عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 08:28 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة العنكبوت

[ من الآية (24) إلى الآية (27) ]
{فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (24) وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (25) فَآَمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآَتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (27) }

قوله تعالى: {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (24)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "فَأَنْجَاهُ اللَّه" حمزه والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/349]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (24)}
{فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ}
- قراءة الجمهور (جواب قومه) بالنصب، والاسم هو ما بعد (إلا)
[معجم القراءات: 7/99]
أي: إلا قولهم.
- وقرأ الحسن وسالم الأفطس وعمرو بن دينار ونبيح وأبو واقد والجراح (جواب قومه) بالرفع اسم كان، والخبر ما بعد (إلا) أي: (إلا قولهم).
وتقدم هذا في الآية/56 من سورة النمل، والآية/82 من سورة الأعراف.
{فَأَنْجَاهُ}
- قراءة الإمالة عن حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح.
{يُؤْمِنُونَ}
- تقدمت القراءة بالواو من غير همز في مواضع (يومنون)، وانظر الآية/185 من سورة الأعراف). [معجم القراءات: 7/100]

قوله تعالى: {وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (25)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - وَاخْتلفُوا في قَوْله تَعَالَى {مَوَدَّة بَيْنكُم} 25
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو والكسائي {مَوَدَّة بَيْنكُم} بِالرَّفْع مَعَ الْإِضَافَة
وروى أَبُو زيد عَن أَبي عَمْرو {مَوَدَّة بَيْنكُم} بِالرَّفْع مَعَ الْإِضَافَة و{مَوَدَّة} بِنصب الْهَاء {بَيْنكُم} نصبا
وروى علي بن نصر عَن أَبي عَمْرو {مَوَدَّة بَيْنكُم} مُضَافا رفعا
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر {مَوَدَّة} منونا بِالنّصب {بَيْنكُم} نصبا
وَكَذَلِكَ الْمفضل عَن عَاصِم
وروى الْأَعْشَى عَن أَبي بكر عَن عَاصِم {مَوَدَّة} رفعا منونا {بَيْنكُم} نصبا
وَقَرَأَ حَمْزَة وَعَاصِم في رِوَايَة حَفْص {مَوَدَّة بَيْنكُم} بِنصب {مَوَدَّة} مَعَ الْإِضَافَة). [السبعة في القراءات: 498 - 499]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (مودة) رفع مكي بصري وعليّ، الشموني، والبرجمي، ينونانه الباقون نصب حمزة وحفص لا ينونانه ومن نوّن نصب (بينكم)). [الغاية في القراءات العشر: 355]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (مودة) [25]: رفع منون، (بينكم) [25]: فتح: البرجمي، والشموني. نصب منون، (بينكم): فتح: مدني، دمشقي، وأيوب، وأبو بكر، وجبلة، وخلف. بالنصب والإضافة حمزة، وحفص، وسلام، وسهل، وروح، وزيد.
الباقون بالرفع والإضافة). [المنتهى: 2/895]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي (مودة) بالرفع من غير تنوين، (بينكم) بالخفض، وكذلك قرأ حفص وحمزة إلا أنهما نصبا (مودة)، وقرأ الباقون بنصب (مودة) والتنوين ونصب (بينكم) ). [التبصرة: 300]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي: {مودة} (25): بالرفع، من غير تنوين. {بينكم}: بالخفض.
وحفص، وحمزة: بالنصب، من غير تنوين. {بينكم}: بالخفض.
والباقون: بالنصب والتنوين. و{بينكم}: بالفتح). [التيسير في القراءات السبع: 405]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو والكسائيّ ورويس: (مودّة) بالرّفع من غير تنوين (بينكم) بالخفض وحفص وروح وحمزة (مودّة) بالنّصب من غير تنوين (بينكم) بالخفض، والباقون (مودّة) بالنّصب والتنوين وبينكم بالفتح). [تحبير التيسير: 501]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مَوَدَّةٌ) رفع منون (بَيْنَكُمْ) نصب الزَّعْفَرَانِيّ، وأبو حيوة، وابن أبي عبلة، والحسن، وابْن مِقْسَمٍ، والبرجمي والشموني الأصمعي عن أَبِي عَمْرٍو وبالرفع والإضافة مكي غير ابْن مِقْسَمٍ، وأَبُو عَمْرٍو غير يونس واللؤلؤي، والأصمعي، ورُوَيْس، وأبو السَّمَّال، والْجَحْدَرِيّ، والكسائي، وجبلة، واختلف عن سهل، وروى الْخُزَاعِيّ والْخَبَّازِيّ مثل أبي عمرو، وروى الباقون النصب والإضافة كالزَّيَّات، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، والْعَبْسِيّ، وحفص، وزيد، وَرَوْحٌ، وسلام، وأبو زيد عن المفضل، ويونس، واللؤلؤي عن أَبِي عَمْرٍو، والباقون بالنص والتنوين، وهو الاختيار ردًّا على الأوثان ولا أجعلها خبر إن؛ لأن لا تعلم شيئًا، قال الْخُزَاعِيّ أبو زيد كالكسائي). [الكامل في القراءات العشر: 615]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([25]- {مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ} بالنصب والإضافة: حفص وحمزة.
بالرفع والإضافة: ابن كثير وأبو عمرو والكسائي.
الباقون بالنصب والتنوين). [الإقناع: 2/726]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (953 - مَوَدَّةً المَرْفُوعُ حَقُّ رُوَاتِهِ = وَنَوِّنْهُ وَانْصِبْ بَيْنَكُمْ عَمَّ صَنْدَلاَ). [الشاطبية: 76]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([953] مودة المرفوع (حق) (ر)واته = ونونه وانصب بينكم (عم) (صـ)ـندلا
قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي: {مودة بينكم}، بالرفع والإضافة. فهو مرفوع خبرًا، لأنه (روما)، بمعنى الذي؛ أي: إن الذي اتخذتم من دون الله أوثانا، مودة بينكم، أي: الأوثان المودة، بمعنى المودودة أو سبب المودة.
ويجوز أن يكون مرفوعًا خبرًا لمبتدأ محذوف.
وقرأ {مودة بينكم}، نافع وابن عامر وأبو بكر.
والنصب، على أنه مفعول من أجله؛ أي لتتوادوا وتواصلوا، لأن النحلة سبب الألفة والمودة.
أو يكون مفعولًا ثانيًا؛ أي اتخذتم الأوثان سببًا للمودة، كما تقول: اتخذت زيدًا صديقًا.
أو اتخذتموها مودة، أي مودودة.
وقرأ حمزة وحفص {مودة بينكم} بالنصب والإضافة.
فالنصب على ما تقدم، والإضافة لكل من أضاف، على أن يجعل {بينكم} مفعولًا، كما في قوله:
یا سارق الليلة أهل الدار
ونصب {بينكم}، على الظرف). [فتح الوصيد: 2/1170]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [953] مودةٌ المرفوع حق رواته = ونونه وانصب بينكم عم صندلا
ب: (الصندل): مر شرحه.
ح: (مودة): مبتدأ، (المرفوع): صفة، وذكر على تأويل اللفظ، (حق): خبر، أضيف إلى (رواته)، الهاء في (نونه) لـ (مودة)، (بينكم): مفعول به لقوله: (انصب)، (عم): فاعله ضمير المذكور، (صندلًا): تمييز أو حال.
ص: قرأ أبو عمرو وابن كثير والكسائي: (إنما اتخذتم من دون الله أوثانًا مودةٌ) [25] برفع (مودةٌ)، ونافع وابن عامر وأبو بكر: بتنوينها منصوبة، ونصب {بينكم}، والباقون: بالنصب من غير تنوين، وجر {بينكم}.
فيحصل لأبي عمرو وابن كثير والكسائي: {مودة بينكم} بالرفع والإضافة، على تقدير: إن الذي اتخذتموهم من دون الله أوثانًا مودة بينكم، أي: ذوو مودة بينكم، خبر لـ {إن}، و {ما} في {إنما}: موصولة، أو خبر مبتدأ محذوف، أي: هي مودةُ، و{ما}: كافة، ولنافع وابن عامر وأبي بكر: {مودة}
[كنز المعاني: 2/519]
بالنصب منونًا، و{بينكم} بالنصب على أن {مودة}، مفعول له، و{بينكم}: ظرف له، وأحد مفعولي (اتخذ) محذوف، و{ما}: كافة، أي: إنما اتخذتم من دون الله أوثانًا آلهةً لتتوادوا، ولحمزة وحفص الباقيين: نصب {مودة} على المفعول له، وجر {بينكم} بإضافة {مودة} إليها). [كنز المعاني: 2/520]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (953- مَوَدَّةً المَرْفُوعُ "حَـ"ـقُّ "رُ"وَاتِهِ،.. وَنَوِّنْهُ وَانْصبْ بَيْنَكُمْ "عَمَّ صَـ"ـنْدَلا
رفع مودة على أنها خبر "إن" إن كانت ما موصولة؛ أي: إن الذي اتخذتموه من دون الله أوثانا ذو مودة بينكم وإن كانت "ما" كافة فمودة خبر مبتدأ محذوف؛ أي: هي مودة بينكم أو مبتدأ والخبر "في الحياة الدنيا"، ومن نصب مودة فلا يكون "ما" في "إنما" إلا كافة ونصبها على أنها مفعول من أجله، ويكون اتخذ على هذا الوجه وعلى قراءة الرفع متعديا إلى مفعول واحد نحو: {أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ}.
ويجوز أن يكون مودة ثاني مفعولي: "اتخذوا أيمانهم جنة"، و"بينكم" بالنصب ظرف منصوب بالمصدر الذي هو مودة، ويجوز أن يكون صفة له؛ أي: مودة كائنة بينكم، وخفض "بينكم" بالإضافة إلى مودة المنصوبة والمرفوعة على وجه الاتساع في الظروف نحو: {شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ}.
والمعنى على ما تعطيه
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/75]
قراءة النصب ولم يقرأ أحد برفع مودة ونصب بينكم ولو قرئ لجاز وإنما كل من رفع مودة خفض بينكم وهم ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ومن نصب مودة اختلفوا فمنهم من خفض بينكم أيضا وهم حمزة وحفص ومنهم من نصبهما معا وهو نافع وابن عامر وأبو بكر ولا يستقيم النصب إلا بتنوين مودة وكل من خفض بينكم أسقط التنوين من مودة لأجل الإضافة سواء في ذلك من رفع ومن نصب، وقد سبق معنى صندلا في سورة الأنعام، ونصبه هنا على التمييز أو الحال على تقدير ذا صندل يشير إلى حسنه وطيبه والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/76]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (953 - مودّة المرفوع حقّ رواته = ونوّنه وانصب بينكم عمّ صندلا
قرأ ابن كثير والكسائي وأبو عمرو: مَوَدَّةَ برفع التاء، فتكون قراءة الباقين بنصبها، وقرأ نافع وابن عامر وشعبة بتنوين مَوَدَّةَ ونصب نون بَيْنِكُمْ، فتكون قراءة غيرهم بترك التنوين وخفض النون. فيتحصل من هذا: أن ابن كثير والكسائي وأبا عمرو يقرءون برفع تاء مَوَدَّةَ من غير تنوين وجر نون بَيْنِكُمْ، وأن نافعا وابن عامر وشعبة يقرءون بنصب مَوَدَّةَ مع التنوين ونصب نون بَيْنِكُمْ، وأن حفصا وحمزة يقرءان بنصب مَوَدَّةَ من غير تنوين وخفض نون بَيْنِكُمْ). [الوافي في شرح الشاطبية: 339]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (177- .... .... .... .... .... = .... وَانْصِبْ مَوَدَّةُ يُجْتَلَا
178 - وَنَوِّنْهُ وَانْصِبْ بَيْنَكُمْ فِي فَصَاحَةٍ = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 35]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وانصب مودة يجتلا أي قرأ مرموز (يا) يجتلا وهو روح{مودة بينكم} [25] بنصب {مودة} وجر {بينكم} فوافق أبا عمرو في ترك التنوين وقوله: ونونه وانصب بينكم في فصاحة أي قرأ مرموز (فا)
[شرح الدرة المضيئة: 195]
فصاحة وهو خلف تنوين {مودة} ونصب {بينكم} وعلم لأبي جعفر كذلك ولرويس بالرفع من غير تنوين وبينكم بالخفض كأبي عمرو، فحصل ثلاث قراءات:
نصب الكلمتين مع تنوين الأولى لأبي جعفر وخلف، ونصب الأولى بلا تنوين وجر الثانية لروح وكذلك لرويس إلا أنه يرفع الأولى، فوجه القراءة الأولى أن {مودة} مفعول و{بينكم} ظرف له وأحد مفعولي {اتخذتم} [25] محذوف وما في إنما كافة، ووجه الثانية أن {مودة} مفعول له أضيف إلى {بينكم}، ووجه الثالثة أن مودة بينكم خبران وما في إنما موصول أي الذي اتخذتموه ذو مودة بينكم). [شرح الدرة المضيئة: 196]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَالْكِسَائِيُّ وَرُوَيْسٌ بِرَفْعِ مَوَدَّةَ مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ وَخَفْضِ بَيْنِكُمْ، وَكَذَا قَرَأَ حَمْزَةُ وَحَفْصٌ وَرَوْحٌ إِلَّا أَنَّهُمْ نَصَبُوا مَوَدَّةَ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِنَصْبِهَا مُنَوَّنَةً، وَنَصْبِ " بَيْنَكُمْ "). [النشر في القراءات العشر: 2/343]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ورويس {مودة} [25] بالرفع من غير تنوين، {بينكم} [25] بالخفض، وكذا حمزة وحفص وروح ولكن بنصب {مودة}، والباقون بالنصب فيهما والتنوين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 636]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (842- .... .... .... .... .... = مودّةً رفعٌ غنًا حبرٌ رنا
843 - ونوّن انصب بينكم عمّ صفا = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 90]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (مودة) أي رفع «مودة بينكم» رويس عن يعقوب ومدلول حبر ابن كثير وأبو عمرو والكسائي: أي من غير تنوين على أنها خبر إن كانت موصولة، وإن كانت ما كافة فمودة خبر مبتدأ محذوف: أي هي مودة بينكم، والباقون بالنصب فيهما وبينكم ظرف منصوب بالمصدر الذي هو مودة، والله تعالى أعلم.
ونوّن انصب بينكم (عمّ) (ص) فا = آيات التّوحيد (صحبة د) فا
قوله: (ونون انصب بينكم) أي قرأ بالنصب فيهما والتنوين مدلول عم ومدلول صفا، والباقون بنصب مودة وخفض بينكم وهم حمزة وحفص وروح؛ ففيها ثلاث قراءات وهي واضحة، والله أعلم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 293]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو غين (غنا) رويس و(حبر) ابن كثير وأبو عمرو، وراء (رنا) الكسائي: أوثانا مودة [25] بالرفع، والباقون بالنصب.
[ثم كمل فقال]:
ص:
ونوّن انصب بينكم (عمّ) (صفا) = آيات التّوحيد (صحبة) (د) فا
ش: أي: قرأ مدلول (عم) المدنيان، وابن عامر، و(صفا) أبو بكر، وخلف، بتنوين مودة [25]، ونصب بينكم [25] وغيرهم بحذف التنوين والجر؛ فصار فيها ثلاث قراءات.
فوجه الرفع: أن «ما»: موصولة واتّخذتم من دون الله [25] صلته، والعائد مفعول [أول] و[«أوثانا» ثان]، و«مودة» خبر بتقدير مضاف، أي: سبب مودة أو ذو، أو
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/500]
مصدرية، أي: أن سبب اتخاذكم أوثانا إرادة مودة. أو كافة، أي: انعكافكم عليها مودة.
[و] وجه النصب: على أنها مفعول له، أي: اتخذتموها لأجل المودة، أو مفعول ثان أي: أوثانا [مودة].
ووجه التنوين: الأصل، ونصب «بينكم» على الظرف [أو صفة «مودة» المضمومة.
ووجه حذفه مع الجر: الإضافة على الاتساع في الظرف] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/501]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأظهر ذال "اتخذتم" ابن كثير وحفص ورويس بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/349]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مَوَدَّةُ بَيْنِكُم" [الآية: 25] فابن كثير وأبو عمرو والكسائي ورويس برفع "مودة" بلا تنوين خبر أن على حذف المضاف أي: سبب أو ذات مودة أو نفس المودة مبالغة، وما موصولة وعائدها الهاء المحذوفة، وهو المفعول الأول وأوثانا ثان وبينكم بالخفض على الإضافة اتساعا في الظرف كيا سارق الليلة الثوب،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/349]
ويجوز أن تكون ما مصدرية أي: إن سبب اتخاذكم أوثانا إرادة مودة بينكم أو كافة، ومودة خبر محذوف أي: انعكافكم مودة أو مبتدأ وخبره في الحياة، وافقهم ابن محيصن واليزيدي، وقرأ حفص وحمزة وروح بنصب "مودة" من غير تنوين مفعولا له أي: اتخذتموها لأجل المودة فيتعدى لواحد أو مفعولا ثانيا أي: أوثانا مودة نحو: اتخذوا أيمانهم جنة وبينكم بالخفض وافقهم الأعمش، والباقون بنصب "مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ" بالنصب على الأصل في الظرف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/350]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مودة بينكم} [25] قرأ نافع والشامي وشعبة بنصب {مودة} وتنوينه، ونصب {بينكم} والمكي والنحويان برفع {مودة} من غير تنوين، وخفض {بينكم} وحمزة وحفص بنصب {مودة} بلا تنوين، وجر {بينكم} ). [غيث النفع: 973]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ناصرين} تام وقيل كاف، فاصلة، ومنتهى ربع الحزب، بلا خلاف). [غيث النفع: 973]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (25)}
{اتَّخَذْتُمْ}
- قرأ بإظهار الذال عند التاء ابن كثير وحفص عن عاصم ورويس بخلاف عنه والبرجمي والأعمش.
- وقراءة الباقين بالإدغام.
وتقدم هذا في مواضع، وانظر الآية/51 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 7/100]
{وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ}
- قال ابن خالويه: (والذي حدثني به أبو عيسى عن ابن خلاد عن اليزيدي عن أبي عمرو بن العلاء أن في حرف أبي (فإنهم وما يعبدون من دون الله إنما مودة بينهم...).
- وقرأ أبي: (... اتخذتم من دون الله إثمًا).
{مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ}
- قرأ حمزة وحفص عن عاصم وروح والأعمش (مودةً بينكم) بنصب (مودة) من غير تنوين مفعولًا له، و(بينكم) بالخفض. والتقدير: اتخذتموها لأجل المودة.
- وقرأ نافع وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر وكذا المفضل عن عاصم، ومثله رواية حماد ويحيى عن أبي بكر وأبو زيد عن المفضل ومحمد بن غالب عن الأعشى عن أبي بكر، وخلف وأبو جعفر والحسن (مودةً بينكم) منونًا منصوبًا، وبينكم: بالنصب على الأصل في الظرف، والعامل فيه (مودة).
- وروى أبو زيد عن أبي عمرو (مودة بينكم) بنصب الهاء والظرف.
[معجم القراءات: 7/101]
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ورويس وابن محيصن واليزيدي ويعقوب ومجاهد والحسن وأبو زيد عن المفضل وعليّ بن نصر (مودة بينكم) برفع مودة بلا تنونين خبر (أن) على حذف مضاف، أي: سبب مودة، و(ما) موصولة، وعائدها الهاء المحذوفة، وهو المفعول الأول، وأوثانًا المفعول الثاني.
و(بينكم) بالخفض على الإضافة اتساعًا في الظرف، وفيها غير هذا التوجيه.
- وقرأ الأعشى عن أبي بكر عن عاصم والشموني والبرجمي (مودة بينكم) بالرفع ونصب الظرف، جعل الظرف مبنيًا لإضافته إلى مبني، وهو موضع خفض بالإضافة، ولذلك سقط التنوين من (مودة).
- وقرأ الحسن وأبو حيوة وابن أبي عبلة وأبو عمرو في رواية الأصمعي والأعمش عن أبي بكر وابن وثاب والأعمش ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى وعبد الحميد بن صالح البرجمي عن أبي بكر عن عاصم وابن عباس وسعيد بن المسيب وعكرمة
[معجم القراءات: 7/102]
(مودة بينكم) بالرفع والتنوين، ونصب الظرف بعده.
مودة: مرفوع لأنه خبر إن، وقيل خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: هو مودة بينكم.
وقيل: إنه مرفوع بالابتداء، وخبره: في الحياة الدنيا.
والجملة من المبتدأ والخبر في موضع رفع لأنه خبر (إن)، و(بينكم) ظرف، والعامل فيه المودة. ويجوز أن يكون نصبًا على الصفة للمصدر.
- وقرأ ابن مسعود (إنما مودة بينكم) بزيادة (إنما).
قال أبو حيان: (وذكروا عن ابن مسعود قراءة شاذة تخالف سواد المصحف مع أنه قد روي عنه ما في سواد المصحف بالنقل الصحيح، فلذلك لم أذكر تلك القراءة).
وهذا الذي أعرض عن ذكره أبو حيان ذكره الزمخشري وابن خالويه والفراء وهو ما أثبته...
وجاءت قراءة ابن مسعود في مصحفه: (إنما اتخذتم من دون الله أوثانًا وتخلقون إفكًا إنما مودة بينكم).
ولعل أبا حيان عنى هذه القراءة حين عرض بها ولم يثبتها!!
- وذكر الفراء عن أبي أنه قرأ: (إنما مودة بينهم) بالهاء، وزيادة (إنما).
[معجم القراءات: 7/103]
{الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه، وانظر الآيتين/85 و114 من سورة البقرة.
{مَأْوَاكُمُ}
- قراءة الإمالة فيه عن حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
- وتقدم مثل هذا في (مأواهم) في مواضع، وانظر الآية/151 من سورة آل عمران). [معجم القراءات: 7/104]

قوله تعالى: {فَآَمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء "رَبِّي إِنَّه" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/350]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فآمن له لوط}
{ربي إنه} [26] قرأ نافع والبصري بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 975]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26)}
{فَآمَنَ لَهُ}
- إدغام النون في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{مُهَاجِرٌ}
- قرأ ورش والأزرق بترقيق الراء بخلاف عنهما.
{إِلَى رَبِّي إِنَّهُ}
- قرأ نافع وأبو جعفر وأبو عمرو واليزيدي بفتح الياء (ربي إنه).
- وقراءة الباقين بسكونها (ربي إنه).
{إِنَّهُ هُوَ}
- أدغم الهاء في الهاء وأظهرها أبو عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 7/104]

قوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآَتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (27)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ: "النُبُوءَةَ" بالهمز نافع). [إتحاف فضلاء البشر: 2/350]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {النبوءة} [27] قرأ نافع بهمزة مفتوحة بعد الواو الساكنة، والباقون بحذفها، وواو مفتوحة مشددة). [غيث النفع: 975]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (27)}
{النُّبُوَّةَ}
- ما جاء من هذه الكلمة واشتقاقاتها الأخرى قرأها نافع بالهمز في كل ألفاظ القرآن (النبوءة) وتقدم من هذا كثير.
[معجم القراءات: 7/104]
{فِي الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه في مواضع، وانظر الآيتين/85، 114 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 7/105]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس