عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 08:13 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المدثر

[ من الآية (1) إلى الآية (10) ]
{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7) فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10) }

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ عكرمة: [الْمُزَمِّل]، و[الْمُدَثِّر]، خفيفة الزاي، والدال، مشددة الميم، والثاء.
قال أبو الفتح: هذا على حذف المفعول، يريد: يأيها المزمل نفسه، والمدثر نفسه؛ فحذفه فيهما جميعا. وحذف المفعول كثير، وفصيح، وعذب. ولا يركبه إلا من قوى طبعه، وعذب وضعه. قال الله سبحانه: {وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ}، أي: أوتيت من كل شيء شيئا. وأنشدنا أبو علي للحطيئة:
منعمة تصون إليك منها ... كصونك من رداء شرعبي
أي: تصون حديثها وتخزنه، كقول الشنفرى:
كأن لها في الأرض نسيا تقصه ... على أمها وإن تخاطبك تبلت
ومن ذالك قراءة أبي السمال: [قُمُ اللَّيْل].
وروح -عن أبي اليقظان- قال: سمعت أعرابيا من بلعنبر يقرأ كذلك.
[المحتسب: 2/335]
قال أبو الفتح: علة جواز ذلك أن الغرض في هذه الحركة إنما التبلغ به هربا من اجتماع الساكنين، فبأي الحركات حركت أحدهما فقد وقع الغرض، ولعمري إن الكسر أكثر، فأما ألا يجوز غيره فلا. حكى قطرب عنهم: [قُمَ اللَّيْلَ]، [وَقُلَ الْحَقّ] وبع الثوب فمن كسره فعلى أصل الباب، ومن ضم، أو كسر أيضا أتبع، ومن فتح فجنوحا إلى خفة الفتح). [المحتسب: 2/336] (م)
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قد ذكرنا من خففه). [المحتسب: 2/337]
قوله تعالى: {قُمْ فَأَنْذِرْ (2)}
قوله تعالى: {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3)}
قوله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4)}
قوله تعالى: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (والرّجز فاهجر (5).
قرأ حفص والمفضل عن عاصم، ويعقوب - (والرّجز) بضم الراء.
وقرأ الباقون (والرّجز) بكسر الراء.
قال أبو منصور: من قرأ (الرّجز) فإن مجاهدًا قال: الرّجز: الأوثان.
وقال أبو إسحاق: الرّجز والرّجز واحد، وتأويلهما: اهجر عبادة الأوثان.
والرّجز في اللغة أيضا: العذاب.
قال اللّه: (ولمّا وقع عليهم الرّجز) أي: العذاب. فالتأويل: اهجر ما يؤدّيك إلى عذاب الله.
وكذلك قال الفراء: الرّجز والرّجز لغتان معناهما واحد). [معاني القراءات وعللها: 3/102]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- قوله تعالى: {والرجز فاهجر} [5].
قرأ عاصم في رواية حفص: {والرجز} بضم الراء.
وقرأ الباقون: {والرجز} بالكسر، فقال قوم: الرجز والرجز لغتان، قالوا: والكسر أفصح، لأن الرجز والرجس سيان. العرب تبدل الراء سينًا، ومثله الأزد والأسد.
وقال آخرون: الرجز بالضمة: الصنم. وكان الرجز صنمين، إساف ونائلة فزجر الله من كان يعظمهما). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/410]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ عاصم في رواية حفص: والرجز [5] بضمّ الراء، والمفضل مثله.
وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم: والرجز بكسر الراء.
قال أبو الحسن: قراءة الحسن مضمومة، وقال: هو اسم صنم فيما زعموا، ومن كسر فقال: والرجز فاهجر، فالرجز العذاب، والمعنى: وذا العذاب فاهجر، يعني: الأصنام، لأن عبادتها تؤدّي إلى العذاب، وقد قال: لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك [الأعراف/ 134]، ويجوز أن يكون الرّجز والرّجز لغتين، كالذّكر والذّكر قال قتادة: هما صنمان كانا عند البيت، أساف ونائلة). [الحجة للقراء السبعة: 6/338]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({والرجز فاهجر} 5
قرأ حفص {والرجز فاهجر} بضم الرّاء يعني الصّنم كذا قال الحسن البصريّ
وقرأ الباقون {والرجز} بالكسر يعي العذاب وحجتهم قوله {لئن كشفت عنّا الرجز} يعني العذاب
ومعنى الكلام اهجر ما يؤديك إلى عذاب قال الزّجاج هما لغتان ومعناهما واحد). [حجة القراءات: 733]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {والرجز} قرأه حفص بضم الراء، وكسرها الباقون. وحجة من ضم أنه جعله اسم صنم، وقيل: هما صنمان كانا عند البيت «إساف ونائلة».
2- وحجة من كسر أنه جعل {الرجز} العذاب، والمعنى أنه أمر أن يهجر ما يحل العذاب من أجله، والتقدير: وذا الرجز فاهجر، وهو الصنم، وحسن إضافة الصنم إلى العذاب، لأن عبادته تؤدي إلى العذاب، وقيل: هما لغتان في العذاب كـ الذِّكر والذُكرْ»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/347]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {وَالرُّجْزَ} [آية/ 5] بضم الراء:-
قرأها عاصم ص- ويعقوب.
والوجه أنه اسم صنم، يقال له الرجز بضم الراء.
وقيل إن الرجز لغة في الرجز كالذكر والذكر.
وقرأ الباقون {وَالرُّجْزَ} بكسر الراء.
والوجه أنه العذاب، يدل عليه قوله تعالى {وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ} أي العذاب، والمعنى: واهجر الذي يفضي إلى العذاب، وذاك هو الأصنام على ما ذكروا). [الموضح: 1311]

قوله تعالى: {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن: [وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرْ]، جزما.
وقرأ الأعمش: [تَسْتَكْثِرَ]، نصبا.
قال أبو الفتح: أما الجزم فيحتمل أمرين:
أحدهما: أن يكون بدلا من قوله: {تَمْنُن}، حتى كأنه قال: لا تستكثر، فإن قال. فعبرة البدل أن يصلح لإقامة الثاني مقام الأول، نحو ضربت أخاك زيدا، فكأنك قلت: ضربت زيدا، وأنت لو قلت: لا تستكثر لم يدللك النهي عن المن للاستكثار، وإنما كان يكون فيه النهي عن الاستكثار مرسلا، وليس هذا هو المعنى، وإنما المعنى: لا تمنن من مستكثر، أي: امنن منّ من لا يريد عوضا، ولا يطلب الكثير عن القليل.
قيل: قد يكون البدل على حذف الأول، وكذلك أيضا قد يكون على نية إثباته. وذلك كقولك: زيد مررت به أبي محمد، فتبدل أبا محمد من الهاء. ولو قلت: زيد مررت بأبي محمد على
[المحتسب: 2/337]
حذف الهاء كان قبيحا. فقوله تعالى: {وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} من هذا القبيل، لا من الأول وأنكر أبو حاتم الجزم على البدل، وقال: لأن المن ليس بالاستكثار فيبدل منه، وبينهما من النسبة ما ذكرته لك.
وأما الوجه الآخر فأن يكون أراد: {تَسْتَكْثِرُ}، فأسكن الراء؛ لثقل الضمة مع كثرة الحركات، كما حكاه أبو زيد من قولهم: [بَلَى وَرُسُلْنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ]، بإسكان اللام. وقد مضى هذا فيما قبل مستقصى.
فأما [تَسْتَكْثِرَ]، بالنصب فبأن مضمرة على ما أذكره لك، وذلك أن يكون بدلا من قوله: {وَلا تَمْنُن} على المعنى. ألا ترى أن معناه لا يكن منك من واستكثار؟ فكأنه قال: لا يكن منك من أن تستكثر فتضمر أن لتكون مع الفعل المنصوب بها بدلا من المن في المعنى الذي دل عليه الفعل، ونظير اعتقاد المصدر مغروما عن الفعل في نحو هذا - قولهم: لا تشتمه فيشتمك، أي: لا يكن منك شم له، ولا منه أن يشتمك. فكما ساغ هناك تقدير المصدر، فكذلك ساغ هنا تقديره أيضا.
ومما وقع في الفعل موقع المصدر ما أنشده أبو زيد من قوله:
فقالوا ما تشاء فقلت ألهو ... إلى الإصباح آثر ذي أثير
أراد اللهو موضع ألهو وهذا واضح). [المحتسب: 2/338]

قوله تعالى: {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7)}
قوله تعالى: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8)}
قوله تعالى: {فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9)}
قوله تعالى: {عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس