عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 03:23 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ولا تتّبعوا خطوات الشّيطان...} أي: لا تتبعوا آثاره؛ فإنها معصية). [معاني القرآن: 1/124]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {السّلم}: الإسلام، والسّلم يؤنث ويذكر، قال حاجز الأزديّ:
وإنّ السّلم زائدةٌ نواه وفي موضع آخر الصلح،
{كافّةً}: جميعاً، يقال: إنه لحسن السّلم).
[مجاز القرآن: 1/71-72]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({يا أيّها الّذين آمنوا ادخلوا في السّلم كافّةً ولا تتّبعوا خطوات الشّيطان إنّه لكم عدوٌّ مّبينٌ}
قال: {ادخلوا في السّلم كافّةً} و"السّلم": الإسلام. وقوله: {وتدعوا إلى السّلم وأنتم الأعلون} ذلك: الصلح.
وقد قال بعضهم في "الصلح": "السّلم.
وقال: {ويلقوا إليكم السّلم} وهو الاستسلام.
وقال: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً} أي: قالوا "براءةً منكم" لأنّ "السّلام" في بعض الكلام هو: البراءة. تقول: "إنّما فلان سلامٌ بسلام" أي: لا يخالط أحداً. قال الشاعر:

سلامك ربّنا في كلّ فجرٍ = بريئا ما تغنّثك الذّموم
يعني تأوّبك، يقول: "براءتك".
وقال: {إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً قال سلامٌ} وهذا فيما يزعم المفسرون: قالوا خيراً. كأنه - والله أعلم - سمع منهم التوحيد فقد قالوا خيرا، فلما عرف أنهم موحدون قال: "سلامٌ عليكم" فسلم عليهم. فهذا الوجه رفع على الابتداء.
وقال بعضهم: "ما كان من كلام الملائكة فهو نصب وما كان من الإنسان فهو رفع في السلام". وهذا ضعيف ليس بحجة.
وقال: {فاصفح عنهم وقل سلامٌ} فهذا يجوز على معنى: "سلامٌ عليكم" في التسليم. أو يكون على البراءة إلا أنه جعله خبر المبتدأ كأنه قال "أمري سلامٌ". أي: أمري براءة منكم، وأضمر الاسم كما يضمر الخبر. وقال الشاعر:

فيا ظبية الوعساء بين جلاجلٍ = وبين النّقا آأنت أم أم سالم
على: "أأنت هي أم أم سالم" أي: أشكلت عليّ بشبه أمّ سالم بك. وكل هذا قد أضمر الخبر فيه.
ومثل ذلك {لا يستوي منكم مّن أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجةً مّن الّذين أنفقوا من بعد وقاتلوا} فلما قال: {أولئك أعظم درجةً مّن الّذين أنفقوا من بعد وقاتلوا} كان فيه دليلٌ على معنى {لا يستوي منكم مّن أنفق من قبل الفتح} "ومن أنفق من بعد الفتح" أي لا يستوي هؤلاء وهؤلاء.

وقال: {ولا تتّبعوا خطوات الشّيطان} لأن كل اسم على "فعلة" خفيف إذا جمع حرك ثانية بالضم نحو" ظلمات" و"غرفات" لأن مخرج الحرفين بلفظ واحد إذا قرب أحدهما من صاحبه [كان] أيسر عليهم.
وقد فتحه بعضهم فقال: "الركبات" و"الغرفات" و"الظلمات"،
وأسكن بعضهم ما كان من الواو كما يسكن ما كان من الياء نحو "كليات" أسكن اللام لئلا تحوّل الياء واوا فأسكنها في "خطوات" لأن الواو أخت الياء. وما كان على "فعلة" نحو: "سلوة" و"شهوة" حرّك ثانية في الجمع بالفتح نحو "سلوات" و"شهوات" فإذا كان أوله مكسورا كسر ثانيه نحو "كسره" و"كسرات"، و"سدرة"، و"سدرات".
وقد فتح بعضهم ثاني هذا كما فتح ثاني المضموم واستثقل الضمتين والكسرتين.
وما كان من نحو هذا ثانيه واو أو ياء أو التقى فيه حرفان من جنس واحد لم يحرّك، نحو: "دومة" و"دومات"، و"وعوذة" و"عوذات" وهي: المعاذة، و"بيضة" و"بيضات" و"ميتة" و"ميتات". لأن هذا لو حرّك لتغير وصار ألفا فكان يغير بناء الاسم فاستثقلوا ذلك.
وقالوا: "عضةٌ" و"عضات" فلم يحركوا لأن هذا موضع تتحرك فيه لام الفعل فلا يضعف ولولا أنه حرك لضعف وأكثر [ما] في "الظلمات" و"الكسرات" وما أشبههما أن يحرك الثاني على الأول.
وقد دعاهم ذلك إلى أن قالوا "أذكر" فضموا الألف لضمة الكاف وبينها حرف فذلك أخلق.
وقد قال بعضهم: "أنا أنبوك" و"أنا أجوك" فضم الباء والجيم لضمة الهمزة ليجعلها على لفظ واحد، فهذا أشد من ذاك.
وقال: "هذا هو منحدرٌ من الجبل" يريد "منحدرٌ" فضم الدال لضمة الراء، كما ضم الباء والجيم في "أنبوك" و"أجوك").
[معاني القرآن: 1/134-136]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة أهل المدينة {ادخلوا في السلم كافة}.
وأبو عمرو {في السلم} بالكسر؛ أي في الإسلام.
والحسن {السلم} أيضًا، {وإن جنحوا للسلم} {وتدعوا إلى السلم} مكسورة أيضًا.
[معاني القرآن لقطرب: 266]
وأهل المدينة {للسلم}، {وتدعوا إلى السلم} بالفتح.
وأصحاب عبد الله بن مسعود {جنحوا للسلم} و{ادخلوا في السلم} بالفتح؛ و{إلى السلم} بالكسر). [معاني القرآن لقطرب: 267]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة أبي جعفر {خطوات} بضم الطاء.
عمرو بن عبيد "خطؤات" بالهمز؛ كأنه أراد من خطئ الرجل في دينه، خطئا وخطئا من الخطيئة.
[معاني القرآن لقطرب: 267]
ومن لم يهمز فالمعنى في خطوات والواحد خطوة؛ أي أثر الشيطان، يكون خطوات غير مهموز، واحدها خطوة بغير همز.
وكان ابن عباس رحمه الله، والحسن يقولان: خطوات الشيطان طاعته.
وكأن المعنى اتباع أثره، من خطا يخطو؛ أو يكون الهمز من خطئ الرجل من الخطيئة؛ أي: لا تتبعوا خطيئات الشيطان؛ خطئ في الذنب، وأخطأ في الشيء؛ إذا أراده فلم يصبه.
[قال أبو الحسن الدمشقي: أنشدني يعقوب بن السكيت:
عبادك يخطئون وأنت رب = بكفيك المنايا والحتوف] ). [معاني القرآن لقطرب: 268]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {ادخلوا في السلم كافة} فقد أخبرنا عنها في القراءة؛ بالسلم والسلم؛ وقالوا في كلامهم: هي السلم، وهو السلم؛ وإذا فتحو ذكروا؛ وهو الصلح، وقالوا: السلام أيضًا، في معنى السلم.
قال الأعشى:
أذاقتهم الحرب أنفاسها = وقد تكره الحرب بعد السلم
[معاني القرآن لقطرب: 354]
وقالوا أيضًا: هو السلم، وهي السلم، وهو الصلح أيضًا؛ وقالوا: السلم أيضًا للاستسلام للأمر؛ وقال {وألقوا إلى الله يومئذ السلم} وقالوا: أيضًا السلم للإسلام نفسه.
وقال لبيد:
فكأنما صادفنه بمضيعة = سلمًا لهن بواجب معزوم
والسلم أيضًا نبات؛ والسلم أيضًا شجر، والسلم: ما أسلفت فيه أيضًا؛ والسلم: الدلو يستقي بها السقاؤون.
وقوله {في السلم كافة} {كافة} جميعًا، في قول الحسن، والعرب تقول: رأيت القوم كافة، وكافين، ورأيت النسوة كافات). [معاني القرآن لقطرب: 355]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({في السلم كافة}: السلم الإسلام. كافة جميعا). [غريب القرآن وتفسيره: 90]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ادخلوا في السّلم كافّةً} الإسلام. وتقرأ في السّلم بفتح السين أيضا وأصل السّلم والسّلم الصلح. فإذا نصبت اللام فهو الاستسلام والانقياد. قال: {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السّلام}[النساء: 94] أي: استسلم وانقاد.
{كافّةً} أي: جميعا). [تفسير غريب القرآن: 81]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {يا أيّها الّذين آمنوا ادخلوا في السّلم كافّة ولا تتّبعوا خطوات الشّيطان إنّه لكم عدوّ مبين}
{كافة} بمعنى: الجميع الإحاطة،
فيجوز أن يكون معناه: ادخلوا جميعا،
ويجوز أن يكون معناه: ادخلوا في السلم كله، أي: في جميع شرائعه، ويقال السلم والسلم -
{جميعا}، ويعني به: الإسلام والصلح، وفيه ثلاث لغات:
يقال: السّلم، والسّلم، والسّلم، وقد قرئ به:{ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام}.

ومعنى {كافة} في اشتقاق اللغة: ما يكف الشيء من آخره، من ذلك كفة القميص، يقال لحاشية القميص كفة، وكل مستطيل فحرفه كفه، ويقال في كل مستدير كفّه، وذلك نحو كفّة الميزان، ويقال إنّما سميت كفّة الثوب لأنها تمنعه أن ينتشر، وأصل الكف المنع، ومن هذا قيل لطرف اليد " كف " لأنها يكف بها عن سائر البدن، وهي الراحة مع الأصابع، ومن هذا قيل رجل مكفوف، أي قد كف بصره من أن ينظر
فمعنى الآية: ابلغوا في الإسلام إلى حيث تنتهي شرائعه، فكفوا من أن تعدوا شرائعه.

أو: ادخلوا كلكم حتى يكف عن عدد وأحد لم يدخل فيه.
وقيل في معنى الآية: أن قوما من اليهود أسلموا فأقاموا على تحريم السبت وتحريم أكل لحوم الإبل، فأمرهم اللّه عزّ وجلّ - أن يدخلوا في جميع شرائع الإسلام
وقال بعض أهل اللغة: جائز أن يكون أمرهم - وهم مؤمنون - أن يدخلوا في الإيمان، أي بأن يقيموا على الإيمان ويكونوا فيما يستقبلون عليه كما قال: {يا أيّها الّذين آمنوا آمنوا باللّه ورسوله والكتاب الّذي نزّل على رسوله والكتاب الّذي أنزل من قبل}، وكلا القولين
جائز لأن الله عزّ وجلّ، قد أمر بالإقامة على الإسلام فقال: {ولا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون}.
وقوله عزّ وجلّ: {ولا تتبعوا خطوات الشيطان} أي: لا تقتفوا آثاره، لأنّ ترككم شيئا من شرائع الإسلام اتباع الشيطان.
{خطوات}جمع خطوة، وفيها ثلاث لغات:
خطوات، وخطوات، وخطوات، وقد بيّنّا العلة في هذا الجمع فيما سلف (من الكتاب) ).
[معاني القرآن: 1/279-280]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة}
قال مجاهد: يعني الإسلام.
وروى أبو مالك عن ابن عباس قال: يقول في الإسلام جميعا.
قال أبو جعفر: وأصل السلم الصلح والمسالمة،
فيجوز أن يكون المعنى: اثبتوا على الإسلام.
ويجوز أن يكون المعنى: لمن آمن بلسانه.

وقد روي أن قوما من اليهود أسلموا وأقاموا على تحريم السبت فأمرهم الله أن يدخلوا في جميع شرائع الإسلام). [معاني القرآن: 1/153-154]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال تعالى: {ولا تتبعوا خطوات الشيطان}
قال الضحاك: هي الخطايا التي يأمر بها.
قال أبو إسحاق، أي: لا تقفوا آثاره لأن ترككم شيئا من شرائع الإسلام اتباع الشيطان). [معاني القرآن: 1/154]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ): (والكافة: الجماعة). [ياقوتة الصراط: 179]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({في السلم} أي: الإسلام، وأصله الصلح، ومثله من فتح السين، وقيل: هما لغتان، وقيل: الفتح معناه الصلح). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 39]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({السِّلْمِ}: الصلح. {كَافَّةً}: جماعة). [العمدة في غريب القرآن: 89]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209)}
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {فإن زللتم} المصدر: زلا وزللا وزليلا وزلولا). [معاني القرآن لقطرب: 355]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البيّنات فاعلموا أنّ اللّه عزيز حكيم}
يقال زل يزل زلا وزللا جميعا، ومزلّة، وزل - في الطين زليلا، ومعنى {زللتم} تنحيتم عن القصد والشرائع.
{فاعلموا أنّ اللّه عزيز حكيم}.
ومعنى {عزيز}: لا يعجزونه ولا يعجزه شيء.
ومعنى{حكيم} أي: حكيم فيما فطركم عليه، وفيما شرع لكم من دينه).
[معاني القرآن: 1/280]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال تعالى: {فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات} أي: تنحيتم عن القصد.
{فاعلموا أن الله عزيز} لا تعجزونه ولا يعجزه شيء.
{حكيم}
فيما فطركم عليه وشرع لكم من دينه).
[معاني القرآن: 1/154]

تفسير قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (210)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {هل ينظرون إلاّ أن يأتيهم اللّه في ظللٍ مّن الغمام والملائكة...}
رفع مردود على (الله) تبارك وتعالى، وقد خفضها بعض أهل المدينة. يريد "في ظللٍ من الغمام وفي الملائكة". والرفع أجود؛ لأنها في قراءة عبد الله {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله والملائكة في ظللٍ من الغمام}). [معاني القرآن: 1/124]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({هل ينظرون إلاّ أن يأتيهم اللّه في ظللٍ مّن الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى اللّه ترجع الأمور}
قال: {هل ينظرون إلاّ أن يأتيهم اللّه في ظللٍ مّن الغمام والملائكة} على "وفي الملائكة".
وقال بعضهم {والملائكة} أي: وتأتيهم الملائكة. والرفع هو الوجه وبه نقرأ. لأنه قد قال ذلك في غير مكان قال: {وجاء ربّك والملك} وقال: {إلاّ أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربّك} و"الملك" في هذا الموضع جماعة كما تقول: "أهلك الناس الدينار والدرهم" و"هلك البعير والشّاء" تريد: جماعة الإبل والشاء.
وقوله: {إلاّ أن يأتيهم اللّه} يعني أمره، لأنّ اللّه تبارك وتعالى لا يزول كما تقول: "قد خشينا أن تأتينا بنو أميّة". وإنما تعني حكمهم).
[معاني القرآن: 1/136-137]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة أهل المدينة وأبي عمرو {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة} رفع إلا أبا جعفر وحده، فإنه كان يخفضها.
الرفع: وتاتيهم الملائكة، والخفض: في ظل من الغمام وفي الملائكة.
قراءة الزهري (والملائكةِ) بالخفض أيضًا.
الحسن (تَرْجِع الأمور).
[معاني القرآن لقطرب: 268]
أبو عمرو {ترجع} [لا ينون] ). [معاني القرآن لقطرب: 269]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({هل ينظرون إلّا أن يأتيهم اللّه} أي: هل ينتظرون إلّا ذلك يوم القيامة.
{وقضي الأمر} أي: فرغ منه). [تفسير غريب القرآن: 81]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {هل ينظرون إلّا أن يأتيهم اللّه في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى اللّه ترجع الأمور}
قال أهل اللغة معناه: يأتيهم اللّه بما وعدهم من العذاب، والحساب كما قال: {فأتاهم اللّه من حيث لم يحتسبوا} أي: آتاهم بخذلانه إياهم.
و{ظلل} جمع ظلّة. و{الملائكة} تقرأ على وجهين:
بالضم والكسر.
فمن قرأ الملائكة بالرفع،
فالمعنى ينظرون إلا أن يأتيهم اللّه والملائكة، والرفع هو الوجه المختار عند أهل اللغة في القراءة،
ومن قرأ والملائكة، فالمعنى هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام وظلل من الملائكة.

ومعنى {وقضي الأمر} أي: فرغ لهم ما كانوا يوعدون.
ومعنى{وإلى اللّه ترجع الأمور}
وترجع الأمور - يقرأان جميعا – تردّ فإن قال قائل أليست الأمور - الآن وفي كل وقت - راجعة إلى الله عزّ وجلّ، فالمعنى في هذا: الإعلام في أمر الحساب والثواب والعقاب، أي إليه تصيرون فيعذب من يشاء ويرحم من يشاء). [معاني القرآن: 1/280-281]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال تعالى: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام}
قال مجاهد: إن الله يأتي يوم القيامة في ظلل من الغمام.
وقيل هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله بما وعدهم من الحسنات والعذاب
فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، أي: بخذلانه إياهم وهذا قول أبي إسحاق
وقال الأخفش سعيد: أن يأتيهم الله يعني أمره لأن الله تعالى لا يزول كما تقول خشينا أن تأتينا بنو أمية وإنما تعني حكمهم
{وقضي الأمر} أي: فرغ لهم ما كانوا يوعدون). [معاني القرآن: 1/155-156]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال تعالى: {وإلى الله ترجع الأمور} وهي راجعة إليه في كل وقت.
قال قطرب: المعنى أن المسألة عن الأعمال والثواب فيها والعقاب يرجع إليه يوم القيامة لأنهم اليوم غير مسؤولين عنها.
وقال غيره: وقد كانت في الدنيا أمور إلى قوم يجورون فيها فيأخذون ما ليس لهم فيرجع ذلك كله إلى الله يحكم فيه بالحق.
3- وبعده وقضي بالحق، أي: فصل القضاء بالعدل الخلق). [معاني القرآن: 1/156]


رد مع اقتباس