عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 08:36 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الرعد

[ من الآية (32) إلى الآية (34) ]
{وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (32) أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33) لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (34)}

قوله تعالى: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (32)}

قوله تعالى: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وصدّوا عن السّبيل (33)
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر (وصدّوا) بفتح الصاد، وفي المؤمن مثله، وقرأ الكوفيون ويعقوب (وصدّوا) بضم الصاد في الموضعين.
[معاني القراءات وعللها: 2/57]
قال أبو منصور: من قرأ (وصدّوا عن السّبيل) فله وجهان: صدّوا بأنفسهم، أي: أعرضوا، ومضارعه يصدون، بالكسر، والوجه الثاني: أنهم صدّوا غيرهم عن السبيل فأضلوهم، ومستقبله يصدّون، وهذا متعدّ، والأول لازم - ومن قرأ (وصدّوا) فمعناه: أضلّوا، لا يكون إلا مفعولا). [معاني القراءات وعللها: 2/58]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (9- وقوله تعالى: {وصدوا عن السبيل} [33].
قرأ أهل الكوفة عاصم وحمزة والكسائي بضم الصاد.
وقرأ الباقون {وصدوا} بفتح الصاد، وجعلوا الفعل لهم، ومن ضم فعلى ما لم يسم فاعله جعل الفعل لله، أي: الله صدهم، كما تقول: {طبع على قلوبهم} أي: طبع الله عليها، وقال أبو عبيد: والضم أشبه بقراءة أهل السنة.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/329]
قال أبو عبد الله رضي الله عنه: والأمر بينهما قريب وذلك: أنك تقول: أظل الله زيدًا فظل هو، وأماته الله فمات هو، وكذلك صده الله فصد هو، والاختيار أن تقول: صد الكفار وأصدهم الله وأصدهم بعد أن صدوا عقوبة لهم وجزاء كما قال: {الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم}.
وفيها قراءةٌ ثالثةٌ.
حدثني أحمد بن عبدان عن علي بن أبي عبيد قال: قرأ يحيي بن وثاب: {وصدوا عن السبيل} بكسر الصاد، والأصل في هذه القراءة: صدوا، فنقلت كسرة الدال إلى الصاد بعد أن أزالوا الضمة، وأدغموا الدال في الدال كما قرأ علقمة: {ولو ردوا لعادوا} بكسر الراء، أراد: رددوا فأدغم وقد بين هذا فيما مضى). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/330]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في: فتح الصاد وضمّها من قوله جلّ وعزّ: (وصدوا عن السبيل) [33].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر: (وصدوا) بفتح الصاد، وفي حم المؤمن [37] مثله.
[الحجة للقراء السبعة: 5/17]
وقرأ عاصم وحمزة والكسائيّ: وصدوا عن السبيل بالضمّ فيهما.
وقال أبو عمر عن أبي الحسن: صدّ وصددته مثل: رجع ورجعته، ومن ذلك قول الشاعر:
صدّت كما صدّ عما لا يحلّ له... ساقي نصارى قبيل الفصح صوّام
فهذا صدّت في نفسها. وقال آخر:
صددت الكأس عنّا أمّ عمرو فأما قوله: إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله [الحج/ 25]، فالمعنى: يصدّون المسلمين عن المسجد الحرام، فكأنّ المفعول محذوف، وقوله: رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا [النساء/ 61]، يكون على: يصدّون عنك، أي: لا يبايعونك كما يبايعك المسلمون، ويجوز أن يكونوا يصدّون غيرهم عن الإيمان، كما صدّوا هم، ويثبّطونهم عنه.
[الحجة للقراء السبعة: 5/18]
وحجّة من قال: (وصدوا عن السبيل) فأسند الفعل إلى الفاعل: قوله: الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله [محمد/ 1] وقوله: إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله، وقال: هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام [الفتح/ 25]. فكما أسند الفعل إلى الفاعل في جميع هذه الآي، كذلك يكون مسندا إليهم في قوله: (وصدوا عن السبيل). وقد زعموا أن قوله: (وصدوا عن السبيل) نزلت في قوم جلسوا على الطريق، فصدّوا الناس عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
ومن بنى الفعل للمفعول به فقال: وصدوا عن السبيل، فإنّ فاعل الصدّ غواتهم والعتاة منهم في كفرهم. وقد يكون صدّ على نحو ما يقولون: حدّ فلان عن الخير، وصدّ عنه، يريد أنه لم يفعل خيرا، ولا يريد أن مانعا منعه منه.
فأمّا قوله: (وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل) [غافر/ 37] فالفتح الوجه، لأنّه لم يصدّه عن الإيمان أحد، ولم يمنعه منه.
والذي زيّن له ذلك الشيطان، كما جاء في الأخرى: وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم [الأنفال/ 48]، وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل [النمل/ 24] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/19]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({بل زين للّذين كفروا مكرهم وصدوا عن السّبيل}
قرأ عاصم وحمزة والكسائيّ {وصدوا عن السّبيل} بضم الصّاد على ما لم يسم فاعله وحجتهم أن الكلام أتى عقيب الخبر من الله
[حجة القراءات: 373]
بلفظ ما لم يسم فاعله وهو قوله {بل زين للّذين كفروا مكرهم} فجرى الكلام بعده بترك تسمية الفاعل ليأتلف الكلام على نظام واحد
وقرأ الباقون {وصدوا عن السّبيل} بفتح الصّاد أسندوا الفعل إلى الفاعل وحجتهم قوله {الّذين كفروا وصدوا عن سبيل الله} وقال سبحانه {هم الّذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام} فلمّا رأوا الصد مسندًا إليهم في هذه الآيات كذلك يكون مسندًا إليهم في قوله {وصدوا عن السّبيل} ). [حجة القراءات: 374]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (11- قوله: {وصدوا عن السبيل} قرأه الكوفيون بضم الصاد، ومثله في غافر:{وصد عن السبيل} «37»، وقرأها الباقون بفتح الصاد.
وحجة من ضم الصاد أنه أسند الفعل إلى المفعول، على ما لم يسم فاعله، فأقيم {الذين حملوا} على المصدر مقام الفاعل، وفاعل الصد هم أشراف الكفار وكبراؤهم، وفي غافر قبل {صد} {زين لفرعون} على ما لم يُسم فاعله،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/22]
فحمل {صد} على ذلك أيضًا.
12- وحجة من فتح الصاد أنه بناه على الإخبار عن الصادين الناس عن سبيل الله، دليله قوله: {إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله} «الحج 25» وقوله: {إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله} «النساء 167»، وقال: {هم الذين كفروا وصدوكم} «الفتح 25» فأسند الفعل في جميع ذلك إلى الصادين). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/23]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (9- {وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ} [آية/ 33] بضم الصاد:
قرأها الكوفيون ويعقوب.
والوجه أن الفعل مبنيٌّ للمفعول به، والمعنى مُنعوا عن السبيل، والصاد هو المانع، وأراد الله تعالى صدهم، وقيل الشيطان، وقيل عُتاتهم وغواتهم.
وقرأ ابن كثير ونافعٌ وأبو عمرو وابن عامر {وَصُدُّوا} بفتح الصاد.
وكذلك اختلافهم في سورة المؤمن {وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ}.
والوجه أن هؤلاء القوم صدوا الناس عن الإيمان بالنبي (صلى الله عليه وسلم).
[الموضح: 703]
وفي الأثر أنهم جلسوا على الطريق فصدوا الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم، فالفعل مسندٌ إليهم، والمفعول به محذوفٌ، والتقدير: صدوا غيرهم كما قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ الله} ). [الموضح: 704]

قوله تعالى: {لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (34)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس