عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 11:51 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إذ قال ربّك للملائكة إنّي خالقٌ بشرًا من طينٍ (71) فإذا سوّيته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين (72) فسجد الملائكة كلّهم أجمعون (73) إلاّ إبليس استكبر وكان من الكافرين}.
وقوله: {إذ قال ربّك} من صلة قوله: {إذ يختصمون} وتأويل الكلام: ما كان لي من علمٍ بالملأ الأعلى إذ يختصمون حين قال ربّك يا محمّد {للملائكة إنّي خالقٌ بشرًا من طينٍ} يعني بذلك خلق آدم). [جامع البيان: 20/143-144]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 71 - 74.
أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون} {إذ قال ربك للملائكة} قال: هذه الخصومة). [الدر المنثور: 12/625]

تفسير قوله تعالى: (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) )
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {إنّي خالقٌ بشرًا من طينٍ (71) فإذا سوّيته ونفخت فيه من روحي}
- أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربيٍّ، قال: حدّثنا معتمرٌ يعني ابن سليمان، قال: حدّثنا أبي، عن سليمان، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: " احتجّ آدم وموسى، فقال: يا آدم، أنت الّذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، أغويت النّاس، وأخرجتهم من الجنّة، فقال آدم: وأنت موسى الّذي، اصطفاك الله بكلامه، تلومني على عملٍ عملته كتبه الله عليّ قبل أن يخلق السّموات والأرض؟ "، قال: «فحجّ آدم موسى»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/236]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فإذا سوّيته ونفخت فيه من روحي} يقول تعالى ذكره: فإذا سوّيت خلقه، وعدّلت صورته، ونفخت فيه من روحي، قيل: عني بذلك: ونفخت فيه من قدرتي.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثت عن المسيّب بن شريكٍ، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك {ونفخت فيه من روحي} قال: من قدرتي.
{فقعوا له ساجدين} يقول: فاسجدوا له وخرّوا له سجّدًا). [جامع البيان: 20/144]

تفسير قوله تعالى: (فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فسجد الملائكة كلّهم أجمعون} يقول تعالى ذكره: فلمّا سوّى اللّه خلق ذلك البشر وهو آدم ونفخ فيه من روحه، سجد له الملائكة كلّهم أجمعون، يعني بذلك: الملائكة الّذين هم في السّموات والأرض). [جامع البيان: 20/144]

تفسير قوله تعالى: (إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {إلاّ إبليس استكبر} يقول: غير إبليس، فإنّه لم يسجد، استكبر عن السّجود له؛ تعظّمًا وتكبّرًا {وكان من الكافرين} يقول: وكان بتعظّمه ذلك، وتكبّره على ربّه ومعصيته أمره، ممّن كفر في علم اللّه السّابق، فجحد ربوبيّته، وأنكر ما عليه الإقرار له به من الإذعان بالطّاعة.
- كما حدّثنا أبو كريبٍ، قال: قال أبو بكرٍ في: {إلاّ إبليس استكبر وكان من الكافرين} قال: قال ابن عبّاسٍ: كان في علم اللّه من الكافرين). [جامع البيان: 20/144-145]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديّ أستكبرت أم كنت من العالين (75) قال أنا خيرٌ منه خلقتني من نارٍ وخلقته من طينٍ}.
يقول تعالى ذكره: {قال} اللّه لإبليس، إذ لم يسجد لآدم، وخالف أمره: {يا إبليس ما منعك أن تسجد} يقول: أيّ شيءٍ منعك من السّجود {لما خلقت بيديّ} يقول: لخلق يديّ؛ يخبر تعالى ذكره بذلك أنّه خلق آدم بيديه.
- كما حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، قال: أخبرني عبيدٌ المكتب، قال: سمعت مجاهدًا يحدّث عن ابن عمر، قال: خلق اللّه أربعةً بيده: العرش، وعدن، والقلم، وآدم، ثمّ قال لكلّ شيءٍ كن فكان.
وقوله: {أستكبرت} يقول لإبليس: تعظّمت عن السّجود لآدم، فتركت السّجود له استكبارًا عليه، ولم تكن من المتكبّرين العالين قبل ذلك {أم كنت من العالين} يقول: أم كنت كذلك من قبل ذا علوٍّ وتكبّرٍ على ربّك). [جامع البيان: 20/145]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (من آية 75 - 83
أخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنة وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في الأسماء والصفات عن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلق الله ثلاثة أشياء بيده، خلق آدم بيده وكتب التوراة بيده وغرس الفردوس بيده، ثم قال: وعزتي لا يسكنها مدمن خمر ولا ديوث، قالوا: يا رسول الله قد عرفنا مدمن الخمر فما الديوث قال: الذي يشير لأهله السوء). [الدر المنثور: 12/625-626]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: خلق الله أربعا بيده، العرش وجنات عدن والقلم وآدم، ثم قال لكل شيء كن فكان، واحتجب من خلقه بأربعة، بنار وظلمة ونور وظلمة). [الدر المنثور: 12/626]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج هناد عن ميسرة رضي الله عنه قال: خلق الله أربعة بيده، خلق آدم بيده وكتب التوراة بيده وغرس جنة عدن بيده وخلق القلم بيده.
وأخرج هناد عن إبراهيم رضي الله عنه، مثله). [الدر المنثور: 12/626]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن كعب قال: إن الله لم يخلق بيده إلا ثلاثة أشياء، خلق آدم بيده وكتب التوراة بيده وغرس جنة عدن بيده). [الدر المنثور: 12/627]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {قال أنا خيرٌ منه خلقتني من نارٍ} يقول جلّ ثناؤه: قال إبليس لربّه: فعلت ذلك فلم أسجد للّذي أمرتني بالسّجود له لأنّي خيرٌ منه وكنت خيرًا لأنّك خلقتني من نارٍ وخلقته من طينٍ، والنّار تأكل الطّين وتحرقه، فالنّار خيرٌ منه، يقول: لم أفعل ذلك استكبارًا عليك، ولا لأنّي كنت من العالين، ولكنّي فعلته من أجل أنّي أشرف منه.
وهذا تقريعٌ من اللّه المشركين، الّذين كفروا بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، وأبوا الانقياد له، واتّباع ما جاءهم به من عند اللّه استكبارًا عن أن يكونوا تبعًا لرجلٍ منهم حين قالوا: {أؤنزل عليه الذّكر من بيننا} و{هل هذا إلاّ بشرٌ مثلكم} فقصّ عليهم تعالى ذكره قصّة إبليس وهلاكه باستكباره عن السّجود لآدم بدعواه أنّه خيرٌ منه، من أجل أنّه خلق من نارٍ، وخلق آدم من طينٍ، حتّى صار شيطانًا رجيمًا، وحقّت عليه من اللّه لعنته، محذّرهم بذلك أن يستحقّوا باستكبارهم على محمّدٍ، وتكذيبهم إيّاه فيما جاءهم به من عند اللّه حسدًا وتعظّمًا من اللّعن منه والسّخط ما استحقّه إبليس بتكبّره عن السّجود لآدم). [جامع البيان: 20/145-146]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله فإنك رجيم قال ملعون). [تفسير عبد الرزاق: 2/170]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال فاخرج منها فإنّك رجيمٌ (77) وإنّ عليك لعنتي إلى يوم الدّين (78) قال ربّ فأنظرني إلى يوم يبعثون}.
يقول تعالى ذكره: قال الله لإبليس: {فاخرج منها} يعني من الجنّة {فإنّك رجيمٌ} يقول: فإنّك مرجومٌ بالقوم، مشتومٌ ملعونٌ.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فاخرج منها فإنّك رجيمٌ} قال: والرّجيم: اللّعين.
- حدّثت عن المحاربيّ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، بمثله). [جامع البيان: 20/146-147]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وإنّ عليك لعنتي} يقول: وإنّ لك طردي من الجنّة {إلى يوم الدّين} يعني: إلى يوم مجازاة العباد ومحاسبتهم). [جامع البيان: 20/147]


رد مع اقتباس