤمنين تلك المنازل والأزواج.
فهو قوله: {أولئك هم الوارثون} [المؤمنون: 10] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/394]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( {أولئك هم الوارثون}

أي من وصف بما جرى من الإيمان والعمل بما يلزم المؤمن أولئك هم الوارثون). [معاني القرآن: 4/7]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {أولئك هم الوارثون}
يقال إنما الوارث من ورث ما كان لغيره فكيف يقال لمن دخل الجنة وارث
ففي هذا أجوبة يستغنى عن ذكرها بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم
روى الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {أولئك هم الوارثون} قال ليس من أحد إلا له منزلان منزل في الجنة ومنزل في النار،
فإن هو أدخل النار ورث أهل الجنة منزله فذلك قوله تعالى: {أولئك هم الوارثون} ). [معاني القرآن: 4/445]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {الّذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون} [المؤمنون: 11] والفردوس اسمٌ من أسماء الجنّة في تفسير الحسن.
قال يحيى: وبلغني أنّها بالرّوميّة.
سعيدٌ، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: هي ربوة الجنّة، وأوسطها، وأفضلها.
- إبراهيم بن محمّدٍ، عن صالحٍ مولى التّوأمة، عن أبي هريرة قال: الفردوس: جبلٌ في الجنّة تفجّر منه أنهار الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 1/394]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {الفردوس...}

قال الكلبيّ: هو البستان بلغة الروم. ... وهو عربي أيضاً. العرب تسمي البستان الفردوس). [معاني القرآن: 2/231]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {أولئك هم الوارثون * الّذين يرثون الفردوس} قال مجاهد: هو البستان المخصوص بالحسن، بلسان الرّوم).
[تفسير غريب القرآن: 296]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( ثم قال: {هم فيها خالدون} فأنث. ذهب إلى الجنة). [تفسير غريب القرآن: 296]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {الّذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون } [معاني القرآن: 4/7]
روي أن اللّه - جل ثناؤه - جعل لكل امرئ بيتا في الجنّة وبيتا في النّار فمن عمل عمل أهل النّار ورث بيته من الجنّة من عمل عمل أهل الجنّة، ومن عمل عمل أهل الجنّة ورث بيته من النار من عمل عمل أهل النّار، والفردوس: أصله رومي أعرب وهو البستان، كذلك جاء في التفسير.
وقد قيل إنّ الفردوس يعرفه العرب، وسمّى الموضع الذي فيه كرم فردوسا.
قال أبو إسحاق: روينا عن أحمد بن حنبل رحمه الله في كتابه " كتاب التفسير "، وهو ما أجازه لي عبد الله ابنه عنه أن اللّه عزّ وجلّ، بنى جنّة الفردوس لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وجعل جبالها المسك الأذفر.
وروينا عن غيره أن اللّه - جلّ ثناؤه - كنس جنّة الفردوس بيده، وبناها لبنة من ذهب مصفّى ولبنة من مسك مذرّى، وغرس فيها من جيّد الفاكهة وجيّد الريحان). [معاني القرآن: 4/8]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {الذين يرثون الفردوس هو فيها خالدون}
في حديث سعيد عن قتادة عن أنس مرفوعا والفردوس ربوة الجنة وأوسطها وأفضلها
ثم قال هم فيها خالدون فأنث على معنى الجنة). [معاني القرآن: 4/446]

رد مع اقتباس