عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 02:10 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة التوبة
[ من الآية (61) إلى الآية (63) ]

{ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (61) يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ (62) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ (63)}


قوله تعالى: {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (61)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (قل أذن خيرٍ لكم... (61)
قرأ عاصم في رواية الأعشى عن أبي بكر عنه (قل أذنٌ خيرٌ لكم) منونة رفعًا، وقرأ الباقون بالإضافة.
قال أبو منصور: من قرأ (قل أذنٌ خيرٌ لكم) فمعناه: قل يا محمد: هو يستمع منكم، ويكون قريبًا منكم، قابلاً بعذركم (خيرٌ لكم).
وذلك أن المنافقين قالوا: إن محمد أذن، ومتى بلغه عنّا أمرٌ حلفنا له
[معاني القراءات وعللها: 1/457]
يقبله منّا؛ لأنه أذن، أي: يسمع ما يقال فيصدق به.
فكان الجواب لهم على ما قالوا: قل يا محمد: إن كان أذنًا كما تقولون فهو خيرٌ لكم، ولكنه يصدق المؤمنين. ويكذبكم.
ومن قرأ (قل أذن خيرٍ لكم) فهو نفي لما قالوا، والمعنى: أنه مستمع خير لكم، وهو يصدّق الله جلّ وعزّ، ويصدّق المؤمنين فيما يخبرونه به، ولا يصدق الكافرين، ولا يستمع إلى كذب المنافقين استماع المصدّق لهم). [معاني القراءات وعللها: 1/458]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ورحمةٌ للّذين آمنوا منكم... (61).
قرأ حمزة وحده (ورحمةٍ) خفضًا، وكذلك روى أبو عمارة عن يعقوب عن نافع (ورحمةٍ) خفضًا، مثل حمزة، وقرأ الباقون (ورحمةٌ) رفعًا.
قال أبو منصور: من قرأ (ورحمةٍ) عطفه علي أذن خير وأذن رحمة للمؤمنين.
ومن قرأ (ورحمةٌ) رفعًا فالمعنى: وهو رحمة للذين آمنوا؛ لأنه كان سبب إيمان المؤمنين). [معاني القراءات وعللها: 1/458]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (10- وقوله تعالى: {قل أذن خير لكم} [61].
قرأ نافع وحده: {قل أذن خير لكم} بإسكان الذال.
وقرأ الباقون بضم الذال، وهما لغتان أذن وآذان مثل أطم وآطام وأذن وآذان مثل قفل وأقفال.
والقراءُ كلهم يضيفون إلا ما روى إسماعيل عن نافع أذن خير بالرفع). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/250]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (11- وقوله تعالى: {ورحمة [للذين آمنوا}} [61].
قرأ حمزة وحده {ورحمة}.
ويعقوب عن نافع بالخفض على معنى أذن خير ورحمة وصلاح، لا أذن شر، يقال: رجل أذن: إذا كان حسن الخلق يسمع من كل.
وقال المنافقون: إنا نذكر محمدًا من وراء وراء فإذا بلغه اعتذرنا فإنه يقبل؛ لأنه رجل أذن، فأنزل الله تعالى: {قل أذن خير لكم} لا أذن شر). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/250]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في التثقيل والتخفيف من قوله عز وجل: هو أذن قل أذن خير لكم [التوبة/ 61]. فقرأ نافع وحده: هو أذن قل أذن خير لكم بإسكان الذال فيهما.
وقرأ الباقون: بتثقيل الأذن، وكلّهم يضيف [أذن] إلى خير*].
قال أبو علي: من قال: أذن* فهو تخفيف من أذن، مثل: عنق، وطنب، وظفر. وكل ذلك يجيء على
[الحجة للقراء السبعة: 4/198]
التخفيف، ويدلّك على اجتماع الجميع في الوزن الاتفاق في التكسير، تقول: أذن، وآذان، كما تقول: طنب وأطناب، وعنق وأعناق، وظفر وأظفار.
فأمّا القول في أذن في الآية إذا خففت أو ثقّلت، فإنه يجوز أن يطلق على الجملة، وإن كانت عبارة عن جارحة منها.
كما قال الخليل في الناب من الإبل: إنّه سمّيت به لمكان الناب البازل، فسميت الجماعة كلّها به، وقريب من هذا قولهم للمرأة: ما أنت إلا رجيل، وللرجل: ما أنت إلّا مريّة، ويدلّ على أنهم أرادوا النّاب قولهم، في التصغير: نييب، فلم يلحقوا الهاء ولو كنت مصغّرا لها على حدّ تصغير الجملة لألحقت الهاء في التحقير، كما تلحق في تحقير قدم ونحوها، وعلى هذا قالوا للمرأة: إنما أنت بظر، فلم يؤنّثوا حيث أرادوا الجارحة دون الجملة، وقالوا للربيئة: هو عين القوم، وهذا عينهم.
ويجوز فيه شيء آخر، وهو أن الاسم يجري عليه كالوصف له لوجود معنى ذلك الاسم فيه وذلك كقول جرير:
تبدو فتبدي جمالا زانه خفر... إذا تزأزأت السّود العناكيب
[الحجة للقراء السبعة: 4/199]
فأجرى العناكيب وصفا عليهن، يريد به: أنّهن في الحقارة والدّمامة، كالعناكيب.
وأنشد أبو عثمان:
مئبرة العرقوب إشفى المرفق فوصف المرفق بالإشفى، لما أراد من الدقّة والهزال، وخلاف الدّرم، وقال آخر:
فلولا الله والمهر المفدّى... لأبت وأنت غربال الإهاب
فجعله غربالا لكثرة الخروق فيه من آثار الطعن، وكذلك قوله:
[الحجة للقراء السبعة: 4/200]
حضجر كأمّ التوأمين توكّأت... على مرفقيها مستهلّة عاشر
لمّا أراد وصفه بالانتفاخ والضّخم، وأنّه ليس بضرب خفيف، فيكون متوقدا متنبّها لما يحتاج إليه، فكذلك قوله: هو أذن أجري على الجملة اسم الجارحة لإرادته كثرة
استعماله لها في الإصغاء بها.
ويجوز أن يكون فعلا من أذن يأذن، إذا استمع، والمعنى أنه كثير الاستماع مثل شلل وأذن وسجح، ويقوّي ذلك أنّ أبا زيد قال: قالوا رجل أذن، ويقن، إذا كان يصدّق بكلّ ما يسمع، وكما أنّ يقن صفة، كبطل، كذلك: أذن كشلل، وقالوا: أذن يأذن: إذا استمع وفي التنزيل: وأذنت لربها [الانشقاق/ 2] أي: استمعت، وقالوا: ائذن لكلامي، أي:
استمع له،
وفي الحديث: «ما أذن الله لشيء كإذنه لنبيّ»،
وقال الشاعر:
[الحجة للقراء السبعة: 4/201]
في سماع يأذن الشيخ له* [وحديث مثل ماذيّ مشار] وقول الشاعر:
إن همّي في سماع وأذن تقدير سماع فيه: المسموع، فوضع المصدر موضع المفعول، ألا ترى أنك إن لم تحمله على هذا كان المعنى:
إن همّي في سماع وسماع، وليس كذلك! ولكن المعنى:
إن همّي في مسموع واستماعه، فحذف كما يحذف المفعول في الكلام، وهو كثير، وخاصّة مع المصدر.
قال أحمد: وكلّهم يضيف، [أي: يضيف] أذنا إلى خير، ولا يصفون أذنا بخير، كما روي، من قراءة من وصف الأذن بالخير، فقال: أذن خير لكم.
[الحجة للقراء السبعة: 4/202]
والمعنى في الإضافة: مستمع خير وصلاح، ومصغ إليه ولا مستمع شرّ وفساد). [الحجة للقراء السبعة: 4/203]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال أحمد: وكلّهم قرأ: ورحمة [التوبة/ 61] رفعا إلّا حمزة، فإنه قرأ: أذن خير لكم ورحمة خفضا، حدثني محمد ابن يحيى الكسائي قال: حدثنا أبو الحارث قال: حدّثنا أبو عمارة حمزة بن القاسم عن يعقوب بن جعفر عن نافع:
ورحمة* مثل حمزة [قال أبو بكر] وهو غلط.
قال أبو علي: من رفع فقال: ورحمة كان المعنى: أذن خير، ورحمة، أي: مستمع خير ورحمة، فجعله الرحمة لكثرة هذا فيه. وعلى هذا [قوله سبحانه]: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين [الأنبياء/ 107] كما قال: بالمؤمنين رؤوف رحيم [التوبة/ 128] ويجوز أن يقدر حذف المضاف من المصدر.
فأما الجر في رحمة فعلى العطف على خبر، كأنه:
أذن خير ورحمة.
فإن قلت: أفيكون أذن رحمة؟
فإن هذا لا يمتنع، لأن الأذن في معنى: مستمع في
[الحجة للقراء السبعة: 4/203]
الأقوال الثلاثة التي تقدّمت، وكأنه مستمع رحمة، فجاز هذا كما كان مستمع خير، ألا ترى أن الرحمة من الخير؟.
فإن قلت: فهلّا استغني بشمول الخير للرحمة وغيرها عن تقدير عطف الرحمة عليه؟ فالقول: إن ذلك لا يمتنع، كما لم يمتنع: اقرأ باسم ربك الذي خلق [العلق/ 1] ثم خصّص فقال: خلق الإنسان من علق، وإن كان قوله: خلق يعمّ الإنسان وغيره فكذلك الرّحمة، إذا كانت من الخير لم يمتنع أن يعطف، فتخصّص الرحمة بالذّكر من بين ضروب الخير، لغلبة ذلك في وصفه وكثرته، كما خصّص الإنسان بالذّكر، وإن كان الخلق قد عمّه وغيره، والبعد بين الجارّ وما عطف عليه لا يمنع من العطف، ألا ترى أنّ من قرأ: وقيله يا رب [الزخرف/ 88] إنّما يحمله على: وعنده علم الساعة [الزخرف/ 85] وعلم قيله.
فإن قلت: أيكون الجرّ في رحمة* على اللام في قوله:
ويؤمن للمؤمنين [التوبة/ 61]، فإنّ ذلك ليس وجها، لأن اللام في قوله: ويؤمن للمؤمنين على حدّ اللام في قوله:
ردف لكم أو على المعنى، لأن معنى يؤمن: يصدّق، فعدّي
[الحجة للقراء السبعة: 4/204]
باللام، كما عدّي مصدّق به في نحو: مصدقا لما بين يدي من التوراة [آل عمران/ 50] ولا يكون يؤمن للرحمة، والمعنى: يؤمن الرحمة، لأن هذا الفعل لا يقع عليه في المعنى، ألا ترى أنك لا تقول: يصدّق الرحمة ؟ وزعموا أنّ الأعمش قرأ: قل أذن خير ورحمة لكم وكذلك هو في حرف أبيّ وعبد الله زعموا). [الحجة للقراء السبعة: 4/205]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن باللّه ويؤمن للمؤمنين ورحمة للّذين آمنوا منكم}
قرأ نافع (قل هو أذن) بإسكان الذّال في كل القرآن كأنّه استثقل ثلاث ضمات فسكن وقرأ الباقون بضم الذّال على أصل الكلمة
قرأ أبو بكر في رواية الأعشى (قل هو أذن) منون {خير لكم}
[حجة القراءات: 319]
بالرّفع والتنوين المعنى قل يا محمّد فمن يستمع منكم ويكون قريبا منكم قابلا للعذر خير لكم
وقرأ الباقون {أذن خير} بالإضافة وهو نفي لما قالوه المعنى أذن خير لا أذن شرّ أي مستمع خير ثمّ بين ممّن يقبل فقال {يؤمن باللّه ويؤمن للمؤمنين} أي يسمع ما ينزله الله عليه فيصدق به ويصدق المؤمنين فيما يخبرونه ولا يصدق المنافقين والباء واللّام زائدتان المعنى يصدق الله ويصدق المؤمنين
قرأ حمزة {ورحمة للّذين آمنوا} بالخفض على العطف على {خير} المعنى أذن خير وأذن رحمة للمؤمنين
وقرأ الباقون {ورحمة} أي وهو رحمة خبر ابتداء لأنّه كان سبب المؤمنين في إيمانهم). [حجة القراءات: 320]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (11- قوله: {قل أذنٌ خيرٍ لكم} قرأه نافع بإسكان الذال، حيث وقع على التخفيف؛ لاجتماع ضمتين لازمتين كـ «طنُب وطُنْب وعُنُق وعُنْق» وقرأ الباقون بالضم على الأصل، وحسن ذلك لقلة حروف الكلمة، وهو الاختيار، لأن عليه الجماعة ولأنه الأصل). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/503]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (12- قوله: {ورحمة للذين} قرأه حمزة «ورحمةٍ» بالخفض، وقرأ الباقون بالرفع.
وحجة من رفع انه عطفه على «أذن» فالمعنى: قل محمد أذن خير لكم ورحمة، أي: هو رحمة، أي: هو مستمع خير وهو رحمة، فجعل النبي الرحمة، لكثرة وقوعها به، وعلى يديه كما قال تعالى ذكره: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} «الأنبياء 107» ويجوز أن يكون الرفع على إضمار مضاف
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/503]
محذوف، تقديره: قل هو أذن خير لكم، وهو ذو رحمة.
13- وحجة من قرأ بالخفض أنه عطفه على «خير»، أي: هو أذن خير وأذن رحمة، لأن الخير هو الرحمة، والرحمة هي الخير، وجاز أن نخبر عن الخير والرحمة بالاستماع، وإن كانا لا تستمعان، لأن المعنى مفهوم أن المراد به المخبر عنه وهو النبي عليه السلام، ولا يحسن عطف «رحمة» على المؤمنين لأنه يصير المعنى: ويؤمن لرحمة، إلا أن يجعل الرحمة القرآن، وتكون اللام زائدة، فيصير التقدير: ويؤمن رحمة، أي يصدق رحمة، أي القرآن، أي يصدق القرآن). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/504]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {هُوَ أُذْنٌ قُلْ أُذُنُ خَيـْرٍ} [آية/ 61] بإسكان الذال فيهما:
قرأها نافع وحده في كل القرآن.
والوجه أنه مخفف من أذن، مثل عنق وطنب وظفر، وجميع هذه الأحرف يجوز فيها التخفيف كما في أذن.
والأذن مخففا ومثقلاً اسم للجارحة المخصوصة، إلا أنها أطلقت على الجملة لكثرة استعماله لها في الإصغاء بها مجازاً واتساعًا.
ويجوز أن يكون بناءً صيغ على فعل من أبنية المبالغة.
وهو من أذن يأذن إذا استمع، قال:
[الموضح: 597]
45- بسماع يأذن الشيخ له
والمعنى أنه كثير الاستماع.
وهو على بناء فعل: صفة، كشلل وأنفٍ.
وقرأ الباقون {أُذُنُ خَيـْرٍ} بتحريك الذال في كل القرآن، وكل القراء يضيف {أُذُنُ} إلا ما روي شاذاً.
والوجه في تحريك الذال من {أُذُنُ} أنه على الأصل غير مخففٍ، ومعنى الإضافة في {أُذُنُ خَيـْرٍ} أنه مستمع خيرٍ وصلاحٍ لا مستمع شرٍ وفسادٍ.
ومن لم يضف وقرأ {أُذُنُ خَيـْر} بالرفع فيهما، والتنوين في {أُذُنٌ فإنه جعل خيراً وصفًا للأذن). [الموضح: 598]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {ورَحْمَةٍ لِّلَّذِينَ آمَنُوا} [آية/ 61]، بالخفض:
قرأها حمزة وحده.
[الموضح: 598]
والوجه أنه عطف على {خَيـْرٍ كأنه قال: قل أذن خيرٍ وأذن رحمةٍ، أي مستمع خير ورحمة.
وقرأ الباقون {ورَحْمَةٌ} بالرفع.
والوجه أنه عطف على قوله {قُلْ أُذُنُ كأنه قال هو أذن خير وهو رحمة، وذلك لكثرة حصول الرحمة منه وصف بأنه رحمة، كما قال الله تعالى {ومَا أَرْسَلْنَاكَ إلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ويجوز أن يكون التقدير: هو أذن وذو رحمة، فحذف ذو، وأقيم المضاف إليه مقامه). [الموضح: 599]

قوله تعالى: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ (62)}

قوله تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ (63)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فأنّ له نار جهنّم خالدًا فيها... (63).
اجتمع القراء على فتح الألف من قوله (فأنّ له) عطفًا على قوله (ألم يعلموا أنّه)، ولو قرأ قارئ بالكسر (فإنّ له)، فهو في العربية جائز على الاستئناف بعد الفاء، كما يقول: له نار جهنم،
ودخلت (إنّ) مؤكدة، كقوله في سورة الجن: (ومن يعص اللّه ورسوله فإنّ له نار جهنّم).
[معاني القراءات وعللها: 1/459]
بالكسر، لم يختلف القراء فيه.
وقد قرأ بعض في سورة براءة (فإنّ له) بالكسر، غير أن قراء الأمصار لما اجتمعوا على الفتح كان المختار). [معاني القراءات وعللها: 1/460]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس