عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 25 ذو القعدة 1439هـ/6-08-2018م, 12:30 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا أُولَٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ويقولون آمنا بالله} الآية، نزلت في المنافقين، وسببها فيما روي أن رجلا من المنافقين اسمه بشر كان بينه وبين رجل من اليهود خصومة، فدعاه اليهود إلى التحاكم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان المنافق مبطلا، فأبى من ذلك ودعا اليهود إلى كعب بن الأشرف، فنزلت هذه الآية فيه، وأسند الزهراوي عن الحسن بن أبي الحسن أنه قال: من دعاه خصمه إلى حكم من حكام المسلمين فلم يجب فهو ظالم). [المحرر الوجيز: 6/402]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"مذعنين" أي مظهرين للانقياد والطاعة، وهم إنما فعلوا ذلك حيث أيقنوا بالنجح، وأما إذا طلبوا بحق فهم عنه معرضون). [المحرر الوجيز: 6/402]

تفسير قوله تعالى: {أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ۚ بَلْ أُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم وقفهم تعالى على أسباب فعلهم توقيف توبيخ، أي ليقروا بأحد هذه الوجوه التي عليهم في الإقرار بها ما عليهم، وهذا التوقيف يستعمل في الأمور الظاهرة مما يوبخ به أو مما يمدح به، فهو بليغ جدا، ومنه قول جرير:
ألستم خير من ركب المطايا ... البيت
ثم حكم عليهم بأنهم هم الظالمون، وقال: أن يحيف الله عليهم ورسوله من حيث إن
[المحرر الوجيز: 6/402]
الرسول عليه الصلاة والسلام إنما يحكم بأمر الله وشرعه. والحيف: الميل). [المحرر الوجيز: 6/403]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قل لا تقسموا طاعة معروفة إن الله خبير بما تعملون قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين}
قرأ الجمهور: "قول" بالنصب، وقرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والحسن، وابن أبي إسحاق: "قول" بالرفع، واختلف عن الآخرين. قال أبو الفتح: شرط "كان" أن يكون اسمها أعرف من خبرها، فقراءة الجمهور أقوى، والمعنى: إنما كان الواجب أن يقوله المؤمنون إذا دعوا إلى حكم الله ورسوله أن يقولوا: سمعنا وأطعنا، فـ "كان" هذه ليست إخبارا عن الماضي، وإنما كقول الصديق رضي الله عنه: ما كان لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعل الدعاء إلى الله من حيث هو إلى شرعه ودينه. وقرأ الجمهور: "ليحكم" على بناء الفعل للفاعل، وقرأ أبو جعفر، والجحدري، وخالد بن إلياس، والحسن: "ليحكم" على بناء الفعل للمفعول، و"المفلحون": البالغون آمالهم في دنياهم وآخرتهم). [المحرر الوجيز: 6/403]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (52)}

تفسير قوله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ ۖ قُلْ لَا تُقْسِمُوا ۖ طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (53)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و "جهد اليمين" بلوغ الغاية في تعقيدها، و"ليخرجن" معناه: إلى الغزو، وهذه في المنافقين الذين تولوا حين دعوا إلى الله ورسوله. وقوله: {قل لا تقسموا طاعة معروفة} يحتمل معاني: أحدها النهي عن القسم الكاذب؛ إذ عرف أن طاعتهم دغلة رديئة، فكأنه يقول: لا تغالطوا فقد عرف ما أنتم عليه، والثاني أن يكون المعنى: لا تتكلفوا القسم، طاعة متوسطة على قدر الاستطاعة أمثل وأجدى عليكم، وفي
[المحرر الوجيز: 6/403]
هذا الوجه إبقاء عليهم، والثالث أن يكون المعنى: لا تقنعوا بالقسم، طاعة تعرف منكم وتظهر عليكم هو المطلوب منكم، والرابع أن يكون المعنى: لا تقنعوا لأنفسكم بإرضائنا بالقسم، طاعة الله معروفة، وشرعه وجهاد عدوه مهيع لائح، وقوله تعالى: {إن الله خبير بما تعملون} متصل بقوله: {لا تقسموا}، و{طاعة معروفة} اعتراض بليغ). [المحرر الوجيز: 6/404]

رد مع اقتباس