الموضوع: سورة الشورى
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 8 شوال 1433هـ/25-08-2012م, 09:34 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي

سورة الشورى:
قوله عز وجل: {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه}

قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (الآية الرابعة: قوله تعالى: {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه...} الآية [20 / الشورى / 42] نسخت بقوله تعالى في سورة سبحان: {من كان يريد العاجلة عجلنا له...} [18 / الإسراء / 17].).[الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 54]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): ( باب ذكر الموضع الثّالث
قال جلّ وعزّ {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدّنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب} [الشورى: 20] فيه قولان: من ذلك ما حدّثناه عليل بن أحمد، قال: حدّثنا محمّد بن هشامٍ، قال: حدّثنا عاصم بن سليمان، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، قال: وقوله تعالى {من كان يريد حرث الآخرة} [الشورى: 20] " من كان من الأبرار يريد بعمله الصّالح ثواب الآخرة {نزد له في حرثه} [الشورى: 20] أي في حسناته {ومن كان يريد حرث الدّنيا} [الشورى: 20]أي من كان من الفجّار يريد بعمله الحسن الدّنيا {نؤته منها} [آل عمران: 145] ثمّ نسخ ذلك في سورة سبحان {من كان يريد العاجلة عجّلنا له فيها ما نشاء لمن نريد} [الإسراء: 18] "
والقول الآخر: إنّها غير منسوخةٍ وهو الّذي لا يجوز غيره لأنّ هذا خبرٌ والأشياء كلّها بإرادة اللّه ألا ترى أنّه قد صحّ عن النّبيّ اللّه صلّى الله عليه وسلّم:
((لا يقل أحدكم اللّهمّ اغفر لي إن شئت اللّهمّ ارحمني إن شئت))
قال أبو جعفرٍ: إلّا أنّه يجوز أن يتأوّل للقول الأوّل أن يكون معناه هذه على نسخه هذه فيصحّ ذلك وربّما أغفل من لم ينعم النّظر في مثل هذا فجعل في الأخبار ناسخًا ومنسوخًا فلحقه الغلط العظيم والدّليل على أنّها غير منسوخةٍ أنّه خبرٌ
وقد قال قتادة في الآية: من آثر الدّنيا على الآخرة وكدح لها لم يكن له في الآخرة إلّا النّار ولم يزدد منها شيئًا إلّا ما قسم اللّه له). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/616-617] (م)
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (الآية الرّابعة قوله تعالى {من كان يريد حرث الآخرة نزوله في حرثه ومن كان يريد حرث الدّنيا نؤته منها وماله في الآخرة من نصيبٍ} نسخت الآية الّتي في بني إسرائيل وهي قوله تعالى {من كان يريد العاجلة عجّلنا له فيها ما نشاء لمن نريد}). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 155]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (فقوله تعالى: {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدّنيا نؤته منها}.
روى الضّحاك عن عبد الله بن عباسٍ أنه قال: هي منسوخةٌ بقوله في "سبحان": {عجّلنا له فيها ما نشاء لمن نريد} [الإسراء: 18].
قال أبو محمد، وهذا من نسخ المكّي بالمكّي - على هذا القول -.
والذي يوجبه النظر، وعليه أكثر العلماء أن الآية محكمةٌ غير منسوخة لأن الأشياء كلّها حكمها على مشيئته، فمعنى الآية: نؤتيه منها إن شئنا.
فالآيتان محكمتان متساويتان في المعنى غير أن آية "سبحان" أبين.
وأيضًا فإنّه خبرٌ، والخبر لا ينسخ.
وقد قيل: إن معنى قول ابن عباس - في هذا وشبهه، إذا صح - أنه ناسخ ومنسوخ - أي، هو على صحته - أي: مثله في المعنى وإن لم يكن مثله في اللفظ.).[الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 404-405 ]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (ذكر الآية الرّابعة: قوله تعالى: {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه} هذا محكمٌ. وقوله {ومن كان يريد حرث الدّنيا نؤته منها}.
للمفسرين فيه قولان:
أحدهما: أنّه منسوخٌ، بقوله: {عجّلنا له فيها ما نشاء} رواه الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما وبه قال مقاتل.
والثّاني: أنّه محكمٌ، لأنّه خبرٌ قاله قتادة، (ووجّهه) ما بيّنّاه في نظيرها
في آل عمران عند قوله: {ومن يرد ثواب الدّنيا نؤته منها}.).[نواسخ القرآن: 450]
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (الرابعة: {ومن كان يريد حرث الدّنيا نؤته منها} قال بعضهم: نسخ بقوله {عجّلنا له فيها ما نشاء لمن نريد} وليس بصحيح لأنه لا يؤتى إلا ما شاء ويكون المعنى لمن نريد أن نفتنه.).[المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ: 51]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وقالوا في قوله عز وجل: {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه}الآية [الشورى: 20]، هو منسوخ بقوله عز وجل: {من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد}الآية [الإسراء: 18]، روى ذلك الضحاك عن ابن عباس رحمه الله وليس بين الآيتين نسخ، وهما محكمتان، وهذا خبر، والخبر من الله عز وجل لا ينسخ، ولا تعارض بين الآيتين أيضا؛ لأن معنى قوله عز وجل: {نزد له في حرثه}الآية [الشورى: 20] إن شئنا، {ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها}الآية [الشورى: 20] إن شئنا؛ لأن من المعلوم أن الأشياء إنما يفعلها بمشيئة ولا مكره له عليها، فمعنى الآيتين واحد، وأيضا فإن "سبحان" نزلت قبل "الشورى"، فإن كانت آية ناسخة لآية بعدها فالآية الثانية نزلت منسوخة، وإذا نزلت منسوخة سقطت فائدتها، هذا لو كان ذلك في الأحكام، فكيف في الأخبار التي لا يجوز نسخها، وفي هذه الرواية عن ابن عباس رضي الله عنه نظر.
وقال بعض العلماء: معنى قول ابن عباس رضي الله عنه في هذا ونظيره – إن صح قولهم عنه- أنه ناسخ ومنسوخ، أي هو على نسخته، أي مثله في المعنى وإن لم يكن مثله في اللفظ، ولا يعجبني هذا التأويل).
[جمال القراء: 1/360]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس