عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 07:17 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (7) إلى الآية (10) ]

{لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آَيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7) إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (8) اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (10)}

قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آَيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - وَاخْتلفُوا في الْجمع والتوحيد من قَوْله {آيَات للسائلين} 7
فَقَرَأَ ابْن كثير وَحده (ءاية للسآئلين) وَاحِدَة
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (ءايات) جماعا). [السبعة في القراءات: 344]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({آية للسائلين} مكي). [الغاية في القراءات العشر: 285]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ءايتٌ للسائلين) [7]: مكي). [المنتهى: 2/758]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير (آية للسائلين) بالتوحيد، وقرأ الباقون (آيات) بالجمع). [التبصرة: 239]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير: {آية للسائلين} (7): على التوحيد.
والباقون: على الجمع). [التيسير في القراءات السبع: 319]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير: (آية للسائلين) على التّوحيد والباقون على الجمع). [تحبير التيسير: 411]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (آيَةٌ) على التوحيد مكي غير ابْن مِقْسَمٍ، والحلواني، ويونس، واللؤلؤي، وخارجة كلهم عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون (آيَاتٌ)، وهو الاختيار على الجمع به أولى). [الكامل في القراءات العشر: 575]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([7]- {آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} موحد: ابن كثير). [الإقناع: 2/669]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (772- .... .... .... .... = وَوُحِّدَ لِلْمَكِّي آيَاتُ الْوِلاَ). [الشاطبية: 61]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وأما {ءايتٌ للسائلين} فرسمت بالتاء.
ووجه الإفراد، أن آية تنوب عن آیات، وفي آخر السورة: {في قصصهم عبرة}، والعبرة: الآية.
وليس في رسمه بالتاء ما يدل على الجمع، كما لم يدل في {رحمت} وونحوه). [فتح الوصيد: 2/1007]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([772] ويا أبت افتح حيث جا لابن عامرٍ = ووحد للمكي آياتٌ الولا
ب: (الولا): القرب.
ح: (يا أبت): مفعول (افتح)، (حيث): ظرفه، وقصرت (جا) ضرورة، (آياتٌ): فاعل (وحد)، (الولا): نعته، أي: {آياتٌ} القريبة، احتراز عن البعيدة، وهي قوله تعالى: {وكأين من آية} [105]، إذ لا خلاف في إفرادها.
ص: قرأ ابن عامر: {يا أبت} [4] حيث أتى بفتح التاء على أنها للتأنيث عوضت عن الألف في (يا أبا) فحركت بحركة ما قبلها، والباقون: بالكسر، كذلك عوضت عن ياء الإضافة، فحركت بحركة ما قبلها.
وقرأ ابن كثير: (وإخوته آيتٌ للسائلين) [7] بالتوحيد إرادة الجنس المفيد معنى الجمع، يقويه: {لقد كان في قصصهم عبرةٌ} [111]
[كنز المعاني: 2/328]
لا عبر، والباقون: {آياتٌ}: لاشتمال قصتهم عن الآيات). [كنز المعاني: 2/329] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقراءة ابن كثير: "آية للسائلين" بالإفراد؛ أي: آية عجيبة كما جاء في آخر السورة: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ}، والباقون بالجمع كما جاء في مواضع: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً}، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ}، ووجه القراءتين ظاهر، وكم من آية في ضمنها آيات، واختار أبو عبيد قراءة الجمع وقال: لأنها عبر كثيرة قد كانت
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/260]
فيهم، والولا: القرب وهو صفة لقوله: {آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ}؛ أي: ذات الولا؛ أي: القريبة من قوله: يا أبت ولا خلاف في إفراد التي في آخر السورة: {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/261]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (772 - .... .... .... .... .... = ووحّد للمكّيّ آيات الولا
....
وقرأ ابن كثير: آية لّلسّائلين. بغير ألف بعد الياء
[الوافي في شرح الشاطبية: 293]
على التوحيد، وقرأ غيره بألف بعد الياء على الجمع. وقوله (الولا) بكسر الواو أي ذات الولا، وهو القرب؛ أي القريبة من يا أَبَتِ* وهذا القيد للاحتراز عن البعيدة في آخر السورة: وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ. فلا خلاف في إفرادها لجميع القراء). [الوافي في شرح الشاطبية: 294]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ بِغَيْرِ أَلِفٍ عَلَى التَّوْحِيدِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْأَلِفِ عَلَى الْجَمْعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/293]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير {آياتٌ} [7] بغير ألف توحيدًا، والباقون بالألف جمعًا). [تقريب النشر في القراءات العشر: 554]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (699- .... .... .... .... .... = آياتٌ افرد دن .... .... ). [طيبة النشر: 80]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (آيات) يعني قوله تعالى: آيات للسائلين قرأه ابن كثير بالإفراد فجعل شأن يوسف وأخواته آية واحدة، ووجه الجمع أن كل قصة من قصصهم آية، والباقون بالألف جمعا). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 253]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يا أبت افتح حيث جا (ك) م (ث) طعا = آيات افرد (د) ن غيابات معا
فاجمع (مدا) يرتع ويلعب نون (د) ا = (ح) ز (ك) يف يرتع كسر جزم (د) م (مدا)
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، وثاء (ثطعا) أبو جعفر بفتح [تاء] يا أبت أين (جاء)، والثمانية بكسرها.
وقرأ ذو دال (دن) ابن كثير: لقد كان في يوسف وإخوته آية للسائلين [7] بلا ألف على التوحيد، والباقون بألف على الجمع.
وقرأ مدلول (مدا) المدنيان: وألقوه في غيابات الجب [10]، [و] وأجمعوا أن يجعلوه في غيابات الجب [15] بألف على جمع السلامة، والثمانية بحذفها على التوحيد.
وقرأ ذو دال (دن) ابن كثير، وحاء (حز) أبو عمرو، وكاف (كيف) ابن عامر بنون في: نرتع ونلعب [12]، والسبعة بياء فيهما.
وقرأ ذو دال (دم) ابن كثير، و(مدا) المدنيان بكسر عين نرتع، والباقون
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/389]
بسكونها، وقيد الجزم للمخالفة؛ فصار المدنيان بالياء والكسر، [والكوفيون بالياء والإسكان]، وابن كثير بالنون والكسر، ولقنبل وجه بياء بعد العين، ويعقوب بالنون والياء في الحالين، والباقون [بالنون والإسكان].
تنبيه:
لم يعين [محل] فتح يا أبت، وعلم خصوصية الجمع المضاد للتوحيد في: آية، وغيبت من لفظه، ومن وحد وقف بالهاء، ومن جمع بالتاء [علما] من الإجماع.
ويا أبت فيه عشر لغات:
وجه كسر التاء: أنهم [عوضوا الياء] تاء تأنيث بدلالة الوقف؛ لاشتراكهما في دلالة التأنيث؛ تفخيما كعلامة أو ازدواجا، وكسرت دلالة على الوصل.
ووجه فتحها: أن الياء أبدلت ألفا ثم الألف تاء، وفتحت دلالة على الألف.
ووجه توحيد آية: اعتبار الجنس، ويوافق الرسم في حذف الألف خلافا للإمام، ويخالفه في الهاء.
[ووجه الجمع]: اعتبار الإفراد، ويوافق في التاء لا في الألف.
وغيابة الشيء: ما يستر مظروفه، وغيابة الجب: حفرة في جانبه فويق الماء.
ووجه جمعها: أنه ربما كان فيه حفرا.
وأراد بالجب: الجنس، أي: ألقوه في بعض غيابات الجب، أو بالغ فيه.
[ووجه] التوحيد: أن الواحد لا يحويه إلا مكان واحد.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/390]
ووجه ياء يرتع ويلعب: إسنادهما لضمير يوسف.
ووجه نونهما: إسنادهما للإخوة على حد: نستبق [17]، وجاز لعبه لصغره، [ولعبهم] لسبقه النبوة أو معناه التشاغل، ك «تلاعبها» وتلاعبك»، أو المفاضلة، وهما مجزومان جوابا للشرط، ونرتع مضارع: «رتع».
ووجه كسر عينه: أنه مضارع «ارتعى»: «افتعل» من «رعى» الماشية؛ فحذفت الياء؛ للجزم، وتقدم وجه الياء). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/391] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "آيَاتٌ لِلسَّائِلِين" [الآية: 6] فابن كثير بالإفراد على إرادة الجنس، وافقه ابن محيصن والباقون بالجمع تصريحا بالمراد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/140]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ءايات للسآئلين} قرأ المكي بحذف الألف، على الجمع، ووقف المكي بالهاء، والباقون بالتاء، وهكذا الحكم فيما ماثله.
فمن قرأ بالجمع وقف بالتاء، كسائر الجموع، ومن قرأ بالإفراد، فمن كان مذهبه الوقف بالهاء وهم المكي والنحويان وقف بالهاء، ومن كان مذهبه الوقف بالتاء وهم الباقون وقف بالتاء). [غيث النفع: 727]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آَيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7)}
{آَيَاتٌ}
قرأ ابن كثير ومجاهد وشبل وابن محيصن (آية) على الإفراد.
قال النحاس «وهي قراءة حسنة».
وقراءة الجمهور {آيات} بالجمع واختار هذه القراءة أبو عبيد، قال: «لأنها عبر كثيرة».
وأما في الوقف:
فقراءة أبن كثير ومن معه في الوقف بالهاء (آيه).
وقراءة الجمهور في الوقف بالتاء (آيات).
قال في الإتحاف:
[معجم القراءات: 4/182]
«... فمن قرأه بالإفراد فهو في الوقف على أصله المذكور كما كتب في مصاحفهم، ومن قرأه بالجمع وقف عليه بالتاء وكسائر الجموع»، ومثل هذا في النشر.
وقال الداني: «وكتبوا في كل المصاحف في يوسف {آيات للسائلين}، أي بالتاء على الجمع.
وفي مصحف أبي وقراته: (عبرة) بدلا من {آيات} في قراءة الجماعة.
وذكر الزمخشري أنها جاءت كذلك في بعض المصاحف.
وقال الزجاج: «وقرئت آية، ومعناه: عبرة، وقد رويت في غير هذا المصحف (عبرة للسائلين) وهذا معنى الآية».
وقال أبو حاتم: «هو في مصحف أبي».
{لِلسَّائِلِينَ}
إذا وقف حمزة على (للسائلين) سهل الهمزة مع المد والقصر.
وأبدلها أيضًا ياء خالصة مع المد والقصر). [معجم القراءات: 4/183]

قوله تعالى: {إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (8) اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (4 - قَوْله {مُبين (8) اقْتُلُوا} 8 9
قَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع والكسائي {مُبين (8) اقْتُلُوا} بِضَم التَّنْوِين
وَقَرَأَ عَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَحَمْزَة بِكَسْر التَّنْوِين). [السبعة في القراءات: 345]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وكسر" التنوين من "مبين اقتلوا" وصلا أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب وقنبل من طريق ابن شنبوذ، وابن ذكوان من طريق الأخفش). [إتحاف فضلاء البشر: 2/140]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({مبين * اقتلوا} قرأ البصري وابن ذكوان وعاصم وحمزة بكسر التنوين وصلاً، والباقون بالضم، فإن وقف على {مبين} فالجميع يبتدءون بضم همزة الوصل). [غيث النفع: 727]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (8)}
{وَأَخُوهُ}
قرأ ابن كثير في الوصل (وأخوهوه) بوصل هاء الضمير بواو، وهو مذهبه في أمثاله.
[معجم القراءات: 4/183]
وقراءة الجماعة بهاء الضمير من غير وصل (وأخوه).
{وَنَحْنُ عُصْبَةٌ}
قراءة الجماعة {ونحن عصبة} بالرفع، مبتدأ وخبر.
روى النزال بن سبرة عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه (ونحن عصبة) بالنصب.
نحن: مبتدأ، والخبر: محذوف، وعصبةً: حال من الضمير في الخبر، والتقدير: نحن نجتمع عصبةً.
قال ابن مجاهد: «ما قرأ أحد بالنصب، وإنما روي عن علي رضي الله عنه تفسير العصبة».
وقال ابن مالك:
«... وهي قراءة تعزى إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وتقديرها: ونحن معه عصبةً، أو: ونحن نحفظه عصبةً».
وقال ابن هشام: «.. بالنصب، أي نوجد عصبةً، أو نرى عصبةً» ). [معجم القراءات: 4/184]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9)}
{مُبِينٍ * اقْتُلُوا}
قرأ أبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة ويعقوب وقنبل من طريق ابن شنبوذ، وابن ذكوان من طريق الأخفش والمطوعي والحسن
[معجم القراءات: 4/184]
{مبين اقتلوا} بكسر التنوين في الوصل لالتقاء الساكنين.
وقرأ ابن كثير ونافع والكسائي وهشام وأبو جعفر وابن مجاهد عن قنبل والصوري عن ابن ذكوان وخلف {مبين اقتلوا} بضم التنوين على الإتباع لحركة التاء بعده.
وإذا وقف القارئ على {مبين} افتتح بعده بالابتداء الهمزة بالضم للجمع (أقتلوا).
قال أبو علي:
«من ضم التنوين أتبع حركة التنوين ضمة الهمزة بعده، لأن تحريكه ملزم لالتقاء الساكنين..، ومن كسر لم يتبع، وكسر على أصل الحركة لالتقاء الساكنين في الأمر الأكثر».
{اطْرَحُوهُ}
قراءة ابن كثير في الوصل (اطرحوهو) بوصل هاء الضمير بواو.
وقراءة الجماعة بالهاء من غير وصل (اطرحوه).
{يَخْلُ لَكُمْ}
إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب، وجاءعن اليزيدي.
والباقون على الإظهار).[معجم القراءات: 4/185]

قوله تعالى: {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (10)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (5 - وَاخْتلفُوا في التَّوْحِيد وَالْجمع من قَوْله {فِي غيابة الْجب} 10
فَقَرَأَ نَافِع وَحده (غيبت) جماعا
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (غيبت) وَاحِدَة). [السبعة في القراءات: 345]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({غيابات} مدني). [الغاية في القراءات العشر: 285]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({غيابات} [10، 15]: [بألف] فيهما مدني، وأبو بشر.
(تلتقطه) [10]: بالتاء ابن كيسة). [المنتهى: 2/759] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (غيابت الجب) في الموضعين هنا بالجمع، وقرأ الباقون بالتوحيد؛ وكلهم قرأوا (لا تأمنا) بإشمام النون الساكنة الضم بعد الإدغام، وقبل استكمال التشديد، هذه ترجمة القراء). [التبصرة: 239] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {غيابات الجب} (10، 15)، في الموضعين: على الجمع.
والباقون: على التوحيد). [التيسير في القراءات السبع: 319] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر: (غيابات الجب) في الموضعين على الجمع والباقون على التّوحيد). [تحبير التيسير: 412] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (وروى خارجة عن نافع " غَيَابات " بتشديد الياء قرأ مجاهد، والحسن، وقَتَادَة، واللؤلؤي، وهارون عن أَبِي عَمْرٍو، " غيبة الجب " بغير ألف ألبتة وإسكان الياء
(يَلْتَقِطْهُ) بالتاء ابن أبي عبلة، والحسن، وقَتَادَة، وابن كيسة، وسليم بن منصور عن حَمْزَة، وزائدة عن الْأَعْمَش، والسمان عن طَلْحَة، الباقون بالياء، وهو الاختيار لقوله بعض). [الكامل في القراءات العشر: 575]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([10]- {غَيَابَتِ} فيهما [10، 15] جمع: نافع). [الإقناع: 2/669] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (773 - غَيَابَاتٍ فِي الْحَرْفَيْنِ بِالْجَمْعِ نَافِعٌ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 61] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([773] غيابات في الحرفين بالجمع (نافعٌ) وتأمننا للكل يخفى مفصلا
[774] وأدغم مع إشمامه البعض عنهم = ونرتع ونلعب ياءُ (حصن) تطولا
[775] ويرتع سكون الكسر في العين (ذ)و (حـ)مى = وبشراي حذف الياء (ثـ)بتٌ وميلا
[776] (شـ)فاء وقلل (جـ)هبذا وكلاهما = عن (ابن العلا) والفتح عنه تفضلا
الغيابة: كل شيء غيبت فيه شيئًا.وقيل للحد: غيابةٌ: من ذلك؛ قال الشاعر:
إذا أنا يومًا غيبتني غيابتي = فسيروا بسيري في العشيرة والأهل
وغيابة البئر، في جانبه فوق الماء
[فتح الوصيد: 2/1007]
ووجه الجمع، أن يجعل كل موضع ما يغيب غيابةً، ثم يجمع ذلك؛ أو كان في الجب غيابات جماعةٍ، أي ألقوه في بعض غيابات الحب، كما تقول: ألقي زيد في هذه الحفر، أي: في بعضها.
ويقال: غاب يغيب غيبًا وغيابة وغيابًا). [فتح الوصيد: 2/1008] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([773] غيابات في الحرفين بالجمع نافعٌ = وتأمننا للكل يخفى مفصلا
[774] وأدغم مع إشمامه البعض عنهم = ونرتع ونلعب ياء حصن تطولا
ح: (غياباتِ): مبتدأ، (بالجمع): حال، (في الحرفين): ظرف (الجمع)، (نافعٌ): خبر المبتدأ، أي: قراءة نافع، والمقدر هو العامل في الحال، (تأمننا): مبتدأ، (يُخفى): خبر، (للكل) و (مفصلًا): حالان، الهاء في (إشمامه) لـ (تأمننا)، وضمير (عنهم): لـ (الكل)، (نرتع): مبتدأ، (ياءُ): مبتدأ ثانٍ، (تطولا): خبره، والجملة: خبر الأول.
ص: يعني: قرأ نافع: (وألقوه في غيابات الجب) بالجمع في الموضعين [10-15] لأن كل موضع مما تغيب عن البئر غيابةٌ، إذ هي ما غاب عن العين، والباقون: بالإفراد، والمراد: ما غاب من أسفل الجب.
ثم قال: (وتأمننا للكل)، يعني: {ما لك لا تأمنا} [11] لأهل الأداء فيه مذهبان:
[1] الإخفاء، وهو عند صاحب التيسير: أن تدغم النون الأولى في الثانية لا تمامًا، مع إشمام الأولى بأن يشار بالحركة إليها، لا
[كنز المعاني: 2/329]
بالعضو، فيكون ذلك إخفاءً لا إدغامًا صحيحًا، إذ الحركة لم تسكن رأسًا، بل يضعف الصوت بها، فيفصل بين المدغم والمدغم فيه، وأشار إلى ذلك بقوله: (مفصلًا).
[2] والثاني: الإدغام الصحيح ثم إشمام الضم بعد الإدغام وقبل فتحة النون الثانية.
ووجهه: أن المدغم كالموقوف عليه من حيث جمعهما للساكنين، فكما يشم الحرف الموقوف عليه مرفوعًا في الإدراج، كذلك تشم النون المدغمة فرقًا بين إدغام المتحرك والساكن، وهذا الإشمام: أن تضع شفتيك من غير إسماع صوت، كما يُفعل عند التقبيل.
[كنز المعاني: 2/330]
وقرأ الكوفيون ونافع: {يرتع ويلعب} [12] بالياء فيهما على أن الضمير ليوسف، والباقون بالنون على أنه لجميع الإخوة). [كنز المعاني: 2/331] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (773- غَيَابَاتِ فِي الحَرْفَيْنِ بِالجَمْعِ نَافِعٌ،.. وَتَأْمَنُنا لِلْكُلِّ يُخْفَي مُفَصَّلا
يريد بالحرفين موضعين: وهما: {وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ}، {وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ}، والغيابة ما يغيب فيه شيء، وغيابة البئر في جانبه فوق الماء فوجه الإفراد ظاهر، ووجه الجمع: أن يجعل كل موضع مما يغيب غيابة ثم يجمع، أو كان في الجب غيابات؛ أي: ألقوه في بعض غيابات الجب أو أريد بالجب الجنس؛ أي: ألقوه في بعض غيابات الأجبية). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/261] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (773 - غيابات في الحرفين بالجمع نافع = وتأمننا للكلّ يخفي مفصّلا
774 - وأدغم مع إشمامه البعض عنهم = ونرتع ونلعب ياء حصن تطوّلا
775 - ويرتع سكون الكسر في العين ذو حمى = وبشراي حذف الياء ثبت وميّلا
776 - شفاء وقلّل جهبذا وكلاهما = عن ابن العلا والفتح عنه تفضّلا
قرأ نافع: وألقوه في غيابات الجبّ. وأجمعوا أن يجعلوه في غيابات الجبّ بألف بعد الباء في الموضعين على الجمع، وقرأ غيره بحذف الألف في الموضعين على الإفراد). [الوافي في شرح الشاطبية: 294] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: غَيَابَةِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ بِالْأَلِفِ عَلَى الْجَمْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِغَيْرِ أَلِفٍ عَلَى التَّوْحِيدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/293] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان {غيابت} [10، 15] في الموضعين بالألف جمعًا، والباقون بغير ألف إفرادًا). [تقريب النشر في القراءات العشر: 554] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (699- .... .... .... .... .... = .... .... .... غيابات معا
700 - فاجمع مدًا .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 80] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (غيابات) يعني قوله تعالى: فألقوه في غيابة الجب، وأجمعوا على أن يجعلوه في غيابة الجب قرأهما
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 253]
المدنيان بالألف جمعا كما في البيت الآتي والجمع يجعل كل اسم من الغيابة غيابة، والباقون بغير ألف إفرادا لأن يوسف لم يجعل إلا في غيابة واحدة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 254] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يا أبت افتح حيث جا (ك) م (ث) طعا = آيات افرد (د) ن غيابات معا
فاجمع (مدا) يرتع ويلعب نون (د) ا = (ح) ز (ك) يف يرتع كسر جزم (د) م (مدا)
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، وثاء (ثطعا) أبو جعفر بفتح [تاء] يا أبت أين (جاء)، والثمانية بكسرها.
وقرأ ذو دال (دن) ابن كثير: لقد كان في يوسف وإخوته آية للسائلين [7] بلا ألف على التوحيد، والباقون بألف على الجمع.
وقرأ مدلول (مدا) المدنيان: وألقوه في غيابات الجب [10]، [و] وأجمعوا أن يجعلوه في غيابات الجب [15] بألف على جمع السلامة، والثمانية بحذفها على التوحيد.
وقرأ ذو دال (دن) ابن كثير، وحاء (حز) أبو عمرو، وكاف (كيف) ابن عامر بنون في: نرتع ونلعب [12]، والسبعة بياء فيهما.
وقرأ ذو دال (دم) ابن كثير، و(مدا) المدنيان بكسر عين نرتع، والباقون
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/389]
بسكونها، وقيد الجزم للمخالفة؛ فصار المدنيان بالياء والكسر، [والكوفيون بالياء والإسكان]، وابن كثير بالنون والكسر، ولقنبل وجه بياء بعد العين، ويعقوب بالنون والياء في الحالين، والباقون [بالنون والإسكان].
تنبيه:
لم يعين [محل] فتح يا أبت، وعلم خصوصية الجمع المضاد للتوحيد في: آية، وغيبت من لفظه، ومن وحد وقف بالهاء، ومن جمع بالتاء [علما] من الإجماع.
ويا أبت فيه عشر لغات:
وجه كسر التاء: أنهم [عوضوا الياء] تاء تأنيث بدلالة الوقف؛ لاشتراكهما في دلالة التأنيث؛ تفخيما كعلامة أو ازدواجا، وكسرت دلالة على الوصل.
ووجه فتحها: أن الياء أبدلت ألفا ثم الألف تاء، وفتحت دلالة على الألف.
ووجه توحيد آية: اعتبار الجنس، ويوافق الرسم في حذف الألف خلافا للإمام، ويخالفه في الهاء.
[ووجه الجمع]: اعتبار الإفراد، ويوافق في التاء لا في الألف.
وغيابة الشيء: ما يستر مظروفه، وغيابة الجب: حفرة في جانبه فويق الماء.
ووجه جمعها: أنه ربما كان فيه حفرا.
وأراد بالجب: الجنس، أي: ألقوه في بعض غيابات الجب، أو بالغ فيه.
[ووجه] التوحيد: أن الواحد لا يحويه إلا مكان واحد.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/390]
ووجه ياء يرتع ويلعب: إسنادهما لضمير يوسف.
ووجه نونهما: إسنادهما للإخوة على حد: نستبق [17]، وجاز لعبه لصغره، [ولعبهم] لسبقه النبوة أو معناه التشاغل، ك «تلاعبها» وتلاعبك»، أو المفاضلة، وهما مجزومان جوابا للشرط، ونرتع مضارع: «رتع».
ووجه كسر عينه: أنه مضارع «ارتعى»: «افتعل» من «رعى» الماشية؛ فحذفت الياء؛ للجزم، وتقدم وجه الياء). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/391] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "غَيَابَة" [الآية:10، 15] معا
[إتحاف فضلاء البشر: 2/140]
فنافع وأبو جعفر بالجمع في الحرفين كأنه كان لتلك الجب غيابات، وهي أي: الغيابة قعره أو حفرة في جانبه، والباقون بالإفراد؛ لأنه لم يلق إلا في واحدة، والجب البئر التي لم تطو، وعن الحسن وكسر الغين وسكون الياء بلا ألف فيهما "وتلتقطه" بالتاء من فوق لإضافته لمؤنث، يقال قطعت بعض أصابعه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/141] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({غيابات} [10 - 15] معًا، قرأ نافع بألف بعد الباء الموحدة، على الجمع، والباقون بحذفها، على التوحيد، وحكم وقفه جلي). [غيث النفع: 728] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (10)}
{قَائِلٌ}
إذا وقف حمزة سهل الهمزة مع المد والقصر.
وله إبدال الهمزة ياء مع المد والقصر.
وتقدم هذا مفصلًا في الآية/۷ {للسائلين}.
{وَأَلْقُوهُ}
قراءة ابن كثير في الوصل (ألقوهوه) بوصل هاء الضمير بواو.
وقراءة الجماعة {ألقوه} بالهاء من غير وصل.
{غَيَابَةِ الْجُبِّ}
قرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف وابن مسعود (غيابة الجب) مفردًا.
وهي اختيار أبي عبيد، وكذلك جاءت في مصحف ابن مسعود.
وقرأ نافع وأبو جعفر (غيابات الجب) على الجمع.
قال أبو حيان: «جعل كل جزء مما يغيب فيه غيابة».
وأنكر أبو عبيد هذه القراءة.
قال أبو علي:
[معجم القراءات: 4/186]
«وجه قول من أفرد أن الجب لا يخلو أن يكون له غيابة واحدة أو غيابات، فغيابة المفرد يجوز أن يعني به الجمع كما يعنى به الواحد.
ووجه قول من جمع أنه يجوز أن يكون له غيابة واحدة، فجعل كل جزء منه غيابة، فجمع على ذلك، كقوله: شابت مفارقه... ويجوز أن يكون للجب عدة غيابات فجمع لذلك».
وقرأ خارجة عن نافع وعبد الله بن هرمز الأعرج (غيابات..) بالتشديد والجمع.
قال أبو حيان: «والذي يظهر أنه سمي باسم الفاعل الذي للمبالغة، فهو وصف في الأصل».
وقال الشهاب: «وأما قراءة الجمع بتشديد الياء التحتية فعلى أنه صيغة مبالغة، وزنه فقالات كحمامات، أو فعالات كشيطانة وشيطانات».
وقرأ الحسن وعاصم الجحدري (غيبة...) بفتح أوله والياء والباء، وهو يحتمل أن يكون في الأصل مصدرًا كالغلبة، واحتمل أن يكون جمع غائب كصانع وصنعة، فتكون كقراءة الجمع.
وقرأ مجاهد والحسن، وهارون واللؤلؤي كلاهما عن أبي عمرو، وأبي بن كعب وقتادة (غيبة...) بسكون الياء وفتح الباء قال الشهاب: «بسكون الياء على أنه مصدر أريد به الغائب منه».
[معجم القراءات: 4/187]
قال أبو حيان: «بسكون الياء، وهي ظلمة الركية».
وقال ابن عطية: «وكذلك خطت في مصحف أبي بن كعب».
وقرأ الحسن وأبي بن كعب (غيبة...) بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الموحدة، ولعل كسر الغين هنا جاء مراعاة للمجاورة، والغيبة من الاغتياب، وهو أن يتكلم خلف إنسان مستور بسوء أو بما يغمه، فالجامع في الحالين هو معنى الستر والاختفاء.
{الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ}
قرئ (الجوب) بواو وبتخفيف الباء.
قراءة ابن كثير في الوصل (يلتقطهوه) بوصل هاء الضمير بواو.
وقراءة الجماعة بهاء الضمير {يلتقطه} من غير وصل.
وقرأ الحسن ومجاهد وقتادة وأبو رجاء وابن أبي عبلة لو ذكرها ابن خالويه لابن كثير وهي رواية سليم عن حمزة (تلتقطه) بتاء التأنيث؛ لأن بعض السيارة سيارة.
وقراءة الجمهور من القراء {يلتقطه} بالياء على التذكير، لأن «بعض» ذكر وإن أضيف إلى تأنيث.
قال الزجاج:
[معجم القراءات: 4/188]
«... هذا أكثر القراءة بالياء، وقرأ الحسن: تلتقطه بالتاء، وأجاز ذلك جميع النحويين، وزعموا أن ذلك إنما جاز لأن بعض السيارة سيارة، فكأنه قال: تلتقطه سيارة بعض السيارة...».
وقال العكبري: «ويقرأ بالتاء حملًا على المعنى...، ومنه قولهم: ذهبت بعض أصابعه» ). [معجم القراءات: 4/189]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس