عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 29 محرم 1440هـ/9-10-2018م, 12:52 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {الم (1) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({الم (1) تنزيل الكتاب لا ريب فيه من ربّ العالمين (2) أم يقولون افتراه بل هو الحقّ من ربّك لتنذر قومًا ما أتاهم من نذيرٍ من قبلك لعلّهم يهتدون (3)}
قد تقدّم الكلام على الحروف المقطّعة في أوّل سورة "البقرة" بما أغنى عن إعادته). [تفسير ابن كثير: 6/ 358]

تفسير قوله تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {تنزيل الكتاب لا ريب فيه} أي: لا شكّ فيه ولا مرية أنّه نزل، {من ربّ العالمين}). [تفسير ابن كثير: 6/ 358]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال مخبرًا عن المشركين: {أم يقولون افتراه}، بل يقولون: {افتراه} أي: اختلقه من تلقاء نفسه، {بل هو الحقّ من ربّك لتنذر قومًا ما أتاهم من نذيرٍ من قبلك لعلّهم يهتدون} أي يتبعون الحق). [تفسير ابن كثير: 6/ 358]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (4) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({اللّه الّذي خلق السّماوات والأرض وما بينهما في ستّة أيّامٍ ثمّ استوى على العرش ما لكم من دونه من وليٍّ ولا شفيعٍ أفلا تتذكّرون (4) يدبّر الأمر من السّماء إلى الأرض ثمّ يعرج إليه في يومٍ كان مقداره ألف سنةٍ ممّا تعدّون (5) ذلك عالم الغيب والشّهادة العزيز الرّحيم (6)}
يخبر تعالى أنّه الخالق للأشياء، فخلق السّموات والأرض وما بينهما في ستّة أيّامٍ، ثمّ استوى على العرش. وقد تقدّم الكلام على ذلك.
{ما لكم من دونه من وليٍّ ولا شفيعٍ} أي: بل هو المالك لأزمّة الأمور، الخالق لكلّ شيءٍ، المدبّر لكلّ شيءٍ، القادر على كلّ شيءٍ، فلا وليّ لخلقه سواه، ولا شفيع إلّا من بعد إذنه.
{أفلا تتذكّرون} يعني: أيّها العابدون غيره، المتوكّلون على من عداه -تعالى وتقدّس وتنزّه أن يكون له نظيرٌ أو شريكٌ أو نديدٌ، أو وزيرٌ أو عديلٌ، لا إله إلّا هو ولا ربّ سواه.
وقد أورد النّسائيّ هاهنا حديثًا فقال: حدّثنا إبراهيم بن يعقوب، حدّثني محمّد بن الصّبّاح، حدّثنا أبو عبيدة الحدّاد، حدّثنا الأخضر بن عجلان، عن أبي جريج المكّيّ، عن عطاءٍ، عن أبي هريرة، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أخذ بيدي فقال: "إنّ اللّه خلق السّموات والأرض وما بينهما في ستّة أيّامٍ، ثمّ استوى على العرش في اليوم السّابع، فخلق التّربة يوم السّبت، والجبال يوم الأحد، والشّجر يوم الاثنين، والمكروه يوم الثّلاثاء، والنّور يوم الأربعاء، والدّوابّ يوم الخميس، وآدم يوم الجمعة في آخر ساعةٍ من النّهار بعد العصر، وخلقه من أديم الأرض، بأحمرها وأسودها، وطيبّها وخبيثها، من أجل ذلك جعل اللّه من بني آدم الطّيّب والخبيث".
هكذا أورد هذا الحديث إسنادًا ومتنًا، وقد أخرج مسلمٌ والنّسائيّ أيضًا من حديث الحجّاج بن محمّدٍ الأعور، عن ابن جريج، عن إسماعيل بن أميّة، عن أيّوب بن خالدٍ، عن عبد اللّه بن رافعٍ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بنحوٍ من هذا السّياق.
وقد علّله البخاريّ في كتاب "التّاريخ الكبير" فقال: "وقال بعضهم: أبو هريرة عن كعب الأحبار وهو أصحّ"، وكذا علّله غير واحدٍ من الحفّاظ، واللّه أعلم). [تفسير ابن كثير: 6/ 359]

تفسير قوله تعالى: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {يدبّر الأمر من السّماء إلى الأرض ثمّ يعرج إليه} أي: يتنزّل أمره من أعلى السموات إلى أقصى تخوم الأرض السّابعة، كما قال اللّه تعالى: {اللّه الّذي خلق سبع سمواتٍ ومن الأرض مثلهنّ يتنزل الأمر بينهنّ لتعلموا أنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ وأنّ اللّه قد أحاط بكلّ شيءٍ علمًا} [الطّلاق: 12].
وترفع الأعمال إلى ديوانها فوق سماء الدّنيا، ومسافة ما بيّنها وبين الأرض [مسيرة] خمسمائة سنةٍ، وسمك السّماء خمسمائة سنةٍ.
وقال مجاهدٌ، وقتادة، والضّحّاك: النّزول من الملك في مسيرة خمسمائة عامٍ، وصعوده في مسيرة خمسمائة عامٍ، ولكنّه يقطعها في طرفة عينٍ؛ ولهذا قال تعالى: {في يومٍ كان مقداره ألف سنةٍ ممّا تعدّون}).[تفسير ابن كثير: 6/ 359]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (6) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({ذلك عالم الغيب والشّهادة} أي: المدبّر لهذه الأمور الّذي هو شهيدٌ على أعمال عباده، يرفع إليه جليلها وحقيرها، وصغيرها وكبيرها -هو {العزيز} الّذي قد عزّ كلّ شيءٍ فقهره وغلبه، ودانت له العباد والرّقاب، {الرّحيم} بعباده المؤمنين. فهو عزيزٌ في رحمته، رحيمٌ في عزّته [وهذا هو الكمال: العزّة مع الرّحمة، والرّحمة مع العزّة، فهو رحيمٌ بلا ذلٍّ]). [تفسير ابن كثير: 6/ 360]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({الّذي أحسن كلّ شيءٍ خلقه وبدأ خلق الإنسان من طينٍ (7) ثمّ جعل نسله من سلالةٍ من ماءٍ مهينٍ (8) ثمّ سوّاه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السّمع والأبصار والأفئدة قليلًا ما تشكرون (9)}
يقول تعالى: إنّه الّذي أحسن خلق الأشياء وأتقنها وأحكمها.
وقال مالكٌ، عن زيد بن أسلم: {الّذي أحسن كلّ شيءٍ خلقه} قال: أحسن خلق كلّ شيءٍ. كأنّه جعله من المقدّم والمؤخّر.
ثمّ لما ذكر خلق السموات والأرض، شرع في ذكر خلق الإنسان فقال: {وبدأ خلق الإنسان من طينٍ} يعني: خلق أبا البشر آدم من طينٍ). [تفسير ابن كثير: 6/ 360]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({ثمّ جعل نسله من سلالةٍ من ماءٍ مهينٍ} أي: يتناسلون كذلك من نطفةٍ تخرج من بين صلب الرّجل وترائب المرأة). [تفسير ابن كثير: 6/ 360]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (9) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ثمّ سوّاه} يعني: آدم، لـمّا خلقه من ترابٍ خلقه سويًّا مستقيمًا، {ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السّمع والأبصار والأفئدة}، يعني: العقول، {قليلا ما تشكرون} أي: بهذه القوى الّتي رزقكموها اللّه عزّ وجلّ. فالسّعيد من استعملها في طاعة ربّه عزّ وجلّ). [تفسير ابن كثير: 6/ 360]

رد مع اقتباس