عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 11:08 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (1) إلى الآية (4) ]
{أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1) يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (2) خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (3) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4)}

قوله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1)}
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عمّا يشركون}
قرأ حمزة والكسائيّ (سبحانه وتعالى عمّا تشركون) بالتّاء وكذلك
[حجة القراءات: 384]
الّذي بعده وحجتهما قوله {فلا تستعجلوه} رد الخطاب الثّاني على الأول
وقرأ الباقون بالياء على الابتداء لا يردون على أول الكلام ولهم حجتان إحداهما أن سعيد بن جبير قرأ (أتى أمر الله فلا يستعجلوه) بالياء والثّانية أن الله تعالى أنزل القرآن على محمّد صلى الله عليه فقال محمّد تنزيها لله {سبحانه وتعالى عمّا يشركون} ). [حجة القراءات: 385]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وقد تقدم ذكر {عما يشركون} «1» في موضعين، في هذه السورة، وكذلك ذكرنا {أن تأتيهم} «33» و{فيكون} «40» و{نوحي} «43» و{يعرشون} «68» و{أمهاتكم} «78» و{القدس} «102»، و{يلحدون} «103» فأغنى ذلك عن الإعادة والتكرير، فاطلب كل حرف مع نظيره الأول). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/34]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {عَمَّا تُشْرِكُونَ} [آية/ 1 و3] بالتاء:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه على الخطاب وفقًا لما قبله وهو قوله {فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ} بالتاء، والكل على مخاطبة الكفار.
وقرأ الباقون بالياء.
والوجه أنه على الغيبة، والمعنى: تعالى عما يشرك المشركون، ويكون قوله {فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ} خطابًا للمؤمنين، أو للمؤمنين وغيرهم، إلا أن قوله {يشركون} للكفار فحسب). [الموضح: 729] (م)

قوله تعالى: {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (2)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (ينزّل الملائكة)
روى الكسائي عن أبي بكر (تنزّل) بتاء مضمومة، و(الملائكة) رفع ما رواه غيره.
وقرأ الباقون (ينزّل الملائكة) بالياء، و(الملائكة) نصب، ولم يقرأ أحدٌ ما (تنزل الملائكة) على (تفعّل) بمعنى: تتفعّل.
قال أبو منصور: من قرأ (تنزّل الملائكة) فهو على ما لم يسم فاعله، والقراءة المختارة (ينزل الملائكة) أي: ينزلهم الله). [معاني القراءات وعللها: 2/75]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: ينزل الملائكة [2] في التخفيف، والتشديد، والتاء، والياء.
فقرأ ابن كثير ونافع وعاصم وابن عامر وأبو عمرو وحمزة والكسائي: ينزل الملائكة بالياء، غير أنّ ابن كثير وأبا عمرو أسكنا النون، وخفّفا الزاي وشدّدها الباقون.
وروى الكسائيّ عن أبي بكر عن عاصم: (تنزل الملائكة) بالتاء مضمومة، وفتح الزاي. (الملائكة) رفع.
فاعل ينزل الضمير العائد إلى اسم الله تعالى، في أتى أمر الله [1].
فأمّا إسكان النون في (ينزل) وتخفيفها وتشديدها، فكل واحد من القراءتين سائغ؛ قال: إنا نحن نزلنا الذكر [الحجر/ 9] وقال: وأنزلنا إليك الذكر [النحل/ 44].
فأما ما روي عن عاصم من قوله: (تنزل الملائكة) فإنّه
[الحجة للقراء السبعة: 5/53]
أنّث الفعل لإسناده إلى الملائكة، كما قال: إذ قالت الملائكة [آل عمران/ 45]، وبنى الفعل للمفعول، وأسند إليهم، والأوّل أبين). [الحجة للقراء السبعة: 5/54]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ينزل الملائكة بالروح}
قرأ أبو بكر في رواية الكسائي {تنزل} بالتّاء مضمومة وفتح الزّاي {الملائكة} رفع على ما لم يسم فاعله وحجته قوله {ونزل الملائكة}
وقرأ روح {تنزل الملائكة} بفتح التّاء وحجته قوله {تنزل الملائكة والروح فيها}
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو {ينزل الملائكة} أي الله ينزلها وحجتهم قوله {ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة} وحجتهم في التّخفيف {وأنزلنا إليك الذّكر}
[حجة القراءات: 385]
وقرأ الباقون بالتّشديد وحجتهم قوله {إنّا نحن نزلنا الذّكر} ). [حجة القراءات: 386]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ} [آية/ 2] بفتح التاء والنون والزاي مشددة، و{الملائِكَةُ} رفعٌ:
قرأها يعقوب وحده ح- و-ان-.
[الموضح: 729]
والوجه أن الأصل تتنزل فُحذف إحدى التاءين وهي الثانية لاجتماعهما، وقد مضى مثله، وارتفاع {الملائكةُ} بإسناد الفعل إليه، والتاء في {تَنَزَّلُ} لأجل تأنيث {الملائكة}؛ لكونها جماعة.
وروى ياش- عن عاصم {تُنَزَّلُ} بضم التاء وفتح النون، والزاي مشددة، ورفع {الملائكةُ}.
والوجه أن الفعل مبنيٌّ للمفعول به، وهو مضارع نُزِّلت على ما لم يُسم فاعله، وهو مسندٌ إلى المفعول به وهو {الملائكةُ}.
وإنما أُنث الفعل لتأنيث الملائكة على ما قدمنا، كما قال تعالى {إذْ قَالَتِ الملائكةُ}.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو {يُنْزِلُ} بالياء مضمومةً وإسكان النون وكسر الزاي وتخفيفها، ونصب {الملائكة}.
وكذلك روى يس- عن يعقوب.
والوجه أن الفعل مسند إلى ضمير اسم الله تعالى في قوله {أَتَى أَمْرُ اللهِ}، والمعنى يُنزل الله الملائكة، و{الملائكةَ} نصبٌ بأنه مفعول به، والفعل من الإنزال الذي هو مُتعدي النزول، يقال نزل الشيء وأنزلته أنا.
وقرأ الباقون {يُنَزِّلُ} بضم الياء وفتح النون وكسر الزاي وتشديدها.
والوجه أن الفعل من التنزيل، وهو منقول من نَزَلَ بالتخفيف، يقال نَزَلَ
[الموضح: 730]
الشيء ونزَّلته بالتشديد وأنزلته بالهمزة، وكلاهما بمعنًى واحد، والفعل أيضًا مسندٌ إلى ضمير اسم الله تعالى، أي ينزّل الله الملائكة). [الموضح: 731]

قوله تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (3)}
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {عَمَّا تُشْرِكُونَ} [آية/ 1 و3] بالتاء:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه على الخطاب وفقًا لما قبله وهو قوله {فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ} بالتاء، والكل على مخاطبة الكفار.
وقرأ الباقون بالياء.
والوجه أنه على الغيبة، والمعنى: تعالى عما يشرك المشركون، ويكون قوله {فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ} خطابًا للمؤمنين، أو للمؤمنين وغيرهم، إلا أن قوله {يشركون} للكفار فحسب). [الموضح: 729] (م)

قوله تعالى: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس