عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 07:43 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنعام

[ من الآية (74) إلى الآية (79) ]
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آَزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آَلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (74) وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)}

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آَزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آَلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (74)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (آزر) رفع يعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 243]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ءازر) [74]: رفع: يعقوب). [المنتهى: 2/680]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (آزَرَ) ذكر في الهمز غرٍ أن أبا علي، زاد عن ابن عمرو، واللؤلؤي برفع الراء، والجعفي بقصر الهمزة ونصب الراء برفع الياء ابن المنادي عن نافع، الباقون بالنون، وهو الاختيار لقوله: (آتَيْنَاهَا) ). [الكامل في القراءات العشر: 543]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (107- .... .... .... .... .... = .... .... وَالرَّفْعُ آزَرَ حُصِّلَا). [الدرة المضية: 27]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: والرفع آزر حصلا أي قرأ مرموز (حا) حصلا وهو يعقوب برفع راء {آزر} [74] على النداء، واللآخرين النصب عطف بيان أو بدل علم من الوفاق). [شرح الدرة المضيئة: 126]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: آزَرَ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِرَفْعِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِنَصْبِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/259]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب {آزر} [74] بالرفع، والباقون بالنصب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 510]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (605- .... وآزر ارفعوا ظلماً .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 73]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ثقلا وآزر ارفعوا (ظ) لما وخف = نون تحتاجّوني (مدا) (م) ن (ل) ي اختلف
يعني «لأبيه آزر» برفع الزاي يعقوب والباقون بالنصب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 225]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل (ننسى) فقال:
ص:
ثقلا وآزر ارفعوا (ظ) لما وخفّ = نون تحاجّون (مدا) (م) ن (لى) اختلف
ش: أي: قرأ ذو ظاء (ظلما) يعقوب آزر [الأنعام: 74] بالرفع على النداء، والباقون بالنصب عطف بيان أو بدل.
وقرأ مدلول (مدا) المدنيان وميم (من) ابن ذكوان أتحاجّوني في الله [الأنعام: 80] بنون واحدة.
واختلف عن ذي لام (لي) هشام:
فروى ابن عبدان عن الحلواني، عن أصحابه من جميع طرقه إلا المفسر عن زيد عنه، كلهم عن هشام بالتخفيف [كذلك].
وبذلك قرأ الداني على أبي الفتح عن قراءته على أبي أحمد، وبه قرأ أيضا على أبي الحسن عن قراءته على أصحابه عن الحسن بن العباس عن الحلواني، وبذلك قطع المغاربة.
وروى الأزرق والجمال عن الحلواني، والمفسر وحده عن الداجوني عن أصحابه تشديد النون، وبذلك قطع العراقيون قاطبة للحلواني.
وبذلك قرأ الداني على الفارسي عن قراءته على أبي طاهر عن أصحابه من الطريق المذكورة.
تتمة: تقدم إمالة رأى [الأنعام: 76، 77، 78].
وأصل أتحجّونّي [الأنعام: 80] ونظائره من أتمدونّي [النمل: 36]، وأ تعدانّي [الأحقاف: 17] ومكّنّي [الكهف: 95] وتأمرونّي [الزمر: 64]- نونان: نون الرفع، ونون الوقاية، ولم يقرأ بها من طرق الكتاب.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/305]
وجه الحذف: التخفيف؛ مبالغة في كراهية التضعيف، [وهي لغة غطفان، والحذاق] على أن المحذوف الثانية.
ووجه التشديد: إدغام [أحد] المثلين، وهو الكثير والمختار). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/306] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قلت: يعقوب (لأبيه آزر) بالرّفع والباقون بالنّصب، والله الموفق). [تحبير التيسير: 357]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "آزر" [الآية: 74] فيعقوب بضم الراء على أنه منادى ويؤيده ما في مصحف أبي: يا آزر، بإثبات حرف النداء وافقه الحسن، والباقون بفتحها نيابة عن الكسرة للعلمية أو الوصفية والعجمة، وهو بدل من أبيه أو عطف بيان له إن كان لقبا ونعت لأبيه، أو حال إن كان وصفا بمعنى المعوج أو المخطئ أو الشيخ الهرم، وقيل اسم صنم فنصبه بفعل تقديره أتعبد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/17]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة من "إني أراك" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/18]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "أراك" أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/18]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ءازر} [74] ورش فيه على أصله من المد والتوسط والقصر). [غيث النفع: 577]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إني أراك} فتح ياء {إني} الحرميان والبصري، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 577]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آَزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آَلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (74)}
{آَزَرَ أَتَتَّخِذُ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة وعاصم والكسائي والأعمش (آزر أتتخذ) بفتح الراء على أنه بدل من (أبيه)، أو عطف بيان،
[معجم القراءات: 2/461]
أو هو منصوب بفعل محذوف تقديره: أتعبد آزر، والفعل: أتتخذ، على الاستفهام.
- وقرأ أبي وابن عباس والحسن ومجاهد واللؤلؤي عن أبي عمرو ويعقوب والضحاك وأبو يزيد المدني وسليمان التميمي وإبراهيم النخعي وابن وثاب (آزر أتتخذ) بضم الراء على النداء: يا آزر..، وهو عند الفراء وجه حسن.
- وقرأ أبي بن كعب (يا آزر اتخذت أصنامًا)، بالتصريح بحرف النداء، والفعل: اتخذت: ماضٍ، وذكر أبو حيان أنه في مصحف أبي كذلك (يا آزر..) وهو هذا على خطا ابن عطية، وهو كذلك عند صاحب الإتحاف.
- وقرأ ابن عباس في رواية (أأزرًا تتخذ) بهمزة الاستفهام وفتح الهمزة بعدها وسكون الزاي ونصب الراء، وحذف همزة الاستفهام من الفعل بعده.
[معجم القراءات: 2/462]
قال ابن عطية: (المعنى: أعضدًا وقوةً ومظاهرة على الله تتخذ...).
- وقرأ ابن عباس وأبو إسماعيل الشامي، وهي رواية أبي حاتم، أ إزرًا تتخذ) بكسر الهمزة بعد همزة الاستفهام، وهو اسم صنم، وذهب ابن عطية إلى أن الهمزة مبدلة من واو كأنه قال: أوزرًا...
- وقرأ الأعمش (إزرًا تتخذ) بكسر الهمزة وسكون الزاي ونصب الراء، والفعل مجرد من الاستفهام.
- وقرأ حسين عن أبي عمرو (أزر) بقصر الهمزة وفتح الراء.
{أَتَتَّخِذُ}
ومما سبق يتبين في الفعل القراءات الآتية:
1- أتتخذ، بالاستفهام، قراءة الجماعة.
2- تتخذ، بحذف همزة الاستفهام، وهي قراءة الأعمش وابن عباس وإسماعيل الشامي.
3- اتخذت، بصورة الماضي، وهي قراءة أبي بن كعب.
{إِنِّي أَرَاكَ}
- فتح الياء أبو عمرو وابن كثير ونافع وأبو جعفر واليزيدي والحسن وابن محيصن (إني أراك).
- وبقية القراء على إسكان الياء.
[معجم القراءات: 2/463]
{أَرَاكَ}
- أماله حمزة والكسائي وأبو عمرو وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري واليزيدي والأعمش.
- والأزرق وورش بالتقليل.
- وبقية القراء على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 2/464]

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَكَذَلِكَ نُرِي) بالتاء القورسي، والإنطاكي، والشيزري، وقُتَيْبَة عن أبي جعفر غير أن القورسي رفع بالتاء من (مَلَكُوتَ)، الباقون بالنون ونصب التاء وهو الاختيار للعظمة، ولأن اللَّه أراه). [الكامل في القراءات العشر: 542]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75)}
{نُرِي}
- قراءة الجماعة: (نري إبراهيم ملكوت..) بنون العظمة.
- وقرئ (تري إبراهيم ملكوت) بالتاء في الفعل ورفع (الملكوت)، ومعناه تبصره دلائل الربوبية، فأسند الفعل إلى (الملكوت) مؤولًا بمؤنث، فلذلك أنت فعله.
وما جاء عند الزمخشري وأبي حيان والبيضاوي نص مطلق في الفعل أنه بالتاء، غير أنه ليس مقيدًا بحركة.
- وقرئ (يرى إبراهيم) الفعل بالياء وإبراهيم: بالرفع على أنه فاعل.
{إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ}
- أدغم الميم في الميم أبو عمرو ويعقوب.
{مَلَكُوتَ}
- قراءة الجماعة (ملكوت) بفتح اللام.
- وقرأ أبو السمال العدوي (ملكوت) بسكون اللام، وهي لغة بمعنى الملك.
[معجم القراءات: 2/464]
- وقرأ عكرمة (ملكوث) بالثاء المثلثة، وقال: ملكوثا، باليونانية أو القبطية.
وقال النخعي: (هي ملكوثا، بالعبرية) ). [معجم القراءات: 2/465]

قوله تعالى: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (23 - وَاخْتلفُوا في فتح الرَّاء والهمزة وفي كسرهما من قَوْله {رأى كوكبا} 76 ونظائره
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم في رِوَايَة حَفْص (رءا) بِفَتْح الرَّاء والهمزة
وَقَرَأَ نَافِع بَين الْفَتْح وَالْكَسْر
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو (رءا) بِفَتْح الرَّاء وَكسر الْهمزَة
وروى القطعي عَن عبيد بن عقيل عَن أَبي عَمْرو (رءا) بِكَسْر الرَّاء والهمزة جَمِيعًا
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي (رءا) بِكَسْر الرَّاء والهمزة
وَاخْتلفُوا فِيهَا إِذا لقيها سَاكن فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو والكسائي وَابْن عَامر (رءا الْقَمَر) الْأَنْعَام 77 و(رءا الشَّمْس) الْأَنْعَام 78 (وَإِذا رأى الَّذين ظلمُوا) النَّحْل 85 و(رءا الَّذين أشركوا) النَّحْل 86 و(رءا المجرمون) الْكَهْف 53 وَمَا كَانَ مثله بِفَتْح الرَّاء والهمزة
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَحَمْزَة (رءا الْقَمَر) و(رءا الشَّمْس) بِكَسْر الرَّاء وَفتح الْهمزَة في كل الْقُرْآن
وَذكر خلف عَن يحيى بن آدم عَن أبي بكر عَن عَاصِم (رءا الْقَمَر) و(رءا الشَّمْس) بِكَسْر الرَّاء والهمزة مَعًا
وَكَانَ حَفْص يرْوى عَن عَاصِم بِفَتْح الرَّاء والهمزة في (رءا) في كل الْقُرْآن). [السبعة في القراءات: 260 - 261]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (رأى) بكسر الألف، أبو عمرو، والبخاري، لورش، بكسرهما، كوفي-غير عاصم- إلا يحيى،
[الغاية في القراءات العشر: 243]
ابن ذكوان كمثل إلا أن يتصل بكاف أو هاء فإذا لقيه ساكن بكسر الراء وفتح الهمزة، حمزة، ويحيى، وخلف، ونصير). [الغاية في القراءات العشر: 244]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (رءا كوكبًا) [76]، وبابه: بفتح الراء، وكسر الهمزة أبو عمرو غير أبي زيد، وحمصي، والخنيسي. بضده الخزاز، بكسرتين دمشقي إلا الحلواني، وهما إلا ابن أبي نصر طريق الشذائي، وخلف، والمفضل وأبو بكر غير حماد والأعشى والبرجمي، وورش طريق ابن الصلت والطائي، والبلخي عن يونس، وابن برزة عن اليزيدي، وافق الأخفش طريق ابن الخليل، وحماد، وشعيب إلا نفطويه في الأنعام.
بين اللفظين: ابن عتبة، وأبو نشيط طريق ابن الصلت، والأزرق طريق أبي عدي). [المنتهى: 2/680]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وقد ذكرنا (رأي كوكبًا) ونحوه في باب الإمالة أن ابن ذكوان وأبا بكر وحمزة والكسائي يميلون الراء والهمزة، وأن أبا عمرو يميل الهمزة ويفتح الراء، وورش يقرأ بين اللفظين في الراء والهمزة، والباقون بالفتح فيهما، وجملته ستة عشر موضعًا، وقد ذكرنا (رأى القمر) ونحوه أن أبا بكر وحمزة يميلان الراء ويفتحان الهمزة، والباقون بالفتح فيهما، وجملته ستة مواضع؛ ولم يختلف في (رأوه ورأته) ونحوه مما الساكن معه في كلمة أنه مفتوح إلا ما ذكر عن نصير من الإمالة، ولم أقرأ به). [التبصرة: 205]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي، وأبو بكر، وابن ذكوان: {رءا كوكبا} (76)، و: {رءا أيديهم} (هود: 70)، و: {رءاه} (النمل: 40)، و: {فرءاه} (فاطر: 8)، وشبهه من لفظه، إذا لم يأت بعد الياء ساكن منفصل: بإمالة فتحة الراء والهمزة جميعًا.
واستثنى النقاش عن الأخفش ما اتصل من ذلك بمكني، نحو: {رآك} (الأنبياء: 36)، و: {رءاها} (النمل: 10)، و: {رءاه}، و: {فرءاه}: بفتح الراء والهمزة فيه.
وبذلك قرأت على الفارسي، عنه. وكذا أقرأنيه أيضًا أبو الفتح، عن قراءته على عبد الباقي، عن أصحابه، عنه، عن الأخفش.
وورش: يميل الراء والهمزة بين اللفظين في الجميع.
وأبو عمرو: بإمالة الهمزة فقط.
وقد روي عن أبي شعيب مثل حمزة.
والباقون: بفتحهما معًا). [التيسير في القراءات السبع: 277]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (حمزة والكسائيّ وخلف وأبو بكر وابن ذكوان: (رأى كوكبا ورأى أيديهم ورآه [وفرآه] وشبهه من لفظه إذا لم يأت بعد الياء ساكن منفصل بإمالة فتحة الرّاء والهمزة جميعًا، واستثنى النقاش عن الأخفش ما اتّصل من ذلك بمكني نحو: (رآك ورآها) ورآه (وفرآه) ففتح الرّاء والهمزة فيه وبذلك قرأت على الفارسي عنه وبذلك أقرانيه أيضا أبو الفتح عن قراءته على عبد الباقي عن أصحابه عنه عن الأخفش [وقرأ ورش] الرّاء
[تحبير التيسير: 357]
والهمزة بين اللّفظين في الجميع، وأبو عمرو بإمالة الهمزة فقط، وقد روي عن أبي شعيب مثل حمزة [يعني من طريق أبي بكر القرشي]. عنه وليست من هذا الكتاب والباقون بفتحهما جميعًا). [تحبير التيسير: 358]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (646 - وَحَرْفَيْ رَأَى كُلاًّ أَمِلْ مُزْنَ صُحْبَةٍ = وَفِي هَمْزِهِ حُسْنٌ وَفِي الرَّاءِ يُجْتَلاَ
647 - بِخُلْفٍ وَخُلْفٌ فِيهِماَ مَعَ مُضْمِرٍ = مُصِيبٌ وَعَنْ عُثْمَانَ في الْكُلِّ قَلِّلاَ
[الشاطبية: 51]
648 - وَقَبلَ السُّكُونِ الرَّا أَمِلْ فِي صَفاَ يَدٍ = بِخُلْفٍ وَقُلْ فِي الْهَمْزِ خُلْفٌ يَقِي صِلاَ
649 - وَقِفْ فِيهِ كَالأُولَى وَنَحْوُ رَأَتْ رَأَوْا = رَأَيْتُ بِفَتْحِ الْكُلِّ وَقْفاً وَمَوْصِلاَ). [الشاطبية: 52] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([646] وحرفي رأى كلا أمل (مـ)زن (صحبةٍ) = وفي همزه (حـ)سن وفي الراء (يـ)جتلا
[647] بخلفٍ وخلفٌ فيهما مع مضمرٍ = (مـ)صيبٌ وعن (عثمان) في الكل قللا
المزن: جمع مزنة، وهي السحابة البيضاء والمطرة.
وأراد هاهنا المطر؛ كما قال الشاعر:
ألم تر أن الله أنزل مزنةً = وغفر الظباء في الكناس تقمع
ونصبه على المدح.
[فتح الوصيد: 2/885]
والعلم يشبه بالغيث، لأن الأرض والقلوب بهما يحييان؛ فكأنه قال: عِلمُ صحبةٍ؛ لأنهم أمالوا فتحة الهمزة نحو الكسرة، لتصح إمالة الألف التي بعدها، وهي منقلبة عن ياءً، فأميلت تنبيهًا على الأصل؛ ثم أمالوا فتحة الراء لإمالة الهمزة بعدها، ليكون عمل اللسان واحدًا.
(وفي همزه حسن)، أي والإمالة في همزه حسن، لأن الهمزة تلي الألف، فلا بد من إمالتها لإمالة الألف، وليست الراء كذلك.
(وفي الراء يجتلی)، أي يكشف.
(بخلفٍ)، وذلك أن أبا عمرو قال: «قرأت على فارس بن أحمد بإمالة الراء والهمزة لأبي شعيب السوسي؛ وقال لي: كان أبو عمران موسی بن جریر يختار فتح الراء وإمالة الهمزة، وتابعه على ذلك جماعة من الرقيين».
قال: «وبذلك قرأت في روايته على غيره»؛ ذكر هذا في الموضح.
وقال في التنبيه: «وقرأت على أبي الفتح عن قرأته في رواية أبي شعيب السوسي بإمالة فتحة الراء والهمزة جميعًا.
قال لي أبو الفتح: وإنما اختار فتح الراء، أبو عمران موسی بن جریر؛ خالف في ذلك أبا شعيب، وتابعه على ذلك جماعة من الرقيين، وتابع أبا شعيب على إمالة الراء والهمزة عن اليزيدي، محمد بن سعدان وأحمد بن جبير».
[فتح الوصيد: 2/886]
وكذلك روى محمد بن يحيى عن عبيد بن عقيل عن أبي عمرو.
وإنما قال: (يجتلی)، لأنه لم يوضح ذلك في التيسير، لأنه قال فيه: «وأبو عمرو بإمالة الهمزة فقط. وقد روي عن أبي شعيب مثل حمزة».
(وخلفٌ فيهما مع مضمر مصيب): قال أبو عمرو: «وقرأت له من رواية ابن الأخرم عن الأخفش عنه بإمالة الراء والهمزة مطلقًا.
وقرأت على الفارسي عن النقاش عن الأخفش عنه بإمالة الراء والهمزة إذا لم يتصل بالفعل ضميرٌ. فإذا اتصل به نحو: {فرءاه } و (رءاك) و(رءاها)، أخلص فتحهما».
وكذلك قرأ على أبي الفتح عن قرأته بالإمالة مع الاسم الظاهر لا غير، وهو خمسة مواضع: في الأنعام وهود وموضعان في يوسف، وفي طه موضع.
قال: «وقال لي أبو الفتح: وروى الشاميون عنه الإمالة في الذي في الأنعام خاصة».
[فتح الوصيد: 2/887]
وحجة الفتح مع المضمر، أن الألف الممالة قد توسطت، والإمالة تغيير، والتغيير للطرف. هذا مع الجمع بين اللغتين والتقيد بالنقل.
(وعن عثمان في الكل قللا)، قال أبو عمرو: «و أمال نافع في رواية ورش من غير طريق الإصبهاني الراء والهمزة بين اللفظين في جميع القرآن».
وقد سبقت العلة في إمالة بين اللفظين.
[648] وقبل السكون الرا أمل (فـ)ي (صـ)فا (يـ)د = بخلفٍ وقل في الهمز خلفٌ (يـ)قي (صـ)لا
يريد: إذا استقبله لام التعريف نحو: {رءا القمر} و{رءا الشمس} و {رءا المجرمون} و{رءا المؤمنون}.
وقوله: (بخلفٍ)، عائد إلى أقرب مذكور وهو السوسي.
[فتح الوصيد: 2/888]
قال أبو عمرو: «وقرأت على أبي الفتح في رواية أبي شعيب عن اليزيدي عنه بإمالة الراء والهمزة».
ولم يذكر في التنبيه والموضح والتيسير عن أبي شعيب غير ما هذا معناه.
وقال في غيرها مثل هذا، وقال عقيب ذلك: «قال لي فارس: كذلك روت الجماعة عن أبي شعيب. وإنما اختار الفتح في ذلك موسی بن جریر النحوي من نفسه».
قال أبو عمرو: «يعتي في ما بعد الياء منه ساكن. قال أبو الفتح: وقد
كان يعني موسى يختار في قراءة أبي عمرو أشياء من جهة العربية».
قال: «وقرأت جميع ذلك على أبي الحسن عن قرأته بالفتح، إلا نحو: {رءا كوكبا}، فإني قرأته عليه بفتح الراء وإمالة الهمزة كما تقدم».
فحاصل ذلك، أن أبا عمرو قرأ ما لقيته ساكن على أبي الفتح، بإمالة الهمزة والراء، وعلى أبي الحسن بفتحهما.
وأما الخلاف عن أبي بكر، فرواه خلف عن یحيی بن آدم عن أبي بكر بإمالة الراء والهمزة في هذا الضرب.
ورواية شعيب بن أيوب الصريفيني وغيره عن يحيى بن آدم عن أبي بكر بإمالة الراء وفتح الهمزة.
[فتح الوصيد: 2/889]
وكذلك روى البرجمي والكسائي والعليمي عن أبي بكر.
وقوله: (في صفا يدٍ)، أي في صفاء نعمة، لأن العلم نعمةٌ؛ بل هو أجل النعم، فكأنه يقول: أمل في صفاء علمٍ. واليد تستعمل بمعنى النعمة؛ وذلك أن الإمالة في الراء، دليلٌ على أن الأصل كان كذلك قبل لقاء الساكن.
ومن فتح، فلأن الإمالة كانت لإمالة الألف وقد سقطت.
وكذلك القول في فتح الهمزة وإمالتها.
وقوله: (يقي صلا)، أي حر النار؛ لأن معرفة العلم والإحاطة بما ينفع المؤمنين وحفظه عليهم منجٍ من النار إن شاء الله.
[649] وقف فيه كالأولى ونحو رأت رأوا = رأيت بفتح الكل وقفًا وموصلا
أي وقف فيه كالكلمة الأولى، وهي: {رءا كوكبًا}، لأن بالوقف قد زال الساكن الذي منع الإمالة، فإذا وقفت عليه، أملت لأصحابها، فإن لقي هذا الفعل ساكن غير منفصل نحو: {رأيتهم من مكان بعيد}، و{فلما
[فتح الوصيد: 2/890]
رأته}، و{فلما رأوه}، و{إذا رأوهم}، و{إذا رأوك}، و{إذا رأيت}، و{إذا رأيتهم}، و{فلما رأينه}، فالفتح؛ وهو قوله: (بفتح الكل)، أي: بفتح القراء كلهم وقفًا ووصلًا، لأن الساكن لا ينفصل منه في وقفٍ ولا وصلٍ؛ وذلك أن الراء أميلت حيث أميلت، لإمالة الهمزة، والهمزة الإمالة الألفي، والألف معدومة، لأن الساكن أذهبها). [فتح الوصيد: 2/891] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [646] وحرفي رأى كلا أمل مزن صحبةٍ = وفي همزه حسنٌ وفي الراء يجتلى
[647] بخلفٍ وخلفٌ فيهما مع مضمر = مصيبٌ وعن عثمان في الكل قللا
ب: (المصيب): ذو الصواب، (التقليل): الإمالة بين بين،
[كنز المعاني: 2/200]
(عثمان): هو ورش.
ح: (حرفي): مفعول (أمل)، (رأى): مضاف إليه، (كلا): حال عن (رأى) بمعنى: جميعًا، لا تأكيد لـ (حرفي)، وإلا لكان (كلا)، ولا لـ (رأى)، وإلا لكان مجرورًا، (مزن): حال أخرى، (في همزه حسنٌ): خبر ومبتدأ، (في الراء): ظرف (يجتلى)، (بخلفٍ): حال عن السوسي (خلفٌ): مبتدأ، (فيهما): صفة، (مصيبٌ): خبر، (عن عثمان): متعلق بـ (قللا)، (في الكل): ظرفه، وضمير التثنية: للحرفين.
ص: أي: قرأ ابن ذكوان وحمزة والكسائي وأبو بكر حرفي: (رءا) أي: الراء والهمزة في كل القرآن بإمالتهما، وأمال في همز: (رءا) فقط أبو عمرو، وفي الراء أيضًا السوسي، لكن ... بخلاف، إذ ينقل الفتح عنه أيضًا.
[كنز المعاني: 2/201]
ولابن ذكوان خلاف في إمالة حرفي: (رءا) إذا لقيا مضمرًا، نحو: {رءاك} و {رءاه}: فروى الحافظ أبو عمرو عنه الإمالة، والنقاش عن الأخفش عنه الفتح؛ لأن الألف بعدت عن الطرف باتصال الضمير بها.
وأميل عن ورش الراء والهمزة بين بين في كل ذلك على أصله.
وهذا كله إذا كان بعد: (رءا) متحرك، أما إذا كان بعده ساكن، فبيانه قوله:
[648] وقبل السكون الرا أمل في صفا يدٍ = بخلفٍ وقل في الهمز خلف يقي صلا
ب: (اليد): النعمة، (صلا النار) بالفتح والقصر، أو الكسر والمد:
[كنز المعاني: 2/202]
حرها.
ح: (قبل): ظرف (أمل)، (الرا): مفعول (أمل) قصرت ضرورة، (في صفا): متعلق بـ (أمل)، (يدٍ): مضاف إليه، (بخلفٍ): صفته، (خلفٌ): مبتدأ، (يقي): صفته، (صلا): مفعول (يقي)، (في الهمز) خبر المبتدأ، والجملة: مقول القول.
ص: أي: إذا وقع: (رءا) قبل ساكن بأن وقع قبل لام الوصل، نحو: (رءا القمر بازغًا) [77]، (ورءا المجرمون النار) [الكهف: 53]، فأمل الراء عن حمزة وأبي بكر والسوسي بخلافٍ عنه-، وقل: خلاف في الهمز عن السوسي وأبي بكر.
[كنز المعاني: 2/203]
والحاصل: أن حمزة يميل الراء وحدها بلا خلاف، وأبا بكر يميلها بلا خلاف، والهمزة بخلاف، والسوسي يميلهما بخلاف.
أما إمالة الراء: فلأن الألف كأنه موجود، والفتح: لأن الإمالة كانت لإمالة الألف، وقد سقطت، وكذلك الوجه في إمالة الهمزة وفتحها.
وإنما قال: (خلفٌ يقي صلا)، لأن نقل العلم لنفع الخلق يحفظ صاحبه من عذاب النار.
[649] وقف فيه كالأولى ونحو رأت رأوا = رأيت بفتح الكل وقفا وموصلا
ب: (الوصل): مصدر بمعنى الوصل.
ح: ضمير (فيه): للضرب الملاقي ساكنًا، (الأولى): صفة الكلمة، والجار والمجرور: منصوب المحل على الحال، و (نحو): مبتدأ، (رأت)، (رأوا)، (رأيت): بدل منه، (بفتح) خبر، (وقفًا وموصلا): حالان، أي: واقفًا وواصلًا.
[كنز المعاني: 2/204]
ص: أي: قف في: {رأى} التي قبل الساكن، نحو: (رءا القمر بازغًا) [77] كالكلمة الأولى وهي: (رءا كوكبًا) [76] وبابها، فتميل الحرفين لابن ذكوان وحمزة والكسائي وأبو بكر، وتميل الهمزة وحدها لأبي عمرو، وخلف السوسي في الراء باقٍ على أصله.
ونحو: {رأتهم من مكان بعيدٍ} [الفرقان: 12]، {رأته حسبته لجةً} [النمل: 44]، {رأوا بأسنا} [غافر: 84]، {وإذا رأوهم} [المطففين: 32]، {رأيت الذين يخوضون} [68]، {ورأيتهم} [المنافقون: 4] مما لقي هذا الفعل ساكن غير منفصل: ففتح كل القراء مجمعٌ عليه في حالتي الوقف والوصل، لأن الألف معدوم مطلقًا للزوم الساكن، فيتعين الفتح). [كنز المعاني: 2/205] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (646- وَحَرْفَيْ رَأَى كُلًّا أَمِلْ "مُـ"ـزْنَ صُحْبَةٍ،.. وَفِي هَمْزِهِ "حُـ"ـسْنٌ وَفِي الرَّاءِ "يُـ"ـجْتَلا
كلا بمعنى جميعا فهو حال من رأى؛ أي: حيث أتى رأى، فأمال حرفيه؛ أي: أمل حرفي رأى جميعا، وليس كلا تأكيدا لـ "حرفي"؛ لأن تأكيد المثنى إنما يكون بلفظ كلا، ولو أراد ذلك لأتى بلفظ: معا، واتزن النظم به، ولا هو تأكيد لرأي وإلا لكان مخفوضا كما قال: المخلصين الكل فلا يتجه أن يكون كلا هنا إلا بمنزلة جميعا في نحو قوله: عليهم إليهم حمزة ولديهم جميعا، فيكون منصوبا على الحال من رأى، ورأى هنا معرفة؛ أي: وحرفي هذا اللفظ، فجاز نصب الحال عنه، وإن كان مضافا إليه؛ لأنه من باب رأيت وجه القوم جميعا، ومزن صحبة منصوب على الحال أيضا أو على المدح، وكني بالمزن وهو السحاب عن العلم، وعنى بالحرفين الراءَ والهمزةَ، وعلى التحقيق الهمزة غير ممالة وإنما الإمالة في الألف التي بعدها وإنما من ضرورة ذلك إضجاع فتحة الهمزة والعرب تستحسن إمالة الراء لا سيما إذا كان بعدها ألف ممالة ثم قال: وفي همزة حسن؛ أي: واقتصر على إمالة همز رأى أبو عمرو، وفي إمالة الراء خلاف عن السوسي ومزن صحبة أمالوهما معا والله أعلم.
647- بِخُلْفٍ وَخُلْفٌ فِيهِما مَعَ مُضْمِرٍ،.. "مُـ"ـصِيبٌ وَعَنْ عُثْمَانَ في الكُلِّ قَلِّلا
أي: وعن ابن ذكوان الخلف في إمالة الهمزة والراء معا إذا اتصلت الكلمة بالمضمر نحو: "وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى"، "رَآهَا تَهْتَزُّ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/123]
كأنها"فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ". وجه الخلاف بعد الألف عن الطرف باتصال الضمير بها، وعثمان هو: ورش أمال الحرفين حيث جاءت كلمة رأى بين بين نحو: {رَأى كَوْكَبًا}، {رَأى نَارًا}.
وقوله: بخلفٍ في أول البيت يعني: عن السوسي المرموز في البيت السابق ثم ابتدأ وخلف فيهما فقوله: فيهما خبر المبتدأ إن كان مصيب صفته وإلا فهو صفته إن كان مصيب الخبر، وفي قللا ضمير تثنية يرجع إلى حرفي رأى، والكل هنا هو كلا في البيت السابق.
648- وَقَبلَ السُّكُونِ الرَّا أَمِلْ "فِـ"ـي "صَـ"ـفا يَدٍ،.. بِخُلْفٍ وَقُلْ فِي الْهَمْزِ خُلْفٌ "يَـ"ـقِي "صِـ"ـلا
يعني: إذا وقع "رأى" قبل ساكن نحو: "رَأى الْقَمَرَ"، "رَأى الشَّمْسَ"، "وَرَأى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ"، "وَإِذَا رَأى الَّذِينَ"، فقد تعذرت إمالة الألف؛ لسقوطها لأجل الساكن وإضجاع الهمز إنما كان لأجل إمالة الألف، فأمال هؤلاء الراء تقدير أن الألف كلها موجودة ممالة
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/124]
بخلف عن السوسي وحده وأما إمالة الهمزة ففيها الخلاف عن السوسي وعن أبي بكر؛ لأنه إذا قدم ذكر الخلف وأطلقه كان لجميع من يأتي بعده، وإن قدم ذكر القراء: اختص الخلف المطلق بالأخير منهم وإن قيد الخلف ظه أمره وخلف السوسي: أنه يميل الراء والهمزة معا ولا يميلهما معا، ومثله الخلف المذكور لهشام في باب الزوائد في إثبات ياء "كيدوني" في الإعراف وصلا ووقفا، أو لا يثبتها وصلا ووقفا، ووجه إمالة الهمزة اعتبار الأصل أيضا؛ فإن التقاء الساكنين عارض، ولينبه على أنه لو وقف على الكلمة لأمال، وقوله: في صفا يد؛ أي: في صفا نعمة، وقوله: يقي صلا يعني: العلم؛ لأن معرفة الخلف تستلزمه؛ أي: يقي صلاء النار إن شاء الله تعالى وصلاء النار حرها صح بالكسر والمد والفتح والقصر.
649- وَقِفْ فِيهِ كَالأُولَى وَنَحْوُ رَأَتْ رَأَوْا،.. رَأَيْتُ بِفَتْحِ الكُلِّ وَقْفًا وَمَوْصِلا
فيه: بمعنى عليه؛ أي: إذا وقفت على هذا الذي لقيه ساكن، فالحكم فيه كالحكم في الكلمة الأولى وهي: {رَأى كَوْكَبًا}، ونحوه فتميل الحرفين لحمزة والكسائي وأبي بكر وابن ذكوان، وتميل لأبي عمرو فتحة الهمزة وحدها، وأما السوسي فلا يختلف حكمه؛ فإن الخلف له في إمالة الراء في الكلمتين، وورش أمال الحرفين بين بين فهذه تفاصيل مذاهبهم في نحو:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/125]
{رَأى كَوْكَبًا} تطرد في نحو: {رَأى الْقَمَرَ}.
إذا وقفت على "رأى"؛ لأن الساكن قد زال، فرجعت الألف فأما إذا كان بعد الهمز ساكن لا ينفصل من الكلمة نحو: {فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً}، {رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} و{إِذَا رَأَوْكَ}، {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا}، و{إِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا}، {فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ}، {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ}، {إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ}،
فكل القراء يفتحون الراء والهمزة؛ لأن الألف التي بعد الهمزة هنا معدومة لا ترجع أبدا وكسر فتحة الهمزة إنما كان لأجل إمالة الألف، وكذلك الذين أمالوا الراء إنما فعلوا ذلك؛ لأنهم كانوا يميلونها لإمالة الألف أو مع كونها في حكم الموجودة في نحو: "أي القمر"، فأما في موضع سقطت فيه الألف وليست في حكم الموجودة؛ فإنهم فتحوا على الأصل في الوقف والوصل، وقوله: بفتح الكل؛ أي: مقروء بفتح القراء كلهم واقفين وواصلين). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/126] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (646 - وحرفي رأى كلّا أمل مزن صحبة = وفي همزة حسن وفي الرّاء يجتلا
647 - بخلف وخلف فيهما مع مضمر = مصيب وعن عثمان في الكلّ قلّلا
648 - وقبل السّكون الرّا أمل في صفا يد = بخلف وقل في الهمز خلف يقي صلا
649 - وقف فيه كالأولى ونحو رأت رأوا = رأيت بفتح الكلّ وقفا وموصلا
الفعل الماضي (رأى) من حيث الحرف الذي بعده قسمان، القسم الأول: أن يكون الحرف الذي بعده متحركا، القسم الثاني: أن يكون الحرف الذي بعده ساكنا وقد
[الوافي في شرح الشاطبية: 259]
ذكر في البيتين الأول والثاني حكم القسم الأول، وفي الثالث والرابع حكم القسم الثاني، فأفاد في البيتين الأولين أن ابن ذكوان وشعبة وحمزة والكسائي يقرءون بإمالة الحرفين الأولين من هذا الفعل وهما الراء والهمزة نحو: رَأى كَوْكَباً، رَأى قَمِيصَهُ رَأى ناراً، وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا، رَآها تَهْتَزُّ*، فَرَآهُ حَسَناً. فلا فرق في الحرف المتحرك بين أن يكون ضميرا أو غير ضمير.
وقوله: (وفي همزة حسن) معناه: أن أبا عمرو يقرأ بإمالة الهمزة فقط دون الراء. وقوله: (وفي الراء يجتلى بخلف) معناه: أنه اختلف عن السوسي في إمالة الراء، فروي عنه فيها الفتح والإمالة، ولكن المحققين على أن إمالة الراء للسوسي لم تصح من طريق الناظم وأصله فيجب الاقتصار له على إمالة الهمزة كالدوري عن أبي عمرو. وقوله: (وخلف فيهما مع مضمر مصيب) أفاد أن ابن ذكوان اختلف عنه في إمالة الراء والهمزة إذا كان الحرف الذي بعد الفعل ضميرا فروى عنه إمالتهما وروى عنه فتحهما. فقول الناظم: (وخلف فيهما إلخ) في قوة الاستثناء بالنسبة لابن ذكوان فكأنه قال: يميل ابن ذكوان وشعبة وحمزة والكسائي الراء والهمزة من الفعل رأى مطلقا في حال الوقف والوصل في جميع القرآن الكريم إذا كان الحرف الذي بعد الفعل متحركا سواء كان ضميرا أم غير ضمير إلا أنه اختلف عن ابن ذكوان في إمالة الراء والهمزة إذا كان الحرف الذي بعد الفعل ضميرا، فروي عنه في الراء والهمزة وجهان: إمالتهما معا، وفتحهما معا، ومفهوم هذا: أنه إذا لم يكن الحرف الذي بعد الفعل ضميرا فلا خلاف عن ابن ذكوان في إمالة الراء والهمزة. وقوله: (وعن عثمان في الكل قللا) معناه: أنه روى عن ورش تقليل الراء والهمزة في كل المواضع، سواء كان الحرف الذي بعد الفعل ضميرا أم غير ضمير. ثم بيّن حكم القسم الثاني فقال: (وقبل السكون الرا أمل إلخ) يعني: إذا وقع هذا الفعل (رأى) قبل حرف ساكن فأمل الراء في حال الوصل لحمزة، وشعبة، والسوسي بخلف عنه. وقوله: (وقل في الهمز خلف يقي صلا) معناه: أنه اختلف عن السوسي وشعبة في إمالة الهمزة حال الوصل، فروي عن كل منهما فتحها وإمالتها، ويؤخذ من هذا كله: أن حمزة يميل الراء فقط حال الوصل قولا واحدا وليس له إمالة في الهمزة، وشعبة يميل الراء وله في الهمزة الفتح والإمالة. والسوسي له الخلف في الراء والهمزة جميعا، فله في الراء الفتح والإمالة، وله في الهمز
[الوافي في شرح الشاطبية: 260]
الفتح والإمالة.
هذا ما يؤخذ من النظم صراحة، ولكن الذي عليه المحققون من أهل الأداء، ولا يصح الأخذ بخلافه أن السوسي ليس له إمالة في هذا القسم لا في الراء ولا في الهمز، وأن شعبة ليس له إمالة إلا في الراء كحمزة ولا إمالة له في الهمز.
والخلاصة: أن هذا القسم يميل الراء فيه شعبة وحمزة ولا يميل أحد فيه همزه.
وقد وقع هذا الفعل قبل الساكن في ستة مواضع: رَأَى الْقَمَرَ، رَأَى الشَّمْسَ هنا، رَأَى الَّذِينَ* في النحل في موضعين: وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ في الكهف، وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ في سورتها. وقوله: (وقف فيه كالأولى) (فيه) بمعني: عليه، والمراد من (الأولى) الكلمة الأولى وهي رَأى كَوْكَباً يعني: إذا وقفت على (رأى) الواقع قبل ساكن كان حكمه حكم الواقع قبل متحرك فيميل الراء والهمزة فيه ابن ذكوان وشعبة وحمزة والكسائي، ويميل الهمزة فقط أبو عمرو، ويقللهما ورش. وقوله: (ونحو رأت رأوا رأيت بفتح الكل وقفا وموصلا) معناه: إذا كان الساكن الذي بعد فعل رأى لازما له لا ينفك عنه؛ فقد اتفق القراء على فتح الراء والهمزة ولا إمالة فيه لأحد مطلقا لا وقفا ولا وصلا نحو: فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ، وَإِذا رَأَوْكَ، وَإِذا رَأَوْهُمْ، فَلَمَّا رَآهُ، وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ، فَلَمَّا رَأَيْنَهُ، إِذا رَأَتْهُمْ). [الوافي في شرح الشاطبية: 261] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ رَأَى كَوْكَبًا، وَرَأَى الْقَمَرَ، وَرَأَى الشَّمْسَ مِنْ بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/259] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({رءا كوكبًا} [76]، و{رءا القمر} [77]، و{رءا الشمس} [78] ذكر في الإمالة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 510] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأما "رأى" [الآية: 76، 77، 78] الماضي ويكون بعده متحرك وساكن والأول يكون ظاهرا أو مضمرا، فالظاهر سبعة مواضع: رأى كوكبا هنا، وباقيها تقدم في باب الإمالة مفصلا، والمضمر تسعة نحو: رآك بالأنبياء، وذكرت ثمة، وأما الذي بعده ساكن، ففي ستة مواضع: رأى القمر رأى الشمس هنا، والباقي سبق ثمة، فالأزرق بالتقليل في الراء والهمزة معا في القسمين الأولين الظاهر والمضمر قبل متحرك، وأبو عمرو بفتح الراء وإمالة الهمزة في القسمين، وما ذكره الشاطبي رحمه الله تعالى من الخلاف عن السوسي في إمالة الراء، فتقدم عن النشر أنه ليس من طرقه فضلا عن طرق الشاطبية، ولذا تركه في الطيبة، وإن حكاه بقيل في آخر الباب، وقرأ ابن ذكوان بإمالتهما معا مع المظهر، وأما مع المضمر فأمالهما النقاش
[إتحاف فضلاء البشر: 2/18]
عن الأخفش عنه، وفتحهما ابن الأخرم عن الأخفش، وأمال الهمزة وفتح الراء الجمهور عن الصوري، واختلف عن هشام فالجمهور عن الحلواني بفتحهما معا في القسمين، فالأكثرون عن الداجوني بإمالتهما فيهما والوجهان صحيحان عن هشام كما تقدم، واختلف عن أبي بكر فيما عدا الأولى وهي "رَأى كَوْكَبًا" [الآية: 76] هنا فلا خلاف عنه في إمالة حرفيها معا أما الستة الباقية التي مع الظاهر فأمال الراء والهمزة معا يحيى بن آدم، وفتحهما العليمي، أما فتحها في السبعة وفتح الراء وإمالة الهمزة في السبعة فانفرادتان، لا يؤخذ بهما، ولذا لم يعرج عليهما في الطيبة، وأما التسعة مع المضمر ففتح الراء والهمزة معا فيها العليمي عنه، وأمالهما يحيى بن آدم وقرأ حمزة والكسائي وخلف بإمالة الراء والهمزة معا في الجميع، وافقهم الأعمش، والباقون بالفتح، وأما الذي بعده ساكن فأمال الراء وفتح الهمزة أبو بكر وحمزة وخلف، والباقون بالفتح وما حكاه الشاطبي رحمه الله تعالى من الخلاف في إمالة الهمزة عن أبي بكر وفي إمالة الراء والهمزة معا عن السوسي، تعقبه صاحب النشر بأن ذلك لم يصح عنهما من طرق الشاطبية، بل ولا من طرق النشر وإن حكاه بقيل آخر الباب من طيبته والله تعالى أعلم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/19] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76)}
{جَنَّ}
- قال الأخفش (قال بعضهم: أجن) رباعيًا، وهي بالألف عند الفراء أجود.
- وقراءة الجماعة (جن) ثلاثيًا.
{اللَّيْلُ رَأَى}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب اللام في الراء، بخلاف عنهما.
{رَأَى}
- قرأ ابن كثير وحفص عن عاصم وابن ذكوان من طريق جمهور العراقيين والأخفش، والجمهور عن الحلواني عن هشام والصقلي وغيره عن الداجوني عن هشام (رأى) بفتح الراء والهمزة، وهي عند ابن خالويه قراءة التفخيم.
- وقرأ أبو عمرو والدوري ونافع وزيد عن الداجوني، وابن ذكوان من رواية زيد عن الرملي عن الصوري، وكذا رواية الأكثرين عن هشام (رأى) بفتح الراء وكسر الهمزة.
[معجم القراءات: 2/465]
- وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وخلف ويحيى وعباس وهبيرة من طريق الخزاز وابن ذكوان وأبو عمرو من رواية القطعي عن عبيد بن عقيل عنه والأعمش والداجوني عن هشام (رأى) بكسر الراء والهمزة، وذلك من باب إتباع الراء الهمزة.
- وقرأ حمزة ويحيى عن أبي بكر ونصر عن الكسائي وخلف والسوسي بخلاف عنه (رأى) بكسر الراء وفتح الهمزة.
- وأمال الأزرق عن ورش، ونافع الراء والهمزة بين بين.
- ولورش في الهمزة المد والتوسط والقصر على أصله.
{قَالَ لَا أُحِبُّ}
- أدغم اللام في اللام أبو عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 2/466]

قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (رءا القمر) [77، 78]، وبابه: بكسر الراء، وفتح الهمزة حمزة إلا العبسي طريق الأبزاري، وأبو بكر إلا البرجمي والأعشى، والخزاز، والقواس طريق الحلواني، وخلف، ونصير، ونهشلي.
بكسرتين العبسي، ويحيى طريق خلف، وهي رواية الشذائي عن أبي عون، وأبي حمدون عن يحيى، قال: وبه قرأت على الداجوني عن ابن عامر). [المنتهى: 2/682]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، وأبو بكر: {رءا القمر} (77)، و: {رءا الشمس} (78)، وشبهه، إذا لقيت الياء ساكنًا منفصلاً: بإمالة فتحة الراء فقط.
والباقون: بفتحها.
فهذا في حال الوصل، فإن فصل من الساكن بالوقف كان الاختلاف في ذلك على نحو ما تقدم في: {رءا كوكبا}.
وقد روى خلف عن يحيى عن أبي بكر، وغير واحد عن أبي شعيب: بإمالة فتحة الراء والهمزة في ذلك كله كالأول أيضًا.
* قال أبو عمرو: وقد قرأت بذلك أيضًا في روايتيهما. وروى أبو حمدون، وأبو عبد الرحمن، عن اليزيدي: بإمالة فتحة الهمزة في ذلك، كالأول أيضًا. وكل ذلك صحيح معمول به). [التيسير في القراءات السبع: 278] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (حمزة وخلف وأبو بكر: (رأى القمر ورأى الشّمس) وشبهه إذا لقيت الياء ساكنا منفصلا بإمالة فتحة الرّاء فقط، والباقون بفتحها، وهذا في حال الوصل فإن فصل من السّاكن بالوقف كان الاختلاف في ذلك على نحو ما تقدم في (رأى كوكبا) وقد روى خلف عن يحيى عن أبي بكر وغير واحد عن أبي شعيب بإمالة فتحة الرّاء والهمزة في ذلك كالأول أيضا. قال أبو عمرو: وقد قرأت بذلك في روايتيهما يعني من غير طريق هذا الكتاب وروى أبو حمدون وأبو عبد الرّحمن عن اليزيدي بإمالة فتحة الهمزة في ذلك كالأول أيضا وكل صحيح معمول به). [تحبير التيسير: 358] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (646 - وَحَرْفَيْ رَأَى كُلاًّ أَمِلْ مُزْنَ صُحْبَةٍ = وَفِي هَمْزِهِ حُسْنٌ وَفِي الرَّاءِ يُجْتَلاَ
647 - بِخُلْفٍ وَخُلْفٌ فِيهِماَ مَعَ مُضْمِرٍ = مُصِيبٌ وَعَنْ عُثْمَانَ في الْكُلِّ قَلِّلاَ
[الشاطبية: 51]
648 - وَقَبلَ السُّكُونِ الرَّا أَمِلْ فِي صَفاَ يَدٍ = بِخُلْفٍ وَقُلْ فِي الْهَمْزِ خُلْفٌ يَقِي صِلاَ
649 - وَقِفْ فِيهِ كَالأُولَى وَنَحْوُ رَأَتْ رَأَوْا = رَأَيْتُ بِفَتْحِ الْكُلِّ وَقْفاً وَمَوْصِلاَ). [الشاطبية: 52] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([646] وحرفي رأى كلا أمل (مـ)زن (صحبةٍ) = وفي همزه (حـ)سن وفي الراء (يـ)جتلا
[647] بخلفٍ وخلفٌ فيهما مع مضمرٍ = (مـ)صيبٌ وعن (عثمان) في الكل قللا
المزن: جمع مزنة، وهي السحابة البيضاء والمطرة.
وأراد هاهنا المطر؛ كما قال الشاعر:
ألم تر أن الله أنزل مزنةً = وغفر الظباء في الكناس تقمع
ونصبه على المدح.
[فتح الوصيد: 2/885]
والعلم يشبه بالغيث، لأن الأرض والقلوب بهما يحييان؛ فكأنه قال: عِلمُ صحبةٍ؛ لأنهم أمالوا فتحة الهمزة نحو الكسرة، لتصح إمالة الألف التي بعدها، وهي منقلبة عن ياءً، فأميلت تنبيهًا على الأصل؛ ثم أمالوا فتحة الراء لإمالة الهمزة بعدها، ليكون عمل اللسان واحدًا.
(وفي همزه حسن)، أي والإمالة في همزه حسن، لأن الهمزة تلي الألف، فلا بد من إمالتها لإمالة الألف، وليست الراء كذلك.
(وفي الراء يجتلی)، أي يكشف.
(بخلفٍ)، وذلك أن أبا عمرو قال: «قرأت على فارس بن أحمد بإمالة الراء والهمزة لأبي شعيب السوسي؛ وقال لي: كان أبو عمران موسی بن جریر يختار فتح الراء وإمالة الهمزة، وتابعه على ذلك جماعة من الرقيين».
قال: «وبذلك قرأت في روايته على غيره»؛ ذكر هذا في الموضح.
وقال في التنبيه: «وقرأت على أبي الفتح عن قرأته في رواية أبي شعيب السوسي بإمالة فتحة الراء والهمزة جميعًا.
قال لي أبو الفتح: وإنما اختار فتح الراء، أبو عمران موسی بن جریر؛ خالف في ذلك أبا شعيب، وتابعه على ذلك جماعة من الرقيين، وتابع أبا شعيب على إمالة الراء والهمزة عن اليزيدي، محمد بن سعدان وأحمد بن جبير».
[فتح الوصيد: 2/886]
وكذلك روى محمد بن يحيى عن عبيد بن عقيل عن أبي عمرو.
وإنما قال: (يجتلی)، لأنه لم يوضح ذلك في التيسير، لأنه قال فيه: «وأبو عمرو بإمالة الهمزة فقط. وقد روي عن أبي شعيب مثل حمزة».
(وخلفٌ فيهما مع مضمر مصيب): قال أبو عمرو: «وقرأت له من رواية ابن الأخرم عن الأخفش عنه بإمالة الراء والهمزة مطلقًا.
وقرأت على الفارسي عن النقاش عن الأخفش عنه بإمالة الراء والهمزة إذا لم يتصل بالفعل ضميرٌ. فإذا اتصل به نحو: {فرءاه } و (رءاك) و(رءاها)، أخلص فتحهما».
وكذلك قرأ على أبي الفتح عن قرأته بالإمالة مع الاسم الظاهر لا غير، وهو خمسة مواضع: في الأنعام وهود وموضعان في يوسف، وفي طه موضع.
قال: «وقال لي أبو الفتح: وروى الشاميون عنه الإمالة في الذي في الأنعام خاصة».
[فتح الوصيد: 2/887]
وحجة الفتح مع المضمر، أن الألف الممالة قد توسطت، والإمالة تغيير، والتغيير للطرف. هذا مع الجمع بين اللغتين والتقيد بالنقل.
(وعن عثمان في الكل قللا)، قال أبو عمرو: «و أمال نافع في رواية ورش من غير طريق الإصبهاني الراء والهمزة بين اللفظين في جميع القرآن».
وقد سبقت العلة في إمالة بين اللفظين.
[648] وقبل السكون الرا أمل (فـ)ي (صـ)فا (يـ)د = بخلفٍ وقل في الهمز خلفٌ (يـ)قي (صـ)لا
يريد: إذا استقبله لام التعريف نحو: {رءا القمر} و{رءا الشمس} و {رءا المجرمون} و{رءا المؤمنون}.
وقوله: (بخلفٍ)، عائد إلى أقرب مذكور وهو السوسي.
[فتح الوصيد: 2/888]
قال أبو عمرو: «وقرأت على أبي الفتح في رواية أبي شعيب عن اليزيدي عنه بإمالة الراء والهمزة».
ولم يذكر في التنبيه والموضح والتيسير عن أبي شعيب غير ما هذا معناه.
وقال في غيرها مثل هذا، وقال عقيب ذلك: «قال لي فارس: كذلك روت الجماعة عن أبي شعيب. وإنما اختار الفتح في ذلك موسی بن جریر النحوي من نفسه».
قال أبو عمرو: «يعتي في ما بعد الياء منه ساكن. قال أبو الفتح: وقد
كان يعني موسى يختار في قراءة أبي عمرو أشياء من جهة العربية».
قال: «وقرأت جميع ذلك على أبي الحسن عن قرأته بالفتح، إلا نحو: {رءا كوكبا}، فإني قرأته عليه بفتح الراء وإمالة الهمزة كما تقدم».
فحاصل ذلك، أن أبا عمرو قرأ ما لقيته ساكن على أبي الفتح، بإمالة الهمزة والراء، وعلى أبي الحسن بفتحهما.
وأما الخلاف عن أبي بكر، فرواه خلف عن یحيی بن آدم عن أبي بكر بإمالة الراء والهمزة في هذا الضرب.
ورواية شعيب بن أيوب الصريفيني وغيره عن يحيى بن آدم عن أبي بكر بإمالة الراء وفتح الهمزة.
[فتح الوصيد: 2/889]
وكذلك روى البرجمي والكسائي والعليمي عن أبي بكر.
وقوله: (في صفا يدٍ)، أي في صفاء نعمة، لأن العلم نعمةٌ؛ بل هو أجل النعم، فكأنه يقول: أمل في صفاء علمٍ. واليد تستعمل بمعنى النعمة؛ وذلك أن الإمالة في الراء، دليلٌ على أن الأصل كان كذلك قبل لقاء الساكن.
ومن فتح، فلأن الإمالة كانت لإمالة الألف وقد سقطت.
وكذلك القول في فتح الهمزة وإمالتها.
وقوله: (يقي صلا)، أي حر النار؛ لأن معرفة العلم والإحاطة بما ينفع المؤمنين وحفظه عليهم منجٍ من النار إن شاء الله.
[649] وقف فيه كالأولى ونحو رأت رأوا = رأيت بفتح الكل وقفًا وموصلا
أي وقف فيه كالكلمة الأولى، وهي: {رءا كوكبًا}، لأن بالوقف قد زال الساكن الذي منع الإمالة، فإذا وقفت عليه، أملت لأصحابها، فإن لقي هذا الفعل ساكن غير منفصل نحو: {رأيتهم من مكان بعيد}، و{فلما
[فتح الوصيد: 2/890]
رأته}، و{فلما رأوه}، و{إذا رأوهم}، و{إذا رأوك}، و{إذا رأيت}، و{إذا رأيتهم}، و{فلما رأينه}، فالفتح؛ وهو قوله: (بفتح الكل)، أي: بفتح القراء كلهم وقفًا ووصلًا، لأن الساكن لا ينفصل منه في وقفٍ ولا وصلٍ؛ وذلك أن الراء أميلت حيث أميلت، لإمالة الهمزة، والهمزة الإمالة الألفي، والألف معدومة، لأن الساكن أذهبها). [فتح الوصيد: 2/891] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [646] وحرفي رأى كلا أمل مزن صحبةٍ = وفي همزه حسنٌ وفي الراء يجتلى
[647] بخلفٍ وخلفٌ فيهما مع مضمر = مصيبٌ وعن عثمان في الكل قللا
ب: (المصيب): ذو الصواب، (التقليل): الإمالة بين بين،
[كنز المعاني: 2/200]
(عثمان): هو ورش.
ح: (حرفي): مفعول (أمل)، (رأى): مضاف إليه، (كلا): حال عن (رأى) بمعنى: جميعًا، لا تأكيد لـ (حرفي)، وإلا لكان (كلا)، ولا لـ (رأى)، وإلا لكان مجرورًا، (مزن): حال أخرى، (في همزه حسنٌ): خبر ومبتدأ، (في الراء): ظرف (يجتلى)، (بخلفٍ): حال عن السوسي (خلفٌ): مبتدأ، (فيهما): صفة، (مصيبٌ): خبر، (عن عثمان): متعلق بـ (قللا)، (في الكل): ظرفه، وضمير التثنية: للحرفين.
ص: أي: قرأ ابن ذكوان وحمزة والكسائي وأبو بكر حرفي: (رءا) أي: الراء والهمزة في كل القرآن بإمالتهما، وأمال في همز: (رءا) فقط أبو عمرو، وفي الراء أيضًا السوسي، لكن ... بخلاف، إذ ينقل الفتح عنه أيضًا.
[كنز المعاني: 2/201]
ولابن ذكوان خلاف في إمالة حرفي: (رءا) إذا لقيا مضمرًا، نحو: {رءاك} و {رءاه}: فروى الحافظ أبو عمرو عنه الإمالة، والنقاش عن الأخفش عنه الفتح؛ لأن الألف بعدت عن الطرف باتصال الضمير بها.
وأميل عن ورش الراء والهمزة بين بين في كل ذلك على أصله.
وهذا كله إذا كان بعد: (رءا) متحرك، أما إذا كان بعده ساكن، فبيانه قوله:
[648] وقبل السكون الرا أمل في صفا يدٍ = بخلفٍ وقل في الهمز خلف يقي صلا
ب: (اليد): النعمة، (صلا النار) بالفتح والقصر، أو الكسر والمد:
[كنز المعاني: 2/202]
حرها.
ح: (قبل): ظرف (أمل)، (الرا): مفعول (أمل) قصرت ضرورة، (في صفا): متعلق بـ (أمل)، (يدٍ): مضاف إليه، (بخلفٍ): صفته، (خلفٌ): مبتدأ، (يقي): صفته، (صلا): مفعول (يقي)، (في الهمز) خبر المبتدأ، والجملة: مقول القول.
ص: أي: إذا وقع: (رءا) قبل ساكن بأن وقع قبل لام الوصل، نحو: (رءا القمر بازغًا) [77]، (ورءا المجرمون النار) [الكهف: 53]، فأمل الراء عن حمزة وأبي بكر والسوسي بخلافٍ عنه-، وقل: خلاف في الهمز عن السوسي وأبي بكر.
[كنز المعاني: 2/203]
والحاصل: أن حمزة يميل الراء وحدها بلا خلاف، وأبا بكر يميلها بلا خلاف، والهمزة بخلاف، والسوسي يميلهما بخلاف.
أما إمالة الراء: فلأن الألف كأنه موجود، والفتح: لأن الإمالة كانت لإمالة الألف، وقد سقطت، وكذلك الوجه في إمالة الهمزة وفتحها.
وإنما قال: (خلفٌ يقي صلا)، لأن نقل العلم لنفع الخلق يحفظ صاحبه من عذاب النار.
[649] وقف فيه كالأولى ونحو رأت رأوا = رأيت بفتح الكل وقفا وموصلا
ب: (الوصل): مصدر بمعنى الوصل.
ح: ضمير (فيه): للضرب الملاقي ساكنًا، (الأولى): صفة الكلمة، والجار والمجرور: منصوب المحل على الحال، و (نحو): مبتدأ، (رأت)، (رأوا)، (رأيت): بدل منه، (بفتح) خبر، (وقفًا وموصلا): حالان، أي: واقفًا وواصلًا.
[كنز المعاني: 2/204]
ص: أي: قف في: {رأى} التي قبل الساكن، نحو: (رءا القمر بازغًا) [77] كالكلمة الأولى وهي: (رءا كوكبًا) [76] وبابها، فتميل الحرفين لابن ذكوان وحمزة والكسائي وأبو بكر، وتميل الهمزة وحدها لأبي عمرو، وخلف السوسي في الراء باقٍ على أصله.
ونحو: {رأتهم من مكان بعيدٍ} [الفرقان: 12]، {رأته حسبته لجةً} [النمل: 44]، {رأوا بأسنا} [غافر: 84]، {وإذا رأوهم} [المطففين: 32]، {رأيت الذين يخوضون} [68]، {ورأيتهم} [المنافقون: 4] مما لقي هذا الفعل ساكن غير منفصل: ففتح كل القراء مجمعٌ عليه في حالتي الوقف والوصل، لأن الألف معدوم مطلقًا للزوم الساكن، فيتعين الفتح). [كنز المعاني: 2/205] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (646- وَحَرْفَيْ رَأَى كُلًّا أَمِلْ "مُـ"ـزْنَ صُحْبَةٍ،.. وَفِي هَمْزِهِ "حُـ"ـسْنٌ وَفِي الرَّاءِ "يُـ"ـجْتَلا
كلا بمعنى جميعا فهو حال من رأى؛ أي: حيث أتى رأى، فأمال حرفيه؛ أي: أمل حرفي رأى جميعا، وليس كلا تأكيدا لـ "حرفي"؛ لأن تأكيد المثنى إنما يكون بلفظ كلا، ولو أراد ذلك لأتى بلفظ: معا، واتزن النظم به، ولا هو تأكيد لرأي وإلا لكان مخفوضا كما قال: المخلصين الكل فلا يتجه أن يكون كلا هنا إلا بمنزلة جميعا في نحو قوله: عليهم إليهم حمزة ولديهم جميعا، فيكون منصوبا على الحال من رأى، ورأى هنا معرفة؛ أي: وحرفي هذا اللفظ، فجاز نصب الحال عنه، وإن كان مضافا إليه؛ لأنه من باب رأيت وجه القوم جميعا، ومزن صحبة منصوب على الحال أيضا أو على المدح، وكني بالمزن وهو السحاب عن العلم، وعنى بالحرفين الراءَ والهمزةَ، وعلى التحقيق الهمزة غير ممالة وإنما الإمالة في الألف التي بعدها وإنما من ضرورة ذلك إضجاع فتحة الهمزة والعرب تستحسن إمالة الراء لا سيما إذا كان بعدها ألف ممالة ثم قال: وفي همزة حسن؛ أي: واقتصر على إمالة همز رأى أبو عمرو، وفي إمالة الراء خلاف عن السوسي ومزن صحبة أمالوهما معا والله أعلم.
647- بِخُلْفٍ وَخُلْفٌ فِيهِما مَعَ مُضْمِرٍ،.. "مُـ"ـصِيبٌ وَعَنْ عُثْمَانَ في الكُلِّ قَلِّلا
أي: وعن ابن ذكوان الخلف في إمالة الهمزة والراء معا إذا اتصلت الكلمة بالمضمر نحو: "وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى"، "رَآهَا تَهْتَزُّ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/123]
كأنها"فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ". وجه الخلاف بعد الألف عن الطرف باتصال الضمير بها، وعثمان هو: ورش أمال الحرفين حيث جاءت كلمة رأى بين بين نحو: {رَأى كَوْكَبًا}، {رَأى نَارًا}.
وقوله: بخلفٍ في أول البيت يعني: عن السوسي المرموز في البيت السابق ثم ابتدأ وخلف فيهما فقوله: فيهما خبر المبتدأ إن كان مصيب صفته وإلا فهو صفته إن كان مصيب الخبر، وفي قللا ضمير تثنية يرجع إلى حرفي رأى، والكل هنا هو كلا في البيت السابق.
648- وَقَبلَ السُّكُونِ الرَّا أَمِلْ "فِـ"ـي "صَـ"ـفا يَدٍ،.. بِخُلْفٍ وَقُلْ فِي الْهَمْزِ خُلْفٌ "يَـ"ـقِي "صِـ"ـلا
يعني: إذا وقع "رأى" قبل ساكن نحو: "رَأى الْقَمَرَ"، "رَأى الشَّمْسَ"، "وَرَأى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ"، "وَإِذَا رَأى الَّذِينَ"، فقد تعذرت إمالة الألف؛ لسقوطها لأجل الساكن وإضجاع الهمز إنما كان لأجل إمالة الألف، فأمال هؤلاء الراء تقدير أن الألف كلها موجودة ممالة
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/124]
بخلف عن السوسي وحده وأما إمالة الهمزة ففيها الخلاف عن السوسي وعن أبي بكر؛ لأنه إذا قدم ذكر الخلف وأطلقه كان لجميع من يأتي بعده، وإن قدم ذكر القراء: اختص الخلف المطلق بالأخير منهم وإن قيد الخلف ظه أمره وخلف السوسي: أنه يميل الراء والهمزة معا ولا يميلهما معا، ومثله الخلف المذكور لهشام في باب الزوائد في إثبات ياء "كيدوني" في الإعراف وصلا ووقفا، أو لا يثبتها وصلا ووقفا، ووجه إمالة الهمزة اعتبار الأصل أيضا؛ فإن التقاء الساكنين عارض، ولينبه على أنه لو وقف على الكلمة لأمال، وقوله: في صفا يد؛ أي: في صفا نعمة، وقوله: يقي صلا يعني: العلم؛ لأن معرفة الخلف تستلزمه؛ أي: يقي صلاء النار إن شاء الله تعالى وصلاء النار حرها صح بالكسر والمد والفتح والقصر.
649- وَقِفْ فِيهِ كَالأُولَى وَنَحْوُ رَأَتْ رَأَوْا،.. رَأَيْتُ بِفَتْحِ الكُلِّ وَقْفًا وَمَوْصِلا
فيه: بمعنى عليه؛ أي: إذا وقفت على هذا الذي لقيه ساكن، فالحكم فيه كالحكم في الكلمة الأولى وهي: {رَأى كَوْكَبًا}، ونحوه فتميل الحرفين لحمزة والكسائي وأبي بكر وابن ذكوان، وتميل لأبي عمرو فتحة الهمزة وحدها، وأما السوسي فلا يختلف حكمه؛ فإن الخلف له في إمالة الراء في الكلمتين، وورش أمال الحرفين بين بين فهذه تفاصيل مذاهبهم في نحو:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/125]
{رَأى كَوْكَبًا} تطرد في نحو: {رَأى الْقَمَرَ}.
إذا وقفت على "رأى"؛ لأن الساكن قد زال، فرجعت الألف فأما إذا كان بعد الهمز ساكن لا ينفصل من الكلمة نحو: {فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً}، {رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} و{إِذَا رَأَوْكَ}، {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا}، و{إِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا}، {فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ}، {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ}، {إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ}،
فكل القراء يفتحون الراء والهمزة؛ لأن الألف التي بعد الهمزة هنا معدومة لا ترجع أبدا وكسر فتحة الهمزة إنما كان لأجل إمالة الألف، وكذلك الذين أمالوا الراء إنما فعلوا ذلك؛ لأنهم كانوا يميلونها لإمالة الألف أو مع كونها في حكم الموجودة في نحو: "أي القمر"، فأما في موضع سقطت فيه الألف وليست في حكم الموجودة؛ فإنهم فتحوا على الأصل في الوقف والوصل، وقوله: بفتح الكل؛ أي: مقروء بفتح القراء كلهم واقفين وواصلين). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/126] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (646 - وحرفي رأى كلّا أمل مزن صحبة = وفي همزة حسن وفي الرّاء يجتلا
647 - بخلف وخلف فيهما مع مضمر = مصيب وعن عثمان في الكلّ قلّلا
648 - وقبل السّكون الرّا أمل في صفا يد = بخلف وقل في الهمز خلف يقي صلا
649 - وقف فيه كالأولى ونحو رأت رأوا = رأيت بفتح الكلّ وقفا وموصلا
الفعل الماضي (رأى) من حيث الحرف الذي بعده قسمان، القسم الأول: أن يكون الحرف الذي بعده متحركا، القسم الثاني: أن يكون الحرف الذي بعده ساكنا وقد
[الوافي في شرح الشاطبية: 259]
ذكر في البيتين الأول والثاني حكم القسم الأول، وفي الثالث والرابع حكم القسم الثاني، فأفاد في البيتين الأولين أن ابن ذكوان وشعبة وحمزة والكسائي يقرءون بإمالة الحرفين الأولين من هذا الفعل وهما الراء والهمزة نحو: رَأى كَوْكَباً، رَأى قَمِيصَهُ رَأى ناراً، وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا، رَآها تَهْتَزُّ*، فَرَآهُ حَسَناً. فلا فرق في الحرف المتحرك بين أن يكون ضميرا أو غير ضمير.
وقوله: (وفي همزة حسن) معناه: أن أبا عمرو يقرأ بإمالة الهمزة فقط دون الراء. وقوله: (وفي الراء يجتلى بخلف) معناه: أنه اختلف عن السوسي في إمالة الراء، فروي عنه فيها الفتح والإمالة، ولكن المحققين على أن إمالة الراء للسوسي لم تصح من طريق الناظم وأصله فيجب الاقتصار له على إمالة الهمزة كالدوري عن أبي عمرو. وقوله: (وخلف فيهما مع مضمر مصيب) أفاد أن ابن ذكوان اختلف عنه في إمالة الراء والهمزة إذا كان الحرف الذي بعد الفعل ضميرا فروى عنه إمالتهما وروى عنه فتحهما. فقول الناظم: (وخلف فيهما إلخ) في قوة الاستثناء بالنسبة لابن ذكوان فكأنه قال: يميل ابن ذكوان وشعبة وحمزة والكسائي الراء والهمزة من الفعل رأى مطلقا في حال الوقف والوصل في جميع القرآن الكريم إذا كان الحرف الذي بعد الفعل متحركا سواء كان ضميرا أم غير ضمير إلا أنه اختلف عن ابن ذكوان في إمالة الراء والهمزة إذا كان الحرف الذي بعد الفعل ضميرا، فروي عنه في الراء والهمزة وجهان: إمالتهما معا، وفتحهما معا، ومفهوم هذا: أنه إذا لم يكن الحرف الذي بعد الفعل ضميرا فلا خلاف عن ابن ذكوان في إمالة الراء والهمزة. وقوله: (وعن عثمان في الكل قللا) معناه: أنه روى عن ورش تقليل الراء والهمزة في كل المواضع، سواء كان الحرف الذي بعد الفعل ضميرا أم غير ضمير. ثم بيّن حكم القسم الثاني فقال: (وقبل السكون الرا أمل إلخ) يعني: إذا وقع هذا الفعل (رأى) قبل حرف ساكن فأمل الراء في حال الوصل لحمزة، وشعبة، والسوسي بخلف عنه. وقوله: (وقل في الهمز خلف يقي صلا) معناه: أنه اختلف عن السوسي وشعبة في إمالة الهمزة حال الوصل، فروي عن كل منهما فتحها وإمالتها، ويؤخذ من هذا كله: أن حمزة يميل الراء فقط حال الوصل قولا واحدا وليس له إمالة في الهمزة، وشعبة يميل الراء وله في الهمزة الفتح والإمالة. والسوسي له الخلف في الراء والهمزة جميعا، فله في الراء الفتح والإمالة، وله في الهمز
[الوافي في شرح الشاطبية: 260]
الفتح والإمالة.
هذا ما يؤخذ من النظم صراحة، ولكن الذي عليه المحققون من أهل الأداء، ولا يصح الأخذ بخلافه أن السوسي ليس له إمالة في هذا القسم لا في الراء ولا في الهمز، وأن شعبة ليس له إمالة إلا في الراء كحمزة ولا إمالة له في الهمز.
والخلاصة: أن هذا القسم يميل الراء فيه شعبة وحمزة ولا يميل أحد فيه همزه.
وقد وقع هذا الفعل قبل الساكن في ستة مواضع: رَأَى الْقَمَرَ، رَأَى الشَّمْسَ هنا، رَأَى الَّذِينَ* في النحل في موضعين: وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ في الكهف، وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ في سورتها. وقوله: (وقف فيه كالأولى) (فيه) بمعني: عليه، والمراد من (الأولى) الكلمة الأولى وهي رَأى كَوْكَباً يعني: إذا وقفت على (رأى) الواقع قبل ساكن كان حكمه حكم الواقع قبل متحرك فيميل الراء والهمزة فيه ابن ذكوان وشعبة وحمزة والكسائي، ويميل الهمزة فقط أبو عمرو، ويقللهما ورش. وقوله: (ونحو رأت رأوا رأيت بفتح الكل وقفا وموصلا) معناه: إذا كان الساكن الذي بعد فعل رأى لازما له لا ينفك عنه؛ فقد اتفق القراء على فتح الراء والهمزة ولا إمالة فيه لأحد مطلقا لا وقفا ولا وصلا نحو: فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ، وَإِذا رَأَوْكَ، وَإِذا رَأَوْهُمْ، فَلَمَّا رَآهُ، وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ، فَلَمَّا رَأَيْنَهُ، إِذا رَأَتْهُمْ). [الوافي في شرح الشاطبية: 261] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ رَأَى كَوْكَبًا، وَرَأَى الْقَمَرَ، وَرَأَى الشَّمْسَ مِنْ بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/259] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({رءا كوكبًا} [76]، و{رءا القمر} [77]، و{رءا الشمس} [78] ذكر في الإمالة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 510] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأما "رأى" [الآية: 76، 77، 78] الماضي ويكون بعده متحرك وساكن والأول يكون ظاهرا أو مضمرا، فالظاهر سبعة مواضع: رأى كوكبا هنا، وباقيها تقدم في باب الإمالة مفصلا، والمضمر تسعة نحو: رآك بالأنبياء، وذكرت ثمة، وأما الذي بعده ساكن، ففي ستة مواضع: رأى القمر رأى الشمس هنا، والباقي سبق ثمة، فالأزرق بالتقليل في الراء والهمزة معا في القسمين الأولين الظاهر والمضمر قبل متحرك، وأبو عمرو بفتح الراء وإمالة الهمزة في القسمين، وما ذكره الشاطبي رحمه الله تعالى من الخلاف عن السوسي في إمالة الراء، فتقدم عن النشر أنه ليس من طرقه فضلا عن طرق الشاطبية، ولذا تركه في الطيبة، وإن حكاه بقيل في آخر الباب، وقرأ ابن ذكوان بإمالتهما معا مع المظهر، وأما مع المضمر فأمالهما النقاش
[إتحاف فضلاء البشر: 2/18]
عن الأخفش عنه، وفتحهما ابن الأخرم عن الأخفش، وأمال الهمزة وفتح الراء الجمهور عن الصوري، واختلف عن هشام فالجمهور عن الحلواني بفتحهما معا في القسمين، فالأكثرون عن الداجوني بإمالتهما فيهما والوجهان صحيحان عن هشام كما تقدم، واختلف عن أبي بكر فيما عدا الأولى وهي "رَأى كَوْكَبًا" [الآية: 76] هنا فلا خلاف عنه في إمالة حرفيها معا أما الستة الباقية التي مع الظاهر فأمال الراء والهمزة معا يحيى بن آدم، وفتحهما العليمي، أما فتحها في السبعة وفتح الراء وإمالة الهمزة في السبعة فانفرادتان، لا يؤخذ بهما، ولذا لم يعرج عليهما في الطيبة، وأما التسعة مع المضمر ففتح الراء والهمزة معا فيها العليمي عنه، وأمالهما يحيى بن آدم وقرأ حمزة والكسائي وخلف بإمالة الراء والهمزة معا في الجميع، وافقهم الأعمش، والباقون بالفتح، وأما الذي بعده ساكن فأمال الراء وفتح الهمزة أبو بكر وحمزة وخلف، والباقون بالفتح وما حكاه الشاطبي رحمه الله تعالى من الخلاف في إمالة الهمزة عن أبي بكر وفي إمالة الراء والهمزة معا عن السوسي، تعقبه صاحب النشر بأن ذلك لم يصح عنهما من طرق الشاطبية، بل ولا من طرق النشر وإن حكاه بقيل آخر الباب من طيبته والله تعالى أعلم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/19] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77)}
{رَأَى الْقَمَرَ}
- قرأ أبو بكر عن عاصم وحمزة وخلف والأعمش والسوسي بخلاف عنه بإمالة الراء وفتح الهمزة (رأى).
[معجم القراءات: 2/466]
- وقرأ أبو بكر عن عاصم بخلاف وحمزة والكسائي وخلف ويحيى بن آدم والأعمش والسوسي بإمالة الهمزة والراء (رأى).
- وقرأ أبو حمدون وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو عمرو وورش من طريق البخاري واليزيدي والسوسي بإمالة فتحة الهمزة (رأى).
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر والكسائي وحفص عن عاصم في كل القرآن (رأى) بفتح الراء والهمزة.
{قَالَ لَئِنْ}
- قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام اللام في اللام.
{لَئِنْ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين). [معجم القراءات: 2/467]

قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، وأبو بكر: {رءا القمر} (77)، و: {رءا الشمس} (78)، وشبهه، إذا لقيت الياء ساكنًا منفصلاً: بإمالة فتحة الراء فقط.
والباقون: بفتحها.
فهذا في حال الوصل، فإن فصل من الساكن بالوقف كان الاختلاف في ذلك على نحو ما تقدم في: {رءا كوكبا}.
وقد روى خلف عن يحيى عن أبي بكر، وغير واحد عن أبي شعيب: بإمالة فتحة الراء والهمزة في ذلك كله كالأول أيضًا.
* قال أبو عمرو: وقد قرأت بذلك أيضًا في روايتيهما. وروى أبو حمدون، وأبو عبد الرحمن، عن اليزيدي: بإمالة فتحة الهمزة في ذلك، كالأول أيضًا. وكل ذلك صحيح معمول به). [التيسير في القراءات السبع: 278] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة وخلف وأبو بكر: (رأى القمر ورأى الشّمس) وشبهه إذا لقيت الياء ساكنا منفصلا بإمالة فتحة الرّاء فقط، والباقون بفتحها، وهذا في حال الوصل فإن فصل من السّاكن بالوقف كان الاختلاف في ذلك على نحو ما تقدم في (رأى كوكبا) وقد روى خلف عن يحيى عن أبي بكر وغير واحد عن أبي شعيب بإمالة فتحة الرّاء والهمزة في ذلك كالأول أيضا. قال أبو عمرو: وقد قرأت بذلك في روايتيهما يعني من غير طريق هذا الكتاب وروى أبو حمدون وأبو عبد الرّحمن عن اليزيدي بإمالة فتحة الهمزة في ذلك كالأول أيضا وكل صحيح معمول به). [تحبير التيسير: 358] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ رَأَى كَوْكَبًا، وَرَأَى الْقَمَرَ، وَرَأَى الشَّمْسَ مِنْ بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/259] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({رءا كوكبًا} [76]، و{رءا القمر} [77]، و{رءا الشمس} [78] ذكر في الإمالة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 510] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأما "رأى" [الآية: 76، 77، 78] الماضي ويكون بعده متحرك وساكن والأول يكون ظاهرا أو مضمرا، فالظاهر سبعة مواضع: رأى كوكبا هنا، وباقيها تقدم في باب الإمالة مفصلا، والمضمر تسعة نحو: رآك بالأنبياء، وذكرت ثمة، وأما الذي بعده ساكن، ففي ستة مواضع: رأى القمر رأى الشمس هنا، والباقي سبق ثمة، فالأزرق بالتقليل في الراء والهمزة معا في القسمين الأولين الظاهر والمضمر قبل متحرك، وأبو عمرو بفتح الراء وإمالة الهمزة في القسمين، وما ذكره الشاطبي رحمه الله تعالى من الخلاف عن السوسي في إمالة الراء، فتقدم عن النشر أنه ليس من طرقه فضلا عن طرق الشاطبية، ولذا تركه في الطيبة، وإن حكاه بقيل في آخر الباب، وقرأ ابن ذكوان بإمالتهما معا مع المظهر، وأما مع المضمر فأمالهما النقاش
[إتحاف فضلاء البشر: 2/18]
عن الأخفش عنه، وفتحهما ابن الأخرم عن الأخفش، وأمال الهمزة وفتح الراء الجمهور عن الصوري، واختلف عن هشام فالجمهور عن الحلواني بفتحهما معا في القسمين، فالأكثرون عن الداجوني بإمالتهما فيهما والوجهان صحيحان عن هشام كما تقدم، واختلف عن أبي بكر فيما عدا الأولى وهي "رَأى كَوْكَبًا" [الآية: 76] هنا فلا خلاف عنه في إمالة حرفيها معا أما الستة الباقية التي مع الظاهر فأمال الراء والهمزة معا يحيى بن آدم، وفتحهما العليمي، أما فتحها في السبعة وفتح الراء وإمالة الهمزة في السبعة فانفرادتان، لا يؤخذ بهما، ولذا لم يعرج عليهما في الطيبة، وأما التسعة مع المضمر ففتح الراء والهمزة معا فيها العليمي عنه، وأمالهما يحيى بن آدم وقرأ حمزة والكسائي وخلف بإمالة الراء والهمزة معا في الجميع، وافقهم الأعمش، والباقون بالفتح، وأما الذي بعده ساكن فأمال الراء وفتح الهمزة أبو بكر وحمزة وخلف، والباقون بالفتح وما حكاه الشاطبي رحمه الله تعالى من الخلاف في إمالة الهمزة عن أبي بكر وفي إمالة الراء والهمزة معا عن السوسي، تعقبه صاحب النشر بأن ذلك لم يصح عنهما من طرق الشاطبية، بل ولا من طرق النشر وإن حكاه بقيل آخر الباب من طيبته والله تعالى أعلم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/19] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ووقف حمزة وهشام بخلفه على "برئ" [الآية: 78] بالبدل مع الإدغام فقط لزيادة
[إتحاف فضلاء البشر: 2/19]
الياء وتجوز الإشارة بالروم والإشمام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/20]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78)}
{رَأَى الشَّمْسَ}
- الإمالة والتفخيم في (رأى) كالسابق في (رأى القمر) في الآية المتقدمة.
{يَا قَوْمِ}
- قرأ ابن محيصن وابن كثير في رواية (يا قوم) بضم الميم.
- وقراءة الجماعة بكسرها (يا قوم).
{بَرِيءٌ}
- تقدم في الآية/19 من هذه السورة، فيه قراءة أبي جعفر (بري) بالإبدال والإدغام، و(بريء) بالهمز كالجماعة.
- وكذا قراءة حمزة وهشام في الوقف بالإبدال والإدغام كقراءة أبي جعفر.
فانظر هذا فيما تقدم). [معجم القراءات: 2/467]

قوله تعالى: {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة من وجهي للذي [الآية: 79] نافع وابن عامر وحفص وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/20]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وجهي للذي} [79] قرأ نافع والشامي وحفص بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 577]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {المشركين} كاف وقيل تام، وفاصلة بالإجماع، ومنتهى الربع عند جميع المغاربة، و{الخبير} قبله عند جميع المشارقة). [غيث النفع: 577]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)}
{وَجْهِيَ لِلَّذِي}
- قرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم وأبو جعفر (وجهي للذي) بفتح الياء.
- وقراءة الباقين بسكون الياء (وجهي للذي)، وهي رواية حماد ويحيى عن أبي بكر عن عاصم). [معجم القراءات: 2/468]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس