عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 12:10 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة التكوير

[ من الآية (15) إلى الآية (29) ]
{فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16) وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22) وَلَقَدْ رَآَهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23) وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (25) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (27) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)}

قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15)}
{أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الميم في الباء، والصواب عند كثير من المتقدمين أنه إخفاء بغنه). [معجم القراءات: 10/327]

قوله تعالى: {الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وتَقَدَّمَ {الْجَوَارِ} ليعقوبَ في الوقفِ على المرسومِ). [النشر في القراءات العشر: 2/399]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وَأَمَالَ {الْجَوَارِ} الدُّورِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ فَقَطْ.
وَوَقَفَ بِالْيَاءِ عَلَيْهِ يَعْقُوبُ كَمَا مَرَّ فِي الْوَقْفِ عَلَى الْمَرْسُومِ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/592]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16)}
{الْجَوَارِ}
- قرأه بالإمالة الدوري عن الكسائي وقتيبة ونصير وأبو عمرو في رواية.
[معجم القراءات: 10/327]
- وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف (الجوار) بحذف الياء في الحالين.
- وقرأ ابن كثير ويعقوب بإثبات الياء في الوقف (الجواري).
- وقرأ نافع وأبو عمرو وأبو جعفر بإثبات الياء في الوصل (الجواري).
وتقدمت هذه القراءات مفصلة في الآية/ 32 من سورة الشورى). [معجم القراءات: 10/328]

قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17)}
قوله تعالى: {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18)}
قوله تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19)}
{لَقَوْلُ رَسُولٍ}
- أدغم اللام في الراء أبو عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 10/328]

قوله تعالى: {ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20)}
قوله تعالى: {مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (ثَمَّ أَمِينٍ) بضم الثاء ابْن مِقْسَمٍ، وأبو حيوة، وهو الاختيار؛ لأنه وصف بالطاعة والأمانة جميعًا، الباقون بالفتح). [الكامل في القراءات العشر: 658]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21)}
{ثَمَّ أَمِينٍ}
- قراءة الجمهور (ثم) بفتح الثاء، وهو ظرف مكان للبعيد.
- وقرأ أبو جعفر وأبو حيوة وأبو البرهسم وابن مقسم وأبي بن كعب وابن مسعود (ثم) بضم الثاء وهو حرف عطف.
- ووقف رويس ويعقوب بخلاف عنهما بهاء السكت (ثمة).
- ووقف الباقون بالسكون على الميم من غير هاء، وهو الثاني لرويس.
قال في النشر: (والوجهان صحيحان عن رويس) ). [معجم القراءات: 10/328]

قوله تعالى: {وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22)}
قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآَهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وَمَرَّ حُكْمُ حَرْفَيْ {رَآهُ} فِي نَظِيرِهِ، مِمَّا اتَّصَلَ بِمُضْمَرٍ نَحْوُ {وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا} بـ(الأَنْبِيَاءِ) فَرَاجِعْهُ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/592]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَلَقَدْ رَآَهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23)}
{رَآَهُ}
- قرأ حمزة والكسائي وخلف وشعبة وابن ذكوان بخلاف عنهما بإمالة الراء والهمزة إمالة محضة.
- وقرأ ورش والأزرق بإمالة الراء والهمزة بين بين، وورش على أصله في المد والتوسط والقصر.
- وقرأ أبو عمرو بإمالة الهمزة إمالة محضة، وهو الوجه الثاني عن ابن ذكوان من رواية الصوري.
- وأمال السوسي الراء إمالة محضة بخلاف عنه.
- واختلف عن هشام:
- فالجمهور عن الحلواني على فتح الهمزة والراء معًا عنه، وكذا الصقلي عن الداجوني.
- والأكثرون عن الداجوني عنه على إمالتهما معًا.
- والوجهان صحيحان عن هشام.
- والباقون بالفتح فيهما، وهو الوجه الثاني لشعبة من طريق العليمي، والوجه الثالث لابن ذكوان من رواية جمهور العراقيين. وتقدم مثل هذا البيان في (رآك) في الآية/ 36 من سورة الأنبياء). [معجم القراءات: 10/329]

قوله تعالى: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (2 - قَوْله {وَمَا هُوَ على الْغَيْب بضنين} 24
قَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو والكسائي (بظنين) بالظاء
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة {بضنين} بالضاد). [السبعة في القراءات: 673]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (بظنين) بالظاء مكي، بصري- غير سهل- وعلي). [الغاية في القراءات العشر: 431]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (بضنين) [24]: بالظاء مكي، وأبو عمرو، وأبو عبيد، ورويس، وزيد). [المنتهى: 2/1032]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي (بظنين) بالظاء، وقرأ الباقون بالضاد). [التبصرة: 378]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي: {بظنين} (24): بالظاء.
والباقون: بالضاد). [التيسير في القراءات السبع: 513]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو والكسائيّ ورويس: (بظنين) [بالظاء] والباقون بالضاد). [تحبير التيسير: 606]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (بِضَنِينٍ) بالظاء مكي، وأَبُو عَمْرٍو، والزَّعْفَرَانِيّ، وزيد، وهو الاختيار، يعني: بمتهم، الباقون بالضاد). [الكامل في القراءات العشر: 658]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (24- {بِضَنِينٍ} بالظاءِ: ابنُ كثيرٍ وأبو عمرٍو والكِسَائِيُّ). [الإقناع: 2/805]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (1104 - وَظَا بِضَنِينٍ حَقُّ رَاوٍ .... .... = .... .... .... .... ....). [الشاطبية: 88]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([1104] وظا بضنين (حق) (ر)او وخف في = فعدلك (الكوفي) و(حقـ)ـك يوم لا
بظنين: في مصحف عبد الله بالظاء، وكذلك قرأ.
وفي مصحف أي بالضاد.
وقرأ ابن عباس بالظاء، وسئل عنه فقال: بمتهم. وكذلك الضحاك وعمر بن عبد العزيز وإبراهيم النخعي. وقال إبراهيم: لم يبخلوه.
و{بضنين} بالضاد، من الضن وهو البخل؛ أي لا يبخل بما أوحي إليه أن يعلمه، أو يكتم بعضه فلا يبلغه.
وصفه الله تعالى بذلك، لحرصه على الهداية وتشميره في تبليغ الرسالة. ولا يتوقف هذا الوصف على رميهم إياه بالبخل بما عُلم.
والمعنى في القراءتين: وما هو على ما يخبر به من المغيب عنكم.
[فتح الوصيد: 2/1311]
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما في ما رُوي.
وإنما يُعلم ذلك بتباين مخرجيهما واختلاف النطق بهما.
وبالضاد قرأ الأعمش وشيبة وأبو جعفر.
وقال عطاء: «زعموا أنها في مصحف عثمان بالضاد» ). [فتح الوصيد: 2/1312]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): (1104- وَظَا بِضَنِينٍ حَقُّ رَاوٍ وَخَفَّ فِي = فَعَدَّلَكَ لِلْكُوفِي وَحَقُّكَ يَوْمُ لاَ
(ح) وظا: مُبْتَدَأٌ أُضِيفَ إِلَى (بِضَنِينٍ)، حَقُّ رَاوٍ: خَبَرٌ، الْكُوفِي: فَاعِلٌ.
خَفَّ فِي فَعَدَلَكَ: ظَرْفُهُ، أَيْ: خَفَّفَ الْكُوفِيُّ قِرَاءَةَ (فَعَدَلَكَ) بِالتَّخْفِيفِ، حَقُّكَ يَوْمُ لا: مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ، وَ (لا) لَفْظُ الْقُرْآنِ.
(ص) أَيْ: قَرَأَ أَبُو عَمْرٍو وَابْنُ كَثِيرٍ وَالْكِسَائِيُّ: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ}، بِالظَّاءِ مِنْ ظَنَّهُ: إِذَا اتَّهَمَهُ؛ أَيْ: مَا هُوَ بِمُتَّهَمٍ عَلَى مَا لَدَيْهِ مِنْ عِلْمِ الْغَيْبِ، وَالْبَاقُونَ بِالضَّادِ مِنَ الضِّنَّةِ بِمَعْنَى الْبُخْلِ؛ أَيْ: يَبْخَلُ، وَ (عَلَى): بِمَعْنَى الْبَاءِ حِينَئِذٍ). [كنز المعاني: 2/709] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (1104- [وَظَا بِضَنِينٍ (حَـ)ـقُّ (رَ)اوٍ وَخَفَّ فِي ... فَعَدَّلَكَ للْكُوفِي وَ(حَقُّـ)ـكَ يَوْمُ لاَ]
الأَوْلَى أَنْ نَكْتُبَ (بِضَنِينٍ) بالضَّادِ لوَجْهَيْنِ:
أَحَدُهما: أنَّها هكذا كُتِبَتْ في المَصَاحِفِ الأَئِمَّةِ، قالَ الشَّاطِبِيُّ رحِمَهُ اللهُ في قَصِيدَةِ الرَّسْمِ:
والضَّادُ في بِضَنيِنٍ تَجْمَعُ البَشَرَ.
والثَّانِي: أَنْ يَكُونَ قد لَفَظَ بالقِراءَةِ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/249]
الأُخْرَى، فإنَّ الضَّادَ والظَّاءَ لَيْسَا في اصْطِلاحِهِ ضِدَّيْنِ.
فإنْ قُلْتَ: فكيف تَصِحُّ حِيَنئِذٍ إضَافَةُ الظَّاءِ إلى هذا اللَّفْظِ ولَيْسَ فيه ظَاءٌ؟
قُلْتُ: يَصِحُّ ذلك من جِهَةِ أنَّ هذا اللََّفْظَ يَسْتَحِقُّ هذا الحَرْفَ باعْتِبَارِ القِراءَةِ الأُخْرَى، ولهذا يَجوزُ لك أَنْ تَقْرَأَ قوْلَهُ في سُورَةِ النِّسَاءِ -وَيَا سَوْفَ تُؤْتِيَنَّهُمْ- عزير بالنُّونِ، ومَعْنَى بِظَنِينٍ بالظَّاءِ مِنَ الظِّنَّةِ، وهي التُّهْمَةُ أي ما هو بِمُتَّهَمٍ على ما لَدَيْهِ مِنْ عِلْمِ الغَيْبِ الَّذِي يَأْتِيهِ من قِبَلِ اللهِ تعالى، ومَعْناهُ بالضَّادِ ببَخِيلٍ: أي لا يَبْخَلُ بشَيْءٍ منه بلْ يُبَلِّغُهُ كما أَُمِرَ به امْتِثَالا لأَمْرِ اللهِ تعالى وحِرْصًا على نُصْحِ الأُمَّةِ، (وَعَلَى) على هذه القِراءَةِ بمَعْنَى الباءِ، وذلك ثَابِتٌ لُغَةً، وقد سَبَقَ في شَرْحِ قَوْلِ (وَلَيْسَ عَلَى قُرَانِهِ مُتَأَكِّلا) ويَكُونُ سَبَبُ العُدُولِ عَنِ الباءِ إليها اسْتِقَامَةَ مَعْناها على القِراءَتَيْنِ أو كَرَاهَةً لِتَكْرارِ الباءِ لو قِيلَ -بالغَيْبِ بضَنِينٍ-. وقالَ الفَرَّاءُ في تَفْسِيرِ بضَنِينٍ: يَقُولُ يَأْتِيهِ غَيْبُ السَّماءِ وهو مَنْقُوشٌ فيه فلا يَبْخَلُ به عَلَيْكم ولا يَضُنُّ به عنكم، وقِيلَ المَعْنَى: إنَّهُ جامِعٌ لوَصْفَيْنِ جَلِيلَيْنِ، وهما الاطِّلاعُ على عِلْمِ الغَيْبِ وعَدَمُ البُخْلِ، كما تَقولُ هو على عِلْمِهِ شُجَاعٌ أي جامِعٌ للوَصْفَيْنِ ، واخْتَارَ أَبُو عُبَيْدٍ القِراءَةَ بالظَّاءِ، وقالَ: إنَّهم لم يُبَخِّلُوهُ فيَحْتَاجُ إلى أنَّهُ يَنْفِي عنه ذلك البُخْلَ، إنَّما كان المُشْرِكُونَ يُكَذِّبونَ به، فأَخْبَرَهم اللهُ تعالى أنَّهُ لَيْسَ بِمُتَّهَمٍ على الغَيْبِ، وجَوابُ هذا أَنْ يُقَالَ: وَصَفَهُ اللهُ تعالى بذلك لحِرْصِهِ على التَّبْليِغِ وقِيامِهِ لِمَا أُمِرَ به، ولا يَتَوَقَّفُ نَفْيُ البُخْلِ عنه على رَمْيِهِمْ إيَّاهُ به.
فإنْ قُلْتَ: إذا كانَتِ الكِتابَةُ بالضَّادِ فكيف سَاغ َمُخَالَفَتُها إلى الظَّاءِ؟.
قُلْتُ: باعْتِبَارِ النَّقْلِ الصَّحِيح ِكما قرَأَ أَبُو عَمْرٍو وُقِّتَتْ- بالواوِ مع أنَّ أَبَا عُبَيْدٍ قد أَجَابَ عن هذا فقَالَ: لَيْسَ هذا بخِلافِ الكِتابِ؛ لأَنَّ الضَّادَ والظَّاءَ لا يَخْتَلِفُ خَطُّهُمَا في المَصَاحِفِ إلَّا بزِيادَةِ رَأْسِ إحْداهُمَا على
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/250]
رَأْسِ الأُخْرَى.
قالَ: فهذا قد يَتَشَابَهُ في خَطِّ المُصْحَفِ ويَتَدَانَا، قالَ الشَّيْخُ: صَدَقَ أَبُو عُبَيْدٍ، فإنَّ الخَطَّ القَدِيمَ على ما وَصَفَ.
وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هو في مُصْحَفِ عَبْدِ اللهِ بالطَّاءِ، وفي مُصْحَفِ أُبَيٍّ بالضَّادِ، وكانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يَقْرَأُ بهما، وإِتْقَانُ الفَصْلِ بَيْنَ الضَّادِ والظَّاءِ واجِبٌ، ومَعْرِفَةُ مَخْرَجَيْهِمَا مِمَّا لا بُدَّ منه للقارِئِ، فإنَّ أَكْثَرَ العَجَمِ لا يُفَرِّقُونَ بَيْنَ الحَرْفَيْنِ، فإنْ فَرَّقُوا فَفَرْقًا غَيْرَ صَوابٍ، وبَيْنَهما بَوْنٌ بَعِيدٌ.
ثُمَّ ذَكَرَ مَخْرَجَيْهُمَا على ما سَيَأْتِي بَيانُهُ في بابِ مَخارِجِ الحُروفِ، ثُمَّ قالَ: ولو اسْتَوَى الحَرْفانِ لَمَا ثَبَتَ في هذه الكلِمَةِ قِرَاءَتانِ اثْنَتَانِ، ولا اخْتِلافَ بَيْنَ جَبَلَيْنِ مِنْ جِبالِ العِلْمِ والقِراءَةِ، ولَمَّا اخْتَلَفَ المَعْنَى والاشْتِقاقُ والتَّرْكِيبُ، قُلْتُ: وقَدْ صُنِّفَتْ مُصَنَّفَاتٌ في الفَرْقِ بَيْنَ الضَّادِ والظَّاءِ مُطْلَقًا، وحُصِرَتْ كَلِماتُ الحَرْفَيْنِ، ونَظَمَ جَماعَةٌ مِنْ شُيوخِ القِراءَةِ ما في القُرْآنِ العَظِيمِ مِنَ الظَّاءَاتِ، فيُعْلَمُ بذلك أَنَّ ما عَدَا ما نَظَمُوهُ يَكُونُ بالضَّادِ.
وقد ذَكَرْتُ في ذلك فَصْلًا بَدِيَعًا في مُخْتَصَرِ تارِيخِ دِمَشْقَ، في تَرْجَمَةِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ عَلِِيٍّ، في حَرْفِ العَيْنِ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/251]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (1104- وَظَا بِضَنِينٍ حَقُّ رَاوٍ .... = .... .... .... ....
قَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَالْكِسَائِيُّ: (وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ) بِالظَّاءِ فِي مَكَانِ الضَّادِ فِي قِرَاءَةِ غَيْرِهِمْ). [الوافي في شرح الشاطبية: 378]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (229- .... .... .... وَضَادُ ظَنِينِ يَا = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 41]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وضاد ظنين يا أي روى مرموز(ياء) يا وهو روح {بضين} [24] بالضاد من الضنة بمعنى البخل أي ليس ببخل بالغيب بل يبثه ولا يكتمه وعلم من الوفاق لأبي جعفر وخلف كذلك ولرويس بالظاء من الظنة بمعنى التهمة أي ما هو متهم وهنا تمت سورة التكوير). [شرح الدرة المضيئة: 251]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (واخْتَلَفُوا في {بِضَنِينٍ} [التكوير:24]؛ فقَرَأَ ابنُ كَثِيرٍ وأبو عَمْرٍو،
[النشر في القراءات العشر: 2/398]
والكِسائِيُّ ورُوَيْسٌ بالظاءِ، وانْفَرَدَ ابنُ مِهْرانَ بذلك عن رَوْحٍ أيضاً، والباقونَ بالضادِ، وكذا هي في جميعِ المصاحِفِ). [النشر في القراءات العشر: 2/399]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وأَبُو عَمْروٍ والكِسَائِيُّ ورُوَيْسٌ (بِظَنِينٍ) بالظَّاءِ، وانْفَرَدَ به ابْنُ مِهْرانَ عَنْ رَوْحٍ, والباقُونَ بالضَّادِ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 737]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (984- .... .... .... .... .... = .... .... بضنين الظّا رغد
985 - حبرٌ غنًا .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 100]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (بضنين) بلفظ الضاد؛ وقيد قراءة الظاء لأن الظاء ليس ضد الضاد، يريد قوله تعالى: وما هو على الغيب بظنين قرأه بالظاء الكسائي وأبو عمرو وابن كثير ورويس كما ذكره في البيت الآتي: ومعنا في هذه القراءة: بمتهم من الظنة، وهي التهمة: أي ما هو بمتهم على ما عنده من علم الغيب الذي يأتيه من الله تعالى، والباقون بالضاد كما لفظ به، ومعناه بخيل: أي وما يبخل بشيء من ذلك بل يبلغه كما أمر، والله تعالى أعلم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 327]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
(حبر) (غ) نا ..... = ... ... ... .....
ش: أي: قرأ [ذو راء (رغد) آخر المتلو الكسائي، و(حبر)] ابن كثير، وأبو عمرو وغين (غنا) ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/613]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وَاخْتُلِفَ فِي (بِظَنِينٍ): فَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَالْكِسَائِيُّ وَرُوَيْسٌ بِالظَّاءِ الْمُشَالَةِ "فَعِيلٌ" بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، مِنْ ظَنَنْتُ فُلاَنًا: اتَّهَمْتُهُ، وَيَتَعَدَّى لِوَاحِدٍ؛ أَيْ: وَمَا مُحَمَّدٌ عَلَى الْغَيْبِ، وَهُوَ مَا يُوحَى إِلَيْهِ بِمُتَّهَمٍ؛ أَيْ: لاَ يُزِيدُ فِيهِ وَلاَ يُنْقِصُ مِنْهُ وَلاَ يُحَرِّفُ، وَافَقَهُمُ ابْنُ مُحَيْصِنٍ وَالْيَزِيدِيُّ.
وَالْبَاقُونَ بِالضَّادِ، بِمَعْنَى "بَخِيلٌ بِمَا يَأْتِيهِ مِنْ قِبَلِ رَبِّهِ" اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ "ضَنَّ بَخِلَ"). [إتحاف فضلاء البشر: 2/592]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بضنين} قرأ المكي والنحويان بالظاء المشالة، بمعنى: المتهم، والباقون بالضاد الساقطة، واجتمعت المصاحف العثمانية على رسمه بالضاد الساقطة، وإليه أشار في العقيلة حيث قال: .......... = والضاد في بضنين تجمع البشرا.
وإنما رسمت بالظاء في مصحف عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
[غيث النفع: 1259]
وقال الجعبري: «لكن في الرسم الكوفي يرفع للضاد خطيط شبه خط الظاء، وهو معنى قولنا في العقود:
والضاد في كل الرسوم تصورت = وهما لدى الكوفي مشتبهان» ). [غيث النفع: 1260]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24)}
{الْغَيْبِ بِضَنِينٍ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الباء في الباء.
{بِضَنِينٍ}
- قرأ عثمان بن عفان وابن عباس والحسن وأبو رجاء والأعرج وأبو جعفر وشيبة وأبي بن كعب وزيد بن ثابت، ويحيى بن وثاب
[معجم القراءات: 10/329]
والأعمش ونافع وحمزة وعاصم وابن عامر (بضنين) بالضاد، أي ببخيل، وهي أولى القراءتين بالصواب عند الطبري، وعليها خطوط مصاحف المسلمين.
- وقرأ عبد الله بن مسعود وابن عباس وزيد بن ثابت وابن عمر وابن الزبير وعائشة وعمر بن عبد العزيز وابن جبير وعروة وهشام بن جندب، ومجاهد ويعقوب ورويس وروح من طريق ابن مهران وزر بن حبيش وابن كثير وأبو عمرو والكسائي وابن محيصن واليزيدي، واختارها أبو عبيد (بظنين) بالظاء، أي: بمتهم.
قال ابن حجر: (قراءة الظاء المشالة معناه ليس بمتهم، وقراءة الساقطة معناه البخيل...).
قال الطبري: (وبالضاد خطوط المصاحف كلها).
وقال الزمخشري: (وهو في مصحف عبد الله بالظاء، وفي مصحف أبي بالضاد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما.
واتفاق الفصل بين الضاد والظاء واجب، ومعرفة مخرجيهما مما لابد منه للقارئ، فإن أكثر العجم لا يفرقون بين الحرفين، وإن
[معجم القراءات: 10/330]
فرقوا ففرقًا غير صواب، وبينهما بون بعيد؛ فإن مخرج الضاد من أصل حافة اللسان وما يليها من الأضراس من يمين اللسان أو يساره..
وأما الظاء فمخرجها من طرف اللسان وأصول الثنايا العليا، وهي أحد الأحرف الذولقية أخت الذال والثاء، ولو استوى الحرفان لما ثبت في هذه الكلمة قراءتان اثنتان، واختلاف بين جبلين من جبال العلم والقراءة، ولما اختلف المعنى والاشتقاق والتركيب...) انتهى نص الزمخشري.
واختار أبو عبيدة قراءة الظاء؛ لأنهم لم يبخلوه بل كذبوه، ولا مخالفة في الرسم؛ إذ لا مخالفة بينهما إلا في تطويل رأس الظاء على الضاد.
وقال الجعبري: وجه (بضنين أنه رسم برأس معوجة، وهو غير طرف فاحتمل القراءتين...).
وعلق الشهاب على ما ذهب إليه أبو عبيدة فقال:
(وقول أبي عبيدة إن الضاد والظاء في الخط القديم لا يختلفان إلا بزيادة رأس إحداهما على الأخرى زيادة يسيرة قد تشتبه، وهو كما قال، ويعرفه من قرأ الخط المسند، وليس فيه اتهام لنقله المصاحف كما توهم؛ لأن ما نقلوه موافق للقراءة المتواترة، ولابد مما ذكره أبو عبيدة، لأنهم اشترطوا في القراءات موافقة الرسم العثماني، ولولاه كانت قراءة الظاء مخالفة له.
ولا ينافي أيضًا كتابتهما بالظاء في مصحف ابن مسعود؛ فإن المراد المصاحف المتداولة...) انتهى نص الشهاب). [معجم القراءات: 10/331]

قوله تعالى: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (25)}
قوله تعالى: {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26)}
قوله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (27)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (27)}
{ذِكْرٌ}
- رقق الأزرق وورش الراء بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 10/332]

قوله تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28)}
{شَاءَ}
- تقدمت الإمالة فيه عن حمزة وابن ذكوان، وكذا حكم الوقف على الهمز، وانظر الآية/ 20 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 10/332]

قوله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {العالمين} تام، وفاصلة، بلا خلاف، ومنتهى نصف الحزب على المشهور، وقيل {أحضرت} قبله، وقيل آخر الانفطار). [غيث النفع: 1260]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)}
{مَا تَشَاءُونَ}
- وقرأ أبو بكر الصديق وأبو المتوكل وأبو عمران (وما يشاءون إلا أن يشاء الله) كذا بالياء.
- وقراءة الجماعة بالتاء (وما تشاءون) على الخطاب.
{يَشَاءَ}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/ 213 من سورة البقرة، و87 من سورة هود، وذلك من حيث حكم الهمز في الوقف). [معجم القراءات: 10/332]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس