عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 14 جمادى الآخرة 1434هـ/24-04-2013م, 06:02 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف


تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({من حبل الوريد} [ق: 16] : " وريداه في حلقه، والحبل: حبل العاتق "). [صحيح البخاري: 6/138]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله من حبل الوريد وريداه في حلقه والحبل حبل العاتق سقط هذا لغير أبي ذرٍّ وهو قول أبي عبيدة بلفظه وزاد فأضافه إلى الوريد كما يضاف الحبل إلى العاتق وروى الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ في قوله تعالى من حبل الوريد قال من عرق العنق). [فتح الباري: 8/593]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (من حبل الوريد وريداه في حلقه الحبل حبل العاتق
لم يثبت هذا إلاّ لأبي ذر، وأشار به إلى قوله تعالى: {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} (ق: 16) أي: نحن أقدر عليه من حبل الوريد وهو عرق العنق، وأضاف الشّيء إلى نفسه لاختلاف اللّفظين، والتّفسير الّذي ذكره رواه الفريابيّ عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، ورواه الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاس). [عمدة القاري: 19/184]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({من حبل الوريد}) [ق: 16] قال مجاهد فيما رواه الفريابي (وريداه في حلقه) والوريد عرق العنق ولغير أبي ذر وريد في حلقه الحبل حبل العاتق وزاد أبو ذر: واو قبل قوله الحبل، وقوله: من حبل الوريد هو كقولهم: مسجد الجامع أي حبل العرق الوريد أو لأن الحبل أعم فأضيف للبيان نحو بعير سانية أو يراد حبل العاتق فأضيف إلى الوريد كما يضاف إلى العاتق لأنهما في عضو واحد). [إرشاد الساري: 7/352]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (وقوله: حبل الوريد الإضافة فيه للبيان. وقوله: في حلقه، أي: عنقه). [حاشية السندي على البخاري: 3/70]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه} يقول تعالى ذكره: ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما تحدّث به نفسه، فلا تخفى علينا سرائره وضمائر قلبه {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} يقول: ونحن أقرب للإنسان من حبل العاتق؛ والوريد: عرقٌ بين الحلقوم والعلباوين، والحبل: هو الوريد، فأضيف إلى نفسه لاختلاف لفظ اسميه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {حبل الوريد} قال: الّذي يكون في الحلق.
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} يقول: عرق العنق.
وقد اختلف أهل العربيّة في معنى قوله: {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} فقال بعضهم: معناه: نحن أملك به، وأقرب إليه في المقدرة عليه.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} بالعلم بما توسوس به نفسه). [جامع البيان: 21/421-422]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ونحن أقرب إليه من حبل الوريد يعني الذي في الحلق). [تفسير مجاهد: 2/610]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 16.
أخرج ابن مردويه عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: نزل الله من ابن آدم أرفع المنازل هو أقرب إليه من حبل الوريد وهو يحول بين المرء وقلبه وهو آخذ بناصية كل دابة وهو معهم أينما كانوا). [الدر المنثور: 13/605]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن جويبر رضي الله عنه قال: سألت الضحاك عن قوله {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} قال: ليس شيء أقرب إلى ابن آدم من حبل الوريد والله أقرب إليه منه). [الدر المنثور: 13/605-606]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {من حبل الوريد} قال: عرق العنق). [الدر المنثور: 13/606]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {من حبل الوريد} قال: نياط القلب وما حمل). [الدر المنثور: 13/606]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {من حبل الوريد} قال: الذي في الحلق). [الدر المنثور: 13/606]

تفسير قوله تعالى: (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر قال تلا الحسن عن اليمين وعن الشمال قعيد فقال يا ابن آدم بسطت لك صحيفة ووكل بك ملكان كريمان أحدهما عن يمينك والآخر عن شمالك فأما الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك وأما الذي عن شمالك فيحفظ سيئاتك فأملل ما شئت أقلل أو أكثر حتى إذا مت طويت صحيفتك فجعلت في عنقك معك في قبرك حتى تخرج يوم القيامة فعند ذلك يقول وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه حتى بلغ حسيبا عدل والله لك من جعلك حسيب نفسك). [تفسير عبد الرزاق: 2/237]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا يعلى بن عبيدٍ، قال: دخلنا على محمّد بن سوقة، فقال: أحدّثكم بحديثٍ لعلّه ينفعكم فإنّه قد نفعني، قال: قال لنا عطاء بن أبي رباحٍ: يا ابن أخي، إنّ من كان قبلكم كان يكره فضول الكلام ما عدا كتاب الله تعالى أن تقرأه، أو أمرًا بمعروفٍ، أو نهيًا عن منكرٍ، وأن تنطق بحاجتك في معيشتك الّتي لا بدّ لك منها، أتنكرون أنّ عليكم حافظين، كرامًا كاتبين، وأنّ {عن اليمين وعن الشّمال قعيدٌ * ما يلفظ من قولٍ إلاّ لديه رقيبٌ عتيدٌ} أما يستحيي أحدكم لو نشر صحيفته الّتي أملى صدر نهاره وأكثر ما فيها ليس من أمر دينه، ولا دنياه). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 438]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إذ يتلقّى المتلقّيان عن اليمين وعن الشّمال قعيدٌ (17) ما يلفظ من قولٍ إلاّ لديه رقيبٌ عتيدٌ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: ونحن أقرب إلى الإنسان من وريد حلقه، حين يتلقّى الملكان، وهما المتلقّيان {عن اليمين وعن الشّمال قعيدٌ}.
وقيل: عنى بالقعيد: الرّصد.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {قعيدٌ} قال: رصدٌ.
واختلف أهل العربيّة في وجه توحيد قعيدٍ، وقد ذكر من قبل متلقّيان، فقال بعض نحويّي البصرة: قيل: {عن اليمين وعن الشّمال قعيدٌ} ولم يقل: عن اليمين قعيدٌ، وعن الشّمال قعيدٌ، أي أحدهما، ثمّ استغنى، كما قال: {نخرجكم طفلاً} واستغنى بالواحد عن الجمع، كما قال: {فإن طبن لكم عن شيءٍ منه نفسًا}.
وقال بعض نحويّي الكوفة {قعيدٌ} يريد: قعودًا عن اليمين وعن الشّمال، فجعل {قعيدٌ} جمعًا، كما يجعل الرّسول للقوم وللاثنين قال اللّه عزّ وجلّ: {إنّا رسول ربّ العالمين} لموسى وأخيه، وقال الشّاعر:
ألكني إليها وخير الرّسو ل أعلمهم بنواحي الخبر.
فجعل الرّسول للجمع، فهذا وجهٌ وإن شئت جعلت القعيد واحدًا اكتفاءً به من صاحبه، كما قال الشّاعر:
نحن بما عندنا وأنت بما عندك راضٍ والرّأي مختلف ومنه قول الفرزدق:
إنّي ضمنت لمن أتاني ما جنى وأبي فكان وكنت غير غدور ولم يقل: غدورين). [جامع البيان: 21/422-423]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 17 - 18.
أخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله {إذ يتلقى المتلقيان} قال: مع كل إنسان ملكان ملك عن يمينه وآخر عن شماله فأما الذي عن يمينه فيكتب الخير وأما الذي عن شماله فيكتب الشر). [الدر المنثور: 13/606]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو نعيم والديلمي عن معاذ بن جبل مرفوعا أن الله لطف الملكين الحافظين حتى أجلسهما على الناجذين وجعل لسانه قلمهما وريقه مدادهما). [الدر المنثور: 13/606]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو نعيم في الحلية عن مجاهد قال: إسم صاحب السيئات قعيد). [الدر المنثور: 13/607]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في الآية قال: عن اليمين كاتب الحسنات وعن الشمال كاتب السيئات). [الدر المنثور: 13/607]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا، وابن المنذر عن الأحنف بن قيس في قوله {عن اليمين وعن الشمال قعيد} قال: صاحب اليمين يكتب الخير وهو أمير على صاحب الشمال فإن أصاب العبد خطيئة قال أمسك فإن استغفر الله نهاه أن يكتبها وإن أبى إلا أن يصر كتبها). [الدر المنثور: 13/609] (م)

تفسير قوله تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) )
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن هشامٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ {ما يلفظ من قولٍ} قال: يكتب من قوله الخير والشّرّ). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 440]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({رقيبٌ عتيدٌ} [ق: 18] : «رصدٌ»). [صحيح البخاري: 6/138]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله رقيبٌ عتيدٌ رصدٌ وصله الفريابيّ أيضًا كذلك وروى الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ قال يكتب كلّ ما تكلّم به من خيرٍ وشرٍّ ومن طريق سعيد بن أبي عروبة قال قال الحسن وقتادة ما يلفظ من قول أي ما يتكلّم به من شيءٍ إلّا كتب عليه وكان عكرمة يقول إنّما ذلك في الخير والشّر). [فتح الباري: 8/594]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 10 ق {والنّخل باسقات} قال طوال
وبه في قوله 15 ق {أفعيينا بالخلق الأول} قال أفعيينا حين أنشأناكم
وبه في قوله 23 ق {وقال قرينه} قال الشّيطان الّذي قيض له
وبه في قوله 36 ق {فنقبوا في البلاد} قال ضربوا في البلاد
وفي قوله 37 ق {لمن كان له قلب أو ألقى السّمع وهو شهيد} وهو لا يحدث نفسه شاهد بالقلب
وبه في قوله 18 ق {رقيب عتيد} قال رصيد). [تغليق التعليق: 4/316-317] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (رقيبٌ عتيدٌ رصدٌ
أشار به إلى قوله عز وجل: {ما يلفظ من قول إلاّ لديه رقيب عتيد} (ق: 18) وفسره بقوله: (رصد) وهو الّذي يرصد، أي: يرقب وينظر، وفي التّفسير: رقيب حافظ عتيد حاضر). [عمدة القاري: 19/185]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({رقيب عتيد}) [ق: 18]. قال مجاهد فيما وصله الفريابي (رصد) يرصد وينظر وقال ابن عباس فيما وصله الطبري يكتب كل ما تكلم به من خير وشر وعن مجاهد حتى أنينه في مرضه، وقال الضحاك: مجلسهما تحت الشعر على الحنك). [إرشاد الساري: 7/353]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (رصد) وهو الذي يرصد، أي: يرقب وينظر وظاهر كلامه أنه تفسير لرقيب وعتيد، وقال غيره رقيب، أي: حافظ عتيد، أي: حاضر، وهو أولى وكلّ من رقيب وعتيد بمعنى المثنى). [حاشية السندي على البخاري: 3/70]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ما يلفظ من قولٍ إلاّ لديه رقيبٌ عتيدٌ} يقول تعالى ذكره: ما يلفظ الإنسان من قولٍ فيتكلّم به، إلاّ عندما يلفظ به من قولٍ: {رقيبٌ عتيدٌ}، يعني حافظٌ يحفظه، عتيدٌ معدٌّ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، {عن اليمين، وعن الشّمال، قعيدٌ} قال: عن اليمين الّذي، يكتب الحسنات، وعن الشّمال الّذي، يكتب السّيّئات.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا مؤمّلٌ قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم التّيميّ، في قوله: {إذ يتلقّى المتلقّيان عن اليمين وعن الشّمال قعيدٌ} قال: صاحب اليمين أميرٌ أو أمينٌ على صاحب الشّمال، فإذا عمل العبد سيّئةً قال صاحب اليمين لصاحب الشّمال: أمسك لعلّه يتوب.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا حكّامٌ قال: حدّثنا عمرٌو، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ {إذ يتلقّى المتلقّيان عن اليمين وعن الشّمال قعيدٌ} قال ملكٌ عن يمينه، وآخر عن شماله، فأمّا الّذي عن يمينه فيكتب الخير، وأمّا الّذي عن شماله فيكتب الشّرّ.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ قال: مع كلّ إنسانٍ ملكان: ملكٌ عن يمينه، وآخر عن يساره؛ قال: فأمّا الّذي عن يمينه، فيكتب الخير، وأمّا الّذي عن يساره فيكتب الشّرّ.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه} إلى {عتيدٌ} قال: جعل اللّه على ابن آدم حافظين في اللّيل، وحافظين في النّهار، يحفظان عليه عمله، ويكتبان أثره.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إذ يتلقّى المتلقّيان عن اليمين وعن الشّمال قعيدٌ}، حتّى بلغ {عتيدٌ} قال الحسن وقتادة {ما يلفظ من قولٍ} أي ما يتكلّم به من شيءٍ إلاّ كتب عليه وكان عكرمة يقول: إنّما ذلك في الخير والشّرّ يكتبان عليه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، قال: تلا الحسن {عن اليمين وعن الشّمال قعيدٌ} قال: فقال: يا ابن آدم بسطت لك صحيفةٌ، ووكّل بك ملكان كريمان، أحدهما عن يمينك، والآخر عن شمالك؛ فأمّا الّذي عن يمينك فيحفظ حسناتك؛ وأمّا الّذي عن شمالك فيحفظ سيّئاتك، فاعمل بما شئت أقلل أو أكثر، حتّى إذا متّ طويت صحيفتك، فجعلت في عنقك معك في قبرك، حتّى تخرج يوم القيامة، فعند ذلك يقول: {وكلّ إنسانٍ ألزمناه طائره في عنقه} حتّى بلغ {حسيبًا} عدل واللّه عليك من جعلك حسيب نفسك.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ {عن اليمين وعن الشّمال قعيدٌ} قال: كاتب الحسنات عن يمينه، وكاتب السّيّئات عن شماله.
- قال: حدّثنا مهران، عن سفيان قال: بلغني أنّ كاتب الحسنات، أميرٌ على كاتب السّيّئات، فإذا أذنب قال له: لا تعجل لعلّه يستغفر.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ما يلفظ من قولٍ إلاّ لديه رقيبٌ عتيدٌ} قال: جعل معه من يكتب كلّ ما لفظ به، وهو معه رقيبٌ.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن هشامٍ الحمصيّ، أنّه بلغه أنّ الرّجل، إذا عمل سيّئةً قال كاتب اليمين لصاحب الشّمال: اكتب، فيقول: لا بل أنت اكتب، فيمتنعان، فينادي منادٍ: يا صاحب الشّمال اكتب ما ترك صاحب اليمين). [جامع البيان: 21/424-426]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله رقيب عتيد يعني رصدا عليه). [تفسير مجاهد: 2/611]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني أبو عبد الرّحمن محمّد بن عبد اللّه التّاجر، ثنا أبو حاتمٍ الرّازيّ، ثنا محمّد بن عبد اللّه الأنصاريّ، ثنا هشام بن حسّان، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما أنّه سئل عن هذه الآية {ما يلفظ من قولٍ إلّا لديه رقيبٌ عتيدٌ} [ق: 18] قال: فقال ابن عبّاسٍ: «إنّما يكتب الخير والشّرّ لا يكتب يا غلام أسرج الفرس، ويا غلام اسقني الماء إنّما يكتب الخير والشّرّ» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط البخاريّ ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/505]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ما يلفظ من قول} الآية قال: يكتب كل ما تكلم به من خير أو شر حتى إنه ليكتب قوله أكلت شربت ذهبت جئت رأيت حتى إذا كان يوم الخميس عرض قوله وعمله فأقر منه ما كان فيه من خير أو شر وألقى سائره فذلك قوله (يمحو الله ما يشاء ويثبت) (الرعد آية 39) ). [الدر المنثور: 13/607]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والحاكم وصححه من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} قال: إنما يكتب الخير والشر لا يكتب يا غلام أسرج الفرس ويا غلام اسقني الماء). [الدر المنثور: 13/607]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن عكرمة قال: لا يكتب إلا ما يؤجر عليه ويؤزر فيه لو قال رجل لامرأته تعالي حتى نفعل كذا وكذا كان يكتب عليه شيء). [الدر المنثور: 13/608]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في الفدية من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ما يلفظ من قول} الآية قال: كاتب الحسنات عن يمينه يكتب حسناته وكاتب السيئات عن يساره فإذا عمل حسنة كتب صاحب اليمين عشرا وإذا عمل سيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال دعه حتى يسبح أو يستغفر فإذا كان يوم الخميس كتب ما يجزى به من الخير والشر ويلقى ما سوى ذلك ثم يعرض على أم الكتاب فيجده بجملته فيه). [الدر المنثور: 13/608]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في الصمت عن علي رضي الله عنه قال: لسان الإنسان قلم الملك وريقه مداده). [الدر المنثور: 13/608-609]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا، وابن المنذر عن الأحنف بن قيس في قوله {عن اليمين وعن الشمال قعيد} قال: صاحب اليمين يكتب الخير وهو أمير على صاحب الشمال فإن أصاب العبد خطيئة قال أمسك فإن استغفر الله نهاه أن يكتبها وإن أبى إلا أن يصر كتبها). [الدر المنثور: 13/609]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ فيي العظمة من طريق ابن المبارك عن ابن جريج قال: ملكان أحدهما على يمينه يكتب الحسنات وملك عن يساره يكتب السيئات فالذي عن يمينه يكتب بغير شهادة من صاحبه إن قعد فأحدهما عن يمينه والآخر عن يساره وإن مشى فأحدهما أمامه والآخر خلفه وإن رقد فأحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، قال ابن المبارك: وكل به خمسة أملاك ملكان بالليل وملكان بالنهار يجيئان ويذهبان وملك خامس لا يفارقه ليلا ولا نهارا). [الدر المنثور: 13/609]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن جرير عن مجاهد في قوله {رقيب عتيد} قال: رصيد). [الدر المنثور: 13/610]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن حجاج بن دينار قال: قلت لأبي معشر: الرجل يذكر الله في نفسه كيف تكتبه الملائكة قال: يجدون الريح). [الدر المنثور: 13/610]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن أبي عمران الجوني قال: بلغنا أن الملائكة تصف بكتبها في السماء الدنيا كل عشية بعد العصر فينادي الملك ألق تلك الصحيفة وينادي الملك الآخر ألق تلك الصحيفة فيقولون ربنا قالوا خيرا وحفظنا عليهم فيقول إنهم لم يريدوا به وجهي وإني لا أقبل إلا ما أريد به وجهي وينادي الملك الآخر أكتب لفلان بن فلان كذا وكذا فيقول: يا رب إنه لم يعمله فيقول إنه نواه). [الدر المنثور: 13/610]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المبارك، وابن أبي الدنيا في الإخلاص وأبو الشيخ في العظمة عن ضمرة بن حبيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الملائكة يصعدون بعمل العبد من عباد الله فيكثرونه ويزكونه حتى ينتهوا به حيث شاء الله من سلطانه فيوحي الله إليهم إنكم حفظة على عمل عبدي وأنا رقيب على ما في نفسه إن عبدي هذا لم يخلص لي عمله فاجعلوه في سجين قال: ويصعدون بعمل العبد من عباد الله فيستقلونه ويحقرونه حتى ينتهوا حيث شاء الله من سلطانه فيوحي الله إليهم إنكم حفظة على عمل عبدي وأنا رقيب على ما في نفسه فضاعفوه له واجعلوه في عليين). [الدر المنثور: 13/610-611]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني، وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال فإذا عمل العبد حسنة كتبت له بعشر أمثالها وإذا عمل سيئة فأراد صاحب الشمال أن يكتبها قال صاحب اليمين أمسك فيمسك ست ساعات أو سبع ساعات فإن استغفر الله منها لم يكتب عليه شيئا وإن لم يستغفر الله كتب عليه سيئة واحدة). [الدر المنثور: 13/611]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في التفسير عن حسان بن عطية قال: تذاكروا مجلسا فيه مكحول، وابن أبي زكريا أن العبد إذا عمل خطيئة لم تكتب عليه ثلاث ساعات فإن استغفر الله وإلا تكتب عليه). [الدر المنثور: 13/611]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء بن أبي رباح أنه قال: إن من كان قبلكم كان يكره فضول الكلام ما عدا كتاب الله أن يقرأه أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر وأن تنطق بحاجتك في معيشتك التي لا بد لك منها، أتنكرون أن عليكم حافظين كراما كاتبين وأن عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد أما يستحي أحدكم لو نشر صحيفته التي ملأ صدر نهاره وأكثر ما فيها ليس من أمر دينه ولا دنياه). [الدر المنثور: 13/611-612]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي في شعب الإيمان من طريق الأوزاعي عن حسان بن عطية قال: بينما رجل راكب على حمار إذ عثر به فقال: تعست فقال صاحب اليمين: ما هي بحسنة فأكتبها وقال صاحب الشمال ما هي بسيئة فأكتبها فنودي صاحب الشمال أن ما ترك صاحب اليمين فأكتبه). [الدر المنثور: 13/612]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن بكر بن ماعز قال: جاءت بنت الربيع بن خيثم وعنده أصحاب له فقالت: يا أبتاه أذهب ألعب، قال: لا، قال له أصحابه: يا أبا يزيد إتركها، قال: لا يوجد في صحيفتي أني قلت لها: إذهبي فالعبي لكن إذهبي فقولي خيرا وافعلي خيرا). [الدر المنثور: 13/612]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في الشعب عن حذيفة بن اليمان أن الكلام بسبعة أغلاق إذ أخرج منها كتب وإذا لم يخرج لم يكتب القلب واللهاة واللسان والحنكين والشفتين). [الدر المنثور: 13/612]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخطيب في رواة مالك، وابن عساكر عن مالك أنه بلغه أن كل شيء يكتب حتى أنين المريض). [الدر المنثور: 13/612]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال: يكتب على ابن آدم كل شيء يتكلم به حتى أنينه في مرضه). [الدر المنثور: 13/612]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا، وابن عساكر عن الفضيل بن عيسى قال: إذا احتضر الرجل قيل للملك الذي كان يكتب له كف قال: لا وما يدريني لعله يقول لا إله إلا الله فأكتبها له). [الدر المنثور: 13/613]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال: يكتب من المريض كل شيء حتى أنينه في مرضه). [الدر المنثور: 13/613]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء بن يسار يبلغ به النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إذا مرض العبد قال الله للكرام الكاتبين: اكتبوا لعبدي مثل الذي كان يعمل حتى أقبضه أو أعافيه). [الدر المنثور: 13/613]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن سلمان قال: إذا مرض العبد قال الملك يا رب إبتليت عبدك بكذا فيقول: ما دام في وثاقي فاكتبوا له مثل عمله الذي كان يعمل). [الدر المنثور: 13/613]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي في شعب الإيمان عن معاذ قال: إذا ابتلى الله العبد بالسقم قال لصاحب الشمال إرفع وقال لصاحب اليمين أكتب لعبدي ما كان يعمل). [الدر المنثور: 13/613-614]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن النضر بن أنس قال: كنا نتحدث منذ خمسين سنة أنه ما من عبد يمرض إلا قال الله لكاتبيه أكتبا لعبدي ما كان يعمل في صحته). [الدر المنثور: 13/614]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي قلابة قال: إذا مرض الرجل على عمل صالح أجري له ما كان يعمل في صحته). [الدر المنثور: 13/614]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن عكرمة قال إذا مرض الرجل رفع له كل يوم ما كان يعمل). [الدر المنثور: 13/614]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن ثابت بن مسلم بن يسار قال: إذا مرض العبد كتب له أحسن ما كان يعمل في صحته). [الدر المنثور: 13/614]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة والدارقطني في الأفراد والطبراني والبيهقي في شعب الإيمان عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من أحد من المسلمين يبتلى ببلاء في جسده إلا أمر الله الحفظة فقال أكتبوا لعبدي ما كان يعمل وهو صحيح ما دام مشدودا في وثاقي). [الدر المنثور: 13/614-615]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مرض أو سافر كتب الله له ما كان يعمل صحيحا مقيما). [الدر المنثور: 13/615]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبيهقي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا ابتلى الله المؤمن ببلاء في جسده قال للملك: أكتب له صالح عمله الذي كان يعمل فإن شفاه غسله وطهره وإن قبضه غفر له ورحمه). [الدر المنثور: 13/615]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في العظمة والبيهقي في شعب الإيمان عن أنس رضي الله عنه قال: إن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إن الله وكل بعبده المؤمن ملكين يكتبان عمله فإذا مات قال الملكان اللذان وكلا به: قد مات فائذن لنا أن نصعد إلى السماء فيقول الله: سمائي مملوءة من ملائكتي يسبحونني فيقولان: أنقيم في الأرض فيقول الله: أرضي مملوءة من خلقي يسبحونني فيقولان: فأين فيقول: قوما على قبر عبدي فسبحاني واحمداني وكبراني وأكتبا ذلك لعبدي إلى يوم القيامة). [الدر المنثور: 13/615-616]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد والحكيم الترمذي عن عمر بن ذر عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عند لسان كل قائل فليتق الله عبد ولينظر ما يقول.
وأخرج الحكيم الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا مثله). [الدر المنثور: 13/616]

تفسير قوله تعالى: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدّثني يعقوب بن عبد الرحمن قال: سألت زيد بن أسلم عن قول الله: {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد (19) ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد (20) وجاءت كل نفسٍ معها سائقٌ وشهيدٌ}، فقلت له: من يراد بهذا، فقال: رسول الله، فقلت له: رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: وما تنكر، قد قال الله: {ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى}.
قال: ثم سألت صالح بن كيسان عنها، فقال لي: هل سألت أحدا قبلي، فقلت: نعم، قد سألت زيد بن أسلم، فقال: وما قال لك، فقلت له: بل، تخبرني ما تقول فيه؛ فقال: لأخبرنك برأيي الذي عليه رأي، فأخبرني ما قال لك زيد، قال: قلت: يراد بهذا رسول الله، فقال: وما علم زيدٍ، والله، ما من سن عالية ولا لسان فصيح ولا معرفة بكلام العرب، إنما يراد بهذا الكافر، ثم قال: أقرأ [ما بعدها] يدلك على ذلك.
قال: ثم سألت الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن [عباس فقال] لي مثل ما قال صالح: هل سألت أحدا، فأخبرته أني قد سألت زيد بن أسلم [وصالح بن] كيسان، فقال: ما قالا لك، فقلت: بل، تخبرني بقولك، قال: لأخبرنك بقولي [فأخبرته بالذي] قالا لي، قال: فإني أخالفهما جميعا، يراد بهذا البر والفاجر، [قال الله: {وجاءت] سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد}، {فكشفنا [عنك غطاءك] فبصرك اليوم حديدٌ}، قال: فانكشف الغطاء عن البر [والفاجر فرأى كل] ما يصير إليه). [الجامع في علوم القرآن: 2/126-127]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا الفضل بن دكينٍ، عن صالح بن رستم، عن ابن أبي مليكة، قال: صحبت ابن عبّاسٍ من مكّة إلى المدينة ومن المدينة إلى مكّة، فكان إذا نزل منزلاً قام شطر اللّيل فأكثر في ذلك النّشيج، قلت: وما النّشيج، قال: النّحيب والبكاء، ويقرأ: {وجاءت سكرة الموت بالحقّ ذلك ما كنت منه تحيد}). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 505]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وجاءت سكرة الموت بالحقّ ذلك ما كنت منه تحيد (19) ونفخ في الصّور ذلك يوم الوعيد}
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: وفي قوله {وجاءت سكرة الموت بالحقّ} وجهان من التّأويل، أحدهما: وجاءت سكرة الموت وهي شدّته وغلبته على فهم الإنسان، كالسّكرة من النّوم أو الشّراب بالحقّ من أمر الآخرة، فتبيّنه الإنسان حتّى تثبّته وعرفه والثّاني: وجاءت سكرة الموت بحقيقة الموت.
وقد ذكر عن أبي بكرٍ الصّدّيق رضي اللّه عنه أنّه كان يقرأ وجاءت سكرة الحقّ بالموت.
ذكر الرّواية بذلك:
- حدّثنا محمّد بن المثنّى قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن واصلٍ، عن أبي وائلٍ قال: لمّا كان أبو بكرٍ رضي اللّه عنه يقضي، قالت عائشة رضي اللّه عنها هذا، كما قال الشّاعر:
إذا حشرجت يومًا وضاق بها الصّدر.
فقال أبو بكرٍ: يا بنيّة لا تقولي ذلك، ولكنّه كما قال اللّه عزّ وجلّ: (وجاءت سكرة الحقّ بالموت ذلك ما كنت منه تحيد).
وقد ذكر أنّ ذلك كذلك في قراءة ابن مسعودٍ ولقراءة من قرأ ذلك كذلك وجهان من التّأويل: أحدهما: وجاءت سكرة اللّه بالموت، فيكون الحقّ هو اللّه تعالى ذكره، والثّاني: أن تكون السّكرة هي الموت، أضيفت إلى نفسها، كما قيل: {إنّ هذا لهو حقّ اليقين} ويكون تأويل الكلام: وجاءت السّكرة الحقّ بالموت.
وقوله: {ذلك ما كنت منه تحيد} يقول: هذه السّكرة الّتي جاءتك أيّها الإنسان بالحقّ هو الشّيء الّذي كنت تهرب منه، وعنه تروغ). [جامع البيان: 21/427-428]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثني محمّد بن صالح بن هانئٍ، ثنا محمّد بن نعيمٍ، ثنا قتيبة، ثنا اللّيث بن سعدٍ، عن يزيد بن عبد اللّه بن الهاد، عن موسى بن سرجسٍ، قال: سمعت القاسم بن محمّدٍ، يحدّث وتلا قول اللّه عزّ وجلّ: {وجاءت سكرة الموت بالحقّ ذلك ما كنت منه تحيد} [ق: 19] ثمّ قال: حدّثتني عائشة أمّ المؤمنين رضي اللّه عنها، قالت: لقد رأيت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم وهو بالموت وعنده قدحٌ فيه ماءٌ وهو يدخل يده في القدح، ثمّ يمسح وجهه بالماء، ثمّ يقول: «اللّهمّ أعنّي على سكرات الموت» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/505]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 19 – 30
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج {وجاءت سكرة الموت} قال: غمرة الموت). [الدر المنثور: 13/616]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري والترمذي والنسائي، وابن ماجة عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت بين يديه ركوة أو علبة فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه ويقول: لا إله إلا الله إن للموت سكرات). [الدر المنثور: 13/616-617]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه عن القاسم بن محمد رضي الله عنه أنه تلا {وجاءت سكرة الموت بالحق} فقال: حدثتني أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالموت وعنده قدح فيه ماء وهو يدخل يده في القدح ثم يمسح وجهه بالماء ثم يقول: اللهم أعني على سكرات الموت). [الدر المنثور: 13/617]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد عن عروة رضي الله عنه قال: لما مات الوليد بن الوليد بكته أم سلمة فقالت:
يا عين فأبكي للوليد * بن الوليد بن المغيرة
كان الوليد بن الوليد * أبا الوليد فتى العشيرة
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقولي هكذا يا أم سلمة ولكن قولي {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد}). [الدر المنثور: 13/617]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد في فضائله، وابن المنذر عن عائشة قالت: لما حضرت أبا بكر الوفاة قلت:
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل
قال أبو بكر رضي الله عنه بل {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد} قدم الحق وأخر الموت). [الدر المنثور: 13/617-618]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن ابن أبي مليكة رضي الله عنه قال: صبحت ابن عباس من مكة إلى المدينة فكان إذا نزل منزلا قام شطر الليل فسئل: كيف كانت قراءته قال: قرأ {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد} فجعل يرتل ويكثر في ذلك التسبيح). [الدر المنثور: 13/618]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن جرير عن عبد الله بن اليمني مولى الزبير بن العوام قال: لما حضر أبو بكر تمثلت عائشة بهذا البيت:
أعاذل ما يغني الحذار عن الفتى * إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
فقال أبو بكر رضي الله عنه: ليس كذلك يا بنية ولكن قولي {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد}). [الدر المنثور: 13/618-619]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أما قوله تعالى: {ما كنت منه تحيد}
أخرج الطبراني عن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل الذي يفر من الموت كمثل الثعلب تطلبه الأرض بدين فجاء يسعى حتى إذا أعيا وانبهر دخل حجره فقالت له الأرض يا ثعلب ديني فخرج خصاص فلم يزل كذلك حتى انقطعت عنقه فمات). [الدر المنثور: 13/619]

تفسير قوله تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدّثني يعقوب بن عبد الرحمن قال: سألت زيد بن أسلم عن قول الله: {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد (19) ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد (20) وجاءت كل نفسٍ معها سائقٌ وشهيدٌ}، فقلت له: من يراد بهذا، فقال: رسول الله، فقلت له: رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: وما تنكر، قد قال الله: {ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى}.
قال: ثم سألت صالح بن كيسان عنها، فقال لي: هل سألت أحدا قبلي، فقلت: نعم، قد سألت زيد بن أسلم، فقال: وما قال لك، فقلت له: بل، تخبرني ما تقول فيه؛ فقال: لأخبرنك برأيي الذي عليه رأي، فأخبرني ما قال لك زيد، قال: قلت: يراد بهذا رسول الله، فقال: وما علم زيدٍ، والله، ما من سن عالية ولا لسان فصيح ولا معرفة بكلام العرب، إنما يراد بهذا الكافر، ثم قال: أقرأ [ما بعدها] يدلك على ذلك.
قال: ثم سألت الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن [عباس فقال] لي مثل ما قال صالح: هل سألت أحدا، فأخبرته أني قد سألت زيد بن أسلم [وصالح بن] كيسان، فقال: ما قالا لك، فقلت: بل، تخبرني بقولك، قال: لأخبرنك بقولي [فأخبرته بالذي] قالا لي، قال: فإني أخالفهما جميعا، يراد بهذا البر والفاجر، [قال الله: {وجاءت] سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد}، {فكشفنا [عنك غطاءك] فبصرك اليوم حديدٌ}، قال: فانكشف الغطاء عن البر [والفاجر فرأى كل] ما يصير إليه). [الجامع في علوم القرآن: 2/126-127] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ونفخ في الصّور ذلك يوم الوعيد} قد تقدّم بياننا عن معنى الصّور، وكيف النّفخ فيه بذكر اختلاف المختلفين، والّذي هو أولى الأقوال عندنا فيه بالصّواب، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
وقوله: {ذلك يوم الوعيد} يقول: هذا اليوم الّذي ينفخ فيه في الصّور، هو يوم الوعيد الّذي، وعده اللّه عزّ وجلّ الكفّار أن يعذّبهم فيه). [جامع البيان: 21/428]

تفسير قوله تعالى: (وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا ابن أبي خالدٍ قال: سمعت أبا عيسى يحيى بن رافع، يقول: سمعت عثمان بن عفان، يقول: {وجاءت كل نفسٍ معها سائقٌ وشهيد} [سورة ق: 21]، قال: سائق يسوقها إلى أمر الله، وشاهد يشهد عليها بما عملت). [الزهد لابن المبارك: 2/738]

قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدّثني يعقوب بن عبد الرحمن قال: سألت زيد بن أسلم عن قول الله: {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد (19) ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد (20) وجاءت كل نفسٍ معها سائقٌ وشهيدٌ}، فقلت له: من يراد بهذا، فقال: رسول الله، فقلت له: رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: وما تنكر، قد قال الله: {ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى}.
قال: ثم سألت صالح بن كيسان عنها، فقال لي: هل سألت أحدا قبلي، فقلت: نعم، قد سألت زيد بن أسلم، فقال: وما قال لك، فقلت له: بل، تخبرني ما تقول فيه؛ فقال: لأخبرنك برأيي الذي عليه رأي، فأخبرني ما قال لك زيد، قال: قلت: يراد بهذا رسول الله، فقال: وما علم زيدٍ، والله، ما من سن عالية ولا لسان فصيح ولا معرفة بكلام العرب، إنما يراد بهذا الكافر، ثم قال: أقرأ [ما بعدها] يدلك على ذلك.
قال: ثم سألت الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن [عباس فقال] لي مثل ما قال صالح: هل سألت أحدا، فأخبرته أني قد سألت زيد بن أسلم [وصالح بن] كيسان، فقال: ما قالا لك، فقلت: بل، تخبرني بقولك، قال: لأخبرنك بقولي [فأخبرته بالذي] قالا لي، قال: فإني أخالفهما جميعا، يراد بهذا البر والفاجر، [قال الله: {وجاءت] سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد}، {فكشفنا [عنك غطاءك] فبصرك اليوم حديدٌ}، قال: فانكشف الغطاء عن البر [والفاجر فرأى كل] ما يصير إليه). [الجامع في علوم القرآن: 2/126-127] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحسن في قوله تعالى معها سائق وشهيد قال سائق يسوقها وشهيد يشهد عليها بعملها). [تفسير عبد الرزاق: 2/237]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أخبرني ابن التيمي عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي عيسى يحيى بن أبي رافع قال سمعت عثمان بن عفان يخطب على المنبر وهو يقرأ وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد قال سائق يسوقها إلى أمر الله وشاهد يشهد عليها بما عملت). [تفسير عبد الرزاق: 2/237-238]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا وكيعٌ، ويزيد بن هارون، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن يحيى بن رافعٍ، قال: سمعت عثمان يقول: {وجاءت كلّ نفسٍ معها سائقٌ وشهيدٌ} قال: سائقٌ يسوقها إلى أمر الله، وشهيدٌ يشهد عليها بما عملت). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 425]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({سائقٌ وشهيدٌ} [ق: 21] : " الملكان: كاتبٌ وشهيدٌ "). [صحيح البخاري: 6/138]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله سائق وشهيد الملكان كاتبٌ وشهيدٌ وصله الفريابيّ كذلك وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن الحسن قال سائقٌ يسوقها وشهيدٌ يشهد عليها بعملها وروى نحوه بإسنادٍ موصولٍ عن عثمان). [فتح الباري: 8/594]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 10 ق {والنّخل باسقات} قال طوال
وبه في قوله 15 ق {أفعيينا بالخلق الأول} قال أفعيينا حين أنشأناكم
وبه في قوله 23 ق {وقال قرينه} قال الشّيطان الّذي قيض له
وبه في قوله 36 ق {فنقبوا في البلاد} قال ضربوا في البلاد
وفي قوله 37 ق {لمن كان له قلب أو ألقى السّمع وهو شهيد} وهو لا يحدث نفسه شاهد بالقلب
وبه في قوله 18 ق {رقيب عتيد} قال رصيد وفي قوله 21 ق {وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد} قال الملكان كاتب وشهيد). [تغليق التعليق: 4/316-317] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (سائقٌ وشهيدٌ الملكان كاتبٌ وشهيدٌ
أشار به إلى قوله تعالى: {وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد} (ق: 37) وذكر أنّهما الملكان أحدهما الكاتب والآخر شهيد، وعن الحسن: سائق يسوقها وشهيد يشهد عليها بعملها). [عمدة القاري: 19/185]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({سائق وشهيد}) [ق: 21]. (الملكان) ولأبي ذر: الملكين بالنصب بنحو يعني أحدهما ({كاتب و}) الآخر ({شهيد}) وقيل السائق هو الذي يسوقه إلى الموقف والشهيد هو الكاتب والسائق لازم للبر والفاجر أما البر فيساق إلى الجنة وأما الفاجر فيساق إلى النار). [إرشاد الساري: 7/353]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وجاءت كلّ نفسٍ معها سائقٌ وشهيدٌ (21) لقد كنت في غفلةٍ من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديدٌ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: وجاءت يوم ينفخ في الصّور كلّ نفسٍ ربّها، معها سائقٌ يسوقها إلى اللّه، وشهيدٌ يشهد عليها بما عملت في الدّنيا من خيرٍ أو شرٍّ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن يحيى بن رافعٍ، مولًى لثقيفٍ قال: سمعت عثمان بن عفّان، رضي اللّه عنه يخطب، فقرأ هذه الآية {سائقٌ وشهيدٌ} قال: سائقٌ يسوقها إلى اللّه، وشاهدٌ يشهد عليها بما عملت.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا حكّامٌ، عن إسماعيل، عن أبي عيسى قال: سمعت عثمان بن عفّان، رضي اللّه عنه يخطب، فقرأ هذه الآية {وجاءت كلّ نفسٍ معها سائقٌ وشهيدٌ} قال: السّائق يسوقها إلى أمر اللّه، والشّهيد يشهد عليها بما عملت.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وجاءت كلّ نفسٍ معها سائقٌ وشهيدٌ} قال: السّائق من الملائكة، والشّهيد: شاهدٌ عليه من نفسه.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن خصيفٍ، عن مجاهدٍ، {سائقٌ وشهيدٌ} سائقٌ يسوقها إلى أمر اللّه، وشاهدٌ يشهد عليها بما عملت.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى؛ وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه {سائقٌ وشهيدٌ} } قال: الملكان: كاتبٌ وشهيدٌ.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وجاءت كلّ نفسٍ معها سائقٌ وشهيدٌ} قال: سائقٌ يسوقها إلى ربّها، وشاهدٌ يشهد عليها بعملها.
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ قال: حدّثنا سليمان بن حربٍ قال: حدّثنا أبو هلالٍ قال: حدّثنا قتادة في قوله: {وجاءت كلّ نفسٍ معها سائقٌ وشهيدٌ} قال: سائقٌ يسوقها إلى حسابها، وشهيدٌ يشهد عليها بما عملت.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الحسن، {معها سائقٌ وشهيدٌ} قال: سائقٌ يسوقها، وشاهدٌ يشهد عليها بعملها.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن أبي جعفر، عن الرّبيع بن أنسٍ، {سائقٌ وشهيدٌ} قال: سائقٌ يسوقها، وشاهدٌ يشهد عليها بعملها.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {وجاءت كلّ نفسٍ معها سائقٌ وشهيدٌ} السّائق من الملائكة، والشّاهد من أنفسهم: الأيدي، والأرجل، والملائكة أيضًا شهداء عليهم.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {سائقٌ وشهيدٌ} قال: ملكٌ وكّل به يحصي عليه عمله، وملكٌ يسوقه إلى محشره حتّى يوافي محشره يوم القيامة.
واختلف أهل التّأويل في المعني بهذه الآيات؛ فقال بعضهم: عنى بها النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وقال بعضهم: عنى أهل الشّرك، وقال بعضهم: عنى بها كلّ أحدٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: ثني يعقوب بن عبد الرّحمن الزّهريّ قال: سألت زيد بن أسلم عن قول اللّه: {وجاءت سكرة الموت} الآية، إلى قوله: {سائقٌ وشهيدٌ}، فقلت له: من يراد بهذا؟ فقال: رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقلت له رسول اللّه؟ فقال: ما تنكر؟ قال اللّه عزّ وجلّ: {ألم يجدك يتيمًا فآوى ووجدك ضالًّا فهدى}.
قال: ثمّ سألت صالح بن كيسان عنها، فقال لي: هل سألت عنها أحدًا؟ فقلت: نعم، قد سألت عنها زيد بن أسلم، فقال: ما قال لك؟ فقلت: بل تخبرني ما تقول، فقال: لأخبرنّك برأيي الّذي عليه رأيي، فأخبرني ما قال لك؟ قلت: قال: يراد بهذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: وما علم زيدٍ؟ واللّه ما سنٌّ عاليةٌ، ولا لسانٌ فصيحٌ، ولا معرفةٌ بكلام العرب، إنّما يراد بهذا الكافر ثمّ قال: اقرأ ما بعدها يدلّك على ذلك قال: ثمّ سألت حسين بن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن عبّاسٍ، فقال لي مثل ما قال صالحٌ: هل سألت أحدًا فأخبرني به؟ قلت: إنّي قد سألت زيد بن أسلم وصالح بن كيسان، فقال لي: ما قالا لك؟ قلت: بل تخبرني بقولك قال: لأخبرنّك بقولي، فأخبرته بالّذي قالا لي، قال: أخالفهما جميعًا، يريد بهذا البرّ والفاجر قال اللّه: {وجاءت سكرة الموت بالحقّ ذلك ما كنت منه تحيد}. {فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديدٌ} قال: فانكشف الغطاء عن البرّ والفاجر، فرأى كلٌّ ما يصير إليه.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {وجاءت كلّ نفسٍ معها سائقٌ وشهيدٌ} يعني المشركين.
وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصّواب قول من قال: عنى بها البرّ والفاجر، لأنّ اللّه أتبع هذه الآيات قوله: {ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه} والإنسان في هذا الموضع بمعنى: النّاس كلّهم، غير مخصوصٍ منهم بعضٌ دون بعضٍ فمعلومٌ إذا كان ذلك كذلك أنّ معنى قوله: {وجاءت سكرة الموت بالحقّ} وجاءتك أيّها الإنسان سكرة الموت بالحقّ {ذلك ما كنت منه تحيد} وإذا كان ذلك كذلك كانت بيّنةٌ صحّة ما قلنا). [جامع البيان: 21/429-433]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله سائق وشهيد قال يعني به الملكين كاتب وشهيد). [تفسير مجاهد: 2/611]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أما قوله تعالى: {وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد}
أخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم في الكني، وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور، وابن عساكر عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قرأ {وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد} قال: سائق يسوقها إلى أمر الله وشهيد يشهد عليها بما عملت). [الدر المنثور: 13/619-620]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم في الكني، وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله {وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد} قال: السائق الملك والشهيد العمل). [الدر المنثور: 13/620]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {سائق وشهيد} قال: السائق من الملائكة والشهيد شاهد عليه من نفسه). [الدر المنثور: 13/620]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {سائق وشهيد} قال: السائق من الملائكة والشاهد من أنفسهم الأيدي والأرجل والملائكة أيضا شهداء عليهم). [الدر المنثور: 13/620]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {سائق وشهيد} قال: الملكان كاتب وشهيد). [الدر المنثور: 13/620]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في ذكر الموت، وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية، عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن ابن آدم لفي غفلة عما خلق له إن الله إذا أراد خلقه قال للملك أكتب رزقه أكتب أثره أكتب أجله أكتب شقيا أم سعيدا ثم يرتفع ذلك الملك ويبعث الله ملكا فيحفظه حتى يدرك ثم يرتفع ذلك الملك ثم يوكل الله به ملكين يكتبان حسناته وسيئاته فإذا حضره الموت ارتفع ذلك الملكان وجاء ملك الموت ليقبض روحه فإذا أدخل قبره رد الروح في جسده وجاءه ملكا القبر فامتحناه ثم يرتفعان فإذا قامت الساعة إنحط عليه ملك الحسنات وملك السيئات فبسطا كتابا معقودا في عنقه ثم حضر معه واحد سائق وآخر شهيد ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن قدامكم لأمرا عظيما لا تقدرونه فاستعينوا بالله العظيم). [الدر المنثور: 13/620-621]

تفسير قوله تعالى: (لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدّثني يعقوب بن عبد الرحمن قال: سألت زيد بن أسلم عن قول الله: {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد (19) ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد (20) وجاءت كل نفسٍ معها سائقٌ وشهيدٌ}، فقلت له: من يراد بهذا، فقال: رسول الله، فقلت له: رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: وما تنكر، قد قال الله: {ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى}.
قال: ثم سألت صالح بن كيسان عنها، فقال لي: هل سألت أحدا قبلي، فقلت: نعم، قد سألت زيد بن أسلم، فقال: وما قال لك، فقلت له: بل، تخبرني ما تقول فيه؛ فقال: لأخبرنك برأيي الذي عليه رأي، فأخبرني ما قال لك زيد، قال: قلت: يراد بهذا رسول الله، فقال: وما علم زيدٍ، والله، ما من سن عالية ولا لسان فصيح ولا معرفة بكلام العرب، إنما يراد بهذا الكافر، ثم قال: أقرأ [ما بعدها] يدلك على ذلك.
قال: ثم سألت الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن [عباس فقال] لي مثل ما قال صالح: هل سألت أحدا، فأخبرته أني قد سألت زيد بن أسلم [وصالح بن] كيسان، فقال: ما قالا لك، فقلت: بل، تخبرني بقولك، قال: لأخبرنك بقولي [فأخبرته بالذي] قالا لي، قال: فإني أخالفهما جميعا، يراد بهذا البر والفاجر، [قال الله: {وجاءت] سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد}، {فكشفنا [عنك غطاءك] فبصرك اليوم حديدٌ}، قال: فانكشف الغطاء عن البر [والفاجر فرأى كل] ما يصير إليه). [الجامع في علوم القرآن: 2/126-127] (م)

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {لقد كنت في غفلةٍ من هذا} يقول تعالى ذكره: يقال له: لقد كنت في غفلةٍ في الدّنيا من هذا الّذي عاينت اليوم أيّها الإنسان من الأهوال والشّدائد {فكشفنا عنك غطاءك} يقول: فجلّينا ذلك لك، وأظهرناه لعينيك، حتّى رأيته وعاينته، فزالت الغفلة عنك.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل، وإن اختلفوا في المقول ذلك له، فقال بعضهم: المقول ذلك له الكافر.
وقال آخرون: هو نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
وقال آخرون: هو جميع الخلق من الجنّ والإنس.
ذكر من قال: هو الكافر:
- حدّثني عليّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {لقد كنت في غفلةٍ من هذا فكشفنا عنك غطاءك} فذلك الكافر.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {فكشفنا عنك غطاءك} قال: للكافر يوم القيامة.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {فكشفنا عنك غطاءك} قال: في الكافر.
ذكر من قال: هو نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {لقد كنت في غفلةٍ من هذا} قال: هذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: لقد كنت في غفلةٍ من هذا الأمر يا محمّد، كنت مع القوم في جاهليّتهم {فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديدٌ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: وعلى هذا التّأويل الّذي قاله ابن زيدٍ يجب أن يكون هذا الكلام خطابًا من اللّه لرسوله صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه كان في غفلةٍ في الجاهليّة من هذا الدّين الّذي بعثه به، فكشف عنه غطاءه الّذي كان عليه في الجاهليّة، فنفذ بصره بالإيمان وتبيّنه حتّى تقرّر ذلك عنده، فصار حادّ البصر به.
ذكر من قال: هو جميع الخلق من الجنّ والإنس:
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: ثني يعقوب بن عبد الرّحمن الزّهريّ قال: سألت عن ذلك الحسين بن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن عبّاسٍ، فقال: يريد به البرّ والفاجر، {فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديدٌ} قال: وكشف الغطاء عن البرّ والفاجر، فرأى كلٌّ ما يصير إليه.
وبنحو الّذي قلنا في معنى قوله: {فكشفنا عنك غطاءك} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فكشفنا عنك غطاءك} قال: الحياة بعد الموت.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {لقد كنت في غفلةٍ من هذا فكشفنا عنك غطاءك} قال: عاين الآخرة.
وقوله: {فبصرك اليوم حديدٌ} يقول: فأنت اليوم نافذ البصر، عالمٌ بما كنت عنه في الدّنيا في غفلةٍ، وهو من قولهم: فلانٌ بصيرٌ بهذا الأمر: إذا كان ذا علمٍ به، وله بهذا الأمر بصرٌ: أي علمٌ.
وقد روي عن الضّحّاك أنّه قال: معنى ذلك {فبصرك اليوم حديدٌ} كلسان الميزان.
وأحسبه أراد بذلك أنّ معرفته وعلمه بما أسلف في الدّنيا شاهد عدلٍ عليه، فشبّه بصره بذلك بلسان الميزان
الّذي يعدل به الحقّ في الوزن، ويعرف مبلغه الواجب لأهله عمّا زاد على ذلك أو نقص، فكذلك علم من وافى القيامة بما اكتسب في الدّنيا شاهد عدلٍ عليه كلسان الميزان). [جامع البيان: 21/433-435]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد فكشفنا عنك غطاءك يعني به الكافر كشف الغطاء عنه يوم القيامة). [تفسير مجاهد: 611]

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {لقد كنت في غفلة من هذا} قال: هو الكافر). [الدر المنثور: 13/621]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {فكشفنا عنك غطاءك} قال: الحياة بعد الموت). [الدر المنثور: 13/621]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة في قوله {فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد} قال: عاين الآخرة فنظر إلى ما وعده الله فوجده كذلك). [الدر المنثور: 13/622]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله {فبصرك اليوم} قال: إلى لسان الميزان حديد قال: حديد النظر شديد). [الدر المنثور: 13/622]


رد مع اقتباس