عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 07:01 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الإسراء

[ من الآية (73) إلى الآية (77) ]
{وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75) وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (76) سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا (77)}

قوله تعالى: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73)}

قوله تعالى: {وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74)}

قوله تعالى: {إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75)}

قوله تعالى: {وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (76)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وإذًا لا يلبثون خلفك (76)
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم (خلفك) بفتح الخاء وسكون اللام، وقرأ الحضرمي (خلفك) و(خلافك) جميعا، وقرأ الباقون (خلافك) بكسر الخاء، والألف.
قال أبو منصور: المعنى في خلفك وخلافك واحد، أي: لا يلبثون بعدك إلا قليلا.
وقال الفراء: أراد جلّ وعزّ: أنك لو خرجت ولم يؤمنوا لنزل بهم العذاب بعد خروجك.
قال: وقدم رسول الله صلى اللّه عليه المدينة فحسدته اليهود، وثقل عليهم مكانه، فقالوا: إنك لتعلم أن هذه البلاد ليست بلاد الأنبياء، فإن كنت نبيًّا فاخرج إلى الشام، فإنها بلاد الأنبياء، قال: فعسكر النبي - صلى الله عليه وسلم - على أميال من المدينة، فأنزل الله جلّ وعزّ (وإن كادوا ليستفزّونك من الأرض) أي: من المدينة، الآية). [معاني القراءات وعللها: 2/98]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (19- وقوله تعالى: {وإذا لا يلبثون خلفك} [76].
قرأ حمزة والكسائي وابن عامر وحفص عن عاصم {خلفك}.
والباقون {خلفك} قال: وإنما اخترنا ذلك، لأن معناه: بعدك كما قال تعالى: {فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها} أي: لما بعدها من الأمم، وليس هذا كقوله: {بمقعدهم خلف رسول الله} لأن الخلاف هناك مخالفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/380]
قال أبو عبد الله: يقال: جئت بعدك وخلفك وخلافك بمعنى واحد، قال الشاعر:
عفت الرذاذ خلافها فكأنما = بسط الشواطب بينهن حصيرا
يريد: المطر الخفيف، ويصف روضة وأرضا غب مطر تهتز خضراء). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/381]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في كسر الخاء وإثبات الألف في قوله عز وجل: (خلفك) [الإسراء/ 76].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر: (لا يلبثون خلفك).
حفص عن عاصم: خلافك.
وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي خلافك.
زعم أبو الحسن أنّ خلافك في معنى خلفك، وأنّ يونس روى
[الحجة للقراء السبعة: 5/113]
ذلك عن عيسى وأن معناه: بعدك. فمن قرأ (خلفك) وخلافك فهو في تقدير القراءتين جميعا على حذف المضاف، كأنّه: لا يلبثون بعد خروجك. وكان حذف المضاف في الآية وفي قول ذي الرّمة:
له واحف والصّلب حتى تقطّعت... خلاف الثّريّا من أريك مآربه
المعنى: خلاف طلوع الثريا، وحسن حذف المضاف لأنه إحدى الجهات التي تضاف إلى الأسماء التي هي أعيان وليست أحداثا. وقد أضافوا هذه الظروف كما يضاف إلى أسماء الأعيان، وكأنّهم لم يستحبّوا إضافتها إلى خلاف ما جرى عليه كلامهم في إضافتها، كما أنّها لما جرت منصوبة في كلامهم تركوها على نصبها إذا وقعت في غير موضع النصب كقوله: وإنا منا الصالحون ومنادون ذلك [الجن/ 11] وقوله: يوم القيامة يفصل بينكم [الممتحنة/ 3] فكما تركوها على النصب هنا، كذلك أضافوها إلى الأسماء الأعيان، وكان كذلك من جعل قوله: خلاف رسول الله [التوبة/ 81] اسما للجهة على حذف المضاف، كأنه: خلاف خروج رسول الله، ومن جعله مصدرا جعله مضافا إلى المفعول به، وعلى أيّ الأمرين حمل في سورة التوبة كان قوله: بمقعدهم. المقعد فيه مصدر في معنى القعود، ولا يكون اسما للمكان، لأن أسماء الأماكن لا يتعلّق بها شيء.
ومعنى قوله: وإن كادوا ليستفزونك من الأرض قال أبو
[الحجة للقراء السبعة: 5/114]
عبيدة: ليخرجوك منها. [الإسراء/ 76] فأمّا الأرض فهو بلده، وحيث يستوطنه، وكذلك قوله: أو ينفوا من الأرض [المائدة/ 33]، إنما هو من حيث كانوا يتصرّفون فيه لمعاشهم ومصالحهم، ولا يجوز أن يعنى به جميع الأرض، لأنه لا سبيل إلى إخراجه من جميعها، وكذلك قوله: فلن أبرح الأرض [يوسف/ 80] إنما يريد به الأرض التي كان قصدها للامتياز منها، فربّما أطلقت اللفظة، والمراد بها المكان المخصوص، وربما خصّص في اللفظ: يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره [الشعراء/ 35] إنما يعني به بلادهم ومواطنهم.
ولو أخرجوك من أرضك، لم يلبثوا بعدك إلا قليلا حتى يستأصلوا، وهذه الآية كقوله: وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك، أو يقتلوك، أو يخرجوك [الأنفال/ 30] فلو أخرجوك لاستأصلناهم كسنّتنا في إخراج الرسل قبلك إذا أخرجوا من ديارهم، ومن ظهرانيهم. وقد أخرج النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم من مكة قال: وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم [محمد/ 13] فحكم فيهم بالقتل، ولم يؤخذوا بالاستئصال لما سبق من القول بأنه لا تهلك هذه الأمة بالاستئصال.
وكذلك جاء وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون [الإسراء/ 59] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/115]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وإذا لا يلبثون خلافك إلّا قليلا}
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر (وإذا لا يلبون خلفك) بغير ألف أي بعدك كما قال جلّ وعز {نكالا لما بين يديها وما خلفها} أي بعدها
وقرأ الباقون خلاخل بالألف أي مخالفتك قال ذلك الفراء يقول لو أنّك خرجت ولم يؤمنوا لنزل بهم العذاب وحجتهم إجماع الجميع على قوله {فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله} فردّوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه). [حجة القراءات: 408]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (21- قوله: {يلبثون خلافك} قرأ ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي {خلافك} بكسر الخاء وبألف بعد اللام، وقرأ الباقون «خلفك» بغير الألف وفتح الخاء وهما لغتان بمعنى واحد، وحكى الأخفش أن {خلافك} بمعنى «خلفك» ومعنى «خلفك» و{خلافك} بعدك، وفي الكلام حذف مضاف تقديره: وإذًا لا يلبثون بعد خروجك إلا قليلا، وهو بمنزلة قوله: {بمقعدهم خلاف رسول الله} «التوبة 81» أي خلف خروج رسول الله، إن جعلت «خلاف» ظرفا، وإن جعلته اسمًا لم تقدر حذفا، و«المعقد» بمعنى القعود). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/50]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (20- {لَا يَلْبَثُونَ خَلْفَكَ} [آية/ 76] بفتح الخاء من غير ألف:
قرأها ابن كثير ونافعٌ وأبو عمرو وعاصم ياش-.
وقرأ الباقون {خِلافك} بالألف وكسر الخاء.
والوجه أن {خَلْفَكَ} و{خِلافَكَ} لغتان بمعنًى واحد، والمراد به بعدك والتقدير في القراءتين جميعًا أن يكون على حذف المضاف كأنه قال: لا يلبثون خلف خروجك أو خلاف خروجك). [الموضح: 764]

قوله تعالى: {سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا (77)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس