عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 6 جمادى الآخرة 1434هـ/16-04-2013م, 06:02 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ...}.
كأنه قال: فأتعسهم الله وأضل أعمالهم؛ لأنّ الدعاء قد يجري مجرى الأمر والنهي، ألا ترى أنّ أضل فعل، وأنها مردودة على التعس، وهو اسم لأن فيه معنى أتعسهم، وكذلك قوله: {حتّى إذا أثخنتموهم فشدّوا} مردودة على أمر مضمر ناصبٍ لضرب الرقاب). [معاني القرآن: 3/58]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ} من قولك: تعست، أي عثرت وسقطت). [تفسير غريب القرآن: 410]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8)}
{الّذين} في موضع رفع على الابتداء. ويكون {فَتَعْسًا لَهُمْ} الخبر.
ويجوز أن يكون نصبا على معنى أتعسهم اللّه.
والتعس في اللغة: الانحطاط والعثور). [معاني القرآن: 5/7-8]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} [آية: 8]
أي ممن ينبغي أن يقال لهم أتعسهم الله أي لا جبرهم وهذا يدعى به على العاثر
وقال ثعلب: التعس الشر، قال: وقيل هو البعد، وانتكس قلب أمره وأفسد
وقال ابن السكيت: التعس أن يخر على رأسه، قال: والتعس أيضا الهلاك). [معاني القرآن: 6/467-468]

تفسير قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ...} كرهوا القرآن وسخطوه). [معاني القرآن: 3/59]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( ({ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9)}
كرهوا القرآن ونبوة النبي عليه السلام فأحبط اللّه أعمالهم). [معاني القرآن: 5/8]

تفسير قوله تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (10) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا ...}
يقول: لأهل مكة أمثال ما أصاب قوم لوط وعاد وثمود وعيدٌ من الله). [معاني القرآن: 3/59]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: ( {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (10)}
المعنى فينظروا كيف كان عاقبة الكافرين الذين من قبلهم.
{دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ}، أي أهلكهم اللّه.
{وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا} أي أمثال تلك العاقبة، فأهلك الله عزّ وجل بالسّيف من أهلك ممن صدّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم -). [معاني القرآن: 5/8]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا} [آية: 10]
قال مجاهد وللكافرين التدمير وعيدا من الله
وقال غيره فقتل منهم من قتل بالسيف). [معاني القرآن: 6/468]

تفسير قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ (11) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا ...}
يريد: ولي الذين آمنوا، وكذلك هي في قراءة عبد الله "ذلك بأن الله ولي الذين آمنوا" وهي مثل التي في المائدة في قراءتنا: {إنما وليّكم الله ورسوله}، ومعناهما واحد، والله أعلم). [معاني القرآن: 3/59]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( " {بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا} " ولي الذين آمنوا). [مجاز القرآن: 2/215]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا} أي وليهم. {وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ}: لا ولي لهم). [تفسير غريب القرآن: 410]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (المولى
المولى: المعتق. والمولى: المعتق. والمولى: عصبة الرّجل. ومنه قول الله عز وجل: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي} [مريم: 5]. أراد: القرابات.
وقال رسول الله، صلّى الله عليه وسلم: ((أيّما امرأة نكحت بغير أمر مولاها فنكاحها باطل))، أي: بغير أمر وليها.
وقد يقال لمن تولّاه الرجل وإن لم يكن قرابة: مولى. قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ} [محمد: 11] أي: وليّ المؤمنين، وأن الكافرين لا ولي لهم.
وقال تعالى: {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا} [الدخان: 41]. أي: وليّ عن وليّه شيئا، إمّا بالقرابة أو بالتّولّي.
[تأويل مشكل القرآن: 455]
والحليف أيضا: المولى. قال النابغة الجعدي
موالِيَ حِلْفٍ لا مَوالِي قَرَابَةٍ = وَلَكِنْ قَطِينًا يَسْأَلُونَ الأَتَاوِيَا

وقال الله عز وجل: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب: 6] يريد: إذا دعاهم إلى أمر، ودعتهم أنفسهم إلى خلاف ذلك الأمر- كانت طاعته أولى بهم من طاعتهم لأنفسهم). [تأويل مشكل القرآن: 456] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ (11)}
أي بأن اللّه ولي الذين آمنوا يتولاّهم في جميع أمورهم في هدايتهم والنصر على عدوهم.
{وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ } أي لا وليّ لهم ينصرهم من اللّه في هداية ولا علوّ على المؤمنين). [معاني القرآن: 5/8]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ} [آية: 11]
قال قتادة أي ولي الذين آمنوا
قال أبو جعفر وفي قراءة عبد الله كذلك وقال الشاعر:
فغدت كلا الفرجين تحسب أنه = مولى المخافة خلفها وأمامها
أي ولي المخافة
وروى سماك عن عكرمة عن ابن عباس ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا قال لا مولى لهم غيره
قال قتادة نزلت هذه الآية يوم أحد والنبي صلى الله عليه وسلم في الشعب وقد أثخن في المسلمين بالقتل والجراح فصاح المشركون يوم بيوم بدر لنا العزى ولا عزى لكم فأنزل الله جل وعز: {وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ} إلى قوله: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ}
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم قولوا الله مولانا ولا مولى لكم وقتلانا أحياء يرزقون في الجنة وقتلاكم في النار
قال أبو جعفر والمعنى الله ولي الذين آمنوا في الهداية والنصرة فلما أخبر بولايته المؤمنين وخذلانه الكافرين أعلم بما أعده للمؤمنين والكافرين فقال إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار أي منزل لهم
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ } [آية: 14] ). [معاني القرآن: 6/468-470]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا}: وليهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 231]


رد مع اقتباس