عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:27 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (84) إلى الآية (87) ]

{ وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84) قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (85) قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86) يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87) }

قوله تعالى: {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مِنَ الْحُزْنِ) بفتحتين قَتَادَة، الباقون بضم الحاء وجزم الزاء، وهو الاختيار؛ لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 577]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الْخِلَافُ فِي إِمَالَةِ يَا أَسَفَى فِي بَابِ الْإِمَالَةِ، وَكَذَا خِلَافُ رُوَيْسٍ فِي بَابِ الْوَقْفِ عَلَى الْمَرْسُومِ). [النشر في القراءات العشر: 2/296]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({يا أسفى} [84] ذكر في الإمالة والوقف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 557]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة: تقدم تنوين درجات [يوسف: 76] للكوفيين واستيئسوا [يوسف: 80]، وبابه في الهمز، ووقف رويس على يا أسفاه [يوسف: 84] بالهاء في الوقف،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/395]
وأءنّك لأنت يوسف [يوسف: 90] في الهمزتين، وهمز لخطئين [يوسف: 91]، ورءيي [يوسف: 43] كائن في الهمز [المفرد] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/396] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "يا أسفي" بكسر الفاء وياء ساكنة، والجمهور بفتح الفاء وألف بعدها وهي عن ياء المتكلم "ووقف" عليها رويس بخلفه بهاء السكت.
وأمال حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلقها، وكذا حكم "تولى" غير أن الدوري يفتحه فقط على قاعدته). [إتحاف فضلاء البشر: 2/152]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84)}
{تَوَلَّى}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
وبالفتح والتقليل للأزرق وورش.
والباقون على الفتح.
{يَا أَسَفَى}
أمالالألف حمزة والكسائي وخلف.
وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش وأبو عمرو من طريق الدوري.
والباقون على الفتح.
وقرأ الحسن (يا أسفي) بكسر الفاء وبعدها ياء ساكنة.
قال الزجاج:
«والأصل: يا أسفي إلا أن «ياء» الإضافة يجوز أن تبدل ألفًا لخفة الألف والفتحة».
وقرأ رويس بخلاف عنه، في الوقف (یا أسفاه) بهاء السكت مع المد المشبع.
وذكر ابن خالويه هذه القراءة عن عاصم.
وذهب صاحب النشر إلى أن الوجهين صحيحان عن رويس بالهاء، وبدونها.
وقال الأخفش: «فإذا سكت ألحقت في آخره الهاء؛ لأنها مثل ألف الندبة».
{مِنَ الْحُزْنِ}
قراءة الجمهور {من الحزن} بضم فسكون.
[معجم القراءات: 4/323]
وقرأ ابن عباس والحسن ومجاهد (من الحزن) بفتح الحاء والزاي.
وقرأ قتادة (من الحزن) بضمهما.
وفي التاج: «الحزن بالضم ويحرك تفتان كالرُّشد والرَّشد، قال الأخفش: والمثالان يتعاقبان هذا الضرب باطراد.
وقال الليث: للعرب في الحزن لفتان، إذا فتحوا ثقلوا، وإذا ضموا خففوا يقال: أصابه حزن شديد، وحزن شديد...».
{فَهُوَ}
تقدمت القراءة بضم الهاء وسكونها مرارًا، انظر الآيتين /29 و 85 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 4/324]

قوله تعالى: {قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (85)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (حَرَضًا) بضم الحاء والراء أيوب عن الحسن، الباقون بفتحهما، وهو الاختيار، لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 577]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ويوقف" لحمزة وهشام بخلفه على "تفتو" المرسوم بالواو بإبدال الهمزة ألفا لانفتاح ما قبلها على القياسي، وبتخفيفها بحركة نفسها فتبدل واوا مضمومة ثم تسكن ويتحد معه وجه اتباع الرسم ويجوز الروم والإشمام، فهذه أربعة والخامس تسهيلها كالواو مع الروم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/152]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الحسن "حتى يكون" بالغيب "حرضا" بضم الحاء والراء لغة، والجمهور بفتحهما وهو الإشفاء على الموت وعنه "وحزني" بفتحتين "وفتح" ياء الإضافة منها نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وابن عامر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/152] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (85)}
{تَاللَّهِ}
قرأ ابن محيصن ومعاذ بن جبل (بالله) بالباء، وكذا كل قسم جاء بالتاء.
وقراءة الجماعة {تالله} بالتاء.
وتقدم هذا في الآية / 73 من هذه السورة، ويأتي مثله في الآية/58 من سورة الأنبياء.
{تَفْتَأُ}
لحمزة وهشام في الوقف الوجوه التالية:
1- إبدال الهمزة ألفًا، لانفتاح ما قبلها وذلك على القياس «تفتا».
2- وبتخفيفها بحركة نفسها فتبدل واوًا مضمومة ثم تسكن «تفتو».
3.4- ويجوز الروم والإشمام.
[معجم القراءات: 4/324]
5-والوجه الخامس: تسهيل الهمزة كالواو مع الروم.
{حَتَّى تَكُونَ}
قراءة الجماعة {حتى تكون} بالتاء على خطاب يعقوب.
وقراءة الحسن (حتى يكون) بالياء على الالتفات.
{حَرَضًا}
قراءة الجماعة {حرضًا} بفتح أوله وثانية، وهو مصدر، لا يثنى ولا يجمع.
وقرئ (حرضًا)بكسر الراء، مثل «دنف» لفظًا ومعنى، وهو صفة مشبهة.
وقرأ الحسن البصري (حرضًا) بفتح فسكون.
وكان السدي يعيب هذه القراءة.
وقرأ الحسن البصري (حُرضًا) بضمتين.
وقالوا: الحُرُض الأشنان، وذكر الشهاب أنه صفة مشبهة.
وروى أبو روق عن أنس بن مالك (حُرْضًا) بضم فسكون.
قال القرطبي: «أي مثل عود الأشنان».
وقرأ السدي (حُرَضًا) بضم ففتح، وهو للمبالغة مثل حطم.
وقرئ (حَرُضًا) بفتح الحاء وضم الراء، وهو للمبالغة مثل: رجل يِقِظ ويَقُظ). [معجم القراءات: 4/325]

قوله تعالى: {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الحسن "حتى يكون" بالغيب "حرضا" بضم الحاء والراء لغة، والجمهور بفتحهما وهو الإشفاء على الموت وعنه "وحزني" بفتحتين "وفتح" ياء الإضافة منها نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وابن عامر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/152] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({وحزني إلي} [86] قرأ نافع وبصري وشامي بفتح ياء {حزني} والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 748]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86)}
{وَحُزْنِي}
قراءة الجماعة {وحزني} بضم فسكون.
وقرأ قتادة والحسن (وحزني) بضم الحاء والزاء.
وقرأ الحسن وعيسى بن عمر الثقفي (وحزني).
{وَحُزْنِي إِلَى}
قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر واليزيدي (وحزني إلى) بفتح الياء.
وقراءة بقية القراء (وحزني إلى) بسكون الياء.
{وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ}
عن أبي عمرو ويعقوب إدغام الميم في الميم، وإظهارها). [معجم القراءات: 4/326]

قوله تعالى: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (استايسوا) [80، 87، 110]، وبابه: بألف بعدها ياء بلا همز اللهبيان، وأبو ربيعة إلا الهاشمي، والعمري). [المنتهى: 2/764] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (البزي، من قراءتي على ابن خواستي الفارسي، عن النقاش، عن أبي ربيعة، عنه: {فلما استايسوا منه} (80)، : {ولا تايسوا من روح الله إنه لا يايس} (87)، : {حتى إذا استايس الرسل} (110)، وفي الرعد (31): {أفلم يايس الذين آمنوا}: بالألف، وفتح الياء، من غير همز، في الخمسة.
والباقون: بالهمز، وإسكان الياء، من غير ألف في اللفظ.
وإذا وقف حمزة ألقى حركة الهمزة على الياء، على أصله). [التيسير في القراءات السبع: 323] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(البزي من قراءتي على ابن خواستى الفارسي عن النقاش عن أبي ربيعة عنه (فلمّا استيئسوا منه) (ولا تيئسوا من روح اللّه إنّه لا ييأس)، (حتّى إذا استيأس الرّسل) وفي الرّعد (أفلم ييأس الّذين آمنوا) بالألف وفتح الياء من [غير] همز في الخمسة والباقون بالهمز وإسكان الياء من غير ألف في اللّفظ وإذا وقف حمزة ألقى حركة الهمزة على الياء على أصله). [تحبير التيسير: 416] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مِنْ رَوْحِ اللَّهِ) بضم الراء قَتَادَة، والحسن، الباقون بفتحها، وهو الاختيار، لأنه من الراحة). [الكامل في القراءات العشر: 577]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (782 - وَيَيْأَسْ مَعًا وَاسْتَيْأَسَ اسْتَيْأَسُوا وَتَيْـ = ـأَسُوا اقْلِبْ عَنِ الْبَزِّي بِخُلْفٍ وَأَبْدِلاَ). [الشاطبية: 62] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([782] وييأس معًا واستيئس استيأسوا وتيـ = ـأسوا اقلب عن (البزي) بخلفٍ وأبدلا
(معًا)، يعني مصطحبين؛ وهو قوله تعالى في هذه السورة: {إنه لا یايئس}، وقوله تعالى: {أفلم يايئس الذين ءامنوا}، و{استيئس الرسل}، و {استيئسوا منه}، و{ولا تايئسوا من روح الله}.
(اقلب عن البزي)، كما قالوا: جذب وجبذ، وما أطيبه وأيطبه، وصاعقة وصاقعة.
[فتح الوصيد: 2/1025]
فإذا قلبته، صار: تأیسوا مثلا، ثم تبدل الهمزة ألفا، لأنها ساكنة وقبلها فتحة.
والدليل على أن الأصل (يئس)، أن المصدر: (يأس)، و لم يقولوا: أيسًا.
فأما جذب وجبذ، فأهل اللغة يرونه قلبًا، والنحويون يجعلون كل واحد أصلا على حدة.
واستيأس بمعنى يئس؛ يقال: أيأسته من كذا، فاستيأس واتأس معنى أيس.
وفي القرآن العزيز: {يستسخرون}.
وأما خلف البزي فيه، فإن أبا عمرو الداني رحمه الله ذكر القلب والإبدال من قراءته في المواضع الخمسة على ابن خواستي الفارسي عن النقاش عن أبي ربيعة عنه.
قلت: «وكذلك ذكر النقاش في كتابه».
قال: «هكذا قرأت على أبي ربيعة في رواية ابن أبي بزة».
وقرأ أبو عمرو والله أعلم على أبي الفتح وابن غلبون وغيرهما للبزي مثل الجماعة. وكتبهم تشهد بذلك، وهي في المصحف: (ولا تايئسوا)، فإنه (لا يائس)، (أفلم يایئس) ). [فتح الوصيد: 2/1026] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([782] وييأس معًا واستيأس استيأسوا وتيـ = ـأسوا اقلب عن البزي بخلفٍ وأبدلا
ح: (ييأس) مع ما عطف عليه: مفعول (اقلب)، و(معًا): حال، أي: مصاحبين؛ لأنه في موضعين، و(أبدلا): أمرق عطفًا على (اقلب)، والألف عوض عن نون التوكيد.
ص: قرأ البزي بخلافٍ عنه -: (لا يايس من روح الله) [87]،
[كنز المعاني: 2/339]
{أفلم يايس الذين آمنوا} [الرعد: 31]، و(اسايس الرسل) [110]، (فلما استايسوا منه خلصوا نجيًا) [80]، (ولا تايسوا من روح الله) [87] في المواضع الخمسة بقلب الياء إلى موضع الهمز، وإبدال الهمز ألفًا، وإبدال الهمز ألفًا، لأن الأصل (ييأس) من اليأس فلما قلب صار (يأيس)، وأبدل الهمز ألفًا لسكونها وانفتاح ما قبلها، نحو: (رأسٍ) و (فأسٍ)، والقلب في الكلام كثير، نحو: (صَعقة) و(صقعة)، و(جذب) و(جبذ)، والباقون: على الأصل.
ولم يبين الناظم رحمه الله تعالى المقلوب والمبدل لوضوح الحال). [كنز المعاني: 2/340] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (782- وَيَيْأَسْ مَعًا وَاسْتَيْأَسَ اسْتَيْأَسُوا وَتَيْـ،.. ـأَسُوا اقْلِبْ عَنِ البَزِّي بِخُلْفٍ وَأَبْدِلا
معا؛ يعني: هنا وفي الرعد: {إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ}، {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا}، {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ}، {فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ}، {وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ}؛ فهذه خمسة مواضع استفعل فيها بمعنى: فعل كاستعجب واستسخر بمعنى عجب وسخر وكلها من اليأس من الشيء وهو عدم توقعه لا التي في الرعد قيل: إنها بمعنى علم فقراءة الجماعة في هذه المواضع على الأصل الهمز فيها بين الياء والسين، وروي عن البزي أنه قرأها بألف مكان الياء، وبياء مكان الهمزة وكذلك رسمت في المصحف وحمل ذلك على القلب والإبدال.
قال أبو علي: قلبت العين إلى موضع الفاء فصار استفعل وأصله استيأس، ثم خفف الهمزة وأبدلها ألفا؛ لسكونها وانفتاح ما قبلها، فصار مثل راس وفاس فهذا معنى قول الناظم: اقلب وأبدلا، ولم يذكر ما هو المقلوب وما هو المبدل، وأراد بالقلب التقديم والتأخير، وعرَّفنا أن مراده تقديم الهمزة على الياء قولُه: وأبدلا؛ فإن الإبدال
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/272]
في الهمز ثم لم يبين أي شيء يبدل بل أحال ذلك على قياس تسهيلها؛ لأنها إذا جعلت في موضع الياء، وأعطيت حكمها بقيت ساكنة بعد فتح وبقيت الياء مفتوحة على ما كانت عليه الهمزة، ثم لما اتصفت الهمزة بالسكون جاز إبدالها ألفا، فقرأ البزي بذلك في وجه، وإن لم يكن من أصله إبدال الهمزة المنفردة كما أنه سهل همزة: "لاعْنَتَكُمْ" بين بين في وجه وإن لم يكن ذلك من أصله جمعا بين اللغات؛ القلب في هذه اللغة في الفعل الماضي يقال: "يئس" و"أيس" فيبنى المضارع على ذلك، فقراءة الجماعة من لغة "يئس" وهي الأصل عندهم، وقراءة البزي من لغة "أيس" فمضارعه ييأس، وأراد الناظم وأبدلن فأبدل النون ألفا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/273] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (782 - وييأس معا واستيأس استيأسوا وتي = أسوا اقلب عن البزّي بخلف وأبدلا
قرأ البزي: إنّه لا يأيس من رّوح الله في السورة، أفلم يأيس الّذين آمنوا في الرعد، وذلك قوله (معا): حتّى إذا استأيس الرّسل، فلمّا استأيسوا منه، ولا تأيسوا من رّوح الله قرأ البزي في ذلك كله بخلف عنه بالقلب المكاني بأن تجعل الهمزة المفتوحة في موضع الياء الساكنة وتجعل الياء الساكنة في موضع الهمزة المفتوحة فتقدم الهمزة وتؤخر الياء ثم تسكن الهمزة المفتوحة؛ لأنها في مكان الياء الساكنة فأخذت صفتها وتبدل الفاء وتفتح الياء الساكنة؛ لأنها في مكان الهمز المفتوحة فأخذت صفتها
[الوافي في شرح الشاطبية: 296]
فيصير النطق في استأيس مثلا بسين ساكنة فتاء مفتوحة فألف بعدها التي هي الهمزة المبدلة فياء فسين مفتوحتين وهكذا يقال في الباقي، وقرأ الباقون بوضع كل حرف في موضعه من غير تقديم ولا تأخير ولا إبدال، وهو الوجه الثاني للبزي). [الوافي في شرح الشاطبية: 297] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الْخُلْفُ فِي (اسْتَايَسُوا) (وَلَا تَايَسُوا) (إِنَّهُ لَا يَايَسُ) وَ (حَتَّى إِذَا اسْتَايَسَ الرُّسُلُ) عَنِ الْبَزِّيِّ وَالْحَنْبَلِيِّ عَنِ ابْنِ وَرْدَانَ فِي بَابِ الْهَمْزِ). [النشر في القراءات العشر: 2/296] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "اسْتَيْأَسُوا" من [الآية: 80] و"لا يَيْأَس" [الآية: 87] "إِذَا اسْتَيْأَس" [الآية: 110] وفي [الرعد الآية: 31] "أَفَلَمْ يَيْأَس" البزي من عامة طرق أبي ربيعة بتقديم الهمزة إلى موضع الياء، وتأخير الياء إلى موضع الهمزة، ثم يبدل الهمزة ألفا، وروى الآخرون عن أبي ربيعة وابن الحباب عنه بالهمز بعد الياء بلا تأخير كالجماعة، وموافقة ابن وردان من طريق هبة الله للبزي في الإبدال التي ذكرها في الأصل انفرادة للحنبلي لا يقرأ بها، ولذا أسقطها في الطيبة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/151] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الحسن "من روح الله" معا بضم الراء، والجمهور على الفتح وهو رحمته وتنفسه لغتان، وقيل معنى الأول من حيي معه روح الله فإنه يرجى). [إتحاف فضلاء البشر: 2/153]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ولا تايئسوا} و{لا يايئس} [87] فيهما ما في {استيئسوا} قبله). [غيث النفع: 748]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)}
{يَا بَنِيَّ}
تقدمت القراءة في الوقف بهاء السكت عن يعقوب (يا بنية) انظر الآية /67.
{فَتَحَسَّسُوا}
قراءة الجماعة {فتحسسوا} بالحاء المهملة.
[معجم القراءات: 4/326]
والتحسس، هو الطلب بالحواس، ويكون في الخير والشر.
وقرأ النخعي (فتجسسوا)بالجيم، أي تتبعوا أمر يوسف وأخيه.
والتحسيس والتجسس بالحاء والجيم معناهما واحد في هاتين القراءتين.
{وَأَخِيهِ}
قراءة أبن كثير في الوصل (وأخيهي)بوصل الهاء بياء.
{وَلَا تَيْئَسُوا}
قراءة الجمهور {ولا تيئسوا} بفتح التاء وياء ساكنة بعدها همزة، وهي الرواية عن أبي ربيعة وابن الحباب عن ابن كثير.
وقرأ مجاهد والأعرج والمطوعي (ولا تيئسوا) بكسر التاء وياء ساكنة بعدها همزة، وكسر أول المضارع لغة تميم وهذيل وقيس وأسد وبعض بني كلب وربيعة، وتقدم مثل هذا في {نستعين} في سورة الفاتحة.
وقرأ ابن كثير وأبو ربيعة عن البزي (ولا تأيسوا) بتقديم الهمزة إلى موضع الياء.
وروي خلف والهيثم عن عبيد عن شبل عن ابن كثير، وكذا البزي عنه والحنبلي عن أبي جعفر (ولا تایسوا) بتقديم الهمزة إلى موضع الياء وتأخير الياء إلى موضع الهمزة، ثم إبدال الهمزة ألفًا.
قال الكسائي: «سمعت غير قبيلة يقولون: أيس يايس».
وقراءة حمزة في الوقف على وجهين:
[معجم القراءات: 4/327]
الأول: نقل حركة الهمزة إلى الياء ثم حذف الهمزة (ولا تيسوا).
الثاني: قلب الهمزة ياء وإدغامها في الياء (ولا تيسوا).
{مِنْ رَوْحِ اللَّهِ... مِنْ رَوْحِ اللَّهِ}
قراءة الجماعة {من روح الله} بفتح الراء، أي من فرج الله وتنفيسه، وأصل الروح للنفس، ثم أستعير للفرج، وهو مصدر.
وقرأ عمر بن عبد العزيز والحسن وقتادة (من روح الله) بضم الراء.
قال الزمخشري: «من روح الله، بالضم أي من رحمته التي تحيا بها العباد»
وقال العكبري: «ويقرأ بضم الراء، وهي لغة فيه، وقيل: هو اسم للمصدر مثل: الشَّرب والشُّرب».
وقرأ أبي بن كعب (من رحمة الله).
وقرأ عبد الله بن مسعود (من فضل الله).
وهاتان قراءتان تحملان على التفسير، وكذا أغلب قراءات ابن مسعود.
{لَا يَيْئَسُ}
فيه من القراءات ما في {استيئسوا} و {ولا تيئسوا} وهي: يأيس، يایس، ييس، ييس وقراءة الجماعة بالهمز بعد الياء فيها جميعها.
وقرأ ابن عباس (لا ييئس) بكسر الياء على لغة بعض بني كلب.
قال الزبيدي: «وقرأ ابن عباس... على لغة من يكسر أول المستقبل إلا ما كان بالياء، وهي لغة تميم وهذيل وقيس وأسد، كذا ذكره اللحياني في نوادره عن الكسائي.
[معجم القراءات: 4/328]
وقال سيبويه: وإنما استثنوا الياء لأن الكسر في الياء ثقيل، وحكى الفراء أن بعض بني كلب يكسرون الياء أيضًا، قال: وهي شاذة، كما في بغية الآمال لأبي جعفر اللبلي، وإنما كسروا في ييئس وييجل لتقوى إحدى الياءين بالأخرى».
{الْكَافِرُونَ}
ترقيق الراء بخلاف عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 4/329]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس