عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 22 رجب 1440هـ/28-03-2019م, 03:40 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

فصل في علل إدغام تاء التأنيث
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (فصل في علل إدغام تاء التأنيث
1- اختلف القراء في إدغام تاء التأنيث وإظهارها عند ستة أحرف وهن: الجيم والطاء والصاد والثاء والسين والزاي.
فعلة من أدغم تاء التأنيث في الجيم والطاء والصاد والزاي أنهن اشتركن في المخرج، واشتركن في إدغام لام التعريف فيهن، سوى الجيم، ولأن هذه الحروف أقوى من التاء، لأن التاء حرف مهموس، وهذه الحروف مجهورة سواء، والصاد والطاء قويتان بالإطباق الذي فيهما والاستعلاء، والزاي حرف قوي، للصفير الذي فيه والجهر، مع ما في التاء من المؤاخاة بينهما وبين الصاد من الهمس، لكن الصاد تقوى، بالصفير والإطباق والاستعلاء، على التاء، فحسن الإدغام لذلك؛ لأنك تبدل من التاء عند الإدغام حرفًا أقوى منها، فتنقلها بالإدغام إلى القوة، وذلك حسن، والإظهار حسن أيضًا لأنه الأصل، ولأنه من كلمتين منفصلتين، وبالإظهار عند الجيم والزاي قرأ الحرميان وعاصم وابن عامر، وذلك حجة، ومثله الطاء والصاد، غير أن ابن عامر أدغم عندها، إلا قوله: {لهدمت صوامع} «الحج 40» فإنه أظهر، وأدغم ورش عند الطاء.
2- وعلة من أدغم التاء في الثاء أن الثاء حرف فيه بعض الشدة،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/150]
والرخاوة أغلب عليه، والتاء حرف مهموس، والهمس ضعف في الحرف، فكأنما تقاربا لاشتراكهما في الهمس والمخرج، ويجوز إدغام لام التعريف فيهما، فجاز لذلك الإدغام، والإظهار في هذا أحسن وأقوى؛ لأن التاء أقوى من الثاء، لما في التاء من الشدة، ولما في الثاء من الهمس والرخاوة، فهما وإن اشتركا في الهمس فإن الثاء تنقص عن قوة التاء لما فيها من الرخاوة التي تضعفها، ولما في التاء من الشدة التي تقويها وبالإظهار قرأ الحرميان وعاصم، وذلك حجة.
3- وعلة من أدغم التاء في السين أن السين فيها صفير يقويها، وهي مؤاخية للتاء في المخرج من الفم، ومؤاخية لها في الهمس، ومؤاخية لها في إدغام لام التعريف فيهما، لكن التاء حرف فيه شدة، تقوم الشدة في القوة مقام الصفير، الذي في السين، فقد تساويا، فحسن الإدغام، لأنك لا تنقل الأول إلى ضعف بل تنقله إلى مثل حاله من القوة والضعف، على أن الصفير أقوى من الشدة، فحسن الإدغام، والإظهار حسن، لأنهما منفصلان ولأنه الأصل، وبالإظهار قرأ الحرميان وعاصم وابن عامر، وذلك حجة.
4- فأما حجة حمزة في إدغامه تاء التأنيث في الجمع عند الصاد والزاي والذال فذلك يجري على ما عللنا، من أن هذه الحروف أقوى من التاء، لما في الصاد من الإطباق والصفير والاستعلاء، مع مؤاخاتها التاء في المخرج والهمس، ولما في الزاي من الجهر والصفير، ولما في الذال من الجهر، فكلهن أقوى من التاء، فحسن الإدغام لخروجهن كلهن من الفم، ولأن الإدغام يقوى به الحرف الأول، لأنه يُبدل بأقوى منه، ولاشتراكهن في إدغام لام التعريف فيهن، والإظهار حسن، لأنه الأصل، ولأن الأول في هذا متحرك بخلاف ما تقدم، فإذا أنت أدغمت وأسكنت المتحرك تغيرت حركته ثم غيرته مرة ثانية بالإدغام،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/151]
فأبدلت منه حرفًا من جنس الثاني، وذلك تغير بعد تغير، فضعف الإدغام، وقوي الإظهار لذلك، ولأن عليه جماعة من القراء، غير حمزة وأبي عمرو في الإدغام الكبير، فذلك حجة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/152]


رد مع اقتباس