عرض مشاركة واحدة
  #41  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 02:51 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة التوبة
[ من الآية (124) إلى الآية (127) ]

{ وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125) أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ (126) وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (127) }

قوله تعالى: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124)}

قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125)}

قوله تعالى: {أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ (126)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أولا يرون أنّهم يفتنون... (126).
قرأ حمزة ويعقوب (أولا ترون) بالتاء، وقرأ الباقون (أولا يرون) بالياء.
قال أبو منصور: من قرأ بالتاء فالخطاب للنبي صلى الله عليه وأصحابه، ومن قرأ بالياء فالفعل للمنافقين الذين جرى ذكرهم، والمعنيان متقاربان). [معاني القراءات وعللها: 1/467]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (26- وقوله تعالى: «أو لا يرون أنهم يفتنون» [126].
قرأ حمزة وحده {أولا ترون....} بالتاء، أي: أنتم فقط، جعل الرؤية لمحمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه وعظة لهم، وقرأ الباقون: {أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين} فيعتبروا ويقروا بالتوحيد، ومعنى الافتتان هاهنا: الاختبار وقيل معنى {يفتنون في كل عام}: يمرضون). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/258]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال أحمد: قرأ حمزة وحده: أولا ترون [التوبة/ 126] بالتاء، وقرأ الباقون يرون بالياء.
قال أبو علي: أولا ترون: تنبيه، قال سيبويه عن الخليل: في قوله تعالى: ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة [الحج/ 63] المعنى: انتبه أنزل الله من السماء ماء، فكان كذا وكذا، وليس قوله: فتصبح جوابا بالفاء.
ووجه قراءة حمزة: أن المؤمنين نبّهوا على إعراض المنافقين عن النظر، والتدبّر لما ينبغي أن ينظروا فيه ويتدبروه، وذلك أنهم يمتحنون بالأمراض، والأسباب التي لا يؤمن معها
[الحجة للقراء السبعة: 4/232]
الموت، فلا يرتدعون عن كفرهم، ولا ينزجرون عما هم عليه من النفاق، ولا يقدمون عملا صالحا يقدمون عليه إذا ماتوا؛ فنبّه المسلمون على قلّة اعتبارهم واتعاظهم.
ومن قال: أولا يرون كان هذا التقريع بالإعراض عما يجب ألا يعرضوا عنه من التوبة والإقلاع عمّا هم عليه من النفاق لاحقا لهم من غير أن يصرف التنبيه إلى المسلمين في الخطاب، لأنّ المسلمين قد عرفوا ذلك من أمرهم، وكان الأولى أن يلحق التنبيه فعل من يراد تنبيهه وتقريعه بتركه ما ينبغي أن يأخذ به.
ومن قال: يرون وترون* جميعا احتمل أن يكون من رؤية العين، وأن تكون المتعدّية إلى مفعولين، فإذا جعلتها المتعدية إلى مفعولين سدّ أنّ، مسدّهما، وأن يكون من رؤية العين أولى، لأنهم يستبطئون في مشاهدة ذلك، والإعراض عنه على ترك الاعتبار به وهذا أبلغ في هذا الباب من المتعدية إلى مفعولين، ألا ترى أن تارك الاستدلال أعذر من المضرب عما يشاهد ويحس.
ولو قرأ قارئ: أولا يرون فبنى الفعل للمفعول به، كان أن* في موضع نصب بأنه مفعول الفعل الذي يتعدى إلى مفعول، وذلك أنك تقول: رأى عمرو كذا، وتقول: أريت
[الحجة للقراء السبعة: 4/233]
عمرا كذا، فتعدّيه إلى مفعولين بالنقل، فإذا بنيت الفعل للمفعول به تعدى إلى مفعول واحد، كالدرهم في قولك:
أعطي زيد درهما. ولا يكون يرون* هنا التي في قولك:
أرى زيدا منطلقا، لأن المعنى ليس على: يظنون أنهم يفتنون في كل عام، إنّما المعنى على أنهم يشاهدون ذلك فيعلمونه علم مشاهدة، وليس المعنى أنهم يظنّون الفتنة في كل عام، لأن ظنّ الفتنة ليس بموضع اعتبار، وإنما قرّعوا على ترك الاعتبار بالمشاهد، وأنهم مع ذلك لا يتوبون ولا هم يتذكرون، فيعتبروا به، وينتهوا عما يلزمهم الانتهاء عنه والإقلاع فبهذا كان يكون وجه من ضمّ الياء في ترونه، ولا أدري أقرأ به أم لم يقرأ). [الحجة للقراء السبعة: 4/234]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أو لا يرون أنهم يفتنون}
قراءة حمزة (أولا ترون) بالتّاء أي أنتم معشر المؤمنين أنهم يفتنون يعني المنافقين
وقرأ الباقون {أو لا يرون} بالياء أي أولا يرى المنافقون أنهم يفتنون أي يمتحنون بالمرض من كل عام مرّة أو مرّتين). [حجة القراءات: 326]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (29- قوله: {أولا يرون} قرأ حمزة بالتاء على المخاطبة من الله للمؤمنين، والتنبيه لهم ع لى ما يعرض للمنافقين من الفتن، وهم لا يزدجرون بها عن نفقاتهم، وقرأ الباقون بالياء على الإخبار عن المنافقين لتقدم ذكرهم، وفي الكلام معنى التوبيخ لهم، والتقريع على تماديهم على نفاقهم مع ما يرون من الفتن والمحن في أنفسهم، فلا يتوبون من نفاقهم، ويكون «يرى» من رؤية العين أو من رؤية القلب، وتسد «أن» مسد المفعولين، وكونه من رؤية العين أحسن، لأنه علم لا يدخله ريب، فذلك أقوى عليهم في الحجة، والياء الاختيار، لأن الجماعة عليه، ولأن رؤيتهم لما يحل بهم أعظم في الحجة عليه
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/509]
من رؤية غيرهم لما يحل بهم). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/510]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (32- {أَوَلا تَرَوْنَ} [آية/ 126] بالتاء:
قرأها حمزة ويعقوب.
والوجه أنه على خطاب النبي صلى الله عليه (وسلم) وللمؤمنين، والمعنى أولا ترون أيها المؤمنون أن المنافقين يفتنون في كل عام، أي يمنحون بالأمراض والشدائد والأسباب التي يخاف معها الموت، فلا يرجعون عن كفرهم ونفاقهم، فهذا تنبيه للمؤمنين على حال المنافقين وقلة اعتبارهم واتعاظهم.
وقرأ الباقون {أَوَلا يَرَوْنَ} بالياء.
[الموضح: 609]
والوجه أن التنبيه ملحق بالمنافقين دون المؤمنين؛ لأن الأولى تنبيه من يراد توبيخه بتركه الانزجار والاتعاظ، فالمنافقون هم الموصوفون بأنهم يمتحنون فلا ينزجرون، فالأولى تنبيههم). [الموضح: 610]

قوله تعالى: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (127)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وإذا ما أنزلت سورةٌ (127)
[معاني القراءات وعللها: 1/467]
و (بما أنزل إليك) و(ما أنزل على الملكين) و(كلّما أضاء لهم) و(بما أوحينا إليك) و(تلقاء أصحاب النّار) ونظائر هذه الحروف، كقوله: (لا أعبد) و(ما أعبد) و(ما أرى) و(لا أقول لكم).
فابن كثير ويعقوب لا يمدان منها شيئًا، بل يقصرانها في جميع القرآن، وكان نافع وأبو عمرو أيضًا لا يمدان حرفًا لحرفٍ إلا أنهما يقرآنها مشبعةً قليلاً لتظهر الهمزة التي تلي الحرف الذي لو سكت عليه كان قصرًا، مثل: (هؤلا) و(يا بني إسرايل) ونحوهن، فإذا وصلا هذه الحروف بما بعدها مكناها فقرآ (بما أنزل إليك وما أنزل) و(لا أقول)، و(لا أعبد)، و(ولا أنتم عابدون)، و(يا بني إسرائيل)، و(إني أراكم)، و(اتبعوني أهدكم)، وما كان من نحوهن قراءة متمكنة غير ممدودة..
[معاني القراءات وعللها: 1/468]
وأما ابن عامر والكسائي فمذهبهما في هذه الحروف التوسط والتمكين، قريبان من مذهب أبي عمرو.
وكان عاصم وحمزة يمدان حرفًا لحرف مدٍّ تامًا حسنًا غير خارج من حقه إلى الإفراط، وكل من قرأ لحمزة فأفرط في المد حتى يزول بإفراطه من وجه الصواب فقد خرج من قراءة حمزة، وخالف مذهبه ومنهاجه، فافهمه.
وقرأ يحيى عن أبي بكر عن عاصم في مدّ حرف لحرف ما يشبه قراءة الذين مكنوا الحروف ولم يمدوا المدّ التام.
قال أبو منصور: الاختيار في هذه الحروف مذهب نافع وأبي عمرو من التمكن دون المد، ومن قرأ بحرف ابن كثير فهو مصيب، وأما من قرأ بحرف حمزة فأفرط في المدّ فليس من كلام العرب). [معاني القراءات وعللها: 1/469]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس