عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 01:55 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود

[ من الآية (45) إلى الآية (49) ]

{ وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (47) قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48) تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49) }

قوله تعالى: {وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45)}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
وقراءة الباقين بالفتح.
وتقدم مثل هذا في الآية/42 من هذه السورة.
{فَقَالَ رَبِّ}
إدغام اللام في الراء وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 4/66]

قوله تعالى: {قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (8 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {إِنَّه عمل غير صَالح} 46
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَعَاصِم وَحَمْزَة {إِنَّه عمل} مَرْفُوع منون (غير صلح) بِرَفْع الرَّاء
وَقَرَأَ الكسائي وَحده {إِنَّه عمل} بِكَسْر الْمِيم وَفتح اللَّام (غير صالح) بِنصب الرَّاء). [السبعة في القراءات: 334]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (9 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {فَلَا تسألن مَا لَيْسَ لَك بِهِ علم} 46
فَقَرَأَ ابْن كثير وَابْن عَامر (فَلَا تسئلن) مَفْتُوحَة اللَّام مُشَدّدَة النُّون مَفْتُوحَة غير وَاقعَة
هَكَذَا روى أَبُو عبيد عَن هِشَام بن عمار بأسناده عَن ابْن عَامر
وروى ابْن ذكْوَان (فَلَا تسئلن) مَفْتُوحَة اللَّام مُشَدّدَة النُّون مَكْسُورَة
وَهَذَا يدل على أَنَّهَا وَاقعَة خلاف مَا روى أَبُو عبيد
وَقَرَأَ نَافِع (فَلَا تسئلن) كَمَا قَرَأَ ابْن كثير وَابْن عَامر غير أَنه كسر النُّون
وَاخْتلف عَنهُ في إِثْبَات الْيَاء في الْوَصْل وحذفها فروى ابْن جماز وورش والكسائي عَن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر وَأَبُو بكر بن أَبي أويس عَن نَافِع مُشَدّدَة بِالْيَاءِ في الْوَصْل
وَقَالَ المسيبي وقالون في رِوَايَة القاضي عَنهُ وَأَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام وَسليمَان بن دَاوُد الهاشمي عَن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر وَأَبُو بكر بن أَبي أويس عَن نَافِع (فَلَا تسئلن) مَكْسُورَة من غير يَاء في الْوَصْل
وَقَالَ أَحْمد بن صَالح عَن ورش (فَلَا تسئلن) السِّين سَاكِنة والهمزة قبل اللَّام وَاللَّام سَاكِنة وَالْيَاء مثبتة في الْوَصْل
وَقَالَ أَحْمد بن صَالح عَن قالون {فَلَا تسألن} اللَّام سَاكِنة وَالسِّين سَاكِنة وَالنُّون مَكْسُورَة بِغَيْر يَاء في وصل وَلَا وقف
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي (فَلَا تسئلن) سَاكِنة اللَّام خَفِيفَة النُّون
وَكَانَ أَبُو عَمْرو يثبت الْيَاء في الْوَصْل مثل نَافِع في رِوَايَة من روى عَنهُ ذَلِك
وَكَانَ عَاصِم وَحَمْزَة والكسائي لَا يثبتون الْيَاء في الْوَصْل وَالْوَقْف). [السبعة في القراءات: 335 - 336]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (إنه عمل غير صالح) نصب، الكسائي، ويعقوب، وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 281]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (فلا تسئلن) مشددة النون، مدني، شامي، مشدد المفتوح، مكي، بإثبات الياء مدني بصري - غير قالون ). [الغاية في القراءات العشر: 281 - 282]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (عمل غير) [46]: نصب: حمصي، وعلي، وأبو عبيد، ويعقوب، وسهل.
(فلا تسئلن) [46]: بتشديد النون حجازي، دمشقي. بفتحها مكي. بإثبات الياء بصري غير أيوب، ويزيد، وإسماعيل، وورش، وأبو نشيط طريق ابن أيوب، وأبو مروان، وقال أبو مروان عن قالون: كل ما ليست في المصحف مكتوبة بالسواد، فإنه يصل بياء، ويسكت بغير ياء). [المنتهى: 2/750]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكسائي (عمل) بكسر الميم وفتح اللام من غير تنوين (غير) بفتح الراء، وقرأ الباقون (عمل) بفتح الميم وضم اللام والتنوين (وغير صالح) بالرفع). [التبصرة: 235]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير (فلا تسئلن) بتشديد النون وفتحها، وكذلك نافع وابن عامر غير أنهما كسرا النون، وقرأ الباقون بتخفيف النون وكسرها وسكون اللام، وكلهم حذفوا الياء إلا ورشًا وأبا عمرو فإنهما أثبتاها في الوصل خاصة). [التبصرة: 235]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكسائي: {إنه عمل} (46): بكسر الميم، وفتح اللام.
{غير صالح}: بنصب الراء.
والباقون: بفتح الميم، ورفع اللام مع التنوين، ورفع الراء). [التيسير في القراءات السبع: 315]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر: {فلا تسألن} (46): بفتح اللام، وكسر النون وتشديدها.
وابن كثير: كذلك إلا أنه يفتح النون.
والباقون: بإسكان اللام، وكسر النون وتخفيفها). [التيسير في القراءات السبع: 315]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكسائي ويعقوب: (إنّه عمل) بكسر الميم وفتح اللّام (غير صالح) بنصب الرّاء، والباقون بفتح الميم ورفع اللّام مع التّنوين ورفع [الرّاء] ). [تحبير التيسير: 406]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وابن عامر وأبو جعفر: (فلا تسألني) بفتح اللّام وكسر النّون وتشديدها، وابن كثير كذلك إلّا انه بفتح النّون، والباقون بإسكان اللّام وكسر النّون وتخفيفها). [تحبير التيسير: 406]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (قوله: (عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ)، (عَمِلَ) على الفعل (غَيْرَ) نصب حمصي، وابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ، ويَعْقُوب، وسهل، واختيار عباس، والأصمعي عن أَبِي عَمْرٍو، والْجَحْدَرِيّ، والكسائي وهو الاختيار على الفعل، الباقون على الاسم منون مرفوع والفعل أقوى من الاسم، لأن العمل ليس من أهله وصاحب العمل من أهله). [الكامل في القراءات العشر: 572]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((تَسْأَلَنَّ) بتشديد النون وفتح اللام حجازي إلا ابن صالح عن قَالُون في قول أبي علي، والمنقري عن أَبِي عَمْرٍو، ودمشقي، وابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ، والحسن، وهكذا مكي غير ابْن مِقْسَمٍ كزيد عن الدَّاجُونِيّ، عن ابن عامر بفتح النون غير أن عبيدًا عن ابْن كَثِيرٍ لا يهمز، وفي الكهف مشدد مدني غير ابن صالح دمشقي، وابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ، الباقون إسكان اللام، والاختيار ما عليه نافع أبلغ في التأكيد، كردم عن نافع بفتح السين واللام مشدد النون بغير همز في الكهف خاصة). [الكامل في القراءات العشر: 572]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([46]- {عَمَلٌ غَيْرُ} نصب: الكسائي.
[46]- {فَلا تَسْأَلْنِ} بتشديد النون مكسورة: نافع وابن عامر، بتشديدها مفتوحة: ابن كثير). [الإقناع: 2/665]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (759 - وَفِي عَمَلٌ فَتْحٌ وَرَفْعٌ وَنَوِّنُوا = وَغَيْرَ ارْفَعُوا إِلاَّ الْكِسَائِيَّ ذَا الْمَلاَ
760 - وَتَسْئَلْنِ خِفُّ الْكَهْفِ ظِلٌّ حِمًي وَهَا = هُنَا غُصْنُهُ وَافْتَحْ هُنَا نُونَهُ دَلاَ). [الشاطبية: 60]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([759] وفي عملٌ فتحٌ ورفعٌ ونونوا = وغير ارفعوا إلا (الكسائي) ذا الملا
{إنه عمل}، جعل عملًا مبالغةٌ كقوله:
فإنما هي إقبال وإدبار.
[فتح الوصيد: 2/987]
أو هو ذو عمل؛ أي إنما أهلك من عمل بعملك؛ أو تكون الهاء للنداء، أي أن نداءك عملٌ غير صالح.
و{عمل غير صالح}، أي عمل عملا غير صالح.
و(ذا الملا)، ذا الأتباع: الأشراف؛ أو تابع الملا؛ يريد من أخذ عنهم العلم.
[760] وتسألن خف الكهف (ظـ)ل (حـ)مى وها = هنا (غـ)صنه وافتح هنا نونه (د)لا
الأصل، فلا تسأل.
فالتخفيف والكسر وإثبات الياء، على أن النون والياء ضمير المفعول كما تقول: (لا تعذبني). وحذف الياء من ذلك للاستغناء بالكسرة الدالة عليها.
و{فلا تسئلن} بتشديد النون وفتحها، لأنها نون التأكيد الثقيلة التي في الأمر والنهي؛ فإن وليتها ياء الإضافة كسرت؛ وعلى ذلك {فلا تسئلني} في الكهف، و {فلا تسئلن} هنا، اجتزاء بالكسرة عنها.
وقوله: (وهاهنا غصنه)، لخروج ابن كثير منهم). [فتح الوصيد: 2/988]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([759] وفي عملٌ فتحٌ ورفعٌ ونونوا = وغير ارفعوا إلا الكسائي ذا الملا
ب: (الملا): الأشراف.
ح: (في عملٌ): خبر، (فتحٌ ورفعٌ): مبتدأ، والمبتدأ تخصص بتقدم الخبر
[كنز المعاني: 2/313]
- الظرف- عليه، مفعول (نونوا): محذوف، أي: عملًا، (غيرُ): مفعول (ارفعوا)، (إلا): استثناء من مقدر، أي: لكلهم إلا الكسائي، (ذا الملا): صفة.
ص: يعني: قرأ غير الكسائي: {إنه عملٌ غير صالحٍ} [46] بفتح الميم ورفع اللام منونة ورفع {غير} والتقدير: إنه ذو عملٍ غير صالح، والكسائي: بكسر الميم وفتح اللام ونصب {غير} على أنه صفة لمحذوف، أي: عمل عملًا غير صالح.
ووصف الكسائي بأنه ذو الأشراف، يعني من اتبعهم، إذ روت هذه القراءة عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما
[كنز المعاني: 2/314]
عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[760] وتسئلن خف الكهف ظل حمًى وها = هنا غصنه وافتح هنا نونه دلا
ب: (دلا) أخرج دلوه ملأى.
ح: (تسئلن): مبتدأ، (خف الكهف): نعت: أي: الخفيف في سورة الكهف، (ظل حمًى): خبر، و(ههنا غصنه): جملة عطف على الخبر، أي:
[كنز المعاني: 2/315]
تسئلن الخفيف ههنا غصنه، (دلا): حال من (نونه)، أي: قد دلا.
ص: قرأ الكوفيون وابن كثير وأبو عمرو فقط: {فلا تسئلني عن شيءٍ} في الكهف [70]، والكوفيون وأبو عمرو فقط: {فلا تسئلن ما ليس لك} ههنا [46] بتخفيف النون على أنها نون الوقاية بعدها ياء المفعول، والباقون: بالتشديد فيهما وكسر النون، إلا ابن كثير فإنه فتحها هنا [46] بالتشديد؛ لأنها نون التأكيد الثقيلة، والكسر بلا ياء لأنه حذفت ياء المفعول، واجتزئ بالكسر، وأما الفتح: فلأنه نون التوكيد الثقيلة من غير نون الوقاية ولا ياء المفعول، والكسر مع الياء فعلى الأصل.
والحاصل: أن قراءة مدلول (ظل حمًى) في الكهف بالتخفيف وإثبات الياء، وغيرهم بالتشديد والإثبات إلا ابن ذكوان فإنه يحذف الياء.
[كنز المعاني: 2/316]
وههنا قراءة مدلول الغين بالتخفيف، والباقين بالتشديد، وكلهم كسروا النون إلا ابن كثير، فإنه فتحها هنا -، وحذفوا الياء إلا أبا عمرو وورشًا، فإنهما أثبتا الياء). [كنز المعاني: 2/317]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (759- وَفِي عَمَلٌ فَتْحٌ وَرَفْعٌ وَنَوِّنُوا،.. وَغَيْرَ ارْفَعُوا إِلا الكِسَائِيَّ ذَا المَلا
يريد: {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ}، فالفتح في الميم والرفع والتنوين في اللام فقراءة الكسائي واضحة؛ أي: إنه عمل عملا غير صالح، وقراءة
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/234]
الجماعة على تقدير إنه ذو عمل وإن كانت الهاء في "إنه" عائدة على النداء، فقراءتهم أيضا واضحة، والملا: الأشراف، ويريد: مشايخه أو أصحابه.
760- وَتَسْئَلْنِ خِفُّ الكَهْفِ "ظِـ"ـلٌّ "حِـ"ـمًي وَهَا،.. هُنَا "غُـ"ـصْنُهُ وَافْتَحْ هُنَا نُونَهُ دَلا
الذي في الكهف: "فلا تسألن عن شيء"، والذي هنا: {فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ}،
وأصله: فلا تسأل لحقته نون الوقاية بعدها ياء المفعول، وهي ثابتة في الكهف؛ لثبوتها في الرسم إلا في وجه عن ابن ذكوان تقدم ذكره في آخر باب الزوائد، أما هنا فحذفت الياء تخفيفا فهذه قراءة الجماعة المرموزين في هذا البيت والمراد بالتخفيف: تخفيف النون والباقون ألحقوا نون التأكيد الخفيفة في آخر الفعل فأدغمت في نون الوقاية ففتحت اللام وكانت ساكنة؛ لأجل التقاء الساكنين، فبقيت نون مشددة مكسورة، فبهذا قرأ نافع في الكهف مع إثبات الياء وكذا ابن عامر، وفي وجه حذف ابن ذكوان الياء، أما هنا فقرأ ابن عامر ونافع وابن كثير بالتشديد إلا أن نافعا وابن عامر كسرا النون من غير ياء وابن كثير فتح النون؛ لأنه ألحق الفعل نون التأكيد الثقيلة، ولم يأت بنون الوقاية ولا ياء المفعول، وإنما لم يفعل في الكهف مثل هذه؛ لأن الياء فيه ثابتة في الرسم ويلزم من إثبات الياء كسر النون، أما التي في هود
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/235]
فلم ترسم فيها ياء، فأمكن فيها القراءتان وقول الناظم: خف الكهف صفة "تسئلن"؛ أي: الخفيف في سورة الكهف، وظل حمى خبره، ولفظ بقوله: "تسئلن" بلا ياء؛ ليشمل لفظ ما في السورتين، وقوله: وههنا غصنه؛ أي: فرع ذلك؛ لأن من خففه أقل عددا من مخفف الكهف، وقد سبق معنى ولا وفاعله ضمير عائد على تسألن؛ أي: جمع وجوه القراءات فيه من فتح وكسر وتخفيف وتشديد في السورتين فهو كمن أخرج دلوه ملآنا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/236]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (759 - وفي عمل فتح ورفع ونوّنوا = وغير ارفعوا إلّا الكسائيّ ذا الملا
قوله تعالى: إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ قرأه غير الكسائي بفتح الميم ورفع اللام وتنوينها ورفع الراء في كلمة غَيْرُ وقرأه الكسائي بكسر الميم وفتح اللام وحذف التنوين ونصب
[الوافي في شرح الشاطبية: 290]
الراء في كلمة غَيْرُ.
760 - وتسألن خفّ الكهف ظلّ حمى و... هاهنا غصنه وافتح هنا نونه دلا
قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكوفيون: فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ في سورة الكهف بتخفيف النون ويلزمه سكون اللام، فتكون قراءة نافع وابن عامر بتشديد النون ويلزمه فتح اللام.
وقرأ أبو عمرو والكوفيون: فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ هنا. بتخفيف النون ويلزمه سكون اللام، فتكون قراءة نافع وابن كثير وابن عامر بتشديد النون ويلزمه فتح اللام. وقرأ ابن كثير بفتح النون المشددة، فتكون قراءة نافع وابن عامر بكسرها مشددة وقراءة الباقين بكسرها مخففة في موضع هذه السورة فقط). [الوافي في شرح الشاطبية: 291]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (132 - عَمِلْ غَيْرَ حَبْرٌ كَالْكِسَائِي .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ص - عمل غير (حـ)ـبر الكسائي ونونو = ثمودا (فـ)ـدًا واترك (حـ)ـما سلم (فا)نقلا
سلام ويعقوب ارفعن (فـ)ـز ونصب (حُـ)ـا = فظ امرأتك إن (كلًا) (ا)تل مثقلا
ش - أي قرأ المشار إليه (بحا) حز وهو يعقوب {إنه عمل} [46] بكسر الميم وفتح اللام ونصب {غيره} كالكسائي وعلم من الوفاق الآخرين بفتح الميم ورفع اللام منونة ورفع {غير} ). [شرح الدرة المضيئة: 148]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ وَالْكِسَائِيُّ، (عَمِلَ) بِكَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِ اللَّامِ (غَيْرَ) بِنَصْبِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَرَفْعِ اللَّامِ مُنَوَّنَةً وَرَفْعِ الرَّاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/289]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَلَا تَسْأَلْنِ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ عَامِرٍ بِفَتْحِ اللَّامِ وَتَشْدِيدِ النُّونِ، وَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَالدَّاجُونِيُّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ هِشَامٍ بِفَتْحِ النُّونِ إِلَّا هِبَةَ اللَّهِ بْنَ سَلَامَةَ الْمُفَسِّرَ انْفَرَدَ عَنِ الدَّاجُونِيِّ فَكَسَرَ النُّونَ كَالْحُلْوَانِيِّ عَنْ هِشَامٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِسْكَانِ اللَّامِ وَتَخْفِيفِ النُّونِ، وَكُلُّهُمْ كَسَرَ النُّونَ سِوَى ابْنِ كَثِيرٍ وَالدَّاجُونِيِّ إِلَّا الْمُفَسِّرِينَ، وَهُمْ فِي إِثْبَاتِ الْيَاءِ وَحَذْفِهَا عَلَى مَا تَقَدَّمَ فِي بَابِ الزَّوَائِدِ وَسَيَأْتِي آخِرَ السُّورَةِ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى -). [النشر في القراءات العشر: 2/289]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب والكسائي {إنه عمل} [46] بكسر الميم وفتح اللام، {غير} [46] بالنصب، والباقون بفتح الميم ورفع اللام منونة، ورفع {غير} ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 547]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن كثير وابن عامر {فلا تسئلن} [46] بفتح اللام وتشديد
[تقريب النشر في القراءات العشر: 547]
النون، والباقون بإسكان اللام والتخفيف، وابن كثير والداجوني عن هشام بفتح النون، والباقون بكسرها، وهم في الياء كما ذكر في الزوائد، وسيأتي آخرها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 548]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (690- .... .... عملٌ كعلما = غير انصب الرّفع ظهيرٌ رسما
691 - تسئلن فتح النّون دم لي الخلف = واشدد كما حرمٍ وعمّ الكهف). [طيبة النشر: 79]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وأوّلا (د) ن عمل كعلما = غير انصب الرّفع (ظ) هير (ر) سما
يريد قوله تعالى: إنه عمل غير صالح بكسر الميم وفتح اللام بغير تنوين، ونصب غير على الإخبار بالفاعلية يعقوب والكسائي، والباقون بفتح الميم ورفع اللام منونة ورفع غير على الإخبار بالاسمية.
تسألن فتح النّون (د) م (ل) ي الخلف = واشدد (ك) ما (حرم) و (عمّ) الكهف
أي قرأ ابن كثير وهشام بخلاف عنه «فلا تسئلن» بفتح النون ولهشام وجه ثان عن الحلواني كسر النون، والباقون بكسرها، وشددها هنا ابن عامر والمدنيان وابن كثير قوله: (وعم الكهف) أي وشدد النون في الكهف من قوله تعالى: فلا تسئلنّي عن الشيء المدنيان وابن عامر، والباقون بإسكان اللام وكسر النون فيهما، وعلم إسكان اللام من لفظه وفتحهما من النظير). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 251]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل (بنى) فقال:
ص:
وأوّلا (د) ن عمل كعلما = غير انصب الرّفع (ظ) هير (ر) سما
ش: أي: قرأ ذو ظاء (ظهير) يعقوب، وراء (رسم) الكسائي: إنه عمل غير صالح [46] بكسر الميم، وفتح اللام بلا تنوين، ونصب غير على الإخبار بالفعلية؛ ف عمل ماض من باب: علم، فتكسر ميمه، وتفتح لامه بناء، ويتعدى لواحد، وغير صفة مفعوله، أي: عملا غير صالح، والباقون بفتح الميم والرفع
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/379]
والتنوين على الإخبار بالاسمية بتقدير: ذو عمل، أو مبالغة في ذمه). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/380]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
تسألن فتح النّون (د) م (ل) ى الخلف = واشدد (ك) ما (حرم) و(عمّ) الكهف
ش: أي: فتح [نون] فلا تسألنّ ما ليس هنا [46] ذو دال (دم) ابن كثير، واختلف فيها عن ذي لام (لي) هشام.
فروى الداجوني عن أصحابه عن هشام كذلك إلا أن هبة الله المفسر انفرد عن الداجوني بكسر النون كالحلواني [عن] أصحابه عن هشام، والباقون بالكسر.
وشدد النون هنا ذو كاف (كما) ابن عامر، و(حرم) المدنيان، وابن كثير، وشدد أيضا مدلول (عم) المدنيان وابن عامر فلا تسألني عن شيء بالكهف [الآية: 70]، والباقون بإسكان اللام، وتخفيف النون فيهما.
فصار المدنيان، وابن ذكوان، وهشام في أحد وجهيه هنا- بفتح اللام، وتشديد النون وكسرها، وحذف الياء؛ إلا ورشا وأبا جعفر؛ فأثبتاها وصلا، وكذا ابن كثير [وهشام] وفي ثانيهما إلا أنهما فتحا النون.
وأبو عمرو، ويعقوب بإسكان اللام وتخفيف النون وكسرها، وياء في الوصل عند أبي عمرو، وفي الحالين عند يعقوب، والكوفيون كوقف أبي عمرو.
وفي الكهف المدنيان وابن عامر بفتح اللام وتشديد النون وكسرها، والياء، والباقون بالإسكان والتخفيف والياء.
تنبيه:
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/380]
علم سكون لام المخفف وفتحها للمشدد من النظير.
و «يسأل» يتعدى لثان بواسطة.
فوجه التخفيف والكسر: أنها نون الوقاية، وهو مجزوم بـ «لا» الناهية فسكنت اللام، والياء- مفعوله الأول- حذفت هنا تخفيفا اعتمادا على الكسرة، وثبتت ثم على الأصل وما ثان بتقدير «عن» الثابتة في عن شيء [الكهف: 70]، وما في النهي من الطلب أغنى عن التأكيد.
ووجه التشديد: [أنها المؤكدة، وكذلك بنى الفعل.
ووجه كسرها: أنها المؤكدة الخفيفة أدغمت في الواقية أو المشددة، وحذفت الواقية اكتفاء] بها؛ فكسرت مثلها، أو لتدل على الياء المحذوفة.
ووجه تأكيد هود فقط أن النهي عن الشفاعة للكافرين أبلغ منه لأدب الصحبة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/381]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "إِنَّهُ عَمِلَ غَيْر" [الآية: 46] فالكسائي ويعقوب بكسر الميم وفتح اللام فعلا ماضيا من باب علم ونصب غير مفعولا به، أو نعتا لمصدر محدوف أي: عملا غير والضمير لابن نوح عليه السلام، والباقون بفتح الميم ورفع اللام منونة على أنه خبر إن وغير بالرفع صفة على معنى أنه ذو عمل، أو جعل ذاته ذات العمل مبالغة في الذم على حد رجل عدل، فالضمير حينئذ لابن نوح، ويحتمل عوده لترك الركوب أي: إن تركه لذلك وكونه مع الكافرين عمل غير صالح، وأما من جعله عائدا إلى السؤال المفهوم من النداء ففيه خطر عظيم، ينبغي تنزيه الرسل عنه، ولذا ضعفه الزمخشري). [إتحاف فضلاء البشر: 2/127]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فَلا تَسْئَلْن" [الآية: 46] فنافع وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر بفتح اللام وتشديد النون وفتحها منهم ابن كثير والداجواني عن هشام وافقهما ابن محيصن، والباقون بإسكان اللام وتخفيف النون، وكلهم كسر النون سوى ابن كثير والداجواني كما مر، فوجه التشديد مع الفتح أنها المؤكدة، ولذا بنى الفعل ومع الكسر أنها المؤكدة الخفيفة أدغمت في نون الوقاية، ووجه التخفيف والكسر أنها نون الوقاية والفعل مجزوم بالناهية فسكنت
[إتحاف فضلاء البشر: 2/127]
اللام، والياء مفعوله الأول ومن حذفها فللتخفيف، وما مفعوله الثاني بتقدير عن وأثبت الياء فيها وصلا أبو عمرو وأبو جعفر وورش وفي الحالين يعقوب، والوقف لحمزة بالنقل، وأما بين بين فضعيف جدا يأتي موضع الكهف في محله إن شاء الله تعالى). [إتحاف فضلاء البشر: 2/128]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة من "إني أعظك" و"إني أعوذ بك" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/128]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عمل غير} [46] قرأ علي بكسر ميم {عمل} وفتح لامه فعل ماض، ونصب راء {غير} مفعوله، أو نعت لمصدر محذوف، والباقون بفتح الميم، ورفع اللام منونًا، مصدر، وجعل ذاته ذات العمل مبالغة، كقول الخنساء تصف ناقة:
............ = فإنما هي إقبال وإدبار
ورفع راء {غير} ). [غيث النفع: 714]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فلا تسئلن} [46] اشتملت هذه الكلمة على ثلاثة أحكام، حكم في اللام، وحكم في النون، وحكم في إ ثبات الياء بعدها.
فقرأ الحرميان والشامي بفتح اللام، وتشديد النون، والباقون بإسكان اللام، وتخفيف النون، وقرأ المكي بفتح النون، والباقون بكسرها، وقرأ ورش والبصري بزيادة
[غيث النفع: 714]
يا بعدها وصلاً لا وقفًا، والباقون بحذفها مطلقًا، فحصل من مجموع ما ذكر خمس قراءات:
فقالون والشامي: بفتح اللام، وتشديد النون مكسورة.
وورش: كذلك، إلا أنه أثبت الياء وصلاً لا وقفًا.
والمكي: بفتح اللام، وتشديد النون مفتوحة.
والبصري: بإسكان اللام، وتخفيف النون وكسرها، وإثبات ياء بعدها وصلاً.
والكوفيون: بسكون اللام، وتخفيف النون وكسرها.
هذا إن وصلت، فإن وقفت عليها فالنون ساكنة للجميع). [غيث النفع: 715]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إني أعظك} [46] و{إني أعوذ} [47] قرأ الحرميان والبصري بفتح الياء فيهما، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 715] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46)}
{إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ}
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة وابن مسعود والشعبي والحسن وأبو جعفر وشيبة والأعمش وابن سيرين {إنه عمل غير صالح}، جعله نفس العمل مبالغة في ذمه، ورجح الطبري هذه القراءة، وقال الفراء: «وعامة القراء عليه».
قال الزجاج:
«قرأ الحسن وابن سيرين.. وكان مذهبهما أنه ليس بابنه، لم يولد من صلبه، قال الحسن: والله ما هو بابنه...».
وأخفى أبو جعفر التنوين في الغين.
وقرأ الكسائي ويعقوب وسهل وعلي وأنس وابن عباس وعروة وعكرمة، وعائشة وأم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم (إنه عمل غير صالحٍ)
[معجم القراءات: 4/67]
بكسر الميم، وفتح اللام، فعلًا ماضيًا، ونصب «غير» مفعولًا به، أو نعتًا لمصدر محذوف، أي: عمل عملًا غير صالح.
واختار هذه القراءة أبو عبيد، وضعفها الطبري.
والهاء في هذه القراءة عائدة على ابن نوح، لأنه جرى ذكره من قبل فكني عنه.
قال الأخفش: «وبه نقرأ».
وقال الطبري: «رويت عن جماعة من السلف، ولا نعلم هذه القراءة قرأ بها أحد من قراء الأمصار إلا بعض المتأخرين».
وقالت أم سلمة: «قلت: يا رسول الله: كيف أقرأها؟ قال: (إنه عَمِلَ غير صالح).
وقرأ عكرمة (إنه عمل عملًا غير صالح) بزيادة (عملًا) على قراءة الكسائي ومن معه.
{فَلَا تَسْأَلْنِ}
ذكر أبو حيان أن في مصحف ابن مسعود: (إنه عملٌ غير صالح أن تسألني ما ليس لك به علم).
قرأ عاصم وحمزة والكسائي وأبو عمرو وخلف وقالون في رواية أحمد ابن صالح عنه (فلا تسألن) ساكنة اللام، خفيفة النون، مكسورة.
[معجم القراءات: 4/68]
وأصله: فلا تسألني، فحذفت الياء للتخفيف، واجتزئ عنها بالكسرة، والنون للوقاية، والفعل مجزوم بلا الناهية، فسكنت اللام.
وحذف الياء لغة هذيل.
وقرأ أبو جعفر وابن ذكوان والأصبهاني والحلواني وهشام بن عمار عن ابن عامر وقالون عن نافع والمسيبي وأبو عبيد القاسم ابن سلام وسليمان بن داود الهاشمي وإسماعيل بن جعفر وأبو بكر ابن أبي أويس وابن شنبوذ (فلا تسألن) بتشديد النون مكسورة، وأصله: فلا تسألني، حذفت الياء للتخفيف، فبقي ثلاث نونات: نونا التوكيد، ونون الوقاية، فاستثقلوا اجتماعها، فحذفوا الوسطى، كذا عند ابن الأنباري.
وذهب بعضهم إلى أن الفعل مؤكد بالنون الخفيفة فأدغمت بنون الوقاية، وحذفت الياء، فكسرت النون للدلالة على المحذوف ومناسبته.
وقرأ ابن كثير وابن عامر وابن عباس والداجوني عن أصحابه عن هشام، وابن محيصن، وهي رواية أبي عبيد عن هشام بن عمار بإسناده عن ابن عامر (فلا تسألن) بالنون المشددة المفتوحة، وهو نون التوكيد، واللام معها مفتوحة.
وقرأ أبو جعفر وشيبة وزيد بن علي وابن جماز وورش والكسائي عن إسماعيل بن جعفر وأبو بكر بن أبي أويس عن نافع (فلا
[معجم القراءات: 4/69]
تسألني) بإثبات الياء، والنون مشددة، وهي إما أن تكون النون الثقيلة وحذفت من بعدها نون الوقاية، أو هي النون الخفيفة أدغمت في نون الوقاية، وإثبات الياء لغة الحجازيين.
وقرأ أبو جعفر وشيبة وزيد بن علي وإسماعيل وقالون وأحمد بن صالح عن ورش وابن جماز والكسائي والأزرق وأبو بكر بن أبي أويس عن نافع وأبو عمرو في رواية (فلا تسألني) بإثبات الياء بعد النون في الوصل، والنون هي نون الوقاية، وإثبات الياء لغة الحجازيين.
وقرأ سهل ويعقوب وقالون وابن كثير وأبو عمرو في رواية بإثبات الياء في الحالين (فلا تسألني).
وقرأ الحسن وابن أبي مليكة (فلا تسالني) من غير همز من سال يسال، وهما يتساولان، وهي لغة سائرة.
وذكر العز القلانسي في الإرشاد أن أهل الحجاز وابن عامر قرأوا (فلا تسلني) بفتح اللام وتشديد النون.
وقد وجدتها مثبتة على هذه الصورة من غير همز والسين مفتوحة، فكأن حركة الهمزة وهي الفتحة قد ألقيت على السين ثم حذفت.
[معجم القراءات: 4/70]
ولم أجد مثل هذه القراءة عند غيره فيما رجعت إليه.
وذكر ابن عطية أن ابن أبي مليكة قرأ (فلا تسلني) بتخفيف النون وإثبات الياء وسكون اللام دون همز.
وإذا وقف حمزة قرأ بنقل حركة الهمزة إلى السين ثم حذف الهمزة (فلا تسلن)، والياء محذوفة للتخفيف على ما بينته فيما سبق.
وقرأ ابن أبي مليكة وهي رواية عبيد عن شبل عن ابن كثير (فلا تسلن)بفتح السين واللام والنون.
{إِنِّي أَعِظُكَ}
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي (إني أعظك) بفتح الياء.
وقرأ حمزة والكسائي وعاصم وابن عامر ويعقوب (إني أعظك) بسكون الياء). [معجم القراءات: 4/71]

قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (47)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واتفقوا على تسكين "ترحمني أكن" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/128]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم إدغام "تغفر لي" لأبي عمرو بخلف عن الدوري، وكذا إشمام قيل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/128]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إني أعظك} [46] و{إني أعوذ} [47] قرأ الحرميان والبصري بفتح الياء فيهما، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 715] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (47)}
{قَالَ رَبِّ}
إدغام اللام في الراء لأبي عمرو ويعقوب، وكذلك الإظهار عنهما.
وتقدم هذا في الآية / 45 من هذه السورة.
[معجم القراءات: 4/71]
{أَعُوذُ بِكَ}
قرأ (إني أعوذ) بفتح الياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي.
وقراءة الباقين بسكون الياء (إني أعوذ).
{وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي}
قرأ أبو عمرو بإدغام الراء في اللام من رواية السوسي.
واختلف عنه من رواية الدوري.
وتقدم هذا في الآية/۲۳ من سورة الأعراف في قوله تعالى: (وإن لم تغفر لنا).
{وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ}
اتفق القراء على تسكين الياء من (ترحمني) ). [معجم القراءات: 4/72]

قوله تعالى: {قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48)}
{قِيلَ}
تقدم إشمام الكسر الضم عن هشام والكسائي ورويس في الآية / 44 من هذه السورة.
وقراءة الباقين بالكسر.
{اهْبِطْ}
قراءة الجماعة بكسر الباء (اهبط).
وقرأ عيسى: (أهبط) بضم الباء، وذكر العكبري أنها لغة.
وفي التاج:
«هبط يهبط، من حد ضرب، ويهبط، من حد نصر..»
[معجم القراءات: 4/72]
وتقدمت القراءتان بضم الباء وكسرها في الآيتين:
61 من سورة البقرة معزوة لأيوب السختياني.
و 74 من السورة نفسها معزوة للأعمش والمطوعي.
{بَرَكَاتٍ}
قراءة الجماعة {بركات} على الجمع.
وحكى عبد العزيز بن يحيى الكناني عن الكسائي (بركته) على التوحيد). [معجم القراءات: 4/73]

قوله تعالى: {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49)}
{مِنْ قَبْلِ هَذَا}
ذكر أبو حيان أن في مصحف عبد الله بن مسعود (من قبل هذا القرآن) بزيادة لفظ (القرآن) على قراءة الجماعة). [معجم القراءات: 4/73]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس