عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 09:42 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (11) إلى الآية (16) ]
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16)}

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ):(8 - وَاخْتلفُوا فِي ضم أَوَائِل مثل قَوْله {وَإِذا قيل لَهُم} 11
قَرَأَ عَليّ بن حَمْزَة الْكسَائي {قيل} و{وغيض} هود 44 و{سيء} هود 77 وَالْعَنْكَبُوت 33 و{سيئت} الْملك 27 و{وحيل} سبأ 54 و{وسيق} الزمر 71 73 {وَجِيء} الزمر 69 وَالْفَجْر 23 يضم أول ذَلِك كُله
وَكَانَ نَافِع يضم من ذَلِك حرفين {سيء} و{سيئت} وَيكسر مَا بقى
وَكَانَ ابْن عَامر يضم أول {سيق} و{سيء} و{سيئت} و{وحيل} وَيكسر {غيض} و{وَجِيء} و{قيل} فِي كل الْقُرْآن
هَذِه رِوَايَة ابْن ذكْوَان بِكَسْر الْقَاف والغين وَالْجِيم
وَقَالَ الْحلْوانِي عَن هِشَام بن عمار بِإِسْنَادِهِ عَنهُ فِي كُلهنَّ مثل الْكسَائي
وَكَانَ ابْن كثير وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة يكسرون أَوَائِل هَذِه الْحُرُوف كلهَا
وروى عبيد بن عقيل عَن شبْل عَن ابْن كثير {سيء} و{سيئت} بِالضَّمِّ مثل نَافِع).[السبعة في القراءات: 141 - 142]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({قيل} وأخواته بالضم هشام والكسائي ورويس،{سيء}، [الغاية في القراءات العشر: 172]
{وسيئت} بالضم مدني شامي، زاد ابن ذكوان "سيق"، (وحيل) ). [الغاية في القراءات العشر: 173]

قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({قيل} [11]، وأخواتها
[المنتهى: 2/557]
بضم أولها علي، وهشام، وابن مسلم، والبخاري، ورويس. وافق ابن ذكوان، وابن عتبة، إلا في {قيل}، {وجاء} [الزمر: 69، الفجر: 23]، زاد ابن ذكوان {وغيض} [هود: 44]، وزاد ابن عتبة ضم {وقيل أرض} [هود: 44] فقط.
ويضم مدني غير سالم {سيء} [هود: 77، العنكبوت: 33]، و{سيئت} [الملك: 27] ).[المنتهى: 2/558]

قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (واختلفوا في إشمام الضم وتركه في (حيل) و(قيل) و(سيق) و(غيض) و(جيء) و(سيء) و(سيئت) حيث وقع، فقرأ الكسائي وهشام بالإشمام في أوائلها حيث وقعت، وقرأ ابن ذكوان بالإشمام في (حيل وسيق وسيء وسيئت) دون غيرها، وقرأ نافع بالإشمام في (سيء وسيئت) دون غيرهما، وقرأ الباقون بالكسر بغير إشمام في جميعها، والإشمام في هذا يجوز أن يكون مع الحرف
[التبصرة: 153]
وقبله على معنيين مختلفين قد بيناهما في غير هذا الباب، والإشمام في حال اللفظ بالحرف في المتصل أحسن نحو (وقيل وحيل) وشبهه، فإن كان منفصلاً حسن الإشمام قبله نحو (سيء) و(سيئت) وشبهه، وجاز معه، ومعه أحسن وأبين، وكلهم كسروا القاف من قوله عز وجل: (ومن أصدق من الله قيلا) و(قيله يا رب) و(إلا قيلا سلاما سلاما) و(أقوم قيلا) لأنها مصادر لا أصل لها في الضم
وقرأ خلف عن حمزة بالوقف على لام التعريف حيث وقعت إذا كان بعدها همزة يقف وقفة خفيفة نحو(الأرض والآخرة) وكذلك يقف على الياء من (شيء) وقفة خفيفة ثم يصل حيث وقع ذلك تفرد به عن سليم عن حمزة، وذكر أبو الطيب مد (شيء) عن حمزة في روايتيه وبه آخذ). [التبصرة: 154]

قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكسائي، وهشام: {قيل} (11)، و:{غيض} (هود: 44) و: {جيء} (الزمر: 69): بإشمام الضم لأول ذلك، حيث وقع.
والباقون: بإخلاص كسره). [التيسير في القراءات السبع: 225]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (الكسائي وهشام ورويس: (قيل وغيض وجيئ [وحيل وسيق وسيئ وسيئت]
[تحبير التيسير: 282]
بإشمام الضّم لأوّل ذلك حيث وقع [ووافقهم ابن ذكوان في حيل وسيق وسيئ بهم وسيئت، ووافقهم المدنيان في سيئ وسيئت] والباقون بإخلاص [الكسرة] ). [تحبير التيسير: 283]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (قِيلَ)، (وَجِيءَ)، (وَغِيضَ)، (وَحِيلَ)، (وَسِيقَ)، و(سِيءَ)، و(سِيئت) أشم أوائل هذه الأفعال السبع الحسن، والْأَعْمَش، وأبو حنيفة، وعلي، وهشام، وابن مسلم ورُوَيْس، وابن حسان، والبخاري عن يَعْقُوب، وابن صالح، وافق ابْن ذَكْوَانَ، وابن عتبة وعبد الحميد بن بكار في (وَحِيلَ)، (وَسِيقَ)، زاد بن عتبة، (وَقِيلَ يَا أَرْضُ)، (وَغَيضَ) وهم وابن مُحَيْصِن، ومدني غير سالم (سِيءَ)، و(سِيئَت)، وافق طَلْحَة في (سِيءَ) و(سِيئَت)، (وَسِيقَ)، الباقون بكسر أوائلها، وهو الاختيار لموافقة الأكثر، وروى البكرواني عن هشام الكلبي بالكسر). [الكامل في القراءات العشر: 480]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([11، 13]- {قِيلَ}، و{غِيضَ} [هود: 44] بالإشمام: الكسائي وهشام). [الإقناع: 2/597] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (447 - وَقِيلَ وَغِيضَ ثُمَّ جِيءَ يُشِمُّهَا = لَدى كَسْرِهَا ضَمَّا رِجَالٌ لِتَكْمُلاَ 448 - وَحِيلَ بِإِشْمَامٍ وَسِيقَ كَمَا رَسَا = وَسِيءَ وَسِيئَتْ كَانَ رَاوِيهِ أَنْبَلاَ). [الشاطبية: 36]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( [447] وقيل وغيض ثم جيء يُشمها = لدى كسرها ضمًا (ر)جالٌ (لـ) تكملا
أصل {قيل}: قول؛ استثقلت الكسرة في الواو فنقلت إلى القاف؛ فلما سكنت الواو وانكسر ما قبلها، قلبت ياءً.
[فتح الوصيد: 2/622]
وكذلك {سيء} و{سيق} و{حيل}، أصلها: سُوي، وسوِق، وحوِل.
وأما {غيض}؛ و{جيء}، فهما من الياء؛ استثقلت الحركة فيهما على الياء، فنقلت إلى ما قبلها؛ والأصل: غيض وجيء.
وإنما كان هذا النقل بعد إزالة الضمة التي في أوائلها، لأنها لا تتحرك بالكسر، وهي متحركة بالضم؛ وذلك أهم استثقلوا الضمة وبعدها واوٌ أو ياءٌ مكسورةٌ، فأزيلت.
والعلماء يعبرون عن هذا بالإشمام والروم والضم والإمالة.
وإنما اختار من هذه الألفاظ الإشمام، لأنها عبارة عامة النحويين وجماعةٍ من القراء المتأخرين.
وفي العبارة بها، تنبيه على أن أول الفعل لا يُكسر كسرةً خالصةً.
والذين سموه رومًا قالوا: هو روم في الحقيقة .وتسميه بالإشمام، تجوّزٌ في العبارة.
والذين سموه ضمًا- وهم عامة أئمة القراء-، فإنما عبروا عنه بذلك كما عبروا عن الإمالة بالكسر تقريبًا ومجازًا، لأن الممال فيه كسرٌ. وهذا فيه شيء من الضم.
وأما الذين عبَّروا عنه بالإمالة، فلأن الحركة ليست بضمة محضةٍ ولا كسرة خالصةٍ، كما أن الإمالة ليست بكسرٍ محضٍ ولا فتحٍ خالصٍ.
[فتح الوصيد: 2/623]
وحقيقة هذا الإشمام، أن تنحو بكسرة فاء الفعل نحو الضمة، فتمال كسرةُ فاء الفعل، وتميل الياء الساكنة بعدها نحو الواو قليلًا، إذ هي تابعة لحركة ما قبلها.
وإنما قيل لذلك إمالة، لأنه قد دخله من الخلط والشوب ما دخل الإمالة، كما سموا المبالغة في تفخيم {الربوا} و{الصلوة} و{الزكوة}، حتى نحوا به نحو الواو إمالةً. وعلى هذه اللغة، كتبوه بالواو تنبيهًا على الإمالة نحوها.
قال الحافظ أبو عمرو رحمه الله: وقد زعم بعض من يشار إليه بالمعرفة وهو بمعزل عنها وخالٍ منها، أن حقيقة الإشمام في هذا، أن يكون إيماءً بالشفتين إلى ضمة مقدرة مع كسرة فاء الفعل كسرًا خالصًا. قال: وإن شئت أومأت بشفتيك قبل اللفظ بالحرف المشم الذي تومئ إلى حركته، وإن شئت بعده، وإن شئت معه.
[فتح الوصيد: 2/624]
قال أبو عمرو: وهذا كله خطأٌ باطل لا شك فيه، من قبل أن الإيماء قبل اللفظ بالحرف المشم الذي تومئ إلى حركته غير ممكن؛ إذ لم يحصل قبل ملفوظًا به، فكيف تومئ إلى حركته وهو معدوم في النطق أيضًا؟! هذا مع تمكن الوقوف على ما قبله، والابتداء به، فيلزم أن يكون ابتداءُ المبتدئ بذلك، إعمال العضو وتهيئته قبل النطق. ولم يسمع بهذا قط، ولا ورد في لغةٍ ولا جاء في قراءة، ولا يصح في قياسٍ ولا يتحقق في نظر.
وأما الإيماء بعد اللفظ به مكسورًا محضًا، فغير مستقيم .وكذلك الإيماء معه في تلك الحال لا يمكن؛ إذ لو كان ذلك، لوجب أن يستعمل في النطق بذلك عضو اللسان للكسرة، والشفتان للإشارة. ومحالٌ أن يجتمعا معًا على حرف واحد في حال تحريكه بحركة خالصة؛ إذ ليس في الفطرة إطاقة ذلك.
وإنما حمل القائل على هذا القول، القياس منه على كيفية الإشمام عند الوقف على أواخر الكلم؛ إذ يؤتي به هناك بعد سكون الحرف والفراغ منه.
وبين المكانين فرقان غير مشكوكٍ فيه على ما بينا.
وزعم آخرون، أن حقيقته أن يضم أوله ضما مشبعا ثم يؤتى بالياء الساكنة بعد تلك الضمة الخالصة. وهو باطل، لأن الضمة إذا أخلصت ومطط اللفظ بها، انقلبت الياء بعدها واوًا؛ إذ لا يصح ياء بعد ضمة، كما لا يصح ولو بعد كسرة.
[فتح الوصيد: 2/625]
وزعم قوم من أهل الأداء أن حقيقة الإشمام في ذلك، أن تُشم أوله ضمًا مختلسًا. وهذا أيضًا باطل؛ لأن ما يختلس من الحركات ولا يتم الصوت به كهمزة بين بين وغيرها، لا يقع أبدًا أولًا وذلك لقربه بالتضعيف والتوهين من الساكن المحض.
وإنما دخل الوهم على هؤلاء، وعلى قومٍ من جهلة النحاة من أجل العبارة عنه بالإشمام.
وقد ذكرت مراد القراء بهذه التسمية وغيرها.
والغرض هذا الإشمام الذي هو حركة مركبة من حركتين: ضمةٍ وكسرة، الدلالة على هاتين الحركتين في الأصل.
أما الضمة، ففي الفاء. وأما الكسرة ففي العين؛ لأن الأصل فعلٌ مبنيٌّ لما لم يسم فاعله، كما أن الحركة الممالة، بين الفتحة والكسرة.
فلما كان هذا الإشمام دالًا على الأصل، صارت الكلمة كأنها منطوق بها على أصلها من غير تغيير. فلذلك قال: (لتكملا).
ومن أخلص الكسر، فللياء التي بعده؛ إذ لا تجد ياءً ساكنة قبلها ضمة.
ومن غاير، جمع بين اللغتين.
[448] وحيل بإشمام وسيق (كـ)ما (ر)سا = وسيئ وسيئت (كـ)ان (ر)اويه (أ) نبلا
قوله: (كما رسا)، أي كما استقر في النقل وثبت.
وقوله: (كان راويه أنبلا)، لأنه قد اتفق عليه إمام المدينة، وإمام الشام، وإمام النحو والقراءة الكسائي. ومعناه: كان راويه نبيلا؛ يعني من ذكرته). [فتح الوصيد: 2/626]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ):
( [447] وقيل وغيض ثم جيء يشمها = لدى كسرها ضمًا رجالٌ لتكملا
[448] وحيل بإشمامٍ وسيق كما رسا = وسيء وسيئت كان راويه أنبلا
ب: (الأنبل): الزائد في النبل، وهو الشهرة.
ح: (قيل): مبتدأ، وما بعده: عطف، (يشم): خبر، والهاء: - للألفاظ الثلاثة- مفعول أول له، و (ضمًّا): ثاني مفعوليه، (رجالٌ): فاعله، (لتكملا): راجع إلى الثلاثة، أو الدلالة على اللغتين لقرينة الحال، (حيل .... كما رسا): مبتدأ وخبر، وكذلك: (سيء ... كان راويه أنبلا).
ص: أي: يُشم الكسائي وهشام كسر القاف من قوله تعالى: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض} [11]، {وإذا قيل لهم آمنوا} وما كان
[كنز المعاني: 2/7]
من لفظه، والغين من {وغيض الماء} [هود: 44]، والجيم من {وجيء بالنبيين} [الزمر: 69]، و{جيء يومئذٍ بجهنم} [الفجر: 23] ضمًا، والياء واوًا على لغة بني أسد، وإبقاء بعض الكسر تنبيهٌ على استحقاق هذه الأفعال الاعتدال، ولهذا قال: (لتكملا)، أي: الدلالة على الأمرين.
ووافق ابن ذكوان الكسائي وهشامًا في إشمام كسر الحاء من {وحيل بينهم} [سبأ: 54]، والسين من {وسيق الذين} موضعين في الزمر [71، 73].
ووافقهم نافع في إشمام السين من: {سيء بهم} في هود [77]، والعنكبوت [33]، و{سيئت وجوه الذين كفروا} في الملك [27].
والباقون على إخلاص الكسر؛ لأنها أفعال مبنية للمفعول، فاستثقلوا الكسرة في الواو والياء فنقلوا إلى ما قبلها وأسكنوها، فقلبوا الواو ياء لانكسار ما قبلها، فصار {قيل} [11]، و{جيء} [الزمر: 69] و{غيض} [هود: 44].
[كنز المعاني: 2/8]
ولا خلاف في كسر قوله تعالى: {قيلًا} [النساء: 122]، و{قيله} [الزخرف: 88] إذ ليسا بفعل). [كنز المعاني: 2/9]

- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (446- وَقِيلَ وَغِيضَ ثُمَّ جِيءَ يُشِمُّهَا،.. لَدى كَسْرِهَا ضَمَّا "رِ"جَالٌ "لِـ"ـتَكْمُلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/280]
447- وَحِيلَ بِإِشْمَامٍ وَسِيقَ "كَـ"ـمَا "رَ"سَا،.. وَسِيءَ وَسِيئَتْ "كَـ"ـانَ "رَ"ـاوِيهِ "أَ"نْبَلا
أراد {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ}، {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا} وما جاء من لفظ قيل فهو فعل ماضٍ: {وَغِيضَ الْمَاءُ}، {وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ}، {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ}، {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ}، {وَسِيقَ الَّذِينَ} موضعان في آخر الزمر، "وسيء بهم" في هود والعنكبوت، و{سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا}، فأطلق هذه الأفعال ولم يبين مواضع القراءة وفيها ما قد تكرر والعادة المستمدة منه فيما يطلق أن يختص بالسورة التي هو فيها كما في "يكذبون" السابقة ولكن لما أدرك مع قيل هذه الأفعال الخارجة عن هذه السورة كان ذلك قرينة واضحة في طرد الحكم حيث وقعت، قيل: وغيرها من هذه الأفعال، ورجال فاعل يشمها وضما مفعول ثانٍ والمراد بالإشمام في هذه الأفعال أن ينحى بكسر أوائلها نحو الضمة وبالياء بعدها نحو الواو فهي حركة مركبة من حركتين كسر وضم؛ لأن هذه الأوائل، وإن كانت مكسورة فأصلها أن تكون مضمومة؛ لأنها أفعال ما لم يسم فاعله، فأشمت الضم دلالة على أنه أصل ما
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/281]
يستحقه وهو لغة للعرب فاشية، وأبقوا شيئا من الكسر تنبيها على ما استحقته هذه الأفعال من الاعتلال، ولهذا قال: لتكملا أي لتكمل الدلالة على الأمرين، وهذا نوع آخر من الإشمام غير المذكور في الأصول وقد عبروا عنه أيضا بالضم والروم والإمالة، ومنهم من قال: حقيقته أن تضم الأوائل ضما مشبعا، وقيل مختلسا، وقيل بل هو إيماء بالشفتين إلى ضمة مقدرة مع إخلاص كسر الأوائل، ثم القارئ مخير في ذلك الإيماء إن شاء قبل اللفظ أو معه أو بعده، والأصح ما ذكرناه أولا، ومن أخلص الكسر فلأجل الياء الساكنة بعده كميزان وميقات وهو اللغة الفاشية المختارة، وقال مكي: الكسر أولى عندي كما كان الفتح أولى من الإمالة ونافع وابن ذكوان جمعا بين اللغتين، ورسا أي استقر وثبت وأنبلا أي زائد النبل وأما قيل الذي هو مصدر فلا يدخل في هذا الباب؛ إذ لا أصل له في الضم وهو في نحو: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} {وَقِيلِهِ يَا رَبِّ} {إِلَّا قِيلًا سَلامًا سَلامًا} {وَأَقْوَمُ قِيلًا}،
والرمز في هذين البيتين: رجال لتكملا كما رسا كان راويه أنبلا والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/282]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (447 - وقيل وغيض ثمّ جيء يشمّها ... لدى كسرها ضمّا رجال لتكملا
448 - وحيل بإشمام وسيق كما رسا ... وسيء وسيئت كان راويه أنبلا
قرأ الكسائي وهشام لفظ قِيلَ* حيث وقع في القرآن الكريم، ولفظ وَغِيضَ الْماءُ في هود ولا ثاني له في القرآن، ولفظ وَجِيءَ*: وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ، وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ بإشمام كسر الحرف الأول منها ضما، وقرأ ابن عامر، والكسائي بالإشمام في:
وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ في سبأ، وَسِيقَ* في الموضعين في سورة الزمر، وقرأ ابن عامر والكسائي، ونافع بالإشمام في سِيءَ بِهِمْ* في هود والعنكبوت، سِيئَتْ في الملك وكيفية الإشمام في هذه الأفعال: أن تحرك الحرف الأول منها بحركة مركبة من حركتين ضمة وكسرة، وجزء الضمة مقدم وهو الأقل، ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر، ولا يضبط هذا الإشمام إلا التلقي والأخذ من أفواه الشيوخ المتقنين، وإطلاق الناظم الحكم يوهم قصره على ما
في هذه السورة ولكن لما ضم إلى ما في هذه السورة ألفاظا ليست فيها وهي:
وَغِيضَ، وَجِيءَ*، وَحِيلَ، وَسِيقَ*، سِيءَ*، سِيئَتْ كان ذلك قرينة على عموم الحكم وشموله لهذه الألفاظ حيث وقعت في القرآن الكريم ولا بدّ أن تكون أفعالا فإن كانت أسماء فلا إشمام فيها لأحد نحو: وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا في النساء، وَقِيلِهِ يا رَبِّ في الزخرف، إِلَّا قِيلًا سَلاماً سَلاماً في الواقعة، وَأَقْوَمُ قِيلًا في المزمل). [الوافي في شرح الشاطبية: 201]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (62- .... .... ........ .... = .... .... .... وَاشْمِمًا طِلَا
[الدرة المضية: 22]
63 - بِقِيْلَ وَمَا مَعْهُ .... ........ = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 22]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال واشمما طلا بقيل وما معه أي روى رويس وهو المشار إليه(بطا) طلا بإشمام الضمة في (قيل)،
[شرح الدرة المضيئة: 87]
حيث وقع وكذا في الأفعال الستة التي ذكرت مع (قيل) في الشاطبية وهذا معنى قوله: وما معه وهو (غيض) (وجيء) (وحيل) و(سيق) و(سيء) و(سيئت) ووافق الآخران وروح أصولهم فقرأ في الخمسة الأول بكسرة خالصة والثلاثة في السادس على أصولهم فقرأ أبو جعفر بالإشمام كرويس وخلف وروح بإخلاص الكسر). [شرح الدرة المضيئة: 88]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: قِيلَ، وَغِيضَ، وَجِيءَ، وَحِيلَ، وَسِيقَ، وَسِيءَ، وَسِيئَتْ، فَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ وَهِشَامٌ وَرُوَيْسٌ بِإِشْمَامِ الضَّمِّ كَسْرَ أَوَائِلِهِنَّ. وَافَقَهُمُ ابْنُ ذَكْوَانَ فِي حِيلَ وَسِيقَ وَسِيءَ وَسِيئَتْ، وَوَافَقَهُمُ الْمَدَنِيَّانِ فِي سِيءَ وَسِيئَتْ فَقَطْ. وَالْبَاقُونَ بِإِخْلَاصِ الْكَسْرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/208]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكسائي وهشام ورويس {قيل} [11، 13]، {وغيض} [هود: 44]، {وجيء} [الزمر : 69، الفجر: 23]، {وحيل} [سبأ: 54]، {وسيق} [الزمر: 71، 73]، و{سيئت} [الملك: 27]، و{سيء} [هود: 77، العنكبوت: 33] بإشمام كسر أوائلهن الضم، وافقهم ابن ذكوان في {وحيل} [سبأ: 54]، ووافقهم هو والمدنيان في {سيء} [هود: 77، العنكبوت: 33] و{سيئت} [الملك: 27]،
[تقريب النشر في القراءات العشر: 449]
والباقون بإخلاص الكسر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 450] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (434-.... .... وقيل غيض جي أشم = في كسرها الضّمّ رجا غنىً لزم
[طيبة النشر: 61]
435 - وحيل سيق كم رسا غيثٌ وسي = سيئت مدًا رحبٍ غلالةٌ كسي). [طيبة النشر: 62]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ك) ما (سما) وقيل غيض جي أشم = في كسرها الضّمّ (ر) جا (غ) نى (ل) زم
يعني قوله تعالى: وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض، وإذا قيل لهم آمنوا وما وقع منه في القرآن وذكر غيره معه يدل على الإطلاق كما نبهنا عليه
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 168]
فيما تقدم قريبا، وغيض يعني «وغيض الماء» في هود «وجيء» في الزمر والفجر، قرأ بإشمام كسرها الضم الكسائي ورويس وهشام، والمراد بالإشمام هنا خلط الحركة بالحركة والحرف بالحرف فينحى بالكسر نحو الضمة والياء بعدها نحو الواو، لأن أوائل هذه الكلمات وإن كانت مكسورة فأصلها الضم لأنها لما لم يسم فاعله فجعل الإشمام دليلا على الأصل، وهي لغة للعرب فاشية، ومن أخلص الكسر وهم الباقون فلأجل الياء الساكنة بعد نحو ميزان وهي اللغة الفاشية قوله: (أشم) أي أشم الضم، ولما اجتمع الهمزتان مفتوحتين أسقط إحداهما على ما تقدم في قراءة أبي عمرو وغيره قوله: (في كسرها) أي هذه الأفعال الثلاثة المذكورة قوله: (الضم) مفعول أشم قوله: (لزم) من اللزوم: أي توقع غنا لا تفارقه.
وحيل سيق (ك) م (ر) سا (غ) يث وسي = ء سيئت (مدا) (ر) حب (غ) لالة (ك) سى
أي وأشم الضم في «حيل» وهو سبأ «وسيق» الموضعين من الزمر ابن عامر والكسائي ورويس، فوافق فيها ابن ذكوان من قرأ و «قيل، وغيض، وجيء» جمعا بين اللغتين ولخفّة الحاء والسين قوله: (وسيء بهم) وهو في هود والعنكبوت، و «سيئت وجوه الذين» وهو في الملك بالإشمام المدنيان والكسائي ورويس وابن عامر، فوافق المدنيان من تقدم في «حيل، وسيق» للتمكن في النطق من أجل المد وجمعا بين اللغتين قوله: (رسا) أي ثبت ووقف، والرحب: الواسع، والغلالة: الثوب يلبس كالقميص). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 169]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقوله: (وقيل) أي: (أشم الكسر ضما) ذو راء (رجا) الكسائي، وغين (غنا) رويس، ولام (لزم) هشام أول (قيل)، [و (غيض)، و(جيء)] حيث حل نحو: قيل لهم [البقرة: 11]، وو قيل اليوم [الجاثية: 34]، وغيض الماء [هود: 44]، وجيء بالنبيين [الزمر: 69]، وجيء يومئذ [الفجر: 23].
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/144]
ثم كمل ما يشم فقال:
ص:
وحيل سيق (ك) م (ر) سا (غ) يث = وسي سيئت (مدا) (ر) حب (غ) لالة (ك) سى
ش: أي أشم الكسر ضما أول وحيل بينهم [سبأ: 54]، وسيق الذين [الزمر: 71، 79] معا؛ ذو كاف (كم) ابن عامر، وراء (رسا) الكسائي، وغين (غيث) رويس.
وأشمها أول سيء بهم [هود: 77]، سيئت وجوه [الملك: 27] مدلول (مدا) نافع وأبو جعفر، [وذو راء] (رحب) الكسائي وغين (غلالة) رويس، وكاف (كسا) ابن عامر.
والباقون بإخلاص الكسر في الجميع.
تنبيه:
علم عموم «قيل» من الضم، وهذا ثالث أنواع الإشمام.
والفرق بينه وبين المذكور في باب الوقف [قبله]: أن هذا يقع في الأول ويعم الوصل والوقف، ويسمع، وحروفه متحركة، وذلك ضده في الجميع.
واختلفوا في التعبير عنه، فعامة النحويين ومتأخروا القراء: كالناظم والشاطبي، والداني، يسمونه: إشماما، إما مجازا أو على رأى الكوفيين.
وقال أبو العز: روم.
وقال أبو العلاء: ضم، وهو مجاز.
وقال الأهوازي: رفع.
وكيفية النطق به: أن يلفظ على الفاء بحركة تامة مركبة من حركتين: جزء الضمة؛ وهو أقل، ويليه جزء الكسرة، وهو أكثر؛ ولذلك تمحضت [الياء].
وكل من هذه فعل ماض أجوف مبني للمفعول، فخرج بالأفعال نحو: قيلا ليس
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/145]
[النساء: 122، 123]، وقيلا سلما [الواقعة: 26]، وأقوم قيلا [المزمل: 6]، وو قيله [الزخرف: 88].
وبالمبني للمفعول قال، وو حال [هود: 43] وو سآء [النساء: 22].
وكل منها وزنه فعل، استثقلت الكسرة على الياء والواو، فنقلت [إلى] الفاء بعد حذف ضمتها، فسلمت الياء، وانقلبت الواو ياء؛ لسكونها وانكسار ما قبلها، هذا عند قريش ومجاوريهم، وعند بني فقعس حذفت كسرة العين، فسلمت الواو وانقلبت الياء واوا؛ لسكونها وانضمام ما قبلها، وعليها قوله: [من الرجز]
ليت شبابا بوع
فاشتريت وقوله: [من الرجز]
حوكت على نيرين إذ تحاك
وعامة أسد، وقيس ينقلون ويشيرون إلى ضمة الفاء؛ تنبيها على الأصل.
وجه الكسر: أنه لغة قريش.
ووجه الإشمام: أنه لغة أسد.
ووجه التفرقة: الجمع). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/146]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف: في الفعل الثلاثي الذي قلبت عينه ألفا في الماضي كقال إذا بني للمفعول وهو في "قيل" [البقرة الآية: 11، 13] حيث وقع "وغيض الماء، وجيء بالنبيين، وجيء يومئذ، وحيل بينهم، وسيق" [هود الآية: 44] و[الزمر الآية: 69] و[الفجر الآية: 23] و[سبأ الآية: 54] و[الزمر الآية: 71، 73] معا "وسيء بهم، وسيئت وجوه" [هود الآية: 77] و[الملك الآية: 27] فنافع وكذا أبو جعفر بإشمام الكسرة الضم وبياء بعدها نحو واو في "سيء، وسيئت" فقط اتباعا للأثر وجمعا بين اللغتين وافقهما ابن محيصن من المفردة.
[إتحاف فضلاء البشر: 1/378]
وقرأ: ابن ذكوان كذلك في "حيل، وسيق، وسيء، وسيئت" الأربعة فقط.
وقرأ: هشام والكسائي وكذا رويس بالإشمام كذلك في الأفعال السبعة، وهو لغة قيس وعقيل ومن جاورهم، وافقهم الحسن والشنبوذي، وكيفية اللفظ به أن تلفظ بأول الفعل بحركة تامة مركبة من حركتين إفرازا لا شيوعا، فجزء الضمة مقدم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر، ولذا تمحضت الياء والباقون بإخلاص الكسرة ولا خلاف في "قيلا" في النساء "وقيلا سلاما، وأقوم قيلا" لأنها ليست أفعالا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/379] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قيل} [11 13] معًا قرأ هشام وعلي بإشمام كسرة القاف الضم، وكيفية ذلك أن تحرك القاف بحركة مركبة من حركتين، ضمة وكسرة، وجزء الضمة مقدم، ويليه جزء الكسرة.
ومن يقول غير هذا فإما أن يكون ارتكب المجاز، أو قال بما لا تحل القراءة به، والباقون بكسرة خالصة). [غيث النفع: 346] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون (11)} {قيل}
الفعل الثلاثي الذي انقلبت عينه ألفاً في الماضي إذا بني للمفعول أخلص كسر أوله وسكنت عينه ياء (قيل) كذا في لغة قريش ومجاوريهم من بني كنانة وبهذه اللغة قرأ ابن كثير وعاصم وأبو عمرو وحمزة، فقد كانوا يكسرون أوائل هذه الحروف كلها.
وقرأ بإشمام الكسرة الضم وبياء بعدها (قيل) هشام والكسائي ورويس والحسن والشنبوذي ونافع وأبو جعفر وابن
[معجم القراءات: 1/44]
محيصن وابن عامر.
وهى لغة كثير من قيس وعقيل ومن جاورهم وعامة بني أسد.
{قيل لهم}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام اللام في اللام وبالإظهار
{في الأرض}
قرأ ورش في لرض بنقل حركة الهمزة إلى اللام الساكنة قبلها فتصبح مفتوحة، ثم تسقط الهمزة ة من اللفظ لسكونها). [معجم القراءات: 1/45]

قوله تعالى: {أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)}

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({السفهاء ألا} [13]: تليين الثانية من الهمزتين المختلفتين في كلمتين:
[المنتهى: 2/559]
حجازي غير سالم وأبي مروان، وأبو عمرو، ويعقوب غير روح والمنهال.
يترك الأولى إذا اتفقتا من كلمتين أبو عمرو، وإسماعيل طريق البلخي، وقالون طريق الكسائي وأبي عون، وأبو ربيعة طريق البلخي والهاشمي، وقنبل طريق الواسطي، وزيد، ورويس .
وافق قنبل طريق ابن الصلت والبلخي والبزي، والفليحي، وإسحاق، وقالون غير أبي مروان وسالم أبا عمرو في المفتوحتين.
[المنتهى: 2/560]
وعوض اليزيدي طريق أبي عون وإسحاق، وقالون غير سالم وأبي مروان، وإسماعيل غير البلخي، والبزي غير البلخي والهاشمي، والفليحي في الأولى من المكسورتين كسرة كالياء، وفي المضمومتين ضمة كالواو.
وافق النحاس عن أصحابه طريق ابن الصلت أبا عمرو في المكسورتين، وقال عنهم في المضمومتين يترك الثانية ولا يمد.
ببيان الأولى شبه مد في اللفظ يزيد، والبخاري، وسهلٌ، وقنبلٌ، وورش، وافق سالم في ما جاء بعدها همزة فقط).[المنتهى: 2/561]

قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([11، 13]- {قِيلَ}، و{غِيضَ} [هود: 44] بالإشمام: الكسائي وهشام). [الإقناع: 2/597] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِبْدَالِ الْهَمْزَةِ الثَّانِيَةِ مِنَ السُّفَهَاءُ أَلَا فِي بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنَ السُّفَهَاءُ أَلَا فِي بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَتَيْنِ، وَكَذَلِكَ مَذْهَبُ حَمْزَةَ وَهِشَامٍ، فِي أَحَدِ وَجْهَيْهِ فِي الْوَقْفِ عَلَى السُّفَهَاءِ، وَكَذَلِكَ مَذْهَبُ حَمْزَةَ مِنْ طَرِيقِ الْعِرَاقِيِّينَ فِي الْوَقْفِ عَلَى السُّفَهَاءُ أَلَا فِي بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/208]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قرأ الكسائي وهشام ورويس {قيل} [11، 13]، {وغيض} [هود: 44]، {وجيء} [الزمر : 69، الفجر: 23]، {وحيل} [سبأ: 54]، {وسيق} [الزمر: 71، 73]، و{سيئت} [الملك: 27]، و{سيء} [هود: 77، العنكبوت: 33] بإشمام كسر أوائلهن الضم، وافقهم ابن ذكوان في {وحيل} [سبأ: 54]، ووافقهم هو والمدنيان في {سيء} [هود: 77، العنكبوت: 33] و{سيئت} [الملك: 27]،
[تقريب النشر في القراءات العشر: 449]
والباقون بإخلاص الكسر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 450] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({السفهاء ألا} [13] ذكر في الهمزتين من كلمتين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 450]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم اختلافهم في الهمزة الثانية من السّفهاء ألآ [البقرة: 13] [ومذهب] حمزة وهشام الوقف على السّفهاء وحمزة على ألآ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/146]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ: "السُّفَهَاءُ أَلا" [الآية: 13] بتحقيق الأولى وإبدال الثانية واوا خالصة مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمر وكذا أبو جعفر ورويس، والباقون بالتحقيق ويوقف "على السفهاء" لحمزة وهشام بخلفه بإبدال الهمزة ألفا مع المد والقصر والتوسط، ويجوز رومها بالتسهيل مع المد والقصر فتصير خمسة، وكذا كل همزة متطرفة مضمومة أو مكسورة لم ترسم لها صورة، ويوقف لحمزة على "قالوا آمنا" بالتحقيق مع عدم السكت وبالسكت وبالنقل وبالإدغام وأما التسهيل بين بين فضعيف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/379]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قيل} [11 13] معًا قرأ هشام وعلي بإشمام كسرة القاف الضم، وكيفية ذلك أن تحرك القاف بحركة مركبة من حركتين، ضمة وكسرة، وجزء الضمة مقدم، ويليه جزء الكسرة.
ومن يقول غير هذا فإما أن يكون ارتكب المجاز، أو قال بما لا تحل القراءة به، والباقون بكسرة خالصة). [غيث النفع: 346] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {السفهاء ألا} [13] اجتمع هنا همزتان، الأولى مضمومة، والثانية مفتوحة، فالحرميان والبصري يبدلون الثانية واوًا خالصة، ويحققون الأولى، والباقون بتحقيقهما.
وإذا وقفت على {السفهاء} وهو كاف، فكلهم إلا حمزة وهشامًا يحقق الهمزة، وهم في المد على ما تقدم.
إلا أن من له التوسط وهم الجماعة إن لم يعتد بالعارض فهو على أصله، وإن اعتد به زاد الإشباع، وهكذا كل ما شابهه نحو {يشآء} [213] و{السوء} [النساء: 17] و{تفيء} [الحجرات: 9] إن وقفت بالسكون أو الإشمام.
حيث لا يصح ولا يجوز لمن له الإشباع كورش التوسط، ولا يجوز القصر لأحد لأن في ذلك إلغاء السبب الأصلي، وهو الهمزة، واعتبار السبب العارض، وهو السكون.
وهما يبدلان الهمزة ألفًا فيجتمع حينئذ ألفان، فيجوز بقاؤهما لأن الوقف يحتمل اجتماع الساكنين، فتمد مدًا طويلاً، ويجوز أن يكون متوسطًا، كما تقدم في سكون الوقف.
[غيث النفع: 346]
وحذف إحداهما، فإن قدرتها الأولى: وجب القصر، لفقد الشرط لأن الألف تصير مبدلة من همزة ساكنة، كألف {يأمر} [الأعراف: 28] و{يأتي} [109] وما كان كذلك لا مد فيه.
وإن قدرتها الثانية: جاز المد والقصر، لأنه حرف مد قبل همزة مغير بالبدل، ويجوز أن تروم حركة الهمزة وتسهلها بين بين مع المد والقصر، عملاً بما روى سليم عن حمزة أنه كان يجعل الهمزة في هذا وأمثاله بين بين.
ولا يأتي ذلك إلا مع روم الحركة، لأن الحركة الكاملة لا يوقف عليها، لأن الهمزة الساكنة لا يأتي تسهيلها بين بين، فجملة الأوجه خمسة: المد والتوسط والقصر مع البدل، والمد والقصر مع التسهيل.
[غيث النفع: 347]
إلا أن أوجه البدل متفق عليها، ووجها التسهيل مختلف فيهما، فأجازهما الداني وأبو القاسم عبد الرحمن بن عتيق الصقلي المعروف بابن الفحام شيخ الإسكندرية صاحب التجريد والحافظ أبو العلاء وسبط الخياط والشاطبي وغيرهم، وأنكر ذلك الجمهور، ولم يجيزوا سوى الإبدال قال المحقق: «والصواب صحة وجهي التسهيل».
[غيث النفع: 348]
ويندرج حمزة مع هشام في هذه الأوجه، إلا في وجه التسهيل مع المد، لأن حمزة أطول منه مدًا). [غيث النفع: 349]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء إلا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون (13)}
{قيل}
تقدمت القراءة في الآية السابقة
{قيل لهم}
_ وسبق بيان الإدغام أيضاً في الآية السابقة
{قالوا أنؤمن}
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي بتحقيق الأولي وتليين الهمزة الثانية
{السفهاء ألا}
_ قرأ بتحقيق الهمزتين حفص عن عاصم وحمزة والكسائي وابن عامر وروح خلف (السفهاء ألا)
[معجم القراءات: 1/45]
وقرأ بتحقيق الأولى، وتخفيف الثانية بإبدالها واواً (السفهاء ولا) ابن كثير ونافع وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وابن أبي إسحاق وأبن مهران عن روح.
وقرأ أبو عمرو وآخرون بتسهيل الأولى بجعلها بين الهمزة والواو وتحقيق الثانية، وهي رواية سيبويه
والوجه الرابع بتسهيل الأولى بجعلها بين الهمزة والواو وإبدال الثانية واواً، وروي هذا عن أبي عمرو
وروي عن أبي عمرو أنه خفف الأولي ولين الثانية، وروي سيبويه عنه عكس ذلك
قال الزجاج: وحكى أبو عبيدة أن أبا عمرو كان يبدل الثانية فتحة، وهذا خلاف ما حكاه سيبويه، والقول فيه أيضاً محال، لأن الفتحة لا تقوم بذاتها، وإنما تقوم على حرف.
وأجاز قوم وجهاً أخر، وهو جعل الأولى بين الهمزة والواو، وجعل الثانية بين الهمزة والواو، ومنع بعضهم ذلك.
[معجم القراءات: 1/46]
ووقف حمزة وهشام والأعمش وخلف على السفهاء بإبدال الهمزة ألفاً، فتصبح صورتها (السفهاا) ولك بعد ذلك الحذف والإثبات.
ووقف هشام بخلاف عنه بإبدال الألف همزة مع المد والقصر والتوسط، وبتسهيلها بالروم مع المد والقصر.
ووقف حمزة على السفهاء ألا). [معجم القراءات: 1/47]

قوله تعالى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (9 - قَوْله {مستهزؤون}
حَمْزَة يقف على {مستهزؤون} بِغَيْر همز وَكَأَنَّهُ يُرِيد الْهَمْز
وَيُشِير إِلَى الزَّاي بِالْكَسْرِ كَمَا كَانَ يفعل فِي الْوَصْل وَلَا يضْبط إِلَّا بِاللَّفْظِ
وَكَذَلِكَ كَانَ يفعل بقوله {ليواطئوا} التَّوْبَة 53 {ويستنبئونك} يُونُس 53 و{متكئون} يس 56 و{فمالئون} الصافات 66 و{الخاطئون} الحاقة 37 {والصابئون} الْمَائِدَة 69 {وَالصَّابِئِينَ} الْبَقَرَة 62 وَالْحج 17

وَالْبَاقُونَ يصلونَ بِالْهَمْز ويقفون كَمَا يصلونَ بِالْهَمْز). [السبعة في القراءات: 142]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" لاقوا الذين " بزيادة ألف وفتح القاف، وكذلك " لاقيتهم الذين "، و" لاقوكم قالوا " كلها بالألف ابْن مِقْسَمٍ وأبو حنيفة والزَّعْفَرَانِيّ عن ابن مُحَيْصِن، الباقون بغير ألف فيهن، وهو الاختيار موافقةً للمصحف). [الكامل في القراءات العشر: 481]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قلت: (مستهزءون) ذكر لأبي جعفر في بابه). [تحبير التيسير: 283]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَبِي جَعْفَرٍ فِي حَذْفِ هَمْزِ مُسْتَهْزِئُونَ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ، وَكَذَلِكَ مَذْهَبُ حَمْزَةَ فِي الْوَقْفِ عَلَيْهِ، وَعَلَى يَسْتَهْزِئُ، وَعَلَى قَالُوا آمَنَّا وَنَحْوَهُ مِنْ طُرُقِ الْعِرَاقِيِّينَ، وَغَيْرِهِمْ فِي بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/208]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({مستهزءون} [14] ذكر لأبي جعفر في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 450]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وحذف أبو جعفر [واو] مستهزءون [البقرة: 14].
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/146]
ووقف حمزة عليه وعلى مستهزءون [البقرة: 14]، وقالوا ءامنّا [البقرة: 14] ونحوه). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/147]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ):
(واتفقوا: على أنه لا يجوز مد "خَلَوْا إِلَى" [الآية: 14] و"ابْنَيْ آدَم" لفقد الشرط باختلاف حركة ما قبله وضعف السبب بالانفصال). [إتحاف فضلاء البشر: 1/379]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ: "مستهزؤن" [الآية: 14] بحذف الهمزة وضم الزاي وصلا ووقفا أبو جعفر، ويوقف عليها لحمزة بالتسهيل بين الهمزة والواو وهو مذهب سيبويه وبالإبدال ياء وهو مذهب الأخفش، وبالحذف مع ضم ما قبل الواو للرسم على مختار الداني، فهي ثلاثة وأما تسهيلها بين الهمزة والياء وهو المعضل وإبدالها واوا فكلاهما لا يصح، وكذا الوجه الخامس وهو كسر الزاي مع الحذف وإذا وقف عليه للأزرق فمن روى عنه المد وصلا وقف كذلك اعتد بالعارض
[إتحاف فضلاء البشر: 1/379]
أم لا، ومن روى عنه التوسط وصلا وقف به إن لم يعتد بالعارض، وبالمدان اعتد به، ومن روى القصر وقف كذلك إن لم يعتد بالعارض وبالتوسط والإشباع أن اعتد به، وعن ابن محيصن من المفردة في رواية البزي "يمدهم" بضم الياء وكسر الميم من أمد). [إتحاف فضلاء البشر: 1/380]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {خلوا إلى} [14] ما فيه من نقل ورش وسكت خلف بخلف عنه لا يخفى، ولا يكون السكت إلا إذا وصلت الساكن بما فيه الهمز، أما إذا وقف على الساكن فيما يجوز الوقف عليه فلا سكت). [غيث النفع: 349]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مستهزءون} إذا وقفت عليه ففيه لحمزة ستة أوجه، الصحيح منها ثلاثة:
أحدها: تسهيل الهمزة بينها وبين الواو، على مذهب سيبويه عملاً بقوله:
وف يغير هذا بين بين.
الثاني: إبدال الهمزة ياءً محضة، عملاً بقوله:
والأخفش بعد الكسر ذا الضم أبدلا = بياء..
الثالث: حذف الهمزة مع ضم الزاي، عملاً بقوله:
ومستهزءون الحذف فيه ونحوه = وضم ...
[غيث النفع: 349]
فإن قلت: هذا القول مخمل، أي مطروح، على ما فهم السخاوي وغيره من كلامه، حيث جعلوا ألف (أخملا) للتثنية.
قلت: ما فهموه هو عند المحقيين وهم بين وغلط ظاهر، ولو أراده لقال (قيلا وأخملا) والصواب أن ألف (أخملا) للإطلاق، وتم الكلام عند قوله (وضم) وأن هذا الوجه من أصح الوجوه، روى عن حمزة بالنص الصريح من غير إشارة ولا تلويح، روى محمد بن سعيد البزاز عن خلاد عن سليم عن حمزة أنه كان يقف على {مستهزءون} بغير همز، وبضم الزاي، وممن نص على صحته الداني، وإنما الخامل حذف الهمزة مع بقاء كسرة الزاي، على مراد الهمزة، وهو لا يصح رواية ولا قياسًا، فهو الذي أشار إليه بالإخمال، ويأتي مع كل واحد من الثلاثة المد والتوسط والقصر لأجل سكون الوقف.
وأما ورش فإن وصل فإن له فيها الثلاثة، وإن وقف فمن روى المد عنه وصلاً وقف كذلك، سواء اعتد بالعارض أم لا، لأن سبب المد لم يتغير حالة الوقف، بل ازداد قوة بسبب سكون الوقف، ومن روى التوسط وصلاً وقف به إن لم يعتد بالعارض، وبالمد إن اعتد به، ومن روى القصر وقف به إن لم يعتد بالعارض، وبالتوسط والإشباع إن
[غيث النفع: 350]
اعتد به، فافهم هذا وأجره على كل ما ماثله نحو {النبيئين} [61] و{المآب} [آل عمران] ولا تحوجني إلى التكرار، نجاني الله وإياك من عذاب النار.
تنبيه: وهذا ما لم يتصل {مستهزءون} بـ {ءامنا} قبله، فإن قرأتهما معًا فلك على القصر في {ءامنا} الثلاثة، وعلى التوسط التوسط والطويل، وعلى الطويل الطويل فقط، لأن الثاني أقوى فلا يكون أحط رتبة من الأول). [غيث النفع: 351]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون (14) }
{لقوا}
قرأ ابن السميفع اليماني وأبو حنيفة (لاقوا) من (لاقي) على وزن فاعل، وهو بمعنى الفعل المجرد (لقي)
وقراءة الجماعة (لقوا) من (لقي)
{خلوا إلى}
قرأ الجمهور من القراء (خلوا إلى) بسكون الواو وتحقيق الهمزة
وقرأ ورش بإلقاء حركة الهمزة على الواو وحذف الهمزة خلولي
قال الزجاج وكذلك يقرأ أهل الحجاز وهو جيد بالغ
[معجم القراءات: 1/47]
{معكم}
- قراءة الجمهور بتحريك العين (معكم)
وقرئ في الشاذ معكم بتسكين العين، وهي لغة غنم وربيعة
{مستهزءون}
قراءة الجماعة مستهزئون بتحقيق الهمزة، وهو الأصل، وهي القراءة الجيدة عند الزجاج، وهو مذهب سيبويه
وقرأ يزيد بن القعقاع وحمزة والأخفش (مستهزيون) بقلب الهمزة ياء مضمومة لانكسار ما قبلها، وهو مذهب الأخفش
وقرأ أبو جعفر بحذف الهمزة وضم ما قبلها من أجل الواو مستهزون، وذلك في الوصل والوقف، وهو وجه ضعيف عند الزجاج.
ويوقف لحمزة بالتسهيل بين الهمزة والواو، وهو مذهب سيبويه
قال الأنباري: كان حمزة يسكت علي (مستهزون) فيمد، يشبه الواو من غير إظهار الواو). [معجم القراءات: 1/48]

قوله تعالى: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) }
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (10 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {فِي طغيانهم} 15 و{فِي آذانهم} 19
قَالَ أَبُو عَمْرو الدوري ونصير بن يُوسُف النَّحْوِيّ كَانَ الْكسَائي يمِيل الْألف فِي {طغيانهم} و{فِي آذانهم} الْبَقَرَة 19 وَقَالَ أَبُو الْحَارِث اللَّيْث بن خَالِد وَغَيره كَانَ الْكسَائي لَا يمِيل هَذَا وأشباهه
وَالْبَاقُونَ يفتحون). [السبعة في القراءات: 142]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَيَمُدُّهُمْ) بضم الياء وكسر الميم ابن مُحَيْصِن، والأعرج، وأبو حذيفة عن ابْن كَثِيرٍ، الباقون بفتح الياء وضم الميم، وهو الاختيار لموافقة المصحف، ولأن معناه يملى لهم ويجزيهم). [الكامل في القراءات العشر: 481]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ومذهب دوري الكسائي في إمالة طغيانهم [البقرة: 15] وآذانهم [البقرة: 19]، وإمالة بالكافرين [البقرة: 19]، وشاء [البقرة: 20] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/147] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الدُّورِيِّ عَنِ الْكِسَائِيِّ فِي إِمَالَةِ طُغْيَانِهِمْ، وَآذَانِهِمْ فِي بَابِ الْإِمَالَةِ، وَتَقَدَّمَ مَذَاهِبُهُمْ فِي إِمَالَةِ الْكَافِرِينَ فِيهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/208] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال: "طغيانهم" [الآية: 15] الدوري عن الكسائي وفتحها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/380]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون (15)}{يستهزئ }
فيه خمسة أوجه لهشام وحمزة:
1.إبدال الهمزة ياء ساكنة لسكونها وقفاً بحركة ما قبلها على التخفيف القياسي يستهزي
2. إبدالها ياء مضمومة (يستهزي) على ما نقل من مذهب الأخفش، وإن وقف فهو بالسكون، وهو موافق لما قبله.
3. ويجوز مع الإبدال الروم والإشمام.
4. روم حركة الهمزة فتسهل بين الهمزة والواو على مذهب سيبويه وغيره، وهي أيضاً قراءة السلمي والأهوازي.
5. وهو الوجه المعضل، وهو تسهيلها بين الهمزة والياء على الروم
{ويمدهم}
قراءة الجمهور (يمدهم) من مد الثلاثي
وقرأ ابن محيصن بخلاف عنه وشبل وابن كثير (يمدهم) بالياء المضمومة من (أمد) الرباعي.
{طغيانهم}
_ قرأ الجمهور (طغيانهم)
_ وقرأ زيد بن على طغيانهم بكسر الطاء، والضم والكسر لغتان.
[معجم القراءات: 1/49]
وتفرد الكسائي في رواية الدوري بالإمالة فيه حيث وقع طغيانهم
قال ابن خالويه: يقرأ بالإمالة والتفخيم وبينهما
وذكر الحجة لكل قراءة، ومما قال: إن من قرأ بين الفتح والإمالة عدل بين اللغتين، فأخذ بأحسن اللفظين). [معجم القراءات: 1/50]

قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({اشتروا} [16]، و{فتمنوا} [94، الجمعة: 6]، و{لا تنسوا}، ونحوه: باختلاس الضمة العمري).[المنتهى: 2/562]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ)، و(فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ) بكسر الواو فيهما، وأمثالهما أبو السَّمَّال، وعمران عن أَبِي عَمْرٍو، وروي أبو زيد عنه بالفتح، وروى الْعُمَرِيّ عن أبي جعفر وابن حماد عن شيبة وابنا أبي أويس والأصمعي جميعًا عن نافع (اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ) باختلاس الضمة، الباقون بإشمباع الواو المضمومة، وهو الاختيار موافقة للجماعة). [الكامل في القراءات العشر: 481]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "بالهدى" [الآية: 16] حمزة والكسائي وكذا خلف وبالفتح والتقليل الأزرق ويوقف لحمزة على "فَلَمَّا أَضَاءَت" [الآية: 17] بتحقيق الأولى وبتسهيلها مع المد والقصر، وبالسكت مع التحقيق فأربعة، والكل مع تسهيل الثانية مع المد والقصر فتصح ستة لإخراج المد في الأول مع القصر في الثاني، وعكسه حال التسهيل للتصادم وتجري الأربعة في "كُلَّمَا أَضَاءَ" [الآية: 20] مع ثلاثة الإبدال في المتطرفة فتصير اثني عشر وجها وعن الحسن "ظلمات" [الآية: 17] بسكون اللام حيث وقع). [إتحاف فضلاء البشر: 1/380]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الضلالة} [16] هو ضاد ساقط، فلا تفخيم لورش في اللام بعده). [غيث النفع: 351]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين (16)}
{اشتروا}
قراءة الجمهور بضم الواو (اشترو) واختير لها الضم للفرق بين واو الجمع والواو الأصلية
وقرأ يحيي بن يعمر وابن أبي إسحاق وأبو السمال (اشترو...)
بكسر الواو هنا على أصل التقاء الساكنين، سكون الواو وسكون (أل) من لفظ الضلالة بعدها
[معجم القراءات: 1/50]
- وقرأ أبو السمَّال العدوي وأبو زيد الأنصاري (اشتروا...) بالفتح؛ وذلك للتخفيف، وقد حكاه أبو الحسن، وهو مروي عن قطرب.
قال ابن جني: (بفتح الواو، كل ذلك لالتقاء الساكنين، فمن كسر فعلى أصل حركة التقاء الساكنين، ومن ضم فلأجل واو الجمع، ومن فتح تبلغ بالفتحة لخفتها).
- وقرأ الكسائي (اشترؤا) بالهمز، فهي عنده لغة، وعند البصريين لحن، وقيل: إنه أجاز همزها لانضمامها، ورد هذا ابن كيسان وغيره.
- ومن القراء من يختلسها، فيحذفها لالتقاء الساكنين (اشتر الضلالة).
قالوا: (وهو ضعيف؛ لأن قبلها فتحة، والفتحة لا تدل عليها).
- وذكر الطوسي عن زيد بن إسماعيل أنه خفف ضمة الواو.
{بِالْهُدَى}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف والأعمش، وهي لغة تميم.
[معجم القراءات: 1/51]
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- وقراءة الباقين بالفتح، وهي لغة قريش.
{رَبِحَت تجارتهم}
- اتفق القراء على إدغام التاء في التاء
{تجارتهم}
- قراءة الجماعة على الإفراد (تجارتهم).
- وقرأ ابن أبي عبلة (تجاراتهم) على الجمع). [معجم القراءات: 1/52]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس