عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11 جمادى الأولى 1434هـ/22-03-2013م, 12:57 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (23) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مريةٍ من لقائه وجعلناه هدًى لّبني إسرائيل (23) وجعلنا منهم أئمّةً يهدون بأمرنا لمّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}.
يقول تعالى ذكره: ولقد آتينا موسى التّوراة، كما آتيناك الفرقان يا محمّد {فلا تكن في مريةٍ من لقائه} يقول: فلا تكن في شكٍّ من لقائه؛ فكان قتادة يقول: معنى ذلك: فلا تكن في شكٍّ من أنّك لقيته، أو تلقّاه ليلة أسري بك، وبذلك جاء الأثر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن أبي العالية الرّياحيّ، قال: حدّثنا ابن عمّ نبيّكم يعني ابن عبّاسٍ قال: قال نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أريت ليلة أسري بي موسى بن عمران رجلاً آدم طوالاً جعدًا، كأنّه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى رجلاً مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض، سبط الرّأس، ورأيت مالكًا خازن النّار، والدّجّال. في آياتٍ أراهنّ اللّه إيّاه، فلا تكن في مريةٍ من لقائه أنّه قد رأى موسى، ولقي موسى ليلة أسري به.
وقوله: {وجعلناه هدًى لبني إسرائيل} يقول تعالى ذكره: وجعلنا موسى هدًى لبني إسرائيل، يعني: رشادًا لهم يرشدون باتّباعه، ويصيبون الحقّ بالاقتداء به، والائتمام بقوله.
وبالّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وجعلناه هدًى لبني إسرائيل} قال: جعل اللّه موسى هدًى لبني إسرائيل). [جامع البيان: 18/635-637]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله فلا تكن في مرية من لقائه يعني من أن تلقى موسى وكتابه). [تفسير مجاهد: 511]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {وجعلناه هدًى لبني إسرائيل} [السجدة: 23]
- عن ابن عبّاسٍ «عن النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - في قوله: {وجعلناه هدًى لبني إسرائيل} [السجدة: 23] قال: " جعل موسى هدًى لبني إسرائيل "، وفي قوله: {فلا تكن في مريةٍ من لقائه} [السجدة: 23] قال: " من لقاء موسى ربّه - عزّ وجلّ».
رواه الطّبرانيّ، ورجاله رجال الصّحيح). [مجمع الزوائد: 7/90]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه وجعلناه هدى لبني إسرائيل * وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون * إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون * أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات أفلا يسمعون.
أخرج عبد بن حميد والبخاري، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طريق قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم رأيت ليلة أسري بي موسى بن عمران رجلا طوالا جعدا كأنه من رجال شنوأة ورأيت عيسى بن مريم عليه السلام مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس ورأيت مالكا خازن جهنم والدجال في آيات أراهن الله اياه قال {فلا تكن في مرية من لقائه} فكان قتادة يفسرها أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قد لقي موسى {وجعلناه هدى لبني إسرائيل} قال: جعل الله موسى هدى لبني اسرائيل). [الدر المنثور: 11/705]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني، وابن مردويه والضياء في المختارة بسند صحيح عن ابن عباس عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم {فلا تكن في مرية من لقائه} من لقاء موسى ربه {وجعلناه هدى لبني إسرائيل} قال: جعل موسى هدى لبني اسرائيل). [الدر المنثور: 11/705]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله {فلا تكن في مرية من لقائه} قال: من لقاء موسى قيل: أو لقي موسى قال: نعم، ألا ترى إلى قوله {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} الزخرف الآية 45). [الدر المنثور: 11/705]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد {فلا تكن في مرية من لقائه} قال: من أن تلقى موسى). [الدر المنثور: 11/705-706]

تفسير قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وجعلنا منهم أئمّةً} يقول تعالى ذكره: وجعلنا من بني إسرائيل أئمّةً، وهي جمع إمامٍ، والإمام الّذي يؤتمّ به في خيرٍ أو شرٍّ، وأريد بذلك في هذا الموضع أنّه جعل منهم قادةً في الخير، يؤتمّ بهم، ويهتدى بهديهم.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وجعلنا منهم أئمّةً يهدون بأمرنا} قال: رؤساء في الخير.
وقوله {يهدون بأمرنا} يقول تعالى ذكره: يهدون أتباعهم وأهل القبول منهم بإذننا لهم بذلك، وتقويتنا إيّاهم عليه.
وقوله: {لمّا صبروا} اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء المدينة والبصرة وبعض أهل الكوفة: {لمّا صبروا} بفتح اللاّم وتشديد الميم، بمعنى: إذ صبروا، وحين صبروا.
وقرأ ذلك عامّة قرّاء الكوفة: (لما) بكسر اللاّم، وتخفيف الميم، بمعنى: لصبرهم عن الدّنيا وشهواتها، واجتهادهم في طاعتنا، والعمل بأمرنا. وذكر أنّ ذلك في قراءة ابن مسعودٍ: (بما صبروا)، وما إذا كسرت اللاّم من لما في موضع خفضٍ، وإذا فتحت اللاّم وشدّدت الميم، فلا موضع لها، لأنّها حينئذٍ أداةٌ.
والقول عندي في ذلك أنّهما قراءتان مشهورتان متقاربتا المعنى، قد قرأ بكلّ واحدةٍ منهما عامّةٌ من القرّاء، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ.
وتأويل الكلام إذا قرئ ذلك بفتح اللاّم وتشديد الميم: وجعلنا منهم أئمّةً يهدون أتباعهم بإذننا إيّاهم، وتقويتنا إيّاهم على الهداية، إذ صبروا على طاعتنا، وعزفوا أنفسهم عن لذات الدّنيا وشهواتها. وإذا قرئ بكسر اللاّم على ما قد وصفنا.
- وقد حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: قال أبي، سمعنا في: {وجعلنا منهم أئمّةً يهدون بأمرنا لمّا صبروا} قال: عن الدّنيا.
وقوله: {وكانوا بآياتنا يوقنون} يقول: وكانوا أهل يقينٍ بما دلّهم عليه حججنا، وأهل تصديقٍ بما تبيّن لهم من الحقّ؛ وإيمانٍ برسلنا وآيات كتابنا وتنزيلنا). [جامع البيان: 18/637-638]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا عبد الرّحمن بن حمدان الجلّاب، بهمدان، ثنا إسحاق بن أحمد بن مهران الخرّاز، ثنا إسحاق بن سليمان الرّازيّ، قال: سمعت مالك بن أنسٍ، وتلا قول اللّه عزّ وجلّ: {وجعلنا منهم أئمّةً يهدون بأمرنا لمّا صبروا} [السجدة: 24] فقال: حدّثني الزّهريّ أنّ عطاء بن يزيد حدّثه، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، أنّه سمع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: «ما رزق عبدٌ خيرًا له ولا أوسع من الصّبر» قد اتّفق الشّيخان على إخراج هذه اللّفظة في آخر حديثه بهذا الإسناد: أنّ ناسًا من الأنصار سألوا رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم. الحديث بطوله، وفي آخره هذه اللّفظة ولم يخرجاه بهذه السّياقة الّتي عند إسحاق بن سليمان "). [المستدرك: 2/449]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم عن مالك أنه تلا {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا} فقال: حدثني الزهري ان عطاء بن يزيد حدثه عن أبي هريرة أنه سمع النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول ما رزق عبد خيرا له أوسع من الصبر). [الدر المنثور: 11/706]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وجعلنا منهم أئمة} قال: رؤساء في الخير سوى الانبياء {يهدون بأمرنا لما صبروا} قال: على ترك الدنيا، والله أعلم). [الدر المنثور: 11/706]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (25) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ ربّك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون}.
يقول تعالى ذكره: إنّ ربّك يا محمّد هو يبيّن جميع خلقه يوم القيامة فيما كانوا فيه في الدّنيا يختلفون، من أمور الدّين والبعث والثّواب والعقاب، وغير ذلك من أسباب دينهم، فيفرّق بينهم بقضاءٍ فاصلٍ، بإيجابه لأهل الحقّ الجنّة، ولأهل الباطل النّار). [جامع البيان: 18/639]

تفسير قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ (26) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {يهد} [السجدة: 26] : «يبيّن»). [صحيح البخاري: 6/115]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله يهد يبيّن أخرج الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاس في قوله أو لم يهد لهم قال أو لم يبيّن لهم وقال أبو عبيدة في قوله أو لم يهد لهم أي يبيّن لهم وهو من الهدى). [فتح الباري: 8/515]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال ابن جرير ثنا علّي بن أبي داود القنطري ثنا أبو صالح ثنا معاوية ابن صالح عن علّي بن أبي طلحة عن ابن عبّاس في قوله 26 السّجدة {أولم يهد لهم} يقول أو لم يبين لهم). [تغليق التعليق: 4/281]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (يهد يبيّن
أشار به إلى قوله تعالى: {أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون} (السّجدة: 26) وفسّر: (يهدي) بقوله: (يبين) ، وعن ابن عبّاس: أولم يبين لهم، رواه عنه الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة). [عمدة القاري: 19/113]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({نهد}) أي (نبين) بالنون فيهما ولأبوي ذر والوقت يهد يبين بالمثناة التحتية فيهما ومراده تفسير {أو لم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون} [السجدة: 26] ). [إرشاد الساري: 7/290]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم مّن القرون يمشون في مساكنهم إنّ في ذلك لآياتٍ أفلا يسمعون}.
يقول تعالى ذكره: أو لم يبيّن لهم؟!
- كما حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، {أولم يهد لهم} يقول: أو لم يبيّن لهم.
وعلى القراءة بالياء في ذلك قرّاء الأمصار، وكذلك القراءة عندنا لإجماع الحجّة من القرّاء، بمعنى: أو لم يبيّن لهم إهلاكنا القرون الخالية من قبلهم، سنّتنا فيمن سلك سبيلهم من الكفر بآياتنا، فيتّعظوا وينزجروا.
وقوله {كم} إذا قرئ {يهد} بالياء، في موضع رفعٍ بـ {يهد}.
وأمّا إذا قرئ ذلك بالنّون: (أو لم نهد) فإنّ موضع {كم} وما بعدها نصبٌ.
وقوله: {يمشون في مساكنهم} يقول تعالى ذكره: أو لم يبيّن لهم كثرة إهلاكنا القرون الماضية من قبلهم يمشون في بلادهم وأرضهم، كعادٍ وثمود.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون} عادٌ وثمود وأنّهم إليهم لا يرجعون.
وقوله: {إنّ في ذلك لآياتٍ} يقول تعالى ذكره: إنّ في خلاء مساكن القرون الّذين أهلكناهم من قبل هؤلاء المكذّبين بآيات اللّه من قريشٍ من أهلها الّذين كانوا سكّانها وعمّارها بإهلاكنا إيّاهم لمّا كذّبوا رسلنا وجحدوا بآياتنا، وعبدوا من دون اللّه آلهةً غيره الّتي يمرّون بها فيعاينونها لآياتٍ لهم وعظاتٍ يتّعظون بها، لو كانوا أولي حجًا وعقولٍ. يقول اللّه: {أفلا يسمعون} عظات اللّه وتذكيره إيّاهم آياته، وتعريفهم مواضع حججه؟). [جامع البيان: 18/639-640]

تفسير قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ (27) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى أو لم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز قال هي أبين التي لا تنبت). [تفسير عبد الرزاق: 2/110]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: {الجرز} [السجدة: 27] : «الّتي لا تمطر إلّا مطرًا لا يغني عنها شيئًا»). [صحيح البخاري: 6/115]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال ابن عبّاس الجرز الّتي لا تمطر إلّا مطرا لا يغني عنها شيئًا وصله الطّبريّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن رجلٍ عن مجاهدٍ عنه مثله وذكره الفريابيّ وإبراهيم الحربيّ في غريب الحديث من طريق بن أبي نجيح عن رجل عن بن عبّاسٍ كذلك زاد إبراهيم وعن مجاهدٍ قال هي أرض أبين وأنكر ذلك الحربيّ وقال أبين مدينةٌ معروفةٌ باليمن فلعلّ مجاهدًا قال ذلك في وقتٍ لم تكن أبين تنبت فيه شيئا وأخرج بن عيينة في تفسيره عن عمرو بن دينارٍ عن بن عبّاس في قوله إلى الأرض الجرز قال هي أرضٌ باليمن وقال أبو عبيدة الأرض الجرز اليابسة الغليظة الّتي لم يصبها مطرٌ). [فتح الباري: 8/515]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما قول ابن عبّاس فقال ابن جرير ثنا الحارث ثنا الحسن بن موسى ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عبّاس ح وقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عمّن حدثه عن ابن عبّاس في قوله 27 السّجدة {أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز} قال الجرز الّتي لا تمطر إلّا مطرا لا يغني عنها شيئا إلّا ما يأتيها من السّيول
وكذا رواه إبراهيم الحربيّ في غريب الحديث من طريق عيسى عن ابن أبي نجيح عن رجل عن ابن عبّاس ورواه من طريق معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال الجرز أبين
وأنكر ذلك إبراهيم الحربيّ وقال أبين مدينة باليمن إن كان مجاهد قال هذا في وقت كانت أبين لأنبت فيها فجائز
قلت وقد روي عن ابن عبّاس نحو قول مجاهد
قال سعيد بن عبد الرّحمن المخزومي ثنا سفيان بن عيينة في تفسيره عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عبّاس في قوله 27 السّجدة {نسوق الماء إلى الأرض الجرز} قال هي أرض باليمن). [تغليق التعليق: 4/280-281]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ الجرز الّتي لا تمطر إلاّ مطراً لا يغني عنها شيئاً
أي: قال ابن عبّاس في قوله تعالى: {أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به ذرعاً} (السّجدة: 27) ، وفسّر: (الجرز) بقوله: (الّتي لا تمطر) الخ. وقيل: هي أرض غليظة يابسة لا نبت فيها، وأصله من قولهم: ناقة جرز إذا كانت تأكل كل شيء تجده، ورجل جروز إذا كان أكولاً، وسيف جرز أي: قاطع). [عمدة القاري: 19/113]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال ابن عباس) فيما وصله الطبري في قوله تعالى: {أو لم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجزر} [السجدة: 27] (الجزر) هي (التي لا تمطر) ولأبي ذر والأصيلي لم تمطر (إلا مطرًا لا يغني عنها شيئًا) وقيل اليابسة الغليظة التي لا نبات فيها والجزر هو القطع فكأنها المقطوع عنها الماء والنبات). [إرشاد الساري: 7/290]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أولم يروا أنّا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعًا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون}.
يقول تعالى ذكره: أولم ير هؤلاء المكذّبون بالبعث بعد الموت والنّشر بعد الفناء، أنّا بقدرتنا نسوق الماء إلى الأرض اليابسة الغليظة الّتي لا نبات فيها؛ وأصله من قولهم: ناقةٌ جرزٌ: إذا كانت تأكل كلّ شيءٍ، وكذلك الأرض الجروز: الّتي لا يبقى على ظهرها شيءٌ إلاّ أفسدته نظير أكل النّاقة الجراز كلّ ما وجدته ومنه قولهم للإنسان الأكول: جروزٌ، كما قال الرّاجز:
خبٌّ جروزٌ وإذا........
ومنه قيل للسّيف إذا كان لا يبقي شيئًا إلاّ قطعه: سيفٌ جرازٌ، فيه لغاتٌ أربعٌ: أرضٌ جرزٌ، وجرزٌ، وجرزٌ وجرزٌ، والفتح لبني تميمٍ فيما بلغني.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا ابن عيينة، عن عمرٍو، عن ابن عبّاسٍ: الأرض الجرز، أرضٌ باليمن.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينارٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: أرضٌ باليمن.
- قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا عبد اللّه بن المبارك، عن معمرٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {أولم يروا أنّا نسوق الماء إلى الأرض الجرز} قال: أبين ونحوها.
- حدّثني زكريّا بن يحيى بن أبي زائدة، قال: حدّثنا عبد الرّزّاق بن عمر، عن ابن المبارك، قال: أخبرنا معمرٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله، إلاّ أنّه قال: ونحوها من الأرض.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن رجلٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله {إلى الأرض الجرز} قال: الجرز: الّتي لا تمطر إلاّ مطرًا لا يغني عنها شيئًا، إلاّ ما يأتيها من السّيول.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا محمّد بن يزيد، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك: {إلى الأرض الجرز}: ليس فيها نبتٌ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {أولم يروا أنّا نسوق الماء، إلى الأرض الجرز} المغبرة.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أولم يروا أنّا نسوق الماء إلى الأرض الجرز} قال: الأرض الجرز: الّتي ليس فيها شيءٌ، ليس فيها نباتٌ. وفي قوله: {صعيدًا جرزًا}، قال: ليس عليها شيءٌ وليس فيها نباتٌ ولا شيءٌ.
{فنخرج به زرعًا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم} يقول تعالى ذكره: فنخرج بذلك الماء الّذي نسوقه إليها على يبسها وغلظها وطول عهدها بالماء زرعًا خضرًا، تأكل منه مواشيهم، وتتغذّى به أبدانهم وأجسامهم فيعيشون به. {أفلا يبصرون} يقول تعالى ذكره: أفلا يرون ذلك بأعينهم فيعلموا برؤيتهموه أنّ القدرة الّتي بها فعلت ذلك لا يتعذّر عليّ أن أحيي بها الأموات وأنشرهم من قبورهم، وأعيدهم بهيئاتهم الّتي كانوا بها قبل وفاتهم). [جامع البيان: 18/640-643]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن من حدثه عن ابن عباس في قوله الأرض الجرز يعني الأرض التي لا تمطر إلا مطرا لا يغني عنها شيئا إلا ما يأتيها من السيول). [تفسير مجاهد: 511]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون.
أخرج الفريابي، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز} قال: الجرز التي لا تمطر إلا قطرا لا يغني عنها شيئا إلا ما يأتيها من السيول). [الدر المنثور: 11/706]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {إلى الأرض الجرز} قال: أرض باليمن). [الدر المنثور: 11/706]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {إلى الأرض الجرز} قال: هي التي لا تنبت هن أبين ونحوها من الأرض). [الدر المنثور: 11/706-707]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة {إلى الأرض الجرز} قال: السمطاء). [الدر المنثور: 11/707]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي {إلى الأرض الجرز} قال: إلى الأرض الميتة). [الدر المنثور: 11/707]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن {إلى الأرض الجرز} قال: قرى فيما بين اليمن والشام). [الدر المنثور: 11/707]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو بكر، وابن حبان في كتاب الغرر عن الربيع بن سيرة قال: الامثال أقرب إلى العقول من المعاني ألم تسمع إلى قوله {أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز} ألم تر {ألم يروا} ). [الدر المنثور: 11/707]

تفسير قوله تعالى: (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (28) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين (28) قل يوم الفتح لا ينفع الّذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون (29) فأعرض عنهم وانتظر إنّهم مّنتظرون}.
يقول تعالى ذكره: ويقول هؤلاء المشركون باللّه لك يا محمّد: {متى هذا الفتح}.
واختلف في معنى ذلك، فقال بعضهم: معناه: متى يجيء هذا الحكم بيننا وبينكم، ومتى يكون هذا الثّواب والعقاب؟.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله {ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين} قال: قال أصحاب نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ لنا يومًا أوشك أن نستريح فيه وننعم فيه، فقال المشركون {متى هذا الفتح إن كنتم صادقين}.
وقال آخرون: بل عنى بذلك: فتح مكّة.
والصّواب من القول في ذلك قول من قال: معناه: ويقولون متى يجيء هذا الحكم بيننا وبينكم، يعنون العذاب يدلّ على أنّ ذلك معناه قوله: {قل يوم الفتح لا ينفع الّذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون} ولا شكّ أنّ الكفّار قد جعل اللّه لهم التّوبة قبل فتح مكّة وبعده، ولو كان معنى قوله: {متى هذا الفتح} على ما قاله من قال: يعني به: فتح مكّة، لكان لا توبة لمن أسلم من المشركين بعد فتح مكّة، ولا شكّ أنّ اللّه قد تاب على بشرً كثيرٍ من المشركين بعد فتح مكّة ونفعهم بالإيمان به وبرسوله فمعلومٌ بذلك صحّة ما قلنا من التّأويل، وفساد ما خالفه.
وقوله: {إن كنتم صادقين} يعني: إن كنتم صادقين في الّذي تقولون من أنّا معاقبون على تكذيبنا محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم، وعبادتنا الآلهة والأوثان). [جامع البيان: 18/643-644]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين * قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون * فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون.
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة قال: قال الصحابة ان لنا يوم يوشك ان نستريح فيه ونتنعم فيه، فقال المشركون {متى هذا الفتح إن كنتم صادقين} فنزلت). [الدر المنثور: 11/707-708]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله {ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين} قال: يوم بدر فتح النّبيّ صلى الله عليه وسلم فلم {ينفع الذين كفروا إيمانهم} بعد الموت). [الدر المنثور: 11/708]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (29) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله يوم الفتح قال الفتح القضاء). [تفسير عبد الرزاق: 2/110]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {قل يوم الفتح لا ينفع الّذين كفروا إيمانهم}. يقول لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لهم: يوم الحكم ومجيء العذاب لا ينفع من كفر باللّه وبآياته إيمانهم الّذي يحدثونه في ذلك الوقت.
- كما حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {قل يوم الفتح لا ينفع الّذين كفروا إيمانهم} قال: يوم الفتح إذا جاء العذاب.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {يوم الفتح} يوم القيامة.
ونصب اليوم في قوله: {قل يوم الفتح} ردًّا على (متى) وذلك أنّ متى في موضع نصبٍ. ومعنى الكلام: أنّي حين هذا الفتح إن كنتم صادقين؟! ثمّ قيل يوم كذا، وبه قرأ القرّاء.
وقوله: {ولا هم ينظرون} يقول: ولا هم يؤخّرون للتّوبة والمراجعة). [جامع البيان: 18/645]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني محمّد بن إسحاق الصّفّار، ثنا أحمد بن نصرٍ، ثنا عمرو بن طلحة، ثنا أسباط بن نصرٍ، عن السّدّيّ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قول اللّه عزّ وجلّ: {ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين (28) قل يوم الفتح لا ينفع الّذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون} [السجدة: 29] قال: «يوم بدرٍ فتح للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فلم ينفع الّذين كفروا إيمانهم بعد الموت» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/449]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله {ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين} قال: يوم بدر فتح النّبيّ صلى الله عليه وسلم فلم {ينفع الذين كفروا إيمانهم} بعد الموت). [الدر المنثور: 11/708] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {قل يوم الفتح} قال: يوم القيامة). [الدر المنثور: 11/708]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {قل يوم الفتح} قال: يوم القضاء، وفي قوله {وانتظر إنهم منتظرون} قال: يوم القيامة). [الدر المنثور: 11/708]

تفسير قوله تعالى: (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ (30) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فأعرض عنهم وانتظر إنّهم منتظرون} يقول لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {فأعرض} يا محمّد عن هؤلاء المشركين باللّه القائلين لك متى هذا الفتح؟! المستعجليك بالعذاب، {وانتظر} ما اللّه صانعٌ بهم، {إنّهم منتظرون} يقول: إنّ المشركين منتظرون ما تعدهم من العذاب ومجيء السّاعة.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فأعرض عنهم وانتظر إنّهم منتظرون} يعني يوم القيامة). [جامع البيان: 18/645-646]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {قل يوم الفتح} قال: يوم القضاء، وفي قوله {وانتظر إنهم منتظرون} قال: يوم القيامة). [الدر المنثور: 11/708] (م)


رد مع اقتباس