عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 08:22 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المدثر

[ من الآية (49) إلى الآية (56) ]
{فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51) بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً (52) كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآَخِرَةَ (53) كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (55) وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56)}

قوله تعالى: {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49)}
قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (حمرٌ مستنفرةٌ (50).
[معاني القراءات وعللها: 3/103]
قرأ نافع وابن عامر " مستنفرةٌ " بفتح الفاء.
وقرأ الباقون مستنفرة" بكسر الفاء.
قال أبو منصور: من قرأ (مستنفرة) فمعناه: منفّرةٌ، كأن الصياد نفرها.
ومن قرأ (مستنفرةٌ) فمعناها: نافرةٌ - يقال: نفر، واستنفر، ونفرته، واستنفرته.
وأنشد ابن الأعرابي:
اربط حمارك إنه مستتفرٌ ... في إثر أحمرةٍ عمدن لغرّب). [معاني القراءات وعللها: 3/104]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {كأنهم حمر مستنفرة} [50].
قرأ ناقع وابن عامر بفتح الفاء جعلاها مفعولة.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/411]
وقرأ الباقون بكسر الفاء جعلوهن فاعلات من نفرت، وينشد:
اربط حمارك إنه مستنفر = في إثر أحمرة عمدن لغرب
فلا يجوز في هذا فتح الفاء؛ لنه لم يستنفره أحد. والعرب تقول: نفر واستنفر بمعنى، وعلا قرنه واستعلاه بمعنى، وسمع أعرابي رجلاً يقرأ: {كأنهم حمر مستنفرة} فقال: طلبها قسورة، قيل له: ويحك إنه في القرآن: {فرت من قسورة} فقال: فمستنفرة إذا. والقسورة: الرماة، والقسور بغير هاء: نبت، والقسورة: الأسد. فأما قول امرئ القيس:
... ... كمشية قسورا
يصف الأسد، وأنه أراد: كمشية قسورة ثم رخم الهاء وأتي [بالألف] للقافية). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/412]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (نافع وابن عامر: مستنفرة [المدثر/ 50] بفتح الراء ونصب الفاء.
المفضّل عن عاصم مثله، وقرأ ابن كثير وعاصم وأبو عمرو وحمزة والكسائي: مستنفرة بكسر الفاء.
أبو الحسن: الكسرة في: مستنفرة أولى، ألا ترى أنه قال:
[الحجة للقراء السبعة: 6/341]
فرت من قسورة [المدثر/ 51] فهذا يدلّ على أنها هي التي استنفرت، ويقال: نفر، واستنفر، مثل: سخر، واستسخر، وعجب واستعجب، قال:
ومستعجب مما يرى من أناتنا ولو زبنته الحرب لم يترمرم ومن قال: مستنفرة فكأن القسورة استنفرتها، أو الرامي.
قال أبو عبيدة: مستنفرة، ومستنفرة مذعورة، قال: والقسورة:
الأسد، وقالوا: الرّماة. قال ابن سلّام: سألت أبا سوّار الغنويّ، وكان أعرابيا فصيحا قارئا للقرآن، فقلت: كأنهم حمر ماذا؟ فقال:
كأنهم حمر مستنفرة طردها قسورة، فقلت: إنما هو: فرت من قسورة فقال: أفرّت؟ قلت: نعم، قال: فمستنفرة إذا). [الحجة للقراء السبعة: 6/342]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({كأنّهم حمر مستنفرة * فرت من قسورة} 50 و51
قرأ نافع وابن عامر {كأنّهم حمر مستنفرة} بفتح الفاء مفعولة أي مذعورة قال أهل العاني الفتح هو المختار بمعنى فعل ذلك بها لأن أكثر ما تكلّمت به العرب إذا جعلوا الفعل للحمر أن يقولوا نفرت ولا يكادون يقولون استنفرت إذا كانت هي الفاعلة ويقولون استنفرت إذا فعل ذلك بها فهي مستنفرة فكأن القسورة استنفرتها أو الرّامي
وقرأ الباقون {مستنفرة} بالكسر جعلوها فاعلة وحجتهم أن العرب تقول نفرت الحمر واستنفرت جميعًا بمعنى واحد قال الشّاعر:
أمسك حمارك إنّه مستنفر ... في إثر أحمرة عمدن لغرب
والكسر أولى ألا ترى أنه قال {فرت من قسورة} فهذا يدل على أنّها هي استنفرت). [حجة القراءات: 734]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {مستنفرة} قرأه نافع وابن عامر بفتح الفاء، على معنى أنها استدعيت للنقار من القسورة، فهي مفعول بها في المعنى، كأن النفار شيء
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/347]
دخل عليها، وقرأ الباقون بكسر الفاء، جعلوها فاعلة لقوله: {فرت} يقال: نفر واستنفر بمعنى، مثل: سخر واستخسر، وعجب واستعجب، كله بمعنى، أي: نافرة، وقال أبو عبيدة: مستنفرة مذعورة، والقسورة الأسد، وقيل: الرامي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/348]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {مُسْتَنْفِرَةٌ} [آية/ 50] بفتح الفاء:-
قرأها نافع وابن عامر.
والوجه أنها مفعولة، واستنفرها: طلب منها أن تنفر، وكأن القسورة استنفرتها أو الرماة استنفروها، والفعل متعد.
وحكي أن بعض الفصحاء وهو أبو سوار الغنوي قرأ {مُسْتَنْفِرَةٌ} بالفتح طردها قسورة، فقيل له إنما هو {فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ}، فقال فمستنفرة إذًا، وهذا يقوي قراءة من قرأ بكسر الفاء.
وقرأ الباقون {مُسْتَنْفِرَةٌ} بالكسر.
والوجه أنها الفاعلة من استنفر إذا نفر، وهو لازم، كاستعجب واستسخر بمعنى عجب وسخر). [الموضح: 1314]

قوله تعالى: {فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51)}
قوله تعالى: {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً (52)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة سعيد بن جبير: [صُحْفًا مُنْشَرَةً]، بسكون الحاء والنون.
قال أبو الفتح: أما سكون الحاء فلغة تميمية، وأما [مُنْشرة]، بسكون النون فإن جاري العرف في الاستعمال نشرت الثوب ونحوه، ونشر الله الموتى فنشروا هم. وقد جاء عنهم أيضا:
نشر الله الميت، قال التيمي:
ردت صنائعه إليه حياته ... فكأنه من نشرها منشورا
ولم نعلمهم قالوا: أنشرت الثوب ونحوه، إلا أنه قد يجوز أن يشبه شيء بشيء، فكما جاز أن يشبه الميت بالشيء المطوي، حتى قال التيمي: "منشور" فكذلك يجوز أن يشبه المطوي بالميت، فيقال: صف منشرة، أي: كأنها كانت بطيها ميتة، فلما نشرت حيت بذلك، فقيل منشرة). [المحتسب: 2/340]

قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآَخِرَةَ (53)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {كلا بل لا يخافون الآخرة} [53].
قرأ ابن عامر: {بل لا تخافون الآخرة} بالتاء على الخطاب.
وقرأ الباقون بالياء ردا على قوله: {بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفًا منشرة} ومنشرة بتشديد الشين؛ لأن الصحف كثيرة. وهي قراءة
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/412]
الناس إلا ما حدثني ابن مجاهد عن عبيد الله بن نصر عن المعتمر عن محمد بن الهيضم عن ابن سعيد بن جبير: {صحفًا منشرة} بتخفيف الشين ولم يذكر فيالصحف شيئًا، قال: وحدثنا الجمال عن المعتمر بإسناده مثله وقال: {صحفًا منشرة} خفيفتين). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/413]

قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54)}
قوله تعالى: {فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (55)}
قوله تعالى: {وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وما يذكرون إلّا أن يشاء اللّه (56).
قرأ نافع وحده (وما تذكرون) بالتاء.
وقرأ الباقون بالياء.
قال أبو منصور: المعنى فيهما متقارب.
وقد مرّ أمثاله). [معاني القراءات وعللها: 3/104]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {وما يذكرون إلا أن يشاء الله} [56].
قرأ نافع وحده: {وما تذكرون إلا أن يشاء الله} بالتاء على الخطاب.
وقرأ الباقون بالياء ردا على ما قبله). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/413]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وما يذكرون إلّا أن يشاء الله} 56
قرأ نافع (وما تذكرون) بالتّاء على الخطاب وقرأ الباقون بالياء ردا على ما قبله). [حجة القراءات: 735]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (5- قوله: {وما يذكرون} قرأه نافع وحده بالتاء على الخطاب، أي: وما تذكرون وما تتعظون به فتنتفعون بذلك إلا بمشيئة الله ذلك، أي: قل لهم يا محمد: ما تذكرون، وقرأ الباقون بالياء على لفظ الغيبة، ردوه على الغيبة التي قبله في قوله: {بل يريد كل امرئٍ منهم} «52» وقوله: {يخافون الآخرة} «53»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/348]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {وَمَا تَذْكُرُونَ} [آية/ 56] بالتاء:-
قرأها نافع وحده.
والوجه أنه على الخطاب، والمعنى وما تذكرون أيها الكفار إلا بمشيئة الله، والتذكر ههنا الإيمان أي وما تؤمنون.
وقرأ الباقون {يَذْكُرُونَ} بالياء.
والوجه أنه على الغيبة؛ لأن ما قبله أيضًا على الغيبة، وهو قوله تعالى {كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآَخِرَةَ} فحمل هذا عليه). [الموضح: 1315]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس